الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكره موسى بن عقبة، وابن إسحاق فيمن شهد بدرا، واستشهد بأحد.
4446- عامر
«1» :
بن مرقّش الهذلي.
ذكره سعيد بن يعقوب في الصّحابة، وأخرج من طريق عبد اللَّه بن الفضل، عن أبي قيس البكري، عن عامر بن مرقّش- أنّ حمل بن مالك بن النابغة الهذليّ مرّ بأثيلة بنت راشد وهي تهشّ على غنمها وقد رفعت برقعها، فنظر إلى جمالها فأناخ راحلته فأتاها يريدها عن نفسها، فقالت: مهلا يا حمل، اخطبني إلى أبي، فإنه لا يردّك، فأبى عليها، فاحتملته فجلدت به الأرض، وجلست على صدره، وعاهدته ألّا يعود، فقامت عنه، فعاد إليها ثلاثا، فأخذت فهرا فشدخت به رأسه وساقت غنمها، فمرّ به ركب من قومه فسألوه، فقال: عثرت بي راحلتي، فقالوا: هذه راحلتك معقولة، وهذا فهر إلى جنبك شدخت به، فاحتملوه فحضره الموت، فقال لأهله: النّاس براء من ذنبي إلا أثيلة، فلما مات جاءت هذيل تطلب دم حمل من راشد، فأرسل إليه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وكان يسمى ظالما، فسمّاه النّبيّ صلى الله عليه وسلم راشدا، فسأله فأنكر، فقالوا: أثيلة، فقال: لا علم لي، ثم جاء إليها فسألها، فقالت: وهل تقتل المرأة الرّجل؟ ولكن رسول اللَّه لا يكذب، فجاءت فأخبرت النبيّ صلى الله عليه وسلم بذلك، فقال:«بارك اللَّه فيك» «2» .
وأهدر دمه.
قلت: في إسناده غير واحد من المجهولين، ويعارضه ما أخرجه أحمد وأصحاب السّنن بإسناد صحيح، من طريق طاوس، عن ابن عبّاس- أنّ عمر نشد الناس أيكم سمع قضاء رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في الجنين، فقام حمل بن مالك بن النابغة فشهد، فمن يموت في عهد النبيّ صلى الله عليه وسلم كيف يشهد في خلافة عمر؟ فلعل في القصّة تحريفا، كأن يكون فيها ابن حمل أو نحو ذلك. ويحتمل عن بعد أن يكون له أخ باسمه، فإن مثل ذلك وقع كثيرا.
4447- عامر بن مسعود:
بن أمية «3» بن خلف الجمحيّ.
(1) أسد الغابة ت 2739.
(2)
أخرجه أحمد في المسند 1/ 201، 3/ 409، 5/ 68. والطبراني في الكبير 7/ 190، 205. والهيثمي في الزوائد 9/ 411، وقال رواه الطبراني في الأوسط والكبير بنحوه وأحمد في حديث طويل ورجال أحمد ثقات. والدار الدّارقطنيّ في السنن 1/ 234، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 23200.
(3)
أسد الغابة ت 2741، الاستيعاب ت 1350، تجريد أسماء الصحابة 1/ 289، الجرح والتعديل 6/ 327، تهذيب التهذيب 5/ 80، التاريخ الكبير 6/ 450، تهذيب الكمال 2/ 646، خلاصة تذهيب الكمال 2/ 55، بقي بن مخلد 780، تلقيح فهوم أهل الأثر 381، الكاشف 2/ 57، العقد الثمين 5/ 87.
له حديث عند التّرمذيّ بإسناد صحيح إلى أبي إسحاق عن نمير بن غريب عن عامر بن مسعود، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: «الصّوم في الشّتاء الغنيمة الباردة» .
قال التّرمذيّ: هذا مرسل، وعامر بن مسعود لم يدرك النبيّ صلى الله عليه وسلم. انتهى.
وقال في «العلل الكبير» : قال محمد- يعني البخاريّ: لا صحبة له ولا سماع.
وقال أبو داود: سألت أحمد عنه: أله صحبة؟ فقال: لا أدري. وسمعت مصعبا يقول: له صحبة.
وقال ابن حبّان في الثّقات: يروي المراسيل، ومن زعم أن له صحبة بلا دلالة فقد وهم.
وقال البغويّ، عن محمد بن علي، عن أحمد: ما أرى له صحبة. وقال الدّوري، عن ابن معين: له صحبة.
وقال ابن السّكن: روى حديثين مرسلين، وليست له صحبة.
قلت: الحديث الثّاني من رواية عبد العزيز بن رفيع عنه عند الطّبراني، وابن عدي وغيرهما. وقال ابن أبي حاتم، عن أبي زرعة: هو من التّابعين.
وذكر محمّد بن حبيب في شعر فضالة بن شريك الأسديّ أنّ عامر بن مسعود كان مقلا، وأنه تزوّج امرأة بالكوفة من بني نصر بن معاوية، فسأل في صداقها، فكان يأخذ من كل أحد «1» درهمين، فهجاه فضالة بن شريك، فذكر شعرا.
وكان عامر يلقّب دحروجة الجعل، لأنه كان قصيرا، ثم اتّفق عليه أهل الكوفة بعد موت يزيد بن معاوية، فأقره ابن الزّبير قليلا ثم عزله بعد ثلاثة أشهر، وولّاها عبد اللَّه بن يزيد الخطميّ، ويقال: إنه خطب أهل الكوفة فقال: إن لكل قوم شرابا فاطلبوه في مظانّه «2» ، وعليكم بما يحلّ ويحمد، واكسروا شرابكم بالماء، وفي ذلك يقول الشاعر:
من ذا يحرّم ماء المزن خالطه
…
في قعر خابية ماء العناقيد
إنّي لأكره تشديد الرّواة لنا
…
فيها ويعجبني قول ابن مسعود «3»
[البسيط]
(1) في أرجل.
(2)
في أمكانه.
(3)
انظر البيتين في أسد الغابة ت (2741) .