الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
-29 -
من شعر الثورة
الجهاد جهاد بالنفس وجهاد بالمال وجهاد باللسان، ولئن خاض ميدانَ القتال (أيام الثورة السورية) رجالٌ أبطال بسلاحهم وأيديهم، فلقد خاضه الشعراء بألسنتهم وبقصائدهم. والله يجزي الناس بنيّاتهم وبإخلاص عملهم لربهم، ولكن البشر يَزِنون الناس بأعمالهم، وقد ذهب ما صنع المقاتلون في المعارك ونسيناه وأحصاه الله، وبقي ما قال الشعراء.
أفرأيتم بقاء الأدب في الدنيا ومصارعته النسيان؟
الذي لديّ من ذلك (أحفظه في ذاكرتي أو أجده مدوّناً عندي على خلاف عادتي) كثير، فيه تاريخ الثورة، فإن لم تهتموا بهذا التاريخ فإنكم واجدون فيه صوراً من حياة الناس في تلك الأيام وأنماطاً من أساليب الشعراء المتعدّدة في الموضوع الواحد. هذا يوم كان الشعر شعراً وكان الأدب أدباً، يوم لم يكن قد ظهر هؤلاء الذين عجزوا عن الشعر، لم يستطيعوا أن يصعدوا إليه فحاولوا إنزاله إليهم، ولم يقدروا أن يحملوا أنفسهم على ما يستلزمه من بلاغة المنطق وموسيقية التعبير واتساق أبيات القصيدة
في وزنها وفي قافيتها، فحمّلوا الشعر ركاكتهم وعامّيتهم ونشاز موسيقاهم، فكانوا كمن يشارك في جوقة تغنّي من مقام انسجم معه السامعون وألفته آذانهم، فغنّى من مقام آخر فشكّ الآذان وأذهب الطرب.
ولكن المصيبة أن الكلام لا ينفع معهم لأنهم مثل الصمّ وأنت تقوم بينهم تعرّفهم مزايا الأنغام والفوارق بين المقامات، فهل يدرك الصمّ (أي الطرشان) دقائق النغمات؟
* * *
وكان من كبار شعراء الشام شفيق جبري، وإذا مدحته اليوم فلطالما اضطرّتني ظروف الحياة إلى الهجوم عليه ونقده. كان رئيس ديوان المعارف، وذلك كوكيل الوزارة اليوم، والذي يتولى عملاً إدارياً له صلة قوية بالناس يكثر خصومه. وكنت شاباً مندفعاً فهاجمته مرات، ولما فُتحت مدرسة الأدب العليا (وكان مديرها سنة 1930 أو 1931) وعرّف الأدبَ بأنه أُلهيّة شريفة رددتُ عليه برسالة مطبوعة عنوانها «الأدب القومي» ، ولكن لما نُحّي عن منصبه وجاؤوا بدكتور اسمه كامل أشرفية هاجمت الدكتور ومدحت جبري، ووضعت في رأس المقالة كلمة ابن هبيرة:«ما رأيت كالفرزدق، هجاني أميراً ومدحني معزولاً» .
وأشهد الآن وقد مضى للقاء ربه أنه كان شاعراً، ولعله أشعر أهل الشام، حاشا السنوات التي سبقت دخول الفرنسيين والتي توالت بعدها واتّقدت فيها شاعرية خير الدين الزركلي وجاء بتلك الروائع.
