الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال في الرّيق: لأنه يختص بالتحليل والإنضاح وإبراء الجراح والورم، ولا سيما في الصائم الجائع، وتعقبه بأن ذلك إنما يتم إذا وقعت المعالجة على قوانينها مع مراعاة مقدار التراب في الرّيق وملازمة ذلك في أوقاته وإلا فالنّفث ووضع السّبّابة على الأرض إنّما يعلق بها ما ليس له بال ولا أثر، وإنما هذا من باب التبرك بأسماء الله تعالى وآثار رسول الله- صلى الله عليه وسلم، وإنّما وضع بالأرض فلعله لخاصّية في ذلك، وقال البيضاويّ: قد شهدت المباحث الطّبّية على أن للريق مدخلا في النّضج، وتعديل المزاج، وتراب الوطن له تأثير في حفظ المزاج ودفع الضّرر، فقد ذكروا أنه ينبغي للمسافر أن يستصحب تراب أرضه، إن عجز عن استصحاب مائها، حتى إذا ورد المياه المختلفة جعل شيئا منه في سقائه، ليأمن من مضرّة ذلك، ثم إنّ الرقى والعزائم لها آثار عجيبة تتعاقد العقول عن الوصول إلى معرفتها.
وقال التوربشتي: كأن المراد بالتّربة الإشارة إلى فطرة آدم وبالريقة الإشارة إلى النطفة، كأنه تضرع بلسان الحال، إنك اخترعت الأصل الأوّل من التراب ثم أبدعته من ماء مهين، فهيّن عليك أن تشفي من كانت هذه نشأته.
وقال النووي: وقيل: المراد ب «أرضنا» أرض المدينة لبركتها و «بعضنا» رسول الله- صلى الله عليه وسلم لشرف ريقه يشفى سقيمنا: بضم أوله على البناء للمجهول، وسقيمنا بالرفع وبفتح أوله على أن الفاعل مقدر وسقيمنا بالنصب على المفعولية.
الباب السابع في سيرته- صلى الله عليه وسلم في رقى عامة، ورقى جامعة
روى الطبراني في الكبير برجال الصحيح عن رافع بن خديج- رضي الله تعالى عنه- قال: دخل رسول الله- صلى الله عليه وسلم على ابن نعيمان فقال: «أذهب الياس ربّ الناس إله الناس» [ (1) ] .
وروى الإمام أحمد والطبراني في الكبير- برجال ثقات وأبو معشر- ليس هو نجيح بل من رجال الصحيح- عن كعب بن مالك- رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم: «إذا وجد أحدكم ألما فليضع يده تحت ألمه، ثم ليقل سبع مرات: أعوذ بعزّة الله وقدرته على كل شيء من شر ما أجد» [ (2) ] .
[ (1) ] ذكره الهيثمي في المجمع 5/ 117 وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
[ (2) ] ذكره الهيثمي في المجمع 5/ 117 وقال: رواه أحمد والطبراني وفيه أبو معشر نجيح وقد وثق على أن جماعة كثيرة ضعفوه وتوثيقه لين، وبقية رجاله ثقات.
وروى أبو يعلى بسند حسن عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- قالت: كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم إذا عاد مريضا يضع يده على المكان الذي يألم، ثم يقول:«بسم الله لا بأس» [ (1) ] .
وروى الترمذي والحاكم عن أنس- رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم: «إذا اشتكيت فضع يدك حيث تشتكي ثمّ قل: بسم الله، أعوذ بعزّة الله وقدرته من شر ما أجد من وجعي هذا، ثم ارفع يدك ثم أعد ذلك وترا [ (2) ] .
وروى الإمام أحمد ومسلم وابن ماجه وابن حبان وأبو داود والترمذي وقال: صحيح، والطبراني في الكبير عن عثمان بن أبي العاص أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم قال:«امسح بيمينك سبع مرّات، وقل: أعوذ بعزّة الله وقوّته على كل شيء من شر ما أجد» وفي لفظ: «ضع يمينك على الذي تألم من جسدك وقل: بسم الله- ثلاثا- وقل- سبع مرّات-: أعوذ بالله..» إلى آخره.
وروى الإمام أحمد والترمذي عن أبي أمامة- رضي الله تعالى عنه- والخرائطي في «مكارم الأخلاق» عن أسماء بنت أبي بكر- رضي الله تعالى عنها- قالت: خرج في عنقي خراج فتخوّفت منه، فسألت النبي- صلى الله عليه وسلم فقال- صلى الله عليه وسلم:«ضعي يدك عليه ثم قولي ثلاث مرات-: «بسم الله، اللهمّ أذهب عنّي شرّ ما أجد بدعوة نبيك الطيب المبارك المكين عندك بسم الله» .
وروى أبو داود في سننه عن أبي الدرداء- رضي الله تعالى عنه- قال: سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم يقول: «من اشتكى منكم شيئا فليقل: ربّنا الله الذي في السماء تقدّس اسمك، أمرك في السّماء والأرض كما رحمتك في السماء فاجعل رحمتك في الأرض، واغفر لنا حوبنا وخطايانا، أنت ربّ الطّيّبين، أنزل رحمة من عندك وشفاء من شفائك على هذا الوجع، فيبرأ بإذن الله» [ (3) ] .
وروى الحميديّ والخطيب عن يونس بن يعقوب عن عبد الله قال: كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم يتعوّذ من الصّداع: «بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله الكبير، وأعوذ بالله العظيم من شرّ كلّ عرق نعّار، ومن شرّ حرّ النّار» .
وروى البيهقي أن أسماء بنت أبي بكر- رضي الله تعالى عنهما- أصابها ورم في
[ (1) ] أخرجه مسلم (2191) باب استحباب رقية المريض من طريق يحيى بن يحيى، والبخاري في الطب (5743) .
وأحمد 6/ 126، وأبو يعلى في مسنده 7/ 436 (103- 4459) .
[ (2) ] أخرجه الحاكم 4/ 219.
[ (3) ] أخرجه أبو داود 4/ 218 (3892) .
استها [ (1) ]، فوضع رسول الله- صلى الله عليه وسلم يده على ذلك من فوق الثياب فقال: بسم الله، أذهب عنها سوءه، وفحشه بدعوة نبيك الطيب المبارك، المكين عندك، صنع ذلك ثلاث مرات، وأمرها أن تقول» [ذلك، فقالت ثلاثة أيام، فذهب الورم][ (2) ] .
وروى البيهقي أن عبد الله بن رواحة شكا إلى النبي- صلى الله عليه وسلم وجع ضرسه، فوضع- صلى الله عليه وسلم يده على خدّه الذي فيه الوجع وقال: اللهم أذهب عنه سوء ما يجد وفحشه بدعوة نبيك المبارك، المكين عندك- سبع مرات- فشفاه قبل أن يبرح» [ (3) ] .
وروى الحميديّ أن فاطمة- رضي الله تعالى عنها- أتت رسول الله- صلى الله عليه وسلم تشكو من ضرّ في ضرسها، فأدخل سبابته اليمنى فوضعها على الضرس الذي يألم فقال:«بسم الله، وبالله أسألك بعزك وجلالك وقدرتك على كل شيء فإن مريم لم تلد غير عيسى من روحك وكلمتك أن تكشف فاطمة بنت خديجة من الضّرّ كله» فسكن ما بها.
وروى النسائي عن أبي الدّرداء أنّه أتاه رجل فذكر أن أباه احتبس بوله، فأصابته حصاة البول، فعلمه رقية سمعها من رسول الله- صلى الله عليه وسلم:«ربّنا الله الذي في السماء، تقدّس اسمك، أمرك في السّماء والأرض كما رحمتك في السّماء، فاجعل رحمتك في الأرض، واغفر لنا حوبنا وخطايانا، أنت رب الطيبين، فأنزل شفاء من شفائك، ورحمة من رحمتك على هذا الوجع فيبرأ» وأمره أن يرقيه بها فرقاه بها فبرأ [ (4) ] .
وروى البيهقي عن أنس- رضي الله تعالى عنه- قال: دخل رسول الله- صلى الله عليه وسلم علي عائشة وهي موعكة، وهي تسب الحمى، فقال:«لا تسبيها فإنها مأمورة، ولكن إن شئت علمتك كلمات إذا قلتهن أذهبها الله عنك» فقالت: فعلمني، قال:«قولي: اللهم، ارحم جلدي الرّقيق، وعظمي الدّقيق من شدة الحريق، يا أم ملدم، إن كنت آمنت بالله العظيم، فلا تصدعي الرأس، ولا تنتني الفم، ولا تأكلي اللحم، ولا تشربي الدم، وتحولي عني إلى من اتّخذ مع الله إلها آخر» فقالتها فذهبت عنها [ (5) ] .
وروى أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن صحيح عن أبان بن عثمان عن أبيه قال: سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم يقول: «من قال: (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء من الأرض
[ (1) ] في ألأسها.
[ (2) ] أخرجه البيهقي في دلائل النبوة 6/ 1.
[ (3) ] أخرجه البيهقي في دلائل النبوة 6/ 183.
[ (4) ] أخرجه النسائي في السنن الكبرى 6/ 257.
[ (5) ] أخرجه البيهقي في دلائل النبوة 6/ 169.
ولا في السّماء وهو السميع العليم) ثلاث مرات حين يمسي لم تصبه فجأة بلاء، حتى يصبح، ومن قالها حين يصبح لم تصبه فجأة بلاء حتى يمسي»
قال: فأصاب أبان بن عثمان الفالج، فجعل الرّجل، الذي سمع منه الحديث ينظر إليه، فقال: ما لك تنظر إليّ، فو الله ما كذبت على عثمان، ولا كذب عثمان على رسول الله- صلى الله عليه وسلم ولكن اليوم الذي أصابني فيه ما أصابني غضبت، فنسيت أن أقولها [ (1) ]، وفي لفظ الترمذي: فكان أبان أصابه طرف فالج، فجعل الرّجل ينظر إليه، فقال له أبان: ما تنظر، أما إنّ الحديث كما حدّثتك، ولكني لم أقله يومئذ ليمضي الله علي قدره.
وروى الترمذي عن أبي هريرة- رضي الله تعالى عنه- قال: قال لي رسول الله- صلى الله عليه وسلم «أكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم»
[ (2) ] .
وروى الطبراني عنه قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم: «من قال: لا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم كان دواء من تسعة وتسعين داء أيسرها الهمّ» .
وروى ابن أبي الدنيا عن أبي موسى- رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم: «من قال: لا حول ولا قوة إلا بالله مائة مرّة في كل يوم لم يصبه فقر» .
وروى الطبراني عن أبي هريرة- رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم: «من أبطأ عليه رزقه، فليكثر من لا حول ولا قوة إلا بالله» [ (3) ] .
وروى ابن السني عن علي- رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم: «من ولد له مولود فأذن في أذنه اليمنى، وأقام في اليسرى لم تضرّه أمّ الصّبيان» .
[ (1) ] أخرجه أبو داود 5/ 324 (5088) .
[ (2) ] أخرجه الترمذي (3601) .
[ (3) ] ذكره الهيثمي في المجمع 3/ 204 وقال: رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه يونس بن تميم ضعفه الذهبي بهذا الحديث.