الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1 -
قوله تعالى: {وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ} [ص: 24] حيث عبر عن السجود بالركوع.
2 -
ولأن المقصود التعظيم والخضوع وهو حاصل بالركوع.
الترجيح:
والراجح هو القول الأول؛ لقوة ما بني عليه، ومن أهمه أنه لم ينقل.
المطلب الخامس: في تكرار السجود
وفيه مسألتان:
المسألة الأولى: إذا اختلفت مواضع السجدة
.
المسألة الثانية: إذا اتحدت
المسألة الأولى: إذا اختلفت مواضع السجدة:
إذا مر التالي في قراءته بمواضع متعددة من مواضع السجدة، كما لو قرأ القرآن بتمامه فإنه يسجد جميع سجداته باتفاق أهل العلم (1).
وذلك لعدم الحرج، فإن آيات السجدة محصورة، والغالب عدم تلاوة الجميع في المجلس الواحد (2).
المسألة الثانية: إذا اتحد موضع القراءة، كما لو كرر حزبًا أو وجهًا فيه سجدة في مجلس واحد:
ولأهل العلم في تكرار ا لسجود الأقوال التالية:
(1) انظر: حاشية الدسوقي (1/ 311) البناية (2/ 731).
(2)
البناية (2/ 731).
القول الأول: أنه يسجد في كل مرة:
ذهب إليه المالكية (1)، والشافعية (2)، والحنابلة في وجه (3).
1 -
لتجدد السبب بعد وتفية الحكم الأول (4).
2 -
وقياسًا على ركعتي الطواف (5).
القول الثاني: أنه يكرر السجود إن طال الفصل:
ذهب إليه الشافعية في وجه (6).
ولم أجد دليله، ولعله القياس على اختلاف المجلس.
القول الثالث: أنه يكفيه سجدة واحدة.
ذهب إليه الحنفية (7)، والشافعية في وجه (8)، والحنابلة في الوجه الثاني (9).
واستدلوا بما يلي:
1 -
أن جبريل عليه السلام كان ينزل بآية السجدة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقرأ النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه ويسجد مرة (10).
(1) وقد استثنوا من ذلك المعلم والمتعلم فقالوا: يسجد مرة واحدة، للمشقة انظر: الشرح الكبير وحاشية الدسوقي (1/ 311) الشرح الصغير وحاشية الصاوي (1/ 576).
(2)
مغني المحتاج (1/ 217) روضة الطالبين (1/ 320).
(3)
الإنصاف (2/ 195) المبدع (2/ 31).
(4)
مغني المحتاج (1/ 217) كشاف القناع (1/ 449) حاشية ابن قاسم (2/ 235).
(5)
الروض المربع (2/ 235).
(6)
مغني المحتاج (1/ 217) روضة الطالبين (14/ 320).
(7)
بدائع الصنائع (1/ 181) البناية (2/ 730) اللباب (1/ 106) رد المحتار (2/ 106) المبسوط (2/ 12).
(8)
روضة الطالبين (1/ 320) مغني المحتاج (1/ 217).
(9)
الإنصاف (2/ 195) المبدع (2/ 31).
(10)
ذكره العيني في البناية استدلالا لمذهبه (2/ 730) وكذا الكاساني في بدائع الصنائع (1/ 181) ولم أجده.
ونوقش: بأن نزول جبريل بآية السجدة وغيرها من القرآن صحيح لا شك فيه، ولكن صحة بقية القضية من أين (1)؟
1 -
ولما روي أن أبا موسى الأشعري رضي الله عنه كان يعلم الناس القرآن في مسجد البصرة وتكرر السجدة، فلا يسجد إلا مرة (2).
ويمكن أن يناقش من وجهين:
الوجه الأول: أنه لا يعرف من خرجه ولا إسناد له.
الوجه الثاني: أنه في المعلم.
3 -
ولما روي عن أبي عبد الرحمن السلمي، وهو معلم الحسن والحسين، أنه كان يعلم الآية الواحدة مرارًا ولا يزيد على سجدة واحدة (3).
قالوا: وقد أخذ التلاوة عن الصحابة فالظاهر أنه أخذ حكمها عنهم (4).
4 -
ودفعًا للحرج، وذلك أن المسلمين يحتاجون إلى تعليم القرآن وتعلمه وذلك يحتاج إلى التكرار غالبًا، فإلزام التكرار في السجدة يفضي إلى الحرج لا محالة، والحرج مدفوع (5).
الترجيح:
والذي يظهر لي رجحانه ما ذهب إليه أصحاب القول الثالث من أنه يكفيه سجدة واحدة لقوة ما أوردوه من المعقول، وهو دفع الحرج
(1) البناية (2/ 730).
(2)
ذكره الكاساني في البدائع (1/ 181) وكذا العيني في البناية (2/ 730) ولم يعزه لأحد رغم سعة اطلاعه ولم أجده.
(3)
ذكره العيني في البناية (2/ 730) ولم يعزه لأحد.
(4)
البناية (2/ 730).
(5)
البناية (2/ 729) بدائع الصنائع (1/ 181).