الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
للضمة والكسرة بدليل أنك إذا أشبعت الضمة أو الكسرة تولد منهما واو وياء، وقوله: وبعضهم أي وبعض أهل الأداء يرى محللا لهما أي يجوز الروم والإشمام في هاء الضمير كيف كان على أي حالة وجدت، ولم يستثن ما ذكره هؤلاء القوم، والوجهان جيدان، ومحللا من التحليل وهو: ضد التحريم.
باب الوقف على مرسوم الخط
الباب المتقدم كان في كيفية الوقف وهذا في بيان الحروف الموقوف عليها ومراده بمرسوم الخط يعني المصحف الكريم على ما وضعته عليه الصحابة رضي الله عنهم لما كتبوا المصاحف في زمن عثمان رضي الله عنه وأنفذها إلى الأمصار ففيها مواضع وجدت الكتابة فيها على خلاف ما الناس عليه الآن وأصل الرسم الأثر فيعني بمرسوم الخط ما أثره الخط فقال:
وكوفيّهم والمازنيّ ونافع
…
عنوا باتّباع الخطّ في وقف الابتلا
ولابن كثير يرتضى وابن عامر
…
وما اختلفوا فيه حر أن يفصّلا
أي روي عن نافع وأبي عمرو وعاصم وحمزة والكسائي الاعتناء بمتابعة صورة خط المصحف في الوقف وفعل ذلك شيوخ الأداء لابن كثير وابن عامر اختيارا دون رواية وليس هذا الكلام على عمومه بل يختص بالحرف الأخير نحو الصلاة فلا يوقف بالواو ونحو الرحمن وسليمان فلا بد من الألف علم هذا من قرينة الوقف. والابتلاء بالمد الاختبار أي إذا اختبروا بالوقف على كلمات ليست بموضع وقف ليعلم به معرفة القارئ بحقيقة تلك الكلمة أو إذا انقطع نفسه ويحتاج القارئ إلى معرفة الرسم في ذلك فيقف بالحذف على ما رسم بالحذف وبالإثبات على ما رسم بالإثبات، وقوله: وما اختلفوا فيه حر أن يفصلا أشار إلى أن بعض السبعة يخالف الرسم في بعض المواضع وحر أن يفصل ما اختلف فيه أي حقيق تفصيله أي تبيينه بطريق التفصيل واحدا بعد واحد في باقي الباب وأشار الناظم إلى المختلف فيه ولم يذكر المتفق عليه لأنه لم يضع هذه القصيدة إلا لما اختلفوا فيه، وهذه نبذة من المتفق عليه لتكمل الفائدة بذلك ومداره على معرفة الحذف والإثبات في الياء والواو والألف وعلى معرفة الموصول والمقطوع من الكلم (أما الياء) فإنها تنقسم إلى ما ذكر في باب الزوائد وغيره فأما ما ذكر في باب الزوائد فجميعه محذوف من المصحف. وأما ما لم يذكر
في باب الزوائد فإنه ينقسم إلى متحرك وساكن فالمتحرك كله ثابت في الرسم موقوف عليه بالسكون. والساكن ينقسم إلى ثابت في المصحف ومحذوف منه فالثابت في الرسم ثابت في الوقف والمحذوف في الرسم محذوف في الوقف وها أنا أذكر ما حذف من الياءات إلا أني لا أعدّ الزوائد اعتمادا على معرفتها من بابها فأولها بالبقرة فَارْهَبُونِ فَاتَّقُونِ وَلا تَكْفُرُونِ وبآل عمران وَأَطِيعُونِ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ [النساء: 146] ووَ اخْشَوْنِ الْيَوْمَ [المائدة: 3] ويَقُصُّ الْحَقَّ [الأنعام: 57] وفَلا تُنْظِرُونِ [الأعراف: 195]
وفَلا تُنْظِرُونِ ونُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ [هود: 55] وثُمَّ لا تُنْظِرُونِ [هود: 55] وفَأَرْسِلُونِ [الحجر: 54] وَلا تَقْرَبُونِ وتُفَنِّدُونِ [يوسف: 94] ومَتابِ [ص: 17] و (مآب)[ص: 30] وعِقابِ [الرعد: 32] وفَبِمَ تُبَشِّرُونَ [الحجر: 54] فَلا تَفْضَحُونِ ولا تُخْزُونِ [هود: 78] وفَاتَّقُونِ وفَارْهَبُونِ [البقرة: 40] وتُشَاقُّونَ فِيهِمْ [النحل: 27] وبِالْوادِ الْمُقَدَّسِ [طه: 12] وبالأنبياء فَاعْبُدُونِ [العنكبوت:
