الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأيّا بأيّا ما شفا وسواهما
…
بما وبوادي النّمل باليا سنا تلا
أخبر أن الوقف على أيا من أياما تدعوا بالإسراء على ما لفظ به من إبدال التنوين ألفا للمشار إليهما بالشين في قوله شفا. وهما حمزة والكسائي، ثم قال وسواهما بما أخبر أن الباقين وقفوا على ما لا على أيا، يقال وقفت به أي عليه وأيا كلمة مستقلة زيدت عليها ما
وهي مفصولة في الخط. ثم قال: وبواد النمل إلخ أخبر أن الوقف على حتى إذا أتوا على واد النمل بالياء للمشار إليهما بالسين والتاء في قوله: سناتلا، وهما أبو الحرث والدوري راويا الكسائي ووقف الباقون بغير ياء على الرسم.
وفيمه وممّه قف وعمّه لمه بمه
…
بخلف عن البزّيّ وادفع مجهّلا
أمر بالوقف بالهاء كما لفظ به للبزي بخلاف عنه على قوله تعالى: فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها [النازعات: 43] وفَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ مِمَّ خُلِقَ [الطارق: 5] وعَمَّ يَتَساءَلُونَ [النبأ: 1] ولِمَ تَقُولُونَ [الصف: 2] وبِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ [النمل: 35]، وشبه ذلك فتعين للباقين الوقف بغير هاء تباعا للرسم. وقوله: وادفع مجهلا، أي ادفع من جهل قارئ هذه القراءة وحجه بما يزجره عن تجهيله له.
باب مذاهبهم في ياءات الإضافة
أي هذا باب بيان مذاهبهم في ياءات الإضافة، وهي ياء المتكلم بها وتكون متصلة بالاسم نحو سبيلي وبالفعل نحو ليبلوني وبالحرف نحو إني. ولما توقفت معرفتها على معرفة العربية ذكر لها ضابطا يهدى إليها فقال:
وليست بلام الفعل ياء إضافة
…
وما هي من نفس الأصول فتشكلا
ولكنّها كالهاء والكاف كلّ ما
…
تليه يرى للهاء والكاف مدخلا
أخبر أن ياء الإضافة ليست لاما للفعل ولا من نفس أصول الكلمة وإنما هي زائدة وأصول الكلمة هي الفاء والعين واللام، وجملة الأمر أن الكلمة إن كانت مما يوزن ووقع في آخرها ياء فزنها بالفاء والعين واللام فإن صادفت اللام مكان الياء فيعلم أنها لام الفعل وإن كانت الكلمة مما لا يوزن وذلك في الأسماء المبهمة نحو التي والذي وفي الضمائر هي فالياء فيها ليست بياء الإضافة لأنها من نفس أصول الكلمة فليست زائدة عليها واحترز بقوله: وما هي من نفس الأصول من مثل ذلك لأن ياء الإضافة كلمة تتصل بكلمة أخرى فإذا قلت سبيلي فسبيل كلمة والياء كلمة أخرى، ثم زاد في بيانها فقال: ولكنها كالهاء والكاف إلخ.
أخبر أن ياء الإضافة كهاء الضمير وكافه فكل كلمة وليتها الياء واتصلت بها صح أن الهاء والكاف يليانها ويتصلان بها، يعني أن كل موضع تدخل فيه فإنه يصح فيه دخول الهاء والكاف مكانها فتقول في سبيلي سبيله وسبيلك، وليبلوني ليبلوه ليبلوك وإني إنه وإنك ومدخلا: موضع الدخول:
وفي مائتي ياء وعشر منيفة
…
وثنتين خلف القوم أحكيه مجملا
أخبر أن الأئمة السبعة وهم المعنيون بالقوم اختلفوا في مائتي ياء واثنتا عشرة ياء من ياءات الإضافة وعدها صاحب التيسير مائتي ياء وأربع عشرة ياء لأنه عدّ في هذه الياءات يائي
فَما آتانِيَ اللَّهُ [النمل: 36] وفَبَشِّرْ عِبادِ [الزمر: 17] والَّذِينَ [الزمر: 18]، لكونهما مفتوحتين وعدهما الشاطبي في ياءات الزوائد لكونهما محذوفتين في الرسم، وقوله:
منيفة أي زائدة يقال: أنافت الدراهم على مائة أي زادت عليها وقوله: أحكيه
مجملا يعني خلف القراء فيها بالفتح والإسكان اذكره على الإجمال بضابط يشملها من غير بيان مواضع الخلاف فيها، ويروى مجملا بكسر الميم الثانية وفتحها، وهو من إجمال العدد، وهو جمع ما كان منه متفرقا، والله أعلم.
