الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مَاحَةً؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدَةَ:
يَا أَيُّها المائحُ دَلوِي دُونَكا،
…
إِني رأَيتُ الناسَ يَحْمَدُونَكا
وَالْعَرَبُ تَقُولُ: هُوَ أَبْصَرُ مِنَ الْمَائِحِ باسْتِ الْمَاتِحِ؛ تَعْنِي أَن الْمَاتِحَ فَوْقَ الْمَائِحِ فَالْمَائِحُ يَرَى الْمَاتِحَ وَيَرَى اسْتَهُ، وَقَدْ ماحَ أَصحابَه يَمِيحُهم؛ وَقَوْلُ صَخْر الغَيّ:
كأَنَّ بَوانِيَه، بالمَلَا،
…
سَفائنُ أَعْجَمَ مايَحْنَ رِيفا
قَالَ السُّكَّرِيُّ: مايَحْنَ امْتَحْنَ أَي حَمَلْنَ مِنَ الرِّيفِ، هَذَا تَفْسِيرُهُ. وماحَه مَيْحاً: أَعطاه. والمَيْحُ يَجْرِي مَجْرَى الْمَنْفَعَةِ. وكلُّ مَنْ أَعْطى مَعْرُوفًا، فَقَدْ ماحَ. ومِحْتُ الرجلَ: أَعطيته، واسْتَمَحْتُه: سأَلته الْعَطَاءَ. ومِحْتُه عِنْدَ السُّلْطَانِ: شَفَعْتُ لَهُ. واسْتَمَحْتُه: سأَلته أَن يَشْفَعَ لِي عِنْدَهُ. والامْتِياحُ: مِثْلُ المَيْحِ. والسائل: مُمْتاحٌ ومُسْتَمِيح، والمسؤول: مُسْتَماحٌ. وَيُقَالُ: امْتاحَ فلانٌ فُلَانًا إِذا أَتاه يَطْلُبُ فَضْلَهُ، فَهُوَ مُمْتاحٌ؛ وَفِي حَدِيثِ
عَائِشَةَ تَصِفُ أَباها، رضي الله عنهما، فَقَالَتْ: وامْتاحَ مِنَ المَهْواة
أَي اسْتَقَى؛ هُوَ افْتَعَلَ مِنَ المَيْح الْعَطَاءَ. وامْتاحت الشمسُ ذِفْرَى الْبَعِيرِ إِذا اسْتَدَرَّتْ عَرَقَه؛ وَقَالَ ابْنُ فَسْوة يَذْكُرُ نَاقَتَهُ ومُعَذِّرَها:
إِذا امْتاحَ حَرُّ الشمسِ ذِفْراه، أَسْهَلَتْ
…
بأَصْفَرَ مِنْهَا قاطِراً كلَّ مَقْطَرِ
الْهَاءُ فِي ذِفْرَاهُ للمُعَذِّرِ؛ وَقَوْلُ العُجَيْرِ السَّلوليّ:
وَلِي مائحٌ، لَمْ يُورَدِ الماءُ قَبْلَه،
…
يُعَلِّي، وأَشْطانُ الدِّلاءِ كثيرُ
إِنما عَنَى بِالْمَائِحِ لِسَانَهُ لأَنه يَميحُ مِنْ قَلْبِهِ، وَعَنَى بِالْمَاءِ الْكَلَامَ، وأَشطان الدِّلَاءِ أَي أَسبابُ الْكَلَامِ كَثِيرٌ لَدَيْهِ غَيْرُ مُتَعَذَّرٍ عَلَيْهِ، وإِنما يَصِفُ خُصُومًا خَاصَمَهُمْ فَغَلَبَهُمْ أَو قَاوَمَهُمْ. والمَيْحُ: الْمَنْفَعَةُ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. ابْنُ الأَعرابي: ماحَ إِذا اسْتَاكَ، وماحَ إِذا تَبَخْتَرَ، وماحَ إِذا أَفضل؛ وماحَ فَاهُ بِالسِّوَاكِ يَميحُ مَيْحاً: شَاصَهُ وسَوَّكه؛ قَالَ:
يَمِيحُ بعُودِ الضَّرْوِ إِغْرِيضَ ثَغْبِه،
…
جَلا ظَلْمَه مِنْ دونِ أَن يَتَهَمَّما
وَقِيلَ: هُوَ اسْتِخْرَاجُ الرِّيقِ بِالْمِسْوَاكِ؛ وَقَوْلُ الرَّاعِي يَصِفُ امرأَة:
وعَذْب الكَرَى يَشْفِي الصَدَى بَعْدَ هَجْعةٍ،
…
لَهُ، مِنْ عُرُوقِ المُسْتَظَلَّةِ، مائحُ
يَعْنِي بِالْمَائِحِ السِّوَاكَ لأَنه يَمِيح الريقَ، كَمَا يَمِيحُ الَّذِي يَنْزِلُ فِي القَلِيبِ فيَغْرِفُ الْمَاءَ فِي الدَّلْوِ، وَعَنَى بِالْمُسْتَظَلَّةِ الأَراكة. ومَيَّاحٌ: اسْمٌ. ومَيَّاحٌ: اسْمُ فَرَسِ عُقْبَة بْنِ سالم.
فصل النون
نبح: النَّبْحُ: صَوْتُ الْكَلْبِ؛ نَبَحَ الكلبُ وَالظَّبْيُ وَالتَّيْسُ وَالْحَيَّةُ يَنْبِحُ ويَنْبَحُ نَبْحاً ونَبِيحاً ونُباحاً، بِالضَّمِّ، ونِباحاً، بِالْكَسْرِ، ونُبُوحاً وتَنْباحاً. التَّهْذِيبُ: وَالظَّبْيُ يَنْبَحُ فِي بَعْضِ الأَصوات؛ وأَنشد لأَبي دُواد:
وقُصْرَى شَنِج الأَنْساءِ،
…
نَبَّاحٍ مِنَ الشُّعْبِ
رَوَاهُ الْجَاحِظُ نَبَّاح مِنَ الشَّعْبِ وَفَسَّرَهُ: يَعْنِي مِنْ جِهَةِ الشَّعْبِ، وأَنشد:
ويَنْبَحُ بينَ الشَّعْبِ نَبْحاً كأَنه
…
نُبَاحُ سَلُوقٍ، أَبْصَرتْ مَا يَرِيبُها
وَقَالَ الظَّبْيَ: إِذا أَسَنَّ وَنَبَتَتْ لِقُرُونِهِ شُعَبٌ نَبَحَ؛
قَالَ أَبو مَنْصُورٍ، وَالصَّوَابُ الشُّعْبُ جَمْعُ الأَشْعَبِ، وَهُوَ الَّذِي انْشَعَبَ قَرْنَاهُ. الأَزهري: التَّيْسُ عِنْدَ السِّفاد يَنْبَحُ وَالْحَيَّةُ تَنْبَحُ فِي بَعْضِ أَصواتها؛ وأَنشد:
يأْخُذُ فِيهِ الحَيَّةَ النَّبُوحا
والنَّوابِحُ والنُّبُوحُ: جَمَاعَةُ النَّابِحِ مِنَ الْكِلَابِ. أَبو خَيْرَةَ: النُّباحُ صَوْتُ الأَسْود يَنْبَحُ نُبَاحَ الجِرْو. أَبو عَمْرٍو: النَّبْحاء الصَّيَّاحة مِنَ الظِّباء. ابْنُ الأَعرابي: النَّبَّاحُ الظَّبْيُ الْكَثِيرُ الصِّياح. والنَّبَّاحُ: الهُدْهُد الكثيرُ القَرْقَرةِ. وَيَقُولُ الرجلُ لِصَاحِبِهِ إِذا قُضِيَ لَهُ عَلَيْهِ: وَكَلْتُكَ العامَ مِنْ كَلْبٍ بتَنْباح؛ وَكَلْبٌ نَابِحٌ ونَبَّاح؛ قَالَ:
مَا لَكَ لَا تَنْبَحُ يَا كَلْبَ الدَّوْمْ
…
قَدْ كنتَ نَبَّاحاً فَمَا لَكَ اليَوْمْ؟
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَؤُلَاءِ قَوْمٌ انْتَظَرُوا قَوْمًا فانتظروا نُباحَ [نِباحَ] الْكَلْبِ ليُنْذِرَ بِهِمْ. وكلابٌ نَوابِحُ ونُبَّحٌ ونُبُوحٌ. وأَنْبَحَه: جَعَلَهُ يَنْبَحُ؛ قَالَ عبدُ بْنُ حَبيب الهُذَلي:
فأَنْبَحْنا الكلابَ فَوَرَّكَتْنا،
…
خِلالَ الدارِ، دامِيةَ العُجُوبِ
وأَنْبَحْتُ الكلبَ واسْتَنْبَحْتُه بِمَعْنًى. واسْتَنْبَحَ الكلبَ إِذا كَانَ فِي مَضِلَّة فأَخرج صَوْتَهُ عَلَى مِثْلِ نُباح الْكَلْبِ، لِيَسْمَعَهُ الْكَلْبُ فَيَتَوَهَّمَهُ كَلْبًا فَيَنْبَح فَيَسْتَدِلَ بِنُباحِه فَيَهْتَدِيَ؛ قَالَ:
قومٌ إِذا اسْتَنْبَحَ الأَقوامُ كَلْبَهُمُ،
…
قَالُوا لأُمِّهِمُ: بُولِي عَلَى النارِ «2»
وَكَلْبٌ نَبَّاح ونَبَّاحِيٌّ: ضَخْمُ الصَّوْتِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَرَجُلٌ مَنْبُوح: يُضْرَبُ لَهُ مَثَلُ الْكَلْبِ ويُشَبَّه بِهِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ
عَمَّار، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، فِيمَنْ تَنَاوَلَ مِنْ عَائِشَةَ، رضي الله عنها: اسْكُتْ مَقْبُوحاً مَشْقُوحاً مَنْبُوحاً
، حَكَاهُ الْهَرَوِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ. والمَنْبُوحُ: المَشْتُوم. يُقَالُ: نَبَحَتْني كِلابُك أَي لَحِقَتْني شَتائِمُكَ، وأَصله مِنْ نُباح الْكَلْبِ، وَهُوَ صِيَاحُهُ. التَّهْذِيبُ عَنْ شَمِرٍ: يُقَالُ نَبَحه الْكَلْبُ ونَبَحَتْ عَلَيْهِ «3»
…
ونابَحَه؛ قَالَ إمرؤُ الْقَيْسِ:
وَمَا نَبَحَتْ كلابُك طَارِقًا مِثْلِي
وَيُقَالُ فِي مَثَلٍ: فُلَانٌ لَا يُعْوَى وَلَا يُنْبَحُ؛ يَقُولُ: مِنْ ضَعْفِهِ لَا يُعْتَدُّ بِهِ وَلَا يُكَلَّمُ بِخَيْرٍ وَلَا شَرٍّ. وَرَجُلٌ نَبَّاح: شَدِيدُ الصَّوْتِ، وَقَدْ حُكِيَتْ بِالْجِيمِ. وَقَدْ نَبَحَ نَبْحاً ونَبِيحاً. ونَبَحَ الهُدْهُدُ يَنْبَحُ نُباحاً: أَسَنَّ فَغَلُظَ صَوْتُهُ. والنبوحُ: أَصوات الْحَيِّ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: والنُّبُوحُ ضَجَّةُ الحيِّ وأَصوات كِلَابِهِمْ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
بأَطْيَبَ مِنْ مُقَبَّلِها إِذا مَا
…
دَنا العَيُّوقُ، واكْتَتَمَ النُّبُوحُ
والنُّبُوح: الْجَمَاعَةُ الْكَثِيرَةُ مِنَ النَّاسِ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: ثُمَّ وُضِعَ مَوْضِعَ الْكَثْرَةِ والعِزِّ؛ قَالَ الأَخطل:
إِنَّ العَرارةَ والنُّبُوحَ لدارِمٍ،
…
والعِزّ عِنْدَ تَكامُلِ الأَحْسابِ
وَهَذَا الْبَيْتُ أَورده ابْنُ سِيدَهْ؛ وَغَيْرُهُ:
إِنَّ العَرارةَ والنُّبُوحَ لدارِمٍ،
…
والمُسْتَخِفّ أَخوهم الأَثْقالا
وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ الْبَيْتِ الَّذِي أَورده الْجَوْهَرِيُّ إِنه للطِّرِمَّاح قَالَ: وَلَيْسَ للأَخطل كَمَا ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ، وصواب إِنشاده والنُّبُوح لطيئٍ؛ وقبله:
(2). قوله [إِذا استنبح الأَقوام] كذا بالأَصل، والمشهور الأَضياف.
(3)
. كذا بياض بالأَصل وراجع عبارة التهذيب.