56] في موضعين، وفَلا تَسْتَعْجِلُونِ [الأنبياء: 37] ولَهادِ الَّذِينَ آمَنُوا [الحج: 54] وبِالْمُؤْمِنِينَ بِما كَذَّبُونِ [المؤمنون: 39] في موضعين، وفَاتَّقُونِ أَنْ يَحْضُرُونِ [المؤمنون: 98]، وارْجِعُونِ [المؤمنون: 99]، وَلا تُكَلِّمُونِ [المؤمنون: 108] وأن يكذبون وأن يقتلون سيهدين فَهُوَ يَهْدِينِ [الشعراء: 78] ويسقين ويشفين ويحيين وأطيعون ثمانية مواضع وكذبون وادِ النَّمْلِ [النمل: 18] وحَتَّى تَشْهَدُونِ [النمل: 232] وبالواد الأيمن [القصص: 30] وأَنْ يَقْتُلُونِ [التوبة:
111] وفَاعْبُدُونِ [العنكبوت: 56] وبِهادِ الْعُمْيِ [الروم: 53] وإِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمنُ [يس: 23] وفَاسْمَعُونِ [يس: 25] وسَيَهْدِينِ [الشعراء: 62] صالِ الْجَحِيمِ [الصافات: 163] وعذاب وعقاب [البقرة: 196] و (عقاب) [العنكبوت:
56] وسَيَهْدِينِ [الشعراء: 62] وَأَطِيعُونِ [آل عمران: 50] ويَوْمَ يُنادِ [ق: 41] و (ليعبدون وأن يطعمون فلا تستعجلون)[الأنبياء: 37] وفَما تُغْنِ النُّذُرُ [القمر: 5] والْجَوارِ الْمُنْشَآتُ [الرحمن: 24] ووَ أَطِيعُونِ [آل عمران: 50] وفَكِيدُونِ [هود: 55] وبِالْوادِ الْمُقَدَّسِ [النازعات: 16] والْجَوارِ الْكُنَّسِ [التكوير: 16] ووَ لِيَ دِينِ [الكافرون: 6]، فهذه سبعة وسبعون ياء لم يختلف القراء السبعة في حذفها وصلا ووقفا اتباعا للرسم وكذلك ما سقطت منه الياء للجازم نحو اتَّقِ اللَّهَ ويُغْنِ اللَّهُ وَلا تَبْغِ الْفَسادَ [القصص: 77] وَمَنْ تَقِ السَّيِّئاتِ [غافر: 9] وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ [النساء: 14] ومَنْ يَهْدِ اللَّهُ [الأعراف: 178] وشبه ذلك وكذلك إن سقطت ياء الإضافة من آخر الاسم للنداء نحو يا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا [هود: 52] ويا قَوْمِ اذْكُرُوا [المائدة:
20] ويا رَبِّ إِنَّ هؤُلاءِ ورَبِّ اغْفِرْ لِي [الأعراف: 151] ورَبِّ انْصُرْنِي [العنكبوت:
30] ويا عِبادِ الَّذِينَ آمَنُوا [الزمر: 10] ويا عِبادِ فَاتَّقُونِ [الزمر: 16]، فيها وشبه ذلك ما خلا ثلاثة أحرف اختلف القراء في إثباتها وحذفها على ما سيأتي وهي: يا عِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي واسِعَةٌ [العنكبوت: 56] ويا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا [الزمر: 53] ويا عِبادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ [الزخرف: 68]، وهذه الثلاثة مرسومة في المصاحف بإثبات الياء ما خلا الذي بالزخرف فإن الياء ثابتة فيه في مصاحف المدينة والشام خاصة، وأما ذَا الْأَيْدِ [ص: 17]، فإنه في الوصل والوقف بغير ياء وجميع ما ذكرته محذوف الياء في رسم المصاحف إلا الثلاثة المذكورة بالعنكبوت والزمر والزخرف وإذا علم ذلك فما بقي متفق على إثبات الياء فيه في الرسم ثم إن كان بعده ساكن حذفت الياء منه في الوصل لأجله وتثبت في الوقف لعدمه نحو وَلا تَسْقِي الْحَرْثَ [البقرة: 71] ويُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ [البقرة: 269] ويَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ [المائدة: 54] وأُوفِي الْكَيْلَ [يوسف:
59] ونَأْتِي الْأَرْضَ [الرعد: 41] وآتِي الرَّحْمنِ [مريم: 93] ولا نَبْتَغِي الْجاهِلِينَ [القصص: 55] ولا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [آل عمران: 86] وأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ [الحشر: 2] ويُلْقِي الرُّوحَ [غافر: 15] وتَأْتِي السَّماءُ [الدخان: 10]، وهذا الأصل جميعه مرسوم بالياء في المصاحف والوقف عليه بالياء للأئمة السبعة وكذلك ما كان من الأسماء المجموعة جمع السلامة بالياء والنون وأضيف ذلك إلى ما في أوله الألف واللام وحذفت النون منه للإضافة وسقطت الياء للساكنين فإنك إذا وقفت على ذلك وفصلته مما أضيف إليه وقفت عليه بالياء وحذفت النون وذلك باتفاق القراء نحو حاضِرِي الْمَسْجِدِ [البقرة: 196] ومُحِلِّي الصَّيْدِ [المائدة: 1] والْمُقِيمِي الصَّلاةِ [الحج:
35] ومُهْلِكِي الْقُرى [القصص: 59]، وكذلك الوقف بالياء أيضا على قوله تعالى:
ادْخُلِي الصَّرْحَ [النمل: 44] وهي ياء المؤنث وذلك كله مرسوم في المصاحف بالياء فإن كان بعد الياء متحرك
ثبتت الياء في الوصل والوقت لجميع القراء اخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ [البقرة:
150]، وكادوا ويَأْتِي بِالشَّمْسِ [البقرة: 258] وفَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ [آل عمران:
31] وأَ تُحاجُّونِّي فِي اللَّهِ [الأنعام: 80] ولَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي [الأنعام: 77] ويَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ [الأنعام: 158] وهَدانِي رَبِّي [الأنعام: 161] ويَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ [الأعراف: 53] ولن (تراني واستضعفوني ويقتلونني)[الأعراف: 150] وفهو المهتدي، ويهود فَكِيدُونِي [هود: 55] وما نَبْغِي وَمَنِ اتَّبَعَنِي [يوسف: 18] وفَمَنْ تَبِعَنِي وبالحجر أَبَشَّرْتُمُونِي [الحجر: 54] ومِنَ الْمَثانِي ويَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ [النحل: 111] ووَ قُلْ لِعِبادِي [الإسراء: 53] وفَإِنِ اتَّبَعْتَنِي [الكهف:
70] وفَلا تَسْئَلْنِي [هود: 46] وفَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ [مريم: 43] وأَنْ أَسْرِ بِعِبادِي [طه: 77] وفَاتَّبِعُونِي [آل عمران: 31] ووَ الزَّانِي أَمْناً يَعْبُدُونَنِي [النور: 55] وأَنْ يَهْدِيَنِي [القصص: 22] ووَ أَنِ اعْبُدُونِي [يس: 61] وأُولِي الْأَيْدِي [ص:
5] فمن يتقي لو أَنَّ اللَّهَ هَدانِي [الأنعام: 161] وفَأَسْرِ بِعِبادِي [الدخان: 23] وبِالنَّواصِي وبالصف لِمَ تُؤْذُونَنِي وبِرَسُولٍ يَأْتِي [الصف: 6] وأَخَّرْتَنِي [الإسراء: 62] وبِأَيْدِي سَفَرَةٍ
[عبس: 15] وفَادْخُلِي فِي عِبادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي [الفجر: 30]، فهذه الياءات لم تختلف القراء في إثباتها وصلا ووقفا اتباعا للرسم إلا ما روي عن ابن ذكوان في تسألني في الكهف على ما سيأتي. (وأما الواو) فإنها إذا تطرفت في الكلمة وسقطت من اللفظ لساكن لقيها فإنك إذا وقفت على الكلمة التي هي فيها أثبتها لجميع القراء وذلك نحو تَتْلُوا الشَّياطِينُ [البقرة: 102] ويَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ [الرعد:
39] ويرجو الله ولا تسبوا الذين فيسبوا الله وتبوءوا الدار وملاقوا الله وأسروا النجوى وإِنَّا كاشِفُوا الْعَذابِ [الدخان: 15] ومُرْسِلُوا النَّاقَةِ [القمر: 27] ولَصالُوا الْجَحِيمِ [المطففين: 16] وصالُوا النَّارِ [ص: 59] وما قَدَرُوا اللَّهَ [الأنعام: 91] ونَسُوا اللَّهَ فَاسْتَبَقُوا الصِّراطَ [يس: 66] وجابُوا الصَّخْرَ بِالْوادِ [الفجر: 9]، وشبه ذلك فالوقف عليه بالواو وهو مرسوم بالواو في المصاحف ما خلا خمس مواضع فإنها رسمت بغير واو وهي بالإسراء ويدع الإنسان وَيَمْحُ اللَّهُ الْباطِلَ [الشورى: 24] ويَدْعُ الدَّاعِ [القمر: 6] وصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ [التحريم: 4] وسَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ [العلق: 18]، فالوقف على هذه الخمسة لجميع القراء بغير واو اتباعا للرسم وقيل إن صالح المؤمنين اسم جنس وهو يلفظ الافراد ليس بجمع صالح فلا تكون على هذا الواو فيه محذوفة ويكون قد رسم في المصاحف بغير واو على الأصل فهو واحد يراد به الجمع مثل إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ [العصر: 2]، (وأما الألف) فإن كل ألف سقطت من اللفظ لساكن لقيها فإنك إذا وقفت عليها وفصلتها من الساكن أثبتها في الوقف لجميع القراء وذلك نحو فَإِنْ كانَتَا اثْنَتَيْنِ [النساء: 176] ودَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُما [الأعراف: 189] وقالا الْحَمْدُ لِلَّهِ [النمل: 15] وقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ [التحريم: 10] واسْتَبَقَا الْبابَ [يوسف: 25]، وشبهه وتثبت الألف في قوله تعالى: لكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي [الكهف: 38] في الوقف وفيها خلاف في الوصل يأتي ذكره وتثبت الألف أيضا في وَلَيَكُوناً ولَنَسْفَعاً في الوقف ويا أيها حيث وقع نحو يا أيها الرسول يا أيها الذين آمنوا فجميع هذا مرسوم بالألف في المصاحف وأجمعوا على الوقف عليه بالألف ما خلا (أيه المؤمنون)(وأيه الساحر)[الزخرف: 49] و (أيه الثقلان)[الرحمن: 41] فإن الألف فيها محذوفة في الخط والوصل وفيها في الوقف خلاف كما سيأتي بيانه وأما الموصول والمقطوع نحو من ما وعن ما وممن وفإن لم وإن لن وأن ما وعن من وأم من وفى ما وبئس ما وأين ما وحيث وما ولكي لا وإذ ما ويوم هم ولبئس ما وكل ما أشبهه فإنه يوقف عليه على وفق رسمه في الهجاء وذلك باعتبار الأواخر في تفكيك الكلمات بعضها من بعض وتقطيعها فما
كتب من كلمتين موصولتين لم يوقف إلا على الثانية منهما وما كتب منها مفصولا يجوز أن يوقف على كل واحدة منهما ومثاله مما هما كلمتان كتبتا بالوصل وبالقطع فتقف في الموصول على ما وفي المقطوع على من
وكذلك تفعل فيما بقي من المقطوع والموصول. ثم شرع في ذكر الحريّ بالتفصيل واحدا بعد واحد فقال:
إذا كتبت بالتّاء هاء مؤنّث
…
فبالهاء قف حقّا رضى ومعوّلا
أمر أن يوقف بالهاء على ما رسم من هاء التأنيث بالتاء للمشار إليهم بحق والراء في قوله: حقا رضا وهم ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويوقف للباقين بالتاء وفهم من تقييد محل الخلاف بالوقف أن الوصل بالتاء على الرسم، ومن قوله إذا كتبت بالتاء أن المرسومة بالهاء لا خلاف فيها بل هي تاء في الوصل هاء في الوقف، وأما ما كتبت بالتاء فنحو رحمت ونعمت وامرأت وسنت ومعصيت ولعنت وابنت وقرت ومرضات وذات وبقيت وهيهات وفطرت ولات حين وشجرت وجنت وكلمت ويا أبت وشبه ذلك فعوّل عليه،
وفي اللّات مع مرضات مع ذات بهجة
…
ولات رضى هيهات هاديه رفّلا
أمر بالوقف بالهاء على قوله تعالى: أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ [النجم: 19]، ومرضات كيف جاء وذات بهجة وَلاتَ حِينَ مَناصٍ [ص: 3]، للمشار إليه بالراء في قوله: رضا، وهو الكسائي فتعين للباقين الوقف بالتاء ثم أخبر أن هيهات كهذه الكلمات يعني في الوقف عليها بالهاء للمشار إليهما بالهاء والراء في قوله: هاديه رفلا وهما البزي والكسائي فتعين للباقين أيضا الوقف بالتاء وليس الكلام في بهجة فإن الوقف عليها بالهاء إجماع لأنها رسمت كذلك بل الكلام على ذات التي قبل بهجة بخلاف ذات بينكم ونحوها، ومعنى رفل. عظم.