فتسعون مع همز بفتح وتسعها
…
سما فتحها إلّا مواضع همّلا
اعلم أن ياءات الإضافة تنقسم إلى ستة أقسام: منها ما يأتي قبل همز القطع المفتوح، ومنها ما يأتي قبل همز القطع المكسور، ومنها ما يأتي قبل همز القطع المضموم، ومنها ما يأتي قبل همز الوصل المصاحب للام التعريف. ومنها ما يأتي قبل همز الوصل المنفرد عن لام التعريف. ومنها ما يأتي قبل غير الهمز من سائر الحروف، وقدم الكلام على ما وقع من هذه الأقسام قبل همز القطع المفتوح فأخبر أن جملة ما اختلف فيه منه تسعة وتسعون ياء أولها: إِنِّي أَعْلَمُ [البقرة: 30] موضعان وفَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ [البقرة: 152] واجْعَلْ لِي آيَةً [آل عمران: 41] وأَنِّي أَخْلُقُ [آل عمران: 49] وإِنِّي أَخافُ اللَّهَ [المائدة: 28] ولِي أَنْ أَقُولَ [المائدة: 116] وإِنِّي أَخافُ [الأنعام: 15] وإِنِّي أَراكَ [الأنعام: 74] وإِنِّي أَخافُ [الأعراف: 59] وبَعْدِي أَعَجِلْتُمْ [الأعراف:
15] وإِنِّي أَرى [الأنفال: 48] وإِنِّي أَخافُ [الأنعام: 48] ومَعِيَ أَبَداً [التوبة:
83] ولِي أَنْ أُبَدِّلَهُ [يونس: 15] وإِنِّي أَخافُ [يونس: 15] وإِنِّي أَخافُ [هود: 84] ثلاثة مواضع ووَ لكِنِّي أَراكُمْ [هود: 29] وإِنِّي أَعِظُكَ [هود: 46] وإِنِّي أَعُوذُ بِكَ [هود: 47] وفَطَرَنِي أَفَلا [هود: 51] وضَيْفِي أَلَيْسَ [هود:
51] وإِنِّي أَراكُمْ [هود: 84] وشِقاقِي أَنْ [هود: 89] وأَ رَهْطِي أَعَزُّ [هود:
62] ولَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا [يوسف: 13] ورَبِّي أَحْسَنَ [يوسف: 23] وإِنِّي أَرانِي أَعْصِرُ [يوسف: 36] وإِنِّي أَرانِي أَحْمِلُ [يوسف: 36] وإِنِّي أَرى سَبْعَ بَقَراتٍ [يوسف: 43] ولَعَلِّي أَرْجِعُ [يوسف: 46] وإِنِّي أَنَا أَخُوكَ [يوسف: 69] ولِي أَبِي [يوسف: 80] وإِنِّي أَعْلَمُ [البقرة: 30] وسَبِيلِي أَدْعُوا [يوسف: 108] وإِنِّي أَسْكَنْتُ [إبراهيم: 37] وعِبادِي أَنِّي أَنَا [الحجر: 49] وقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ [الحجر: 89] ورَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ [الكهف: 22] وبِرَبِّي أَحَداً [الكهف: 38] و (لولا) وفَعَسى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ [الكهف: 40] وبِرَبِّي أَحَداً وَلَمْ [الكهف: 38] ومِنْ دُونِي أَوْلِياءَ [الكهف: 102] واجْعَلْ لِي آيَةً [مريم: 40] وإِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ [مريم: 18] وإِنِّي أَخافُ أَنْ يَمَسَّكَ [مريم: 45] وإِنِّي آنَسْتُ ناراً
لَعَلِّي آتِيكُمْ [طه: 10] وإِنِّي أَنَا رَبُّكَ [طه: 12] وإِنَّنِي أَنَا اللَّهُ [طه: 14] ويَسِّرْ لِي أَمْرِي [طه: 26] وحَشَرْتَنِي أَعْمى [طه: 125] ولَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً [المؤمنون: 100] وإِنِّي أَخافُ [المائدة: 28] موضعان ورَبِّي أَعْلَمُ بِما [الكهف:
22] وإِنِّي آنَسْتُ [النمل: 7] وأَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ [النمل: 19] ولِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ [النمل: 40] وعَسى رَبِّي أَنْ [القصص: 22] وإِنِّي آنَسْتُ [طه: 10] ولَعَلِّي آتِيكُمْ [القصص: 29] وإِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ [القصص: 30] وإِنِّي أَخافُ أَنْ [القصص: 34] ورَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ [القصص: 37] ولَعَلِّي أَطَّلِعُ [القصص: 38] وعِنْدِي أَوَلَمْ [القصص: 78] ورَبِّي أَعْلَمُ مَنْ [القصص: 85] وإِنِّي آمَنْتُ [يس: 25] وإِنِّي أَرى [الصافات: 102] وأَنِّي أَذْبَحُكَ [الصافات: 102] وإِنِّي أَحْبَبْتُ [ص: 32] وإِنِّي أَخافُ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ [الزمر: 64] وذَرُونِي أَقْتُلْ [غافر: 26]، إِنِّي أَخافُ [الأعراف: 59] ثلاث مواضع لَعَلِّي أَبْلُغُ وما لِي أَدْعُوكُمْ [غافر: 41] وادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر: 60]، وبالزخرف تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا وبالدخان إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطانٍ [الدخان: 19]، أَوْزِعْنِي [الأحقاف:
15]، أن أَتَعِدانِنِي أَنْ [الأحقاف: 17] إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ [الجن: 25] وَلكِنِّي أَراكُمْ [هود: 84] بالحشر إِنِّي أَخافُ اللَّهَ [الأعراف: 59]، وبالملك مَعِيَ أَوْ رَحِمَنا وبنوح إِنِّي أَعْلَنْتُ [نوح: 9]، ورَبِّي أَمَداً [الجن: 25]، (ربي أكرمني وربي أهانني) [الفجر: 15 - 16]. ثم أشار إلى من فتح هذه الياءات بقوله: «سما فتحها إلا مواضع هملا» . أخبر أن قاعدة المشار إليهم بسما وهم نافع وابن كثير وأبو عمرو يفتحونها إلا مواضع خرجت عن هذا الأصل ففتحها بعض مدلول سما وزاد معهم غيرهم واختلف عن بعضهم في شيء من ذلك والبعض أهملوا الفتح فسكنوا فعين المواضع التي جاءت مخالفة لهذا الأصل فكل ما لم يعينه فهو على القاعدة من فتح أصحاب سما وإسكان الباقين وإذا ذكر الإسكان في شيء منها لبعضهم تعين للباقين الفتح، وهملا: جمع هامل، يقال: بعير هامل: أي متروك.
فأرني وتفتنّي اتّبعني سكونها
…
لكلّ وترحمني أكن ولقد جلا
أخبر أن هذه الياءات الأربع أجمعوا على سكونها وهي أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ [الأعراف:
143]، وأتى به في البيت ساكن الراء على قراءة ابن كثير والسوسي وَلا تَفْتِنِّي أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا [التوبة: 49] وفَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِراطاً سَوِيًّا [مريم: 43] ووَ إِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخاسِرِينَ [هود: 47]، وهذه الأربعة داخلة تحت الضابط المذكور لأنها قبل همز القطع المفتوح فلولا تنصيصه عليها بالإسكان للكل لظن أنها من جملة العدة، ولقد جلا: أي كشف مواضع الخلاف.
ذروني وادعوني اذكروني فتحها
…
دواء وأوزعني معا جاد هطّلا
أخبر أن المشار إليه بالدال في قوله دواء، وهو ابن كثير فتح الياء من ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسى [غافر: 26] وادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر: 60] وفَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ [البقرة: 152]، وهو على القاعدة المتقدمة، ونافع وأبو عمرو مخالفان له فهما يقرءان بالإسكان كالباقين، وقوله: وأوزعني معا أراد أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ [النمل: 19]، [الأحقاف: 15]، فتح الياء فيهما المشار إليهما بالجيم والهاء في قوله: جاد هطلا، وهما ورش والبزي فهما على القاعدة، وقالون وقنبل وأبو عمرو مخالفون فهم يقرءون فيهما
بالإسكان كالباقين ومعنى جاد: أمطر، وهطلا: جمع هاطل، أي قطر.
ليبلوني معه سبيلي لنافع
…
وعنه وللبصري ثمان تنخّلا
بيوسف إنّي الأوّلان ولي بها
…
وضيفي ويسّر لي ودوني تمثّلا
وياءان في اجعل لي وأربع إذ حمت
…
هداها ولكني بها اثنان وكّلا
وتحتي وقل في هود إني أراكمو
…
وقل فطرن في هود هاديه أوصلا
معه أي مع ليبلوني أأشكر سبيلي أدعو فتحهما نافع وهو فيهما على القاعدة وابن كثير وأبو عمرو مخالفان له فهما على الإسكان فيهما كالباقين. ثم قال وعنه أي وعن نافع وأبي عمرو فتح ثمان ياءات. وتنخلا: أي اختير فتحها بيوسف إني الأولان أراد قال أحدهما إني وقال الآخر إني ولي بها أي بيوسف أيضا حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي [يوسف: 80] وضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ [هود: 78] ويَسِّرْ لِي أَمْرِي [طه: 26] ودُونِي أَوْلِياءَ [الكهف:
102]، وتمثلا: أي تشخص، وياءان في اجعل لي أراد اجْعَلْ لِي آيَةً [آل عمران: 41]، [مريم: 10]، فهذه آخر الياءات الثمان لنافع وأبي عمرو فتحاها على القاعدة وابن كثير مخالف لهما فيقرأ الثمانية بالإسكان كالباقين واحترز بقوله الأولان من قوله: إِنِّي أَرى سَبْعَ [يوسف: 43]، إِنِّي أَنَا أَخُوكَ [يوسف: 69]، وإِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ [يوسف:
96]، فهذه الثلاثة يفتحها نافع وابن كثير وأبو عمرو على القاعدة. وقوله: وأربع إذ حمت هداها. أخبر أن المشار إليهم بالهمزة والحاء والهاء في قوله إذ حمت هداها وهم نافع وأبو عمرو والبزي فتحوا أربع ياءات ثم بينها فقال ولكني بها أي ولكني بهذا اللفظ موضعان يعني ولكني أراكم بهود والأحقاف، والثالث بالزخرف مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ [الزخرف:
51]، والرابع إِنِّي أَراكُمْ بِخَيْرٍ [هود: 84]، وهم على القاعدة وقنبل مخالف لهم يقرأ بإسكان الأربعة كالباقين، وقوله: وقل فطرن إلى آخره يعني أن المشار إليهما بالهاء والهمزة في قوله هاديه أوصلا وهما البزي ونافع قرآ في هود فَطَرَنِي أَفَلا تَعْقِلُونَ [هود: 51]، بفتح الياء وهما على القاعدة وقنبل وأبو عمرو مخالفان لهما فقرءا بالإسكان فيها كالباقين وحذف الناظم الياء من فطرني وأسكن النون ضرورة، ومعنى قوله هاديه أوصلا أي أوصل فتحه، وهاديه: ناقله.
