الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المُبْهَمَاتُ
(1)
أي: مَعْرِفَةُ مَنْ أُبْهِمَ ذِكْرُهُ في الحديثِ، أو إسنادِهِ، وَفَائِدَتُها: زَوالُ الجهالةِ، لاسيَّما الجهالةُ التي يُرَدُّ مَعَها الحديثُ، حيثُ يَكونُ الإبهامُ في الإسنادِ (2).
وَقَد صنَّفَ في ذلك (3) الخطيبُ (4) وغيرُهُ (5).
948 -
وَمُبْهَمُ الْرُّوَاةِ مَا لَمْ يُسْمَى (6)
…
كَامْرَأَةٍ فِي الْحَيْضِ وَهْيَ أَسْمَا
949 -
وَمَنْ رَقَى سَيِّدَ ذَاكَ الحَيِّ
…
رَاقٍ أَبُو سَعِيْدٍ الْخُدْرِيِّ
950 -
وَمِنْهُ نَحْوُ ابْنِ فُلَانٍ، عَمِّهِ
…
عَمَّتِهِ، زَوْجَتِهِ، ابْنِ أُمِّهِ
(وَمُبْهَمُ الرُّوَاةِ) من الرجالِ والنساءِ (مَا لَمْ يُسْمَى) من أسمَى (كَامْرَأَةٍ) سألتِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم عن غُسْلِها (في الحَيْضِ)، فقالَ لها: ((خُذِي فِرصَةً مُمَسَّكَةً
…
الحديثَ)). رواه الشيخانِ (7).
(1) انظر في ذلك:
معرفة أنواع علم الحديث: 557، والإرشاد 2/ 762 - 768، والتقريب: 192 - 193، والمنهل الروي: 136، واختصار علوم الحديث: 236 - 237، والشذا الفياح 2/ 703 - 712، والمقنع 2/ 632 - 643، وشرح التبصرة والتذكرة 3/ 228 - 237، وفتح المغيث 3/ 274 - 278، وتدريب الراوي 2/ 342 - 348، وشرح السيوطي على ألفية العراقي: 258، وتوضيح الأفكار 2/ 497 - 498.
(2)
قال الحافظ ابن كثير: ((وهو فن قليل الجدوى بالنسبة إلى معرفة الحكم من الحديث، ولكنه شيء يتحلى به كثير من المحدثين وغيرهم، وأهم ما فيه ما رفع إبهاماً ما في إسناد، كما إذا ورد في سند: عن فلان بن فلان، أو: عن أبيه، أو: عمه، أو: أمه، فوردت تسمية هذا المبهم من طريق أخرى، فإذا هو ثقة أو ضعيف، أو ممن ينظر في أمره. فهذا أنفع ما في هذا النوع)). اختصار علوم الحديث2/ 652.
(3)
في (م): ((فيه)).
(4)
كتاباً وسماه: " الأسماء المبهمة في الأنباء المحكمة ". طبع.
(5)
كالحافظ عبد الغني بن سعيد الأزدي واسم كتابه: " الغوامض والمهملات "، وكالحافظ أبي القاسم بن بشكوال واسم كتابه:" غوامض الأسماء المبهمة الواقعة في متون الأحاديث المسندة ". والثاني مطبوع متداول، والأول مخطوط. انظر: الفهرس الشامل للتراث الإسلامي 2/ 1135.
(6)
في (أ) و (ب) و (ج): " يسما ".
(7)
صحيح البخاري 1/ 85 (314) و 86 (315) و9/ 134 (7357)، وصحيح مسلم 1/ 179 (332)(60) من حديث عائشة.
(وَهْيَ) كَما قَالَ مُسْلمٌ في رواية: (أسما)(1). واختُلِفَ في نَسَبِهَا:
فقِيْلَ: هي بنتُ يزيدَ بنِ السَّكَنِ الأنصارِيَّةُ (2).
وقِيْلَ: بنتُ شَكَلٍ، وهو الذي في مسلمٍ (3).
قَالَ النَّاظِمُ: ((وهو الصوابُ)) (4). وَقَالَ النوويُّ في مبهماتِهِ: ((يَحْتَمِلُ أن تكونَ القِصةُ جرَت للمرأتينِ في مَجْلسٍ، أو مجلِسينِ)) (5).
(و) ك (مَنْ رَقَى سَيِّدَ ذَاكَ الحيِّ راقٍ) أي: والراقي هو (أَبُو)(6)، وفي نُسَخٍ (7):
((أبي)) أي: مُسَمًى (8) بأبي (سَعِيْدٍ الْخُدْرِيِّ).
ولفظُ الحديثِ كَمَا في مُسْلِمٍ وغيرِهِ: ((إنَّ نَاساً (9) من أصحابِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم كَانوا في سَفَرٍ، فَمَرُّوا بِحيٍّ من أحياءِ العَرَبِ فَاسْتَضَافُوْهُمْ، فَلَمْ يُضَيِّفُوهُم، فقالُوا لَهُمْ: هَلْ فِيكُم راقٍ فإنَّ سَيِّدَ الحَيِّ (10) لَديغٌ أو مُصَابٌ؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنهُم: نَعَمْ. فَأتَاهُ فَرَقَاهُ بِفاتِحَةِ الكِتابِ، فَبَرِءَ الرَّجُلُ
…
الْحَدِيْثَ)) (11).
(1) صحيح مسلم 1/ 179 - 180 حديث (332)(61).
(2)
وبه قال الخطيب. انظر: الأسماء المبهمة: 28 - 29.
(3)
سبق تخريجه. وهذا ما قال به ابن بشكوال، وصوبه العراقي.
وانظر: غوامض الأسماء المبهمة 1/ 469 - 471، وشرح صحيح مسلم 1/ 630، وشرح التبصرة والتذكرة 3/ 230، وفتح الباري 1/ 415.
(4)
شرح التبصرة والتذكرة 3/ 230.
(5)
الإشارات إلى بيان الأسماء المبهمات: 563 (113).
(6)
في (ص): ((أبي)).
(7)
في (ع) و (ق): ((نسخة)).
(8)
في (ق): ((ويسمى)).
(9)
في (ق): ((أناساً)).
(10)
في (ق): ((القوم)).
(11)
صحيح مسلم 7/ 19 (2201)(65) و7/ 20 (2201)(65)(66)، وأخرجه أيضاً البخاري 3/ 121 (2276) و 6/ 231 (5007) و7/ 170 (5736) و 7/ 173 (5749)، وأبو داود (3419)، وابن ماجه (2156)، والترمذي (2063) و (2064)، والنسائي في الكبرى (7533).
(وَمِنْهُ) أي: من المبهَمِ (نَحْوُ ابنِ فُلَانٍ)، كابنِ مِرْبَعٍ الأنصاريِّ - بكسر الميمِ وسكونِ الراءِ وفتحِ الموحدةِ وبمهملةٍ - هو زيدٌ، أو عَبْدُ اللهِ، أو يزيدُ (1).
ومنه: نَحْوُ (عَمِّهِ) أي: عَمّ فُلانٍ، كزيادِ بنِ عِلاقَةَ، عن عمِّهِ هُوَ قُطْبَةُ بنُ مَالِكٍ (2)، وكَرافعِ بنِ خَديجِ بنِ رافعٍ، عَن بَعضِ عُمومَتِه، هو ظُهَيْرُ بنُ رافعٍ (3).
ومِنْهُ: نحوُ (عَمَّتِهِ)، كحُصَيْنِ بنِ مِحْصَنٍ، عَنِ عمَّةٍ له، هي: أسْمَاءُ (4).
ومِنْهُ: نحوُ (زَوْجَتِهِ)، كخبرِ: جاءت امرأةُ رِفَاعةَ القُرَظيِّ، هي: تَمِيمَةُ بنتُ وهبِ بالتكبيرِ، وقِيْلَ: تُمَيْمَةُ بالتصغير، وقِيْلَ: سُهَيْمةُ (5).
ومِنْهُ: زوجُ فلانةٍ، كخبرِ سُبَيْعَةَ الأسلَميَّةِ: أنها ولدَت بعد وفاةِ (6) زوجِها بليالٍ، هو: سَعدُ بنُ خَولَةَ (7).
ومِنْهُ: نحوُ (ابنِ أُمِّهِ)، كخبرِ أمِّ هانئ ٍ: أنَّها قالت: ((زعمَ ابنُ أمي أنه قاتلٌ رجلاً أجَرتُه
…
الحديث)). هو: أخوها عليُّ بنُ أبي طالبٍ - رضي الله تَعَالَى عَنْهُ - (8).
ونحوُ ابنِ أمِّ مكتومٍ، هو: عبدُ اللهِ بنُ زائدةَ، أو عَمْرُو بنُ قيسٍ، أو غيرُ ذَلِكَ، ورجَّحَ البُخاريُّ (9)، وابنُ حِبَّانَ (10) الأولَ، ونَقَلَ ابنُ عبدِ البرِ (11) عن الجُمهُورِالثانيَ.
