الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
6-
الإدارة والنظام:
يستمد مدير المركز أو مدير الدائرة سلطته ونظامه عادة من الجهة التي عينته، كوزارة الشئون الإسلامية مثلا أو المؤسسة الخيرية، أو الجماعة الخيرية أو هيئات الإغاثة العالمية والمحلية أو
…
إلخ. ويفضل أن يسمح هذا المدير لغيره يتولى دور القيادة في بعض الأمور مع الإشراف والمتابعة، وبمعنى أوضح توزيع الصلاحيات على جميع العاملين في حقل الدعوة، وإعطائهم الصلاحيات المناسبة لمجال عملهم.
ومن هذا المنطلق تجد الجميع يعمل ويتفانا حبًّا لهذا المسئول لا خوفًا منه، راجين الأجر والثواب من الله لا من المسئولين، والمدير الناجح هو الذي يجعل العمل يسير سواءً كان موجودا أو غير موجود ولا يتأثر العمل بغيابه، وأي عمل يرجى نجاحه لا بد له من إدارة، ونظام نابع عن تخطيط ودراسة كما سبق وبينا ذلك في الموضوع السابق. إن عمل الداعية الفردي والمنبعث من الفرد نفسه وبمفرده وحده الناتج
عن اجتهاداته دون الرجوع إلى أهل العلم والمعرفة، ودون الرجوع إلى دائرة تنظم العمل وتخطط له وترصد حركاته ونتائجه، فإنه عمل قليل الفائدة ونتائجه قد تكون عكسية. إذا لا بد للعمل الدعوي من إدارة تنظم وتخطط كغيرها من الدوائر الأخرى. إن الإدارة التي نريدها هي الإدارة التي تنظم الجهود على أعلى مستوى ممكن، لتجتمع على نشر الخير والصلاح والحق، ومحاربة الفتنة والعدوان والظلم. إن بناء هذه الإدارة بخصائصها الإيمانية، ومقوماتها الشاملة لهي مسئولية الأمة المسلمة، والدعاة المسلمين في كل مكان. إن بعض الإدارات قد تكون واحدة لدى جميع الشعوب، فهذا مدير وهذا نائب مدير، وهذا سكرتير وذاك مستخدم، وهنا ملفات وحاسوب وناسخ إلى غير ذلك من الأمور المنظمة للعمل، إن الإدارة المؤمنة هي التي تنظمي العمل في أعلى مستوى من الإتقان، وفي أقصر وقت ممكن، فهي التي تنظم الوقت والجهد، وتوفر التنسيق وتراعي المواهب والكفاءات، وتحرص على تدريبها وتنميتها لتكون قوية غنية ولتنشر الخير والصلاح، وكذلك فهي الإشراف والمراقبة والمتابعة والتوجيه، وتحدد الصلاحيات والمسئوليات، وتقيم التنسيق والتعاون بين الأفراد، هذه أمور لا بد أن تقوم عليها الدعوة إلى الله في أي مكان وفي أي زمان، وهذا ما نجده واضحًا في نظام الدعوة الإسلامية في المملكة العربية السعودية ممثلة في وزارة الشئون الإسلامية حيث نظمت الدعوة في الداخل والخارج بإدارات مستقلة ترتبط بالوزارة مباشرة تنظم شئون الدعوة والدعاة، وتضع لهم المناهج والأسس والخطط السليمة المستمدة من الكتاب والسنة، وتتابع العمل في الداخل والخارج، مراعية في ذلك التقويم
والتطوير المستمر من خلال ما يكتب، ويرفع من تقارير واقتراحات عن سير الدعوة من قبل الدعاة، إن التنسيق والنظام عنصر أساسي لا يقوم العمل الدعوي بدونه، فهو مطلب لا بد منه لتحقيق الانسجام وتوحيد الجهود، فكل دائرة وكل مركز دعوي يهتم بالدعوة مطالب أن يبادر بالتنسيق مع الدوائر الأخرى، والقطاعات الدعوية المنتشرة داخل المملكة العربية السعودية، وخارجها كل فيما يخصه، ويناسب القطاع الذي يعمل فيه، ويفضل استخدام نماذج موحدة لهذا الغرض.
فالتنسيق يعطي فرصة المشاركة لجميع المستويات الدعوية في زيادة الإنماء وفي إثراء الأفكار، والتوصل إلى اختيار أفضل البدائل واتخاذ القرارات القابلة للتنفيذ، كما أن من الضروري سرعة الاتصال بين الرئيس والمرءوس، والعكس وبين المراكز والإدارات المختلفة للتنسيق وتوحيد العمل، والإجراءات والاستفادة من تجارب الآخرين، وتبادل المعلومات والأفكار بصورة منظمة وفعالة، ومن الأمور الأساسية في التنسيق: الموضوعية في التقويم، إذ لا يوجد عمل بشري بلا أخطاء، والذي لا يخطئ هو الذي لا يعمل، وهذا بحد ذاته خطأ، عند ما يقع الخطأ يجب البحث عن أسبابه وليس تركيز كل الجهود على توجيه اللوم وتبادل الاتهام.
كما أن الإشراف والتقويم عنصر أساسي في الإدارة، ومن المهم جدًّا متابعة عمل الدعاة لتقويم النتائج، وتطبيق مبدأ دعم الإيجابيات وإيقاف السلبيات، وتشجيع المتميزين من الدعاة وتكريمهم وتوجيه المقصرين، وإرشادهم والأخذ بأيديهم ومساعدتهم في عملهم وتقويم أخطائهم وتصحيحها، حتى يصبح الدعاة جميعًا يدًا واحدة وعملا موحدا بهذا يصل الدعاة إلى المستوى اللائق بهم، وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.