يَا أَيُّها الرجلُ المُفاخِرُ طَيِّئاً،
…
أَغْرَبْتَ نَفْسَك أَيَّما إِغرابِ
قَالَ: وأَما بَيْتُ الأَخطل فَهُوَ مَا أَورده ابْنُ سِيدَهْ، وَبَعْدَهُ:
المانعينَ الماءَ حَتَّى يَشْرَبوا
…
عَفَواتِه، ويُقَسِّموه سِجالا
مدح الأَطلُ بَنِي دَارِمٍ بِكَثْرَةِ عَدَدِهِمْ وَحَمْلِهِمُ الأُمور الثِّقَالَ الَّتِي يَعْجِزُ غَيْرُهُمْ عَنْ حَمْلِهَا؛ وَيُرْوَى الْمُسْتَخِفُّ، بِالرَّفْعِ وَالنَّصْبِ، فَمِنْ نَصَبَهُ عَطَفَهُ عَلَى اسْمِ إِن، وأَخوهم خَبَرُ إِن، والأَثقال مَفْعُولٌ بِالْمُسْتَخِفِّ، تَقْدِيرُهُ: إِنَّ الْمُسْتَخِفَّ الأَثقال أَخوهم، فَفَصَلَ بَيْنَ الصِّلَةِ وَالْمَوْصُولِ بِخَبَرِ إِن لِلضَّرُورَةِ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَنْتَصِبَ بإِضمار فِعْلٍ دَلَّ عَلَيْهِ الْمُسْتَخِفُّ تَقْدِيرُهُ إِن الَّذِي اسْتَخَفَّ الأَثقال أَخوهم، وَيَجُوزُ أَن يَرْتَفِعَ أَخوهم بِالْمُسْتَخِفِّ والأَثقال مَنْصُوبَةٌ بِهِ، وَيَكُونُ الْعَائِدُ عَلَى الأَلف وَاللَّامِ الضَّمِيرَ الَّذِي أُضيف إِليه الأَخ، وَيَكُونُ الْخَبَرُ مَحْذُوفًا تَقْدِيرُهُ إِن الَّذِي اسْتَخَفَّ أَخوهم الأَثقال هُمْ، فَحَذَفَ الْخَبَرَ لِدَلَالَةِ الْكَلَامِ عَلَيْهِ، وأَما مَنْ رَفَعَ الْمُسْتَخِفَّ فإِنه رَفَعَهُ بِالْعَطْفِ عَلَى مَوْضِعٍ إِنَّ، وَيَكُونُ الْكَلَامُ فِي رَفْعِ الأَخ مِنَ الْوَجْهَيْنِ الْمَذْكُورَيْنِ كَالْكَلَامِ فِيمَنْ نَصَبَ الْمُسْتَخِفُّ. والنَّبَّاح: صَدَفٌ بِيضٌ صِغَارٌ، وَفِي التَّهْذِيبِ: مَناقِفُ يُجاءُ بِهَا مِنْ مَكَّةَ تُجْعَلُ فِي الْقَلَائِدِ والوُشُح، ويُدْفَعُ بِهَا العينُ، الْوَاحِدَةُ نَبَّاحة. والنَّوابح: مَوْضِعٌ؛ قَالَ مَعْنُ بْنُ أَوس:
إِذا هيَ حَلَّتْ كَرْبَلاءَ فَلَعْلَعاً،
…
فَجَوْزَ العُذَيْبِ دُونَهَا، فالنَّوابِحا
نتح: النَّتْحُ: العَرَقُ، وَقِيلَ: خُرُوجُ العَرَق مِنَ الْجِلْدِ والدَّسَمِ مِنَ النِّحْيِ والنَّدَى مِنَ الثَّرَى؛ وَقَالَ الأَزهري: النَّتْحُ خُرُوجُ الْعَرَقِ مِنْ أُصول الشَّعَرِ وَهُوَ نَتْحُه الجلد؛ نَتَحَ يَنْتَحُ [يَنْتِحُ] نَتْحاً ونُتُوحاً. الْجَوْهَرِيُّ: النَّتْحُ الرَّشْحُ، ومَناتِحُ العَرَقِ مَخارِجُه مِنَ الْجِلْدِ؛ وَأَنْشَدَ:
جَوْنٌ، كأَنَّ العَرَقَ المَنْتُوحا
…
لَبَّسَه القَطْرانَ والمُسُوحا
ونَتَحه الحَرُّ وَغَيْرُهُ. ونَتَحَ النِّحْيُ إِذا رَشَحَ بالسَّمْنِ. وذِفْرَى الْبَعِيرِ تَنْتِحُ عَرَقاً إِذا سَارَ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ شَدِيدِ الْحَرِّ فقَطَرَ ذِفْرَياه عَرَقًا. ونَتَحَت المَزادةُ تَنْتِحُ نَتْحاً ونُتُوحاً، وَكَذَلِكَ خُرُوجُ العَرق؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
تَنْتِحُ ذِفْراها بِمِثْلِ الدِّرْياقْ
والمِنْتَحة: الاستُ. والنُّتُوحُ: صُمُوغ الأَشجار وَلَا يُقَالُ نُتُوع. والانْتِياحُ: مِثْلُ النَّتْح؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ بَعِيرًا يَهْدِرُ فِي الشِّقْشِقَة:
رَقْشاءُ تَنْتاحُ اللُّغامَ المُزْبِدا،
…
دَوَّمَ فِيهَا رِزَّه وأَرْعَدا
واليَنْتُوح: طَائِرٌ أَقرع الرأْس يَكُونُ فِي الرَّمْلِ. الأَزهري: رَوَى أَبو أَيوب عَنْ بَعْضِ الْعَرَبِ: امْتَتحتُ الشيءَ وانْتَتحته وانتزعْتُه بمعنى واحد.
نجح: النُّجحُ والنَّجاحُ: الظَّفَرُ بالشيءِ. وَقَدْ أَنْجَحَ وَقَدْ نَجَحَتْ حَاجَتِي «4» وأَنْجَحَتْ وأَنْجَحْتُها لَكَ، وأَنْجَحَها اللَّهُ تَعَالَى: أَسْعَفَني بإِدراكها. وأَنْجَحَ الرجلُ: صَارَ ذَا نُجْح، فَهُوَ مُنْجِحٌ مِنْ قَوْمٍ مَناجِح ومَناجِيح. وَقَدْ أَنْجَحْتُ حاجَته إِذا قَضَيْتَهَا لَهُ؛ وَفِي خُطْبَةِ
عَائِشَةَ، رضي الله عنها: وأَنْجَحَ إِذا أَكْدَيْتُم.
يُقَالُ: نَجَحَ إِذا أَصاب طَلِبَتَه ونَجَحَتْ طَلِبَتُه وأَنْجَحَتْ، وما
(4). قوله [وقد نجحت حاجتي إلخ] بابه منع كما في القاموس والمصباح.
أَفْلَحَ فُلَانَ وَلَا أَنْجَحَ. وتَنَجَّحْتُ الحاجةَ واسْتَنْجَحْتُها إِذا تَنَجَّزْتَها. ونَجَحَتْ هِيَ ونَجَحَ أَمْرُ فُلَانٍ: تَيَسَّرَ وسَهُل، فَهُوَ نَاجِحٌ؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ:
فيهنَّ أُمُّ الصَّبِيَّيْنِ الَّتِي تَبَلَتْ
…
قَلبي، فَلَيْسَ لَهَا، مَا عِشْتُ، إِنْجاحُ
أَراد: فَلَيْسَ لحُبِّي لَهَا وسَعْيي فِيهَا إِنجاح مَا عِشْتُ. وَسَارَ فُلَانٌ سَيْرًا نَجِيحاً أَي وَشِيكاً. وسَيرٌ ناجِحٌ ونَجِيحٌ: وَشِيكٌ، وَكَذَلِكَ الْمَكَانُ؛ قَالَ:
يَغْبُقُهُنَّ قَرَباً نَجِيحا
وَقَالَ لَبِيدٌ:
فَمَضَيْنا، فَقَرَينا ناجِحاً
…
مَوْطِناً، نَسْأَلُ عَنْهُ مَا فَعَلْ
ونَهْضٌ نَجِيحٌ: مُجِدٌّ؛ قَالَ أَبو خراشٍ الهُذَليّ:
يُقَرِّبُه النَّهْضُ النَّجِيحُ لِمَا بِهِ،
…
وَمِنْهُ بُدُوٌّ تارَةً ومَثِيلُ «1»
وَرَجُلٌ نَجِيحٌ: مُنْجحُ الْحَاجَاتِ؛ قَالَ أَوس:
نَجِيحٌ جَوادٌ أَخُو ماقِطٍ،
…
نِقابٌ يُحَدِّثُ بالغائبِ
ورأْيٌ نَجِيحٌ: صوابٌ. وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ مَعَ المُتَكَهِّن: يَا جَلِيحُ أَمرٌ نَجِيح، رَجُلٌ فَصِيح، يَقُولُ لَا إِله إِلا اللَّهُ.
وَيُقَالُ لِلنَّائِمِ إِذا تَتَابَعَتْ عَلَيْهِ رُؤْيا صِدْقٍ: تناجَحَتْ أَحلامُه. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وتَناجَحَتْ عَلَيْهِ أَحلامُه تَتَابَعَ صدقُها. وَيُقَالُ: أَنْجَحَ بِكَ الباطلُ أَي غَلَبك الباطِلُ. وكلُّ شيءٍ غَلَبَكَ، فَقَدْ أَنْجَحَ بِكَ. وإِذا غَلَبْتَه، فَقَدْ أَنْجَحْتَ بِهِ. والنَّجاحةُ: الصَّبْرُ. وَيُقَالُ: مَا نَفْسِي عَنْهُ بنَجِيحة أَي بِصَابِرَةٍ؛ وَقَالَ ابْنُ مَيَّادة:
وَمَا هَجْرُ لَيْلى أَن تكونَ تَباعدَتْ
…
عليكَ، وَلَا أَن أَحْصَرَتْك شُغُولي
وَلَا أَن تَكون النفسُ عَنْهَا نَجِيحةً
…
بشيءٍ، وَلَا. «2» .... ببديلِ
وَقَدْ سَمَّوْا نَجِيحاً ونُجَيْحاً ومُنْجِحاً ونَجاحاً.
نحح: النَّحِيحُ: صَوْتٌ يُرَدِّدُه الرجلُ فِي جَوْفِهِ. وَقَدْ نَحَّ يَنِحُّ نَحِيحاً ونَحْنَحَ إِذا رَدَّ السائلَ رَدًّا قَبِيحًا. وشَحِيحٌ نَحِيحٌ إِتباع كأَنه إِذا سُئِلَ اعْتَلَّ كَرَاهَةً للعطاءِ فَرَدَّدَ نَفَسَه لِذَلِكَ. والتَّنَحْنُح والنَّحْنَحة: كالنَّحِيح وَهُوَ أَشدّ مِنَ السُّعال. الأَزهري عَنِ اللَّيْثِ: النَّحْنَحَة التَّنَحْنُح وَهُوَ أَسهل مِنَ السُّعال وَهِيَ عِلَّة الْبَخِيلِ؛ وأَنشد:
يَكادُ مِنْ نَحْنَحةٍ وأَحِّ،
…
يَحْكي سُعالَ الشَّرِقِ الأَبَحِ
والنَّحْنَحَةُ أَيضاً: صوتُ الجَرْع مِنَ الْحَلْقِ، يُقَالُ مِنْهُ: تَنَحْنَحَ الرجلُ؛ عَنْ كُرَاعٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَسْتُ مِنْهُ عَلَى ثِقَةٍ وأُراها بالخاءِ، قَالَ: وَقَالَ بَعْضُ اللُّغَوِيِّينَ النَّحْنَحَةُ أَن يُكَرِّرَ قولَ نَحْ نَحْ مُسْتَرْوِحاً، كَمَا أَن المَقْرُورَ إِذا تَنَفَّسَ فِي أَصابعه مُسْتَدْفٍئاً فَقَالَ كَهْ كَهْ اشْتُقَّ مِنْهُ الْمَصْدَرُ ثُمَّ
(1). قوله [وَمِنْهُ بُدُوٌّ تَارَةً وَمَثِيلُ] كذا بالأَصل ولم يظهر لنا معناه ولعله محرف عن: ومنه نزو تارة ونئيل، فالنزو: بوزن الوثوب ومعناه. والنئيل، كرحيم: مصدر نأَل نئيلًا إذا مَشَى وَنَهَضَ بِرَأْسِهِ يُحَرِّكُهُ إلى فوق، كما في القاموس.
(2)
. كذا بياض بالأَصل.
الْفِعْلُ فَقِيلَ: كَهْكَهَ كَهْكَهةً، فَاشْتَقُّوا مِنَ الصَّوْتِ؛ وَذَكَرَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي الْحَوَاشِي فِي فَصْلِ وَغَبَ:
كَزِّ المُحَيَّا أُنَّحٍ إِرْزَبِ
قَالَ: الأُنَّحُ البخيلُ الَّذِي إِذا سُئل تَنَحْنَحَ
ندح: النَّدْحُ: الكثرةُ. والنَّدْحُ والنُّدْحُ: السَّعةُ والفُسْحةُ. والنَّدْحُ: مَا اتَّسَعَ مِنَ الأَرض. تَقُولُ: إِنك لَفِي نَدْحةٍ مِنَ الأَمْر ومنْدُوحةٍ مِنْهُ، وَالْجَمْعُ أَنداحٌ؛ وَكَذَلِكَ النَّدْحةُ والنُّدْحة والمندوحةُ. وأَرض مندوحةٌ: وَاسِعَةٌ بَعِيدَةٌ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ:
يُطَوِّحُ الْهَادِي بِهِ تَطْوِيحا،
…
إِذا عَلا دَوِّيَّه المَنْدُوحا
الدَّوُّ: بَلَدٌ مستوٍ أَحدُ طَرَفَيْهِ يُتاخِمُ الحَفْرَ المنسوبَ إِلى أَبي مُوسَى وَمَا صاقَبه مِنَ الطَّرِيقِ، وطَرَفُه الْآخَرُ يُتاخِمُ فَلَواتِ ثَبْرة وطُوَيْلِع وأَمْواهاً غيرَهما. وَقَالُوا: لِي عَنْ هَذَا الأَمر مَنْدوحة أَي مُتَّسَعٌ؛ ذَهَبَ أَبو عُبَيْدٍ إِلى أَنه مَنِ انْداحَ بَطْنُه أَي اتَّسَعَ، وَلَيْسَ هَذَا مِنْ غَلَطِ أَهل الصِّنَاعَةِ، وَذَلِكَ أَن انْداحَ انْفَعَلَ وَتَرْكِيبَهُ مَنْ دَوَّحَ، وإِنما مَنْدُوحة مَفْعُولَةٌ فَكَيْفَ يَجُوزُ أَن يُشْتَقَّ أَحدهما مِنْ صَاحِبِهِ؟ وتَنَدَّحتِ الغنمُ فِي مَرَابِضِهَا ومَسارحها وانْتَدَحَتْ: كِلَاهُمَا تَبَدَّدتْ وَانْتَشَرَتْ وَاتَّسَعَتْ مِنَ البِطْنةِ؛ وَمِنْهُ قِيلَ: لِي عَنْهُ مَنْدُوحة ومُنْتَدَحٌ أَي سَعَة. وإِنك لَفِي نُدْحةٍ ومَنْدُوحةٍ مِنْ كَذَا أَي سَعَةٍ؛ يَعْنِي أَن فِي التَّعْرِيضِ بِالْقَوْلِ مِنَ الِاتِّسَاعِ مَا يُغْنِي الرجلَ عَنْ تَعَمُّدِ ذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ
الْحَجَّاجِ: وادٍ نادِحٌ
أَي وَاسِعٌ. الْجَوْهَرِيُّ: النُّدْحُ، بِالضَّمِّ، الأَرض الْوَاسِعَةُ. والمَنادِحُ: المَفاوِزُ. والمُنْتَدَحُ: الْمَكَانُ الْوَاسِعُ. وَفِي حَدِيثِ
عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْن: إِن فِي المَعاريضِ لمَنْدوحةً عَنِ الْكَذِبِ
؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَي سَعَةً وفُسْحة، الْجَوْهَرِيُّ: وَلَا تَقُلْ مَمْدوحة، قَالَ: وَمِنْهُ قِيلَ لِلرَّجُلِ إِذا عَظُمَ بَطْنُهُ وَاتَّسَعَ: قَدِ انْداحَ بَطْنُهُ وانْدَحى، لُغَتَانِ، فأَراد أَن فِي المَعاريض مَا يَسْتَغْنِي بِهِ الرَّجُلُ عَنِ الِاضْطِرَارِ إِلى الْكَذِبِ الْمَحْضِ؛ قَالَ الأَزهري: أَصاب أَبو عُبَيْدٍ فِي تَفْسِيرِ المَنْدُوحة أَنه بِمَعْنَى السَّعة والفُسْحة، وَغَلَطَ فِيمَا جَعَلَهُ مُشْتَقًّا حِينَ قَالَ: وَمِنْهُ قِيلَ انْداحَ بَطْنُهُ وانْدَحى، لأَن النُّونَ فِي الْمَنْدُوحَةِ أَصلية وَالنُّونَ فِي انْدَاحَ وَانْدَحَى مِنَ الدَّحْوِ، فَبَيْنَهُمَا وَبَيْنَ النَّدْح فُرْقانٌ كَبِيرٌ، لأَن الْمَنْدُوحَةَ مأْخوذة مِنْ أَنْداح الأَرض وَاحِدُهَا نَدْحٌ، وَهُوَ مَا اتَّسَعَ مِنَ الأَرض؛ وَمِنْهُ قَوْلُ رؤْبة:
صِيرانُها فَوْضَى بكلِّ نَدْحِ
وَمِنْ هَذَا قَوْلُهُمْ: لَكَ مُنْتَدَحٌ فِي الْبِلَادِ أَي مذهبٌ وَاسِعٌ عَرِيضٌ. وانْدَحَّ بَطْنُ فُلَانٍ انْدِحاحاً: اتَّسَعَ مِنَ البِطْنةِ. وانْداحَ بطنُه انْدِياحاً إِذا انْتَفَخَ وتَدَلَّى، مِنْ سِمَنٍ كَانَ ذَلِكَ أَو عِلَّةٍ. وَفِي حَدِيثِ
أُم سَلَمَةَ أَنها قَالَتْ لِعَائِشَةَ، رضي الله عنهما، حِينَ أَرادت الْخُرُوجَ إِلى البَصْرة: قَدْ جَمَعَ الْقُرْآنُ ذيْلَكِ فَلَا تَنْدَحِيه
أَي لَا تُوَسِّعِيه وَلَا تُفَرّقيه بِالْخُرُوجِ إِلى الْبَصْرَةِ، والهاءُ لِلذَّيْلِ، وَيُرْوَى لَا تَبْدَحيه، بالباءِ، أَي لَا تَفْتَحِيه مِنَ البَدْح وَهُوَ الْعَلَانِيَةُ؛ أَرادت قَوْلِهِ تَعَالَى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ؛ قَالَ الأَزهري: مَنْ قَالَهُ بالباءِ ذَهَبَ إِلى البَداحِ، وَهُوَ مَا اتَّسَعَ مِنَ الأَرض، وَمَنْ قَالَهُ بِالنُّونِ ذَهَبَ بِهِ إِلى النَّدْح.
