الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أمر أن يقرأ ننجي من نشاء بحذف النون الثانية وتشديد الجيم وتحريك الياء أي بفتحها للمشار إليهما بالكاف والنون في قوله: كذا نل وهما ابن عامر وعاصم فيصير اللفظ به فنجي وتعين للباقين القراءة بإثبات النون الثانية ساكنة وتخفيف الجيم وإسكان الياء ثم أمر أن يقرأ وظنوا أنهم قد كذبوا بتخفيف الذال للمشار إليهم بالثاء في قوله ثابتا وهم الكوفيون فتعين للباقين القراءة بتشديد الذال.
وأني وإنّي الخمس ربي بأربع
…
أراني معا نفسي ليحزنني حلا
وفي إخوتي حزني سبيلي بي ولي
…
لعلّي آبائي أبي فاحش موحلا
أخبر أن فيهما اثنتين وعشرين ياء إضافة أني بفتح الهمزة واحدة وهي أني أوف الكيل
وإني بكسر الهمزة خمس وهي قال أحدهما إني أراني وقال الآخر إني وَقالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرى سَبْعَ بَقَراتٍ [يوسف: 43]، وإِنِّي أَنَا أَخُوكَ [يوسف: 69]، وإِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ [يوسف: 37]، ثم قال وربي بأربع أي في أربعة مواضع رَبِّي أَحْسَنَ [يوسف: 23]، ومِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي [يوسف: 37]، وإِلَّا ما رَحِمَ رَبِّي [يوسف: 53]، [سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي [يوسف: 98]، ثم قال أراني معا أي في موضعين هما أراني أعصر خمرا وأراني أحمل وما أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ [يوسف: 53]، ولَيَحْزُنُنِي أَنْ [يوسف: 13]، وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ [يوسف: 69]، وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ [يوسف: 53]، وسَبِيلِي أَدْعُوا [يوسف: 108]، وقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ [يوسف: 100]، ويَأْذَنَ لِي أَبِي [يوسف: 80]، و (لعلي أرجع وآبائي) [يوسف: 46]، (إبراهيم وأبي)، أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي [يوسف: 80]، وقوله فاخش موحلا أي فاخش غلطا أي احذر الكلام في إخوة يوسف عليه الصلاة والسلام. والموحل مصدر وحل الرجل بكسر الحاء إذا وقع في الوحل بفتح الحاء، وهو الطين الرقيق.
سورة الرعد
وزرع نخيل غير صنوان أوّلا
…
لدى خفضها رفع على حقّه طلا
أخبر أن المشار إليهم بالعين ويحق في قوله علا حقه وهم حفص وابن كثير وأبو عمرو قرءوا وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوانٌ وَغَيْرُ صِنْوانٍ [الرعد: 4]، برفع خفض الكلمات الأربع فتعين للباقين القراءة بالخفض فيهن وقوله صنوان أولا احترز به من صنوان الثاني الواقع بعد غير فإنه مخفوض للكل بإضافة غير إليه، وطلا جمع طلية، وهي صفحة العنق.