نُشِرَت قصيدة جبري أيام الثورة (ولم يصرّح فيها باسمه). أسلوبه فيها وفي غيرها الأسلوب الأنيق النظيف، وإن لم يكُن بالأسلوب المتدفق الذي تحسّ بأنه ينطلق مندفعاً من طبع شعري غزير النبع. في شعره روح من نفَس البحتري، وإن كان البحتري أجمل أسلوباً وأكثر طبعاً. مطلع القصيدة:
مجدُ العروبةِ أقفرَتْ عَرَصاتُه
…
والضَّيمُ حلّ، فأينَ أينَ أُباتُه؟
جُرحٌ بسَيفِ البَغيِ آلَمَ وَقعُهُ
…
كَبِدَ الحياةِ فأينَ عنهُ أُساتُه؟
وإذا الهوانُ دهى الحياةَ فموتُ مَنْ
…
أَنِفَ المُقامَ على الهَوانِ حياتُه
ثم يشكو علّة كانت فينا (ولا تزال فينا)، هي أنّ منّا من يُعين عدوّنا علينا ويكون معه من دوننا:
هل يبلُغُ الوطنُ المفدّى حقَّهُ
…
وإلى بَنيهِ مِنَ البنينَ شكاتُه؟
أيُشادُ معهدُ عزِّهِ وزِمامُهُ
…
بِيَدِ العدُوّ وهادِمُوهُ بُناتُه؟
ثم يذكر الجيوش التي حشدها العدو فوقفت لها وظفرت بها جماعات الثوار:
وفيالقٍ حشَدَ العدوُّ خَميسَها
…
في مأزِقٍ غُصّتْ بهِ لَهَواتُه
طَلعَتْ عليهِ كتيبةٌ عربيةٌ
…
فجرَتْ على أسيافِها مُهجاتُه
فإذا رأيت الأسد سجيناً في قفص فلا تظنّ أنك تمكّنت منه، فإنه إذا كان الصدام رجع أسداً كما كان:
لا تزدرِ الليثَ الحبيسَ فربّما
…
عادَتْ -وقد شهِدَ الوغى- وَثَباتُه
وأعاد الصورة التي ذكرها شوقي حين ذكر الأيك والنار التي شبّت من ورائه فقال:
ليسَت لِيَعرُبَ فِتيةٌ لم تُحيِهِ
…
في موقفٍ عَجّتْ بهِ فَتَياتُه
برَزَت فغيرَ الدّوحِ لم ترَ مَفزَعاً
…
تحنو على أطفالِها أثَلاتُه
أتبيتُ نهبَ العادياتِ خُدورُها
…
ويضمُّها الوادي ومُنعطفاتُه؟
لا أعذرُ الصخرَ الأصمَّ وقد وعى
…
تَنحابَها ألاّ تلينَ صَفاتُه
والدوح والأيك البساتين التي التجأت إليها اللواتي هُدّمَت دورهن وشُرّدنَ هُنّ وأطفالهن.
* * *
وثالث شعراء دمشق الأربعة الكبار يومئذٍ هو خليل مردم بك، له قصيدة يقول في مطلعها إن دمعه غاض فمَن يساعده على ذرف العبرات:
أمدّهُ الدّمُع حتى غاضَ جائدُهُ
…
فمَن بأدمُعِ عينيهِ يُرافِدُهُ؟
وهو معنى قديم مطروق عبّدَته -من كثرة ما مشت فيه- أقدامُ الشعراء:
نَزَفَ البكاءُ دموعَ عينِكَ فاستعِرْ
…
عيناً لغيرِكَ دمعُها مدرارُ
مَنْ ذا يُعيرُكَ عينَهُ تبكي بها
…
أرأيتَ عيناً للبكاء تعارُ؟ (1)
ثم يصف ضرب دمشق بالمدافع وإشعال النار في بيوتها:
أمسى الذي كانَ في جنّاتِها فرِحاً
…
بمارجٍ مِنْ سعيرِ النارِ واقدُهُ
النارُ من فوقهِ والنارُ دائرةٌ
…
به، فإنْ خرَّ أردتْهُ رواصدُهُ
(1) البيتان للعباس بن الأحنف، وقد أتي بهما الشيخ شاهداً على أن الصورة قديمةٌ غيرُ مبتكَرة (مجاهد).
