الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
-3 -
من الكُتّاب إلى المدرسة التجارية
تركتكم عند باب الدار قبل أن ندخل إليها، فهل أتبع معكم سنة نسائنا عند باب الدار قبل أن يخرجن منها؟ من سننهنّ في الشام أنها مهما طالت الزيارة ومهما امتدّ الحديث فلا بدّ للزائرات من وقفة وراء الباب للدّرْدَجة (1)، فهل تقفون معي أمام الباب لمثلها؟
أقف لأشكر ولأشكو، «فاعجَبْ لشاكٍ منهُ شاكِرْ» كما قال البهاء زهير. أشكر الأستاذين الناشرَين (2) والأستاذ رئيس التحرير، والأستاذ إبراهيم سرسيق على ما كتب في جريدة المدينة، فقد ألبسوني من ثنائهم ثوباً أطول من جسدي وأعرض فجعلوني أتعثّر بذيوله إن مشيت، لذا اضطررت إلى الوقوف.
(1) الدردجة في اللغة أن يتوافق اثنان في المودّة، ولعل «الدردشة» منها مع تحريف في اللفظ وتصرف في المعنى.
(2)
هما ناشرا جريدة الشرق الأوسط هشام ومحمد حافظ ولدا الأستاذ علي حافظ، وقد نشرت هذه الذكريات أولاً في مجلتهما «المسلمون» ثم جريدتهما «الشرق الأوسط» .
وهذا الذي أشكوه:
يا إخوتي، إن مَثَلي ومثلكم مَثَل رجل غنّى لنفسه في الحمّام (كما غنى جحا) فأعجبه صوته، فغنّى لنفر من أصدقائه الأدنَين فأطربهم غناؤه، فلما طربوا طلبوا إليه أن يعود فيغني لهم، وهو يتشجع ويزيد. فقام واحد منهم على المنبر في مجمع الناس فقال لهم: أعرّفكم بمغنٍّ ما سمع السامعون أندى منه صوتاً ولا أطيب حنجرة، ولا أبصر بالألحان ولا أعرف بالأنغام. فهل تعرفون ماذا كان بعد؟
الذي كان أنه لم يَعُد يحسن شيئاً. إن النتيجة تُعلَن بعد الامتحان، فما لكم تعلنونها قبله؟ ألا تخافون أن أسقط فيه؟ ألا تعلمون أنكم بما رفعتموني فوق منزلتي (في صَدْر العدد الرابع من مجلة «المسلمون») ستجعلون سقطتي أشدّ، لأن الذي يقع من فوق النضد أو الكرسي ليس كمن يقع من فوق المنارة؟
ولماذا وضعتم صورتي على الغلاف؟ إننا نسمع أن «فتاة الغلاف» لا تكون إلاّ من ذوات الصّبا والجمال، فماذا يصنع القرّاء بصورة شيخ مثلي؟ ثم إنكم اخترتم صورة لي كبّرَتني وجعلتني أبدو أكبر من سنّي. إن الذي يراها يظنها صورة (عجوز) في السادسة والسبعين، مع أني في الخامسة والسبعين فقط لا غير.
قال الأستاذ زهير إنه أقنعني بأن أكتب بعد جهود استمرّت أكثر من ثمانية شهور، فظن القرّاء أنها كانت مفاوضات مالية ومساومات على نشر المذكّرات، ولم يعلموا أننا لم نذكر فيها قطّ
المال ولا حق النشر، وإنما كانت حرصاً منه (أحسن الله إليه) على إخراجي من المَحبس الذي حبست فيه نفسي، وظناً منه أنه سيأتي «بما عَجَزَتْ عنه الأوائِلُ» ، فيعيد الشباب إلى ذهن قد دبّ إليه المَشيب، يريد أن أصف عرس الربيع وأنا في مأتم الشتاء.