وذكّر تسقى عاصم وابن عامر
…
وقل بعده باليا يفضّل شلشلا
أي قرأ عاصم وابن عامر يسقى بماء بياء التذكير فتعين للباقين القراءة بتاء التأنيث وقوله وقل
بمعنى اقرأ أي للمشار إليهما بالشين من شلشلا وهما حمزة والكسائي ويفضل بعضها على بعض بالياء المثناة تحت فتعين للباقين القراءة بالنون وقوله بعده يعني أن يفضل واقع في التلاوة بعد يسقى:
وما كرّر استفهامه نحو آئذا
…
أئنّا فذو استفهام الكلّ أوّلا
سوى نافع في النمل والشّام مخبر
…
سوى النّازعات مع إذا وقعت ولا
ودون عناد عمّ في العنكبوت مخبرا
…
وهو في الثّاني أتى راشدا ولا
سوى العنكبوت وهو في النّمل كن رضا
…
وزاده نونا إنّنا عنهما اعتلا
وعمّ رضا في النّازعات وهم على
…
أصولهم وامدد لوا حافظ بلا
يريد كل موضع تكرر فيه لفظ الاستفهام وهو أحد عشر موضعا أَإِذا كُنَّا عِظاماً [الإسراء: 49]، أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ [الرعد: 5]، أَإِذا كُنَّا عِظاماً وَرُفاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً [الإسراء: 49]، قُلْ كُونُوا حِجارَةً [الإسراء: 50]، أَإِذا كُنَّا عِظاماً وَرُفاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً [الإسراء: 49]، أَوَلَمْ يَرَوْا موضعان بسبحان، أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ [الصافات: 16]، أَإِذا كُنَّا تُراباً وَآباؤُنا أَإِنَّا لَمُخْرَجُونَ [النمل: 67]، إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ [العنكبوت: 28]، أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ [العنكبوت: 29]، أَإِذا ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ [السجدة: 10]، أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ [الصافات: 16]، أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَدِينُونَ [الصافات:
53]، أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ [الواقعة: 47]، أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ [النازعات: 11]، أَإِذا كُنَّا عِظاماً نَخِرَةً [النازعات: 10]، فالجميع على لفظ أئذا أئنا على ما مثل به الناظم إلا بالعنكبوت والنازعات أما الذي بالعنكبوت فإنه بلفظ آخر متحد وهو أئنكم أئنكم، وأما الذي بالنازعات فلفظه على عكس ما لفظ به الناظم وهو أئنا أئذا فما أراد الناظم بقوله أئذا أئنا إلا اجتماع للفظين مع قطع النظر على الترتيب فلا يرد عليه الذي بالعنكبوت ولا الذي بالنازعات وقد اجتمع ثلاثة بالصافات أئفكا أئنا آئذا والداخل في هذا الباب الأخيران لأنه قد نص على أءنك أئفكا لهشام فيما تقدم وقوله في البيت أئذا لفظ به بالمد وأئنا لفظ به بالقصر لأجل الوزن ثم بين خلاف
القراء في الاستفهام المكرر فقال:
«فذو استفهام الكل أولا» ، سوى نافع في النمل، أخبر أن القراء كلهم قرءوا الأول من الاستفهامين في جميع القرآن بهمزتين على الاستفهام إلا نافعا في أول النمل فإنه قرأه بهمزة واحدة مكسورة على الخبر وإلا ابن عامر الشامي فإنه قرأ الأول من الاستفهامين بهمزة واحدة مكسورة على الخبر في جميع القرآن إلا في أول النازعات وأول الواقعة فإنه استفهم بهما وإلا المشار إليهم بالدال والعين وبعم في قوله: ودون عناد عم وهم ابن كثير وحفص ونافع وابن عامر في أول العنكبوت فإنهم أخبروا به وإلى هنا كان كلامه في الأول من الاستفهامين ثم انتقل إلى الكلام في الثاني منهما فقال وهو يعني الإخبار في الثاني أي في الاستفهام الثاني أتى راشدا ولا يفتح الواو وأخبر أن المشار إليهما بالهمزة والراء في قوله أتى راشدا وهما نافع والكسائي قرآ بالأخبار في الثاني في الكل إلا ثاني العنكبوت فإنهما استفهما به ثم قال وهو يعني الإخبار بالنمل أخبر أن المشار إليهما بالكاف والراء في قوله كن رضا وهما ابن عامر والكسائي قرآ ثاني النمل بالأخبار ثم قال وزاداه نونا وزاد ابن عامر والكسائي الثاني من النمل نونا فقرءا أننا بنونين وقراءة الباقين بالاستفهام وبنون واحدة مشددة ثم أخبر أن المشار إليهم بعم وبالراء في قوله وعم رضا وهم نافع وابن عامر والكسائي قرءوا ثاني النازعات بالإخبار ثم أخبر أن القراء