وَيُقَالُ: نَدَحْتُ الشيءَ نَدْحاً إِذا وَسِعْتَهُ؛ الأَزهري: والنَّدْحُ الْكَثْرَةُ فِي قَوْلِ الْعَجَّاجِ حَيْثُ يَقُولُ:
صِيد تَسامى وُرَّماً رِقابُها،
…
بِنَدْحِ وَهْمٍ، قَطِمٍ قَبْقابُها
ونادِحٌ ومُنادِحٌ: اسْمَانِ، وَبَنُو مُنادِح: بُطَيْنٌ.
نزح: نَزَحَ الشيءُ يَنْزَحُ «1» نَزْحاً ونُزوحاً: بَعُدَ. وشيءٌ نُزُحٌ ونَزُوحٌ: نازحٌ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ:
إِنَّ المَذَلَّةَ مَنْزِلٌ نُزُحٌ
…
عَنْ دَارِ قَوْمِكِ، فاتْرُكي شَتْمِي
ونَزَحت الدارُ فَهِيَ تَنْزِحُ نُزُوحاً إِذا بَعُدَتْ. وَقَوْمٌ مَنازيحُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ:
وصَرَّحَ الموتُ عَنْ غُلْبٍ كأَنهمُ
…
جُرْبٌ، يُدافِعُها السَّاقِي، مَنازيحُ
إِنما هُوَ جَمْعُ مِنْزاح وَهِيَ الَّتِي تأْتي إِلى الماءِ عَنْ بُعْدٍ؛ ونَزَحَ بِهِ وأَنْزَحَه. وَبَلَدٌ نازحٌ، ووَصْلٌ نازحٌ: بَعِيدٌ. وَفِي حَدِيثِ
سَطيح: عبدُ المَسِيح جاءَ مِنْ بلدٍ نَزيحٍ
أَي بعيدٍ، فَعِيلٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ. ونَزَحَ البئرَ يَنْزِحُها ويَنْزَحُها نَزْحاً وأَنْزَحها إِذا اسْتَقَى مَا فِيهَا حَتَّى يَنْفَدَ؛ وَقِيلَ: حَتَّى يَقِلَّ ماؤُها. ونَزَحَتِ البئرُ ونَكِزَتْ تَنْزِحُ نَزْحاً ونُزُوحاً فَهِيَ نَازِحٌ ونُزُحٌ ونَزُوحٌ: نَفِدَ ماؤُها؛ قَالَ اللَّيْثُ: وَالصَّوَابُ عِنْدَنَا نُزِحَتِ البئرُ إِذا اسْتُقِيَ ماؤُها. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنه نَزَلَ الحُدَيْبِية وَهِيَ نَزَحٌ
؛ النَزَح، بِالتَّحْرِيكِ: الْبِئْرُ الَّتِي أُخذ ماؤُها. يُقَالُ: نَزَحتِ البئرُ ونَزَحْتُها، لَازِمٌ وَمُتَعَدٍّ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ
ابْنُ المُسَيّب قَالَ لِقَتَادَةَ: ارْحَلْ عَنِّي فَلَقَدْ نَزَحْتَني
أَي أَنْفَدْتَ مَا عِنْدِي، وَفِي رِوَايَةٍ
نَزَفْتَني.
الْجَوْهَرِيُّ: وَبِئْرٌ نَزُوح قَلِيلَةُ الماءِ، ورَكايا نُزُح. والنَّزَحُ، بِالتَّحْرِيكِ: الْبِئْرُ الَّتِي نُزِحَ أَكثر مَائِهَا؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
لَا يَستَقِي فِي النَّزَحِ المَضْفُوفِ،
…
إِلا مُداراتُ الغُرُوبِ الجُوفِ
وَجَمْعُ النَّزَحِ أَنْزاحٌ وَجَمْعُ النَّزوحِ نُزُحٌ. وماءٌ لَا يَنْزِحُ وَلَا يَنْزَحُ أَي لَا يَنْفَدُ. وأَنْزَحَ القومُ «2» : نَزَحَتْ مِيَاهَ آبَارِهِمْ. والنَّزَحُ: الماءُ الكَدِرُ. وَقَدْ نُزِحَ بِفُلَانٍ إِذا بَعُدَ عَنْ دِيَارِهِ غَيبَةً بَعِيدَةً؛ وأَنشد الأَصمعي:
وَمَنْ يُنْزَحْ بِهِ، لَا بُدَّ يَوْمًا
…
يَجيءُ بِهِ نَعِيٌّ أَو بَشِيرُ
وأَنت بمُنْتَزَحٍ مِنْ كَذَا أَي بِبُعْدٍ مِنْهُ؛ قَالَ ابْنُ هَرْمَة يَرْثي ابْنَهُ:
فأَنتَ، مِنَ الغَوائلِ، حِينَ تُرْمى،
…
وَمِنْ ذَمِّ الرجالِ، بمُنْتَزاحِ
إِلا أَنه أَشبع فَتْحَةَ الزَّايِ فَتَوَلَّدَتِ الأَلف.
نسح: اللَّيْثُ: النَّسْحُ والنُّساحُ مَا تَحاتَّ عَنِ التَّمْرِ مِنْ قِشْرِهِ وفُتاتِ أَقماعه وَنَحْوِ ذَلِكَ مِمَّا يَبْقَى فِي أَسفل الوعاءِ. والمِنساحُ: شَيْءٌ يُدْفَعُ بِهِ الترابُ ويُذْرى به. ونِساحٌ [نَساحٌ]: وَادٍ «3» بِالْيَمَامَةِ؛ قَالَ الأَزهري: مَا ذَكَرَهُ اللَّيْثُ فِي النَّسْح لَمْ أَسمعه لِغَيْرِهِ، قَالَ: وأَرجو
(1). قوله [نزح الشيء ينزح إلخ] بابه منع وضرب كما في القاموس.
(2)
. قوله [وأَنزح القوم إلخ] كذا بالأَصل كبعض نسخ القاموس وفي بعضها نزح بدون همزة كما نبه عليه شارحه.
(3)
. قوله [ونساح واد إلخ] كسحاب وكتاب، كما في القاموس وياقوت.
أَن يَكُونَ مَحْفُوظًا. الْجَوْهَرِيُّ: نَسَحَ الترابَ نَسْحاً أَذراه، ونَسِحَ نَسَحاً: طَمِعَ. ونَساحٌ: جَبَلٌ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ؛ وأَنشد:
يُوعِدُ خَيْراً، وَهُوَ بالزَّحْزاحِ
…
أَبْعَدُ مِنْ زُهْرَةَ مِنْ نَساحِ
نشح: نَشَحَ الشاربُ يَنْشَحُ نَشْحاً ونُشُوحاً وانْتَشَح إِذا شُرِبَ حَتَّى امتلأَ؛ وَقِيلَ: نَشَحَ شَرب شُرْباً قَلِيلًا دُونَ الرَّيِّ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
فانْصاعتِ الحُقْبُ لَمْ تَقْصَعْ صَرائِرَها،
…
وَقَدْ نَشَحْنَ، فَلَا رِيٌّ وَلَا هِيمُ
وَفِي حَدِيثِ
أَبي بَكْرٍ قَالَ لِعَائِشَةَ، رضي الله عنهما: انْظُري مَا زَادَ مِنْ مَالِي فَرُدِّيه إِلى الْخَلِيفَةِ بِعْدِي، فإِني كُنْتُ نَشَحْتُها جُهْدي
أَي أَقللت مِنَ الأَخذ مِنْهَا. والنَّشْحُ: الشُّرْبُ الْقَلِيلُ. ونَشَحَ بعيرَه: سَقَاهُ مَاءً قَلِيلًا، وَالِاسْمُ النَّشُوحُ مِنْ قَوْلِكَ نَشَحَ إِذا شَرِبَ شُرْباً دُونَ الرِّيِّ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ يَصِفُ الْحَمِيرَ:
حَتَّى إِذا مَا غَيَّبتْ نَشُوحا
وأَورد الْجَوْهَرِيُّ هَذَا الْبَيْتَ عَلَى النَّشُوح الْمَاءُ الْقَلِيلُ. وَقَالَ: مَعْنَاهُ أَي أَدخلت أَجوافها شَرَابًا غَيَّبَتْه فِيهِ؛ وَقِيلَ: النَّشُوح، بِالْفَتْحِ، الماءُ الْقَلِيلُ. قَالَ الأَزهري: وَسَمِعْتُ أَعرابيّاً يَقُولُ لأَصحابه: أَلا وانْشَحُوا خيلَكم نَشْحاً أَي اسْقُوهَا سَقْياً يَفْثَأُ غُلَّتَها وإِن لَمْ يُرْوِها؛ قَالَ الرَّاعِي يَذْكُرُ مَاءً وَرَدَه:
نَشَحْتُ بِهَا عَنْساً تَجافى أَظَلُّها
…
عَنِ الأُكْمِ، إِلا مَا وَقَتْها السَّرائِحُ
والنَّشْحُ: الْعَرَقُ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وسِقاءٌ نَشَّاحٌ: رَشَّاح نَضَّاح.
نصح: نَصَحَ الشيءُ: خَلَصَ. والناصحُ: الْخَالِصُ مِنَ الْعَسَلِ وَغَيْرِهِ. وَكُلُّ شيءٍ خَلَصَ، فَقَدْ نَصَحَ؛ قَالَ ساعدةُ بْنُ جُؤَيَّةَ الْهُذَلِيُّ يَصِفُ رَجُلًا مَزَجَ عَسَلًا صَافِيًا بماءٍ حَتَّى تَفَرَّقَ فِيهِ:
فأَزالَ مُفْرِطَها بأَبيضَ ناصِحٍ،
…
مِنْ ماءِ أَلْهابٍ، بهنَّ التَّأْلَبُ
وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: النَّاصِحُ النَّاصِعُ فِي بَيْتِ ساعدة، قال: وَقَالَ النَّضْرُ أَراد أَنه فَرَّقَ بِهِ خَالِصَهَا وَرَدِيئَهَا بأَبيض مُفْرِطٍ أَي بِمَاءِ غَدِيرٍ مَمْلُوءٍ. والنُّصْح: نَقِيضُ الغِشّ مُشْتَقٌّ مِنْهُ نَصَحه وَلَهُ نُصْحاً ونَصِيحة ونَصاحة ونِصاحة ونَصاحِيةً ونَصْحاً، وَهُوَ بِاللَّامِ أَفصح؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَأَنْصَحُ لَكُمْ
. وَيُقَالُ: نَصَحْتُ لَهُ نَصيحتي نُصوحاً أَي أَخْلَصْتُ وصَدَقْتُ، وَالِاسْمُ النَّصِيحَةُ. والنصيحُ: النَّاصِحُ، وَقَوْمٌ نُصَحاء؛ وَقَالَ النَّابِغَةُ الذُّبْيَانِيُّ:
نَصَحْتُ بَنِي عَوْفٍ فَلَمْ يَتَقَبَّلوا
…
رَسُولي، وَلَمْ تَنْجَحْ لَدَيْهِمْ وَسائِلي
وَيُقَالُ: انْتَصَحْتُ فُلَانًا وَهُوَ ضِدُّ اغْتَشَشْتُه؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ:
أَلا رُبَّ مَنْ تَغْتَشُّه لَكَ ناصِحٌ،
…
ومُنْتَصِحٍ بادٍ عَلَيْكَ غَوائِلُهْ
تَغْتَشُّه: تَعْتَدُّه غَاشًّا لَكَ. وتَنْتَصِحُه: تَعْتَدُّه نَاصِحًا لَكَ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وانْتَصَحَ فُلَانٌ أَي قَبِلَ النَّصِيحَةَ. يُقَالُ: انْتَصِحْني إِنني لَكَ نَاصِحٌ؛ وأَنشده
ابْنُ بَرِّيٍّ:
تقولُ انْتَصِحْني إِنني لَكَ ناصِحٌ،
…
وَمَا أَنا، إِن خَبَّرْتُها، بأَمِينِ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا وَهَمٌ مِنْهُ لأَن انْتَصَحَ بِمَعْنَى قَبِلَ النَّصِيحَةَ لَا يتعدَّى لأَنه مُطَاوِعُ نَصَحْتُهُ فَانْتَصَحَ، كَمَا تَقُولُ رَدَدْتُهُ فارْتَدَّ، وسَدَدْتُه فاسْتَدَّ، ومَدَدْتُه فامْتَدَّ، فأَما انْتَصَحْتُهُ بِمَعْنَى اتَّخَذْتُهُ نَصِيحًا، فَهُوَ مُتَعَدٍّ إِلى مَفْعُولٍ، فَيَكُونُ قَوْلُهُ انتصحْني إِنني لَكَ نَاصِحٌ، يَعْنِي اتَّخِذْنِي نَاصِحًا لَكَ؛ ومنه قولهم: لا أُ ريد مِنْكَ نُصْحاً وَلَا انْتِصَاحًا أَي لَا أُريد مِنْكَ أَن تَنْصَحَنِي وَلَا أَن تَتَّخِذَنِي نَصِيحًا، فَهَذَا هُوَ الْفَرْقُ بَيْنَ النُّصْح وَالِانْتِصَاحِ. والنُّصْحُ: مَصْدَرُ نَصَحْتُه. والانتصاحُ: مَصْدَرُ انْتَصَحْته أَي اتَّخَذْتُهُ نَصِيحًا، وَمَصْدَرُ انْتَصَحْتُ أَيضاً أَي قَبِلْتُ النَّصِيحَةَ، فَقَدْ صَارَ لِلِانْتِصَاحِ مَعْنَيَانِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
إِن الدِّينَ النصيحةُ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِكِتَابِهِ ولأَئمة الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ
؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: النَّصِيحَةُ كَلِمَةٌ يُعَبَّرُ بِهَا عَنْ جُمْلَةٍ هِيَ إِرادة الْخَيْرِ لِلْمَنْصُوحِ لَهُ، فَلَيْسَ يُمْكِنُ أَن يُعَبَّرَ عَنْ هَذَا الْمَعْنَى بِكَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ تَجْمَعُ مَعْنَاهَا غَيْرُهَا. وأَصل النُّصْحِ: الْخُلُوصُ. وَمَعْنَى النصيحة لله: صِحَّةُ الِاعْتِقَادِ فِي وَحْدَانِيَّتِهِ وإِخلاص النِّيَّةِ فِي عِبَادَتِهِ. وَالنَّصِيحَةُ لِكِتَابِ اللَّهِ: هُوَ التَّصْدِيقُ بِهِ وَالْعَمَلُ بِمَا فِيهِ. وَنَصِيحَةُ رَسُولِهِ: التَّصْدِيقُ بِنُبُوَّتِهِ وَرِسَالَتِهِ وَالِانْقِيَادُ لِمَا أَمر بِهِ وَنُهِيَ عَنْهُ. وَنَصِيحَةُ الأَئمة: أَن يُطِيعَهُمْ فِي الْحَقِّ وَلَا يَرَى الْخُرُوجَ عَلَيْهِمْ إِذا جَارُوا. وَنَصِيحَةُ عَامَّةِ الْمُسْلِمِينَ: إِرشادهم إِلى الْمَصَالِحِ؛ وَفِي شَرْحِ هَذَا الْحَدِيثِ نظرٌ وَذَلِكَ فِي قَوْلِهِ نَصِيحَةُ الأَئمة أَن يُطِيعَهُمْ فِي الْحَقِّ وَلَا يَرَى الْخُرُوجَ عَلَيْهِمْ إِذا جَارُوا، فأَيّ فَائِدَةٍ فِي تَقْيِيدِ لَفْظِهِ بِقَوْلِهِ يُطِيعُهُمْ فِي الْحَقِّ مَعَ إِطلاق قَوْلِهِ وَلَا يَرَى الْخُرُوجَ عَلَيْهِمْ إِذا جَارُوا؟ وإِذا مَنَعَهُ الْخُرُوجُ إِذا جَارُوا لَزِمَ أَن يُطِيعَهُمْ فِي غَيْرِ الْحَقِّ. وتَنَصَّح أَي تَشَبَّه بالنُّصَحاء. واسْتَنْصَحه: عَدَّه نَصِيحًا. وَرَجُلٌ ناصحُ الجَيْب: نَقِيُّ الصَّدْرِ نَاصِحُ الْقَلْبِ لَا غِشَّ فِيهِ، كَقَوْلِهِمْ طَاهِرُ الثَّوْبِ، وَكُلُّهُ عَلَى الْمَثَلِ؛ قَالَ النَّابِغَةُ:
أَبْلِغِ الحرثَ بنَ هِنْدٍ بأَني
…
ناصِحُ الجَيْبِ، بازِلٌ للثوابِ
وقومٌ نُصَّح ونُصَّاحٌ. والتَّنَصُّح: كَثْرَةُ النُّصْحِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَكْثَمَ بْنِ صَيْفِيٍّ: إِياكم وكثرةَ التَّنَصُّح فإِنه يُورِثُ التُّهَمَة. وَالتَّوْبَةُ النَّصُوح: الْخَالِصَةُ، وَقِيلَ: هِيَ أَن لَا يَرْجِعَ الْعَبْدُ إِلى مَا تَابَ عَنْهُ؛ قَالَ اللَّهُ عز وجل: تَوْبَةً نَصُوحاً
؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: قرأَ أَهل الْمَدِينَةِ نَصُوحاً، بِفَتْحِ النُّونِ، وَذَكَرَ عَنْ عَاصِمٍ نُصُوحاً، بِضَمِّ النُّونِ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: كأَنّ الَّذِينَ قرأُوا نُصُوحاً أَرادوا الْمَصْدَرَ مِثْلَ القُعود، وَالَّذِينَ قرأُوا نَصُوحاً جَعَلُوهُ مِنْ صِفَةِ التَّوْبَةِ؛ وَالْمَعْنَى أَن يُحَدّث نَفْسَهُ إِذا تَابَ مِنْ ذَلِكَ الذَّنْبِ أَن لَا يَعُودُ إِليه أَبداً، وَفِي حَدِيثِ
أُبيّ: سأَلت النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، عَنِ التَّوْبَةِ النَّصُوحِ فَقَالَ: هِيَ الْخَالِصَةُ الَّتِي لَا يُعاوَدُ بَعْدَهَا الذنبُ
؛ وفَعُول مِنْ أَبنية الْمُبَالَغَةِ يَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ والأُنثى، فكأَنَّ الإِنسانَ بَالَغَ فِي نُصْحِ نَفْسِهِ بِهَا، وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ النُّصْح وَالنَّصِيحَةِ. وَسُئِلَ أَبو عَمْرٍو عَنْ نُصُوحاً فَقَالَ: لَا أَعرفه؛ قَالَ الْفَرَّاءُ وَقَالَ المفضَّل: بَاتَ عَزُوباً وعُزُوباً وعَرُوساً وعُرُوساً؛ وقال أَبو إِسحاق: توبةٌ نَصُوح بَالِغَةٌ فِي النُّصْح، وَمَنْ قرأَ نُصُوحاً فَمَعْنَاهُ يَنْصَحُون فِيهَا نُصوحاً. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: نَصَحْتُه أَي صَدَقْتُه؛
وَمِنْهُ التَّوْبَةُ النَّصُوحُ، وَهِيَ الصَّادِقَةُ. والنِّصاحُ: السِّلكُ يُخاط بِهِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: النِّصاحة السُّلوك الَّتِي يُخَاطُ بِهَا، وَتَصْغِيرُهَا نُصَيِّحة. وَقَمِيصٌ مَنْصُوح أَي مَخِيط. وَيُقَالُ للإِبرة: المِنْصَحة فإِذا غَلُظَتْ، فَهِيَ الشُّعَيْرَةُ. والنُّصْحُ: مَصْدَرُ قَوْلِكَ نَصَحْتُ الثوبَ إِذا خِطْتَه. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَمِنْهُ التَّوْبَةُ النَّصُوحُ اعْتِبَارًا بِقَوْلِهِ، صلى الله عليه وسلم:
مَنِ اغتابَ خَرَقَ وَمَنِ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ رَفَأَ.
ونَصَحَ الثوبَ وَالْقَمِيصَ يَنْصَحُه نَصْحاً وتَنَصَّحه: خَاطَهُ. وَرَجُلٌ نَاصِحٌ وناصِحِيٌّ ونَصَّاحٌ: خَائِطٌ. والنِّصاحُ: الخَيْطُ وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ نِصاحاً، وَالْجَمْعُ نُصُحٌ ونِصاحةٌ، الْكَسْرَةُ فِي الْجَمْعِ غَيْرَ الْكَسْرَةِ فِي الْوَاحِدِ، والأَلف فِيهِ غَيْرُ الأَلف، وَالْهَاءُ لتأْنيث الْجَمْعِ. والمِنْصَحة: المِخْيَطة. والمِنْصَحُ: المِخْيَطُ. وفي ثَوْبِهِ مُتَنَصِّحٌ لَمْ يُصلحه أَي مَوْضِعُ إِصلاح وَخِيَاطَةٍ، كَمَا يُقَالُ: إِن فِيهِ مُتَرَقَّعاً؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ:
ويُرْعِدُ إِرعادَ الهجِينِ أَضاعه،
…
غَداةَ الشَّمالِ، الشُّمْرُخُ المُتَنَصَّحُ
وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: المُتَنَصَّحُ المَخيطُ، وأَنشد بَيْتَ ابْنِ مُقْبِلٍ. وأَرض مَنْصوحة: متصلة بالغيت كَمَا يُنْصَحُ الثوبُ، حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذِهِ عِبَارَةٌ رَدِيئَةٌ إِنما المَنْصُوحة الأَرض الْمُتَّصِلَةُ النَّبَاتِ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ، كأَنَّ تِلْكَ الجُوَبَ الَّتِي بَيْنَ أَشخاص النَّبَاتِ خِيطَتْ حَتَّى اتَّصَلَ بَعْضُهَا بِبَعْضٍ. قَالَ النَّضْرُ: نَصَحَ الغيثُ البلادَ نَصْحاً إِذا اتَّصَلَ نَبْتُهَا فَلَمْ يَكُنْ فِيهِ فَضاء وَلَا خَلَلٌ؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: نَصَحَ الغيثُ البلادَ ونَضَرها بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: الأَرض الْمَنْصُوحَةُ هِيَ المَجُودةُ نُصِحتْ نَصْحاً. ونَصَحَ الرجلُ الرِّيَّ نَصْحاً إِذا شَرِبَ حَتَّى يَرْوى؛ وَكَذَلِكَ نَصَحتِ الإِبلُ الشُّرْبَ تَنْصَحُ نُصُوحاً: صَدَقَتْه. وأَنْصَحْتُها أَنا: أَرويتها؛ قَالَ:
هَذَا مَقامِي لكِ حَتَّى تَنْصَحِي
…
رِيّاً، وتَجْتازي بَلاطَ الأَبْطَحِ
وَيُرْوَى: حَتَّى تَنْضَحِي، بِالضَّادِ الْمُعْجَمَةِ، وَلَيْسَ بِالْعَالِي. البَلاطُ: القاعُ. وأَنْصَح الإِبلَ: أَرْواها. والنِّصاحاتُ: الجلودُ؛ قَالَ الأَعشى يَصِفُ شَرْباً:
فتَرى القومَ نَشاوى كلَّهُمْ،
…
مِثْلَمَا مُدَّتْ نِصاحاتُ الرُّبَحْ
قَالَ الأَزهري: أَراد بالرُّبَحِ الرُّبَعَ فِي قَوْلِ بَعْضُهُمْ؛ وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الرُّبَحُ مِنْ أَولاد الْغَنَمِ، وَقِيلَ: هُوَ الطَّائِرُ الَّذِي يُسَمَّى بِالْفَارِسِيَّةِ زَاغَ؛ وَقَالَ المُؤَرِّج: النِّصاحاتُ حِبَالٌ يُجْعَلُ لَهَا حَلَقٌ وَتُنْصَبُ للقُرود إِذا أَرادوا صَيْدَهَا: يَعْمدُ رَجُلٌ فيجعلُ عِدّة حِبَالٍ ثُمَّ يأْخذ قِرْدًا فَيَجْعَلُهُ فِي حَبْلٍ مِنْهَا، وَالْقُرُودُ تَنْظُرُ إِليه مِنْ فَوْقِ الْجَبَلِ، ثُمَّ يَتَنَحَّى الْحَابِلُ فَتَنْزِلُ الْقُرُودُ فَتَدْخُلُ فِي تِلْكَ الْحِبَالِ وَهُوَ يَنْظُرُ إِليها مِنْ حَيْثُ لَا تَرَاهُ، ثُمَّ يَنْزِلُ إِليها فيأْخذ مَا نَشِبَ فِي الْحِبَالِ؛ قَالَ وَهُوَ قَوْلُ الأَعشى:
مِثْلَمَا مُدَّتْ نِصَاحَاتُ الربح
قال: والرُّبَحُ القرود وأَصلها الرُّباح. وشَيْبَةُ بْنُ نِصاحٍ: رَجُلٌ مِنَ الْقُرَّاءِ. والنَّصْحاء ومَنْصَح: مَوْضِعَانِ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ «4» :
(4). قوله [قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ لهن إلخ] قبله: ولو أنه إذ كان ما حمَّ واقعاً بجانب من يخفى ومن يتودّد والأصاغي، بالصاد المهملة والغين المعجمة: موضع، كما أنشده ياقوت في مادته.
لهنَّ بِمَا بَيْنَ الأَصاغِي ومَنْصَحٍ
…
تَعاوٍ، كَمَا عَجَّ الحَجِيحُ المُبَلِّدُ
نضح: النَّضْحُ: الرَّشُّ. نَضَح عَلَيْهِ الماءَ يَنْضَحُه «1» نَضْحاً إِذا ضَرَبَهُ بِشَيْءٍ فأَصابه مِنْهُ رَشاشٌ. ونَضَح عَلَيْهِ الماءُ: ارْتَشَّ. وَفِي حَدِيثِ
قَتَادَةَ: النَّضْحُ مِنَ النَّضْحِ
؛ يُرِيدُ مَنْ أَصابه نَضْحٌ مِنَ الْبَوْلِ وَهُوَ الشَّيْءُ الْيَسِيرُ مِنْهُ فَعَلَيْهِ أَن يَنْضَحَه بِالْمَاءِ وَلَيْسَ عَلَيْهِ غَسْلُهُ؛ قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: هُوَ أَن يُصِيبَهُ مِنَ الْبَوْلِ رَشاشٌ كرؤُوس الإِبَرِ؛ وَقَالَ الأَصمعي: نَضَحْتُ عَلَيْهِ الماءَ نَضْحاً وأَصابه نَضْحٌ مِنْ كَذَا. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: النَّضْح مَا كَانَ عَلَى اعْتِمَادٍ وَهُوَ مَا نَضَحْته بِيَدِكِ مُعْتَمِدًا، وَالنَّاقَةُ تَنْضَحُ ببولها. والنَّضْخُ: مَا كَانَ عَلَى غَيْرِ اعْتِمَادٍ، وَقِيلَ: هُمَا لُغَتَانِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وَكُلُّهُ رَشٌّ. والقربةُ تَنْضَحُ مِنْ غَيْرِ اعْتِمَادٍ
…
فَوطِئَ «2» عَلَى مَاءٍ فنَضَح عَلَيْهِ وَهُوَ لَا يُرِيدُ ذَلِكَ؛ وَمِنْهُ نَضْحُ الْبَوْلِ فِي حَدِيثِ إِبراهيم: أَنه لَمْ يَكُنْ يَرَى بنَضْح الْبَوْلِ بأْساً. وَحَكَى الأَزهري عَنِ اللَّيْثِ: النَّضْح كالنَّضْخ رُبَّمَا اتَّفَقَا وَرُبَّمَا اخْتَلَفَا. وَيَقُولُونَ: النَّضْح مَا بَقِيَ لَهُ أَثر كَقَوْلِكَ عَلَى ثَوْبِهِ نَضْحُ دَمٍ، والعين تَنْضَحُ بِالْمَاءِ نَضْحاً إِذا رأَيتها تفور، وكذلك تَنْضَخُ الْعَيْنُ؛ وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ نَضَخَ عَلَيْهِ الماءُ يَنْضَخُ، فَهُوَ ناضخٌ؛ وَفِي الْحَدِيثِ:
يَنْضَخُ البحرُ ساحلَه.