وقف يا أبه كفؤا دنا وكأين ال
…
وقوف بنون وهو بالياء حصّلا
أمر بالوقف على يا أبت بالهاء حيث وقع على ما لفظ به للمشار إليهما بالكاف والدال في قوله: كفؤا دنا وهما ابن عامر وابن كثير فتعين للباقين الوقف بالتاء وذلك نحو يا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ [يوسف: 4] ويا أَبَتِ إِنِّي أَخافُ [مريم: 45]، وبانقضاء حكم هذه الكلمة انقضى حكم الوقف على هاء التأنيث. ثم انتقل إلى غيره فقال: وكأين. أخبر أن الوقف على وكأين بالنون حيث وقع للجماعة وأن الوقف عليه للمشار إليه بالحاء في قوله حصلا، وهو أبو عمرو فمن وقف على النون اتبع الرسم ومن وقف على الياء نبه على الأصل والواو في قوله، وكائن الوقوف للعطف ليشمل ما جاء من لفظ كائن بالواو والفاء نحو وكائن من نبيّ فكائن من قرية.
ومال لدى الفرقان والكهف والنّسا
…
وسال على ما حجّ والخلف رتّلا
أخبر أن المشار إليه بالحاء في قوله: حج وهو أبو عمرو وقف على ما من مالِ هذَا الرَّسُولِ [الفرقان: 7] ومالِ هذَا الْكِتابِ [الكهف: 49] وفَمالِ هؤُلاءِ الْقَوْمِ [النساء: 78] وفَمالِ الَّذِينَ كَفَرُوا [المعارج: 36]، في سأل سائل. ثم قال: والخلف رتلا. أخبر أن المشار إليه بالراء في قوله: رتلا وهو الكسائي اختلف عنه في هذه المواضع
الأربعة فروي عنه الوقف على ما كأبي عمرو، وروي عنه الوقف على اللام كالباقين. وهذه الأربعة كتبت في المصحف مال فمال بانفصال اللام مما بعدها فمن وقف على ما ابتدأ باللام متصلة بما بعدها ومن وقف على اللام ابتدأ بما بعدها من الأسماء وكذلك قرأت من طريق المبهج والتذكرة ونص عليه صاحب المبهج في كتاب الاختيار
وابن غلبون في التذكرة والصفراوي في كتاب الإعلان، ولم يذكر الناظم الابتداء تبعا للتيسير.
ويا أيّها فوق الدّخان وأيّها
…
لدى النّور والرّحمن رافقن حمّلا
وفي الها على الإتباع ضمّ ابن عامر
…
لدى الوصل والمرسوم فيهنّ أخيلا
أخبر أن المشار إليهما بالراء والحاء في قوله: رافقن حملا، وهما الكسائي وأبو عمرو وقفا على (يا أيه الساحر) [الزخرف: 49]، لأنها فوق الدخان و (أيه المؤمنون) [النور:
31] و (أيه الثقلان)[الرحمن: 31]، بالألف على ما لفظ به فتعين للباقين الوقف على الهاء من غير ألف اتباعا للرسم. ثم قال: وفي الهاء على الإتباع ضم ابن عامر. لدى الوصل، يعني أن ابن عامر ضم الهاء في الوصل في هذه المواضع الثلاثة اتباعا لضمة الياء قبلها والأوجه فتح الهاء وهي قراءة الباقين، وحملا جمع حامل وروي ضم ابن عامر بفتح الميم ورفع النون، ويروى بضم الميم وجر النون وقوله: والمرسوم فيهن أخيلا، يعني أن يا أيها رسم في جميع القرآن بالألف آخرها إلا في هذه المواضع الثلاثة وأخيل من أخيلت السماء: أظهرت المطر.
وقف ويكأنّه ويكأنّ برسمه
…
وبالياء قف رفقا وبالكاف حلّلا
أمر بالوقف للجميع على النون في ويكأن وعلى الهاء في ويكأنه برسمه لأنه كذلك رسم على ما لفظ به ثم أخرج الكسائي وأبا عمرو فقال: وبالياء قف رفقا أمر بالوقف على الباء للمشار إليه بالراء في قوله: رفقا وهو الكسائي. ثم قال وبالكاف حللا، يعني أن المشار إليه بالحاء في قوله حللا وهو أبو عمرو وقف على الكاف، ومعنى حلل: أبيح فحصل من ذلك أن أبا عمرو يقف ويك ويبتدئ أن الله أنه، وأن الكسائي يقف على قوله وى ويبتدئ بقوله كأن الله كأنه وأن الباقين يقفون على ويكأن ويكأنه ويبتدئون بالكلمة بكمالها ولم يذكر الناظم الابتداء ونص عليه الصفراوي وابن غلبون وسبط أبي منصور في تصانيفهم نحو ما ذكرته.