المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌سورة النساء وكوفيّهم تسّاءلون مخفّفا … وحمزة والأرحام بالحفض جمّلا أخبر أن - شرح الشاطبية سراج القارئ المبتدي وتذكار المقرئ المنتهي

[ابن القاصح]

فهرس الكتاب

- ‌[مقدمة المؤلف]

- ‌باب الاستعاذة

- ‌باب البسملة

- ‌باب الإدغام الكبير

- ‌باب إدغام الحرفين المتقاربين في كلمة وفي كلمتين

- ‌باب هاء الكناية

- ‌باب المد والقصر

- ‌باب الهمزتين من كلمة

- ‌باب الهمزتين من كلمتين

- ‌باب الهمز المفرد

- ‌باب نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها

- ‌باب وقف حمزة وهشام على الهمز

- ‌باب الإظهار والإدغام

- ‌ذكر ذال إذ

- ‌ذكر دال قد

- ‌ذكر تاء التأنيث

- ‌ذكر لام هل وبل

- ‌باب اتفاقهم في إدغام إذ وقد وتاء التأنيث وهل وبل

- ‌باب حروف قربت مخارجها

- ‌باب أحكام النون الساكنة والتنوين

- ‌باب الفتح والإمالة وبين اللفظين

- ‌باب مذهب الكسائي في إمالة هاء التأنيث في الوقف

- ‌باب الراءات

- ‌باب اللامات

- ‌باب الوقف على أواخر الكلم

- ‌باب الوقف على مرسوم الخط

- ‌باب مذاهبهم في ياءات الإضافة

- ‌باب مذاهبهم في ياءات الزوائد

- ‌باب فرش الحروف

- ‌سورة البقرة

- ‌سورة آل عمران

- ‌سورة النساء

- ‌سورة المائدة

- ‌سورة الأنعام

- ‌سورة الأعراف

- ‌سورة الأنفال

- ‌سورة التوبة

- ‌سورة يونس

- ‌سورة هود عليه السلام

- ‌سورة يوسف عليه السلام

- ‌سورة الرعد

- ‌سورة إبراهيم عليه السلام

- ‌سورة الحجر

- ‌سورة النحل

- ‌سورة الإسراء

- ‌سورة الكهف

- ‌سورة مريم عليها السلام

- ‌سورة طه عليه السلام

- ‌سورة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام

- ‌سورة الحج

- ‌سورة المؤمنون

- ‌سورة النور

- ‌سورة الفرقان

- ‌سورة الشعراء

- ‌سورة النمل

- ‌سورة القصص

- ‌سورة العنكبوت

- ‌ومن سورة الروم إلى سورة سبأ

- ‌سورة سبأ وفاطر

- ‌سورة يس عليه السلام

- ‌سورة الصافات

- ‌سورة ص

- ‌سورة الزمر

- ‌سورة المؤمن

- ‌سورة فصلت

- ‌سورة الشورى والزخرف والدخان

- ‌سورة الشريعة والأحقاف

- ‌ومن سورة محمد صلى الله عليه وسلم إلى سورة الرحمن عز وجل

- ‌سورة الرحمن عز وجل

- ‌سورة الواقعة والحديد

- ‌ومن سورة المجادلة إلى سورة ن

- ‌ومن سورة ن إلى سورة القيامة

- ‌ومن سورة القيامة إلى سورة النبأ

- ‌ومن سورة النبأ إلى سورة العلق

- ‌ومن سورة العلق إلى آخر القرآن

- ‌باب التكبير

- ‌باب مخارج الحروف وصفاتها التي يحتاج القارئ إليها

الفصل: ‌ ‌سورة النساء وكوفيّهم تسّاءلون مخفّفا … وحمزة والأرحام بالحفض جمّلا أخبر أن

‌سورة النساء

وكوفيّهم تسّاءلون مخفّفا

وحمزة والأرحام بالحفض جمّلا

أخبر أن الكوفيين وهم عاصم وحمزة والكسائي قرءوا الذي تساءلون بتخفيف السين فتعين للباقين القراءة بتشديدها وأن حمزة قرأ والأرحام بخفض الميم فتعين للباقين القراءة بنصبها. وقوله جملا من الجمال. واعلم أن نصف هذا البيت هو نصف القصيد الأول باعتبار الأبيات، وهو خمسمائة وستة وثمانون بيتا ونصف بيت.