في كلّ زاويةٍ رامٍ ومَنْ نفَروا
…
شيباً وحُوراً وأطفالاً طرائدُهُ
ورُبّ مكنونةٍ كالدرِّ ضُنَّ بِهِ
…
على العيونِ فصانتهُ نواضدُهُ
وانظر هذه الصورة التي لم تكُن بنت الخيال بل كانت بنت الواقع، صورة الأم التي قتلوا بعلها فهربَت تحمل طفلها، فأصابته شظيّة بترت يده، فضمّت إلى صدرها جسداً جريحاً ينزف دماً:
تخطّتِ النارَ ليلاً وهْيَ حاملةٌ
…
طفلاً قضى برصاصِ القومِ والدُهُ
فما تناءَتْ بهِ حتى أتيحَ له
…
شظيّةٌ بانَ منها عنهُ ساعدُهُ
ضمّتْ إلى صدرِها شِلْواً يسيلُ دماً
…
كالطيرِ هاضَ جَناحاً منهُ صائدُهُ
لقد تمنّى -لهول ما رأى- أن يكون أعمى حتى لا يرى:
يا هولَ ذلكَ مِن مرأىً شهِدْتُ وقدْ
…
ودِدْتُ لو كنتُ أعمى لا أشاهدُهُ
* * *
أما محمد البزم، رابع الشعراء، فهو جزل الألفاظ ضخم التراكيب، وإن كنت كتبت عنه وأنا طالب لمّا هجا أستاذنا الجندي في مجلّة الميزان عند أحمد شاكر الكرمي فقلت: إن شعره جدار من الحجارة لكنها مركومة ركماً ما بينها ملاط. وكان ذلك في أواسط العشرينيات.
قصيدة البزم طويلة، على عادته في أكثر قصائده. سبعة وتسعون بيتاً من بحر واحد وقافية واحدة، وهي قافية تصلح للحماسة كما تصلح للغزل والرثاء، فهي من أليَن القوافي وأطوعها، ومن أرقّها إن شئت ومن أقواها. مطلعها:
غادِرْ دمشقَ ويمِّمْ دارَ سلطانا
…
على السُّوَيداءِ لا تحفلْ بمنْ مانا
فتى العروبةِ، دفّاع الكتيبةِ قدْ
…
ضمّتْ أَشاويسَ وضّائينَ غُرّانا
فيها مقطع عن حسن الخراط مطلعه:
مَنْ مبلِغٌ مِنْ بَياني كلَّ شاردةٍ
…
فتى العُلا حَسَناً حمداً وشكرانا
وفيها نداء للجزيرة وأهلها:
بني الجزيرةِ والأنسابُ جامعةٌ
…
والحازمُ الشهمُ يلقى الدهرَ يقظانا
يقول لهم: أما سمعتم -وأنتم إخوتنا في الدين وفي العروبة- بما نقاسيه؟ فكيف تقعدون عن نصرتنا؟ كيف تنامون على سُرُر النعيم ونحن نتقلّب على جمر الغضى؟ كيف تقرون (1) أسماعكم أصوات بلابل المغنّين وعنادل المغنّيات، ونحن لا نسمع إلاّ أصوات البارود يتفجّر والدور تنهدم، والأيامى يصرخن ولا من مجيب، واليتامى يبكون ولا من سامع؟
أينَ الحميّةُ، بل أين العروبةُ، هلْ
…
غاضَ الوفاءُ وآضَ الوُدُّ هُجرانا؟
وينادي بني الشام:
قَومي بني الشامِ هل مُصغٍ فأُسمِعَهُ
…
قولاً يؤجّجُ في الأحشاءِ نيرانا
ويقول للفرنسيين:
أبناءَ «غَلْيةَ» (2) لا كانَ انتدابُكمُ
…
فقدْ أَسالَ دماءَ العُرْبِ غُدْرانا
(1) من القِرى بكسر القاف.
(2)
بلاد الغال: فرنسا.