وَقَالَ الأَصمعي: لَا يُقَالُ مِنَ الْخَاءِ فَعَلْتُ، إِنما يُقَالُ أَصابه نَضْخ مِنْ كَذَا؛ وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: قَوْلَ أَبي زَيْدٍ أَصح، وَالْقُرْآنُ يَدُلُّ عَلَيْهِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: يهِما عَيْنانِ نَضَّاخَتانِ
؛ فَهَذَا يَشْهَدُ بِهِ. يُقَالُ: نَضَخَ عَلَيْهِ الْمَاءُ لأَن الْعَيْنَ النَّضَّاخة هِيَ الفَعَّالة، وَلَا يُقَالُ لَهَا: نَضَّاخة حَتَّى تَكُونَ نَاضِحَةً؛ قَالَ ابْنُ الْفَرَجِ: سَمِعْتُ جَمَاعَةً مِنْ قَيْسٍ يَقُولُونَ: النَّضح والنَّضْخُ وَاحِدٍ؛ وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: نَضَحْتُه ونَضَخْته بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ قَالَ: وَسَمِعْتُ الغَنَوِيّ يَقُولُ: النَّضْح والنَّضْخُ وَهُوَ فِيمَا بَانَ أَثره وَمَا رَقَّ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. قَالَ: وَقَالَ الأَصمعي: النَّضْح الَّذِي لَيْسَ بَيْنَهُ فُرَجٌ، والنَّضْخُ أَرَقّ مِنْهُ؛ وَقَالَ أَبو لَيْلى: النَّضْحُ والنَّضْخُ مَا رَقَّ وثَخُن بِمَعْنًى وَاحِدٍ. ونَضَحَ البيتَ يَنْضِحُه، بِالْكَسْرِ، نَضْحاً: رَشَّه؛ وَقِيلَ: رَشَّهُ رَشًّا خَفِيفًا. وانْتَضَح عَلَيْهِمُ الْمَاءَ أَي تَرَشَّش. وَفِي الْحَدِيثِ:
الْمَدِيِنَةُ كالكِير تَنْفي خَبَثَها وتَنْضَحُ طِيبَها
، رُوِيَ بِالضَّادِ وَالْخَاءِ الْمُعْجَمَتَيْنِ وَبِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ، مِنَ النَّضْح وَهُوَ رَشُّ الْمَاءِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي بَضَعَ. ونَضَح الماءُ العطشَ يَنْضِحُه: رَشَّه فَذَهَبَ بِهِ أَو كَادَ يَذْهَبُ بِهِ. ونَضَح الماءُ المالَ يَنْضِحُه: ذَهَبَ بِعَطَشِهِ أَو قَارَبَ ذَلِكَ. والنَّضَحُ، بِفَتْحِ الضَّادِ، وَالنَّضِيحُ: الْحَوْضُ لأَنه يَنْضَح الْعَطَشَ أَي يَبُلُّه؛ وَقِيلَ: هُمَا الْحَوْضُ الصَّغِيرُ، وَالْجَمْعُ أَنضاح ونُضُحٌ. وَقَالَ اللَّيْثُ: النَّضِيحُ مِنَ الْحِيَاضِ مَا قَرُب مِنَ الْبِئْرِ حَتَّى يَكُونَ الإِفراغ فِيهِ مِنَ الدَّلْوِ وَيَكُونُ عَظِيمًا؛ وَقَالَ الأَعشى:
فَغَدَوْنا عليهمُ بُكْرَةَ الوِرْدِ،
…
كَمَا تُورِدُ النَّضِيحَ الهِياما
قَالَ ابْنُ الأَعرابي: سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه يَنْضِحُ عطشَ الإِبل أَي يَبُلُّه. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: نَضَحْتُ الرِّيَّ، بِالضَّادِ؛ وَقَالَ الأَصمعي: فإِن شَرِبَ حَتَّى يَرْوَى قَالَ نَصَحْتُ، بِالصَّادِ، نَصْحاً ونَصَعْتُ بِهِ ونَقَعْتُ. قَالَ: والنَّضْحُ والنَّشْحُ وَاحِدٌ، وَهُوَ أَن يَشْرَبَ دون
(1). قوله [نَضَحَ عَلَيْهِ الْمَاءَ يَنْضَحُهُ إلخ] بابه ضرب ومنع وكذلك نضخ بالخاء المعجمة كما في المصباح.
(2)
. قوله [اعتماد
…
فوطئ] هو هكذا مع البياض في الأَصل.
الرِّيّ. والنَّضْحُ: سَقْيُ الزَّرْعِ وَغَيْرِهِ بِالسَّانِيَةِ. ونَضَحَ زرعَه: سَقَاهُ بالدَّلْو. والناضحُ: الْبَعِيرُ أَو الثَّوْرُ أَو الْحِمَارُ الَّذِي يُسْتَقَى عَلَيْهِ الْمَاءُ، والأُنثى بِالْهَاءِ، نَاضِحَةٌ وَسَانِيَةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ:
مَا سُقِيَ مِنَ الزَّرْعِ نَضْحاً فَفِيهِ نِصْفُ الْعُشْرِ
؛ يُرِيدُ مَا سُقِيَ بالدِّلاءِ والغُروب والسَّواني وَلَمْ يُسْقَ فَتْحاً. وَالنَّوَاضِحُ مِنَ الإِبل: الَّتِي يُسْتَقَى عَلَيْهَا، وَاحِدُهَا نَاضِحٌ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:
أَتاه رَجُلٌ فَقَالَ: إِن نَاضِحَ بَنِي فُلَانٍ قَدْ أَبَدَ عَلَيْهِمْ.
وَفِي حَدِيثِ
مُعَاوِيَةَ قَالَ للأَنصار وَقَدْ قَعَدُوا عَنْ تَلَقِّيهِ لَمَّا حَجَّ: مَا فَعَلَتْ نَواضِحُكم؟
كأَنه يُقَرِّعُهم بِذَلِكَ لأَنهم كَانُوا أَهل حَرْثٍ وزَرْعٍ وسَقْيٍ، وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُهُ فِي الْحَدِيثِ مُفْرَدًا وَمَجْمُوعًا. والنَّضَّاح: الَّذِي يَنْضَحُ عَلَى الْبَعِيرِ أَي يَسُوقُ السَّانِيَةَ وَيَسْقِي نَخْلًا؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
هَبَطْنَ بَطْنَ رُهاط واعْتَصَبْنَ، كَمَا
…
يَسْقِي الجُذُوعَ، خِلالَ الدُّورِ، نَضَّاحُ
وَهَذِهِ نَخْلٌ تُنْضَحُ أَي تُسْقَى. وَيُقَالُ: فُلَانٌ يَسْقي بالنَّضْحِ، وَهُوَ مَصْدَرٌ. والنَّضْحاتُ: الشَّيْءُ الْيَسِيرُ الْمُتَفَرِّقُ مِنَ الْمَطَرِ. قَالَ شَمِرٌ: وَقَدْ قَالُوا فِي نَضَحَ المطرُ، بِالْحَاءِ وَالْخَاءِ. والناضحُ: الْمَطَرُ؛ وَقَدْ نَضَحَتْنا السَّمَاءُ. والنَّضْحُ أَمْثَلُ مِنَ الطَّلّ: وَهُوَ قَطْرٌ بَيْنَ قَطْرَيْن. قَالَ: وَيُقَالُ لِكُلِّ شَيْءٍ يَتَحَلَّب مِنْ مَاءٍ أَو عَرَقٍ أَو بَوْلٍ: يَنْضَحُ: وأَنشد: يَنْضَحْنَ فِي حَافَاتِهِ بالأَبْوال ونَضَحَ الرجلُ بالعَرَق نَضْحاً: فَضَّ بِهِ، وَكَذَلِكَ الْفَرَسُ. والنَّضِيحُ والتَّنْضاحُ: الْعَرَقُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
تَنْضَحُ ذِفْراه بِمَاءٍ صَبِ
والنَّضُوحُ: الوَجُور فِي أَيّ الْفَمِ كَانَ. ونَضَحَتِ الْعَيْنُ تَنْضَحُ نَضْحاً وانْتَضَحَت: فَارَتْ بِالدَّمْعِ؛ وَعَيْنَاهُ تَنْضَحانِ. والنَّضْحُ يَدْعُوهُ الهَمَلانُ: وَهُوَ أَن تَمْتَلِئَ الْعَيْنُ دَمْعًا ثُمَّ تَنْفَضِحَ هَمَلاناً لَا يَنْقَطِعُ. ونَضَحَتِ الْخَابِيَةُ والجَرَّة تَنْضَحُ إِذا كَانَتْ رَقِيقَةً فَخَرَجَ الْمَاءُ مِنَ الخَزَف ورشَحَتْ؛ وَكَذَلِكَ الْجَبَلُ الَّذِي يَتَحَلَّبُ الْمَاءُ بَيْنَ صُخُورِهِ. ومَزادةٌ نَضُوح: تَنْضَح [تَنْضِح] الماءَ؛ ونَضَحَتْ ذِفْرَى الْبَعِيرِ بالعَرَق نَضْحاً؛ وَقَالَ القَطامِيّ:
حَرَجاً كأَنَّ، مِنَ الكُحَيْلِ، صُبابةً،
…
نَضَحَتْ مَغابِنُها بِهِ نَضَحَانا
قَالَ: وَرَوَاهُ المُؤَرِّجُ نُضِخَتْ. واسْتَنْضَح الرجلُ وانْتَضَح: نَضَح شَيْئًا مِنْ مَاءٍ عَلَى فَرْجِهِ بَعْدَ الْوُضُوءِ؛
وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم: أَنه عَدَّ عَشْرَ خِلالٍ مِنَ السنَّة وَذَكَرَ فِيهَا الانتضاحَ بالماءِ
، وَهُوَ أَن يأْخذ مَاءً قَلِيلًا فيَنْضَحَ بِهِ مَذَاكِيرَهُ ومُؤْتَزَرَه بَعْدَ فَرَاغِهِ مِنَ الْوُضُوءِ، لِيَنْفِيَ بِذَلِكَ عَنْهُ الوَسْواس: وَفِي خَبَرٍ آخَرَ:
انْتِفاض الْمَاءِ
، وَمَعْنَاهُمَا وَاحِدٌ. وَفِي حَدِيثِ
عَطَاءَ: وَسُئِلَ عَنْ نَضَحِ الْوَضُوءِ
؛ هُوَ بِالتَّحْرِيكِ، مَا يَتَرَشَّشُ مِنْهُ عِنْدَ التَّوَضُّؤ كالنَّشَرِ. ونَضَح بِالْبَوْلِ عَلَى فَخِذَيْهِ: أَصابهما بِهِ؛ وَكَذَلِكَ نَضَحَ بِالْغُبَارِ. ونَضَحَ الجُلَّة يَنْضِحُها نَضْحاً: رَشَّها بِالْمَاءِ ليَتَلازَب تَمْرُها وَيَلْزَمَ بعضُه بَعْضًا. ونَضَحَ الجُلَّة أَيضاً: نَثَرَ مَا فِيهَا؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ:
يَنْضَحُ بالبَوْلِ، والغُبارُ عَلَى
…
فَخْذَيْه، نَضْحَ العِيدِيَّةِ الجُلَلا
يُفَسَّرُ بِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْ هَاتَيْنِ. ونَضَحَ الرِّيّ نَضْحاً:
شَرِبَ دُونَهُ؛ وَقِيلَ: هُوَ أَن يَشْرَبَ حَتَّى يَرْوَى، فَهُوَ مِنَ الأَضداد؛ وَقَالَ شَمِرٌ: يُقَالُ نَضَحْتُ الأَدِيمَ بَلَلْتُهُ أَن لَا يَنْكَسِرَ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ:
نَضَحْتُ أَدِيمَ الوُدِّ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ
…
بِآصِرةِ الأَرْحامِ، لَوْ تَتَبَلَّلُ
نَضَحْتُ أَي وَصَلْتُ. والنَّضُوحُ، بِالْفَتْحِ: ضَرْبٌ مِنَ الطِّيبِ؛ وَقَدْ انْتَضَحَ به. والنَّضْحُ: مِنْهُ مَا كَانَ رَقِيقًا كَالْمَاءِ، وَالْجَمْعُ نُضُوح وأَنْضِحَة، والنَّضْخُ مَا كَانَ مِنْهُ غَلِيظًا كالخَلُوق وَالْغَالِيَةِ. وَفِي حَدِيثِ الإِحرام:
ثُمَّ أَصبح مُحْرِمًا يَنْضَحُ طِيباً
أَي يَفُوحُ. النَّضُوح: ضَرْبٌ مِنَ الطِّيبِ تَفُوحُ رَائِحَتُهُ، وأَصل النَّضْح الرَّشْح فَشَبَّهَ كَثْرَةَ مَا يَفُوحُ مِنْ طِيبِهِ بِالرَّشْحِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ
عَلِيٍّ: وَجَدَ فَاطِمَةَ وَقَدْ نَضَحَتِ البيتَ بنَضُوح
أَي طَيَّبته وَهِيَ فِي الْحَجِّ. وأَرض مُنْضِحة: واسعة. ونَضَّحَتِ الْغَنَمُ: شَبِعَت. ونَضَحْناهم بالنَّبْل نَضْحاً: رَمَيْنَاهُمْ ورَشَقْناهم. ونَضَحْناهم نَضْحاً: وَذَلِكَ إِذا فرَّقوها فِيهِمْ. وَفِي حَدِيثِ هِجَاءِ الْمُشْرِكِينَ:
كَمَا تَرْمُون نَضْحَ النَّبْل.
وَيُقَالُ: انِضَحْ عَنَّا الخيلَ أَي ارْمِهم. وَفِي الْحَدِيثِ
أَنه قَالَ للرُّماة يَوْمَ أُحُد: انْضَحوا عَنَّا الْخَيْلَ لَا نُؤْتَى مِنْ خَلْفِنا
أَي ارْمُوهُمْ بالنُّشَّاب. ونَضَحَ عَنْهُ: ذَبَّ وَدَفَعَ. ونَضَح الرَّجُلَ: ردَّ عَنْهُ؛ عَنْ كُرَاعٍ. ونَضَحَ الرجلُ عَنْ نَفْسِهِ إِذا دَفَعَ عَنْهَا بحُجَّة. وَهُوَ يَنْضَح عَنْ فُلَانٍ أَي يَذُبُّ عَنْهُ وَيَدْفَعُ. ورأَيته يَتَنَضَّحُ مِمَّا قُرِف بِهِ أَي يَنْتَفِي ويَتَنَصَّل مِنْهُ. وَقَالَ شُجاعٌ: مَضَحَ عَنِ الرَّجُلِ ونَضَح عَنْهُ وذَبَّ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَيُقَالُ: هُوَ يناضِحُ عَنْ قَوْمِهِ ويُنافِحُ عَنْهُمْ أَي يَذُبُّ عَنْهُمْ؛ وأَنشد:
وَلَوْ بَلا، فِي مَحْفِلٍ، نِضاحِي
أَي ذَبِّي ونَضْحِي عَنْهُ. وقَوْس نَضُوح: شَدِيدَةُ الدَّفْعِ والحَفْز لِلسَّهْمِ، حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ؛ وأَنشد لأَبي النَّجْمِ:
أَنْحَى شِمالًا هَمَزَى نَضُوحا
أَي مدَّ شِمَالَهُ فِي الْقَوْسِ. هَمَزَى يَعْنِي القوسَ أَنها شَدِيدَةٌ. والنَّضُوحُ: مِنْ أَسماء الْقَوْسِ كَمَا تَنْضَحُ بِالنَّبْلِ. والنَّضَّاحة: الْآلَةُ الَّتِي تُسَوَّى مِنَ النُّحَاسِ أَو الصُّفْر للنَّفْطِ وزَرْقِه؛ ابْنُ الأَعرابي: المِنْضَحَة والمَنْضَحة الزَّرَّاقة؛ قَالَ الأَزهري: وَهِيَ عِنْدَ عوامِّ النَّاسِ النَّضَّاحة وَمَعْنَاهُمَا وَاحِدٌ. وَقَالَ ابْنُ الْفَرَجِ: سَمِعْتُ شُجاعاً السُّلَمِيّ يَقُولُ: أَمْضَحْتَ عِرْضِي وأَنْضَحْتَه إِذا أَفسدته؛ وَقَالَ خَليفة: أَنضَحْتُه إِذا أَنْهَبْتَه النَّاسَ. وانْتَضَحَ مِنَ الأَمر: أَظهر الْبَرَاءَةَ مِنْهُ. وَالرَّجُلُ يُرْمَى أَو يُقْرَف بتُهَمَة فيَنْتَضِح مِنْهُ أَي يُظْهِرُ التَبَرِّي مِنْهُ. وإِذا ابتدأَ الدَّقِيقُ فِي حَبِّ السُّنْبُل وَهُوَ رَطْبٌ فَقَدْ نَضَحَ وأَنْضَح، لُغَتَانِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَنْضَحَ الدقيقُ بدأَ فِي حَبِّ السُّنْبُلِ وَهُوَ رَطْبٌ. ونَضَح الغَضا نَضْحاً: تَفَطَّرَ بالوَرَقِ وَالنَّبَاتِ وعَمَّ بعضُهم بِهِ الشَّجَرَ؛ قَالَ أَبو طَالِبِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ:
بُورِكَ المَيِّتُ الغَرِيبُ، كَمَا بُورِكَ
…
نَضْحُ الرُّمَّانِ والزَّيْتُونِ
فأَما قَوْلُ أَبي حَنِيفَةَ نُضُوح الشَّجَرِ فَلَا أَدري أَرآه لِلْعَرَبِ أَم هُوَ أَقْدَمَ فَجَمَعَ نَضْحَ الشَّجَرِ عَلَى نُضُوح، لأَن بَعْضَ الْمَصَادِرِ قَدْ يُجْمَعُ كَالْمَرَضِ والشُّغْل وَالْعَقْلِ،
قَالُوا: أَمراض وأَشغال وعُقُول. ونَضَح الزَّرعُ: غَلُظَت جُثَّتُهُ.