وقصر قياما عمّ يصلون ضمّ كم

صفا نافع بالرّفع واحدة جلا

أخبر أن المشار إليهما بعم وهما نافع وابن عامر قرآ التي جعل الله لكم قياما بالقصر أي بحذف الألف فتعين للباقين القراءة بالمد أي بإثبات الألف قبل الميم ثم أمر للمشار إليهما بالكاف والصاد في قوله كم صفا وهما ابن عامر وشعبة قرآ بضم الياء في وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً [النساء: 10] فتعين للباقين القراءة بفتحها، ثم أخبر أن نافعا قرأ وإن كانت واحدة بضم التاء فتعين للباقين القراءة بنصبها. وجلا: كشف.

ويوصي بفتح الصّاد صحّ كما دنا

ووافق حفص في الأخير مجمّلا

أخبر أن المشار إليهم بالصاد والكاف والدال في قوله صح كما دنا وهم شعبة وابن عامر وابن كثير قرءوا يوصى بها أو دين آباؤكم، ويوصى بها أو دين غير مضار بفتح صاديهما

وألف بعدها ووافقهم حفص في الثاني أي قرأ حفص بكسر صاد الأول وفتح صاد الثاني ويلزم من فتح الصاد وجود الألف بعدها كما نطق به وتعين للباقين القراءة بكسر الصاد فيهما ويلزم منه وجود الياء بعدها وأشار بمحملا إلى اتباعه الراوية فيه.

وفي أمّ مع في أمّها فلأمّه

لدى الوصل ضمّ الهمز بالكسر شمللا

أخبر أن المشار إليهما بالشين من شمللا وهما حمزة والكسائي قرآ فلأمه الثلث وفلأمه السدس هاهنا وفِي أُمِّها رَسُولًا [القصص: 59]، فِي أُمِّ الْكِتابِ [الزخرف: 4] بكسر ضم الهمزة إن وصلت بما قبلها، فتعين للباقين القراءة بضم الهمزة في الأربعة. وقوله لدى الوصل يريد به وصل حرف الجر بهمزة أم

ص: 188

فلو فصلت ووقفت على حرف الجر ضمت الهمزة بلا خلاف لأنه لم يبق قبلها ما يقتضي كسرها فصارت كما لو كان قبلها غير الكسر والياء نحو ما هن أمهاتكم وأمه آية وكذا إذا فصل بين الكسرة والهمزة فاصل غير الياء نحو إِلى أُمِّ مُوسى [القصص: 7]، فَرَدَدْناهُ إِلى أُمِّهِ [القصص: 13]، فلا خلاف في ضم ذلك كله. وقوله وفي أم قيده بذكر في احترازا من مثل ذلك. ومعنى شمللا: أسرع.

وفي أمّهات النّحل والنّور والزّمر

مع النّجم شاف واكسر الميم فيصلا

أخبر أن المشار إليهما بالشين من شاف وهما حمزة والكسائي قرآ من بطون أمهاتكم بالنحل أو بُيُوتِ أُمَّهاتِكُمْ [النور: 61]، ويَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ [الزمر: 6]، وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ [النجم: 32] بكسر ضم الهمزة في الوصل لوجود الكسرة قبل الهمزة وتعين للباقين القراءة بضم الهمزة في الأربعة ثم أمر بكسر الميم في المواضع الأربعة في الوصل للمشار إليه بالفاء من فيصلا وهو حمزة وتعين للباقين القراءة بفتحها، وكلهم إذا وقفوا على ما قبل أمهاتكم وابتدءوا بها يضمون الهمزة ويفتحون الميم بلا خلاف. وقوله فيصلا أي فاصل بين قراءة حمزة والكسائي. فإن قلت من أين تأخذ التقييد في كسر أمهاتكم وضمها. قلت من قوله في البيت السابق: لدى الوصل ضم الهمز بالكسر والواو في قوله وفي أمهات النحل عاطفة فاصلة.