لا تُرهِقوا العُرْبَ، فالعُرْبُ الكرامُ لهم
…
إن أُرهِقُوا وَثبةُ الضّرغامِ غَضبانا
ويا بني «السينِ» (1) نصحاً لا مِراءَ بهِ
…
والنصحُ يسمَعُهُ ذُو الطيشِ أحيانا
دعوا الشآمَ وخلّوا القاطنينَ بها
…
ويمّموا غيرَ ذي الأوطانِ أوطانا
* * *
ولصديقنا، بل أستاذنا، عزّ الدين التنوخي قصيدة مطلعها:
قِفْ في المنازلِ نادباً أطلالَها
…
ماذا يُفيدُكَ أنْ تُطيلَ سُؤالَها؟
قدْ أُحرِقَتْ عمداً دمشقُ فلم تعُدْ
…
تصفُ الجميلةَ للورى وجمالَها
لا وصلُها ذاكَ الوصالَ وأهلُها
…
في الغُوطتينِ ولا الدّلالُ دلالَها
النارُ تُمطِرُها العشيّةَ وابلاً
…
والعِلجُ ويلَ العلجِ جاسَ خلالَها
لبِثَتْ ثلاثاً (2) والمدافعُ قُذَّفٌ
…
الرّعدُ يقصِفُ ما حكى جلجالَها
ثلثا دمشقَ يُهدَّمانِ تمدّناً
…
ومنَ الدماءِ ترى بهِ أسيالَها
إنّ الدخانَ إلى السما متصاعِداً
…
يشكو الحضارةَ والوحوشَ رجالَها
والقصيدة في ثمانية وأربعين بيتاً كلّها من هذا النفَس: شعر مطبوع وبحر طيّع، وقافية لعلها أوسع القوافي وأسهلها وأصلحها
(1) نهر السين.
(2)
هي الأيام الثلاثة التي احتلّ فيها الثوّار دمشق من 18 إلى 20 تشرين الأول (أكتوبر) 1925 (ربيع الأول 1344هـ).
لكل فنّ من فنون الشعر. وَصَف المشهد الذي تكرّر في قصائد الشعراء، مشهد المخدَّرات قد رُوّعن فخرجن مذعورات، والرجال الذين قُتلوا، والأطفال الذين شُرّدوا. فيا ليت واحداً من طلاّب الأدب يأخذ هذه الصورة وما قال فيها كل شاعر، فيدرس في ذلك مذاهب الشعراء وأساليب القول:
يا رُبَّ آمنةٍ هناكَ بسربِها
…
تغدُو لتُصلِحَ دارَها وعِيالَها
أمسَتْ وما غيرَ السماءِ لِحافُها
…
ظلماً ولا غيرَ الطريقِ حِمىً لَها
برَزَتْ تصيحُ وشَعرُها متفرّقٌ
…
ستَرَتْ بهِ حذَرَ العيونِ جمالَها
وهناكَ نائحةٌ تنوحُ لبعلِها الثّـ
…
ـاوي وتندبُ بعده أطفالَها
الله للأطفالِ كيفَ غدتْ لقىً
…
صرْعى القنابلِ بعثرَتْ أوصالَها
ووصف ما لقيَت حماة فقال:
أعلِمْتَ أنّ حَماةَ لم يَدَعُوا بها
…
حَجَراً على حَجَرٍ يُريكَ ظلالَها
عرّجْ على الوادي فليسَ بهِ سوى «الـ
…
ـعاصي» يُريقُ منَ الدموعِ سجالَها
وسوى النواعيرِ التي بنُواحِها
…
تبكي حَماةُ نساءَها ورجالَها
* * *
ولمحمد الشريقي قصيدة يقول فيها:
أرأيتَ جِلّقَ والنيرانُ تأكُلُها
…
ومارِدُ الغدرِ يغشاها فتضطرمُ
أمضّها الرُّزءُ حتّى أُفقُها رَجِمٌ
…
وهاجها الحُزْنُ حتّى دمعُها ضَرِمُ
رسل التمدّنِ والإجرامُ مثلَبةٌ
…
وليسَ يصلُحُ للأحكامِ مجترمُ
الصخرُ أكثرُ عطفاً من قيادتِكم