ويحزنني حرميّهم تعدانني
…
حشرتني أعمى تأمروني وصلا
أخبر أن المشار إليهما بحرمي في قوله: حرميهم وهما نافع وابن كثير قرآ بفتح الياء في لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ [يوسف: 13] وأَ تَعِدانِنِي أَنْ أُخْرَجَ [الأحقاف: 17] ولِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمى [طه: 125] وتَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجاهِلُونَ [الزمر: 64] وهما في ذلك على القاعدة وأبو عمرو مخالف لهما فإنه قرأ بإسكان الأربعة كالباقين فهذا آخر ما أهمل فتحه بعض مدلول سما. ثم ذكر ما زاد معهم على فتحه غيرهم فقال:
أرهطي سما مولى وما لي سما لوى
…
لعلّي سما كفؤا معي نفر العلا
عماد وتحت النّمل عندي حسنه
…
إلى درّه بالخلف وافق موهلا
أخبر أن المشار إليهم بسما والميم من مولى، وهم نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن ذكوان فتحوا الياء من أرهطي أعزّ ومدلول سما على قاعدتهم وزاد معهم ابن ذكوان ففتح وخالف أصله وتعين للباقين الإسكان وقوله وما لي سما لوى. أخبر أن المشار إليهم بسما واللام في قوله سما لوى وهم نافع وابن كثير وأبو عمرو وهشام قرءوا وَيا قَوْمِ ما لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجاةِ [غافر: 41] بفتح الياء وسكنها الباقون. وقوله: لعلي سما كفؤا. أخبر أن المشار إليهم بسما والكاف في قوله سما كفؤا وهم نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر قرءوا لعلي بفتح الياء وهي ستة مواضع في القرآن لَعَلِّي أَرْجِعُ [يوسف: 46] ولَعَلِّي آتِيكُمْ [طه: 10]، وبقد أفلح ولَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً [المؤمنون: 100] ولَعَلِّي آتِيكُمْ [القصص: 29] ولَعَلِّي أَطَّلِعُ [القصص: 38] ولَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ [غافر:
36]، فتعين للباقين الإسكان فيهن. وقوله: معي نفر العلا عماد. أخبر أن المشار إليهم بنفر وبالألف من العلا وبالعين من عماد وهم ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر ونافع وحفص فتحوا الياء من معي أبدا بالتوبة وَمَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنا [التوبة: 28]، بالملك، وقوله: وتحت النمل عندي حسنه إلى آخره. أخبر أن المشار إليه بالحاء والهمزة والدال في قوله حسنه إلى دره، وهم أبو عمرو ونافع وابن كثير قرءوا على علم عندي أو لم بفتح الياء بخلاف عن ابن كثير في ذلك فله الفتح والإسكان فيها وبقي من لم يذكره على الإسكان وإلى سورة القصص أشار بقوله وتحت النمل. وقوله وافق موهلا: أي جعل أهلا للموافقة، والميم ليست برمز.