(1) انظر: شرح التبصرة والتذكرة 3/ 231 - 232.
(2)
انظر: شرح التبصرة والتذكرة 3/ 233.
(3)
انظر: شرح التبصرة والتذكرة 3/ 233.
(4)
انظر: شرح التبصرة والتذكرة 3/ 233.
(5)
انظر: شرح التبصرة والتذكرة 3/ 235.
(6)
لم ترد في (م).
(7)
انظر: معرفة أنواع علم الحديث: 561.
(8)
انظر: شرح التبصرة والتذكرة 3/ 235 - 236.
(9)
انظر: التاريخ الكبير 5/ 7 (12).
(10)
انظر: الثقات 3/ 214.
(11)
انظر: الاستيعاب 2/ 370، 501.
تَوَارِيْخُ الرُّوَاةِ وَالوَفَيَاتِ (1)
(تواريخُ الرُّواة) ولادةً ووفاةً وسنّاً، (والوفياتِ) رواةً وغيرَهم، فبينهُما عمومٌ وخصوصٌ من وجهٍ.
والتاريخُ: التعريفُ بوقتٍ، يُضبَطُ به ما يُرادُ ضَبْطُهُ من نحوِ ولادةٍ ووفاةٍ.
وفائدتُهُ: معرفةُ كذبِ الكذابين (2).
والوَفَيَاتُ: جَمْعُ وفاةٍ، وكثيراً ما يُقالُ:((فلانٌ المتوفَّى))، وهو بفتحِ الفاء، ويجوزُ كسرُها على معنى أنه مستوفٍ أجَلَهُ. ويدلُّ له قولُهُ تعالى:{وَالَّذِيْنَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ} (3) بفتحِ الياءِ، على قراءةٍ نُقِلَتْ عن عليٍّ (4)، أي: يستوفون آجالَهُم.
951 -
وَوَضَعُوا التَّارِيْخَ لَمَّا كَذَبَا
…
ذَوُوْهُ حَتَّى بَانَ لَمَّا حُسِبَا
952 -
فَاسْتَكْمَلَ النَّبِيُّ والصِّدِّيْقُ
…
كَذَا عَلِيٌّ وَكَذَا الفَارُوْقُ
953 -
ثَلَاثَةَ الأَعْوَامِ والسِّتِّينَا
…
وَفِي رَبِيْعٍ قَدْ قَضَى يَقِيْنَا
954 -
سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةٍ، وَقُبِضَا
…
عَامَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ التَّالِي الرِّضَا
(1) انظر في ذلك:
معرفة علوم الحديث: 202 - 210، ومعرفة أنواع علم الحديث: 562، والإرشاد 2/ 769 - 781، والتقريب: 194 - 197، والمنهل الروي 145، واختصار علوم الحديث: 237 - 242، والشذا الفياح 2/ 713 - 738، والمقنع 2/ 644 - 656، وشرح التبصرة والتذكرة 3/ 237، وفتح المغيث 3/ 280 - 313، وتدريب الراوي 2/ 349 - 367، وشرح ألفية السيوطي عَلَى ألفية العراقي: 262، وتوضيح الأفكار 2/ 498 - 500، وظفر الأماني: 104، وتوجيه النظر 1/ 458 - 459.
(2)
قال الحافظ ابن كثير مبيناً فائدة هذا النوع: ((ليعرف من أدركهم ممن لم يدركهم، من كذاب أو مدلس، فيتحرر المتصل والمنقطع وغير ذلك)). اختصار علوم الحديث 2/ 653. وقال حفص بن غياث: ((إذا اتهمتم الشيخ فحاسبوه بالسِّنّين)). الكفاية: (193ت، 119هـ).
قال الحافظ العراقي: ((السنين بفتح النون المشددة تثنية سن، وهو العمر)). شرح التبصرة والتذكرة 3/ 563.
(3)
البقرة: 234.
(4)
وكذا نقلت عن عاصم والمفضل. انظر: معجم القراءات القرآنية 1/ 180.
955 -
وَلِثَلَاثٍ بَعْدَ عِشْرِيْنَ عُمَرْ
…
وَخَمْسَةٍ بَعْدَ ثَلَاثِيْنَ غَدَرْ
956 -
عَادٍ بِعُثْمَانَ، كَذَاكَ بِعَلِيْ
…
فِي الأرْبَعِيْنَ ذُو الشَّقَاءِ الأزَلِيْ
(وَوَضَعُوا التَّارِيْخَ) ليختبِرُوا به من جَهَلُوا حالَهُ صِدْقَاً وعدَالةً، (لَمَّا كَذَبَا ذَوُوْهُ) أي: أصْحابُ الكذبِ (حَتَّى بَانَ) أي: ظهرَ به كذبُهُم، (لَمَّا حُسِبَا) سنُّهم وسِنُّ مَنْ زَعَمُوا لُقِيَّهم لَهُ.
ومِنْ ثَمَّ قال الثَّورِيُّ: ((لما استعملَ الرُّواةُ الكذبَ، استعمَلنا لَهُم التَّارِيخَ)) (1).
وقد صَنَّفَ في الوَفَيَاتِ جماعاتٌ (2)، مِنْهُمْ: القاضي أبو الحسَنِ عَبْدُ الباقي بنُ قانعٍ البغداديُّ، والقاضي أبو محمدٍ عبدُ اللهِ بنُ أحمدَ بنِ ربيعةَ بنِ زَبْر البغداديُّ، الدمشقيُّ.
وقد بدأ ببيانِ سِنِّ جماعةٍ مبتدأً منهم بالنبي صلى الله عليه وسلم، فقال:(فاسْتَكمَلَ (3) النَّبِيُّ، و) أبو بَكرٍ (الصِّدِّيْقُ)، و (كَذَا عَلِيٌّ) بنُ أبي طالبٍ، (وَكَذَا) عمرُ بنُ الخطابِ (الفَارُوقُ) سُمِّي به؛ لأنَّ اللهَ تَعَالَى فرَّقَ بِهِ بينَ الحقِّ والباطلِ. أي: استكمَلَ كُلٌّ منهم (ثَلَاثَةَ الأعْوَامِ والسِّتِّينا) أي: ثلاثةً وستينَ عاماً، وهذا ما عَليهِ الجُمهورُ (4).
وقِيْلَ في النبيِّ صلى الله عليه وسلم: إنّه عاشَ ستينَ (5)، وقِيْلَ: خمساً وستين (6)،
(1) أسنده ابن عدي في مقدمة الكامل 1/ 169 - 170، ومن طريقه الخطيب في الكفاية:
(193 ت، 119 هـ).
(2)
في (ع): ((جماعة)).
(3)
في (م): ((استكمل)).
(4)
قال الحافظ العراقي: ((فالصحيح في سنه صلى الله عليه وسلم أنه: ثلاث وستون سنة، وهو قول عائشة، ومعاوية، وجرير بن عبد الله البجلي، وابن عباس، وأنس - في المشهور عنهما -
…
وبه قال من التابعين ومن بعدهم: ابن المسيب، والقاسم، والشعبي، وأبو إسحاق السبيعي، وأبو جعفر محمد بن علي بن الحسين، ومحمد بن إسحاق، وصححه ابن عبد البر والجمهور)). شرح التبصرة والتذكرة 3/ 241.
(5)
وبه قال أنس بن مالك - في الرواية الأخرى عنه - وروي عن فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم، وهو قول عروة بن الزبير، ومالك بن أنس. انظر: شرح التبصرة والتذكرة 3/ 241.
(6)
وهو ما رواه ابن سعد2/ 310، وابن أبي شيبة (36536)، وأحمد1/ 223و266 و279 و294 و312 و359، ومسلم 7/ 89 (2353)، والترمذي (3650)، وفي الشمائل (381)، وأبو يعلى (2452) و (2614)، والطحاوي في شرح المشكل (1944)، والطبراني في الكبير (12843) و (12844) من حديث عمَّار بن أبي عمار مولى بني هاشم، قال: سمعت ابن عباس يقول: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن خمس وستين. =
= وهذه رواية شاذة تفرد بها عمار بن أبي عمار، وأخطأ فيها فإن المتقنين من أصحاب ابن عباس رووا عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم توفي وهو ابن ثلاث وستين منهم عكرمة بن عمار وعمرو بن دينار وعروة بن الزبير وغيرهم، وقد ساق البخاري في تاريخه الصغير1/ 27 - 29، رواياتهم، ثم ساق رواية عمار، وقال:"ولا يتابع عليه، وكان شعبة يتكلم في عمار". وقال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية5/ 197: "ورواية الجماعة عن ابن عباس في ثلاث وستين أصح، فهم أوثق وأكثر، وروايتهم توافق الرواية الصحيحة عن عروة عن عائشة، وإحدى الروايتين عن أنس، والرواية الصحيحة عن معاوية". وكذلك قد سبقه إلى مثل هذا البيهقي في دلائل النبوة7/ 241، فقد قال:"ورواية الجماعة عن ابن عباس في ثلاث وستين أصح فهم أوثق وأكثر".
