الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والماء البارد على الريق يبرد الكبد جيدا، وعلى الطعام يقوي المعدة وينهض الشّهوة.
وروى أبو نعيم في الطب عن أبي هريرة- رضي الله تعالى عنه- قال: سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم يقول: «أوّل ما يقال للعبد يوم القيامة: ألم أصحّ جسمك وأروك من الماء البارد، وأجود المواضع لتبريد الماء المبرّدات والأشجار، والمواضع العالية الهوائية، لأنها أسعد إلى تبريد الماء»
[ (1) ] .
وروى أبو نعيم في الطّب عن أبي هريرة- رضي الله تعالى عنه- قال: فاتتني العشاء ذات ليلة فخرجت فذكر قصة أبي الهيثم بن التّيّهان وفيها جاء بقربة [ (2) ] [يزعبها، فوضعها ثم جاء يلتزم النبي- صلى الله عليه وسلم ويفديه بأبيه وأمه، ثم انطلق بهم إلى حديقته فبسط لهم بساطا، ثم انطلق إلى نخلة فجاء بقنو فوضعه، فقال النبي- صلى الله عليه وسلم:«أفلا تنقيت لنا من رطبه» ؟ فقال: يا رسول الله إني أردت أن تختاروا، أو قال: تخيروا من رطبه وبسره فأكلوا وشربوا من ذلك الماء فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم: «هذا والذي نفسي بيده من النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة: ظل بارد، ورطب طيب وماء بارد» .
وأنفع المياه ما روق وسكن حتى يرسب ما خالطه.
وروى أبو نعيم في الطب عن جابر بن عبد الله- رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم عاد رجلا من الأنصار وإلى جانبه ماء في ركي، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم:
«إن كان الليلة عندكم ماء بات في شن، وإلا كرعنا في هذا» فأتي بماء وصب عليه فشرب.
وأنفع المياه أخف المياه وألطفها إذا لم يطل.
فائدة في الأدوية الإلهيّة
أعلم أن الله تعالى لم ينزل دواء أعم ولا أنفع ولا أعظم في إزالة الداء من القرآن، فهو للدّاء شفاء قال الله تعالى وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ [الإسراء 82] فالقرآن شفاء لكل داء، ولصدأ القلوب جلاء، وشفاء للأخلاق المذمومة لاشتماله على نقيضها من المفاسد والأخلاق الفاضلة والأعمال المحمودة، وإنما كان شفاء للأمراض الجثمانية، فلأن التبرك بقراءته ينفع كثيرا من الأمراض.
[ (1) ] أخرجه الحاكم 4/ 138 والترمذي (2369) .
[ (2) ]
ثبت هذا الحديث في المخطوط هكذا «
…
وفيها جاء بقربة. فأتى بها يحلبه فعلقها بكرنا، وفيه من كرائمها، ثم قال:
إليها وقد شققتها الريح حتى بردت فصب منها في الإناء، ثم ناول رسول الله- صلى الله عليه وسلم فقال: الحمد لله هذا من النعيم لتسألنّ عنه يوم القيامة.
روى ابن ماجة عن علي- رضي الله تعالى عنه- مرفوعا: «خير الدّواء القرآن ومن أنفع الأدوية الدّعاء وهو عدوّ البلاء» .
وروى الإمام مالك ومسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجة وأبو داود الطيالسي عن عثمان بن أبي العاص قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم: «إذا اشتكى أحدكم فليضع يده حيث يجد ألمه ثم ليقل: أعوذ بعزّة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر سبعا»
وروى الترمذي، وقال حسن غريب والحاكم عن أنس- رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم: «إذا اشتكيت فضع يدك حيث تشتكي ثم قل: بسم الله أعوذ بعزّة الله وقدرته من شر ما أجد من وجعي هذا، ثمّ ارفع يدك ثمّ أعد ذلك وترا»
[ (1) ] .
وروى الإمام أحمد والطبراني في الكبير والخرائطي في مكارم الأخلاق عن كعب بن مالك- رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم: «إذا وجد أحدكم ألما فليضع يده حيث يجد ألمه، وليقل سبع مرّات: أعوذ بعزّة الله وقدرته من شر ما أجد» .
وروى ابن السني عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم: «إذا عسر على المرأة ولادتها فخذ إناء نظيفا فاكتب عليه كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَها لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحاها [النازعات 46] ولَقَدْ كانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبابِ [يوسف 111] إلى آخر الآية ثم يغسل وتسقى المرأة منه وينضح على بطنها وفرجها
[ (2) ] .
وروى الرافعي عن ذكوان بن نوح قال: اشتكى رجل إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم وجع الضّرس فقال: «اسكني أيّها الرّيح أسكنتك بالذي سكن له ما في السموات وما في الأرض وهو السميع العليم»
[ (3) ] .
وروى الترمذي وابن ماجه والطبراني في الكبير عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- قال: كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم يعلّمهم من الحمّى والأوجاع كلّها أن يقولوا: «بسم الله الكبير أعوذ بالله العظيم من شرّ كلّ عرق نعاد ومن شرّ حرّ النّار»
[ (4) ] .
وروى ابن ماجه عن علي- رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم: «خير الدّواء القرآن»
[ (5) ] .
[ (1) ] أخرجه الترمذي (3588) .
[ (2) ] انظر الكنز (28381) .
[ (3) ] انظر الكنز (28380) .
[ (4) ] أخرجه ابن ماجة (3526) .
[ (5) ] أخرجه ابن ماجة (3501) .