وندخله نون مع طلاق وفوق مع

نكفّر نعذّب معه في الفتح إذ كلا

أخبر أن المشار إليهما بالهمزة والكاف في قوله: إذ كلا وهما نافع وابن عامر قرآ (ندخله جنات)[النساء: 13]، و (ندخله نارا) [النساء: 14] في هذه السورة، و (ندخله جنات) [الطلاق: 11]، و (نكفر عنه سيئاته وندخله جنات) [التغابن: 3]، وأشار إليهما بقوله وفوق مع نكفر (وندخله جنات ونعذبه عذابا أليما) [الفتح: 17] وإليهما أشار بقوله:

نعذب معه في الفتح بالنون في السبعة وتعين للباقين القراءة بالياء في الجميع. ومعنى كلا:

حفظ.

ص: 189

وهذان هاتين اللّذان اللّذين قل

يشدّد للمكّي فذانك دم حلا

أخبر أن المكي وهو ابن كثير يشدد له النون من هذانِ لَساحِرانِ [طه: 63]، وهذانِ خَصْمانِ [الحج: 19]، وإِحْدَى ابْنَتَيَّ هاتَيْنِ [القصص: 27]، والَّذانِ يَأْتِيانِها مِنْكُمْ [النساء: 16]، والَّذَيْنِ أَضَلَّانا [فصلت: 29]، وأن المشار إليهما بالدال والحاء في قوله: دم حلا، وهما ابن كثير وأبو عمرو يشدد لهما النون من قوله تعالى:

فَذانِكَ بُرْهانانِ [القصص: 32] فتعين لمن لم يذكره في الترجمتين القراءة بتخفيف النون.

وضمّ هنا كرها وعند براءة

شهاب وفي الأحقاف ثبّت معقلا

أخبر أن المشار إليهما بالشين من شهاب وهما حمزة والكسائي قرآ تَرِثُوا النِّساءَ كَرْهاً [النساء: 16]، بهذه السورة وقُلْ أَنْفِقُوا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً [التوبة: 53] بضم الكاف فيهما وأن المشار إليهم بالثاء والميم في قوله ثبت معقلا وهم الكوفيون وابن ذكوان قرءوا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً [الأحقاف: 15] بضم الكاف فيهما فتعين لمن لم يذكره في الترجمتين القراءة بفتح الكاف. ومعنى ثبت معقلا أي ثبت معقل الضم. والمعقل:

الملجأ يقال فلان معقل لقومه.

وفي الكلّ فافتح يا مبيّنة دنا

صحيحا وكسر الجمع كم شرفا علا

أمر بفتح ياء كل ما جاء من لفظة مبينة مفردا وهو قوله تعالى: إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ [الطلاق: 1] بالنساء والطلاق ويا نِساءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ [الأحزاب: 30] للمشار إليهما بالدال والصاد من قوله دنا صحيحا وهما ابن كثير وشعبة فتعين للباقين القراءة بكسر الياء فيهن، ثم أخبر أن المشار إليهم بالكاف والشين والعين في قوله: كم شرفا علا وهم ابن عامر وحمزة والكسائي وحفص قرءوا بكسر الياء في كل ما جاء من لفظ مبينات مجموعا وهو وَلَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ آياتٍ مُبَيِّناتٍ [النور: 34]، ومثلا لَقَدْ أَنْزَلْنا آياتٍ مُبَيِّناتٍ [النور: 46]، وَاللَّهُ يَهْدِي [النور: 46]، يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِ اللَّهِ مُبَيِّناتٍ [الطلاق: 11] فتعين للباقين القراءة بفتح الياء فيهن.