وانظر: بلا بد كتابنا كشف الإيهام الترجمة (405).
وقِيْلَ: غيرُ ذَلِكَ (1).
وقِيْلَ في الصِّدِّيقِ: إِنَّهُ عاش خمساً وستين (2)، وقِيْلَ: اثنتين وستينَ، وثلاثةَ أشهرٍ، واثنين وعشرين يوماً (3).
وقِيْلَ في الفاروقِ: إنَّه عاشَ ستينَ (4)، وقِيْلَ: أربعاً وخمسين (5)، وقِيْلَ: خمساً وخمسين (6)، وقِيْلَ: غَيْرُ ذَلِكَ.
(1) فقيل: اثنين وستين. وبه قال قتادة. انظر: سير أعلام النبلاء (قسم السيرة) 2/ 476.
(2)
حكاه ابن الجوزي. كما نقله العراقي في شرح التبصرة والتذكرة 3/ 243.
قلنا: وهو مخالف لما جزم به ابن الجوزي في صفوة الصفوة 1/ 112.
(3)
وهذا قول ابن حبان في كتاب " الخلفاء " على ما نقله العراقي في شرح التبصرة والتذكرة 3/ 243. وانظر: ما يقارب هذا القول في الثقات 2/ 194 لابن حبان.
قلنا: وإنما لم يُعدْ ذكر القول الراجح؛ لأنه محكي في النظم مجملاً. وهو أنه توفي عن ثلاث وستين سنة، وقد صح هذا عن معاوية وأنس، وهو قول الأكثرين، وبه جزم ابن قانع والمزي والذهبي وغيرهم. انظر: صفة الصفوة 1/ 112، والعبر 1/ 13، والكاشف 1/ 573 (2850)، وشرح التبصرة والتذكرة 3/ 242 - 243، وتاريخ الخلفاء للسيوطي:76.
(4)
وبه جزم ابن قانع في " الوفيات ". انظر: شرح التبصرة والتذكرة 3/ 243.
(5)
قال السخاوي: ((وقِيْلَ أربع وخمسون، قاله بعضهم)). فتح المغيث 3/ 242. ولم نقف على تسمية هذا البعض.
(6)
رواه البخاري في التاريخ الكبير 6/ 139 (1952)، وفي الصغير 1/ 46 عن ابن عمر، وبه جزم ابن حبان في كتاب " الخلفاء " له. كما في شرح التبصرة والتذكرة 3/ 244، ولَم نقف على كتاب الخلفاء - وهو قطعاً غير كتاب الخلفاء الذي في المجلد الثاني من ثقاته إذ قال في 2/ 313 ما نصه:((قد ذكرت كيفية هذه القصة - يعني: قتل الحسين- وباليتها (كذا) في أيام بني أمية وبني العباس في كتاب الخلفاء)) - ووقع في الثقات 2/ 241: ((خمسة وستون سنة)).
وتوقَّفَ شيخُنا في تصحيحِ الأوَّلِ، بل مالَ إلى ترجيحِ أنَّهُ عاشَ سبعاً، أو ثمانياً وخمسينَ. قَالَ: لأنَّهُ أخبرَ عن نفسهِ بذلك (1).
وقِيْلَ في عليٍّ: إنه عاش ثلاثاً، أو أربعاً وستينَ (2)، وقِيْلَ: اثنينِ وستينَ (3)، وقِيْلَ: سبعاً وخمسينَ (4)، وقِيْلَ: غَيْرُ ذَلِكَ (5).
ثم بَيَّنَ وفياتِ هؤلاءِ، وغيرهم، ممن يأتي، فقال:
(وَفي) شَهْرِ (رَبيْعٍ) الأولِ (قَدْ قَضَى) أي: مَاتَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم (يَقيْنَا) أي: قطعاً، والقولُ: بأنه ماتَ في شهرِ رمضانَ شاذٌّ (6)، وماتَ يومَ الاثنينِ (سَنَةَ إحْدَى عَشْرةٍ) -بإسكان المعجمة في لغة (7) - من الهجرةِ، والجمهورُ على أنَّه ماتَ لاثنَتي عشرةَ ليلةً خلَتْ من الشهرِ (8)، وقِيْلَ: في مستَّهلِهِ (9)، وقِيْلَ: لليلتينِ خلتا منه (10).
(1) انظر: تهذيب التهذيب 7/ 441.
(2)
وهذان القولان رويا عن أبي جعفر محمد الباقر بن علي بن الحسين.
انظر: التاريخ الكبير 6/ 259، وتاريخ دمشق 42/ 570، وتهذيب الكمال 5/ 461.
(3)
وبه جزم ابن حبان في كتاب " الخلفاء ". انظر: شرح التبصرة والتذكرة 3/ 244.
قلنا: وهو كذلك في ثقاته 2/ 303. ولكن وقع بعده بسطرين أنه ابن ثلاث وستين!!! فلا ندري من أين أتى ذلك؟؟
(4)
قال العراقي: ((وبه صدّر ابن قانع كلامه، وقدّمه ابن الجوزي والمزي عند حكاية الخلاف)). شرح التبصرة والتذكرة 3/ 244.
قلنا: وفي صفوة الصفوة 1/ 139 تقديم القول الأصح (ثلاث وستين). وانظر: تهذيب الكمال 5/ 261 (4678).
(5)
انظر: شرح التبصرة والتذكرة 3/ 244.
(6)
عنى به رواية البزار عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم توفي حادي عشر شهر رمضان. انظر: فتح المغيث 3/ 243.
(7)
وهي لغة أهل الحجاز، وبالكسر في لغة أهل نجد. انظر: لسان العرب 4/ 568 (عشر)، والصحاح 2/ 746 (عشر).
(8)
وبه جزم ابن إسحاق، ومحمد بن سعد، وسعيد بن عفير، وابن حبان، وابن عبد البر، وابن الصلاح، والنووي، والذهبي، وصححه ابن الجوزي، وبه صدر المزي كلامه. انظر: شرح التبصرة والتذكرة 3/ 245.
(9)
قاله موسى بن عقبة، وجزم به ابن زبر في وفياته، ورواه أبو الشيخ في " طبقات المحدثين بأصبهان " عن الليث بن سعد. انظر: شرح التبصرة والتذكرة 3/ 245.
(10)
وهو قول سليمان التيمي، ومحمد بن قيس. انظر: المصدر السابق.
واستُشْكِلَ (1) ما عليه الجمهورُ من جهةِ أنَّ الوقفةَ في ذي الحجةِ كانتْ يومَ الجمعةِ، وأولُ ذي الحجةِ كان يومَ الخميسِ؛ فَلَا يمكنُ أن يَكُوْن ثاني عشرَ شهرِ ربيعٍ من السنةِ المذكورةِ يومَ الاثنينِ، لا بتقديرِ كمالِ الأشهرِ الثلاثةِ، ولا بتقديرِ نَقْصِها، ولا نَقْصِ بعضِها (2).
وأجيبَ (3): بأنه يحتملُ أنَّ الأشهرَ كاملةٌ، وأنَّ رؤيةَ هلالِ ذي الحجةِ لأهلِ مكةَ ليلةُ الخميس، ولأهلِ المدينةِ ليلةُ الجمعةِ؛ فحصلَتِ الوقفةُ برؤيةِ أهلِ مكةَ. ثُمَّ رجعُوا إلى المدينةِ، فأرَّخُوا برؤيةِ أهلِها؛ فكانَ أوَّلُ ذي الحجةِ الجمعةَ، وآخِرُهُ السبتَ، فيلزمُ أن يكونَ أولُ ربيعٍ الخميسَ؛ فيكونُ ثاني عشر الاثنين.
واختُلِفَ أيضاً في ابتداءِ مَرضِهِ، وفي مدَّتِهِ، وفي وقتِ (4) وفاتِهِ من يومِهِ، وفي وقتِ دفنِهِ.
فالأولُ: يومُ الاثنينِ، وقِيْلَ: يومُ السبتِ (5)، وقِيْلَ: يومُ الأربعاء (6).
والثاني: ثلاثةَ عَشَرَ يوماً (7)، وقِيْلَ: أربعةَ عَشَرَ (8)، وقِيْلَ: اثنا عَشَرَ (9)، وقِيْلَ: عشرةُ (10).
(1) استشكله العلامة السهيلي في الروض الأنف 4/ 439.
(2)
قال العراقي في شرح التبصرة والتذكرة 3/ 246: ((وهذا التفصيل لا محيص عنه)). وبنحوه قال في التقييد والإيضاح: 433.
(3)
هذا الجواب للحافظ ابن كثير. انظر: البداية والنهاية 5/ 194 - 195، ونسبه السخاوي في فتح المغيث 3/ 244 إلى الشرف ابن البارزي وابن كثير.
