الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سورة آل عمران
وإضجاعك التّوراة ما ردّ حسنه
…
وقلّل في جود وبالخلف بلّلا
قد تقدم في باب الإمالة أن مراده بالإضجاع الإمالة الكبرى ومراده بالتقليل الإمالة بين بين
فأخبر أن المشار إليهم بالميم والراء والحاء في قوله ما رد حسنه وهم ابن ذكوان والكسائي وأبو عمرو أمالوا ألف التوراة إمالة محضة حيث كانت نحو وَأَنْزَلَ التَّوْراةَ [آل عمران: 3]، وَما أُنْزِلَتِ التَّوْراةُ [آل عمران: 65]، وقُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْراةِ [آل عمران: 93]،
وأن المشار إليهما بالفاء والجيم في قوله في جود وهما حمزة وورش أمالاها بين بين وأن المشار إليه بالباء من بللا وهو قالون اختلف عنه فيها فله الفتح وله
الإمالة بين بين فتعين لمن لم يذكره في التراجم المتقدمة ضد الإمالة وهو الفتح. فإن قيل التوراة عام في جميع القرآن والقاعدة أن الفرش لا يعم إلا بقرينة تدل على العموم وأين القرينة؟ قيل في كلامه ما يدل على العموم فيها في جميع القرآن، وبيانه من وجهين: الأول أن الألف واللام للعموم وإن كانت لازمة فيها. الثاني أن الحكم يعم لعموم علته. واعلم أن ألف التوراة منقلبة عن ياء وأميلت لأنها بعد راء فهي كالألفات المشار إليها بقوله. وما بعد راء
شاع حكما ورشح استعارة الجود بالبلل. والجود: المطر الغزير.
وفي تغلبون الغيب مع تحشرون في
…
رضا وترون الغيب خصّ وخلّلا
أخبر أن المشار إليهما بالفاء والراء من قوله في رضا وهما حمزة والكسائي قرآ (قل للذين كفروا سيغلبون ويحشرون)[آل عمران: 12] بالياء من تحت على الغيب وأن المشار إليهم بالخاء من خص وهم القراء كلهم إلا نافعا قرءوا يرونهم مثليهم بياء الغيب أيضا فتعين لمن لم يذكره في الترجمتين القراءة وبالتاء فوق للخطاب وأراد بقوله يرون يرونهم فحذف الضمير للوزن وقوله خص وخللا معناه واحد وبالنظر إلى معنى الآية يظهر معناهما، أي خص الغيب المقاتلين في سبيل الله.
ورضوان اضمم غير ثاني العقود كس
…
ره صحّ إنّ الدّين بالفتح رفّلا
أمر بضم كسر راء رضوان حيث وقع إلا من اتبع رضوانه ثاني موضعي العقود للمشار إليه بالصاد من صح وهو شعبة نحو: وَرِضْوانٌ مِنَ اللَّهِ [آل عمران: 15]، فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْواناً [المائدة: 2]، يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوانٍ [التوبة: 21].
وَكَرِهُوا رِضْوانَهُ [محمد: 28]، فتعين للباقين القراءة بكسر الراء في الجميع على حسب ما قيد لهم وصار
السبعة على كسر من اتبع رضوانه باتفاق. ثم أخبر أن المشار إليه بالراء من رفلا وهو الكسائي قرأ أن الدين عند الله الإسلام بفتح الهمزة فتعين للباقين القراءة بكسرها، ومعنى رفلا عظم وأصله الزيادة، ومنه ثوب مرفل. والترفيل في علم العروض: زيادة سبب خفيف آخرا.
وفي يقتلون الثّان قال يقاتلو
…
ن حمزة وهو الحبر ساد مقتّلا
أخبر أن حمزة قرأ (ويقاتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس)[آل عمران: 21] بضم الياء وفتح القاف وألف بعدها وكسر التاء، وأن الباقين قرءوا ويقتلون الذين يفتح الياء وإسكان القاف وضم التاء بلا ألف على ما لفظ به في القراءتين وهو الفعل الثاني ولا خلاف في الأول أنه ويقتلون النبيين بفتح الياء وضم التاء من غير ألف من القتل على ما جاء من نظائره والتقدير قال أي قرأ حمزة يقاتلون مكان يقتلون بغير ألف. والحبر: العالم العظيم بفتح الحاء وكسرها وساد من السيادة. والمقتل: المجرب للأمور يشير إلى أن حمزة ساد في زمانه على من كان فيه لخبرته بهذا العلم.