توضيح: إذا عددت الكلم التي ينقص فيها من مدلول سما عن قاعدتهم وجدت أربعا وعشرين كلمة، وهي من قوله ذروني إلى تأمروني، وإذا عددت التي انضاف فيها إلى مدلول سما غيرهم وجدت عشر كلمات وهي من أرهطي له معي وأما عندي فإن نافعا وأبا عمرو على القاعدة وابن كثير إن أخذت له بالإسكان كان مخالفا لها وتلحق بالأربعة وعشرين المتقدمة وإن أخذت له بالفتح فهو زائد عليها ويلحق بما لم يعينه مما لزم قاعدة سما من غير
نقصان ولا زيادة وجملتها أربع وستون ياء وقد تقدمت في جملة التسع والتسعين المنصوص عليها في شرح قوله: «فتسعون مع همز بفتح وتسعها» . ولما أتم الكلام في الهمز المفتوح انتقل إلى غيره فقال:
وثنتان مع خمسين مع كسر همزة
…
بفتح أولى حكم سوى ما تعزّلا
هذا النوع الثاني وهو ما بعد يائه همزة قطع مكسورة، وجملة المختلف فيها اثنتان وخمسون ياء وأن قاعدة المشار إليهما بالهمزة والحاء في قوله: أولى حكم، وهما نافع وأبو عمرو يفتحانها سوى ما تعزلا عن ترجمة أولى حكم بنقص أو زيادة. ثم شرع ينص على المتعزل فقال:
بناتي وأنصاري عبادي ولعنتي
…
وما بعده إن شاء بالفتح أهملا
أخبر أن المشار إليه بالهمزة في قوله أهملا، وهو نافع قرأ بفتح الياء في جميع هذا البيت فأهمل
فلم يجر على الأصل المتقدم وهو فتحه لمدلول أولى حكم، وأراد الذي بالحجر بَناتِي إِنْ كُنْتُمْ [الحجر: 71]، وبآل عمران والصف أَنْصارِي إِلَى اللَّهِ، وبالشعراء بِعِبادِي إِنَّكُمْ [الشعراء: 52]، وبص لَعْنَتِي إِلى [ص: 78]، وبالكهف والقصص والصافات سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللَّهُ، [الصافات: 102]، وهو المشار إليه بقوله:
«وما بعده إن شاء» ، فجميع ما ذكر يفتحه نافع على القاعدة المتقدمة. وأبو عمرو يخالفها ويقرأ جميع ذلك بالإسكان كالباقين:
وفي إخوتي ورش يدي عن أولى حمى
…
وفي رسلي أصل كسا وافي الملا
أخبر أن ورشا قرأ في يوسف إِخْوَتِي إِنَّ بفتح الياء، وهو في ذلك كله على القاعدة وقالون وأبو عمرو مخالفان لهما فيقرءان بإسكان «الياء» كالباقين. وقوله يدي عن أولى حمى» أخبر أن المشار إليهم «بالعين والهمزة والحاء، في قوله: عن «أولى حمى» وهم حفص ونافع وأبو عمرو، قرءوا «ما أنا بباسط يدي إليك» بفتح «الياء» فتعين للباقين الإسكان، وقوله:«وفي رسلي أصل كسا» ، أخبر أن المشار إليهما «بالهمزة والكاف» في قوله:«أصل كسا» وهما نافع وابن عامر، قرآ بالمجادلة «ورسلي إن الله» بفتح الياء، وسكنها الباقون، وقوله «وافى الملا» ، ليس فيه رمز، والملا: جمع ملاءة وهي: الملحفة.
وأمّي وأجري سكّنا دين صحبة
…
دعائي وآبائي لكوف تجمّلا
أخبر أن المشار إليهم بالدال من «دين وبصحبة» ، في قوله: دين صحبة، وهم ابن كثير وحمزة والكسائي وشعبة، سكنوا الياء من وَأُمِّي إِلهَيْنِ [المائدة: 116]، وإِنْ أَجْرِيَ [الشعراء: 127]، إلا في تسعة مواضع: بيونس موضع، ويهود موضعان، وبالشعراء خمسة مواضع، وبسبإ موضع، فتعين للباقين الفتح. «والدين»: العادة، أي عادة
صحبة الإسكان. وقوله: دعائي إلخ. أخبر أن الكوفيين، وهم عاصم وحمزة والكسائي سكنوا الياء من دُعائِي إِلَّا فِراراً [نوح: 6]، وآبائِي إِبْراهِيمَ [المائدة: 116]، في يوسف فتعين للباقين «الفتح» ، و «تجملا» ، هنا بالجيم، أي تحسن:
وحزني وتوفيقي ظلال وكلّهم
…
يصدّقني أنظرني وأخّرتني إلى
وذرّيّتي يدعونني وخطابه
…
وعشر يليها الهمز بالضّم مشكلا
فعن نافع فافتح وأسكن لكلّهم
…
بعهدي وآتوني لتفتح مقفلا