(4)
ساقطة من (م).
(5)
حكاهما السخاوي عن الخطابي على الشك. فتح المغيث 3/ 245.
(6)
وبه قال أبو أحمد الحاكم الكبير، وابن حبان، وابن عبد البر.
انظر: الثقات 2/ 130، والاستيعاب 1/ 34، وفتح المغيث 3/ 245.
(7)
وبه قال الأكثر.
(8)
في (م) زيادة: ((يوماً)) ولم ترد في شيء من النسخ الخطية.
(9)
وهذان القولان في الروضة. كما قال السخاوي في فتح المغيث 3/ 245.
(10)
في (م) زيادة: ((أيام)). ولم ترد في شيء من النسخ الخطية. =
=وهذا القول رواه البيهقي في "دلائل النبوة" عن سليمان التيمي بإسناد صحيح كما قال الحافظ العراقي. انظر: دلائل النبوة 7/ 234، شرح التبصرة والتذكرة 3/ 246، والتقييد والإيضاح: 434 - 435.
والثالثُ: الضُّحَى، وفي " الصَّحِيْحَيْنِ " ما يدلُّ على أنَّهُ آخِرُ اليومِ.
و (1) جَمَعَ النَّاظِمُ بينَهُما بأنَّ المرادَ أولُ النصفِ الثاني، فهو آخرُ وقتِ الضَّحى، وهو من (2) آخرِ النهارِ باعتبارِ أنه من النصفِ الثاني، واستدَلَّ له بخبرٍ عن عائشةَ (3).
والرابعُ: قِيْلَ: ساعة (4) وفاتِهِ، وهي حينَ الزوالِ يومُ الاثنينِ (5)، وقِيْلَ: ليلةُ الثلاثاءِ (6). وقِيْلَ: عندَ الزوالِ يومَ الثلاثاءِ (7)، وقِيْلَ: ليلةُ الأربعاءِ، وقِيْلَ: يومُهُ (8).
(وقُبِضَا) أي: مات (عَامَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ) من الهجرةِ (التَّالي) له صلى الله عليه وسلم في الذكرِ فيما مَرَّ، وفي الولايةِ والوفاةِ، وهو أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ (الرِّضَا) أي: المرضِيُّ في جُمادى الأولى (9)، وقِيْلَ: في جمادى الآخرة (10)، وقِيْلَ: في ربيعٍ الأولِ، لليلةٍ خلَتْ منه (11).
(1) في (م) زيادة: ((قد)) ولا وجود لها في بقية النسخ.
(2)
في (م): ((في)).
(3)
انظر: شرح التبصرة والتذكرة 3/ 248، والتقييد والإيضاح:435.
(4)
في (م): ((ساعاة)).
(5)
نقل السخاوي عن الحاكم أنه قال في الإكليل: أنه أصح الأقوال وأثبتها. انظر: فتح المغيث 3/ 245.
(6)
رواه سيف عن هشام، عن أبيه، وحكاه الحاكم. انظر: فتح المغيث 3/ 245.
(7)
رواه البيهقي عن ابن عباس. وانظر: فتح المغيث 3/ 245.
(8)
يعني يوم الأربعاء، وانظر: فتح المغيث 3/ 246.
(9)
وهو قول الواقدي، وعمرو بن عليِّ الفلاس، وبه جزم المزي في تهذيب الكمال 4/ 206 (3405) قال العراقي:((وتقييده بجمادى الأولى مخالف لقول الأكثرين)).
انظر: شرح التبصرة والتذكرة 3/ 249، والتقييد والإيضاح:435.
(10)
وإليه ذهب ابن إسحاق، وابن زبر، وابن قانع، وابن حبان، وابن عبد البر، وابن الجوزي، والذهبي. انظر: شرح التبصرة والتذكرة 3/ 249.
(11)
قال السخاوي: ((رواه البغوي من طريق الليث)). فتح المغيث 3/ 246.
قلنا: لم نجده في شرح السنة ولا المصابيح، بل نص على خلافه في شرح السنة فقال:((مات بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنتين وأشهر في آخر جمادى الآخرة يوم الاثنين سنة ثلاث عشرة)). شرح السنة 14/ 76.
(و) قضى (لِثَلاثٍ) مِنَ السنينِ مِنَ الهجرةِ (بَعْدَ عِشْريْنَ) سَنَةً مِنْهَا، في آخرِ يومٍ من ذي الحجةِ (عُمَرْ) الفاروقُ (1).
(و) عامَ (خمسةٍ بَعْدَ ثَلاثينَ) عاماً في ذي الحجة أيضاً (غَدَرْ) أي: نَقَضَ العهدَ (عادٍ) أي: متعدٍّ في الظُّلَمِ، قِيْلَ: إنَّهُ جَبَلةُ بنُ الأيهمِ، أو سودانُ بنُ حمرانَ، أو رومانُ اليَمانيُّ، أو رومانُ رجلٌ من بني أسدِ بنِ خزيمةَ، أو غيرُ ذلك (بعُثمانَ) بنِ عفان، فقَتَلَهُ (2).
عاشَ اثنتينِ وثمانينَ سنةً (3)، وقِيْلَ: ثمانين (4)، وقِيْلَ: غَيْرُ ذَلِكَ (5).
(كَذاك) غَدَر (بعَليْ)(6) بنِ أبي طالبٍ، فقتَلَهُ غِيْلَةً (في) شهر رمضانَ من عامِ
(الأربعين) مِنَ الهجرةِ؛ عبدُ الرحمانِ بنُ ملجمٍ المراديُّ (ذو الشَّقَاءِ الأزليْ) أي: القديمَ، بقولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم في خبرِ النَّسائيِّ لعليٍّ -رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْهُ -:((أشقَى النَّاسِ الَّذِي عَقَرَ النَّاقَةَ، والَّذي يَضْرِبُكَ عَلَى هَذَا وَوَضَعَ يَدَهُ عَلى رَأسِهِ، حتَّى يَخْضِبَ هَذهِ، يعني لِحْيَتَهُ)) (7).
957 -
وَطَلْحَةٌ (8) مَعَ الزُّبَيْرِ جُمِعَا
…
سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِيْنَ مَعَا
958 -
وَعَامَ خَمْسَةٍ وَخَمْسِيْنَ قَضَى (9)
…
سَعْدٌ، وقَبْلَهُ سَعِيْدٌ فَمَضَى
(1) انظر: شرح التبصرة والتذكرة 3/ 250.
(2)
انظر: تاريخ خليفة بن خياط 1/ 175 - 176، وتاريخ الطبري 2/ 661.
(3)
قاله أبو اليقظان، وادعى الواقدي اتفاق أهل السير عليه. انظر: شرح التبصرة 3/ 251.
(4)
وبه قال ابن إسحاق. انظر: شرح التبصرة والتذكرة 3/ 251.
(5)
انظر: طبقات ابن سعد3/ 53، والاستيعاب3/ 81، وشرح التبصرة والتذكرة 3/ 251، والإصابة2/ 462.
(6)
في (م) زيادة: ((أي)) ولم ترد في شيء من النسخ الخطية.
(7)
لم نجده، ولعل المصنف يعني: حديث (10361) في تحفة الأشراف، وقد عزاه المزي للمواعظ من السنن الكبرى، وهو مما سقط من المطبوع. وذكره الهيثمي في المجمع9/ 136 من حديث عمار، ونسبه إلى أحمد والطبراني والبزار، وقال:((رجال الجميع موثقون إلا أن التابعي لَمْ يسمع من عَمَّار)).
والحديث رواه أبو يعلى في المسند 1/ 377 (485)، والطبراني في الكبير 8/ (7311)، قال الهيثمي في المجمع 9/ 136:((وفيه رشدين بن سعد وقد وثق، وبقية رجاله ثقات)).
قلنا: بل رشدين مجمع على ضعفه!! وضعَّف إسناده الشيخ حسين سليم أسد.
(8)
بالصرف؛ لضرورة الوزن.
(9)
في (ب): " قضا "، والصواب ما أُثْبِتَ.