وفي بلد ميت مع الميت خفّفوا
…
صفا نفرا والميتة الخفّ خوّلا
أخبر أن المشار إليهم بالصاد وبنفرا في قوله صفا نفرا وهم شعبة وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر قرءوا إلى بلد ميت ولبلد ميت وجميع ما جاء من لفظ الميت نحو الحي من الميت والميت من الحي بالتخفيف أي بسكون الياء قال الداني في التيسير الحي من الميت والميت من الحي وإلى بلد ميت وشبهه إذا كان قد مات أي الخلف وقع في الميت والميت هذين اللفظين حيث أتيا. ثم أخبر أن المشار إليهم بالخاء من خولا وهم القراء كلهم إلا نافعا قرءوا في سورة يس وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ [يس: 33] بالتخفيف فتعين لمن لم يذكره في الترجمتين القراءة بتشديد الياء ولا شك أن إطلاق الناظم لفظ الميتة يلتبس على المبتدئ بالميتة والدم في المائدة والنحل أما الذي بالبقرة فلا يلتبس به لأنه تعداه ولم يذكره فدل على أنه غير مختلف فيه وقصر صفا ضرورة ونصب نفرا على التمييز وقد استعمل هذا اللفظ بعينه في موضعين آخرين أحدهما في أواخر هذه السورة في متم ومتنا وقال فيه صفا نفر بالرفع على الفاعلية والموضع الآخر في آخر التوبة ترجئ همزه صفا نفر بالجر على الإضافة. قوله خولا أي ملك. وقيل معناه حفظ، من خال الراعي يخول إذا: حفظ.
وميتا لدى الأنعام والحجرات خذ
…
وما لم يمت للكلّ جاء مثقّلا
الواو عاطفة فاصلة أي خذ الحكم المتقدم وهو التخفيف، أمر بالأخذ بالتخفيف للمشار إليهم
بالخاء من خذ وهم القراء كلهم إلا نافعا قرءوا بالأنعام أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً [الأنعام: 122]، لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً [الحجرات: 12] بتخفيف الياء فتعين لنافع القراءة بالتشديد. ثم أخبر أن ما لم يمت ثقل لكل القراء أي قرءوا بالتشديد فيما لم يتحقق فيه صفة الموت نحو وَما هُوَ بِمَيِّتٍ [إبراهيم: 17]، وإِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ [الزمر: 30]، وبَعْدَ ذلِكَ لَمَيِّتُونَ [المؤمنون: 15]، وكذلك أجمعوا على تخفيف الميتة بالبقرة والمائدة والنحل وإلا أن يكون ميتا بالأنعام وفيها وإن يكن ميتة وبقاف فأحيينا به بلدة ميتا ونحوه:
وكفّلها الكوفي ثقيلا وسكّنوا
…
وضعت وضمّوا ساكنا صحّ كفّلا
أخبر أن الكوفيين وهم عاصم وحمزة والكسائي قرءوا وكفلها بالتثقيل أي بتشديد الفاء فتعين للباقين القراءة بتخفيفها. ثم أخبر أن المشار إليهما بالصاد والكاف من صح كفلا وهما شعبة وابن عامر قرآ بما وضعت بسكون العين وضم سكون التاء فتعين للباقين القراءة بفتح العين وسكون التاء على ما قيد لهم، وعلم أن السكون في العين من اللفظ وقيد الضم لخروجه عن القاعدة وقدم وكفلها عليها للوزن فانفصلت عن معمولها، وكفلا: جمع كافل.
وقل زكريّا دون همز جميعه
…
صحاب ورفع غير شعبة الأوّلا
أخبر أن المشار إليهم بصاحب وهم حمزة والكسائي وحفص قرءوا زكريا حيث جاء
بغير همز يعني بالقصر فتعين للباقين القراءة بالهمزة بعد الألف. ثم أخبر أن من عدا شعبة يعني ممن قرأ بالمد والهمز رفع زكريا الأول فتعين لشعبة نصبه فقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وكفلها بالتخفيف زكريا بالهمز والرفع وشعبة بالتشديد والهمز والنصب والباقون بالتشديد وبألف من غير همز ولا مد لأن من همز يمد قبل الهمز على قاعدته في باب المد، وأما ما عدا زكريا الأول فإن حمزة والكسائي وحفصا قرءوا فيه بالقصر من غير همز، وأن الباقين وهم شعبة ونافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر قرءوا بالمد والرفع.
وذكّر فناداه وأضجعه شاهدا
…
ومن بعد أنّ الله يكسر في كلا
أمر بالتذكير والإضجاع في فناداه للمشار إليهما بالشين من شاهدا وهما حمزة والكسائي قرآ فناداه الملائكة بألف ممالة على التذكير وقرأ الباقون فنادته بالتاء المثناة فوق للتأنيث وليس معه إمالة وقد تقدم أن مراده بالإضجاع الإمالة الكبرى فأمالها على أصلهما في ذوات الياء ونص على الإمالة
لينبه على محل العلامة. ثم أخبر أن المشار إليهما بالفاء والكاف من قوله في كلا وهما حمزة وابن عامر قرآ أن الله يبشر الواقع بعد فنادته بكسر الهمزة فتعين للباقين القراءة بفتحها. والكلا: الحفظ والحراسة وهو ممدود قصره ضرورة، يقال كلأت كذا أي حفظته.
