الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يعني أحقابا كل ما مضى أحقاب، جاء بعده أحقاب، قال تعالى:{كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا} (1) فهي مستمرة نسأل الله العافية، وأهلها كذلك يقيمون فيها أبدا وهم الكفار، أما العصاة فلهم أمد، عصاة الموحدين لهم أمد، إذا دخلوها يخرجون منها بعدما يطهرون، العصاة منهم من يعفى عنه ولا يدخلها، ومنهم من يدخلها وإذا طهر أخرجه الله منها، وصار إلى الجنة، ولا يبقى في النار ويخلد فيها، أبد الآباد إلا الكفار الذين ماتوا على الكفر بالله نسأل الله العافية.
(1) سورة الإسراء الآية 97
126 -
بيان أن الحسنات توزن والسيئات كذلك
س: هل يحاسب الإنسان على سيئاته إذا كانت حسناته أكثر؟ (1)
ج: أخبر الله جل وعلا في كتابه العظيم، بقوله سبحانه وتعالى:{فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ} (2){فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ} (3){وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ} (4){فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ} (5) فهو توزن حسناته وسيئاته، كل إنسان يوازن بين حسناته وسيئاته، ومتى رجحت الحسنات أفلح ونجا، وقد يعفو الله سبحانه وتعالى عن العبد، ويدخله الجنة من دون أن يحاسبه على سيئاته، إما لتوبة فعلها، وإما لحسنات عظيمة، أتى بها قبل موته، وإما لأسباب أخرى، اقتضت رحمة الله عز وجل وفضله،
(1) السؤال الثامن من الشريط رقم 185.
(2)
سورة القارعة الآية 6
(3)
سورة القارعة الآية 7
(4)
سورة القارعة الآية 8
(5)
سورة القارعة الآية 9
سبحانه وتعالى بإدخاله الجنة وعدم محاسبته على السيئات، لكن الأصل الموازنة، كما أخبر الله به في كتابه العظيم فالحسنات توزن، والسيئات توزن، فمن رجحت حسناته نجا ومن رجحت سيئاته هلك، إلا من رحم الله لكن قد يعفو سبحانه وتعالى عن العبد ويتجاوز عن سيئاته، فضلا منه وإحسانا، إما للتوبة لأنه وعد التائبين بالمغفرة، قال تعالى:{وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} (1) وإما بحسنات عظيمة، صارت سببا لمغفرة ذنوبه، وإما بأسباب أخرى، اقتضت حكمة الله أن تكون سببا للمغفرة.
س: هل يحاسب الشهيد الذي لم يستشهد في ساعة المعركة، والشهداء أقسام كما نعلم؟ وهل يشفع في سبعين فردا؟ وهل يعفى عنه في كل شيء إلا عن الدين؟ (2)
ج: جاء في الحديث الصحيح: «أن الشهيد يغفر له كل شيء إلا الدين (3)» ، فالشهيد الذي يقتل في سبيل الله صابرا محتسبا، مقبلا غير مدبر يغفر له كل شيء، كما قاله النبي عليه الصلاة والسلام
(1) سورة طه الآية 82
(2)
السؤال التاسع من الشريط رقم 185.
(3)
أخرجه مسلم في كتاب الإمارة، باب من قتل في سبيل الله كفرت خطاياه إلا الدين، برقم 1885.
«إلا الدين، قال: " إن جبرائيل أخبرني بذلك (1)» ، وأن صاحب الدين لا يضيع حقه، بل يرضيه الله عن حقه، ويعطيه حقه يوم القيامة، ولا يضيع عليه شيء، والشهيد يغفر له كل شيء، لكن الدين الذي عليه يقضيه الله عنه، سبحانه وتعالى لا يضيع على صاحبه، وما دام مات بسبب الجراحات التي أصيب بها في سبيل الله، صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر، سواء مات في المعركة أو تأخر موته، أياما وليالي لكنه مات، بسبب الجراحات التي أصابته فهو شهيد. والشهداء أقسام لكن أفضلهم شهيد المعركة في سبيل الله عز وجل، ومنهم المطعون، الموت بالطاعون، والمبطون الذي يموت بالإسهال في البطن، وصاحب الهدم الذي يموت بالهدم، يسقط عليه جدار أو سقف، وفي حكمه من يموت بدهس السيارات، وانقلاب السيارات، وصدام السيارات، هذا من جنس الهدم. وكذلك الغرق كل هذه أنواع من الشهادة، لكن أفضلهم شهيد المعركة وهو الذي لا يغسل، ولا يصلى عليه، أما البقية فيغسلون ويصلى عليهم، وإن كانوا شهداء. أما الشفاعة فقد جاء الحديث الصحيح في شهيد المعركة إذا كان صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر، هذا جاء في شهيد المعركة، أما غيره فالله أعلم، له فضل ولهم خير، ولكن كونهم يشفعون في كذا،
(1) أخرجه مسلم في كتاب الإمارة، باب من قتل في سبيل الله كفرت خطاياه إلا الدين، برقم 1885.