الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الجنة ينادون أهل النار، ويسمعون عواءهم وشرهم، إذا أرادوا ذلك، كل هذا من آيات الله، وكذلك رؤيته في التلفاز وغيره، فأهل الجنة يرون أهل النار:{فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ} (1) مع البعد العظيم، الله أقدره أن يرى أهل النار، هذه من آيات الله، كما أنه يرى الإنسان، يتكلم من محل بعيد، تنقله الأقمار الصناعية في مكان آخر، هذه آيات من آيات الله:{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} (2) وهو على كل شيء قدير سبحانه وتعالى، وبكل شيء عليم سبحانه وتعالى، يري عباده العبر ويوضح لهم الآيات، لعلهم يعقلون، ولعلهم يفهمون، لإقامة الحجة، وهذه الأشياء تقرب وتعين على فهم الكتاب والسنة فيما أشكل من هذه الأمور.
(1) سورة الصافات الآية 55
(2)
سورة فصلت الآية 53
113 -
بيان أن العالم الأخروي عالم مادي إلا أنه لا ندرك كنهه في الدنيا
س: من المعروف أن معنى المادة، هو كل شيء يشغل حيزا من الفراغ، وله كتلة، وتوجد بثلاث حالات: وهي الحالة الصلبة، والحالة السائلة، والحالة الغازية، ومن المعروف أيضا وعلى ما أعتقد، أن هناك صورتين للوجود فقط، وهي
الصورة المادية والصورة الروحانية، أي الروح، وهذا العالم، عالم الدنيا الذي نعيش فيه، هو عالم مادي ملموس؛ لأن كل شيء فيه يرى ويلمس، أو تتحسس به كالهواء مثلا، والسؤال هو: هل عالم الآخرة عالم مادي أم عالم روحاني أم غير ذلك؟ جزاكم الله خيرا (1).
ج: العالم الأخروي عالم مادي، لكننا لم نصل إليه الآن، وإنما نصل إليه بعد البعث والنشور، ولكنا علمناه بالأدلة القاطعة، التي لا ريب فيها ولا شك فيها، بطريق الرسل عليهم الصلاة والسلام، ومن طريق الفطرة التي فطر الله عليها الناس، ومن طريق ما جاءت به الرسل من الكتب، وأعظمها وأرفعها شأنا القرآن الكريم، فقد تواترت الأدلة النقلية والعقلية، التي فطر الله عليها العباد: على الإيمان بالآخرة والجنة والنار، وأنها حق وأنها كائنة، وأن أهل الجنة ينعمون بنعم محسوسة، يأكلون ويشربون ويتمتعون بالزوجات، من الحور العين وغيرهن، ويتمتعون بما هناك من أنواع النعيم، كما أن أهل النار يتألمون بما أعد الله لهم من العذاب، ويذوقون مسه وشره وبلاءه، كل هذا أمر معلوم مقطوع به، بالأدلة القطعية التي لا ريب فيها ولا شك، ومن كذبها فهو كافر، حلال الدم والمال مأواه النار وبئس المصير، نعوذ بالله من ذلك.
(1) السؤال الثاني من الشريط رقم 132.