مع الكهف والإسراء يبشر كم سما
…
نعم ضمّ حرّك واكسر الضّمّ أثقلا
نعم عمّ في الشّورى وفي التّوبة اعكسوا
…
لحمزة مع كاف مع الحجر أوّلا
لم يأت بالواو الفاصلة لعدم الريبة وقوله مع الكهف أي خذ في هذه السورة من لفظ يبشر إذا كان فعلا مضارعا فالتقييد واقع به احترازا من كونه فعلا ماضيا مع ما في سورة الكهف والإسراء وجرده من الضمير المتصل به لأن بعضه اتصل به ضمير مخاطب مذكر وبعضه مؤنث وبعضه غائب فلو أتى به مع أحد هذه الضمائر لتوهم التقييد بذلك الضمير وأمر بالتقييد المذكور وهو قوله ضم يعني الياء وحرك أي افتح الياء واكسر الضم يعني الذي في الشين أثقلا أي حالة كونه ثقيلا أي اقرأ للمشار إليهم بالكاف من كم وبالنون من نعم وبسما الموسطة بينهما وهم نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم يُبَشِّرُكَ بِيَحْيى [آل عمران: 39]، ويُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ [آل عمران: 45]، هنا وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ [الإسراء:
9]، وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ [الكهف: 2] بضم الياء وفتح الباء وكسر الشين وتشديدها قوله نعم عم في الشورى أي اقرأ للمشار إليهم بالنون من نعم ويعم وهم عاصم ونافع وابن عامر في سورة الشورى ذلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبادَهُ [الشورى: 23] بالتقييد المذكور وهو ضم الياء وفتح الباء وكسر الشين وتشديدها وقوله وفي التوبة اعكسوا إلى آخره، أمر القراء أن يقرءوا لحمزة يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوانٍ [التوبة: 21]، وإِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ [الحجر: 53]، ويا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ [مريم: 7]، ولِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ
[مريم: 97]، بعكس التقييد المذكور أي بضده وهو فتح حرف المضارعة وإسكان الباء وضم الشين وتخفيفها فصار نافع وابن عامر وعاصم بتشديد التسعة وحمزة بتخفيفها وشدد ابن كثير وأبو عمرو ثمانية وخففا الشورى وخفف الكسائي بآل عمران وسبحان والكهف والشورى وشدد التوبة والحجر ومريم وخفف حمزة التوبة والحجر ومريم ومراده بالتوبة سورة براءة وعبر عن مريم بكاف لأنه أول هجائها فقال مع كاف أي مع سورة كهيعص وقيد الحجر بالأول ليخرج بشرتموني وفيم تبشرون فإنهما متفقا التشديد.
نعلّمه بالياء نصّ أئمة
…
وبالكسر إنّي أخلق اعتاد أفصلا
أخبر أن المشار إليهما بالنون والهمزة في قوله نص أئمة وهما عاصم ونافع قرآ ويعلمه الكتاب
بالياء المثناة تحت فتعين للباقين القراءة بالنون وأن المشار إليه بالهمزة في قوله اعتاد وهو نافع قرأ إني أخلق لكم بكسر الهمزة فتعين للباقين القراءة بفتحها وقيد إني بكلمة أخلق ليخرج أني قد وقوله أفصلا كمل به البيت.
وفي طائرا طيرا بها وعقودها
…
خصوصا وياء في نوفّيهمو علا
أخبر أن المشار إليهم بالخاء من خصوصا وهم السبعة إلا نافعا قرءوا فيكون طيرا بإذن الله هنا و (فيكون طيرا بإذني)[المائدة: 110] بياء ساكنة بين الطاء والراء وقرأ نافع طائرا بألف وهمزة مكسورة وتمد الألف من أجلها في الموضعين وذلك على حسب ما لفظ به في القراءتين ثم أخبر أن المشار إليه بالعين من علا وهو حفص قرأ فيوفيهم أجورهم بالياء المثناة تحت فتعين للباقين القراءة بالنون، وأراد بقوله (وعقودها) سورة المائدة.