959 -
سَنَةَ إحْدَى بَعْدَ خَمْسِيْنَ وَفِي
…
عَامِ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِيْنَ تَفِي
960 -
قَضى ابْنُ عَوْفٍ، والأَمِيْنُ سَبَقَهْ
…
عَامَ ثَمَانِي عَشْرَةٍ (1) مُحَقَّقَهْ
961 -
وَعَاشَ حَسَّانُ كَذَا حَكِيْمُ
…
عِشْرِيْنَ بَعْدَ مِئَةٍ تَقُوْمُ
962 -
سِتُّوْنَ فِي الإِسْلَامِ ثُمَّ حَضَرَتْ
…
سَنَةَ أرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ خَلَتْ
963 -
وَفَوْقَ حَسَّانَ ثَلَاثَةٌ، كَذَا
…
عَاشُوْا، وَمَا لِغَيْرِهِمْ يُعْرَفُ ذَا
964 -
قُلْتُ: حُوَيْطِبُ بْنُ عَبْدِ العُزَّى
…
مَعَ ابْنِ يَرْبُوْعٍ سَعِيْدٍ يُعْزَى
965 -
هَذَانِ مَعْ حَمْنَنَ وابْنُ نَوْفَلِ
…
كُلٌّ إلى وَصْفِ حَكِيْمٍ فَاجْمِلِ
966 -
وفِي الصِّحَابِ سِتَّةٌ قَدْ عَمَّرُوا
…
كَذَاكَ (2) في المُعَمِّرِيْنَ ذُكِرُوا
(وطلحةٌ) -بالصرفِ للوزنِ- بنُ عبيدِ اللهِ (معَ الزُّبيرِ) بنِ العَوَّامِ (جُمِعَا) قَتْلاً في وقعةِ الجملِ (سنةَ ستٍّ وثلاثينَ) مِنَ الهِجرةِ في يومٍ واحدٍ (مَعَا).
وَكَانت وقعةُ الجملِ لعشرٍ خلونَ من جُمادى الآخرةِ (3)، وقِيْلَ: يومُ الخميسِ، وعَليهِ الجُمهورُ (4)، وقِيْلَ: يومُ الجُمعةِ (5)، وقِيْلَ: غيرُ ذلك. وقِيْلَ: كانت في جُمادى الأولى (6).
وقاتِلُ طلحةَ: مروانُ بنُ الحكمِ بنِ أبي العاصِ، وقاتِلُ الزبيرِ: عمرُو بنُ جرموز (7)، وسنُّهُما: أربعٌ وستون سنةً (8).
(1) بالتنوين؛ لضرورة الوزن.
(2)
في (فتح المغيث): " لذاك ".
(3)
جزم به الواقدي، وابن سعد، وخليفة بن خياط، وابن زبر، وابن عبد البر، وابن الجوزي وغيرهم. انظر: شرح التبصرة والتذكرة 3/ 253.
(4)
وإليه ذهب ابن سعد، وابن زبر، وابن الجوزي. انظر: المصدر السابق.
(5)
وبه قال خليفة بن خياط. انظر: تاريخه 1/ 160.
(6)
وهو قول الليث بن سعد، وابن حبان. انظر: الثقات 2/ 283، وشرح التبصرة والتذكرة 3/ 253.
(7)
انظر: الثقات 2/ 283 - 284.
(8)
وبه قال ابن حبان والحاكم. انظر: الثقات 2/ 339 - 340، ومعرفة علوم الحديث:203.
وقِيْلَ في سنِّ طلحةَ: ستون (1)، وقِيْلَ: اثنان (2) وستون (3)، وقِيْلَ: غيرُ ذَلِكَ (4).
وفي سنِّ الزبيرِ: بضعٌ وخمسونَ (5)، وقِيْلَ: ستٌ، أو سبعٌ وستون، وغيرُ ذَلِكَ (6).
(وعامَ خمسةٍ وخمسينَ)(7) من الهجرةِ (قَضَى) أي: مات (سَعْدٌ)، هو ابنُ أَبي وَقَّاصٍ، وقِيْلَ: خَمسينَ، وقِيْلَ: غيرُ ذلِك (8)، وسنُّهُ ثلاثٌ وَسَبْعونَ، وقِيْلَ: أربعٌ وسبعونَ، وقِيْلَ: غيرُ ذلِكَ (9).
(وقبلَهُ) مَوتاً (سَعِيْدٌ) هو ابنُ زيدٍ، (فَمَضَى) أي: فإنَّهُ مَاتَ (سنةَ إحدى بَعْدَ خَمْسِينَ) سنةً من الهجرةِ، وَقِيْلَ: سنةُ اثنتينِ وخَمْسِينَ، وَقِيْلَ: غيرُ ذَلِكَ.
وسنُّه قِيْلَ: ثلاثٌ وسَبعونَ، وَقِيْلَ: أربعٌ وسبعونَ (10).
(وَفِي عَامِ اثنتينِ وثلاثينَ) منَ الهِجْرةِ (تَفِي)، أي: تَتِمُّ، (قَضَى) أي: ماتَ عبدُ الرَّحْمَانِ (ابنُ عَوْفٍ)، وَقِيْلَ: إحدى وثلاثينَ، وَقِيْلَ: غيرُ ذَلِكَ.
وسنُّهُ: قِيْلَ: اثنتانِ وسبعونَ، وَقِيْلَ: خمسٌ وسبعونَ، وَقِيْلَ: ثمانٍ وسبعونَ (11).
(1) قاله المدائني، وبه صدّر ابن عبد البر كلامه. انظر: الاستيعاب 2/ 224، وشرح التبصرة والتذكرة 3/ 255.
(2)
كذا في النسخ، والصواب:((اثنتان)).
(3)
وبه قال عيسى بن طلحة، والواقدي. انظر: الطبقات الكبرى 3/ 224، وشرح التبصرة والتذكرة 3/ 255.
(4)
انظر: شرح التبصرة والتذكرة 3/ 255.
(5)
هذا القول لم يورده العراقي في شرحه 3/ 255، ولم نقف على القائل به، وما نراه إلا تقليد لقول السخاوي في شرحه 3/ 250.
(6)
انظر: شرح التبصرة والتذكرة 3/ 255.
(7)
وهو قول الجمهور، منهم، الواقدي، والهيثم بن عدي، وابن نمير، وأبو موسى الزمن، والمدائني، وعمرو بن علي الفلاس. انظر: تاريخ مولد العلماء ووفياتهم 1/ 158 - 159.
(8)
انظر: تهذيب الكمال 3/ 130 (2213)، وشرح التبصرة والتذكرة 3/ 256.
(9)
انظر: تاريخ بغداد 1/ 146، وتاريخ دمشق 20/ 370.
(10)
انظر: شرح التبصرة والتذكرة 3/ 257.
(11)
انظر: تاريخ دمشق 35/ 307.
(و) أبو عُبيدةَ عامرُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ الجراحِ (الأمينُ) أي: أمينُ هذهِ الأمةِ (سبقَهْ) أي: سبقَ ابنَ عَوفٍ بالوفاةِ، فإنَّهُ مَاتَ (عامَ ثماني عَشْرةٍ) - بالتنوين (1) للوزن - منَ الهِجرةِ، ووفاتُهُ في هذا العامِ (محقَّقَهْ)، والتَّصْريحُ بهذا من زيادتِهِ. وَسنُّهُ: ثمان وخمسونَ سنةً (2).
وهؤلاءِ العَشَرةُ الذين بَيَّنَ وفياتِهُم بعد النبيِّ صلى الله عليه وسلم، هم المشهودُ لهم بالجنَّةِ.
ثم بيَّن وَفياتِ جماعةٍ من الصَّحابةِ معمَّرِيْن، فَقَالَ:
(وعاشَ حَسَّانُ) بنُ ثابتِ بنِ المنذرِ بنِ حرامٍ الأنصاريُّ، و (3)(كذا حَكِيمُ) بنُ حزامِ بنِ خويلدٍ، وهو ابنُ أخي خَديجَةَ (عِشْرينَ) سَنةً (بعدَ مئةٍ) مِنَ السِّنين، (تَقُوْمُ) أي: تَتِمُّ (سِتُّونَ) مِنْهَا (في الإسلامِ)، وَستّونَ قبلهُ (4) في الجاهليةِ، (ثُمَّ حَضَرَتْ) بالمدينةِ الشريفةِ وفاةُ كُلٍّ مِنهما (سنةَ أربعٍ وخمسينَ خَلَت) أي: مضَتْ مِنَ الهجرةِ.
وَقِيْلَ في وفاةِ الأولِ: سنةُ خمسينَ. وَقِيْلَ: سنةُ أربعينَ، وَقِيْلَ: قبلها (5).
وفي وفاةِ الثاني (6): سنةُ ستينَ، وَقِيْلَ: سنةُ ثمانٍ وخمسينَ، وَقِيْلَ: سنةُ خمسينَ (7).
قال الزبيرُ بنُ بَكَّارٍ: كان مولدُ حكيمٍ (8) بجوفِ الكعبةِ.
قَالَ شَيْخُنا: ولا يُعرفُ ذلك لغيرِهِ.
(وفوقَ حسانَ) المذكورِ من آبائِهِ (ثلاثةٌ) متواليةٌ: ثابتٌ، والمنذرُ، وحرامُ، (كذا عاشُوا) أي: مئةً وعشرينَ سنةً (9).
(1) في (م): ((بالصرف)).
(2)
انظر: تاريخ دمشق 25/ 488.
(3)
الواو ساقطة من (م).
(4)
في (ع): ((قبلها)).
(5)
انظر: من عاش مئة وعشرين من الصحابة: 48 - 69، وأهل المئة فصاعداً:115.
(6)
في (م) زيادة: ((في)).
