المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل العين المهملة - لسان العرب - جـ ٢

[ابن منظور]

فهرس الكتاب

- ‌ت

- ‌حرف التاء المثناة فوقها

- ‌فصل الهمزة

- ‌فصل الباء الموحدة

- ‌فصل التاء المثناة

- ‌فصل الثاء المثلثة

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء المهملة

- ‌فصل الخاء المعجمة

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الذال المعجمة

- ‌فصل الراء

- ‌فصل الزاي

- ‌فصل السين المهملة

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الصاد المهملة

- ‌فصل الضاد المعجمة

- ‌فصل الطاء المهملة

- ‌فصل العين المهملة

- ‌فصل الغين المعجمة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

- ‌فصل الياء المثناة تحتها

- ‌فصل الثاء المثلثة

- ‌فصل الباء الموحدة

- ‌فصل التاء المثناة فوقها

- ‌فصل الثاء المثلثة

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء المهملة

- ‌فصل الخاء المعجمة

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الراء

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الصاد المهملة

- ‌فصل الضاد المعجمة

- ‌فصل الطاء المهملة

- ‌فصل العين المهملة

- ‌فصل الغين المعجمة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

- ‌فصل الياء المثناة تحتها

- ‌ج

- ‌حرف الجيم

- ‌فصل الألف

- ‌فصل الباء

- ‌فصل التاء

- ‌فصل الثاء

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء

- ‌فصل الخاء

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الذال المعجمة

- ‌فصل الراء

- ‌فصل الزاي

- ‌فصل السين المهملة

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الصاد المهملة

- ‌فصل الضاد المعجمة

- ‌فصل الطاء المهملة

- ‌فصل الظاء المعجمة

- ‌فصل العين المهملة

- ‌فصل الغين المعجمة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

- ‌فصل الياء

- ‌باب الهمزة

- ‌فصل الباء

- ‌فصل التاء

- ‌فصل الثاء

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء

- ‌فصل الدال

- ‌فصل الذال المعجمة

- ‌فصل الراء المهملة

- ‌فصل الزاي

- ‌فصل السين

- ‌فصل الشين

- ‌فصل الصاد

- ‌فصل الضاد

- ‌فصل الطاء

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الواو

- ‌فصل الياء

الفصل: ‌فصل العين المهملة

طبهج: الطَّباهجَةُ، فَارِسِيٌّ معرَّب: ضرْب مِنْ قَليِّ اللَّحْمِ. بَاؤُهُ بَدَلٌ مِنَ الْبَاءِ الَّتِي بَيْنَ الْبَاءِ وَالْفَاءِ، كبِرِنْد وبُنْدُق الَّذِي هُوَ الفِرِنْد والفُنْدُق، وَجِيمُهُ بَدَلٌ من الشين.

طثرج: أَبو عَمْرٍو: الطَّثْرَجُ النَّمْلُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: لَمْ يَذْكُرْ لِذَلِكَ شَاهِدًا، قَالَ: وَفِي الْحَاشِيَةِ شَاهِدٌ عَلَيْهِ وَهُوَ لِمَنْظُورِ بْنِ مَرْثَدٍ:

والبِيضُ فِي مُتُونِها كالمَدْرَجِ

أَثْرٌ كآثارِ فِرَاخِ الطَّثْرَجِ

قَالَ: وأَراد بِالْبِيضِ السُّيوفَ. والمَدْرَج: طَرِيقُ النَّمْلِ. والأَثْرُ: فِرِنْد السَّيْفِ، شَبَّهَه بالذرّ.

طزج: ابْنُ الأَثير فِي حَدِيثِ

الشَّعْبِيِّ: قَالَ لأَبي الزِّنَادِ: تأْتينا بِهَذِهِ الأَحاديث قَسِيَّة وتأْخذها مِنَّا طَازَجَة

؛ القَسِيَّة: الرَّديئة. والطَّازَجَة: الْخَالِصَةُ المُنَقَّاةُ، قال: وكأَنه تعريف تازَهْ بالفارسية.

