الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مقدمة [المحقق]
بسم الله الرحمن الرحيم
1- ابن قاسم الأماسي (864- 940 ه
ـ)
اشتهر هذا العلّامة بأنه «ابن الخطيب» تارة و: «ابن الخطيب قاسم» و «الأماسيّ» و «ابن قاسم» تارات أخرى. وكل ذلك مستمدّ من اسم أبيه حينا، أو أحد أجداده حينا آخر.
وهو محيي الدين، محمد بن الخطيب قاسم بن يعقوب بن أحمد الأماسي الحنفي. أما نسبته فهي إلى «أماسية» وهي بلدة في بلاد الروم (الترك) حيث ولد ابن الخطيب سنة 864 هـ، الموافقة لسنة 1460 م، وفي هذه المدينة كانت نشأته العلمية الأولى، إذ قرأ العلوم على أبيه، وعلى نخبة من العلماء، كالعلامة علي الطوسي، والمولى خضر بك. واستمرّ على ذلك حتى فرغ من قراءة الأصول والفروع سنة 880 هـ وهو في السادسة عشرة من عمره، وهذا يدل على نبوغه مبكرا، وعلى دأبه في تحصيل مختلف العلوم المعروفة في عصره.
وهكذا بدأ فضله يظهر، وشهرته تصعد، وراح يمارس التدريس في بلدته «أماسية» مدّة ثم ترقّى في عمله هذا، حتى أصبح مدرسا في إحدى المدارس الثماني المشهورة في القسطنطينية، وهكذا أمضى بقية حياته في هذه المهنة، متنقلا بين مختلف المدارس في بلاد الروم، كما نصبه السلطان بايزيد خان معلما لابنه السلطان أحمد.
وبقي على هذه الحال، يدرّس ويؤلف الكتب، حتى وافته المنيّة في مدينة «أدرنة» سنة 940 هـ الموافقة لسنة 1534 م. وصلّي عليه وعلى العلامة ابن كمال باشا صلاة الغائب في الجامع الأموي بدمشق، يوم الجمعة ثاني ذي القعدة من السنة المذكورة.
كان الأماسيّ عالما صالحا متقشفا، مقبلا على العلم والعبادة طوال حياته التي امتدت ستا وسبعين سنة هجرية. وكان طليق اللسان، جريء الجنان، قويا على المحاورة مقتدرا على المناظرة فصيحا عند المباحثة، وكل ذلك جعله يتفوق على كثير من علماء عصره.
وعرف عن الأماسيّ أنه كان ذا أنفة وإباء، وقانعا بما هو فيه، لا يتزلف ولا يتقرّب إلى أحد من الوزراء أو السلاطين، ويقول لطلابه: نحن المخدومون وهم الخدّام، ويقول عن السلطان العثماني: يكفيه فخرا أن يذهب إليه عالم مثل ابن الخطيب (يعني نفسه) .
وقد ساعده ذكاؤه وحبّه للعلم والتعليم على أن يتقن كثيرا من علوم عصره.
فكان عارفا بالحديث النبوي، ذا مهارة في القراءات والتفسير، والتواريخ، واطلاع عظيم على العلوم الغريبة: كالأوفاق والتعبير والجفر والموسيقا، مع المشاركة في علوم أخرى كثيرة، وهذا كله جعله قريبا من الناس، الذين يفدون عليه، أو يسعون إلى استماع دروسه في الحلقات العلمية والدينية، إذ كانت له أيضا يد طولى في الوعظ والتذكير. وكان- إلى ذلك- شاعرا ينظم القصائد بالعربية والتركية.
ألّف الأماسيّ كتبا كثيرة ومختلفة، ومعظمها حواش على شروح بعض المؤلفات، ورسائل وتعليقات في موضوعات مختلفة، ولم يطبع منها سوى
كتاب «روض الأخيار» هذا الذي يجده القارىء بين يديه، وأما سائر كتبه الأخرى فمنها ما هو مفقود، ومنها ما هو مخطوط ومحفوظ في مكتبات العالم، ونذكر، فيما يلي، أشهر مؤلفاته وأهمّها:
1-
أنباء الاصطفا، في حق آباء المصطفى (ص) .
2-
تحفة العشّاق. منظومة تركية لطيفة.
3-
حاشية على «شرح الفرائض السراجية للسيد الشريف الجرجاني» «1» 4- حاشية على أوائل «شرح الوقاية» لصدر الشريعة. وقد حالت بعض العوائق دون إتمام هذه الحاشية.
5-
حاشية على رسالة «السبع أشكال على المواقف» وهذه الرسالة لمصلح الدين، مصطفى القسطلاني المتوفى سنة 901 هـ.
6-
حاشية على المقدّمات الأربع.
7-
رسالة في الرؤية والكلام.
8-
رسالة في «فضل الجهاد» .
9-
رسالة في «القبلة» ومعرفة سمتها.
10-
رسالة في مختارات العلم.
11-
رسالة في موضوعات العلوم.
12-
روض الأخيار وهو الذي نخصّه بالتعريف الآتي.