(7)
انظر: من عاش مئة وعشرين من الصحابة: 48 - 69، وأهل المئة فصاعداً:115.
(8)
في (ع): ((حكيم بن حزام)).
(9)
وكذا قال الإمام الترمذي في كتاب: " تسمية أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم "(124).
وَقِيْلَ: عاشَ كُلٌّ منَ الأربعةِ مئةٌ وأربعُ سنينَ فقط (1).
(وَمَا لِغيرِهِمْ) أي: الأربعةِ (يُعرفُ) في العَربِ مثلُ (ذا) متوالياً، قَالَهُ ابنُ الصَّلاحِ (2).
(قُلْتُ): لكن في الصَّحَابةِ أربعةٌ غيرُ حَسّانَ، وحكيمٍ، قُرشيونَ:(حُويطِبُ بنُ عبدِ العُزَّى) العامريُّ (3)(مَعَ ابنِ يَربُوعٍ سعيدٍ (4) يُعْزَى) أي: يُنْسَبُ (هَذانِ مَعْ) بالإسكان (حَمْنَن) - بفتحِ المهمَلَةِ وسكونِ الميم وفتحِ النونِ الأولى بِلا تنوينٍ للوزن - ابنِ عوفٍ، أخي عبدِ الرَّحْمَانِ بنِ عوفٍ (5)(و) معَ مَخْرمةَ (ابنُ نوفلِ) والدِ المِسوَرِ (6)، (كُلٌّ) من هؤلاءِ الأربعةِ يُعْزَى (إلى وَصْفِ حَكِيْمٍ) وحسَّانَ، في كونِ كُلٍّ منهم صَحابياً، وعاشَ مئةً وعشرينَ سنةً: نصفُها في الجاهليةِ، ونصفُها في الإسلامِ، وتوفِّيَ سنةَ أربعٍ وخمسينَ، (فاجْمِلِ) عدَدهُم يكُنْ ستةً.
(وفي الصِّحَابِ) أي: الصَّحَابةِ (ستَّةٌ) أيضاً (قَدْ عَمَّروا) هَذَا السنَّ، لكن لم يُعْلَم كون نصفه في الجاهليةِ، ونصفه في الإسلامِ، لتقدمِ وفاتِهِم على المذكورينَ، أو تأخُّرِها، أو لعدمِ معرفةِ تاريخِها، وهم:
1 -
عاصمُ بنُ عديِّ بنِ الجدِّ العجلانيُّ، صاحبُ عُويمرٍ العجلانيُّ في قِصَّةِ اللعانِ (7).
2 -
والمنتجعُ جدُّ ناجيةَ (8).
(1) رواه البيهقي في الزهد من طريق ابن إسحاق، عن سعيد. انظر: فتح المغيث 3/ 253، وبه قال ابن حبان في ثقاته 3/ 72.
(2)
حكاية عن الحافظ أبي نعيم الأصبهاني. انظر: معرفة أنواع علم الحديث: 566.
(3)
انظر: المستدرك 3/ 492، ومن عاش مئة وعشرين: 58 (3)، وأهل المئة فصاعداً:115.
(4)
انظر: من عاش مئة وعشرين من الصحابة: 65 (6).
(5)
انظر: من عاش مئة وعشرين من الصحابة: 76 (10).
(6)
انظر: من عاش مئة وعشرين من الصحابة: 62 (5).
(7)
انظر: من عاش مئة وعشرين من الصحابة: 53 (2).
(8)
انظر: من عاش مئة وعشرين من الصحابة: 77 (11).
3 -
ونافعُ أبو سليمانَ العبديُّ (1).
4 -
واللجلاجُ العامريُّ (2).
5 -
وسعدُ بنُ جُنادةَ العَوفيُّ الأنصاريُّ (3).
6 -
وعَدِيُّ بنُ حاتِمٍ الطائيُّ (4).
(كذاكَ في المعمَّرِينَ ذُكِرُوا) أي: ذكرَهُم جماعةٌ.
ونظمهُم البرهانُ الحَلَبيُّ في بيتٍ، فَقَالَ:
منتجعٌ ونافعٌ مَعْ عَاصِمٍ
…
وَسَعْدٍ اللّجلاجِ وابنِ حَاتِمِ
967 -
وَقُبِضَ الثَّوْرِيُّ عَامَ إحْدَى
…
مِنْ بَعْدِ سِتِّيْنَ وَقَرْنٍ عُدَّا (5)
968 -
وَبَعْدُ في تِسْعٍ تَلِي سَبْعِيْنَا
…
وَفَاةُ (6) مَالِكٍ، وَفي الخَمْسِيْنَا
969 -
وَمِئَةٍ أَبُو حَنِيْفَةٍ قَضَى
…
والشَّافِعِيُّ بَعْدَ قَرْنَيْنِ مَضَى
970 -
لأَرْبَعٍ ثُمَّ قَضَى مَأمُوْنَا
…
أحْمَدُ في إحْدَى وأَرْبَعِيْنَا
ثم بيَّنَ الناظمُ وفياتِ أصْحابِ المذاهبِ الخَمسةِ، فَقَالَ:
(وقُبِضَ) أي: مَاتَ أبو عبدِ اللهِ سُفيانُ بنُ سعيدٍ (الثوريُّ) - نسبةً إلى ثورِ بنِ عبدِ مناةٍ بنِ أدّ (7). وَقِيْلَ: إلى ثورِ همدانَ - الكوفيُّ، كان لَهُ مُقلّدون إلى بعدِ الخمسِ مئةٍ (عامَ إحدى مِنْ بعدِ سِتِّينَ، وَقَرْنٍ) أي: إحدى وستين ومئة، في شعبان بالبَصْرةِ.
(عُدَّا) بألفِ الإطلاقِ تكملةٌ، وهو صفةٌ لستينَ وَقَرْنٍ، أي: مَعْدودانِ.
(1) انظر: من عاش مئة وعشرين من الصحابة: 78 (12).
(2)
انظر: من عاش مئة وعشرين من الصحابة: 80 (13).
(3)
انظر: من عاش مئة وعشرين من الصحابة: 68 (7).
(4)
انظر: الطبقات الكبرى 6/ 22، وطبقات خليفة: 69، وتاريخ خليفة 1/ 260، ولكنه أرخ وفاته سنة (66 هـ).
(5)
في (ب): ((غدا))، والصواب ما أُثْبِتَ.
(6)
في (ب): " وفات "، والصواب ما أُثْبِتَ.
(7)
انظر: اللباب 1/ 244.
ومولدُهُ: سنة سبعٍ وتسعينَ (1)، وَقِيْلَ: سنةُ خمسٍ وتسعينَ (2).
(وبَعْدُ) أي: وَبَعدَ الثوريِّ (في) سَنةِ (تِسْعٍ) بتقديمِ التاءِ (تَلي سَبْعِينَا)
- بتقديم السين - بعدَ مئةٍ، كانت (وفاةُ) أَبي عبدِ اللهِ (مَالِكٍ) هو ابنُ أنسٍ، تُوفي بالمدينةِ وقُبِرَ بِها.
وَقِيْلَ: تُوفِّي في صَفَر، وَقِيْلَ: صبيحةُ أربعَ عشرةَ من شهرِ ربيعٍ الأولِ (3).
ومولدُهُ: سنة ثلاثٍ، أو إحدى، أو أربعٍ، أو سبعٍ وتسعينَ، وَقِيْلَ: سنةُ تسعينَ، وَقِيْلَ: غيرُ ذلكَ (4).
فَسِنُّهُ: سِتٌّ، أو ثمانٍ، أو خمسٌ، أو اثنتانِ، أو تِسْعٌ وثمانُونَ سَنةً، أو غيرُ ذلِكَ (5).
(وَفي الخَمْسينا وَمئةٍ) مِنَ السِّنينِ: (أبو حَنيفةٍ) النعمانُ بنُ ثابتٍ الكوفيُّ (قَضَى) أي: مَاتَ بِبغْدادَ وَقُبرَ بِهَا.
وَقِيْلَ: سَنَةُ إحدى (6)، وَقِيْلَ: ثَلاثٌ وخمسينَ ومئةٌ (7).
ومولدُهُ: سَنةُ ثمانينَ. فسنُّهُ: سَبعونَ، وَقِيْلَ: إحدى، وَقِيْلَ: ثلاثٌ وسَبعونَ سَنةً (8).
(و) إمامنا أبو عبدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ إدريسَ (الشَّافِعيُّ بعدَ قَرْنَينِ) أي: مئتينِ (مَضَى)، أي ماتَ (لأربعٍ) مِنَ السنينَ بَعدهُما بمصرَ آخِرُ يومٍ من شَهْرِ رَجَبٍ. وَقِيْلَ: ليلةُ الخميسِ، آخِرُ ليلةٍ مِنْهُ. وَقِيْلَ: آخِرُ شهرِ ربيعٍ الأولِ. وقبرُهُ بالقرافَةِ ظاهرٌ مشهورٌ يُزَارُ.