طسج: الطَّسُّوجُ: النَّاحِيَةُ. والطَّسُّوج: حَبَّتان مِنَ الدَّوَانيق. والدَّانق: أَربعة طَساسيج، وَهُمَا معرَّبان. وَقَالَ الأَزهري: الطَّسُّوج مِقْدَارٌ مِنَ الْوَزْنِ كَقَوْلِهِ فَرْبَيُون بِطَسُّوج، وَكِلَاهُمَا مُعَرَّبٌ. والطَّسُّوج: وَاحِدٌ مِنْ طَساسيج السَّواد، معرَّبة.

طعج: طَعَجَها يَطْعَجُها طَعْجاً: نَكَحَها.

طنج: الطُّنُوج: الكَراريس، وَلَمْ يُذْكَر لَهَا وَاحِدٌ؛ وَمِنْهُ مَا حَكَى

ابْنُ جِنِّي قَالَ: أَخبرنا أَبو صَالِحٍ السَّلِيل بْنُ أَحمد بْنِ عِيسَى بْنِ الشَّيْخِ «1» قَالَ: حَدَّثَنَا أَبو عَبْدُ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْيَزِيدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ أَسد النُّوْشَجَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ رَبَّانَ، قَالَ: أَخبرني رَجُلٌ عَنْ حمَّاد الرِّوَايَةِ، قَالَ: أَمر النُّعْمَانُ فَنُسِخَتْ لَهُ أَشعار الْعَرَبِ فِي الطُّنُوج، يَعْنِي الكَراريس، فكُتبت لَهُ ثُمَّ دَفَنها فِي قَصْرِهِ الأَبيض، فَلَمَّا كَانَ الْمُخْتَارِ بْنِ أَبي عُبَيْد قِيلَ لَهُ: إِن تَحْتَ الْقَصْرِ كَنْزًا، فاحتفَرَه فأَخرج تِلْكَ الأَشعار، فَمِنْ ثَمَّ أَهل الْكُوفَةِ أَعلم بالأَشعار مِنْ أَهل الْبَصْرَةِ.

التَّهْذِيبُ فِي نَوَادِرِ الأَعراب: تَنَوَّع فِي الْكَلَامِ وتَطَنَّجَ وتَفَنَّنَ إِذا أَخذ فِي فُنون شَتَّى.

طهج: طَيْهُوج: طَائِرٌ: حَكَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ قَالَ: وَلَا أَحْسَبه عَرَبِيًّا. الأَزهري: الْطَيْهُوجُ طَائِرٌ، أَحْسَبه معرَّباً، وَهُوَ ذكر السِّلْكانِ.

‌فصل الظاء المعجمة

ظجج: ابْنُ الأَعرابي: ظَجَّ إِذا صَاحَ فِي الحرْب صِيَاحَ المُستغيث؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الأَصل فِيهِ ضَجَّ ثُمَّ جَعَلَ ضَجَّ فِي غَيْرِ الْحَرْبِ، وظَجَّ، بِالظَّاءِ، في الحرب.

‌فصل العين المهملة

عبج: قَالَ إِسحاق بْنُ الفَرَج: سَمِعْتُ شُجَاعًا السُّلَمِيَّ يَقُولُ: العَبَكَةُ الرَّجُلُ البَغيض الطَّغامَة الَّذِي لَا يَعي مَا يَقُولُ وَلَا خَيْرَ فِيهِ، قَالَ: وَقَالَ مُدْرِكٌ الْجَعْفَرِيُّ: هُوَ العَبَجَة؛ جاءَ بِهِمَا فِي بَابِ الْكَافِ والجيم.

عثج: عَثَجَ يَعْثِجُ عَثْجاً، وعَثِجَ، كِلَاهُمَا: أَدمَنَ الشُّرْب شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ. والعُثْجَة: كالجُرْعة. والعَثْجُ والعَثَجُ: جَمَاعَةُ النَّاسِ فِي السَّفَرِ؛ وَقِيلَ: هُمَا الْجَمَاعَاتُ؛ وَفِي تَلْبِيَةِ بَعْضِ الْعَرَبِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ:

لَا هُمَّ، لَوْلَا أَن بَكْراً دُونَكا،

يَعْبُدُك الناسُ ويَفْجُرونَكا،

(1). قوله [ابن الشيخ] هكذا وجدناه في شرح القاموس وهو في الأَصل من غير نقط وكذا ابن ربان.