إن إخواني في المملكة العربية السعودية لا يعرفون ما الربيع، ولو كانوا في الشام ورأوا الغوطة حين تشم روائح آذار، فتنبثق فيه الزهور من الحطب حتى تصير الشجرة بيضاء كالألماس (1)، ثم تتناثر الزهور وينبت مكانها الورق فتغدو خضراء كالزبرجد، ثم تحبل الشجرة فتلد الثمار حتى تميل إلى الأغصان.
ولكن ما لي أترك سماء الواقع وأنزل إلى حضيض التشابيه؟ ما لي وللألماس والزبرجد؟ تلك حجارة ميتة وأنا أصف الزهر الحيّ. إن أشجار الغوطة في الربيع كالعرائس في ليالي الزفاف. ولكن لا، أتريدون أن أشبّه العروس بتمثال الشمع في المتحف، أو في مخازن الثياب عند عارضي الأزياء كما كان يصنع ابن المعتز؟
لست في سوق الصاغة، ولكني في معرض الأذواق.
* * *
وينتهي الصيف، ويأتي الخريف فيصفرّ الورق ويسّاقط، وترجع الشجرة حطباً، وتصير أيام الربيع ذكرى. ولكن الشجرة يتجدّد ربيعها. إن شتاءها يلد ربيعاً جديداً، وربيع حياتي الذي
(1) أصلها «ألماس» وهمزتها منها لا كما قال صاحب القاموس.
ولّى لا يتجدّد.
ودّعت أحلامي بطَرْفٍ باكي
…
ولمَمْتُ مِن طُرُقِ المِلاحِ شِباكي (1)
وإن لم أنصُبْ في عمري شبكة لفتاة (صدّقوني) ولا أوقعت حسناء يوماً في شرَك.
كانَ لي بالأمسِ قلبٌ فقضى
…
وأراحَ الناسَ منهُ واستراحْ (2)
لقد قضى، فهل رأيت ميتاً عاد بعدما مات؟ هل أبصرت في سنة واحدة تعاقب ربيعَين؟ هل سمعت بإنسان عاش شبابَه مرّتين؟
كنتُ إن برقَت لي بارقة من جمال في وجوه البشر أو صفحات الكون أحسست بالعاطفة تشتعل في صدري والمشاعر تلعب بشغاف قلبي، فأفزع إلى القلم لأسجّل ما أحسست به، فيسابق قلمي فكري. وإن قرأت أخبار الوفاء أو الغدر أو سمعت أنباء الخير أو الشرّ شعرت بالأفكار تقرع جوانب رأسي، فأسارع إلى القلم لأقيّدها فأسكّنها. وإن صافح سمعي أبياتٌ من شاعر يَنظِم حبّات قلبه عقودَ بيان (لا كشِعر هذا الزمان) أو نغمات من مغنٍّ يصوغ عواطفه طاقات من ألحان، هزّتني فهززت قلمي. أسمع المغني في هدآت الليل يقول «آه» فأحسّ أنه يوقظ نائم الأشجان في كل قلب عاشق هيمان، أو مفجوع أسيان، حتى
(1) من قطعة لشوقي.
(2)
لجبران.
يقول معه «آه» ، يقتلعها من أعماق فؤاده. وإن نادى «يا ليل يا ليل» أصغى إليه الليل وتوقّف يستمع فما يسير، وتأخّر الفجر واستمهل حتى يفرغ من نداء الليل.
كان كل ما أرى وكل ما أسمع يجعلني أكتب؛ أقوم من منامي وأكتب، وأقف على جانب الرصيف لأكتب، ولطالما كتبت المقالات والقصص على حواشي الجرائد وعلى كيس البقّال! لقد قرأت مرة ما كتبه الأستاذ محمد نمر الخطيب عن «بنات العرب في إسرائيل» وأنا على قوس المحكمة بعدما فرغت من المحاكمات، فكتبتها على كل قطعة ورق تحت يدي، لم أنتظر حتى أنزل عن القوس إلى غرفتي، ولم أنزل حتى كتبت القصة كلها في جلسة واحدة (1).
