الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مشيئة الله، إن كان من أهل المعاصي فتحت مشيئة الله، وإن كان من أهل الكفر بالله نقل إلى النار، نسأل الله العافية، كما قال الله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} (1).
(1) سورة النساء الآية 48
119 -
بيان أن النعيم والعذاب على الروح والجسد جميعا
س: السائل: م. ن، يقول في سؤاله: ما الفرق بين الروح والنفس؟ وأيهما تتعذب الروح أم النفس؟ أفيدونا مأجورين (1).
ج: الروح هي النفس، والنفس هي الروح، والعذاب على النفس والجسد جميعا، لكن نصيب الروح أكثر من النعيم والعذاب، وإلا فالجسد يناله نصيبه من العذاب في القبر، وهكذا بعدما تعاد الروح إلى الجسد، يكون لهما الجميع العذاب ويكون لهما النعيم.
(1) السؤال الثامن والعشرون من الشريط رقم 403.
س: يقول هذا السائل من اليمن: البعض من الناس قد يموتون بسبب تهدم عمارة عليهم، وبالتالي يصعب نقلهم ودفنهم في قبور المسلمين، فهل يعذب هؤلاء بعذاب القبر وهم في أماكنهم أم ماذا؟ جزاكم الله خيرا (1).
ج: كل ميت يمتحن في أي مكان في البر أو البحر، أو في هدم أو في غيره، يأتيه الملك فيمتحنه، فإن كان سعيدا حصل له النعيم ونقلت روحه إلى الجنة، وإن كان شقيا حصل له العذاب، وصارت روحه إلى النار، نسأل الله العافية، فالمؤمن على خير مهما كان في هدم، أو في بحر، أو في أي مكان، على خير عظيم، ويصل إليه النعيم في محله، وروحه تنقل إلى دار الكرامة في الجنة، كما جاء في الحديث الصحيح أن أرواح المؤمنين طائر يسيح في الجنة، وأرواح الشهداء في أجواف طير خضر تسرح في الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى قناديل معلقة تحت العرش، والمؤمن يرى مقعده من الجنة ومقعده من النار، فيقال: هذا مقعدك من الجنة، ويأتيه من ريحها ونعيمها، وهذا مقعدك من النار، كفاك الله إياه، ومنعك منه، بسبب طاعتك وتوحيدك، والكافر ضد ذلك، فالمقصود أن الميت في أي مكان، في هدم أو في غيره، يناله ما وعده الله من خير وشر.
(1) السؤال الرابع عشر من الشريط رقم 379.
س: بعد موت كل الخلائق ومنهم الملائكة، وبقاء المولى عز وجل، كيف حال بني آدم في هذه اللحظة؟ وهم هم ينعمون أم يعذبون؟ (1)
ج: الله أعلم، هذا إلى الله جل وعلا، إذا قامت القيامة خرج الناس من قبورهم، ثم يصيرون إلى ما يستحقون، هذا يصير إلى النار، وهذا يصير إلى الجنة، كل منهم على حسب أعمالهم، أما حال خروجهم فهم في خوف شديد، ويوم عظيم، شديد الأهوال، لكن الله يسهله على المؤمن، وعسير على الكافرين، أما تفصيله فإلى الله سبحانه وتعالى، لكنه يوم عظيم يوم عسير، يوم شديد الأهوال، لكن الله يسهله على المؤمن، قال جل وعلا:{فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ} (2){فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ} (3){عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ} (4) لكن المؤمن يسهل الله عليه كل شيء، بسبب إيمانه وتقواه.
(1) السؤال الرابع من الشريط رقم 401.
(2)
سورة المدثر الآية 8
(3)
سورة المدثر الآية 9
(4)
سورة المدثر الآية 10
س: يسأل المستمع ويقول: تنقسم حياة الإنسان إلى ثلاثة: حياة الدنيا، وهي التي نعيشها، حياة الآخرة، وهي معروفة، وبين الحياة الدنيا وبين الآخرة حياة البرزخ، فما هي حياة البرزخ؟ وهل الإنسان يكون بجسده وروحه فيها؟ (1)
ج: حياة البرزخ على حسب حياته في الدنيا، المؤمن ينعم في البرزخ، وروحه في الجنة، وجسده يناله بعض النعيم، والكافر روحه تعرض على النار، ويناله نصيبه من العذاب، وينال جسده نصيبه من العذاب، هذه حياة البرزخ. المؤمن في سعادة ونعيم، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن أرواح المؤمنين في الجنة، تسرح في الجنة حيث شاءت، وأما الكفار فمثل ما أخبر الله عن آل فرعون:{النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} (2) الكفار أرواحهم معذبة، وأجسادهم ينالها نصيبها من العذاب، حيث يبعث الله الجميع، ثم تصير أرواح المؤمنين إلى الجنة، وأرواح الكفار إلى النار، نسأل الله العافية، هؤلاء مخلدون في الجنة، وهؤلاء مخلدون في النار.
(1) السؤال الواحد والعشرون من الشريط رقم 404.
(2)
سورة غافر الآية 46