ص: 317

مَا زالَ مِنَّا عَثَجٌ يَأْتُونَكا

وَيُقَالُ: رأَيت عَثْجاً وعَثَجاً مِنَ النَّاسِ أَي جَمَاعَةٌ. وَيُقَالُ لِلْجَمَاعَةِ مِنَ الإِبل تَجْتَمِعُ فِي الْمَرْعَى: عَثَجٌ؛ قَالَ الرَّاعِي يَصِفُ فَحْلًا:

بناتُ لَبُونه عَثَجٌ إِليه،

يَسُقْنَ اللِّيتَ فِيهِ والقَذالا

قَالَ ابْنُ الأَعرابي: سَأَلْتُ الْمُفَضَّلَ عَنْ مَعْنَى هَذَا الْبَيْتِ؛ فأَنشد:

لَمْ تَلْتَفِتْ لِلِدَاتِها،

ومَضَتْ عَلَى غُلَوَائِها

فَقُلْتُ: أُريد أَبْيَنَ مِنْ هَذَا؛ فأَنشأَ يَقُولُ:

خُمْصانَةٌ، قَلِقٌ مُوَشَّحُها،

رُؤْدُ الشَّبابِ، غَلَا بِها عَظْمُ

يَقُولُ: مِنْ نَجابة هَذَا الْفَحْلِ ساوَى بناتُ اللَّبون مِنْ بَنَاتِهِ قَذَاله لِحُسْنِ نَباتِها. والعَثْجَجُ: الْجَمْعُ الْكَثِيرُ. والعَثَوْثَجُ والعَثَوْجَجُ: البعير الصخم السَّرِيعُ الْمُجْتَمَعُ الخلْق. وَقَدِ اعْثَوْثَجَ واعْثَوْجَجَ اعْثيجاجاً؛ ومرَّ عَثْجٌ مِنَ اللَّيْلِ وعَثَجٌ أَي قِطْعَةٌ. واثْعَنْجَجَ الماءُ والدَّمعُ: سالا.

عثنج: العَثْنَجُ، بِتَخْفِيفِ النُّونِ: الثَّقيلُ مِنَ الإِبل، والعَثَنَّجُ، بِشَدِّهَا: الثَّقيل مِنَ الرِّجَالِ؛ وَقِيلَ: الثَّقِيلُ وَلَمْ يُحَدَّ مِنْ أَي نَوْعٍ؛ عَنْ كُرَاعٍ. والعَثَنْثَجُ: الضَّخْم مِنَ الإِبل، وَكَذَلِكَ العَثَمْثَمُ والعَبَنْبَلُ.

عجج: عَجَّ يَعِجُّ ويَعَجُّ عَجّاً وَعَجِيجًا، وضجَّ يَضِجُّ: رَفَعَ صَوْتَهُ وصاحَ؛ وقيَّده فِي التَّهْذِيبِ فَقَالَ: بالدعاءِ وَالِاسْتِغَاثَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَفضل الْحَجِّ العَجُّ والثَّجُ

؛ العجُّ: رَفَعُ الصَّوْتِ بالتَّلْبيَة، والثَّجُّ: صَبُّ الدَّمِ، وسَيَلان دِمَاءِ الهَدْيِ؛ يَعْنِي الذَّبْحَ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:

أَن جِبْرِيلَ أَتى النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: كُنْ عَجَّاجاً ثَجَّاجاً.

وَفِي الْحَدِيثِ:

مَنْ قُتِلَ عُصْفُوراً عَبَثاً عَجَّ إِلى اللَّهِ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ.

