المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الأدعية والأذكار الفتوى رقم (18883) س: اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا - فتاوى اللجنة الدائمة - المجموعة الأولى - جـ ٢٤

[اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء]

فهرس الكتاب

- ‌ لباس الرجل إلى نصف ساقيه

- ‌ صلاة المسبل

- ‌ حكم الإسبال، وهل ينتقض الوضوء منه

- ‌ الزي الإسلامي بالنسبة للمرأة

- ‌ لبس الملابس التي فيها صليب

- ‌ كشف عورة الرجل

- ‌ لبس البدلة

- ‌ لبس العمامة

- ‌ الغترة

- ‌لبس الحرير

- ‌ لبس الحرير الصناعي

- ‌استعمال الذهب والفضة

- ‌ لبس الذهب للرجال

- ‌ لبس الخاتم أو الحلقة في الصلاة

- ‌ تركيب السن من الذهب

- ‌ تبديل السن أو تغليفها بالذهب أو الفضة

- ‌ شراء الساعات المطلية بالذهب للرجال

- ‌ لبس الذهب أو الأكل في أواني من فضة

- ‌ لبس الخاتم للمرأة في أي أصبع يكون

- ‌التشبه باللباس

- ‌من يلبس ملابس النساء في الخفاء

- ‌ لبس ملابس الكفار

- ‌ ستر الجدران بالستار

- ‌عمليات التجميل

- ‌ وضع الحناء في أطراف الأصابع

- ‌ الشامبو

- ‌ تقبيل الأخ لأخيه في الله في وجهه

- ‌ رد السلام

- ‌ استفتاح الرسائل بالسلام

- ‌ السلام من الجنب

- ‌ بدء الكفار بالسلام

- ‌رد السلام على الكافر والمرتد

- ‌الأدعية والأذكار

- ‌ قول الصحابي للرسول صلى الله عليه وسلم: «أفأجعل لك صلاتي كلها

- ‌ الصلاة والدعاء للنبي صلى الله عليه وسلم

- ‌ قراءة ما يسمى بالصلاة النارية

- ‌ الدعاء باللغة الإنجليزية

- ‌ الجلوس بعد صلاة الصبح للاشتغال بأذكار الصباح وقراءة القرآن

- ‌ التكبير عند رؤية النار

- ‌ والمشروع لمن سقط أن يقول: (بسم الله)

- ‌ كثرة الدعاء إلى الله والإصرار عليه

- ‌ الزيادة أو النقص في الدعاء بالأدعية المأثورة

- ‌ التسبيح باليد اليسرى

- ‌ التسبيح بالسبحة

- ‌ دعاء الملتزم

- ‌ الدعاء والصدقة ينفعان في الدنيا والآخرة

- ‌ قراءة القرآن من باب الدعاء

- ‌ الدعاء للميت

- ‌ أيهما أفضل: ذكر الله أو الجهاد نافلة

- ‌ رفع اليدين بالدعاء عند ختام الصلاة بعد التسبيح والتحميد والتكبير

- ‌ حرز الجوشن

- ‌ هل يخفف الدعاء من المصائب

- ‌ رفع اليدين عند الدعاء

- ‌ أذكار اليوم والليلة

- ‌ الطريقة الصحيحة للدعاء

- ‌دعاء الاستخارة

- ‌ الاعتداء في الدعاء

- ‌ متى يكون طلب الرقية والدعاء ممدوحين مطلوبين

- ‌ الدعاء على الظالم

- ‌ الذكر الذي يقال لطرد الشياطين من المكان

- ‌ التكبير الجماعي

- ‌ أخذ السبحة بعد الصلاة للتسبيح

- ‌ الدعاء المبتدع

- ‌ استخدام المسبحة في غير التسبيح

- ‌ التسبيح في دبر كل صلاة بالأصابع

- ‌ قول: (تبت لله والرسول) ، و (أستودعك الله ورسوله)

- ‌ فعل السيئة بالعلم أنها سيئة تمنع التوبة

- ‌ الطرق الفعلية والنظرية والتطبيقية للتوبة

- ‌ امرأة لطمت خدها في نهار رمضان وهي صائمة وتذكرت واستغفرت

- ‌ إذا أذنب الإنسان واستغفر، وأذنب واستغفر

- ‌ نقض التوبة

- ‌ الإصرار على المعصية

- ‌ مكفرات الذنوب

- ‌الزهد

- ‌ ما هو الزهد

- ‌ كيف يرى المسلم الدنيا على حقيقتها

- ‌ حب المال وجمعه

- ‌ ادخار المال

- ‌ التسول

- ‌تفسير الأحلام

- ‌ الأحلام التي يخيل فيها للنائم أنه يجامع

- ‌ الصلاة أو القراءة أو الاغتسال أو نحو ذلك في المنام

- ‌ الاحتلام إذا لم يحصل منه إنزال

- ‌الطب

- ‌ الأفضل للإنسان إذا مرض أن يبحث عن الدواء أم لا

- ‌ أحكام طهارة المريض وصلاته

- ‌ كشف عورة المسلمة أمام المسلم بغرض العلاج

- ‌ عمل المرأة في مجال الطب

- ‌ مرض نقص المناعة

- ‌ العدوى

- ‌«داووا مرضاكم بالصدقة»

