الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال أبو عامر الأشعريّ: يقول: كنت أنا أكبر أهل السفينة وابني أصغرهم.
وذكره ابن سميع في الطبقة الأولى من تابعي أهل الشام، وقال: كان على القضاء زمن عمر قلت: لا يكون على القضاء في ذلك الوقت إلا وهو رجل.
وقال ابن حبّان: عامر بن أبي عامر الأشعري سكن الشام، له صحبة. ومات في خلافة عبد الملك، ثم غفل فذكره في التابعين، وذكره أبو زرعة الدمشقيّ في الصحابة الذين نزلوا الشام.
4417- عامر بن عبد الأسد:
[له إدراك ذكر الطبري أن العلاء بن الحضرميّ كتب إليه يأمره بالتمادي على جديد اجتهاده في قتال أهل الردّة والفحص عن أمورهم والتتبع لأخبارهم ذكره ابن فتحون. قلت: لم ينسبه وإن كان هو أخاه أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي زوج أم سلمة وهو صحابي وينظر في القسم الثالث]«1» .
4418- عامر بن عبد اللَّه
«2» :
بن الجراح بن هلال بن أهيب، ويقال وهيب، بن ضبة بن الحارث بن فهر القرشي الفهريّ، أبو عبيدة بن الجرّاح، مشهور بكنيته، وبالنسبة إلى جدّه.
ومنهم من لم يذكر بين عامر والجراح عبد اللَّه، وبذلك جزم مصعب الزبيري في نسب قريش. والأكثر على إثباته. وكان إسلامه هو وعثمان بن مظعون، وعبيدة بن الحارث «3» بن المطلب، وعبد الرحمن بن عوف، وأبو سلمة بن عبد الأسد في ساعة واحدة قبل دخول النبي صلى الله عليه وسلم دار الأرقم. ذكره ابن سعد من رواية يزيد بن رومان، وأنكر الواقدي ذلك، وزعم أن أباه مات قبل الإسلام وأمه أميمة بنت غنم بن جابر بن عبد العزى بن عامر بن عميرة، أحد العشرة السابقين إلى الإسلام، وهاجر الهجرتين، وشهد بدرا وما بعدها،
وهو الّذي انتزع الحلقتين من وجه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فسقطت ثنيتا أبي عبيدة، وقال فيه النبي صلى الله عليه وسلم:«لكلّ أمّة أمين وأمين هذه الأمّة أبو عبيدة بن الجرّاح» «4» .
أخرجاه في الصحيح من طريق أبي قلابة، عن أنس والبخاريّ نحوه من حديث حذيفة.
(1) سقط في ط.
(2)
أسد الغابة ت 2707، الاستيعاب ت 1340.
(3)
في ج، ج الجون.
(4)
أخرجه البخاري في صحيحه 5/ 32 ومسلم 4/ 1881 في كتاب فضائل الصحابة باب 7 فضائل أبي عبيدة ابن الجراح رضي الله عنه حديث رقم 53، 54، وأحمد في المسند 3/ 189، 245 والبيهقي في السنن الكبرى 6/ 210، 371، وأبو نعيم في الحلية 1/ 101.
وقال أحمد: حدثنا عفان، حدثنا حماد، عن ثابت، عن أنس أنّ أهل اليمن لما قدموا على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قالوا: ابعث معنا رجلا يعلّمنا السنة والإسلام، فأخذ بيدي أبي عبيدة الجراح «1» فقال: هذا أمين هذه الأمة، وسيّره إلى الشام أميرا،
فكان فتح أكثر الشام على يده وقال: إنه قتل أباه يوم بدر، ونزلت فيه: لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
…
[المجادلة الآية: 22] .
وهو فيما أخرجه الطّبرانيّ بسند جيد، عن عبد اللَّه بن شوذب، قال: جعل والد أبي عبيدة يتصدّى لأبي عبيدة يوم بدر، فيحيد عنه، فلما أكثر قصده فقتله، فنزلت.
وله عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث، وذكر عنه اللَّه في الصحيح قوله للجيش الذين أكلوا من العنبر: نحن رسل رسول اللَّه، وفي سبيل، فكلوا.
وروى عنه العرباض بن سارية، وأبو أمامة، وأبو ثعلبة، وسمرة وغيرهم.
قال خليفة: وكانت أمه من بني الحارث بن فهر، أدركت الإسلام، وأسلمت.
وقال الواقديّ: آخى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بينه وبين «2» سعد بن معاذ، وهو الّذي قال لعمر:
أنفرّ من قدر اللَّه؟ فقال: لو غيرك قالها يا أبا عبيدة. نعم نفرّ من قدر اللَّه تعالى إلى قدر اللَّه تعالى. وذلك دالّ على جلالة أبي عبيدة عند عمر.