أخبر أن المشار إليهم بالظاء من قوله: ظلال، وهم الكوفيون وابن كثير، قرءوا بيوسف وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ [يوسف: 86]، وبهود وَما تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ [هود: 88] بإسكان الياء، فتعين للباقين الفتح. وقوله: وكلهم يصدقني، أخبر أن كل السبعة القراء اتفقوا على إسكان الياء في قوله: رِدْءاً يُصَدِّقُنِي [القصص: 34] بالقصص أَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ [الأعراف: 14] بالأعراف وبالحجر وص و (أخرتني إلى أجل مسمى) بالمنافقون وذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ [الأحقاف: 15] بالأحقاف ويَدْعُونَنِي إِلَيْهِ [يوسف: 33]، بيوسف وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ [غافر: 41]، وتَدْعُونَنِي إِلَيْهِ [غافر: 43] كلاهما بغافر، وهما المعنيان بقوله وخطابه، وجميع ذلك «تسع ياءات» ، وليست من العدد المذكور، لأن العدد المذكور مختلف فيه، وهذه متفق على إسكانها. وإذا عددت الياءات التي خرجت على أصل أولى، حكم بزيادة أو نقصان، وجدت خمسا وعشرين كلمة أولها «بناتي» وآخرها «توفيقي» ، وجملة ما بقي سبع وعشرون ياء لم يعينها، فهي على القاعدة فتحول مدلول أولى حكم، وهما نافع وأبو عمرو، وسكنها الباقون. وها أنا أذكر لتكمل الفائدة
بالبقرة فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا، وبآل عمران فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ [آل عمران: 35]، وبالأنعام رَبِّي إِلى صِراطٍ [الأحقاف: 15]. وبيونس نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ [يونس: 15]، وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ، وبهود عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ [هود: 10]، ونُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ [هود:
34]، وإِنِّي إِذاً لَمِنَ، وبيوسف رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ [يوسف: 37]، نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ [يوسف: 53]، رَبِّي إِنَّ رَبِّي، ربي إنه أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي [يوسف: 100]، وبالإسراء رَبِّي إِذاً لَأَمْسَكْتُمْ [الإسراء: 100] وبمريم رَبِّي إِنَّهُ كانَ [مريم: 47]، وبطه لِذِكْرِي إِنَّ السَّاعَةَ [طه: 14]، وعَلى عَيْنِي [طه: 39]، وَلا بِرَأْسِي إِنِّي، وبالأنبياء مِنْهُمْ إِنِّي إِلهٌ [الأنبياء: 29]، بالشعراء عَدُوٌّ لِي إِلَّا [سبأ: 5]، ولِأَبِي إِنَّهُ، وبالعنكبوت إِلى رَبِّي إِنَّهُ [العنكبوت: 26]، وبسبإ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ [سبأ: 5]، وبيس إِنِّي إِذاً [يس: 24]، وبص مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ [ص: 35] وبغافر أَمْرِي إِلَى اللَّهِ [غافر: 44]، وبفصلت إِلى رَبِّي إِنَّ لِي [فصلت: 50]، على أحد الوجهين. ثم انتقل إلى النوع الثالث، وهو ما وقع من الياءات قبل همز القطع المضموم
فقال: وعشر يليها الهمز بالضم مشكلا، أخبر أنها «عشر ياءات» بعدها، «الهمز مشكلا بالضم» ، والعشر، أولها بآل عمران إِنِّي أُعِيذُها [يوسف: 100]، وبالمائدة إِنِّي أُرِيدُ [المائدة: 49]، وفَإِنِّي أُعَذِّبُهُ [المائدة: 115]، وبالأنعام إِنِّي أُمِرْتُ [الأنعام:
14]، وبالأعراف عَذابِي أُصِيبُ، وفي هود إِنِّي أُشْهِدُ [هود: 54]، وبيوسف أَنِّي أُوفِي [يوسف: 49]، وبالنمل إِنِّي أُلْقِيَ [النمل: 29]، وبالقصص إِنِّي أُرِيدُ، وبالزمر وبغافر إِنِّي أُمِرْتُ. وقوله:«فعن نافع فافتح» ، أمر بفتح «الياء» في هذه العشر لنافع وحده، فتعين للباقين الإسكان. وقوله:(أسكن لكلهم)، أمر بإسكان «ياءين» لكل السبعة. وهما
بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ
[البقرة: 40] بالبقرة، وآتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ [الكهف: 96] بالكهف، وقوله:«لتفتح مقفلا» ، أي لتفتح بابا من العلم كان مقفلا قبل ذكره، وهو ما أجمع على إسكانه لأن صاحب التيسير لم يذكره:
وفي اللّام للتّعريف أربع عشرة
…
فإسكانها فاش وعهدي في علا
انتقل إلى النوع الرابع، وهو ما وقع من «ياءات الإضافة» قبل همز الوصل المصاحب للام التعريف، وأخبر أن المشار إليه بالفاء في قوله:«فاش» ، وهو حمزة، أسكن جميعها.