الفصل: ‌ ‌الأدعية والأذكار الفتوى رقم (18883) س: اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا

‌الأدعية والأذكار

الفتوى رقم (18883)

س: اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، ملء نور وجهك الكريم، وملء ما انتهى إليه بصرك، وليس له نهاية، وملء الجنة وملء الكرسي والعرش وملء ما بينهما، وملء السماوات والأرضين وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد، أهل الثناء والمجد.

اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه عدد خلقك أبدا، وعدد حركاتهم وسكناتهم، وعدد كل سنة تمر على كل واحد منهم، وعدد مداد كلماتك وعدد حروف كلماتك وعدد ما شئت من شيء بعد أهل الثناء والمجد.

اللهم لك الحمد بمحامدك كلها ما علمنا منها وما لم نعلم.

السؤال: هل هذه المحامد التي ذكرت هي لا تخالف الشرع وجائزة أم غير جائز التلفظ بها؟

ج: حمد العبد لربه وثناؤه عليه من أجل الذكر وأحبه إلى الله، ولهذا ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:«ولا أحد أحب إليه المدح من الله (1) »

(1) رواه من حديث عبد الله رضي الله عنه: أحمد 1 / 381، 425- 426، 436، والبخاري 5 / 194، 196، 6 / 156، 8 / 171، ومسلم 4 / 2113 برقم (2760) ، والترمذي 5 / 543 برقم (3530) ، والنسائي في (الكبرى) 10 / 94 - 95 - 99 برقم (11108، 11119) ، والدارمي 2 / 149.

ص: 143

من أجل ذلك أثنى الله على نفسه فقال في أول سورة الفاتحة: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (1) وقال تعالى: {فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (2) وحمد نفسه في خلق السماوات والأرض بقوله: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ} (3) وحمد نفسه بكمال ملكه لما في السماوات والأرض، فقال تعالى:{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ} (4) وحمد نفسه لانفراده بابتداء الخلق من غير مثال سابق في قوله: {الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} (5) وثناء العبد على ربه لا يستغرق جميع المحامد ولا يستطيع أن يحصي أحد الثناء عليه، ونبينا وقدوتنا صلى الله عليه وسلم أكمل الخلق تعظيما لله وحمدا له كان من دعائه: «لا أحصي ثناء عليك أنت

(1) سورة الفاتحة الآية 2

(2)

سورة الأنعام الآية 45

(3)

سورة الأنعام الآية 1

(4)

سورة سبأ الآية 1

(5)

سورة فاطر الآية 1

ص: 144

كما أثنيت على نفسك (1) » وفي الثناء على الله بعد الرفع من الركوع: «اللهم ربنا لك الحمد ملء السماء وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد (2) » وما ذكر في هذا السؤال من ذلك التحميد والثناء، مثل قول: ملء نور وجهك وملء ما انتهى إليه بصرك وليس له نهاية وملء الجنة وملء الكرسي والعرش. . إلخ ليس مشروعا؛ إذ ليس مستغرقا للثناء، والحمد لله.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

صالح بن فوزان الفوزان

عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1) رواه من حديث عائشة رضي الله عنها: مالك في (الموطأ) 1 / 214، وأحمد 6 / 58، ومسلم 1 / 352 برقم (486) ، والترمذي 5 / 524 برقم (3493) ، وابن ماجه 2 / 1263 برقم (3841)

(2)

سنن الترمذي الدعوات (3422) ، سنن النسائي الافتتاح (897) ، سنن أبو داود الصلاة (760) ، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (1054) ، مسند أحمد بن حنبل (1/103) ، سنن الدارمي الصلاة (1238) .

ص: 145

الفتوى رقم (1760)

س1: إذا أراد المسلم أن يصلي على النبي وقال: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} (1) هل هذه بدعة؟

ج1: إن قرأ المسلم هذه الآية ليرشد من حوله إلى فضيلة الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم وينبههم إلى ذلك حتى يحرصوا على

(1) سورة الأحزاب الآية 56

ص: 145

العمل بهذه الفضيلة رجاء الثواب- فليس ببدعة، بل هو مشكور ومأجور، وإذا صلى المخاطبون عليه صلى الله عليه وسلم كان له مثل أجرهم؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم:«من دل على خير فله مثل أجر فاعله (1) » رواه مسلم في (الصحيح) .