وذكره ابن إسحاق في مهاجرة الحبشة، وأسند ابن سعد من طريق مالك بن عامر أنه وصف أبا عبيدة، فقال: كان رجلا نحيفا معروق الوجه، خفيف اللحية، طوالا أجنأ أثرم «3» .
(1) طبقات ابن سعد 3/ 1/ 297، 304 نسب قريش 445، طبقات خليفة 27/ 300، تاريخ خليفة 138، التاريخ الكبير 6/ 444، 445، التاريخ الصغير 1/ 48 المعارف 247، 248، تاريخ الطبري 3/ 202، والجرح والتعديل 6/ 325، مشاهير علماء الأمصار ت 13، البدء والتاريخ 5/ 87، معجم الطبراني 1/ 117، 120، حلية الأولياء 1/ 100، 102، تاريخ ابن عساكر 7/ 157، صفوة الصفوة 1/ 42، الكامل في التاريخ 2/ 325، 332 تهذيب الأسماء واللغات 2/ 259، الرياض النضرة 2/ 307، تهذيب الكمال 645، دول الإسلام 1/ 15، تاريخ الإسلام 2/ 23، العبر 1/ 15/ 24، العقد الثمين 5/ 84، تهذيب التهذيب 5/ 73، تاريخ الخميس 2/ 244، كنز العمال 3/ 214، 219، شذرات الذهب 1/ 29، تهذيب تاريخ دمشق 7/ 160، 168.
(2)
في أ: آخى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بينه وبين محمد بن سلمة وقال ابن إسحاق: آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد ابن معاذ.
(3)
الجنأ: ميل في الظهر، وقيل: في العنق النهاية 1/ 302 والثرم: سقوط الثّنيّة من الأسنان، وقيل الثنيّة والرّباعية، وقيل: هو أن تنقلع السن من أصلها مطلقا. النهاية 1/ 210.
وقال موسى بن عقبة في «المغازي» : أمر النبيّ صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص في غزوة ذات السلاسل، وهي من مشارف الشام في بليّ ونحوهم من قضاعة، فخشي عمرو، فبعث يستمد، فندب النبيّ صلى الله عليه وسلم الناس من المهاجرين الأولين، فانتدب أبو بكر وعمر في آخرين، فأمر عليهم أبا عبيدة بن الجراح مددا لعمرو بن العاص، فلما قدموا عليه قال: أنا أميركم.
فقال المهاجرون: بل أنت أمير أصحابك، وأبو عبيدة أمير المهاجرين. فقال: إنما أنتم مددي. فلما رأى ذاك أبو عبيدة- وكان حسن الخلق متبعا لأمر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وعهده، فقال: تعلم يا عمرو أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال لي: «إن قدمت على صاحبك فتطاوعا» ،
وإنك إن عصيتني أطعتك.
وفي فوائد ابن أخي سمي بسند صحيح إلى الشعبي، قال: قال المغيرة بن شعبة لأبي عبيدة: إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أمّرك علينا، وإن ابن النابغة ليس لك معه أمر- يعني عمرو بن العاص.
فقال أبو عبيدة: إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نتطاوع، وأنا أطيعه، لقول رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
وقال أبو يعلى: حدثنا موسى بن محمد بن حبان، حدثنا يحيى بن سعيد، حدثنا كهمس، حدثنا عبد اللَّه بن شقيق، سألت عائشة: من كان أحب إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، قالت:
أبو بكر، ثم عمر، ثم أبو عبيدة بن الجراح.
وقال أحمد: حدثنا إسماعيل- هو ابن علية- ويزيد بن هارون، قالا: أنبأنا الجريريّ، عن عبد اللَّه بن شقيق: قلت لعائشة: أيّ أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان أحب إليه؟ قالت: أبو بكر. قلت: ثم من؟ قالت: عمر. قلت: ثم من؟ قالت: أبو عبيدة بن الجرّاح.
وقال يعقوب بن سفيان: حدثنا حجاج، حدثنا حماد، عن زياد الأعلم، عن الحسن- أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:«ما من أحد من أصحابي إلّا لو شئت لأخذت عليه في خلقه، ليس أبا عبيدة بن الجرّاح» .
هذا مرسل، ورجاله ثقات.
وفي الطّبرانيّ من طريق عبد اللَّه بن عمرو، قال: ثلاثة من قريش أصبح الناس وجوها، وأحسنهم خلقا، وأشدهم حياء: أبو بكر، وعثمان، وأبو عبيدة. في سنده ابن لهيعة.
وأخرج ابن سعد بسند حسن أن معاذ بن جبل بلغه أنّ بعض أهل الشام استعجز أبا عبيدة أيام حصار دمشق، ورجّح خالد بن الوليد، فغضب معاذ، وقال: أبأبي عبيدة يظن! واللَّه إنه لمن خيرة من يمشي على الأرض.
وقال ابن المبارك، في كتاب الزهد: حدثنا معمر، عن هشام بن عروة، عن أبيه: قدم