ولا ألف في ها هأنتم زكا جنا
…
وسهّل أخا حمد وكم مبدل جلا
أخبر أن المشار إليهما بالزاي والجيم من قوله زكا جنا وهما قنبل وورش قرآ هأنتم حيث جاء بلا ألف قبل الهمزة فتعين للباقين القراءة بألف بين الهاء والهمز ثم أمر بتسهيل الهمزة للمشار إليهما بالهمزة والحاء في قوله أخا حمد وهما نافع وأبو عمرو فتعين للباقين القراءة بتحقيق الهمزة. ثم أخبر أن كثيرا من أهل الأداء قرءا بإبدال الهمزة ألفا للمشار إليه بالجيم من جلا وهو ورش فحاصله أن قالون وأبا عمرو قرءاها أنتم بألف بعد الهاء وهمزة مسهلة بين بين بعد الألف وأن ورشا له وجهان تسهيل الهمزة بين بين وهو المعز وإلى البغداديين وإبدالها ألفا وهو المعزوّ إلى المصريين كلاهما على أثر الهاء وأن قنبلا قرأ الهمزة محققة إلى أثر الهاء وأن الباقين وهم البزي وابن عامر والكوفيون قرءوا بألف بعد الهاء وهمزة محققة بعد الألف.
ولما انقضى كلامه فيما يرجع إلى اختلاف القراء في ها أنتم أخذ يتكلم في توجيه الهاء
الموجودة فيه فقال:
وفي هائه التّنبيه من ثابت هدى
…
وإبداله من همزة زان جملا
ويحتمل الوجهين عن غيرهم وكم
…
وجيه به الوجهين للكل حمّلا
ويقصر في التّنبيه ذو القصر مذهبا
…
وذو البدل الوجهان عنه مسهّلا
أخبر أن الهاء في هأنتم للتنبيه عند المشار إليهم بالميم والثاء والهاء في قوله من ثابت هدى وهم
الكوفيون وابن ذكوان والبزي وهي تدخل في الكلام للتنبيه كما في قولك هذا وهذه وهؤلاء ونحو ذلك ودخلت أيضا على أنتم ووجه ذلك أن الهاء في ها أنتم لو كانت مبدلة من همزة لم يدخلوا بينها وبين الهمزة ألفا لأن مذهب هؤلاء ترك إدخال الألف بين الهمزتين فلما وجدت الألف بعد الهاء حمل ذلك على أنها ألف الهاء التي للتنبيه ثم قال وإبداله من همزة زان جملا. أخبر أن الهاء في قراءة المشار إليهما بالزاي والجيم في قوله زان جملا وهما قنبل وورش مبدلة من همزة وأن الأصل عندهما أأنتم فأبدلا من الهمزة الأولى هاء كما يقولون إياك وهياك ولو كانت الهاء التي للتنبيه لوجد مع الهاء ألف وليس عندهما فيها ألف ثم قال ويحتمل الوجهين عن غيرهم أي عن غير هؤلاء المذكورين وهم قالون وأبو عمرو وهشام يحتمل في قراءتهم أن تكون الهاء مبدلة من همزة وأن تكون الهاء التي للتنبيه دخلت على أنتم وإنما احتمل الوجهان عن هؤلاء لأنهم قرءوا بألف بعد الهاء وهم على أصولهم في الهمزتين المفتوحتين يدخلون ألفا بين الهمزتين فلما وجدت عندهم الألف في ها أنتم احتمل أن يكون الأصل عندهم أنتم ثم أبدلوا من الهمزة هاء واحتمل أن تكون الهاء التي للتنبيه دخلت على أنتم ثم قال: وكم وجيه به الوجهين للكل حملا، أخبر أن جماعة من الأئمة ذوي الوجاهة في العلم أجازوا للجميع أن تكون الهاء مبدلة من همزة وتكون الهاء التي للتنبيه دخلت على أنتم ثم قال ويقصر في التنبيه ذو القصر مذهبا، أخبر أن من جعل الهاء للتنبيه قصر لمن مذهبه القصر في المنفصل ومدّ لمن مذهبه المد لأنه يكون من باب ما انفصلت عنه الألف عن الهمزة لأن ها كلمة وأنتم كلمة ثم قال: وذو البدل الوجهان عنه مسهلا، قال السخاوي يعني ورشا لأن ذا البدل المسهل لا تجده إلا ورشا لأنه قال: وإبداله من همزة زان جملا وقنبل لا يسهل الهمزة هاهنا فبقي ورش له وجهان كما سبق فعلى قول من يسهل بين بين يأتي بهاء بعدها همزة مسهلة وعلى قول من يسهل بالبدل له يأتي بهاء بعدها مدة طويلة لأجل الساكن بعدها وأراد بقوله مسهلا مذهبي ورش البدل وبين بين ومقصوده بذلك أن يفصله من قنبل.