وإن كان اتخذ قراءة هذه الآية عادة له عند رغبته في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فهذا العمل لم يكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ولا في عهد أصحابه، ولم يعرف عن أئمة السلف، فينبغي تركه.

س 2: إذا قال المسلم بعد الأذان: «اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمدا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته، إنك لا تخلف الميعاد» فهل قوله في ذلك: (إنك لا تخلف الميعاد) بدعة؟

ج 2: الأصل في الأذكار المقيدة وسائر العبادات التوقيف عند ما ورد من عباراتها وكيفياتها في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ لما رواه البخاري وغيره عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن، ثم قل: اللهم أسلمت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت

(1) سنن أبو داود الأيمان والنذور (3313) .

ص: 146

ونبيك الذي أرسلت، فإن مت من ليلتك فأنت على الفطرة واجعلهن آخر ما تتكلم، قال فرددتها على النبي صلى الله عليه وسلم فلما بلغت: اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت قلت: ورسولك، قال: لا، ونبيك الذي أرسلت (1) » فأبى النبي صلى الله عليه وسلم على البراء بن عازب أن يضع كلمة (ورسولك) مكان كلمة (ونبيك) في الذكر والدعاء عند النوم. وكلمة:(إنك لا تخلف الميعاد) وإن لم ترد في دعاء طلب الوسيلة للنبي صلى الله عليه وسلم بعد الأذان في دواوين السنة الستة، ولكن رواها البيهقي في (سننه) من طريق علي بن عياش قال: حدثنا شعيب بن أبي حمزة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، وذكر الحديث، وزاد في آخره:«إنك لا تخلف الميعاد» وعلى هذا لا تكون زيادتها في دعاء طلب الوسيلة بعد الأذان للنبي صلى الله عليه وسلم بدعة.

س 3: إذا قال المسلم بعد الانتهاء من الصلاة: «اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام (2) » وزاد فيها:

(1) أحمد 4 / 292- 293، 302، والبخاري 1 / 67، 7 / 146، ومسلم 4 / 2081- 2082 برقم (2710) ، وأبو داود 5 / 298-299 برقم (5046) ، والترمذي 5 / 468- 469، 567 برقم (3394، 3574) ، والنسائي في (الكبرى) 9 / 287 برقم (10549، 10550) .

(2)

صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (591) ، سنن الترمذي الصلاة (300) ، سنن أبو داود الصلاة (1512) ، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (928) ، مسند أحمد بن حنبل (5/280) ، سنن الدارمي الصلاة (1348) .

ص: 147

(وإليك يعود السلام) فهل هذه الزيادة بدعة؟

ج 3: تقدم في الجواب عن السؤال الثاني أن الأصل في الأذكار وسائر العبادات الوقوف عند ما ورد من عباراتها وكيفياتها، فلا ينقص منها ولا يزاد عليها ولا يغير في كيفياتها، والذي ثبت في كتب السنة الستة من الذكر بهذه الصيغة:«اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام (1) » وفي رواية: «تباركت ذا الجلال والإكرام (2) » ولم ترد زيادة: (وإليك يعود السلام) ولا زيادة (وإليك السلام) فيما نعلم، إلا في (سنن البيهقي) من طريق داود بن رشيد قال: حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا الأوزاعي عن ابن عمار عن أبي أسماء، فذكر الحديث وفيه:(وإليك السلام) وفي سنده الوليد بن مسلم القرشي من رجال السنة حافظ متقن إلا أنه كان يدلس تدليس التسوية، قال الدارقطني:(كان الوليد يرسل، يروي عن الأوزاعي أحاديث عند الأوزاعي عن شيوخ ضعفاء عن شيوخ قد أدركهم الأوزاعي فيسقط أسماء الضعفاء ويجعلها عن الأوزاعي عن نافع وعن عطاء) . وقال صالح بن محمد: سمعت الهيثم بن خارجة يقول: (قلت للوليد: قد أفسدت حديث الأوزاعي، قال: كيف؟ قلت: تروي عن الأوزاعي عن نافع وعن الأوزاعي عن الزهري ويحيى بن سعيد

(1) صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (591) ، سنن الترمذي الصلاة (300) ، سنن أبو داود الصلاة (1512) ، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (928) ، مسند أحمد بن حنبل (5/280) ، سنن الدارمي الصلاة (1348) .