نطح: النَّطْحُ: للكِبَاشِ وَنَحْوِهَا؛ نَطَحه يَنْطِحُه «3» ويَنْطَحُه نَطْحاً. وكَبْشٌ نَطَّاح، وَقَدِ انتَطَحَ الْكَبْشَانِ وتَناطَحا، ويُقْتاس مِنْ ذَلِكَ تَناطَحَتِ الأَمواجُ وَالسُّيُولُ وَالرِّجَالُ فِي الْحَرْبِ: وأَنشد:
الليلُ داجٍ والكِباشُ تَنْتَطِحْ
وكبشٌ نَطِيحٌ مِنْ كِبَاشٍ نَطْحَى ونَطائح، الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. ونَعْجة نَطِيحٌ ونَطِيحةٌ مِنْ نِعاجٍ نَطْحى ونَطائِحَ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ
؛ يَعْنِي مَا تَنَاطَحَ فَمَاتَ؛ الأَزهري: وَأَمَّا النَّطِيحة فِي سُورَةِ الْمَائِدَةِ؛ فَهِيَ الشَّاةُ المَنْطوحة تَمُوتُ فَلَا يَحِلُّ أَكلها، وأُدخلت الْهَاءُ فِيهَا لأَنها جُعِلَتِ اسْمًا لَا نَعْتًا؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: إِنما جَاءَتْ بِالْهَاءِ لِغَلَبَةِ الِاسْمِ عَلَيْهَا، وَكَذَلِكَ الفَريسة والأَكِيلة والرَّمِيَّة لأَنه لَيْسَ هُوَ عَلَى نَطَحتها، فَهِيَ مَنْطُوحَةٌ، وإِنما هُوَ الشَّيْءُ فِي نَفْسِهِ مِمَّا يُنْطَحُ وَالشَّيْءُ مِمَّا يُفْرَسُ وَمِمَّا يُؤْكَلُ. وَقَوْلُهُمْ: مَا لَهُ نَاطِحٌ وَلَا خَابِطٌ: فَالنَّاطِحُ الْكَبْشُ وَالتَّيْسُ والعَنْزُ، وَالْخَابِطُ: الْبَعِيرُ. وما نَطَحَتْ فيه جَمَّاءَ ذاتُ قَرْنٍ؛ يُقَالُ ذَلِكَ فِيمَنْ ذَهَبَ هَدَراً؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، ابْنُ سِيدَهْ: والنَّطِيحُ والناطِحُ مَا يَسْتَقْبِلُكَ ويأْتيك مِنْ أَمامك مِنَ الطَّيْرِ والظباءِ وَالْوَحْشِ وَغَيْرِهَا مِمَّا يُزْجَرُ، وَهُوَ خِلَافُ القَعِيد. وَرَجُلٌ نَطِيحٌ: مَشْؤُوم؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
فأَمْكَنَّه مِمَّا يُرِيدُ، وبعضُهم
…
شَقِيٌّ، لَدَى خَيْراتِهِنَّ، نَطِيحُ
وفرسٌ نَطِيحٌ إِذا طَالَتْ غُرَّتُه حَتَّى تَسِيلَ تَحْتَ إِحدى أُذنيه وَهُوَ يُتشَاءم بِهِ؛ وَقِيلَ: النَّطِيحُ مِنَ الْخَيْلِ الَّذِي وسَطَ جَبْهته دَائِرَتَانِ، وإِن كَانَتْ وَاحِدَةً، فَهِيَ اللَّطْمةُ وَهُوَ اللَّطِيمُ، وَدَائِرَةُ النَّاطِحِ مِنْ دَوَائِرِ الْخَيْلِ وَكُلُّ ذَلِكَ شُؤْم؛ الأَزهري: قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: مِنْ دَوَائِرِ الْخَيْلِ دَائِرَةُ اللَّطَاةِ وَهِيَ الَّتِي وَسَطَ الْجَبْهَةِ؛ قَالَ: وإِن كَانَتْ دَائِرَتَانِ قَالُوا: فَرَسٌ نَطِيح، قَالَ: وَتُكْرَهُ دَائِرَتَا النَّطِيح؛ وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: دَائِرَةُ اللَّطَاةِ لَيْسَتْ تُكْرَهُ. وَيُقَالُ للشَّرَطَيْنِ: النَّطْحُ والناطحُ وَهُمَا قَرْنا الحَمل. ابْنُ سِيدَهْ: النَّطْحُ نَجْمٌ مِنْ مَنَازِلِ الْقَمَرِ يُتَشَاءَمُ بِهِ أَيضاً؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: مَا كَانَ مِنْ أَسماء الْمَنَازِلِ، فَهُوَ يأْتي بالأَلف وَاللَّامِ وَبِغَيْرِ أَلف وَلَامٍ، كَقَوْلِكَ نَطْحٌ والنَّطْحُ، وغَفْرٌ والغَفْرُ. الْجَوْهَرِيُّ: ونَواطِحُ الدَّهْرِ شَدَائِدُهُ. وَيُقَالُ: أَصابه ناطِحٌ أَي أَمر شَدِيدٌ ذُو مَشَقَّةٍ؛ قَالَ الرَّاعِي:
وَقَدْ مَسَّه مِنَّا ومنهنَّ ناطِحُ
وَفِي الْحَدِيثِ:
فارسُ نَطْحَةٌ أَو نَطْحَتانِ ثُمَّ لَا فارسَ بعْدها أَبداً
؛ قَالَ أَبو بَكْرٍ: مَعْنَاهُ فارسُ تُقَاتِلُ الْمُسْلِمِينَ مَرَّةً أَو مَرَّتَيْنِ؛ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ فارس تَنْطِحُ [تَنْطَحُ] مَرَّةً أَو مَرَّتَيْنِ فَيَبْطُلُ مُلْكُهَا وَيَزُولُ أَمرها، فَحَذَفَ تَنْطَحُ لِبَيَانِ مَعْنَاهُ؛ كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ:
رأَتْني بحَبْلَيْها فَصَدَّتْ مَخَافَةً،
…
وَفِي الحَبْل رَوْعاءُ الفُؤادِ فَرُوقُ
أَراد: رأَتْني أَقبلتُ بِحَبْلَيْهَا فَحَذَفَ الْفِعْلَ. وَفِي الْحَدِيثِ:
لَا يَنْتَطِحُ فِيهَا عَنْزانِ
أَي لَا يَلْتَقِي فِيهَا اثْنَانِ ضَعِيفَانِ، لأَن النِّطاحَ مِنْ شأْن التُّيُوسِ وَالْكِبَاشِ لَا العَتُود، وَهُوَ إِشارة إِلى قَضِيَّةٍ مَخْصُوصَةٍ لَا يَجْرِي فِيهَا خُلْفٌ ونِزاعٌ.
(3). قوله [نطحه ينطحه] بابه ضرب ومنع كما في القاموس.
نظح: الأَزهري خَاصَّةً حَكَى عَنِ اللَّيْثِ: أَنْظَحَ السُّنْبُلُ إِذا رأَيت الدَّقِيقَ فِي حَبِّهِ؛ قَالَ الأَزهري: الَّذِي حَفِظْنَاهُ وَسَمِعْنَاهُ مِنَ الثِّقَاتِ: نَضَحَ السُّنبل وأَنْضَح، بِالضَّادِ، قَالَ: وَالظَّاءُ بِهَذَا الْمَعْنَى تَصْحِيفٌ إِلا أَن يَكُونَ مَحْفُوظًا عَنِ الْعَرَبِ فَيَكُونَ لُغَةً مِنْ لُغَاتِهِمْ؛ كَمَا قَالُوا بَضْرُ المرأَة لبَظْرها.
نفح: نَفَح الطِّيبُ يَنْفَحُ نَفْحاً ونُفُوحاً: أَرِجَ وفاحَ، وَقِيلَ: النَّفْحةُ دُفْعَةُ الرِّيحُ، طَيِّبَةً كَانَتْ أَو خَبِيثَةً؛ وَلَهُ نَفْحة طَيِّبَةٌ ونَفْحة خَبِيثَةٌ. وَفِي الصِّحَاحِ: وَلَهُ نَفْحة طَيِّبَةٌ. ونَفَحَتِ الريحُ: هَبَّت. وَفِي الْحَدِيثِ:
إِن لِرَبِّكُمْ فِي أَيام دَهْرِكُمْ نَفَحاتٍ، أَلا فَتَعَرَّضُوا لَهَا.
وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ:
تَعَرَّضُوا لنَفَحاتِ رَحْمَةِ اللَّهِ.
وريحٌ نَفُوحٌ: هَبُوبٌ شَدِيدَةُ الدَّفْعِ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
وَلَا مُتَحَيِّرٌ باتتْ عَلَيْهِ،
…
ببَلْقَعَةٍ، شَآميةٌ نَفُوحُ
ونَفَحَتِ الدَّابَّةُ تَنْفَح نَفْحاً وَهِيَ نَفُوحٌ: رَمحتْ بِرِجْلِهَا وَرَمَتْ بِحَدِّ حَافِرِهَا ودَفَعَتْ؛ وَقِيلَ: النَّفْحُ بالرِّجل الْوَاحِدَةِ والرَّمْحُ بِالرِّجْلَيْنِ مَعًا. الْجَوْهَرِيُّ: نَفَحَتِ الناقةُ ضَرَبَتْ بِرِجْلِهَا. وَفِي حَدِيثِ
شُرَيْح: أَنه أَبطل النَّفْحَ
؛ أَراد نَفْحَ الدَّابَّةِ بِرِجْلِهَا وَهُوَ رَفْسُها، كَانَ لَا يُلْزِم صاحبَها شَيْئًا. وقوسٌ نَفُوحٌ: شَدِيدَةُ الدَّفْعِ وَالْحَفْزِ لِلسَّهْمِ، حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ، وَقِيلَ: بَعِيدَةُ الدَّفْعِ لِلسَّهْمِ. التَّهْذِيبُ: وَيُقَالُ لِلْقَوْسِ النَّفِيحةُ وَهِيَ المِنفَحة؛ ابْنُ السِّكِّيتِ: النَّفِيحةُ لِلْقَوْسِ وَهِيَ شَطِيبَةٌ مِنْ نَبْع؛ وَقَالَ مُلَيحٌ الْهُذَلِيُّ:
أَناخُوا مُعِيداتِ الوَجيفِ كأَنها
…
نَفائِحُ نَبْعٍ، لَمْ تَرَبَّعْ، ذَوابِلُ
والنَّفائحُ: القِسِيُّ، وَاحِدَتُهَا نَفيحة. ونَفَحه بِشَيْءٍ أَي أَعطاه. ونَفَحه بِالْمَالِ نَفْحاً: أَعطاه. وَفِي الْحَدِيثِ:
المُكْثِرونَ هُمُ المُقِلُّون إِلَّا مَنْ نَفَح فِيهِ يمينَه وشمالَه
أَي ضَرَبَ يَدَيْهِ فِيهِ بِالْعَطَاءِ. النَّفْحُ: الضربُ وَالرَّمْيُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ
أَسماء: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم: أَنْفِقي وانْضَحي وانْفَحِي وَلَا تُحْصِي فيُحْصِيَ اللهُ عليكِ.
وَلَا يَزَالُ لِفُلَانٍ مِنَ الْمَعْرُوفِ نَفَحاتٌ أَي دَفعاتٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
لَمَّا أَتَيْتُكَ أَرْجو فَضْلَ نائِلِكم،
…
نَفَحْتَني نَفْحَةً، طابتْ لَهَا العَرَبُ
أَي طابتْ لَهَا النَّفْسُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا الْبَيْتُ للرَّمَّاحِ بْنِ مَيَّادة وَاسْمُ أَبيه أَبْرَدُ المُرِّيُّ وَمَيَّادَةُ اسْمُ أُمه، وَمَدَحَ بِهَذَا الْبَيْتِ الْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَقَبْلَهُ:
إِلى الوليدِ أَبي العباسِ مَا عَمِلَتْ،
…
ودونَها المُعْطُ، مِنْ تُبانَ، والكُثُبُ
الكُثُبُ: جَمْعُ كَثِيبٍ. والعَرب: جَمْعُ عَرَبة وَهِيَ النَّفْسُ. والمُعْطُ: اسْمُ مَوْضِعٍ «1» ، وَكَذَلِكَ تُبانُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَوْلُ الْجَوْهَرِيِّ طَابَتْ لَهَا الْعَرَبُ أَي طَابَتْ لَهَا النَّفْسُ لَيْسَ بِصَحِيحٍ، وَصَوَابُهُ أَن يَقُولَ طَابَتْ لَهَا النُّفُوسُ إِلا أَن يَجْعَلَ النَّفْسَ جِنْسًا لَا يَخُصُّ وَاحِدًا بِعَيْنِهِ؛ وَيُرْوَى الْبَيْتُ:
لَمَّا أَتَيْتُك مِنْ نَجْدٍ وساكِنه
(1). قوله [والمعط اسم موضع إلخ] أَما تبان، بضم المثناة وتخفيف الموحدة، فموضع كما قال ونص عليه المجد وياقوت. وأَما المعط فلم نر فيما بيدنا من الكتب أَنه اسم موضع، بل هو اما جمع أمعط أو معطاء، رمال معط، وأَرضون معط: لا نبات فيهما كما نص عليه المجد وغيره والمعنى في البيت صحيح على ذلك فتأمل.