(1) قاله العجلي والجمهور. انظر: ثقات العجلي 1/ 410، وشرح التبصرة والتذكرة 3/ 267.
(2)
وبه قال ابن حبان. انظر: ثقاته 6/ 402.
(3)
وبه قال إسماعيل بن أبي أويس، وجزم به الذهبي. انظر: العبر1/ 272، وشرح التبصرة 3/ 267.
(4)
انظر: شرح التبصرة والتذكرة 3/ 267.
(5)
انظر: ترتيب المدارك 1/ 102، وسير أعلام النبلاء 8/ 48.
(6)
هذه رواية ابن أبي خيثمة، عن ابن معين. انظر: تاريخ بغداد 13/ 422.
(7)
وهو قول مكي بن إبراهيم البلخي. انظر: المصدر نفسه.
(8)
انظر: سير أعلام النبلاء 6/ 390، والجواهر المضية 1/ 49 فما بعدها.
ومولدُهُ: سَنةُ خمسينَ ومئةٍ بـ ((غَزَّةَ))، وَقِيْلَ: بـ ((عَسْقَلانَ))، وَقِيْلَ:
بـ ((اليمَنِ)). فَسِنُّهُ: أربعٌ وخمسونَ (1).
وَقِيْلَ: سِنُّهُ اثنتانِ وخَمْسُونَ سَنَةً. وَهُوَ غَريبٌ (2)، ويلزمُ عَلَيْهِ أنَّ في وفاتِهِ، أو مولدِهِ خلافاً، ولا أعلمُهُ، بَلْ نقل النوويُّ - رحِمهُ الله تَعَالَى - في " مجموعِهِ "(3) الإجماعَ على أنه وُلِدَ سنةَ خمسينَ ومئةٍ.
(ثم قَضَى) أي ماتَ حَالَة كونِهِ (مأمُونا) مِن فتنةِ الشيطانِ، وغيرِهِ: أبو عبدِ اللهِ (أحمدُ) بنُ محمدِ بنِ حَنْبلٍ (في) سنةِ (إحدى وأربَعينَا) بَعْدَ المئتينِ، على المشهورِ ببغدادَ.
واخْتَلَفُوا في الشهرِ، وفي اليومِ؛ فقِيْلَ: تُوفِّي يومَ الجمعةِ ضَحْوةً، لاثنتَي عشرةَ ليلةً خَلَتْ من شهرِ ربيعٍ الآخِرِ. وَقِيْلَ: يومُ الجمعةِ، لثَلاثَ عَشْرةَ بَقَيْنَ مِنْهُ. وَقِيْلَ: يومُ الجمعةِ في شهرِ ربيعٍ الأولِ، وَقِيْلَ: غيرُ ذَلكَ.
ومولدُهُ: في شهرِ ربيعٍ الأولِ سنةُ أربعٍ وستينَ ومئةٍ.
فسِنُّه: سَبْعٌ وسَبعونَ سَنةً (4).
ومِنْهُمْ مَنْ عَدَّ من أصحابِ المذاهبِ: الأوزاعيَّ، وإسْحَاقَ بنَ رَاهَوَيْهِ، واللَّيْثَ بنَ سَعدٍ، وسُفيانَ بنَ عُيينةَ، وداوُدَ بنَ عَلِيٍّ الظاهريَّ، ومُحَمَّدَ بنَ جَرِيْرٍ الطبريَّ.
971 -
ثُمَّ البُخَارِيْ لَيْلَةَ الفِطْرِ لَدَى (5)
…
سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ بِخَرْتَنْكَ رَدَى
972 -
وَمُسْلِمٌ سَنَةَ إحْدَى في رَجَبْ
…
مِنْ بَعْدِ قَرْنَيْنِ وَسِتِّيْنَ ذَهَبْ
973 -
ثُمَّ لِخَمْسٍ بَعْدَ سَبْعِيْنَ أبُو
…
دَاوُدَ، ثُمَّ التِّرْمِذِيُّ يَعْقُبُ (6)
974 -
سَنَةَ تِسْعٍ بَعْدَهَا وَذُو نَسَا
…
رَابِعَ (7) قَرْنٍ لِثَلَاثٍ رُفِسَا
(1) انظر: ثقات ابن حبان 9/ 31، تاريخ بغداد 2/ 70، وسير أعلام النبلاء 10/ 5.
(2)
تفرد بهذا القول ابن زبر. انظر: تاريخ مولد العلماء ووفياتهم 2/ 453.
(3)
1/ 8.
(4)
انظر: تاريخ بغداد 4/ 422، وتاريخ دمشق 5/ 258، وسير أعلام النبلاء 11/ 179.
(5)
في (ب): ((لذا))، وهو خطأ، صوابه ما أثبت.
(6)
في (ج): ((نعقب)).
(7)
في (أ): (ثالث)، وهو خطأ، صوابه ما أثبت.
ثم بيَّن وفياتِ أصْحَابِ الكُتُبِ الخَمْسَةِ، فَقَالَ:
(ثُمَّ) أبو عَبدِ اللهِ محمدُ بنُ إسماعيلَ (البُخَارِيْ) - بالإسكان لما مَرَّ - (ليلةَ) عيدِ (الفِطْرِ) ليلةَ السبتِ وقتَ صلاةِ العشاءِ (لَدَى) أي: عندَ سنةِ (سِتٍّ وخمسينَ) ومئتينٍ (1)(بخرتَنْكَ) بفتحِ المعجمةِ، وَقِيْلَ: بكسرِها، وسكونِ الراءِ، وفتحِ التاءِ الفوقيةِ، ثم نونٍ ساكنةٍ، قريةٍ من قُرَى سَمَرقَنْدَ (2) (رَدَى) - بفتحِ المهملة - أي: ذَهَبَ بِالوفَاةِ.
وَمَولدُهُ: يومُ الجمعةِ بعدَ الصلاةِ لثلاثَ عشرةَ ليلةً خَلَتْ مِنْ شَوالٍ سنةَ أربعٍ وتسعينَ ومئةٍ.
فسِنُّهُ: اثنتانِ وستونَ سنةً إلا ثلاثةَ عشرَ يوماً (3).
(و) أبو الحسينِ (مُسْلمٌ) هو ابنُ الحجاجِ القُشَيْرِيُّ النيسابوريُّ (سنةَ إحدى في (4)) عشيةِ يومِ الأحدِ لخمسٍ بقينَ من شهرِ (رجبْ مِنْ بعدِ قَرنينِ) أي: مئتينِ (وستِّينَ) سنةً، (ذَهَبْ) بالوفاةِ بنيسابورَ.
وسِنُّهُ: خمسٌ وخمسونَ سَنةً، وَقِيْلَ: سِتُّونَ، وَقِيْلَ: قاربَها. ويؤيِّدُهُ أنَّ (5) المعروفَ أنَّ مولدَهُ سَنةُ أربعٍ ومئتينِ (6).
(ثُمّ) في يوم الجمعة سادسَ عشرَ شوالٍ (لخمسٍ) من السنينِ (بَعْدَ سبعينَ) سنةً تلي مئتينِ مَاتَ بالبصرةِ (أبو داودَ) سُليمانُ بنُ الأشعثِ السِّجِسْتَانيُّ. ومولدُهُ: سَنةُ ثنتينِ ومئتينِ (7).
(1) لم ترد في (ص).
(2)
انظر: الأنساب 2/ 391، ومعجم البلدان 2/ 356.
(3)
انظر: تاريخ بغداد 2/ 4، وطبقات الحنابلة 1/ 171، وسير أعلام النبلاء 12/ 391.
(4)
في (م): ((من)).
(5)
في (م): ((أنه)).
(6)
انظر: تاريخ بغداد 13/ 100، وسير أعلام النبلاء 12/ 557.
(7)
انظر: تاريخ بغداد 9/ 55، وطبقات الحنابلة 1/ 159، وسير أعلام النبلاء 13/ 203.
(ثُمَّ) أبو عيسى مُحَمَّدُ بنُ عيسى (التِّرْمِذِيُّ يَعْقُبُ) أبا دَاوُدَ في الوفاةِ بنحوِ أربعِ سنينَ، فإنَّهُ ماتَ ليلةَ الاثنينِ لثلاثَ عشرةَ ليلةً مضَتْ مِنْ شَهْرِ رَجَبٍ (سنةَ تِسْعٍ) - بتقديمِ الفوقيةِ - (بعدَها)، أي: بعدَ السَّبعينَ والمئتينِ (1)، وقولُهُ:((يعقب)) تكملةٌ وتأكيدٌ.
(و) أبو عبدِ الرحمانِ أحمدُ بنُ شُعيبٍ (ذو نَسَا) - بفتحِ النونِ والسينِ المهملةِ - من كُورِ نيسابورَ (2)، أي: النَّسائيُّ - بالقصر والمد -، والقياسُ النَّسَويُّ، وقد يعبَّرُ بِهِ (رابعَ قرنٍ لثلاثٍ) من السنينَ (رُفِسَا)، وماتَ بالرفسِ سنةَ ثلاثٍ وثلاث مئةٍ في صَفَرَ يومِ الاثنينِ.