(2)

صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (591) ، سنن الترمذي الصلاة (300) ، سنن أبو داود الصلاة (1512) ، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (928) ، مسند أحمد بن حنبل (5/280) ، سنن الدارمي الصلاة (1348) .

ص: 148

وغيرك يدخل بين الأوزاعي وبين نافع عبد الله بن عامر، وبينه وبين الزهري إبراهيم بن مرة وقرة وغيرهما فما يحملك على هذا؟ قال: أنبل الأوزاعي عن هؤلاء. قلت: فإذا روى الأوزاعي عن هؤلاء، وهؤلاء وهم ضعفاء: أحاديث مناكير فأسقطتهم أنت وصيرتها من رواية الأوزاعي عن الثقات ضعف الأوزاعي، قال: فلم يلتفت إلى قولي. (1)

وعلى هذا لا يصح الاستدلال به، وتكون زيادة هذه الجملة في هذا الذكر بعد الصلاة بدعة.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن قعود

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1) انظر (تهذيب التهذيب) 11 / 154.

ص: 149

السؤال الأول من الفتوى رقم (2759)

س1: أيهما أصوب: أن نقول عند ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم: (سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أو نقول: صلى الله عليه وسلم ؟

ج1: الأمر فيه سعة، فيجوز ذكر محمد صلى الله عليه وسلم، أو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؛ لأنه سيد الأولين والآخرين، عليه الصلاة والسلام، ولكن في الأذان والإقامة لا يقال سيدنا، بل يقال كما جاء في الأحاديث:

ص: 149

«أشهد أن محمدا رسول الله (1) » وهكذا في التشهد في الصلاة لا يقال: (سيدنا) بل يقال كما جاء في الأحاديث؛ لأن ذلك أقرب إلى الأدب مع السنة وأكمل بلا تسييد بالاتباع.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن قعود

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1) صحيح البخاري الجمعة (901) ، صحيح مسلم صلاة المسافرين وقصرها (699) ، سنن أبو داود الصلاة (1066) ، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (939) .

ص: 150

الفتوى رقم (6798)

س: ما المقصود بالقول: (صلى الله على سيدنا محمد) أو (اللهم صل على سيدنا محمد) أو (صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم) فهل معنى ذلك أن الله وملائكته يصلون على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى أصحابه من المؤمنين، وهل يصلون كما نصلي نحن؟

ج: الصلاة من الله سبحانه هي: ثناؤه على عبده في الملأ الأعلى، والصلاة من الملائكة والمؤمنين هي: الدعاء، وصلاة الله على رسوله تليق به سبحانه.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن قعود

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ص: 150

السؤال الثالث من الفتوى رقم (7447)

س 3: قرأت في كتاب: أن الدعوة لا تقبل عند الله سبحانه وتعالى إلا إذا ختم دعاءه بالصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، هل من دليل على ذلك؟

ج 3: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مشروعة في أول الدعاء مع حمد الله والثناء؛ لحديث فضالة بن عبيد الوارد في ذلك، ولعموم أمر الله بالصلاة على نبيه بقوله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ} (1) ومن أسباب إجابة الدعاء: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، لكن ليس ذلك شرطا في إجابة الدعاء، والحديث الذي فيه:« (إن الدعاء موقوف بين السماء والأرض حتى يصلي الداعي على النبي صلى الله عليه وسلم (2) » ضعيف لا تقوم به حجة.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

عبد الله بن قعود

عبد الله بن غديان

عبد الرزاق عفيفي

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1) سورة الأحزاب الآية 56

(2)

سنن الترمذي الصلاة (486) .

ص: 151

السؤال الثاني من الفتوى رقم (19212)

س 2: قرأت أن بعض السلف كانوا يسبحون آلاف التسبيحات في اليوم، بخلاف التحميدات والتهليلات

ص: 151

والتكبيرات، ثم قرأت في كتب أخرى: أن من حافظ على أوراد الصباح والمساء صار من الذاكرين الله كثيرا، فكيف ذلك والفرق واضح بين الصنفين؟

ج 2: الذكر من أفضل العبادات التي يجب صرفها لله تعالى وحده، وهي غير منحصرة بعدد ولا نوع معين، قال النووي في كتابه (الأذكار) ص 9: فصل: (اعلم أن فضيلة الذكر غير منحصرة في التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير ونحوها، بل كل عامل لله تعالى بطاعة فهو ذاكر لله تعالى، كذا قال سعيد بن جبير رضي الله عنه وغيره من العلماء) اهـ.