وفي محصنات فاكسر الصّاد راويا

وفي المحصنات اكسر له غير أوّلا

أمر بكسر الصاد في محصنات المجرد عن اللام والمحلى بها حيث بها حيث جاء نحو مُحْصَناتٍ غَيْرَ مُسافِحاتٍ [النساء: 25]، وأَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَناتِ الْمُؤْمِناتِ [النساء:

25] للمشار إليه بالراء من قوله راويا. وهو الكسائي قرأ بكسر الصاد

ص: 190

في جميع ذلك كله إلا قوله تعالى: وَالْمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ، الأول من هذه السورة فإنه بفتح الصاد باتفاق وتعين للباقين القراءة بفتح الصاد حيث جاء. والهاء في له ضمير الكسائي وليست اللام رمزا.

وضمّ وكسر في أحلّ صحابه

وجوه وفي أحصنّ عن نفر العلا

أخبر أن المشار إليهم بصحاب في قوله صحابه وهم حمزة والكسائي وحفص قرءوا وأحلّ لكم ما وراء ذلك بضم الهمزة وكسر الحاء فتعين للباقين القراءة بفتحهما، ومعنى صحابه وجوه أي رواته رؤساء من قولهم: هم وجوه القوم أي أشرافهم، وقوله وفي أحصن الواو عاطفة فاصلة أخبر أن المشار إليهم بالعين وهمزة الوصل ونفر المتوسط بينهما وهم حفص ونافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر قرءوا فإذا أحصن بضم الهمزة وكسر الصاد فتعين للباقين القراءة بفتحهما. وترجمة أحصن معلومة من عطفها على أحلّ ومن ثم أعيد الجار.

مع الحجّ ضمّوا مدخلا خصّه وسل

فسل حرّكوا بالنّقل راشده دلا

أخبر أن المشار إليهم بالخاء من خصه وهم السبعة إلا نافعا قرءوا وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيماً [النساء: 31]، ولَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلًا [الحج: 59] بضم ميميهما فتعين لنافع القراءة بفتحهما. ومعنى خصه أي خص مدخلا بالخلف هنا وبالحج دون مدخل صدق بالإسراء فإنه مضموم بلا خلاف؛ ثم أخبر أن المشار إليهما بالراء والدال في قوله راشده دلا. وهما الكسائي وابن كثير قرآ بنقل فتحة همزة سل الأمر المواجه إلى السين وحذفها إذا سبق بواو أو فاء خلا من الضمير البارز أو اتصل به وتعين للباقين القراءة بإسكان السين وإثبات الهمزة نحو وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا [الزخرف: 45]، (فسئل الذين يقرءون الكتاب) [يونس: 94]، وَسْئَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ [النساء: 32]، فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ [النحل:

43]، فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا [الأنبياء: 63].

وفي عاقدت قصر ثوى ومع الحدي

د فتح سكون البخل والضّمّ شمللا

أخبر أن المشار إليهم بالثاء من ثوى. وهم الكوفيون قرءوا والذين عاقدت أيمانكم بالقصر أي

ص: 191

بحذف الألف فتعين للباقين القراءة بالمد أي بالألف، ثم أخبر أن المشار إليهما بالشين من شمللا وهما حمزة والكسائي قرآ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ [النساء: 37]، وَأَعْتَدْنا هنا، وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ [الحديد: 24]، بفتح سكون الخاء وفتح ضم الباء فتعين للباقين القراءة بسكون الخاء وضم الباء.