وضمّ وحرّك تعلمون الكتاب مع
…
مشدّدة من بعد بالكسر ذلّلا
أخبر أن المشار إليهم بالذال من ذللا وهم الكوفيون وابن عامر قرءوا بضم التاء من
تعلمون الكتاب وتحريك العين أي فتحها مع كسر اللام وتشديدها فتعين للباقين القراءة بفتح التاء وسكون
العين مع فتح اللام وتخفيفها وقوله مشددة من بعد يعني اللام مشددة بعد العين، وقوله: ذللا، أي قرب في المعنى حتى فهمه كل واحد.
ورفع ولا يأمركمو روحه سما
…
وبالتّاء آتينا مع الضّمّ خوّلا
وكسر لما فيه وبالغيب ترجعو
…
ن عاد وفي تبغون حاكيه عوّلا
أخبر أن المشار إليهم بالراء من روحه وبسما وهم الكسائي ونافع وابن كثير وأبو عمرو قرءوا ولا يأمركم أن برفع الراء فتعين للباقين القراءة بنصبها وأن المشار إليهم بالخاء من خولا وهم السبعة إلا نافعا قرءوا لما آتيتكم من كتاب بتاء مضمومة بين الياء والكاف بلا ألف ولفظ بقراءة نافع فقال آتينا يعني آتيناكم بنون مفتوحة بعدها ألف ثم قال وكسر لما فيه. أخبر أن المشار إليه بالفاء من قوله فيه وهو حمزة قرأ لما آتيتكم بكسر اللام فتعين للباقين القراءة بفتحها. ثم أخبر أن المشار إليه بالعين من عاد وهو حفص قرأ وإليه يرجعون بالياء المثناة تحت للغيب فتعين للباقين القراءة بالتاء المثناة فوق للخطاب ثم قال وفي يبغون. أخبر أن المشار إليهما بالحاء والعين في قوله: حاكيه عولا وهما أبو عمرو وحفص قرآ (أفغير دين الله يبغون بالغيب)[آل عمران: 83]، أيضا فتعين للباقين القراءة بالخطاب ولا يأمركم يقرأ في البيت بسكون الراء وصلة الميم وهي الرواية ويقرأ بتحريك الراء وسكون الميم على كف مفاعيلن ويجري أبو عمرو على أصله في الاختلاس والإسكان لأنه مندرج في قوله وإسكان بارئكم ويأمركم له. والجاه الوزن إلى تقديم آتيتكم على لما وترجعون على تبغون وهما مؤخران والهاء في فيه تعود على آتيتكم لأنه معه. ومعنى حاكيه عولا. أي عول عليه حاكي الغيب.
وبالكسر حجّ البيت عن شاهد وغي
…
ب ما تفعلوا لن تكفروه لهم تلا
أخبر أن المشار إليهم بالعين والشين في قوله عن شاهد وهم حفص وحمزة والكسائي قرءوا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ [آل عمران: 97]، بكسر الحاء وقرءوا أيضا وَما يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ [آل عمران: 115] بياء الغيب فتعين للباقين القراءة بفتح حاء حج البيت وبتاء الخطاب في تفعلوا وفلن تكفروه والضمير في قوله لهم يعود على
حفص وحمزة والكسائي، وتلا: تبع الغيب سابقه.
يضركم بكسر الضّاد مع جزم رائه
…
سما ويضمّ الغير والرّاء ثقّلا
أخبر أن المشار إليهم بسما وهم نافع وابن كثير وأبو عمرو قرءوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً [آل عمران: 120] بكسر الضاد وجزم الراء ثم بيّن قراءة الباقين فقال ويضم الغير يعني يضم الضاد لأن ضد الكسر الفتح لا الضم فاحتاج إلى بيانه وأما جزم الراء فيفهم منه أن
القراءة الأخرى بالرفع لأن الجزم ضده الرفع ثم أخبر أن الذين ضموا الضاد ثقلوا الراء يعني بعد رفعها فقراءة الباقين بضم الضاد وضم الراء وتشديدها.
وفيما هنا قل منزلين ومنزلو
…
ن لليحصبي في العنكبوت مثقلا
يعني أن اليحصبي وهو ابن عامر قرأ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ [آل عمران:
124]، هنا أي في هذه السورة وإِنَّا مُنْزِلُونَ عَلى أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ [العنكبوت: 34] بالتثقيل أي بتشديد الزاي ولزم منه فتح النون فلزم الباقين القراءة بتخفيف الزاي فيهما فلزم منه سكون النون، وقوله قل: بمعنى اقرأ.
