الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وروى أحمد من طريق عمرو بن يحيى المازني، عن أبيه، عن شقران، قال: رأيت النبيّ صلى الله عليه وسلم متوجّها إلى خيبر على حمار يصلّي يومئ عليه إيماء.
قال البغويّ: سكن المدينة، ويقال كانت له دار بالبصرة.
قلت: روى عنه أيضا عبيد اللَّه بن أبي رافع.
الشين بعدها الكاف
3936- شكل:
بفتحتين، ابن حميد العبسيّ «1» . صحابيّ، نزل الكوفة.
قال ابن السّكن: هو من رهط حذيفة بن اليمان. له صحبة. حديثه في الكوفيّين.
وروى أصحاب السّنن من طريق بلال بن يحيى العبسيّ، عن شتير، بالمعجمة والمثناة مصغّرا، عن أبيه شكل بن حميد، قال: قلت: يا رسول اللَّه، علمني دعاء، وفي رواية الترمذيّ: تعوّذا أتعوذ به
…
الحديث.
قلت: وله رواية عن عليّ. رضي الله عنه.
الشين بعدها الميم
3937 ز- الشماخ بن ضرار:
بن حرملة بن سنان بن أمامة بن عمرو بن جحاش بن بجالة بن مازن بن ثعلبة بن سعد بن ذبيان الغطفانيّ، يكنّى أبا سعيد، وأبا كثير، وأمه معاذة بنت بجير بن خلف من بنات الخرشب، ويقال: إنهن أنجب نساء العرب.
كان شاعرا مشهورا. قال أبو الفرج الأصبهانيّ أدرك الجاهليّة والإسلام، وقال يخاطب النّبي صلى الله عليه وسلم:
تعلّم رسول اللَّه أنّا كأنّنا
…
أفأنا بأنمار ثعالب ذي غسل
تعلّم رسول اللَّه لم تر مثلهم
…
أجرّ على الأدنى وأحزم للفضل «2»
[الطويل]
(1) أسد الغابة ت 2448، الاستيعاب ت 1207، الثقات 3/ 190 تقريب التهذيب 1/ 354- تهذيب الكمال 2/ 588- بقي بن مخلد 141 تهذيب التهذيب 4/ 364- خلاصة تذهيب 1/ 457- الكاشف 2/ 15- الطبقات 49، 130 الجرح والتعديل 4/ ترجمة 1691- تجريد أسماء الصحابة 1/ 259- التاريخ الكبير 4/ 264 أفراد مسلم 16- علوم الحديث لابن الصلاح 388، الأعلمي 20/ 95.
(2)
ينظر البيتان في الأغاني: 9/ 158، وفي الشعر والشعراء:274. وفي الاستيعاب ص 1470 ترجمة رقم (2574) . وفي أسد الغابة ترجمة رقم (4858) .
قال ابن عبد البرّ: وأنمار رهط كان يهجوهم «1» وذو غسل: قرية لبني تميم، وأنمار قومه، وهم أنمار بن بغيض، والشماخ لقب، واسمه معقل، وقيل الهيثم.
وذكر ابن عبد البرّ هذا البيت في أبيات لأخيه مزرد، وذكر في أواخر ترجمة النّابغة الجعديّ ما يقتضي أن له صحبة، فإنه قال: لم يذكر أحمد بن زهير يعني ابن أبي خيثمة لبيد بن ربيعة ولا ضرار بن الخطاب ولا ابن الزّبعرى، لأنهم ليست لهم رواية. قال: وكذلك الشماخ بن ضرار، وأخوه مزرّد، وأبو ذؤيب الهذليّ. قال: وذكر محمد بن سلام الجمحيّ النابغة والشّماخ ومزردا ولبيدا طبقة واحدة. انتهى.
وهو كما قال، ذكرهم في الطّبقة الثّالثة، لكن لا يدل ذلك على ثبوت صحبة الشّماخ، إلا أن العمدة فيه على البيت الّذي أنشده أبو الفرج.
وقال ابن سلّام: كان الشّماخ أشد كلاما من لبيد، إلا أن فيه كزازة، وكان لبيد أسهل منطقا منه.