وفي حسنه حرميّ رفع وضمّهم

تسوّى نما حقّا وعمّ مثقّلا

أخبر أن المشار إليهما بحرمي، وهما نافع وابن كثير قرآ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً [النساء:

40] بالرفع فتعين للباقين القراءة بالنصب، وأن المشار إليهم بالنون من نما وبحق، وهم عاصم وابن كثير وأبو عمرو قرءوا لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ [النساء: 42] بضم التاء فتعين للباقين القراءة بفتحها وأن المشار إليهما بعم وهما نافع وابن عامر شددا السين فتعين للباقين

القراءة بتخفيفها فقرأ حمزة والكسائي تسوى بفتح التاء وتخفيف السين مع الإمالة الكبرى وابن عامر وقالون بفتح التاء وتشديد السين من غير إمالة وورش بفتح التاء وتشديد السين مع الإمالة بين بين ومع الفتح أيضا. وعاصم وابن كثير وأبو عمرو بضم التاء وتخفيف السين من غير إمالة.

ولامستم اقصر تحتها وبها شفا

ورفع قليل منهم النّصب كلّلا

أمر للمشار إليهما بالشين من شفا وهما حمزة والكسائي بقصر لامستم النساء بهذه السورة وبالتي تحتها يعني المائدة فتعين للباقين القراءة بالمد فيهما والمراد بالمد إثبات الألف بعد اللام والمراد بالقصر حذفها. ثم أخبر أن المشار إليه بالكاف من كللا وهو ابن عامر قرأ ما فعلوه إلا قليلا منهم بالنصب فتعين للباقين القراءة بالرفع.

وأنّث يكن عن دارم تظلمون غي

ب شهد دنا إدغام بيّت في حلا

أمر أن يقرأ للمشار إليهما بالعين والدال في قوله عن دارم وهما حفص وابن كثير كأن لم تكن بينكم بتاء التأنيث فتعين للباقين القراءة بالتذكير، ثم أخبر أن المشار إليهم بالشين والدال في قوله: شهد دنا وهم حمزة والكسائي وابن كثير قرءوا وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا [النساء: 49]، أينما بياء الغيب فتعين للباقين القراءة بتاء الخطاب وأن المشار إليهما بالفاء والحاء في قوله في حلا وهما حمزة وأبو عمرو قرآ بيت طائفة منهم بإدغام التاء في الطاء فتعين للباقين القراءة بفتح التاء وإظهارها، ولفظ الناظم رحمه الله

ص: 192

بالتاء مفتوحة ليضم الفتح إلى الإظهار ويعلم أن الإدغام من الكبير، واعلم أن الخلاف في يظلمون الثاني لأن الأول قبل قليل متفق الغيب، ودارم: اسم قبيلة.

وإشمام صاد ساكن قبل داله

كأصدق زاء شاع وارتاح أشملا

أخبر أن المشار إليهما بالشين في قوله شاع وهما حمزة والكسائي أشما كل صاد ساكنة قبل داله زاء أي قرآ الحرف بين الصاد والزاي كما قررنا في الصراط وقوله كأصدق مثال الصاد الساكنة قبل الدال وهو اثنا عشر موضعا: وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً [النساء:

87]، وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا [النساء: 122]، ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ [الأنعام: 46]، وسَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ [الأنعام: 157]، بِما كانُوا يَصْدِفُونَ [الأنعام: 157]، ومُكاءً وَتَصْدِيَةً [الأنفال: 35]، وَلكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ [يونس: 37]، [يوسف: 111]، وفَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ [الحجر: 94]، وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ [النحل: 9]، وحتى يصدر الرعاء بالقصص ويومئذ يصدر الناس بالزلزال، وقرأهن الباقون بالصاد الخالصة ومعنى شاع: أي انتشر، والارتياح النشاط. وأشملا جمع شمال: اليد.

وفيها وتحت الفتح قل فتثبّتوا

من الثّبت والغير البيان تبدّلا

أخبر أن المشار إليهما في البيت السابق بقوله شاع وهما حمزة والكسائي قرآ إذا ضربتم في سبيل الله فتثبتوا فمنّ الله عليكم فتثبتوا هنا و (إن جاءكم فاسق بنبإ فتثبتوا تحت)

(الفتح)[الحجرات: 6]، أي في الحجرات بثاء مثلثة وباء موحدة وتاء مثناة فوق، من التثبت، وقوله: والغير يعني الباقين قرءوا بباء موحدة وياء مثناة تحت ونون، من التبيين وقل معناه اقرأ. والتثبت: الوقوف خلاف الإقدام والسرعة، والبيان الظهور، وتبدل: أي اعتاض، يعني أن غير حمزة والكسائي اعتاض من الثبت البيان.

وعمّ فتى قصر السّلام مؤخّرا

وغير أولي بالرّفع في حقّ نهشلا

أخبر أن المشار إليهم بعم وبالفاء من فتى وهم نافع وابن عامر وحمزة قرءوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلم بالقصر أي بلا ألف بعد اللام فتعين للباقين القراءة بالمد أي بالألف بين اللام والميم وهذا المختلف فيه هو الثالث وإليه أشار بقوله مؤخرا أي الأخيرة بهذه السورة لأن قبله وألقوا إليكم السلم ويلقوا إليكم السلم لا خلاف في قصرهما وكذلك لا خلاف في قصر وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ

ص: 193

السَّلَمَ [النحل: 87]. ثم أخبر أن المشار إليهم بالفاء والنون وبحق المتوسط بينهما من قوله في حق نهشلا وهم حمزة وابن كثير وأبو عمرو وعاصم قرءوا لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ [النساء: 5]، برفع الراء فتعين للباقين القراءة بنصبها. ونهشل اسم: قبيلة.

ونؤتيه باليا في حماه وضمّ يد

خلون وفتح الضّمّ حقّ صرى حلا

وفي مريم والطّول الأوّل عنهم

وفي الثّان دم صفوا وفي فاطر حلا

أخبر أن المشار إليهما بالفاء والحاء في قوله في حماه وهما حمزة وأبو عمرو قرآ و (من يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف يؤتيه)[النساء: 114] بالياء تحت فتعين للباقين القراءة بالنون. فإن قلت في السورة موضعان من لفظ يؤتيه فمن أين يعلم من القصيد أن هذا الذي بعد لا خير في كثير من نجواهم هو المراد بقوله. قلت لما تكلم عليه بعد غير أولي فتأخذ الذي بعده وهو ما ذكر والحرف الذي قبله لا خلاف في قراءته بالنون وهو ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجرا عظيما والهاء

في حماه عائدة على الياء، ثم أخبر أن المشار إليهم بحق وبالصاد في قوله حق صرى وهم ابن كثير وأبو عمرو وشعبة قرءوا فأولئك يدخلون الجنة هنا وفَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئاً [مريم:

60]، وفَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيها بِغَيْرِ حِسابٍ [غافر: 40]، أول موضعي الطول أي سورة غافر بضم الياء وفتح ضم الخاء فتعين للباقين القراءة بفتح الياء وضم الخاء. وقوله وفي الثان إلى آخره، أخبر أن المشار إليهما بالدال والصاد من قوله دم صفوا وهما ابن كثير وشعبة قرآ سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ [غافر: 60] بضم الياء وفتح الخاء وهو الثاني بغافر وأن المشار إليه بالحاء من حلا وهو أبو عمرو قرأ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها [فاطر: 33] بضم الياء وفتح ضم الخاء فتعين لمن لم يذكره في الترجمتين القراءة بفتح الياء وضم الخاء على ما قيد لهم في البيت السابق وعلمت التراجم الثلاثة من عطفها على الأول

واتفقوا على فتح الياء وضم الخاء في جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها [الرعد: 23]، [النحل:

31]، والضمير في عنهم يعود إلى مدلول حق صرى. والصرى: الماء المجتمع المستنقع والرواية بكسر الصاد ويجوز فتحها. وحلا أي عذب. وقوله في البيت الثاني حلا من قولهم حلى زوجته أي ألبسها الحلى فهو من التجنيس، لا من الإيطاء.

ص: 194

ويصّالحا فاضمم وسكّن مخفّفا

مع القصر واكسر لامه ثابتا تلا

أمر بضم الياء وسكون الصاد مع تخفيفها وحذف الألف المعبر عنه بالقصر وبكسر اللام في فلا جناح عليهما أن يصالحا للمشار إليهم بالثاء في ثابتا وهم الكوفيون فتعين للباقين القراءة بفتح الياء وتشديد الصاد وفتحها وإثبات الألف بعدها وفتح اللام كما لفظ به.

وتلووا بحذف الواو الأولى ولامه

فضمّ سكونا لست فيه مجهّلا

أخبر أن المشار إليهم باللام والفاء والميم في قوله لست فيه مجهلا وهم هشام وحمزة وابن ذكوان قرءوا وإن تلووا بحذف الواو الأولى وهي المضمومة ثم أمر بضم سكون اللام لهم فتصير تلو بوزن تفو وتعين للباقين القراءة بإثبات الواوين وسكون اللام كما لفظ به وقيد الواو بالأولى ليعلم أن الثانية ساكنة وعلم أن الباقين بواوين لأن ضد الحذف الإثبات.

ونزّل فتح الضّمّ والكسر حصنه

وأنزل عنهم عاصم بعد نزّلا

أخبر أن المشار إليهم بحصن وهم الكوفيون ونافع قرءوا والكتاب الذي نزل على رسوله بفتح النون وفتح كسر الزاي ثم قال وأنزل عنهم أي عن نافع والكوفيين فتح ضم الهمزة وفتح كسر

ص: 195

الزاي في والكتاب الذي أنزل من قبل فتعين للباقين القراءة في نزل بضم النون وكسر الزاي وفي أنزل بضم الهمزة وكسر الزاي ثم قال عاصم بعد نزلا أي قرأ عاصم نزل الواقع بعد هذين الحرفين وهو وقد نزل عليكم في الكتاب بفتح ضم النون وفتح كسر الزاي فتعين للباقين القراءة بضم النون وكسر الزاي على ما قيد لهم.

ويا سوف نؤتيهم عزيز وحمزة

سيؤتيهم في الدّرك كوف تحمّلا

بالإسكان تعدوا سكّنوه وخفّفوا

خصوصا وأخفى العين قالون مسهلا

أخبر أن المشار إليهم بالعين من عزيز وهو حفص قرأ سوف يؤتيهم أجورهم بالياء تحت وأن حمزة قرأ سيؤتيهم أجرا عظيما كذلك يعني بالياء تحت فتعين لمن لم يذكره في الترجمتين القراءة بالنون وقوله في الدرك كوف تحملا بالإسكان، أخبر أن الكوفيين وهم عاصم وحمزة والكسائي قرءوا إن المنافقين في الدرك بإسكان الراء فتعين للباقين القراءة بفتحها ثم أخبر أن المشار إليهم بالخاء من خصوصا وهم السبعة إلا نافعا قرءوا لا تعدوا في السبت بإسكان العين وتخفيف الدال فتعين لنافع

ص: 196

القراءة بفتح العين وتشديد الدال؛ ثم أخبر أن قالون أخفى العين أي اختلس حركتها فتعين لورش إتمام الفتح ومعنى تحملا أي تحمل

الكوفيون الرواية بالإسكان. وقوله مسهلا أي راكبا الطريق السهل.

وفي الأنبياء ضمّ الزّبور وهاهنا

زبورا وفي الإسرا لحمزة أسجلا

أخبر أن حمزة قرأ في سورة الأنبياء وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ [الأنبياء: 105] وهاهنا أي بهذه السورة وَآتَيْنا داوُدَ زَبُوراً وَرُسُلًا [النساء: 163]، وَآتَيْنا داوُدَ زَبُوراً قُلِ ادْعُوا [الإسراء: 55] بضم الزاي فتعين للباقين القراءة بفتحها فيهن، ومعنى أسجل: أبيح، وليس في سورة النساء شيء من ياءات الإضافة ولا ياءات الزوائد المختلف فيها من طرقه.

ص: 197