وقال ابن حجر كما في (شرح المشكاة) : (مجالس الذكر مجالس سائر الطاعات، ومن قال هي مجالس الحلال والحرام أراد التنصيص على أخص أنواعه) اهـ.

فينبغي لكل مسلم أن يحافظ على أذكار الصباح والمساء الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم؛ لكونها من جوامع الكلم، فهي أولى وأنفع من غيرها.

وقد مدح الله تعالى الذاكرين والذاكرات بكثرة الذكر، فقال تعالى:{وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ} (1) وقال

(1) سورة الأحزاب الآية 35

ص: 152

تعالى: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ} (1) وقد اختلف العلماء في المراد بكثرة الذكر، جاء في (الأذكار) للنووي (ص 9)، قال ابن عباس رضي الله عنه:(المراد: يذكرون الله في أدبار الصلوات، وغدوا وعشيا وفي المضاجع، وكلما استيقظ من نومه وكلما غدا أو راح من منزله، ذكر الله تعالى، وقال مجاهد: لا يكون من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات حتى يذكر الله قائما وقاعدا ومضطجعا، وقال عطاء: من صلى الصلوات الخمس بحقوقها فهو داخل في قول الله تعالى: {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ} (2)

وقد جاء في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أيقظ الرجل أهله من الليل فصليا أو صلى ركعتين جميعا كتبا من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات (3) » هذا حديث مشهور رواه أبو داود والنسائي وابن

(1) سورة آل عمران الآية 191

(2)

سورة الأحزاب الآية 35

(3)

أبو داود 2 / 74، 147 برقم (1309، 1451) ، والنسائي في (الكبرى) 2 / 119، 10 / 220 برقم (1312، 11342)، ط: مؤسسة الرسالة، وابن ماجه 1 / 424 برقم (1335) ، وأبو يعلى 2 / 360 برقم (1112) بنحوه، وابن حبان 6 / 307-308، 308- 309برقم (2568، 2569) ، والحاكم 1 / 316، 2 / 416، والطبراني في (الصغير) 1 / 91، والبيهقي 2 / 501

ص: 153

ماجه في (سننهم) ، ورواه الإمام أحمد في (المسند)(ج 3 ص 75) .

وسئل الشيخ الإمام أبو عمرو بن الصلاح رحمه الله عن القدر الذي يصير به من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات، فقال: إذا واظب على الأذكار المأثورة، أي: عن النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم المثبتة صباحا ومساء في الأوقات والأحوال المختلفة، ليلا ونهارا، وهي مبينة في كتاب:(عمل اليوم والليلة) ، كان من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات، والله أعلم. اهـ.

وقد ذكر ابن كثير في (تفسيره)(ج 3 ص 495) عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: {اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا} (1) إن الله تعالى لم يفرض على عباده فريضة إلا جعل لها حدا معلوما، ثم عذر أهلها في حال العذر، غير الذكر؛ فإن الله تعالى لم يجعل له حدا ينتهي إليه، ولم يعذر أحدا في تركه إلا مغلوبا على تركه، فقال:{الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ} (2) قياما وقعودا وعلى جنوبكم بالليل والنهار، وفي البر والبحر، وفي السفر والحضر، والغنى والفقر، والسقم والصحة، والسر والعلانية، وعلى كل حال، قال

(1) سورة الأحزاب الآية 41

(2)

سورة آل عمران الآية 191

ص: 154

عز وجل: {وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} (1) فإذا فعلتم ذلك صلى عليكم هو وملائكته. اهـ.

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه؛ لحديث عائشة رضي الله عنها: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه (2) » أخرجه الإمام مسلم في (صحيحه) ، وبذلك يتبين أن الذاكرين الله كثيرا والذاكرات وصف يمكن إطلاقه على- كلا الصنفين المذكورين في السؤال، وكل من أطاع الله تعالى بفعل أوامره واجتناب نواهيه فهو ذاكر لله.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو

عضو

عضو

نائب الرئيس

الرئيس

بكر أبو زيد

صالح الفوزان

عبد الله بن غديان

عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

(1) سورة الأحزاب الآية 42

(2)

أحمد 6 / 70، 153، 278، ومسلم 1 / 282 برقم (373) ، وأبو داود 1 / 24 برقم (18) ، والترمذي 5 / 463 برقم (3384) ، وابن ماجه 1 / 110 برقم (302) .

ص: 155

السؤال الأول والثالث من الفتوى رقم (19446)

س1: الحديث الذي أورده أبو داود ويذكر فيه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ما معناه: إن خير يوم هو يوم الجمعة، فصلوا علي فيه، فإن صلاتكم علي تعرض علي، أو كما جاء في

ص: 155