وعَجَّةُ الْقَوْمِ وعَجِيجُهم: صِياحُهم وجَلَبتهم؛ وَفِي الْحَدِيثِ:

مَنْ وحَّد اللَّهَ تَعَالَى فِي عَجَّتِه وجبتْ لَهُ الْجَنَّةُ

، أَي مَنْ وحَّده عَلانِيَة بِرَفْعِ صَوْتِهِ. وَرَجُلٌ عاجٌّ وعَجْعاجٌ وعَجَّاجٌ: صَيَّاحٌ، والأُنثى بِالْهَاءِ؛ قَالَ:

قَلْبٌ تَعَلَّقَ فَيْلَقاً هَوْجَلَّا،

عَجَّاجَةً هَجَّاجَةً تَأَلَّا،

لَتُصْبِحَنَّ الأَحْقَرَ الأَذَلَّا

اللِّحْيَانِيُّ: رَجُلٌ عَجْعاجٌ بَجْباجٌ إِذا كَانَ صَيَّاحاً. وعَجْعَجَ: صوَّت؛ وَمُضَاعَفَتُهُ دَلِيلٌ عَلَى تَكْرِيرِهِ. وَالْبَعِيرُ يَعِجُّ فِي هَديره عَجّاً وعَجِيجاً: يُصَوِّت. ويُعَجْعِجُ: يردِّد عَجِيجَه ويُكَرِّرُه؛ قَالَ أَبو مُحَمَّدٍ الْحَذْلَمِيُّ:

وقَرَّبُوا لِلْبَينِ والتَّقَضِّي،

مِنْ كلِّ عَجَّاجٍ تَرَى للْغَرْضِ،

خَلْفَ رَحَى حَيزُومه كالغَمْضِ

الْغَمْضُ: الْمُطْمَئِنُّ مِنَ الأَرض. وعَجَّ: صَاحَ. وجَعَّ: أَكل الطِّين. وعَجَّ الماءُ يَعِجُّ عَجيجاً وعَجْعَجَ، كِلَاهُمَا: صوَّت؛ قَالَ أَبو ذؤَيب:

لكُلِّ مَسيلٍ منْ تِهَامَةَ، بعد ما

تَقَطَّعَ أَقْرانُ السَّحابِ عَجيجُ

ص: 318

وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي:

بأَوْسَعَ، منْ كَفِّ المُهاجِرِ، دَفْقَةً،

وَلَا جَعْفَر عَجَّت إِليه الجَعافرُ

عَجَّت إِليه: أَمدَّته، فللسَّيل صوْت مِنَ الماءِ، وعَدَّى عَجَّت بإِلى لأَنها إِذا أَمدَّته فَقَدْ جاءَته وانضَمَّتْ إِليه، فكأَنه قَالَ: جاءَت إِليه وَانْضَمَّتْ إِليه. والجَعْفَرُ هُنَا: النَّهْرُ. ونهرٌ عَجَّاج: تَسْمَعُ لِمَائِهِ عَجيجاً أَي صوْتاً؛ وَمِنْهُ قَوْلُ بَعْضِ الفَخَرة: نَحْنُ أَكثر مِنْكُمْ سَاجًا ودِيباجاً وخَراجاً ونَهْراً عَجَّاجاً. وَقَالَ ابْنُ دريدٍ: نَهْرٌ عَجَّاج كَثِيرُ الماءِ؛ وَفِي حَدِيثِ الْخَيْلِ:

