الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النداء الخامس: إلى كل معلم ومعلمة
1:
أوجه هذا النداء إلى كل معلم ومعلمة في جميع المراحل التعليمية، وعلى كافة المستويات والأقسام والكليات الخاصة منها والعامة، أبشر هؤلاء جميعا بأنهم يحملون منهاج النبوة ورسالة الأنبياء، فالأنبياء هم معلمو الخير للناس الموصلون رسالة السماء إلى الأرض، فمن يحمل هذا العلم ينشره بين الناس لا شك أنه جدير بالاحترام والتقدير، وما من عالم أو متعلم إلا جلس بين يدي معلم، فالجميع إذا قد تخرج من بين يدي معلم. فإلى هؤلاء المعلمين أوجه هذا النداء وهو أنكم على ثغر من ثغور الإسلام، فالله الله أن يؤتى الإسلام من قبلكم، إن المعلم هو الذي يستطيع أن يغرس العقيدة الصحيحة، والإيمان الصافي الخالي من الشرك والشك والنفاق في نفوس الشباب، وبإمكان المعلم أن يغرس الفضائل الحميدة، والأخلاق السليمة والتربية السوية لدى الشباب، فتتخرج طبقة من الناس تحمل هم الدعوة، وتجاهد في سبيل نشرها والذب عنها بكل غال، ونفيس ومن ثم بذل الجهد في توصيلها إلى كافة الناس، إن المعلم هو الذي يستطيع أن يغرس الانتماء في نفوس الطلاب، الانتماء إلى هذا الدين العظيم وإلى أمة الإسلام المترامية الأطراف، فالمعلم هو الذي يصنع اللبنات الأولى للمجتمع، وهو الذي بيده التأسيس الأول ووضع اللبنات التأسيسية، ولا بد للمعلم أن يأخذ في الاعتبار أن يكون الأساس قويا متينا وإلا
1 يفضل الرجوع إلى كتاب رسالة إلى المدرسين والمدرسات بقلم الدكتور/ أبو بكر أحمد السيد، وكتاب المدرس ومهارات التوجيه، لمؤلفه محمد بن عبد الله الدويش، دار القطن للنشر يقع الكتاب في 127 صفحة.
تصدع البناء وآل إلى السقوط، وما أسرع الانهيار وأصعب البناء، فالبناء خلال سنين ينهار خلال ساعات ودقائق، فإليكم أيها المعلمون أوجه هذا النداء وأقول: بيدكم الزمام فالتربية والتعليم هما أساس المجتمعات وسر عزها، وقوتها ونهضتها وفي أعناقكم أمانة عظيمة سيسألكم الله عنها، والآباء قد وضعوا فلذات أكبادهم بين أيديكم قد وثقوا فيكم تمام الثقة وجعلوكم أمناء على أولادهم بل الأمة بأكملها، تنتظر منكم العطاء وضم الأجيال الصاعدة إلى ركب البناء، والتعمير والعمل الجاد لخدمة الإسلام والمسلمين، وتقديم الخير والعطاء لهذه الأمة التي هي خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر، وهذا هو سر الخيرية لهذه الأمة المتمسكة بهذا الدين، وبهذه الأخلاق وبهذه الصفات خاصة "أمر بمعروف، نهي عن منكر وإيمان بالله"، وأمل الآباء كبير في المعلمين أنهم أمناء وأن أولادهم ترعاهم أياد أمينة توجه، وتنصح وتربي على الأخلاق والفضائل وخدمة المجتمع الإسلامي.
ففي كل عام ينضم إلى ركب البناء كوكبة من أبنائنا بعد تشبعهم بالعلم والأخلاق من معلمين فضلاء، وأساتذة أمناء فمن بين أيديهم تتخرج الجموع الغفيرة من الشباب الأقوياء ينضمون إلى لبنات المجتمع، فيقوى بهم المجتمع وينهض ويرتفع شامخًا قويًّا في وجه الأعاصير، والفتن وما زال ولن يزال المعلم يربي ويعلم الأجيال، ويخرج الأديب والطبيب والمهندس، وحماة الديار من العسكريين بمختلف تخصصاتهم ورتبهم، كما أن المعلم يتخرج من بين يديه المربي وحامل العلوم، والفنون وغيرهم الكثير من جميع التخصصات المختلفة فمن يحمل الدين الصحيح، والفكر السليم والتربية الرفيعة، والمنهج القويم غيرك
أيها المعلم ومن يحمل هم الدعوة إلى الله، ونشر هذا الدين العظيم إلى جميع الخلق بلا استثناء إلا أنت أيها المعلم، إن على كافة المعلمين أن يحرصوا على تخريج شباب أقوياء العقيدة سليمي الفكر، والتصور لا ينخدعون بالشبهات ولا تجرفهم الشهوات همهم الدعوة إلى الله، وإسعاد المجتمع والعمل على أمنه ورخائه واستقراره.