وقال الحطيئة في وصيته: أبلغوا الشّمّاخ أنه أشعر غطفان. وذكر ابن سلام للشّماخ قصة مع امرأته في زمن عثمان بن عفان، وأنها ادّعت عليه الطّلاق فألزمه كثير بن الصّلت اليمين فتلكأ ثم حلف، وقال:
يقولون لي احلف ولست بفاعل
…
أخاتلهم عنها لكيما أنالها
ففرّجت همّ النّفس عنّي بحلفة
…
كما شقّت الشّقراء عنها جلالها «2»
[الطويل] وقال المرزبانيّ: اسم الشماخ معقل، وكان شديد متون الشّعر، صحيح الكلام، وأدرك الإسلام فأسلم، وحسن إسلامه، وقال: إنه توفي في غزوة موقان في زمن عثمان، وشهد الشماخ القادسيّة، وهو القائل في عرابة الأوسي:
رأيت عرابة الأوسيّ يسمو
…
إلى الخيرات منقطع القرين
إذا ما راية رفعت لمجد
…
تلقّاها عرابة باليمين «3»
[الوافر]
(1) في أقال أبو الفرج ذو غسل.
(2)
انظر ديوان الشماخ بن ضرار ص 292، الأغاني 8/ 100، شرح مقامات الحريري 1/ 129، سمط اللآلئ 1/ 188، حماسة البحتري ص 418، طبقات فحول الشعراء 112- 113، خزانة الأدب 1/ 525، الأغاني 8/ 100. الطبقات:112.
(3)
انظر الديوان ص 335 أنساب الأشراف 1/ 27. الأغاني 8/ 102، شرح الحماسة 4/ 159، رغبة الآمل 2/ 94، اللسان «قطع» ، الشعراء: 278.
وكان قدم المدينة، فأوقر له عرابة راحلته تمرا وبرّا وكساه وأكرمه.
قال أصحاب المعاني «1» : قوله باليمين، أي بالقوة، ومنه «2» : لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ [الحاقة: 45] .
وقصّته معه مشهورة. ورأيت في ديوان الشّماخ وقال توفّي رجل من بني ليث يقال له بكر أصيب بأذربيجان وكان الشّماخ غزا أذربيجان مع سعيد بن العاص. وفيه أيضا: نزلت امرأة المدينة ومعها بنات لها وسيمات، فجعلت للشّماخ عن كل واحدة جزورا على أن يذكرهنّ، فذكر له قصيدة، وذكر فيه أيضا مهاجاة له مع الخليج بن سويد الثّعلبي وهما يسيران مع مروان بن الحكم، وهو حينئذ أمير المدينة، وقال العتبي: مما يتمثل به من شعر الشّماخ قوله:
ليس بما ليس به بأس باس
…
ولا يضرّ البرّ ما قال النّاس
[الرجز] قالوا: وهوى الشّماخ امرأة اسمها كلبة بنت جوال [أخت جبل بن جوّال] الشّاعر التغلبيّ، وغاب فتزوّجها أخوه جزء فلم يكلمه بعد، وماتا متهاجرين.
وروى الفاكهيّ بإسناد صحيح عن أم كلثوم بنت أبي بكر، عن عائشة- أنها حجّت مع عمر آخر حجة حجّها، فارتحل من الحصبة آخر اللّيل، فجاء راكب فسأل عن منزله فأناخ به ورفع عقيرته يتغنى:
عليك سلام من أمير وباركت
…
يد اللَّه في ذاك الأديم الممزّق «3»
[الطويل] الأبيات في رثاء عمر.
قالت عائشة: فنظرنا مكانه فلم نجد أحدا، فحسبته من الجنّ، فنحل النّاس هذه الأبيات الشّماخ وأخاه جمّاع بن ضرار.
وروى عمر بن شبّة هذه القصّة، فقال في آخرها أو أخاه جزء بن ضرار.
(1) في أالمغازي.
(2)
في أومثله.
(3)
انظر ديوان الشماخ ص 400، شرح أدب الكاتب ص 134، سمط اللآلئ 1/ 58، الاقتضاب ص 299، مجمع الأمثال 1/ 93، مجالس ثعلب 1/ 39، الشعر والشعراء 1/ 277، الطراز 3/ 359.