وحقّ نصير كسر واو مسوّمي
…
ن قل سارعوا لا واو قبل كما انجلى
أخبر أن المشار إليهم بحق وبالنون من نصير وهم ابن كثير وأبو عمرو وعاصم قرءوا مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ [آل عمران: 125] بكسر الواو فتعين للباقين القراءة بفتحها وأن المشار إليهما بالكاف وبهمز الوصل في قوله كما انجلى وهما ابن عامر ونافع قرآ وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ [آل عمران: 133] بلا واو عطف قبل أي قبل السين فتعين للباقين القراءة بإثبات الواو ويروى حق نصير بإضافة حق إلى نصير وبدون إضافة على أنه صفة لحق.
وقرح بضمّ القاف والقرح صحبة
…
ومع مدّ كائن كسر همزته دلا
ولا ياء مكسورا وقاتل بعده
…
يمدّ وفتح الضّمّ والكسر ذو ولا
أخبر أن المشار إليهم بصحبة وهم حمزة والكسائي وشعبة قرءوا إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ [آل عمران: 140]، ومن بعد ما أصابهم القرح بضم القاف فتعين للباقين القراءة بفتح قاف الثلاثة وليس في القرآن
غيرها. وقوله: ومع مد كائن كسر همزته دلا ولا ياء مكسورا. أخبر أن المشار إليه بالدال من دلا وهو ابن كثير قرأ وكائن حيث جاء بألف وهمزة مكسورة بين الكاف والنون من غير ياء وأراد بالمد إثبات الألف فتعين للباقين القراءة بهمزة مفتوحة وياء مكسورة مشددة بين الكاف والنون من غير ألف ونطق بكائن في البيت مجردة عن الواو والفاء ليعم جميع ما في القرآن نحو وكائن من نبيّ وكائن من دابة فكائن من قرية ثم قال وقاتل بعده أي بعد لفظ كائن أخبر أن المشار إليهم بالذال من قوله ذو ولا وهم الكوفيون وابن عامر قرءوا قاتل معه ربيون بالمد أي بألف قبل التاء وبعد القاف وفتح ضم القاف وفتح كسر الثاء فتعين للباقين القراءة بالقصر أي بحذف الألف وضم القاف وكسر التاء. وقوله: ولا بكسر الواو، أي متابعة.
وحرّك عين الرّعب ضمّا كما رسا
…
ورعبا ويغشى أنّثوا شائعا تلا
أخبر أن المشار إليهما بالكاف والراء في قوله: كما رسا وهما ابن عامر والكسائي حركا عين الرعب ورعبا بالضم، فتعين للباقين القراءة بالإسكان حيث جاء وهو خمسة
مواضع: الأول سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ [آل عمران: 151] هنا وفي الأنفال وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ [الأحزاب: 26] والحشر، وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً [الكهف:
18]، ثم أخبر أن المشار إليهما بالشين من شائعا وهما حمزة والكسائي قرآ نعاسا تغشى بتاء التأنيث فتعين للباقين القراءة بياء التذكير.
وقل كلّه لله بالرّفع حامدا
…
بما يعملون الغيب شايع دخللا
يعني أن المشار إليه بالحاء من قوله حامدا وهو أبو عمرو قرأ إن الأمر كله لله برفع كله فتعين للباقين القراءة بنصب اللام وأن المشار إليهم بالشين والدال من قوله شايع دخللا وهم حمزة والكسائي وابن كثير قرءوا بما يعملون الذي بعده بصير بياء الغيب فتعين للباقين القراءة بتاء الخطاب علم أن الخلاف في يعلمون الذي بعده بصير ولئن قتلتم لا الذي قبله بصير من الترتيب لأنه بعد قوله تعالى كلّه لله وقبل متم وبابه والمتفق بعدها لأن اصطلاح الناظم رحمه الله إذا كانت الكلمة المختلف فيها ذات نظير مجمع عليه التزم الترتيب فعلم من ذكرها موضعها.
ومتّم ومتنا متّ في ضمّ كسرها
…
صفا نفر وردا وحفص هنا اجتلا
أخبر أن المشار إليهم بالصاد وبنفر في قوله صفا نفر وهم شعبة وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر قرءوا بضم كسر الميم من متم ومتنا ومت حيث وقع نحو وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ [آل عمران: 157]، أَوْ مُتُّمْ [آل عمران: 157]، وَلَئِنْ مُتُّمْ
أَوْ قُتِلْتُمْ [آل عمران: 185]، وأَ يَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذا مِتُّمْ [المؤمنون: 35]، أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً [المؤمنون: 82]، ويَقُولُ الْإِنْسانُ أَإِذا ما مِتُّ [مريم: 66]، وأَ فَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخالِدُونَ [الأنبياء: 34]، ثم قال وحفص هنا اجتلا أي وضم حفص متم في موضعي آل عمران وكسر ميم البواقي فكمل عاصم فيها وتعين لنافع وحمزة والكسائي كسر الميم في الكل.