لذلك بلغ المطبوع ممّا كتبت إلى الآن أكثرَ من أحد عشر ألف صفحة، وما ضاع منه كثير. فلماذا لم تَلقَني يا أستاذ زهير في تلك الأيام؟ يا أسفي على تلك الأيام! لماذا لم تأتِني وقلبي شابّ، وذهني حادّ، وذاكرتي قوية، وهمّتي لا يقف أمامها شيء؟ لماذا؟
آلآن يا أستاذ، آلآن؟ بعدما جفّ القلم، وطُويَت الصحف، ونُسيت الوقائع، وخمدت نار الحماسة، وسكنتُ إلى عزلتي
…
(1) القصة في كتاب «قصص من الحياة» ، وفي أولها:"هذه قصة واقعية قرأتها ملخَّصة في سطور في كتاب «من أثر النكبة» للأستاذ نمر الخطيب". وهي قصة موجعة مؤثّرة، لو قرأها امرؤٌ بقيت في عروقه بقية من دماء لما تمالك نفسه من البكاء (مجاهد).
جئتَ تدعوني أن أملأ بالمِداد قلماً ما عاد يصلح للكتابة، وأنشر صحفاً بليت واصفرّت من طول الإهمال؟ ولئن قدرت على هذا ففعلتُه فمَن لي بأن تتّقد بين جوانحي النار التي خمدت، وتُبعَث في نفسي الحماسة التي ماتت؟
أبعدما ولّى الربيع وصوّح النبت جئت تطلب مني الزهر؟ من أين آتيك باللبن وشاتي قد جفّ ضرعها؟ أين مني الزهر وروضتي قد يبس زرعها؟
على أني لا أيأس، فلا يكلّف الله نفساً إلاّ وسعها. فاقبل مني ما عندي، فهذا هو اليوم غاية جهدي.
* * *
وتعليق آخر:
قال الأخوان الأستاذان الناشران إني لو أعلنت رقم هاتفي لما تركني السائلون ساعة في الأربع والعشرين ساعة.
يا سيدَيّ الكريمَين، إني لم أعلن رقم الهاتف ولكن قد كان الذي صوّرتماه. وطالما رجوت أن ينحصر سؤال السائلين بين العصر والمغرب فما استُجيب رجائي. إني لا أكتم شيئاً من علمي القليل ولا أضنّ بمشورة على من يثق بي ويستشيرني، ولكن طاقة المرء محدودة و «الصبر له حدود» كما تقول الأغنية.
* * *
وبعد، فلقد طال الوقوف على الباب، فتفضّلوا بالدخول؛
لا إلى الأطلال التي وصفتها في الحلقة التي مضت، بل إلى الدار أيام عزّها. أترون جلالها وتحسّون جمالها؟
هنا كانت المدرسة الأولى التي دخلتها في حياتي. لا تعجلوا عليّ فتغبطوني أن انتقلت من ذلك الكُتّاب المُعتم إلى هذه المدرسة المشرقة ومن ضيقه إلى سعتها، فقد يعيش المرء سعيداً في الكوخ وقد يشقى في القصر. أما أنا فقد استهللت دراستي شقياً في الكُتّاب وشقياً في المدرسة. هذه المدرسة الكبيرة، التي كانت تسمى «اتحاد وترقّي مكتبي إعدادي سي» والتي اختصر الناس اسمَها وعرّبوه فقالوا «المدرسة التجارية» لأن الذي فتحها جماعة من التجّار (1).
وكانت مدرسة جامعة، فيها قسم للحضانة وقسم للابتدائي وقسم للإعدادي والثانوي، ومجموع سنوات الدراسة فيها اثنتا عشرة سنة، ومنها إلى الطب أو السفر لإسطمبول. وهي إحدى مدارس أهلية ثلاث:«الكاملية» التي أنشأها الشيخ كامل القصاب، العالِم الوطني السياسي ومن مؤسّسي «المعارف» في المملكة، و «الكلية العلمية الوطنية» ، وهذه (المدرسة التجارية).
