الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباطل، فأنت تمتنعين منه حتى يتوب أو تذهبين إلى أهلك هذا هو الصحيح من أقوال العلماء وقد حكاه التابعي الجليل عبد الله بن شقيق العقيلي حكاه عن الصحابة جميعا قال:«كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا تركه كفر غير الصلاة (1)» .
فالصلاة أمرها عظيم، وهي عمود الإسلام وقال عليه الصلاة والسلام:«من ترك صلاة العصر حبط عمله (2)» هذا مثال لترك الصلوات صلاة العصر مع أن الناس قد يشغلون عنها بمجيئهم من الأعمال ونحو ذلك، ومع هذا إذا تركها حبط عمله فكيف بغيرها؟ فالمقصود أن تارك الصلاة ولو بعض الأحيان يكفر وعليه التوبة إلى الله والرجوع إلى الله ومن تاب تاب الله عليه سبحانه وتعالى، نسأل الله للجميع الهداية.
(1) سنن الترمذي الإيمان (2622).
(2)
أخرجه البخاري في كتاب مواقيت الصلاة، باب من ترك العصر، برقم (553).
79 -
مسألة في حكم بقاء الزوجة مع زوجها الذي يصر على ترك الصلاة
س: أحببت أن أعرض على سماحتكم مشكلتي التي تؤرقني وتحرمني لذة العيش وراحة البال، فأنا امرأة متزوجة منذ تسعة أعوام، وأنا والحمد لله أصلي، وأتعبد لله، وألبس اللباس
الشرعي وأسير على هدى القرآن الكريم والسنة المحمدية في حياتي، تقبل الله مني ومنكم ومن جميع المسلمين، أما زوجي وعمره أربعون سنة فلا يصلي ولا يتعبد، فقط يصوم شهر رمضان، وقد حاولت كثيرا أن أهديه إلى الطريق الصحيح، وأحثه على الصلاة والعبادة، وأقرأ له بعض الآيات والأحاديث النبوية التي تحث وتدعو إلى الصلاة، وترغب فيها وعقاب تارك الصلاة، ولكنه لا يقبل الهداية، وإن أنا ألححت عليه بدأ يسب ويلعن، وقال لي عدة مرات: إنني إن ألححت عليه فسوف يطردني من البيت، وأنا فكرت عدة مرات بطلب الطلاق منه، ولكن أهلي لا يستقبلونني وأولادي الثلاثة، وأنا في حيرة من أمري وخاصة بعد أن سمعت أنه محرم على الزوجة أن تبقى مع زوج لا يصلي ماذا أفعل؟ إنني في حيرة من أمري، وأكاد أفقد عقلي من كثرة التفكير، أفتني يا سماحة الشيخ، جزاكم الله خيرا (1)
ج: الواجب عليك الذهاب لأهلك والتخلص من هذا الزوج الظالم
(1) السؤال الثلاثون من الشريط رقم 270.
لنفسه؛ لأن ترك الصلاة كفر وضلال، وذهب جمع من أهل العلم رحمة الله عليهم إلى أن من تركها كفر كفرا أكبر وإن لم يجحد وجوبها وزوجك هذا ليس ببعيد أنه يجحد وجوبها بسبب عناده وتركه لها وبكل حال فالصواب أن من ترك الصلاة عمدا كفر ولو لم يجحد وجوبها، أما إذا جحد وجوبها أو استهزأ بها هذا كافر بالإجماع وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح:«بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة (1)» خرجه مسلم في صحيحه وقال عليه الصلاة والسلام: «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر (2)» أخرجه الإمام أحمد وأهل السنن بإسناد صحيح.
وقال عبد الله بن شقيق العقيلي التابعي الجليل رضي الله عنه ورحمه: «كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا تركه كفر إلا الصلاة (3)» .
ذكر عن الصحابة أنهم يرون ترك الصلاة كفرا دون بقية الأعمال كالصوم ونحوه، فالواجب عليك البعد عن هذا الرجل، والذهاب إلى أهلك أو إلى مكان تستقلين فيه أنت وأولادك، وأبشري بالخير والعاقبة الحميدة نسأل الله له الهداية وأن يعيذه من شر نفسه وشر
(1) أخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب كفر من ترك الصلاة، برقم (82).
(2)
أخرجه الترمذي في كتاب الإيمان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، باب ما جاء في ترك الصلاة، برقم (2621)، والنسائي في المجتبى في كتاب الصلاة، باب الحكم في تارك الصلاة، برقم (463)، وابن ماجه في كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء فيمن ترك الصلاة، برقم (1079).
(3)
سنن الترمذي الإيمان (2622).
الشيطان، وعليك بالاجتهاد في نصيحته بواسطة من يعرفه من العلماء والطيبين لعل الله أن يهديه بأسبابهم، أما أنت فلا تمكثي عنده ولا تمكنيه من نفسك لا في الفراش ولا في غيره هذا هو الصواب، وهذا هو أرجح أقوال العلماء في هذه المسألة ونسأل الله لك تفريج الكربة وتيسير الأمور، ونسأل الله له الهداية والرجوع إلى الصواب ونسأل الله له أن ييسر له من الإخوان الطيبين من يرشده ويعينه على طاعة الله ورسوله، وأن يرزقه الاستقامة والبصيرة، إنه سميع مجيب، متى صدقت يسر الله أمرها أو تستقل في بيت وحدها - والحمد لله - مع أولادها.
س: امرأة تصلي وتصوم وصاحبة طاعة إلا أنها مع رجل لا يصلي (1)؟
ج: الواجب عليها أن تبتعد عنه وأن تمنعه من نفسها حتى يتوب إلى الله عز وجل؛ لأن تارك الصلاة كافر في أصح قولي العلماء وإن لم يجحد وجوبها.
أما إن جحد وجوبها فهو كافر بإجماع العلماء؛ لأنه مكذب لله ولرسوله لكن ما دام يقر أنها واجبة ولكن يتركها فهو كافر أيضا على الصحيح من قولي العلماء؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث
(1) السؤال الثاني والثلاثون من الشريط رقم 271.