الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الروضة السابعة والأربعون في النوم والسهر والرّؤيا والفأل والطّيرة والكهانة والرّقى
ابن عباس رضي الله عنهما: عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: «أشراف أمّتي حملة القرآن وأصحاب الليل» . قالت أمّ سليمان بن داود عليهما السلام: يا بنيّ لا تكثر النوم فإن أصحاب النوم يأتون يوم القيامة مفاليس. قيل: كثرة النوم تجلب الدّمار وتسلب الأعمار. قيل: ما هلك من هلك قبلكم إلا بثلاث: بفضول الطعام والمنام والكلام. ابن عباس رضي الله عنهما:
إذا كثر الطعام فحذّروني
…
فإن القلب يفسده الطعام
إذا كثر الكلام فسكّتوني
…
فإن الدين يهدمه الكلام
إذا كثر المنام فنبّهوني
…
فإن العمر ينقصه المنام
إذا كثر المشيب فحرّكوني
…
فإن الشيب يتبعه الحمام
قيل: من لزم الرقاد حرم المراد. يقال: إذا أردت الكرامة فقل للكرى مه «1» . حكيم: الدهر مقسوم بين حياة ووفاة، فالحياة اليقظة والوفاة النوم، وقد أفلح من أدخل في حياته من وفاته. وقيل:
وليلك شطر عمرك فاغتنمه
…
ولا تذهب بشطر العمر نوما
قيل: سورة النوم والجوع والعطش ساعة فإن صبرت تجاوزتك ساعات.
قيل: النّعاس يذهب العقل، والنوم يزيد فيه. أبقراط: من كثر نومه ولانت طبيعته ونديت جلدته طال عمره. العرب: نومة الضحى في الصيف مبردة وفي الشتاء مسخنة. المعريّ:
وفضيلة النوم الخروج بأهله
…
عن عالم هو بالأذى مجبول
محمد بن نصر الحارثيّ، ترك النوم قبل موته بسنين إلّا القيلولة، ثم ترك القيلولة. داود بن رشيد: قمت ليلة فأخذني البرد فبكيت من العرى «1» ، فنمت فرأيت قائلا يقول: يا داود أنمناهم وأقمناك فتبكي علينا، فما نام بعدها. محمد ابن يوسف: كان لا يضع جنبه للنوم لا صيفا ولا شتاء. وقيل: علّة غلبة النوم كثرة الشرب، وكثرة الشرب من كثرة الأكل. مكحول: من أوى إلى فراشه ثم لم يتفكّر فيما صنع في يومه فإن عمل خيرا حمد الله تعالى وإن أذنب استغفر الله كان كالتاجر الذي ينفق ولا يحسب حتى يفلس وهو لا يشعر. عن النبيّ صلى الله عليه وسلم:
«الرؤيا الصالحة بشارة المؤمن بما له عند الله من الكرامة في الآخرة» .
وعنه صلى الله عليه وسلم: «أصدق الرؤيا ما كان بالأسحار» . وعنه صلى الله عليه وسلم: «أصدق الرؤيا رؤيا النهار لأنّ الله خصّني بالوحي نهارا» . جعفر الصادق: أصدق الرؤيا رؤيا القيلولة. ابن سيرين: من نام على جنبه الأيمن واستقبل القبلة وقرأ: والشمس والليل والتين وقل يا أيها الكافرون وسورة الإخلاص والمعوّذتين، ثم يسأل الله تعالى ما يريده أراه الله تعالى في منامه ما يحبّه. قيل: من المستحبّ عند النوم أن يقول الرجل: اللهمّ إني أعوذ بك من سيّىء الأحلام، وأستجيرك من ملاعب الشيطان في اليقظة والمنام. رئي في المنام توران شاه بن أيوب وهو ينشد:
إني خرجت من الدنيا وليس معي
…
من كل ما ملكت كفّى سوى كفني
معروف الكرخي: رأيت في المنام كأني دخلت الجنّة ورأيت قصرا فرشت مجالسه وأرخيت ستوره وقام ولدانه، فقلت: لمن هذا؟ فقيل: لأبي يوسف، فقلت: بم استحقّ هذا؟ فقالوا: بتعليمه الناس العلم وصبره على أذاهم. أبو الحسن: رأيت إمام الهدى أبا منصور الماتريدي في المنام، فقال: يا أبا الحسن ألم تر أنّ الله غفر لامرأة لم تصلّ قطّ؟ فقلت: وبم ذاك؟ قال: باستماعها للأذان وإجابتها المؤذن.
