الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
القسم الثاني: تحقيق النص
مقدمة جامع الكتاب
…
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة جامع الكتاب:
بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين،/ (1) وعليه نتوكل ونعتمد، ولا حول ولا قوة إلا بالله /.
الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، أما بعد:
فإن هذه الرسائل الساطعة المفيدة، والأجوبة القاطعة السديدة، قد اشتملت على أصول أصيلة، ومباحث جليلة، لا تكاد تجدها في كثير من الكتب المصنفة، والدواوين المشهورة المؤلفة، إذا سرح العالم النحرير إنسان نظره، في غوامض معانيها، وأسام (2) ثاقب فكره في مطاوح (3) مروجها ومبانيها، وورد من نمير (4) معينها الصافي البحور الزاخرة، وارتوى من سلسال لطائف تلك المعارف والعلوم الفاخرة، علم أن هذا الإمام قد حاز قصب السبق في الفروع والأصول (5) ، واحتوى منها على ما سمق (6) وسبق به الأئمة الفحول، وأنه قد أمّ إلى هام العلى فعلا ذُراها، وسما من العلوم النبوية إلى
(1) من هنا اختلاف في النسخ، ففي (أ) زيادة هنا:(على أمور الدنيا والدين، إنه هو المعين)، وفي (جـ) :(وبه الثقة وعليه التكلان) ، والمثبت من (د) .
(2)
أسام: أي أرعاها، يقال: سامت السائمة، وأسمتها، إذا خليتها ترعى.
انظر: لسان العرب 12/311 مادة (سوم) .
(3)
أصله من "طاح" إذا تاح في الأرض، وطوحه: أي توحه، وذهب به هاهنا وهاهنا، وطوح في البلاد: إذا رمى بنفسه ها هنا وها هنا، "والمطاوح": المقاذف.
انظر: الصحاح، تاج اللغة وصحاح العربية، لإسماعيل بن حماد الجوهري، تحقيق أحمد عبد الغفور عطار، دار العلم للملايين، بيروت، لبنان، ط/2، 1399هـ-1979م، 1/389. ولسان العرب، 2/535-536 مادة (طوح) .
(4)
النمير: الكثير الناجع، فماء النمير: الكثير والناجع في الري.
انظر: لسان العرب 5/236 مادة (نمر) . والمعنى: أي ورد معيناً كثير الماء ناجعاً.
(5)
أي في عصره.
(6)
سمق: أي طال، يقال سمق النبات، إذا طال. لسان العرب 10/263، مادة (سمق) .
علالي معالمها وعلاها، فرحمة الله عليه من إمام بلتع (1) ، وفاضل فصيح مصقع (2) ؛ فقد تبحر في جميع فنون العلوم، وبلغ شأو (3) المتنبي (4) في رصانة المنثور والمنظوم. وهذه رسائله تطلعك على ما هنالك، وثواقب
علومه يهتدي بها السائر عن سلوك معاطب المهالك (5) .
فيا من هو العالي على كل خلقه
…
وسوى السماوات العلى وبناها
وكان لها -سبحانه جل- ممسكاً
…
بغير عماد في الوجود تراها
وزين أدناها بشهب ثواقب
…
مصابيح في ديجورها (6) ودجاها (7)
وأطدّ بالأطواد (8) أرضاً بسيطة
…
وأحكمها -سبحانه- ودحاها
بأسمائك الحسنى وأوصافك العلى
…
أذقه من الفردوس طيب جناها
وأول الرضا هذا الإمام الذي له
…
مآثر يزهو في الأنام سناها
وبوئه في الفردوس والخلد منزلاً
…
وألبسه من أثوابها وحُلاها
فقد قام في نصر الشريعة جاهداً
…
ولم يأل جهداً (9) في ارتفاع ذراها
ورد على من ندّ من كل ملحد
…
عن السنة الغرا ورام خفاها
وقد شُيِّدت أركان سنة أحمد
…
رسائله اللاتي أضاء ضياها
(1) بلتع: تقدم ذكر معناه في ص73.
(2)
مصقع: تقدم ذكر معناه في ص73.
(3)
في جميع النسخ (شاوي)، ومعنى الشأو: الغاية والأمد. لسان العرب، 14/417. مادة (شأو) يريد أن الشيخ قد بلغ غاية المتنبي في نظم الشعر.
(4)
هو ذلك الشاعر المشهور: أحمد بن حسين بن حسن أبو الطيب الكوفي (ت 354هـ) .
انظر: سير أعلام النبلاء، لمحمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت 748هـ) ، تحقيق شعيب الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة، بيروت، لبنان. ط7، 1410هـ-1990م، 16/199.
(5)
هذه المقدمة ذكرها الشيخ إبراهيم بن عبيد في تذكرة أولي النهى والعرفان، 1/223.
(6)
الديجور: الظلمة. لسان العرب، 4/278، مادة (دجر) .
(7)
الدجى: سواد الليل مع غيم. لسان العرب، 14/249، مادة (دجا) .
(8)
جمع الطود، وهو الجبل العظيم. لسان العرب، 3/270. مادة (طود) .
(9)
في (د) جهد.