وإن حفصا وافقه على إسكان الياء في قوله تعالى: لا يَنالُ عَهْدِي [البقرة: 124]، وهو من جملة الأربع عشرة، وإليهما أشار بالفاء والعين في قوله علا:
وقل لعبادي كان شرعا وفي النّدا
…
حمى شاع آياتي كما فاح منزلا
أخبر أن ابن عامر والكسائي وافقا حمزة على إسكان قُلْ لِعِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا [إبراهيم:
31]، وإليهما أشار بالكاف والشين في قوله «كان شرعا» ، ثم قال:«وفي الندا» أخبر أن أبا عمرو والكسائي وافقا حمزة على إسكان عبادي، إذا كان قبله حرف النداء، أو أتى بعده لام التعريف، وذلك حرفان أحدهما بالعنكبوت يا عِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ [العنكبوت: 56]، والثاني بالرمز قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا [الزمر: 53]، وأشار بالحاء والشين في قوله «حمى» شاع إلى أبي عمرو وحمزة والكسائي. ثم قال:«آياتي» إلخ أخبر أن ابن عامر وافق حمزة على إسكان آياتي الذين يتكبرون بالأعراف، وإليهما أشار «بالكاف والفاء» في قوله:«كما فاح» وقوله: «منزلا» كمل به البيت. ثم عدّ هذه الأربع عشرة فقال:
فخمس عبادي اعدد وعهدي أرادني
…
وربي الّذي آتان آياتي الحلا
وأهلكني منها وفي صاد مسّني
…
مع الأنبيا ربي في الأعراف كمّلا
أخبر أن عبادي خمس: منها الثلاث التي ذكرها، وهي قُلْ لِعِبادِيَ [إبراهيم: 31] ويا عِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا [العنكبوت: 56] وقُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا [الزمر: 53]، يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ [الأنبياء: 105]، وعِبادِيَ الشَّكُورُ [البقرة: 258] في سبأ، ثم قال: وعهدي يعني عَهْدِي الظَّالِمِينَ بالبقرة ثم قال: أرادني» يعني إن أرادني
الله بضر
بالزمر ثم قال وربي الذي يعني بالبقرة ربي الذي يحيي ويميت ثم قال آتاني يعني بمريم آتانِيَ الْكِتابَ [مريم: 30]، ثم قال آياتي الحلا يعني بالأعراف آياتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ [الأعراف: 246] والحلا جمع حلية ثم قال وهلكني منها من الأربع عشرة بالملك إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ. ثم قال وفي ص مَسَّنِيَ مع الأنبياء، وأراد بهما مَسَّنِيَ الشَّيْطانُ [ص:
41] في سورة ص ومَسَّنِيَ الضُّرُّ [الأنبياء: 83] بالأنبياء وعين سورتيهما احترازا من وما مسني السوء وعلى أن مسني الكبر ثم قال رَبِّيَ في الأعراف أراد به حرم ربي الفواحش.
ولما فرغ من عدها قال كملا يعني أن قوله ربي في الأعراف كمل العدد المذكور، وهو أربع عشرة ياء انفرد حمزة بإسكان تسع منها وشاركه غيره في إسكان الخمسة الباقية وكل من سكن شيئا من هذه الياءات فإنه يحذفه من اللفظ في حال الوصل لاجتماعه بالساكن الذي بعده ويثبته ساكنا في الوقف:
وسبع بهمز الوصل فردا وفتحهم
…
أخي مع إنّي حقّه ليتني حلا
ونفسي سما ذكري سما قومي الرّضا
…
حميد هدى بعدي سما صفوه ولا
انتقل إلى النوع الخامس وهو ما وقع من ياءات الإضافة قبل همز الوصل المنفرد عن لام التعريف، ولهذا قال فردا. ثم أخبر أن الاختلاف وقع مع ذلك في سبع ياءات ذكرها واحدة بعد واحدة ولم يعمها بحكم واحد كما فعل في الأنواع السابقة فأخبر أن المشار إليهما بحق في قوله حقه. وهما ابن كثير وأبو عمرو وقرآ بطه أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي [طه: 31]، إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ [الأعراف: 144] بفتح الياء فيهما. وقوله ليتني حلا أخبر أن المشار إليه بالحاء في قوله حلا وهو أبو عمرو قرأ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ [الفرقان: 27]، بفتح الياء وقوله ونفسي سما ذكري سما، أخبر أن المشار إليهم بسما مرتين وهم نافع وابن كثير وأبو عمرو قرءوا بطه وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي [طه: 41] اذهب وذكرى اذهبا بفتح الياء فيهما وتكرير الرمز لضرورة النظم لا غير. وقوله قومي إلخ أخبر أن المشار إليهم بالألف والحاء والهاء في قوله الرضى حميد هدى وهم نافع وأبو عمرو والبزي قرءوا بالفرقان إن قومي اتخذوا بفتح الياء. وقوله بعدي إلخ أخبر أن المشار إليهم بسما وبالصاد في قوله سما صفوه، وهم نافع وابن كثير وأبو عمرو وشعبة قرءوا في سورة الصف مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ [الصف: 6] بفتح الياء. والولاء بكسر الواو: المتابعة:
ومع غير همز في ثلاثين خلفهم
…
ومحياي جىء بالخلف والفتح خوّلا
انتقل إلى النوع السادس وهو الذي ليس بعد الياء فيه همز قطع ولا وصل وذكر أن الخلاف وقع من ذلك في ثلاثين ياء، وعينها واحدة بعد واحدة. فأخبر أوّلا أن المشار إليه بالجيم في قوله جيء وهو ورش فتح الياء من محياي بالأنعام بخلاف عنه وقوله جيء بالخلف أي ائت به ثم قال والفتح خوّلا أخبر أن المشار إليهم بالخاء في قوله خوّلا، وهم
السبعة إلا نافعا فتحوا ياء محياي بلا خلاف فتعين لقالون الإسكان بلا خلاف. وخولا معناه: ملك:
وعمّ علا وجهي وبيتي بنوح عن
…
لوى وسواه عدّ أصلا ليحفلا
أخبر أن المشار إليهم بعمّ والعين من علا وهم نافع وابن عامر وحفص قرءوا بآل عمران أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ [آل عمران: 20] وبالأنعام وَجَّهْتُ وَجْهِيَ [الأنعام:
79]، للذي بفتح الياء فيهما وقوله وبيتي بنوح أخبر أن المشار إليهما بالعين واللام في قوله عن لوى وهما حفص وهشام فتحا الياء من بيتي مؤمنا بسورة نوح ثم قال
وسواه أي سوى الذي بسورة نوح وهما موضعان بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ [البقرة: 125] والحج، أخبر أن المشار إليهم بالعين والهمزة واللام في قوله عد أصلا ليحفلا، وهم حفص ونافع وهشام قرءوا بفتح الياء في الموضعين وقوله ليحفلا. أي يهتم به:
ومع شركائي من وراءي دوّنوا
…
ولي دين عن هاد بخلف له الحلا
أخبر أن المشار إليه بالدال في قوله دوّنوا وهو ابن كثير قرأ في فصلت أَيْنَ شُرَكائِي قالُوا آذَنَّاكَ مع التي بمريم مِنْ وَرائِي [فصلت: 47]، وكانت بفتح الياء في الموضعين، ودوّنوا أي كتبوا. وقوله: ولي دين أخبر أن المشار إليهم بالعين والهاء واللام والألف في قوله عن هاد بخلف له الحلا وهم حفص والبزي وهشام ونافع قرءوا في قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ وَلِيَ دِينِ [الكافرون: 1 - 6]، بفتح الياء بخلاف عن البزي وحده فله الفتح والإسكان وتعين للباقين غير المذكورين الإسكان:
مماتي أتى أرضي صراطي ابن عامر
…
وفي النّمل ما لي دم لمن راق نوفلا
أخبر أن المشار إليه بالهمزة في قوله أتى وهو نافع قرأ في الأنعام ومماتي بفتح الياء وقوله: أرضي صراطي، أخبر أن ابن عامر قرأ إن أرضي واسعة وأن هذا صراطا مستقيما بفتح الياء فيهما وقوله: وفي النمل إلى آخره أخبر أن المشار إليهم بالدال واللام والراء والنون في قوله: دم لمن راق نوفلا وهم ابن كثير وهشام والكسائي وعاصم قرءوا بالنمل وتفقد الطير فقال ما لي بفتح الياء وقوله دم دعا للمخاطب بالدوام. وراق الشيء: صفا.
والنوفل: السيد المعطاء:
ولي نعجة ما كان لي اثنين مع معي
…
ثمان علا والظّلّة الثّان عن جلا
أخبر أن المشار إليه بالعين في قوله علا، وهو حفص فتح الياء من ولي نعجة واحدة، وما كان لي عليكم من سلطان، وما كان لي من علم ومن معي في ثمان مواضع: أولها مَعِيَ بَنِي إِسْرائِيلَ [الأعراف: 105]، ومَعِيَ عَدُوًّا [التوبة: 83]، مَعِيَ صَبْراً ثلاثة [الكهف: 67]، وذكر من معي بالأنبياء وإِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ [الشعراء: 62]،
ومَعِي رِدْءاً يُصَدِّقُنِي [القصص: 134]، فذلك ثمان ياءات. ثم قال والظلة الثان، أخبر أن المشار إليهما بالعين والجيم في قوله عن جلا، وهما حفص وورش فتحا الياء من وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ [الشعراء: 118]، وهو الثاني من الظلة، وهي سورة الشعراء.
توضيح: حصل مما ذكر في هذا الفصل وفي فصل همز القطع المفتوح أن معي جاء في القرآن في أحد عشر موضعا فتح حفص الياء في جميعها، ووافقه ورش في الثاني من الظلة، ووافقهما المرموزون في نفر العلا في معي أبدا ومعي أو رحمنا لا غير.
ومع تؤمنوا لي يؤمنوا بي جاويا
…
عبادي صف والحذف عن شاكر دلا
أخبر أن المشار إليه بالجيم في قوله جا، وهو ورش قرأ بالدخان وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي [الدخان: 21]، وبالبقرة وَلْيُؤْمِنُوا بِي [البقرة: 186] بفتح الياء فيهما، وقوله: يا عِبادِيَ [الزمر: 53]، أخبر أن المشار إليه بالصاد في قوله صف وهو شعبة قرأ بالزخرف (يا عبادى لا خوف عليكم) بفتح الياء على ما لفظ به ويقف بالسكون لأن ما حرك في الوصل فوجهه الإسكان في الوقف. ومعنى صف، أي اذكر. ثم قال والحذف إلى آخره أخبر أن المشار إليهم بالعين والشين والدال في قوله عن شاكر دلا، وهم حفص وحمزة والكسائي وابن كثير قرءوا