وبالغيب عنه تجمعون وضمّ في
…
يغلّ وفتح الضّمّ إذ شاع كفّلا
أخبر أن المشار إليه بالضمير في عنه وهو حفص قرأ وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ بياء الغيب فتعين للباقين القراءة بتاء الخطاب، ثم أخبر أن المشار إليهم بالهمزة
والشين والكاف في قوله إذ شاع كفلا وهم نافع وحمزة والكسائي وابن عامر قرءوا بضم الياء في وما كان لنبي أن يغل فأخبر أن فتح الضم لهم يعني في الغين أي قرءوا يغل بضم الياء وفتح الغين فتعين للباقين القراءة بفتح الياء وضم الغين على ما قيده وعاد الضمير إلى حفص لأنه أقرب مذكور في البيت السابق.
بما قتلوا التّشديد لبّى وبعده
…
وفي الحجّ للشّامي والآخر كمّلا
دراك وقد قالا في الأنعام قتّلوا
…
وبالخلف غيبا يحسبنّ له ولا
أراد بما قتلوا الواقع بعد يغلّ لأن الذي قبله لا خلاف في تخفيفه وهو قوله تعالى:
لَوْ كانُوا عِنْدَنا ما ماتُوا وَما قُتِلُوا [آل عمران: 156]، وأخبر أن المشار إليه باللام من لبى وهو هشام قرأ لو أطاعونا ما قتلوا بتشديد التاء فتعين للباقين القراءة بتخفيفها وقوله لبى أي أجاب بالتلبية وقوله وبعده وفي الحج للشامي الواو عاطفة فاصلة، أخبر أن الشامي وهو ابن عامر قرأ وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً [آل عمران: 169]، في هذه السورة وثُمَّ قُتِلُوا أَوْ ماتُوا [الحج: 58] بتشديد التاء فتعين للباقين القراءة بتخفيف التاء فيهما وأراد بقوله وبعده وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، الواقع بعد لو أطاعونا ما قتلوا في التلاوة. وقوله والآخر كملا دراك وقد قالا في الأنعام، أخبر أن المشار إليهما بالكاف والدال في قوله كملا دراك وهما ابن عامر وابن كثير قرآ وقتلوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ [آل عمران: 195] وهو الأخير الذي في هذه السورة وقَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلادَهُمْ [الأنعام: 140] بتشديد التاء فتعين للباقين القراءة فيهما بتخفيف التاء والضمير في قالا عائد إلى ابن عامر وابن كثير. وقوله وبالخلف غيبا يحسبن له أخبر أن المشار إليه باللام من له وهو هشام قرأ (ولا يحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا) [آل عمران:
169] بياء الغيب بخلاف عنه في ذلك وقرأ الباقون بتاء الخطاب كالوجه الثاني لهشام.
والولا بفتح الواو: النصر.
وأنّ اكسروا رفقا ويحزن غير الأن
…
بياء بضمّ واكسر الضّمّ أحفلا
أمر بكسر الهمزة من وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ [آل عمران: 171] للمشار إليه بالراء من رفقا وهو الكسائي فتعين للباقين القراءة بفتحها، ثم أخبر أن المشار إليه بالهمز من أحفلا وهو نافع قرأ لفظ يحزن بضم الياء وكسر الضم الذي في الزاي حيث جاء نحو وَلا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ [آل عمران: 176] ولَيَحْزُنُنِي أَنْ [يوسف: 13]، إلا لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ [الأنبياء: 103] فإنه بفتح الياء وضم الزاي للسبعة كغيره. وقوله أحفلا: أي حافلا مهتما.
وخاطب حرفا يحسبنّ فخذ وقل
…
بما يعملون الغيب حقّ وذو ملا
أي اقرأ للمشار إليه بالفاء من قوله فخذ وهو حمزة (ولا تحسبن الذين كفروا)[النور: 57]، (ولا تحسبن الذين يبخلون) [آل عمران: 180] بتاء الخطاب فيهما فتعين للباقين القراءة بياء الغيب فيهما وقل بمعنى اقرأ أي للمشار إليهما بحق وهما ابن كثير وأبو عمرو بِما يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ [المجادلة: 37] لقد سمع الله بياء الغيب فتعين للباقين القراءة بتاء الخطاب. وذو ملا بفتح الميم: الأشراف.
يميز مع الأنفال فاكسر سكونه
…
وشدّده بعد الفتح والضّمّ شلشلا
أمر في حتى يميز الخبيث من الطيب هنا ولِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ [الأنفال: 37]، بكسر سكون الياء الثانية من يميز. وتشديدها بعد الفتح في الميم والضم في الياء الأولى، للمشار إليهما بالشين من شلشلا وهما حمزة والكسائي فتعين للباقين القراءة بسكون الياء على ما قيد لهم بعد الكسر في الميم والفتح في الياء الأولى.