الصِّحَاحُ: ونَفْحَةٌ مِنَ الْعَذَابِ قِطْعَةٌ مِنْهُ. ابْنُ سِيدَهْ: ونَفْحَةُ الْعَذَابِ دفعةٌ مِنْهُ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: النَّفحُ كَاللَّفْحِ إِلا أَن النَّفْحَ أَعظم تأْثيراً مِنَ اللَّفْح. ابْنُ الأَعرابي: اللَّفْحُ لِكُلِّ حَارٍّ والنَّفحُ لِكُلِّ بَارِدٍ؛ وأَنشد أَبو الْعَالِيَةِ:
مَا أَنتِ يَا بَغْدادُ إِلا سَلْحُ،
…
إِذا يَهُبُّ مَطَرٌ أَو نَفْحُ،
وإِن جَفَفْتِ، فترابٌ بَرْحُ
والنَّفْحةُ: مَا أَصابك مِنْ دُفْعَة الْبَرْدِ. الْجَوْهَرِيُّ: مَا كَانَ مِنَ الرِّيَاحِ نَفْحٌ فَهُوَ بَرْدٌ، وَمَا كَانَ لَفْحٌ فَهُوَ حَرٌّ؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ:
وَلَا مُتَحَيِّرٌ باتتْ عَلَيْهِ
…
ببَلْقَعةٍ يمانِيةٌ نَفُوحُ
يَعْنِي الجَنُوب تَنْفَحُه بِبَرْدِهَا، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: متحيِّر يُرِيدُ مَاءً كَثِيرًا قَدْ تَحَيَّرَ لِكَثْرَتِهِ وَلَا مَنْفَذ لَهُ؛ يَصِفُ طِيبَ فَمِ مَحْبُوبَتِهِ وَشَبَّهَهُ بِخَمْرٍ مُزِجَتْ بِمَاءٍ؛ وَبَعْدَهُ:
بأَطْيَبَ مِنْ مُقَبَّلِها إِذا مَا
…
دَنا العَيُّوقُ، واكْتَتَم النُّبُوحُ
قَالَ: والنُّبوح ضَجَّة الْحَيِّ وأَصوات الْكِلَابِ. اللَّيْثُ عَنْ أَبي الْهَيْثَمِ: أَنه قَالَ فِي قَوْلِ اللَّهِ عز وجل: وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذابِ رَبِّكَ
؛ يُقَالُ: أَصابتنا نَفْحةٌ مِنَ الصَّبا أَي رَوْحةٌ وطِيبٌ لَا غَمَّ فِيهِ. وأَصابتنا نَفْحةٌ مِنْ سَمُوم أَي حَرٌّ وغَمٌّ وكَرْبٌ؛ وأَنشد فِي طِيب الصَّبا:
إِذا نَفَحَتْ مِنْ عَنْ يَمينِ المَشارِقِ
ونَفَحَ الطِّيبُ إِذا فاحَ رِيحُهُ؛ وَقَالَ جِرانُ العَوْدِ يَذْكُرُ امرأَته:
لَقَدْ عالجَتْني بالقَبيح، وثوبُها
…
جَديدٌ، وَمِنْ أَرْدانها المِسكُ يَنفَحُ
أَي يَفوحُ طِيبُه فَجَعَلَ النَّفْحَ مَرَّة أَشدَّ الْعَذَابِ لِقَوْلِ اللَّهِ عز وجل: وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذابِ رَبِّكَ
؛ وَجَعَلَهُ مَرَّةً رِيحَ مِسْكٍ؛ قَالَ الأَصمعي: مَا كَانَ مِنَ الرِّيحِ سَمُوماً فَلَهُ لَفْحٌ، بِاللَّامِ، وَمَا كَانَ بَارِدًا فَلَهُ نَفْحٌ، رَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ عَنْهُ. وطَعْنة نَفَّاحة: دَفَّاعة بِالدَّمِ، وَقَدْ نَفَحتْ بِهِ. التَّهْذِيبُ: طَعْنَةٌ نَفُوحٌ يَنْفَحُ دَمُها سَرِيعًا. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَوّلُ نَفْحةٍ مِنْ دَمِ الشهيدِ
؛ قَالَ خَالِدُ بْنُ جَنْبة: نَفْحةُ الدَّمِ أَوّل فَوْرة تَفور مِنْهُ ودُفْعةٍ؛ قَالَ الرَّاعِي:
يَرْجُو سِجالًا مِنَ المعروفِ يَنْفَحُها
…
لِسَائِلِيهِ، فَلَا مَنٌّ وَلَا حَسَدُ
أَبو زَيْدٍ: مِنَ الضُّروع النَّفُوحُ، وَهِيَ الَّتِي لَا تَحْبِسُ لَبَنَها. والنَّفُوح مِنَ النُّوقِ: الَّتِي يَخْرُجُ لَبَنَهَا مِنْ غَيْرِ حَلَبٍ. ونَفَح العِرْقُ يَنْفَح نَفْحاً إِذا نَزَا مِنْهُ الدَّمُ. التَّهْذِيبُ: ابْنُ الأَعرابي: النَّفْحُ الذَّبُّ عَنِ الرَّجُلِ؛ يُقَالُ: هُوَ يُنافِحُ عَنْ فُلَانٍ؛ قَالَ وَقَالَ غَيْرُهُ: هُوَ يُناضِحُ. ونافَحْتُ عَنْ فُلَانٍ: خاصَمْتُ عَنْهُ. ونافَحُوهم: كافَحوهم. وَفِي الْحَدِيثِ:
إِن جِبْرِيلَ مَعَ حَسَّان مَا نافَحَ عَنِّي
أَي دَافَعَ؛ والمُنافَحة والمُكافَحة: المُدافعة والمُضاربة. ونَفَحْتُ الرجلَ بِالسَّيْفِ: تَنَاوَلْتُهُ بِهِ؛ يُرِيدُ بِمُنَافَحَتِهِ هِجَاءَ الْمُشْرِكِينَ وَمُجَاوَبَتَهُمْ عَلَى أَشعارهم. وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ، رضي الله عنه، فِي صِفِّين: نافِحوا بالظُّبى
أَي قَاتِلُوا بِالسُّيُوفِ، وأَصله أَن يَقرُبَ أَحد الْمُقَاتِلِينَ مِنَ الْآخَرِ بِحَيْثُ يَصِلُ نَفْحُ كُلُّ وَاحِدٍ
مِنْهُمَا إِلى صَاحِبِهِ، وَهِيَ رِيحُهُ ونَفَسُه. ونَفْحُ الرِّيحِ: هُبوبها. ونَفَحه بِالسَّيْفِ: تَنَاوَلَهُ مِنْ بَعِيدٍ شَزْراً. وَفِي الْحَدِيثِ:
رأَيت كأَنه وُضِعَ فِي يَدَيَّ سِوارانِ مِنْ ذَهَبٍ فأُوحِيَ إِليَّ أَنِ انْفُخْهما
أَي ارْمِهما وأَلقهما كَمَا تَنْفُخ الشيءَ إِذا دَفَعْتَهُ عَنْكَ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وإِن كَانَتْ بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ، فَهُوَ مِنْ نَفَحْتُ الشَّيْءَ إِذا رَمَيْتُهُ؛ ونَفَحَتِ الدابةُ بِرِجْلِهَا. التَّهْذِيبُ: وَاللَّهُ تَعَالَى هُوَ النَّفَّاحُ المُنْعِمُ عَلَى عِبَادِهِ؛ قَالَ الأَزهري: لَمْ أَسمع النَّفَّاح فِي صِفَاتِ اللَّهِ عز وجل، الَّتِي جَاءَتْ فِي الْقُرْآنِ والسُّنة، وَلَا يَجُوزُ عِنْدَ أَهل الْعِلْمِ أَن يُوصَفَ اللَّهُ تَعَالَى بِمَا لَيْسَ فِي كِتَابِهِ، وَلَمْ يُبَيِّنْهَا عَلَى لِسَانِ نَبِيَّهُ، صلى الله عليه وسلم؛ وإِذا قِيلَ لِلرَّجُلِ: إِنه نَفَّاح فَمَعْنَاهُ الْكَثِيرُ الْعَطَايَا. والنَّفِيحُ والنِّفِّيحُ؛ الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ، والمِنْفَحُ والمِعَنُّ: كلُّه الدَّاخِلُ عَلَى الْقَوْمِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: مَعَ الْقَوْمِ وَلَيْسَ شأْنُه شأْنهم؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: النَّفِيح الَّذِي يَجِيءُ أَجنبيّاً فَيَدْخُلُ بَيْنَ الْقَوْمِ ويُسْمِلُ بَيْنَهُمْ ويُصْلِح أَمرهم. قَالَ الأَزهري: هَكَذَا جَاءَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي فِي هَذَا الْمَوْضِعِ: النَّفِيح، بِالْحَاءِ، وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: النَّفِيجُ، بِالْجِيمِ، الَّذِي يَعْتَرِضُ بَيْنَ الْقَوْمِ لَا يُصْلِحُ وَلَا يُفْسِدُ. قَالَ: هَذَا قَوْلُ ثَعْلَبٍ. ونَفَحَ جُمَّتَه: رَجَّلَها. والإِنفَحة، بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَفَتْحِ الْفَاءِ مُخَفَّفَةً: كَرِشُ الحَمَل أَو الجَدْي مَا لَمْ يأْكل، فإِذا أَكلَ، فَهُوَ كَرِشٌ، وَكَذَلِكَ المِنْفَحة، بِكَسْرِ الْمِيمِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
كَمْ قَدْ أَكلْتُ كَبِداً وإِنْفَحَه،
…
ثُمَّ ادَّخَرْتُ أَلْيَةً مُشَرَّحه
الأَزهري عَنِ اللَّيْثِ: الإِنْفَحة لَا تَكُونُ إِلَّا لِذِي كَرِشٍ، وَهُوَ شَيْءٌ يُسْتَخْرَجُ مِنْ بَطْنِ ذَيْهِ، أَصفرُ يُعْصَرُ فِي صُوفَةٍ مُبْتَلَّةٍ فِي اللَّبَنِ فيَغْلُظُ كالجُبْنِ؛ ابْنُ السِّكِّيتِ: هِيَ إِنْفَحَة الجَدْي وإِنْفَحَّته، وَهِيَ اللُّغَةُ الْجَيِّدَةُ وَلَمْ يَذْكُرْهَا الْجَوْهَرِيُّ بِالتَّشْدِيدِ، وَلَا تَقُلْ أَنْفَحَة؛ قَالَ: وَحَضَرَنِي أَعرابيان فَصِيحَانِ مِنْ بَنِي كِلَابٍ، فَقَالَ أَحدهما: لَا أَقول إِلَّا إِنْفَحَة، وَقَالَ الْآخَرُ: لَا أَقول إِلا مِنْفَحة، ثُمَّ افْتَرَقَا عَلَى أَن يسأَلا عَنْهُمَا أَشياخ بَنِي كِلَابٍ، فَاتَّفَقَتْ جَمَاعَةٌ عَلَى قَوْلِ ذَا وَجَمَاعَةٌ عَلَى قَوْلِ ذَا فَهُمَا لُغَتَانِ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: وَيُقَالُ مِنْفَحة وبِنْفَحة. قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: الجَفْرُ مِنْ أَولاد الضأْن والمَعَزِ مَا قَدِ اسْتَكْرَشَ وفُطِمَ بَعْدَ خَمْسِينَ يَوْمًا مِنَ الْوِلَادَةِ وَشَهْرَيْنِ أَي صَارَتْ إِنْفَحَتُه كَرِشاً حِينَ رَعَى النَّبْتَ، وإِنما تَكُونُ إِنْفَحة مَا دَامَتْ تَرْضَعُ. ابْنُ سِيدَهْ: وإِنْفَحة الجَدْي وإِنْفِحَتَه وإِنْفَحَّتُه ومِنْفَحَتُه شيءٌ يَخْرُجُ مِنْ بَطْنِهِ أَصفر يُعْصَرُ فِي صُوفَةٍ مُبْتَلَّةٍ في اللبن فيغلظ كالحُبْن، وَالْجَمْعُ أَنافِحُ: قَالَ الشَّمَّاخُ:
وإِنَّا لَمِنْ قومٍ عَلَى أَن ذَمَمْتهم،
…
إِذا أَولَمُوا لَمْ يُولِمُوا بالأَنافِحِ
وَجَاءَتِ الإِبل كأَنها الإِنْفَحَّة إِذا بَالَغُوا فِي امْتِلَائِهَا وَارْتِوَائِهَا، حَكَاهَا ابْنُ الأَعرابي. ونَفَّاحُ المرأَة: زَوْجُهَا؛ يَمَانِيَةٌ عَنْ كراع.
نقح: التَّنْقِيح، وَفِي التَّهْذِيبِ النَّقْحُ: تَشْذِيبُك عَنِ الْعَصَا أُبَنَها حَتَّى تَخْلُصَ. وتَنْقِيحُ الجِذْع: تَشْذِيبه. وكلُّ مَا نَحَّيْتَ عَنْهُ شَيْئًا، فَقَدْ نَقَّحْته؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
مِنَ مُجْحِفاتِ زَمَنٍ مِرِّيدِ،
…
نَقَّحْنَ جِسْمي عَنْ نُضارِ العُودِ
ونَقَّح الشيءَ: قَشَّره؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد لغُلَيِّم مِنْ بَنِي دُبَيْر:
إِليكَ أَشكو الدَّهْرَ والزَّلازِلا،
…
وكلَّ عامٍ نَقَّحَ الحَمائِلا
يَقُولُ: نَقَّحوا حَمائل سُيُوفَهُمْ أَي قشَرُوها فَبَاعُوهَا لِشِدَّةِ زَمَانِهِمْ. ابْنُ الأَعرابي: أَنْقَحَ الرجلُ إَذا قَلَعَ حِلْيَةَ سَيْفِهِ فِي الجَدْبِ وَالْفَقْرِ. وأَنْقَح شِعْرَه إِذا نَقَّحه وحَكَّكَه. ونَقَّحَ النخلَ أَصلحه وقَشَره. وتَنقيحُ الشِّعر: تَهْذِيبُهُ. يُقَالُ: خيرُ الشِّعر الحَوْليُّ المُنَقَّحُ. وتَنَقَّحَ شَحمُ النَّاقَةِ أَي قلَّ. ونقَّحَ الكلامَ: فتَّشه وأَحسن النَّظَرَ فِيهِ؛ وَقِيلَ: أَصلحه وأَزال عُيُوبَهُ. والمُنَقَّحُ: الْكَلَامُ الَّذِي فُعل بِهِ ذَلِكَ. وَرَوَى اللَّيْثُ عَنْ أَبي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ أَنه قَالَ فِي مَثَلٍ: اسْتَغْنَتِ السُّلَّاءَةُ عَنِ التَّنْقِيحِ؛ وَذَلِكَ أَن الْعَصَا إِنما تُنَقَّح لتَمْلُسَ وتَخْلُقَ، والسُّلّاءة: شَوْكَةُ النَّخْلَةِ وَهِيَ فِي غَايَةِ الِاسْتِوَاءِ والمَلاسَة، فإِن ذهبتَ تَقْشِرُ مِنْهَا خَشُنَتْ؛ يُضْرَبُ مَثَلًا لِمَنْ يُرِيدُ تَجْوِيدَ شَيْءٍ هُوَ فِي غَايَةِ الجَوْدة مِنْ شِعْر أَو كَلَامٍ أَو غَيْرِهِ مِمَّا هُوَ مُسْتَقِيمٌ؛ قَالَ أَبو وَجْزَة السَّعدي:
طَوْراً وطَوراً يَجُوبُ العُقْرَ مِنْ نَقَحٍ
…
كالسَّنْدِ، أَكْبادُه هِيمٌ هَراكيلُ
أَراد بِهَا الْبِيضَ مِنْ حِبَالِ الرَّمْلِ. والنَّقَحُ: الْخَالِصُ مِنَ الرَّمْلِ. والسَّنْدُ: ثيابٌ بِيضٌ. وأَكباد الرَّمْلِ: أَوساطه. والهَراكيل: الضِّخامُ مِنْ كُثْبانه. وَفِي حَدِيثِ الأَسْلَميّ: إِنه لَنِقْحٌ أَي عَالَمٍ مُجَرَّب. يُقَالُ: نَقَّحَ العظمَ إِذا اسْتَخْرَجَ مُخَّه. ونَقَّحَ الكلامَ إِذا هَذَّبه وأَحْسَنَ أَوصافَه. وَرَجُلٌ مُنَقَّحٌ: أَصابته الْبَلَايَا؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ مُشْتَقٌّ مَنْ ذَلِكَ. ونَقَحَ العظمَ يَنْقَحُه نَقْحاً وانْتَقَحَه: اسْتخرج مُخَّه، وَالْخَاءُ لُغَةٌ، وكأَنه بِالْخَاءِ اسْتِخْرَاجُ الْمُخِّ وَاسْتِئْصَالُهُ، وكأَنه بِالْحَاءِ تَخْلِيصُهُ. والنَّقْحُ: سَحَابٌ أَبيض صَيْفِيّ؛ قَالَ العُجَيْرُ السَّلُوليُّ:
نَقْحٌ بَواسِقُ يجْتَلي أَوْساطَها
…
بَرْقٌ، خِلالَ تَهلُّل ورَبابِ
نكح: نَكَحَ فُلَانٌ «2» امرأَة يَنْكِحُها نِكاحاً إِذا تَزوجها. ونَكَحَها يَنْكِحُها: بَاضَعَهَا أَيضاً، وَكَذَلِكَ دَحَمَها وخَجَأَها؛ وَقَالَ الأَعشى فِي نَكَحَ بِمَعْنَى تَزَوَّجَ:
وَلَا تَقْرَبَنَّ جَارَةً، إِنَّ سِرَّها
…
عَلَيْكَ حرامٌ، فانْكِحَنْ أَو تَأَبَّدا
الأَزهري: وَقَوْلُهُ عز وجل: الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُها إِلَّا زانٍ أَوْ مُشْرِكٌ
؛ تأْويله لَا يَتَزَوَّجُ الزَّانِي إِلا زَانِيَةً، وَكَذَلِكَ الزَّانِيَةُ لَا يَتَزَوَّجُهَا إِلا زَانٍ؛ وَقَدْ قَالَ قومٌ: مَعْنَى النِّكَاحِ هَاهُنَا الْوَطْءُ، فَالْمَعْنَى عِنْدَهُمْ: الزَّانِي لَا يطأُ إِلا زَانِيَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يطؤُها إِلا زَانٍ؛ قَالَ: وَهَذَا الْقَوْلُ يَبْعُدُ لأَنه لَا يُعْرَفُ شَيْءٌ مِنْ ذِكْرِ النِّكَاحِ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى إِلا عَلَى مَعْنَى التَّزْوِيجِ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَأَنْكِحُوا الْأَيامى مِنْكُمْ
؛ فَهَذَا تَزْوِيجٌ لَا شَكَّ فِيهِ؛ وَقَالَ تَعَالَى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِناتِ
؛ فَأَعْلَمَ أَن عَقْدَ التَّزْوِيجِ يُسَمَّى النِّكَاحَ، وأَكثر التَّفْسِيرِ أَن هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي قَوْمٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فُقَرَاءَ بِالْمَدِينَةِ، وَكَانَ بِهَا بَغَايَا يَزْنِينَ ويأْخذن الأُجرة، فأَرادوا التزويج بهنَ
(2). قوله [نكح فلان إلخ] بابه منع وضرب كما في القاموس.
