الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إيمانه بقلبه أنه على الحق، وأن هذا الإكراه هو الذي حمله على ما فعل، لو قال باللسان دون القلب، وهكذا لو أكره على شرب الخمر صب في فمه أو قيل له: إن لم تشرب قتلناك أو ضربناك يكون الإثم عليهم ولا عليه شيء إذا كان قلبه مطمئنا بتحريمه وأنه ما فعله إلا لدفع الشر.
63 -
الفرق بين الكفر الأكبر والكفر الأصغر
س: يسأل أيضا عن الكفر الأكبر - سماحة الشيخ - وعن الكفر الأصغر، وعن الفسوق الأكبر والفسوق الأصغر، والشرك الأكبر، والشرك الأصغر؟ (1)
ج: ما أوجب الردة هذا كفر أكبر، وما لم يوجب الردة من أنواع الشرك كالرياء في الصلاة أو في القراءة، هذا يسمى شركا أصغر، وهكذا ما ساعد الناس على الكفر، مثل النياحة على الميت والطعن في الأنساب سماه النبي كفرا، قال:«اثنتان في الناس هما بهم كفر: الطعن في النسب والنياحة على الميت (2)» سماها كفرا يعني كفرا أصغر، فالمقصود أن الكفر كفران: أكبر وأصغر، والشرك شركان، والنفاق نفاقان، فإذا تأملت النصوص والأدلة عرفت ذلك فالنفاق الأصغر مثل
(1) السؤال الثلاثون من الشريط رقم 361.
(2)
أخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب إطلاق اسم الكفر على الطعن في النسب والنياحة، برقم 67.
الكذب، خيانة الأمانة، الفجور في الخصومة، إخلاف الوعد، هذه خصال النفاق الأصغر، أما النفاق الأكبر هو كونه يضمر الكفر ويظهر الإسلام يعني في الباطن لا يرى وجوب اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يوحد الله في الباطن ولا يرى أن الدين حق ولا يرى تحريم الزنى ولا تحريم ما حرم الله، في الباطن مع المنافقين مع الكفرة، هذا هو النفاق الأكبر، نسأل الله العافية، كونه يعتقد خلاف ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم يعتقد أن الدين ما هو بصحيح أو أن الصلاة ما هي بواجبة أو أن صيام رمضان ما هو بواجب، لكن لا يبين ذلك سرا بينه وبين أصحابه، هذا ردة عن الإسلام ونفاق أكبر.
س: شخص استهزأ بلسانه بشيء من الدين ثم ندم وبعد ذلك تاب هل تقبل توبته، إذا كانت له أعمال صالحة قبل التوبة، فهل يحتسبها الله عز وجل أم لا؟ وهل يأثم إذا استهزأ من غير قصد في نفسه، واستعاذ من الشيطان، ماذا يلزمه في هذه الصورة؟ (1)
ج: نعم، إذا أسلم وتاب تاب الله عليه وأبقى له عمله السابق، وإنما تبطل أعماله إذا مات على الردة، أما لو استهزأ بالدين أو بالنبي صلى الله عليه وسلم أو بالقرآن ثم تاب إلى الله وندم، فإن الله يتوب عليه ويحفظ عليه أعماله السابقة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لحكيم بن حزام: «أسلمت
(1) السؤال الخامس من الشريط رقم 359.