سنكتب ياء ضمّ مع فتح ضمّه
…
وقتل ارفعوا مع يا نقول فيكملا
أخبر أن المشار إليه بالفاء من فيكملا وهو حمزة قرأ سنكتب ما قالوا بياء مضمومة مع فتح ضم التاء من سيكتب وقتلهم برفع اللام ويقول ذوقوا بالياء فتعين للباقين القراءة بالنون مفتوحة مع ضم التاء من سنكتب ونصب اللام من قتلهم وبالنون في وتقول ونبه بقوله فيكملا على كمال تقييد قراءة حمزة بما ذكر وحذف ضمير قتلهم للوزن.
وبالزّبر الشّامي كذا رسمهم وبال
…
كتاب هشام واكشف الرّسم مجملا
أخبر أن الشامي وهو عبد الله بن عامر قرأ وبالزبر بالباء وأن رسم مصاحف الشام كذلك ثم أخبر أن هشاما قرأ وبالكتاب بالباء فتعين للباقين القراءة بغير باء فيهما، وروى الداني في المقنع عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن الباء ثابتة في الموضعين للشامي. قال الأخفش إن الباء زيدت
في الإمام، أي في مصحف الشام في وبالزبر وحده وقال مكي في الهداية لم يرسم الثاني بالباء أصلا، قال الداني رواية أبي الدرداء أثبت. قلت: وإلى هذا الاختلاف أشار بقوله واكشف الرسم مجملا أي قائلا جميلا. وقيل إنما اعتمد ابن عامر على النقل والرواية لا رسمه. والوفاق اتفاق.
صفا حقّ غيب يكتمون يبيّن
…
ن لا تحسبنّ الغيب كيف سما اعتلا
أخبر أن المشار إليهم بالصاد وبحق في قوله صفا حق وهم شعبة وابن كثير وأبو عمرو قرءوا ليبيننه للناس ولا يكتمونه بياء الغيب فيهما فتعين للباقين القراءة بتاء الخطاب، ثم أخبر أن المشار إليهم بالكاف من كيف وبسما وهم ابن عامر ونافع وابن كثير وأبو عمرو قرءوا لا يحسبن الذين يفرحون بياء الغيب فتعين للباقين القراءة
بتاء الخطاب.
وحقّا بضمّ فلا يحسبنّهم
…
وغيب وفيه العطف أو جاء مبدلا
أخبر أن المشار إليهما بقوله: وحقا وهما ابن كثير وأبو عمرو قرآ فلا يحسبنهم بمفازة بضم الباء وبالغيب فتعين للباقين القراءة بفتح الباء وبتاء الخطاب. وقوله: وفيه العطف أو جاء مبدلا توجيه قراءة ابن كثير وأبي عمرو فذكر لهما وجهين: إما العطف على الفعل الأول أو البدل.
هنا قاتلوا أخّر شفاء وبعد في
…
براءة أخّر يقتلون شمردلا
أمر بتأخير قاتلوا هنا أي في هذه السورة للمشار إليهما بالشين من شفاء وهما حمزة والكسائي قرآ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي [آل عمران: 195]، وقتلوا وقاتلوا بتأخير الممدود وتقديم المقصور فتعين للباقين أن يقرءوا وقاتلوا وقتلوا بتقديم الممدود على المقصور. ثم أمر بتأخير يقتلون في سورة براءة للمشار إليهما بالشين من شمردلا وهما حمزة والكسائي قرآ أيضا فيقتلون ويقتلون بتقديم المفعول على الفاعل أي بفتح التاء بعد القاف في الأول وضمها في الثاني. وقرأ الباقون بتقديم الفاعل على المفعول أي بضم التاء بعد القاف في الأول وفتحها في الثاني وقوله وبعد في براءة أي بعد قاتلوا في هذه السورة يعني ومثله يقتلون في سورة براءة. والشمردل: الكريم.
ويا آتها وجهي وإنّي كلاهما
…
ومنّي واجعل لي وأنصاري الملا
أخبر أن فيها ست ياءات إضافة: (وجهي الله)[آل عمران: 20]، وإني كلاهما إِنِّي أُعِيذُها [آل عمران: 36] وأَنِّي أَخْلُقُ [آل عمران: 49] ومِنِّي إِنَّكَ واجْعَلْ لِي آيَةً [مريم: 10] وأَنْصارِي إِلَى اللَّهِ [آل عمران: 52]، وقوله الملأ بكسر الميم جمع مليء: السعة والغنى.