ومدارس حكومية أُنشئت في أواخر القرن الثالث عشر الهجري، مع مدارس البنات التي فُتحت بسعي المصلح الموجّه المعلم الشيخ طاهر الجزائري. ولي عمة كانت رحمها الله من أوائل مَن تعلّم في هذه المدارس وأخذت منها الشهادة «الرشدية»
(1) يَسأل الرئيس خالد بك العظم في مذكّراته -وقد كان تلميذاً فيها عند أبي- أن لماذا سُمّيت المدرسةَ التجاريةَ، وهذا هو الجواب.
(وهي بين الابتدائية والمتوسطة) سنة 1300هـ، وكانت الشهادة عندي فضاعت من عهد قريب.
ومدارس نصرانية أقيمت في الأصل للنصارى ولكن كان يدخلها بعض المسلمين بحجة تعلم اللغة الأجنبية (الحجة الواهية الباقية إلى الآن). ومن أعجب العجب أن شيخنا عالم الشام السلفي الجليل منشئ دار التوحيد في الطائف وعضو المجمع العلمي في دمشق (وهو أقدم المجامع العربية، أنشئ سنة 1920) شيخنا الشيخ محمد بهجة البيطار درس مدة في المدرسة العازارية النصرانية، وفيها تعلّم اللسان الفرنسي. ولا أقول هذا ليكون حجّة لمن يُدخِل ولده إليها، فقد كان دخول شيخنا إليها «فتنة وقى الله شرّها» كما قال عمر رضي الله عنه.
كان المدير العام لهذه المدرسة (المدرسة التجارية) هو أبي الشيخ مصطفى بن أحمد بن علي بن مصطفى الطنطاوي، وهذا كل ما أعرف من نسبي (1)، أما الباقي فاسألوا عنه أهل طنطا فإنه هناك، ولن يعرفه أحد لأن لقب الطنطاوي أخذناه في الشام،
(1) وجدت في «الأعلام» للزركلي في ترجمة الشيخ محمد بن مصطفى الطنطاوي (وهو أخو الشيخ علي بن مصطفى، والشيخ علي هذا هو أبو جدّ جدي علي الطنطاوي رحمهم الله جميعاً) أن اسمه هو محمد ابن مصطفى بن يوسف بن علي. وقد انفرد عن سواه من مصادر ترجمة الشيخ محمد بذكر اسم الجدّين الأعليَين (يوسف وعلي)، والظاهر أنه حصل على هذه المعلومة من مصادر مخطوطة في المكتبة الظاهرية كما جاء في حاشية الترجمة (مجاهد).
فماذا كان لقب أسرتنا هناك؟
كان المدير هو أبي، فهل تحسبون أني كنت مدلَّلاً مكرَّماً لأني ابن المدير؟ لا والله، ولقد رأيت أول عهدي بها ما كرّه إليّ العلم وأهله، ولولا أنْ تداركني الله بغير معلمي الأول لما قرأتم لي صفحة كتبتها ولا سمعتم مني حديثاً أو خطاباً ألقيته، بل لما قرأت أنا كتاباً.
هذه القاعة التي وصفتها لكم بأنها من روائع فنّ العمارة والتي يأتي السيّاح للتفرّج برؤيتها، لبثت حيناً من دهري أرتجف من النظر إليها أو التفكر فيها. وكَلوا بنا معلّماً شيخاً كبيراً لا أسميه (1)، فقد ذهب إلى رحمة الله، فكان يحبسنا فيها ونحن أطفال، لا يدعنا نخرج منها حتى نكتب «ألف باء» كلها في ألواحنا الحجرية أربعاً وعشرين مرة، نكتبها ليراها وليمحوها ثم نكتبها ليراها ويمحوها، إلاّ أن يُضطَرّ أحدنا (أو يزعم أنه مضطرّ) إلى الخروج إلى المرحاض فيسمح له بدقائق، إن زاد عليها ازدادت عليه ضربات الخيزران. كنّا نكذب، نعم! أفليسوا هم الذين دفعونا إلى الكذب؟
كنت أنظر من شبّاك القاعة إلى التلاميذ يلعبون في الساحة الداخلية والطلاب الكبار يمشون في الصحن الكبير كما ينظر السجين إلى الطلقاء من طاقة السجن.