وَقِيْلَ: ليلةَ الاثنينِ لثلاثَ عشرةَ خلَتْ مِنْهُ.
والرفسُ يكونُ بالأرجُلِ (3). وسببُ رفْسِهِ: أنَّ أهلَ دمشقَ سَأَلُوهُ عَنْ مُعاويةَ، وما رُوِيَ من فضائِلِهِ، ليرجِّحُوهُ بِها عَلَى عَلِيٍّ رضي الله عنهما فأجابَهُم بقوله:
((ألَا يرضَى مُعاويةُ رأساً برأسٍ حتى يُفَضَّلَ)) فما زالوا يرفِسُونَهُ في حِضنيهِ (4) - أي جانبَيْهِ - حتى أُخْرِجَ من المسجدِ، ثم حُمِلَ إلى مكةَ، فماتَ بِها مَقتولاً شَهيداً.
وَقِيْلَ: كانَ ذَلِكَ بالرملةِ. ودُفِنَ ببيتِ المقدسِ، وسنُّهُ: ثمانٍ وثمانونَ سنةً (5).
وأما أبو عبدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ يزيَدَ بنِ ماجه القزوينيُّ، فَلَم يذكرْهُ تَبعاً لابنِ الصَّلاحِ، وَكَانَتْ وفاتُهُ سَنةَ ثلاثٍ وَسَبعينَ ومِئتينِ يومَ الثلاثاءِ، لثمانٍ بقينَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ. وَقِيْلَ: سَنَةُ خمسٍ وسبعينَ (6).
(1) انظر: تذكرة الحفاظ 2/ 633، وسير أعلام النبلاء 13/ 270، والبداية والنهاية 11/ 66.
(2)
قال السمعاني في الأنساب 5/ 380: " بفتح النون والسين المهملة "، وانظر: مراصد الاطلاع 3/ 1369 ونصَّ على أنها بالقصر، بينما حكى ابن خلكان في وفياته 1/ 78: أنها بالهمز.
(3)
في اللسان: ((الرفسة: الصدمة بالرجل في الصدر ورفسهُ يرفُسه ويرفِسه رفساً: ضربه في صدره برجله وقيل من غير أن يخص به الصدر)). اللسان 6/ 100.
(4)
في (ق): ((خصيتيه)).
في السِّيَر 14/ 132: ((حِضْنَيْهِ))، وفي الشذرات 2/ 240:((خِصْيَتَيْهِ)). وانظر: وفيات الأعيان 1/ 77، وتهذيب الكمال 1/ 45، وتذكرة الحفاظ 2/ 700.
(5)
انظر: سير أعلام النبلاء 14/ 125، والبداية والنهاية 11/ 123، والنجوم الزاهرة 3/ 188.
(6)
انظر: المنتظم 5/ 90، وسير أعلام النبلاء 13/ 277.
975 -
ثُمَّ لِخَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ تَفِي
…
الدَّارَقُطْنِيْ، ثُمَّتَ الحَاكِمُ فِيْ
976 -
خَامِسِ (1) قَرْنٍ عَامَ خَمْسَةٍ فَنِي
…
وَبَعْدَهُ بِأرْبَعٍ عَبْدُ الغَنِيْ
977 -
فَفِي (2) الثَّلَاثِيْنَ: أبُوْ نُعَيْمِ
…
وَلِثَمَانٍ بَيْهَقِيُّ القَوْمِ
978 -
مِنْ بَعْدِ خَمْسِيْنَ وَبَعْدَ خَمْسَةِ
…
خَطِيْبُهُمْ والنَّمَرِيْ في سَنَةِ
ثُمَّ بيَّنَ وفياتِ جماعةٍ ذِي تَصانيفَ حسنةٍ، فَقَالَ:
(ثُمَّ لخمسٍ وثمانينَ) سنةً، أي: لمُضِيِّهَا من القرنِ الرابعِ (تَفِيْ) أي: تَتِمُّ، في (3) يومِ الأربعاءِ لثمانٍ خلونَ من ذي القعدةِ ماتَ (الدارَقُطني) - بالإسكان لما مَرَّ -. ومولدُهُ: في ذي القعدةِ سَنةَ ستٍ وثلاثِ مئةٍ. فسنُّهُ: تِسعٌ وسبعونَ سنةً (4).
(ثُمَّتَ) - لُغةٌ في ثُمَّ - أبو عبدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ (الحاكِمُ) النيسابوريُّ (فيْ خَامِسِ قَرْنٍ) في صَفَرَ (عامَ خمسةٍ) مَضَتْ مِنهُ، أي: عامَ خمسٍ وأربعِ مئةٍ (فَنِيْ) أي: مَاتَ بنيسابورَ. ومولدُهُ: في شهرِ ربيعٍ الأولِ سَنَةَ إحدى وعِشرينَ، وثلاثِ مئةٍ (5).
(وبعدَهُ) أي: الحاكمِ (بأربعٍ) من السنينَ مَاتَ أبو مُحَمَّدٍ (عبدُ الغنيْ) بنُ سعيد بنِ عليٍّ الأزديُّ المصريُّ لسبعٍ خَلَونَ من صَفرَ سَنَةَ تِسعٍ وأربعِ مئةٍ. وسنُّهُ: سبعٌ وسبعونَ سنةً (6).
(ف) بعدَهُ (في الثلاثينَ) من السنينِ بعدَ الأربعِ مئةٍ بُكْرَةَ يومِ الاثنينِ، العشرينَ مِن الْمُحرَّمِ ماتَ (أَبو نُعَيمِ) أحمدُ بنُ عبدِ اللهِ الأصبهانيُّ. ومولده: في شهرِ رجبٍ سنةَ ستٍ وثلاثينَ وثلاثِ مئةٍ (7).
(1) في (أ): " رابع قرن "، وهو خطأ، صوابه ما أثبت.
(2)
في (أ) و (ب): ((وفي)).
(3)
ساقطة من (ق).
(4)
انظر: تاريخ بغداد 12/ 34، والبداية والنهاية 11/ 317.
(5)
انظر: تاريخ بغداد 5/ 473، وسير أعلام النبلاء 17/ 162.
(6)
انظر: سير أعلام النبلاء 17/ 268.
(7)
انظر: سير أعلام النبلاء 17/ 453، والبداية والنهاية 12/ 45.
(ولثمانٍ) من السنينَ - أي: لِمُضِيِّها - ماتَ أبو بكرٍ أحمدُ بنُ الحسينِ الشافعيُّ (بيهقيُّ القومِ) أي: الحفاظِ والفقهاءِ (مِنْ بعدِ) مضيِّ (خَمْسينَ) وأربع مئةٍ في عاشرِ جُمادى الأولى سَنَةَ ثمانٍ وخمسينَ بنيسابورَ. ودُفِنَ بـ ((بَيْهَق)) كورة بنواحي نيسابورَ، عَلَى عشرينَ فرسخاً مِنْهَا. ومولدُهُ: سنةُ أربعٍ وثمانينَ وثلاثِ مئةٍ (1).
(وبعدَ) مضيِّ (خمسةِ) مِن وفاةِ البَيْهقيِّ، مات (خَطيبهُمْ) أي: القومِ، أبو بكرٍ أحمدُ بنُ عليِّ بنِ ثابتٍ البغداديُّ الشافعيُّ.
(و) أبو عُمَرَ يوسفُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ محمدِ بنِ عبدِ البَرِّ (النَّمَرِيْ) -بالإسكان لما مَرَّ-، وبفتحِ النونِ، والميمِ نسبةً إلى ((نَمِر)) - بكسرِ الميمِ - كلاهما (في سنة) واحدةٍ، وهيَ سَنةُ ثلاثٍ وستينَ وأربعِ مئةٍ.
فالخطيبُ في سابعِ ذي الحجةِ منها، ومولدُهُ: في جُمادى الآخرةِ سنةَ إحدى، أو اثنتينِ وتِسعينَ وثلاثِ مئةٍ (2).
والنَّمَريُّ في سلخِ شهرِ ربيعٍ الآخِرِ مِنْها، ومولدُهُ: يومُ الجمعةِ، والإمامُ يخطبُ، لِخمسٍ بقينَ من شهرِ ربيعٍ الآخِرِ، سنةَ ثمانٍ وستينَ وثلاثِ مئةٍ. فسِنُّه: خمسٌ وتسعونَ سنةً، وخمسةُ أيامٍ (3).
(1) انظر: الأنساب 1/ 462، وسير أعلام النبلاء 18/ 163.
(2)
انظر: المنتظم 8/ 265، وسير أعلام النبلاء 18/ 270.
(3)
انظر: ترتيب المدارك 4/ 808، وسير أعلام النبلاء 18/ 153.