…
منهُ العيونُ ومنكمْ هذه الحِمَمُ
رُسلَ التمدّنِ إنْ كانت شريعتُكم
…
هدمَ البلَادِ قلىً لَا كانَ شرعكُمُ
لا تحسَبُوا أنّ هذا الشعبَ يرهبُكم
…
إذا بغَيتم فبغيُ الناسِ قبرُهُمُ
ومن قصيدة وجدتها عندي لشاعر اسمه علي منصور لا أعرفه، من الشعر السهل الطريّ الذي يذكّر بشعر أبي العتاهية:
ضعي لظلمِكِ حدّا
…
فقدْ تزايَدَ جِدّا
وغادِري الشامَ تسكُنْ
…
وأرضَ حورانَ تهدا
ولا يغرَّنْكِ جُندٌ
…
فالحقُّ أكثرُ جُنْدا
وعندي لشاعرنا الكبير خير الدين قصيدة قالها في رثاء فؤاد سليم من قُوّاد ثورة الدروز، من هذا الطراز، وإن كانت أحسن سبكاً وأجمل أسلوباً، كأن فيها من روح البهاء زهير حين يقول:
إنْ تنسَ عهدي فإني
…
واللهِ لم أنسَ عهدَكْ
صدَقْتَ والله عهدَكْ
…
لا جفَّ دمعيَ بعدَكْ
آليْتَ ميتةَ حرٍّ
…
ومتَّ تحملُ بندَكْ
قضيْتَ حقَّ العوالي
…
وأنتَ تقتادُ جُندَكْ
عملْتَ للمجدِ حتّى
…
أدركْتَ بالموتِ مجدَكْ
وللصديق الشيخ محمد سعيد العامودي قصيدة يعارض فيها قصيدة ابن هانئ الأندلسي مطلعها:
القومُ قومُكِ والبنونَ بَنوكِ
…
والطامحونَ إلى العُلى أهلوكِ
يقول فيها:
المُلْكُ مُلكُ بني أميّةَ ناطقٌ
…
عن أمسِكِ الزاهي وعنْ ماضيكِ
والسّؤدَدُ العربيُّ والتاريخُ قد
…
شهِدا المحاسنَ في رُبى واديكِ
والمشرَفيّةُ قد رَوتْ وتحدّثَتْ
…
عن عزّةٍ قَعْساءَ تكمُنُ فيكِ
أدِمشقُ يا بلدَ الكرامِ ومعقِلَ الـ
…
أبطالِ في يومِ القَنا المشبوكِ
يا موطِنَ الأحرارِ والأخبارِ من
…
أهلِ الوفاءِ إذا دعا داعيكِ
إن هبّ في أرضِ الجزيرةِ معشرٌ
…
فالسابقونَ إلى الأمامِ ذوُوكِ
أو ثارَ من بينِ الأعارِبِ ثائرٌ
…
فالثائرونَ الأوّلونَ بنوكِ
ومن قصيدة الصديق الأستاذ تيسير ظبيان يخاطب القائد الفرنسي:
ما جئتَ تُلقي سلاماً في مواطِنِنا
…
لكنْ أتيتَ بتضليلٍ وتَمْويهِ
لتسلُبَ الشعبَ حقاً لستَ تنكرهُ
…
فَكيفَ تَسلُبُ مالاً أنتَ حاميهِ
أبِالقذائفِ والنّيرانِ تُرهِبُهُ
…
وبالوظائفِ والأموالِ تُغرِيهِ
إنّ السيوفَ التي كانت تجرّعُكمْ
…
كأسَ المنيّةِ مَا زالتْ بأيديهِ
فاحملْ متاعَكَ وارحل عن منازلنا
…
«فصاحبُ البيتِ أولى بالذي فيهِ»
ومن قصيدة للأستاذ أديب التقي:
تلكَ العقائلُ مَنْ أدمى أناملَها؟
…
مَنْ راعَ آمِنَها في الحِنْدِسِ الدّاجِي؟
مَنْ فضَّ بُرقُعَها؟ مَن حلّ مِئزرَها؟
…
من ساقها حاسراتٍ بينَ أفواجِ؟
* * *
هذه نماذجُ ممّا قيل في الثورة السورية سنة 1925، فيها موضوع دراسة للأديب، وذكرى للمذّكّر، وعِبْرة لعاقل يريد أن يعتبر.
* * *