وعَوْلَهنَّ، فأَنزل اللَّهُ عز وجل تَحْرِيمَ ذَلِكَ. قَالَ الأَزهري: أَصل النِّكَاحِ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ الْوَطْءُ، وَقِيلَ لِلتَّزَوُّجِ نِكَاحٌ لأَنه سَبَبٌ لِلْوَطْءِ الْمُبَاحِ. الْجَوْهَرِيُّ: النِّكَاحُ الْوَطْءُ وَقَدْ يَكُونُ العَقْدَ، تَقُولُ: نَكَحْتُها ونَكَحَتْ هِيَ أَي تزوَّجت؛ وَهِيَ نَاكِحٌ فِي بَنِي فُلَانٍ أَي ذَاتُ زَوْجٍ مِنْهُمْ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: النِّكاحُ البُضْعُ، وَذَلِكَ فِي نَوْعِ الإِنسان خَاصَّةً، وَاسْتَعْمَلَهُ ثَعْلَبٌ فِي الذُّباب؛ نَكَحَها يَنكِحُها نَكْحاً ونِكاحاً، وَلَيْسَ فِي الْكَلَامِ فَعَلَ يَفْعِلُ «1» مِمَّا لَامُ الْفِعْلِ مِنْهُ حَاءٌ إِلا يَنْكِحُ ويَنْطِحُ ويَمْنِحُ ويَنْضِحُ ويَنْبِحُ ويَرْجِحُ ويَأْنِحُ ويَأْزِحُ ويَمْلِحُ. وَرَجُلٌ نُكَحَةٌ ونَكَحٌ: كَثِيرُ النِّكَاحِ. قَالَ: وَقَدْ يَجْرِي النِّكَاحُ مَجْرَى التَّزْوِيجِ؛ وَفِي حَدِيثِ
مُعَاوِيَةَ: لستُ بنُكَحٍ طُلَقَةٍ
أَي كَثِيرِ التَّزْوِيجِ وَالطَّلَاقِ، وَالْمَعْرُوفُ أَن يُقَالَ نُكَحَة وَلَكِنْ هَكَذَا رُوِيَ، وفُعَلَةٌ مِنْ أَبنية الْمُبَالَغَةِ لِمَنْ يَكْثُرُ مِنْهُ الشَّيْءُ. وأَنْكَحَه المرأَة: زوَّجَه إِياها. وأَنْكَحَها: زوَّجها، وَالِاسْمُ النُّكْحُ والنِّكْحُ؛ وَكَانَ الرَّجُلُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يأْتي الحيَّ خَاطِبًا فَيَقُومُ فِي نَادِيهِمْ فَيَقُولُ: خِطْبٌ أَي جِئْتُ خَاطِبًا، فَيُقَالُ لَهُ: نِكْحٌ أَي قَدْ أَنكحناك إِياها؛ وَيُقَالُ: نُكْحٌ إِلَّا أَن نِكْحاً هُنَا لِيُوَازِنَ خِطْباً، وَقَصَرَ أَبو عُبَيْدٍ وَابْنُ الأَعرابي قَوْلَهُمْ خِطْبٌ، فَيُقَالُ نِكْحٌ عَلَى خَبَرِ أُمِّ خَارِجَةَ؛ كَانَ يأْتيها الرَّجُلُ فَيَقُولُ: خِطْبٌ، فَتَقُولُ هِيَ: نِكْحٌ، حَتَّى قَالُوا: أَسرعُ مِنْ نِكَاحِ أُمِّ خَارِجَةَ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: النِّكْحُ والنُّكْحُ لُغَتَانِ، وَهِيَ كَلِمَةٌ كَانَتِ الْعَرَبُ تتزوَّج بِهَا. ونِكْحُها: الَّذِي يَنْكِحُها، وَهِيَ نِكْحَتُه؛ كِلَاهُمَا عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ: إِنه لنُكَحَة مِنْ قَوْمٍ نُكَحاتٍ إِذا كَانَ شَدِيدَ النِّكَاحِ. وَيُقَالُ: نَكَحَ المطرُ الأَرضَ إِذا اعْتَمَدَ عَلَيْهَا. ونَكَحَ النُّعاسُ عينَه، وناكَ المطرُ الأَرضَ، وَنَاكَ النُّعاسُ عينَه إِذا غَلب عَلَيْهَا. وامرأَة نَاكِحٌ، بِغَيْرِ هَاءٍ: ذَاتُ زَوْجٍ؛ قَالَ:
أَحاطتْ بخُطَّابِ الأَيامى، وطُلِّقتْ،
…
غَداةَ غَدٍ، منهنَّ مَنْ كَانَ ناكِحا
وَقَدْ جَاءَ فِي الشِّعْرِ ناكِحةٌ عَلَى الْفِعْلِ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ:
ومِثْلُكَ ناحتْ عَلَيْهِ النساءُ،
…
مِنْ بينِ بِكْرٍ إِلى ناكِحه
ويقوِّيه قَوْلُ الْآخَرِ:
لَصَلْصَلَةُ اللجامِ بِرأْسِ طِرْفٍ
…
أَحبُّ إِليَّ مِنْ أَن تَنْكِحِيني
وَفِي حَدِيثِ
قَيْلَة: انطلقتُ إِلى أُخت لِي ناكحٍ فِي بَنِي شَيْبَانَ
أَي ذاتِ نِكَاحٍ يَعْنِي مُتَزَوِّجَةً، كَمَا يُقَالُ حَائِضٌ وَطَاهِرٌ وَطَالِقٌ أَي ذَاتُ حَيْضٍ وَطَهَارَةٍ وَطَلَاقٍ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَلَا يُقَالُ نَاكِحٌ إِلا إِذا أَرادوا بِنَاءَ الِاسْمِ مِنَ الْفِعْلِ فَيُقَالُ: نَكَحتْ، فَهِيَ نَاكِحٌ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ
سُبَيْعةَ: مَا أَنتِ بِنَاكِحٍ حَتَّى تنقضيَ العدَّة.
واسْتَنْكَحَ فِي بَنِي فُلَانٍ: تزوَّج فِيهِمْ، وَحَكَى الْفَارِسِيُّ اسْتَنْكَحَها كَنَكَحها؛ وأَنشد:
وهمْ قَتَلوا الطائيَّ، بالحِجْرِ عَنْوَةً،
…
أَبا جابرٍ، واسْتَنْكَحُوا أُمَّ جابرِ
(1). قوله [وَلَيْسَ فِي الْكَلَامِ فَعَلَ يفعل إلخ] الحصر إِضافي وإلا فقد فاته ينتح وينزح ويصمح ويجنح ويأمح.
نوح: النَّوْحُ: مَصْدَرُ ناحَ يَنُوحُ نَوْحاً. وَيُقَالُ: نَائِحَةٌ ذَاتُ نِياحة. ونَوَّاحةٌ ذَاتُ مَناحةٍ. والمَناحةُ: الِاسْمُ وَيُجْمَعُ عَلَى المَناحاتِ والمَناوِح. والنوائحُ: اسْمٌ يَقَعُ عَلَى النِّسَاءِ يَجْتَمِعْنَ فِي مَناحة وَيُجْمَعُ عَلَى الأَنْواحِ؛ قَالَ لَبِيدٌ:
قُوما تَنُوحانِ مَعَ الأَنْواحِ
وَنِسَاءٌ نَوْحٌ وأَنْواحٌ ونُوَّحٌ ونَوائح ونائحاتٌ؛ وَيُقَالُ: كُنَّا فِي مَناحةِ فُلَانٍ. وناحَتِ المرأَة تَنُوحُ نَوْحاً ونُواحاً ونِياحاً ونِياحةً ومَناحةً وناحَتْه وناحتْ عَلَيْهِ. والمَناحةُ والنَّوْحُ: النِّسَاءُ يَجْتَمِعْنَ للحُزْن؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
فَهُنَّ عُكُوفٌ كَنَوْحِ الكَريمِ،
…
قَدْ شَفَّ أَكبادَهنَّ الهَوَى
وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ:
أَلا هَلَكَ امرُؤٌ، قَامَتْ عَلَيْهِ،
…
بجَنْبِ عُنَيْزَةَ، البَقَرُ الهُجودُ
سَمِعْنَ بموتِه، فظَهَرْنَ نَوْحاً
…
قِياماً، مَا يَحِلُّ لهنَّ عُودُ
صَيَّرَ الْبَقَرَ نَوْحاً عَلَى الِاسْتِعَارَةِ، وجمعُ النَّوْحِ أَنواح؛ قَالَ لَبِيدٍ:
كأَنَّ مُصَفَّحاتٍ فِي ذَراه،
…
وأَنْواحاً عليهنَّ المَآلِي
ونَوْحُ الْحَمَامَةِ: مَا تُبْدِيه مِنْ سَجْعِها عَلَى شَكْلِ النَّوْحِ، وَالْفِعْلُ كَالْفِعْلِ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
فواللهِ لَا أَلْقَى ابنَ عَمٍّ كأَنه
…
نُشَيْبَةُ، مَا دامَ الحَمامُ يَنُوحُ «1»
وَحَمَامَةٌ نَائِحَةٌ ونَوَّاحة. واسْتَناحَ الرجلُ كناحَ. واستناحَ الرجلُ: بَكَى حَتَّى اسْتَبْكَى غَيْرَهُ؛ وَقَوْلُ أَوس:
وَمَا أَنا مِمَّنْ يَسْتَنِيحُ بشَجْوِه،
…
يُمَدُّ لَهُ غَرْبا جَزُورٍ وجَدْوَلِ
مَعْنَاهُ: لَسْتُ أَرضى أَن أُدْفَعَ عَنْ حَقِّي وأُمنع حَتَّى أُحْوجَ إِلى أَن أَشكو فأَستعينَ بِغَيْرِي، وَقَدْ فُسِّرَ عَلَى الْمَعْنَى الأَوّل، وَهُوَ أَن يَكُونَ يَسْتَنِيحُ بِمَعْنَى يَنُوحُ. واستناحَ الذئبُ: عَوَى فأَدْنَتْ لَهُ الذئابُ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:
مُقْلِقَة للمُسْتَنِيح العَسَّاس
يَعْنِي الذِّئْبَ الَّذِي لَا يَسْتَقِرُّ. والتَّناوُحُ: التَّقابُلُ؛ وَمِنْهُ تَناوُحُ الْجَبَلَيْنِ وتناوُحُ الرِّيَاحِ، وَمِنْهُ سُمِّيَتِ النِّسَاءُ النوائحُ نَوائِحَ، لأَن بَعْضَهُنَّ يُقَابِلُ بَعْضًا إِذا نُحْنَ، وَكَذَلِكَ الرِّيَاحُ إِذا تَقَابَلَتْ فِي المَهَبِّ لأَن بَعْضَهَا يُناوِحُ بَعْضًا ويُناسِجُ، فَكُلُّ رِيحٍ اسْتَطَالَتْ أَثَراً فهبتْ عَلَيْهِ ريحٌ طُولًا فَهِيَ نَيِّحَتُه، فإِن اعْتَرَضَتْهُ فَهِيَ نَسِيجَته؛ وَقَالَ الْكِسَائِيُّ فِي قَوْلِ الشَّاعِرِ:
لَقَدْ صَبَرَتْ حَنيفةُ صَبْرَ قَوْمٍ
…
كِرامٍ، تَحْتَ أَظْلالِ النَّواحِي
أَراد النَّوَائِحَ فَقَلَبَ وعَنَى بِهَا الرَّايَاتِ المتقابلةَ فِي الْحُرُوبِ، وَقِيلَ: عَنَى بِهَا السيوفَ؛ وَالرِّيَاحُ إِذا اشتدَّ هُبوبها يُقَالُ: تناوَحَتْ؛ وَقَالَ لَبِيدٌ يَمْدَحُ قَوْمَهُ:
ويُكَلِّلُونَ، إِذا الرياحُ تَناوَحتْ،
…
خُلُجاً تُمَدُّ شوارِعاً أَيتامُها
وَالرِّيَاحُ النُّكْبُ فِي الشِّتَاءِ: هِيَ المُتناوِحة، وَذَلِكَ أَنها لَا تَهُبُّ مِنْ جِهَةٍ وَاحِدَةٍ، وَلَكِنَّهَا تَهُبُّ من
(1). قوله [نشيبة] هكذا في الأَصل.