أبو هريرة رضي الله عنه رفعه: «إذا ظننتم فلا تحققوا وإذا تطيّرتم فامضوا وعلى الله فتوكّلوا» . وفي الحديث: «أنه كان يحبّ الفأل ويكره الطّيرة» . ابن عباس رضي الله عنهما رفعه: «من اقتبس علما من النجوم اقتبس شعبة من السحر» . أراد عليّ رضي الله عنه: الخروج فأراد تثبيطه ناظر في النجوم، فقال: أيها الناس إيّاكم وتعلّم النجوم إلّا ما يهتدى به في برّ أو بحر فإنها تدعو إلى الكهانة، فالمنجّم كالكاهن والكاهن كالساحر والساحر كالكافر والكافر في النار، سيروا على بركة الله. فرجع مظفّرا. لمّا تجهّز المعتصم لفتح عمّورية حكم المنجّمون بعدم عوده صحيحا، فكان في ذلك من الفتح العظيم ما لا يوصف، فقال أبو تمام:
السيف أصدق أنباء من الكتب
…
في حدّه الحدّ بين الجدّ واللعب
وقيل:
يقولون تأثير الكواكب في الورى
…
فما بال من تأثيره في الكواكب
بعض العارفين: إنّ الأنفاس الإنسانيّة هي التي تدير الأفلاك، ولما وقع قران
الكواكب السبعة في دقيقة من الدرجة الثالثة من الميزان سنة إحدى وثمانين وخمسمائة حكم المنجّمون بخراب الرّبع المكوّن من الرياح فكان وقت البيدر ولم يتحرّك ريح ولم يقدر الدهاقين «1» على رفع الحبوبات «2» . استوصى تلميذ شيخه بعد التكميل عند افتراقه فقال له: إن أردت أن لا تحزن أبدا فلا تصحب منجّما، وإن أردت أن تبقي لذّة فمك فلا تصحب طبيبا. بعضهم:
أدبّر بالنجوم ولست أدري
…
وربّ النجم يفعل ما يشاء
عكرمة رضي الله عنه: كنا عند ابن عباس فمرّ طائر يصيح، فقال رجل من القوم: خير، فقال ابن عباس: لا خير ولا شرّ.
لا تنطقنّ بما كرهت فربّما
…
نطق اللسان بحادث فيكون
بنى المعتصم قصرا وجلس فيه، فأنشده إسحاق الموصليّ:
يا دار غيّرك البلى ومحاك
…
يا ليت شعري ما الذي أبلاك
فتطيّر وأمر بهدمه.
قيل: تأبى الظرفاء من إعطاء السفرجل إلى الأحبّة لاشتماله على حروف سفرجل. سأل الرشيد بعض أصحابه عن شجرة فقال: شجرة الوفاق تحرّزا عن لفظ الخلاف «3» ، وسأل كاتبا عن شيء فقال: لا وأيّدك الله، بالواو «4» ، وتأبى الكتّاب في حقّ المخدّرات عن كتابة لفظ حراستها لاشتماله على حر واست.
سأل المهديّ معلمه: كيف تأمر بالسواك؟ فقال: استك يا أمير المؤمنين.
فردّه، وسأل عن عالم النحو فدلّ على الكسائيّ فاستقدم فسأله فقال: سك يا أمير المؤمنين. فقال: أصبت وأعطاه عشرة آلاف درهم. رأى رجل جميلا الشاعر يأكل سمنا، فقال: لا تأكله فإنه سم زيدت في آخره نون، فقال جميل: كل أنت الحيّة فإنها حياة حذفت منها الألف. تساقطت النجوم في أيام بعض الأمراء فخاف من ذلك وأحضر المنجّمين والعلماء فما أجابوه بشيء، فقال جميل الشاعر:
هذي النجوم تساقطت
…
لرجوم أعداء الأمير
فتفاءل به وأمر له بصلة سنيّة.
عائشة رضي الله عنها: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مرض أحد من أهله نفث عليه بالمعوّذتين فلما مرض مرضه الذي مات فيه جعلت أنفث عليه وأمسحه بيد نفسه لأنها أعظم بركة من يدي» .
******