كلهم على أصولهم في التحقيق والتسهيل لأنه اجتمع في
قراءاتهم بالاستفهام همزتان. ثم قال وامدد أمر بالمد بين الهمزتين للمشار إليهم باللام والحاء والباء في قوله لوى حافظ بلا، وهم هشام وأبو عمرو وقالون فتعين للباقين القراءة بترك المد، ومعنى بلا: اختبر. وتحرير هذا الباب أن نقول قرأ نافع والكسائي بالاستفهام في الأول والخبر في الثاني في جميع القرآن وخالف نافع أصله في موضعين في النمل والعنكبوت فأخبر فيهما في الأول واستفهم في الثاني وخالف الكسائي أصله في العنكبوت خاصة فاستفهم في الأول والثاني وقرأ ابن عامر بالخبر في الأول والاستفهام في الثاني في جميع القرآن وخالف أصله في ثلاثة مواضع بالنمل والنازعات فاستفهم فيهما في الأول وأخبر في الثاني وزاد نونا على الخبر في النمل وخالف أصله أيضا بالواقعة وهو الموضع الثالث فاستفهم فيها في الأول والثاني وقرأ ابن كثير وحفص بالاستفهام في الأول والثاني في جميع القرآن وخالفا أصلهما في العنكبوت فأخبرا في الأول واستفهما في الثاني وقرأ أبو عمرو وحمزة وشعبة بالاستفهام في الأول والثاني في جميع القرآن فتمّ الاستفهام وخبره:
وهاد ووال قف وواق بيائه
…
وباق دنا هل يستوي صحبة تلا
أمر بالوقف للمشار إليه بالدال من دنا وهو ابن كثير على هذه الألفاظ الأربعة بالياء في جميع القرآن وهو وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ [الرعد: 7]، مِنْ دُونِهِ مِنْ والٍ [الرعد: 11]، فَما لَهُ مِنْ هادٍ [غافر: 33]، وَما لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ واقٍ [الرعد: 34]، ما لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا واقٍ [الرعد: 37]، وَما عِنْدَ اللَّهِ باقٍ [النحل: 96]، مِنَ اللَّهِ مِنْ واقٍ [الرعد: 34]، فَما لَهُ مِنْ هادٍ [الرعد: 33]، فتعين للباقين الوقف بغير ياء ثم أخبر أن المشار إليهم بصحبة وهم حمزة والكسائي وشعبة قرءوا أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُماتُ وَالنُّورُ [الرعد: 16] بياء التذكير فتعين للباقين القراءة بتاء التأنيث وقبل هذا قل هل يستوي الأعمى لا خلاف في تذكيره وأجمعوا على إظهار لام عند الموضعين:
وبعد صحاب يوقدون وضمّهم
…
وصدّوا ثوى مع صدّ في الطّول وانجلا
أي وبعدها هل يستوي لفظ يوقدون أخبر أن المشار إليهم بصحاب وهم حمزة والكسائي وحفظ قرءوا ومما يوقدون بياء الغيب كما نطق به فتعين للباقين القراءة بتاء الخطاب وأن المشار إليهم بالثاء من ثوى وهم الكوفيون قرءوا وصدوا عن السبيل هنا وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ [غافر: 37] بضم الصاد فتعين للباقين القراءة بفتحها فيهما والضمير في وضمهم لأهل الأداء وهو يوهم أنه ضمير صحاب ثم قال:
ويثبت في تخفيفه حقّ ناصر
…
وفي الكافر الكفّار بالجمع ذلّلا
أخبر أن المشار إليهم بحق وبالنون في قوله حق ناصر، وهم ابن كثير وأبو عمرو وعاصم قرءوا يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ [الرعد: 39]، ويثبت بإسكان الثاء وتخفيف الباء فتعين للباقين القراءة بفتح الثاء وتشديد الباء وأن المشار إليهم بالذال من ذللا وهم الكوفيون وابن
عامر قرءوا وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ [الرعد: 42] بضم الكاف وتقديم الفاء وفتحها على الجمع في قراءة الباقين وسيعلم الكافر بفتح الكاف وتأخير الفاء وكسرها على التوحيد على ما لفظ به في القراءتين: