الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فهو مع خلقه، لا يغيب عنه شيء من أحوالهم أبداً.
ثانياً: أننا إذا علمنا ذلك وآمنا به؛ فإن ذلك يوجب لنا كمال مراقبته بالقيام بطاعته وترك معصيته؛ بحيث لا يفقدنا حيث أمرنا، ولا يجدنا حيث نهانا، وهذه ثمرة عظيمة لمن آمن بهذه المعية.
إثبات الكلام لله تعالى:
الشرح:
ذكر المؤلف رحمه الله الآيات الدالة على كلام الله تعالى وأن القرآن من كلامه تعالى.
الآية الأولى والثانية: قوله: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً} [النساء: 87]{وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً} [النساء: 122].
{وَمَنْ} : اسم استفهام بمعنى النفي، وإتيان النفي بصيغة الإستفهام أبلغ من إتيان النفي مجرداً؛ لأنه يكون بالاستفهام مشرباً معنى التحدي؛ كأنه يقول: لا أحد أصدق من الله حديثاً، وإذا كنت تزعم خلاف ذلك؛ فمن اصدق من الله؟
وقوله: {حَدِيثاً} و {قِيلاً} : تمييز لـ {أَصْدَقُ} .
وإثبات الكلام في هاتين الآيتين يؤخذ من: قوله: {أَصْدَقُ} ؛ لأن الصدق يوصف به الكلام، وقوله:{حَدِيثاً} لأن الحديث هو الكلام، ومن قوله في الآية الثانية:{قِيلاً} ؛ يعني: قولاً، والقول لا يكون إلا باللفظ.
ففيهما إثبات الكلام لله عز وجل، وأن كلامه حق وصدق، ليس فيه كذب بوجه من الوجوه.
الآية الثالثة: قوله: {وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ} [المائدة: 116].
قوله: {يَا عِيسَى} : مقول القول، وهي جملة من حروف:{يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ} .
ففي هذا إثبات أن الله يقول: وأن قوله مسموع، فيكون بصوت، وأن قوله كلمات وجمل، فيكون بحرف.
ولهذا كانت عقيدة أهل السنة والجماعة: أن الله يتكلم بكلام حقيقي متى شاء، كيف شاء، بما شاء، بحرف وصوت، لا يماثل أصوات المخلوقين.
"متى شاء ": باعتبار الزمن.
"بما شاء": باعتبار الكلام؛ يعني: موضوع الكلام من أمر أو نهي أو غير ذلك.
" كيف شاء": يعني على الكيفية والصفة التي يريدها سبحانه وتعالى. قلنا: إنه بحرف وصوت لا يشبه أصوات المخلوقين.
الدليل على هذا من الآية الكريمة {وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ} : هذا حروف.