الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
95 -
بيان أن الله خلق للجنة أهلا وخلق للنار أهلا فكل ميسر لما خلق له
س: سؤال الأخ فيه شيء من الغرابة، وهو: يقول بعض الناس: كيف أن الله لا يهديك إلى الإسلام ويدخلك النار؟ (1)
ج: الله حكيم عليم سبحانه وتعالى، خلق خلقا إلى الجنة بأسمائهم وأسماء آبائهم، وقدر أعمالهم وخلق خلقا آخرين إلى النار، وقدر أعمالهم وهو الحكيم العليم، سبحانه وتعالى فالذين قدر لهم أنهم من الجنة يوفقون لأعمال أهل الجنة، والذين كتب الله أنهم من أهل النار يسيرون لأعمال أهل النار فيعملون بذلك، كما قال عز وجل:{فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى} (2){وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى} (3){فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى} (4){وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى} (5){وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى} (6){فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} (7) " فالجنة أهلها معلومون، والنار أهلها معلومون، وكل ميسر لما خلق له، وقد مضى في علم الله وقدره السابق كتابة هؤلاء وكتابة هؤلاء، وكل ميسر لما كتب الله له، كل له مشيئة وله اختيار، وله إرادة وله عمل، هذا يعمل بعمل أهل الجنة فيكون لها، وهذا يعمل بعمل أهل النار فيكون من أهل النار، وقدر الله سابق للجميع، وحجته غالبة قائمة سبحانه وتعالى، وهو لا يعذب أحدا إلا بعمله لا بمجرد القدر، القدر سابق لا يقع في علم الله إلا بأمره
(1) السؤال الرابع والعشرون من الشريط رقم 100.
(2)
سورة الليل الآية 5
(3)
سورة الليل الآية 6
(4)
سورة الليل الآية 7
(5)
سورة الليل الآية 8
(6)
سورة الليل الآية 9
(7)
سورة الليل الآية 10
سبحانه وتعالى، ولا يقع في ملكه إلا ما يريد، قد قضى علمه وقدره، لكن هؤلاء الناس منهم من يعمل بأعمال أهل الجنة فيدخلها، ومنهم من يعمل بأعمال أهل النار فيدخلها بمشيئته وإرادته واختياره، كما أنه يأكل باختياره ويشرب باختياره، ويزور من يشاء باختياره، يخرج ويدخل باختياره، وهكذا يفعل المعصية باختياره، يشرك باختياره، يزني باختياره، يعق والديه، يزني، يشرب الخمر بأعمال يختارها هو كما أنه يصلي ويصوم ويتصدق باختياره، فكما يثاب على هذه الطاعات، يعاقب على هذه المعاصي، إلا أن يعفو الله عنه، إذا كان مسلما فقد يعفى عن بعض سيئاته لحسنات فعلها ولأعمال صالحة قدمها، وقد يعفو الله عنه فضلا منه وإحسانا، وقد يعاقب على بعض السيئات التي يموت عليها، لم يتب لكن كل شيء بقدره، القدر ماض ولا حجة في القدر؛ لأن العبد له مشيئة وله اختيار، وله إرادة وله عمل يستحق الثواب عليه والعقاب عليه.