الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو
…
عضو
…
نائب الرئيس
…
الرئيس
عبد الله بن قعود
…
عبد الله بن غديان
…
عبد الرزاق عفيفي
…
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
السؤال الأول من الفتوى رقم (11056)
س 1: هل يجوز
قول: (تبت لله والرسول) ، و (أستودعك الله ورسوله)
في الوداع، و (حسبنا الله والنبي) في الأذكار؟ البعض من الناس يعتقد أنها صحيحة، ويحاجوننا عليها. وجزاكم الله خيرا.
ج 1: التوبة والإنابة قربة أمر الله بها في قوله سبحانه: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (1) وقوله: {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ} (2) فلا يكون ذلك لأحد من خلقه، لا ملك مقرب، ولا نبي مرسل، وكذا الحسب والكفاية لا يكونان إلا من الله تعالى، ولذلك أثنى الله على أهل التوحيد، حيث أفردوه بالحسب، فقال تعالى:{الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} (3)
(1) سورة النور الآية 31
(2)
سورة الزمر الآية 54
(3)
سورة آل عمران الآية 173
ولم يقولوا: حسبنا الله ورسوله، قال ابن القيم رحمه الله في تفسير قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} (1) أي: الله كافيك، وكافي أتباعك، فلا تحتاجون معه إلى أحد. وذكر أن هذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية، ثم خطأ من قال: المعنى: حسبك الله وحسبك المؤمنون، وعلل ذلك بأن الحسب والكفاية لله وحده، كالتوكل والتقوى والعبادة، قال الله تعالى:{وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ} (2) ففرق بين الحسب والتأييد، فجعل الحسب لله وحده، وجعل التأييد له بنصره وبعباده، وأثنى على أهل التوحيد من عباده، حيث أفردوه بالحسب، فقال تعالى:{الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} (3) ولم يقولوا: حسبنا الله ورسوله، ونظير هذا قوله تعالى:
(1) سورة الأنفال الآية 64
(2)
سورة الأنفال الآية 62
(3)
سورة آل عمران الآية 173
{وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ} (1) فتأمل كيف جعل الإيتاء لله والرسول، وجعل الحسب له وحده، فلم يقل:(وقالوا حسبنا الله ورسوله) بل جعله خالص حقه، كما قال:{إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ} (2) فجعل الرغبة إليه وحده، كما قال:{وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} (3) فالرغبة والتوكل والإنابة والحسب لله وحده، كما أن العبادة والتقوى والسجود والنذر والحلف لا يكون إلا له سبحانه وتعالى. اهـ.
وبهذا يعلم أن ما يقوله بعض الناس عند التوبة: (تبت إلى الله والرسول) أمر لا يجوز، وكذا قولهم:(حسبنا الله والنبي) لا يجوز، بل ذلك شرك، وكذا قول بعضهم في وداع المسافر:(أستودعك الله ورسوله) ؛ لما رواه أبو داود والترمذي «عن ابن عمر رضي الله عنهما، أنه كان يقول للرجل إذا أراد سفرا: ادن مني أودعك كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يودعنا، فيقول: أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم أعمالك (4) » .
(1) سورة التوبة الآية 59
(2)
سورة التوبة الآية 59
(3)
سورة الشرح الآية 8
(4)
الترمذي الدعوات (3443) ، أبو داود الجهاد (2600) ، ابن ماجه الجهاد (2816) ، أحمد (2/7) .
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو
…
نائب الرئيس
…
الرئيس
عبد الله بن غديان
…
عبد الرزاق عفيفي
…
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
السؤال الثالث من الفتوى رقم (7631)
س 3: شخص عاش يكسب من حرام مدرسا للموسيقى وعازفا للموسيقى في الملاهي والمراقص، ثم تاب الله عليه واعتزل ذلك الحرام، ولجأ إلى الله، فهل من شرط قبول توبته أن يتخلى عن ذلك المال الذي جمعه من هذا الطريق، ثم هو يسأل: كيف يتصرف في تلك الأموال مع استعداده لتركها بالكلية، وهل يختلف الأمر إذا كان مستعدا أو غير مستعد للتنازل عن هذا المال ومكتفيا من غيره أم غير مكتف؟
ج 3: إذا كان كافرا وقت كسبه ما ذكر من الحرام ثم تاب توبة نصوحا من كفره ومن هذا الكسب الحرام تاب الله عليه، ولم يجب عليه التخلص مما مضى من الكسب الحرام قبل إسلامه، قال تعالى:{قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ} (1) الآية وإن كان غير كافر وقت أن كسب هذا المال الحرام ولكنه فاسق بهذا الكسب الحرام ثم تاب فمن شرط قبول
(1) سورة الأنفال الآية 38
توبته التخلص من هذا المال الحرام بإنفاقه في وجوه البر؛ لأن ذلك دليل صدقه في توبته وإخلاصه فيها.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو
…
عضو
…
نائب الرئيس
…
الرئيس
عبد الله بن قعود
…
عبد الله بن غديان
…
عبد الرزاق عفيفي
…
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
السؤال الرابع من الفتوى رقم (8864)
س 4: إذا عمل الإنسان ذنوبا كثيرة ومعاصي وسيئات وكبائر وتاب إلى الله توبة صادقة نصوحا فهل يحاسب أو يعذب في النار يوم القيامة، والآية القرآنية تقول: التائب من الذنب كمن لا ذنب له.
ج 4: إذا تاب العبد من ذنوبه وصدق في توبته فإن الله يقبلها، قال تعالى:{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا} (1) وهذه الآية في التائبين بإجماع أهل العلم.
أما قولك: الآية القرآنية. . إلخ فنفيدك بأنها ليست آية من القرآن، وإنما ذلك ما ورد في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم، فالواجب عليك التثبت فيما تنقله عن القرآن الكريم وعن السنة،
(1) سورة الزمر الآية 53
حتى لا تقول على الله ولا على رسوله صلى الله عليه وسلم غير الحق.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو
…
عضو
…
نائب الرئيس
…
الرئيس
عبد الله بن قعود
…
عبد الله بن غديان
…
عبد الرزاق عفيفي
…
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
الفتوى رقم (14275)
س: إني في سن 15 سنة، وبدأت الصلاة في السن العاشرة من عمري، ورغم ذلك فإني أريد التوبة إلى الله أكثر، كيف تكون هذه التوبة لله؟ أريد أن أعرفها مفصلة كما في القرآن؟
ج: التوبة هي: التخلي والرجوع عن الذنوب والمعاصي من فعل محرم أو ترك واجب، ولها شروط هي:
1 -
ترك الذنب والتخلي عنه والمعصية والإقلاع عنها.
2 -
الندم على الذنوب التي فعل.
3 -
العزم على عدم العودة إلى الذنب.
وإذا كان منها أخذ أموال الناس من اغتصاب أو سرقة أو احتيال فيجب عليه إرجاعها عليهم، أو أي حق للناس فيطلب منهم أن يحللوه منه، والواجب على المسلم التوبة الصادقة المستمرة من جميع الذنوب صغيرها وكبيرها؛ لقوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} (1)
(1) سورة التحريم الآية 8
سورة التحريم، ولما روى مسلم عن الأغر المزني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أيها الناس: توبوا إلى الله واستغفروه فإني أتوب في اليوم مائة مرة (1) »
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو
…
نائب الرئيس
…
الرئيس
عبد الله بن غديان
…
عبد الرزاق عفيفي
…
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
(1) أحمد في (المسند) 4 / 211، 260، وفي الزهد ص / 39، والبخاري في (الأدب المفرد) ص / 218، برقم (621) ، ومسلم 4 / 2076 برقم (2702) ''42 ''، والنسائي في (الكبرى) 9 / 168، 169 برقم (10206 - 10208) ط: مؤسسة الرسالة، وابن أبي شيبة 10 / 298، 13 / 462، والطيالسي 2 / 527 برقم (1298) ت: محمد التركي، وابن حبان 3 / 209 برقم (929)، وأبي نعيم في (معرفة الصحابة) 1 / 332 برقم (1044) ت: عادل العزازي، والطبراني 1 / 301 برقم (882 - 884)، والبيهقي في (الشعب) 12 / 323 برقم (6622) ط: الهند، وفي (الآداب) ص / 444 برقم (1191) ت: عبد القدوس نذير
الفتوى رقم (14341)
س: سمعت في أحد الشرايط الإسلامية من أحد الشيوخ أنه يجب على المسلم أن يجلس في ساعة خلوة مع ربه ويدعو فيها بالتوبة
وإذا بكت العيون وأفاضت من الدموع فيعرف أن الله تقبل منه التوبة، وإذا لم يبك فإن الله لم يتقبل منه، فهل هذا صحيح؟ جزاكم الله خيرا.
ج: البكاء وجلا من الله وخوفا منه وخشوعا له سبحانه وإخباتا له من صفات المؤمنين الصادقين، وقد أثنى الله على الباكين من خشيته، فقال تعالى:{وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ} (1) وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «عينان لا تمسهما النار أبدا: عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله (2) »
لكن لا يشترط في صحة التوبة البكاء، وإنما شروطها الإقلاع من الذنب، والندم والعزم على عدم العودة إلى المعصية، وإذا كان حقا لآدمي رده إليه.
(1) سورة المائدة الآية 83
(2)
رواه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما: الترمذي 4 / 175 برقم (1639)، وابن أبي عاصم في (الجهاد) 2 / 416 برقم (146) ت: مساعد الحميد، وأبو نعيم في (الحلية) 5 / 209 (بنحوه)، والبيهقي في (الشعب) 3 / 85 برقم (775) ط: الهند. كما رواه من حديث أنس رضي الله عنه: أبو يعلى 7 / 307 - 308 برقم (4346) ، وابن أبي عاصم في (الجهاد) 2 / 417 برقم (47)، والطبراني في (الأوسط) 6 / 56 برقم (5779) ط: دار الحرمين بالقاهرة، وأبو نعيم في (الحلية) 7 / 119، والقضاعي في (مسند الشهاب) 1 / 212 برقم (321) ، والخطيب في (تاريخ بغداد) 2 / 360
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو
…
نائب الرئيس
…
الرئيس
عبد الله بن غديان
…
عبد الرزاق عفيفي
…
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
السؤال الثاني من الفتوى رقم (14398)
س 2: كثيرا ما أتذكر الأعمال السيئة التي كنت أرتكبها قبل الهداية عندما أرى الموقع الذي حدثت فيه أو الشخص الذي ارتكبتها معه، فأشعر بالضيق والألم والحسرة وأتساءل: هل توبتي تمسح هذه الذنوب، وكثيرا ما أتذكرها وأنا في الصلاة؟
ج 2: من تاب إلى الله توبة صادقة فإن الله قد وعد بأنه يقبل توبته، بل من كرم الله وجوده أنه سيجعل له مكان السيئات حسنات، قال تعالى:{إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} (1) سورة الفرقان، وقال تعالى:{وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} (2) سورة طه. والشيطان يحرص على إغواء بني آدم وإيقاعهم في المعاصي والذنوب، فإذا أفلت إنسان من حبائله ورأى أنه قد أقبل على الله
(1) سورة الفرقان الآية 70
(2)
سورة طه الآية 82
جاءه من طريق التشكيك في التوبة وتعظيم الذنوب في نفسه وأن الله لا يغفرها لكثرتها وعظمها وينسيه أن الله ذكر الشرك وهو أعظم الذنوب وأكبر المعاصي وذكر كبائر الذنوب ثم وعد بقبول التوبة لمن تاب إلى الله وعمل صالحا، فإذا لم يجد الشيطان من الإنسان استجابة له فيبدأ بتذكيره بمعاصيه وذنوبه السابقة ليحزنه، قال تعالى:{إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} (1) سورة المجادلة وقد أمر الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين بالاستعاذة منه، ووصفه بأنه وسواس خناس، فهو يوسوس للإنسان إلا أنه يخنس ويهرب عندما يستعيذ المسلم بربه، ويستعين به، قال تعالى:{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} (2){مَلِكِ النَّاسِ} (3){إِلَهِ النَّاسِ} (4){مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ} (5){الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ} (6){مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} (7) فعليك بالاستعاذة بالله منه، وأكثر من الذكر والاستغفار، ففي الحديث الصحيح: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم
(1) سورة المجادلة الآية 10
(2)
سورة الناس الآية 1
(3)
سورة الناس الآية 2
(4)
سورة الناس الآية 3
(5)
سورة الناس الآية 4
(6)
سورة الناس الآية 5
(7)
سورة الناس الآية 6