كانت هذه بدايتي، أنا ابن المدير العام. فهل يحمد اللهَ
(1) وقد سمّاه خالد بك العظم في مذكّراته.
تلاميذُ المدارس اليوم على ما يتمتعون به من نِعَم؟
وغاب الشيخ يوماً وجاؤونا بطالب كبير من طلاّب الفصول العالية، فوجدنا (للمرة الأولى) مدرّساً من بني آدم، يكلّمنا ونكلمه ويضحك في وجوهنا، وما كنت أعلم أن المعلم يستطيع أن يضحك!
هذا الطالب الشابّ الذي عرفته ولم يعرفني، لأن التلاميذ يعرفون معلمهم ولا يعرفهم كلهم، مرت عليّ وعليه الأيام، وصار صاحب مكتبة ولم ينقطع عن العلم، فوضع معجماً لألفاظ القرآن اسمه «المرشد» ، ثم وضع معجماً للموضوعات مع صديق له من نوادر المكفوفين من الرجال، حافظ لكتاب الله أديب، ينظم الشعر ارتجالاً، عارف بالموسيقى ملحّن، يقرأ الكتابة الموسيقية (بالحروف البارزة) ويعزفها، وأمامه في مجلسه خرز صغير من كل الألوان في علب صغار يؤلّف منه بالإبرة والخيط صُوراً على القماش لو حاولها مبصر بعينيه وهو متفرغ لها لما استطاعها، يصنعها وهو يتكلّم معك أو يناقشك أو يُنشِدك الشعر وهو أعمى! وهو من نوادر العميان واسمه الشيخ عارف القلطقجي، وهو قريب في هذه المزايا من الرجل العجيب المشهور الشيخ عثمان الموصلي رحمهما الله.
وهذا كله استطراد، وقد أنذرتكم به من أول الحديث وسأعود إلى الكلام الأصلي: كنت أتكلم عن هذا الطالب الذي كان أول من ردّ إليّ ثقتي بالله ثم بنفسي، وحبي للدراسة، وقلت إنه وضع مع الشيخ عارف هذا معجماً آخر لموضوعات القرآن
وكلّفني أن أكتب مقدمة له، فذكرت هذه القصة التي لم يكُن يعرفها في مقدمة الكتاب (1).
ثم انتقلت إلى معلم آخَر فيه أنس وفيه إنسانية، فزاد من تقرّبي من العلم والدراسة، اسمه الشيخ كامل البغال، عُمّر حتى ناهز المئة أو زاد عليها رحمه الله.
ولم أكُن أمتاز من التلاميذ إلاّ بأني كنت آكُلُ أحياناً في غرفة في مدخل المدرسة، هي غرفة الفرّاشين. وكنت يوماً آكلُ رغيفاً وسطه لحم مشوي أمر لي به أبي، وكان في غرفة الإدارة ولد رجلاه في الفَلَق (2) والخيزران ينزل عليهما، فدُعِيَ بي وأُخذت من وسط طعامي ورُبطت بالفلق، وكانت علقة أقسم بالله إني لم أعرف سببها إلى الآن، وقد مضى على ذلك أكثر من سبعين سنة!
هكذا كان أسلوب التعليم! أفترونني حين أعيبه أعيب أبي؟ لا، ولكن أصف ما كان ليعرف التلاميذ ما هم فيه من النّعَم الآن.
* * *
(1)«الجامع لمواضيع آيات القرآن الكريم» للأستاذ محمد فارس بركات رحمه الله، طبع المكتبة الهاشمية في دمشق، الطبعة الأولى سنة 1959، قدّم له علي الطنطاوي المستشار في محكمة النقض.
(2)
وكلما تكلم عن ذلك المسنّون يقولون «الفلكة» أو «الفلقة» ، مع أن الاسم عربي فصيح وهو «الفلق» .