إِن مَرَّت بِنَهْرٍ عَجَّاج فشرِبت مِنْهُ كُتبت لَهُ حسَنات

؛ أَي كَثِيرُ الماءِ كأَنه يَعِجُّ مِنْ كَثْرَتِهِ وصَوْت تدفُّقه. وفَحْلٌ عَجَّاج فِي هَديره أَي صيَّاح؛ وَقَدْ يجيءُ ذَلِكَ فِي كُلِّ ذِي صوْت مِن قَوْسٍ وَرِيحٍ. وعَجَّت الْقَوْسُ تَعِجُّ عَجيجاً: صوَّتت، وَكَذَلِكَ الزَّنْدُ عِنْدَ الوَرْيِ. والعَجَاج: الغُبار، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ الْغُبَارِ مَا ثَوَّرَتْه الرِّيحُ، وَاحِدَتُهُ عَجاجة، وَفِعْلُهُ التَّعْجيجُ. وَفِي النَّوَادِرِ: عَجَّ الْقَوْمُ وأَعَجُّوا، وهَجُّوا وأَهَجُّوا، وخَجُّوا وأَخَجُّوا إِذا أَكثروا فِي فُنُونه الرُّكوبَ «2». وعَجَّجَته الرِّيح: ثَوَّرتْهُ. وأَعَجَّتِ الرِّيح، وعَجَّت: اشتدَّ هُبوبها وَسَاقَتِ الْعَجَّاجَ. والعَجَّاج: مُثِير الْعَجَاجِ. والتعجيجُ: إِثارة الغُبار. ابْنُ الأَعرابي: النُّكْبُ فِي الرِّيَاحِ أَربعٌ: فنَكباءُ الصَّبا والجَنُوب مِهْيافٌ مِلْواحٌ، ونكباءُ الصَّبا والشَّمال مِعْجاجٌ مِصْرادٌ لَا مَطَرَ فِيهِ وَلَا خيرَ، ونَكْباءُ الشَّمال والدَّبُور قَرَّةٌ، ونَكْباءُ الجَنُوب والدَّبور حارَّة؛ قَالَ: والمِعْجاجُ هِيَ الَّتِي تُثِير الغُبار. وَيَوْمٌ مِعَجٌّ وعَجَّاجٌ، ورياحٌ مَعاجِيجُ: ضِدُّ مَهَاوين «3» . والعَجَاجُ: الدُّخَان؛ والعَجَاجَة أَخصُّ مِنْهُ. وعَجَّجَ البيتَ دُخَاناً فَتَعَجَّجَ: مَلأَهُ. والعَجَاجة: الْكَثِيرُ مِنَ الإِبل؛ قَالَ شَمِر: لَا أَعرفُ العَجاجة بِهَذَا الْمَعْنَى. وَقَالَ ابْنُ حَبِيبٍ: العَجْعاجُ مِنَ الْخَيْلِ النَّجِيب المُسِنُّ. والعُجَّة: دَقِيقٌ يُعجَن بسَمْن ثُمَّ يُشْوَى؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: العُجَّة ضرْب مِنَ الطَّعَامِ لَا أَدري مَا حدُّها. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: العُجَّة هَذَا الطَّعَامُ الَّذِي يُتخذ مِنَ الْبَيْضِ، أَظنُّه مولَّداً. قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: لَا أَعرف حَقِيقَةَ العُجَّة غَيْرَ أَن أَبا عَمْرٍو ذَكَرَ لِي أَنه دَقِيقٌ يُعْجَنُ بِسَمْنٍ؛ وَحَكَى ابْنُ خَالَوَيْهِ عَنِ بَعْضِهِمْ أَن العُجَّة كلُّ طَعَامٍ يُجمع مِثْلَ التَّمْرِ والأَقِطِ. وَجِئْتُهُمْ فَلَمْ أَجد إِلَّا العَجَاج والهَجَاج؛ العَجَاج: الأَحمق. والهَجَاج: مَن لَا خَيْرَ فِيهِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يأْخذ اللَّهُ شَريطَتَه مِنْ أَهل الأَرض، فَيَبْقَى عَجَاجٌ لَا يَعْرِفُونَ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرون مُنْكَرًا

؛ قَالَ الأَزهري: أَظنه شُرْطَته أَي خِيَارَهُ، وَلَكِنَّهُ كَذَا رُوي شَريطَتَه. والعَجَاجُ مِنَ النَّاسِ: الغَوْغاءُ والأَراذِل ومَن لَا خَيْرَ فِيهِ، وَاحِدُهُمْ عَجاجة، وَهُوَ كَنَحْوِ الرَّجَاجِ والرَّعاعِ؛ قَالَ:

يَرضَى، إِذا رَضِي النِّساءُ، عَجَاجَةً،

وإِذا تُعُمِّدَ عَمْدُهُ لَمْ يَغْضَب

والعَجَّاج بْنُ رؤْبة السَّعْدي: مِنْ سَعِدِ تَمِيمٍ، هَذَا الرَّاجِزُ؛ يُقَالُ: أَشعر النَّاسِ العَجَّاجان أَي رؤْبة وأَبوه «4» ؛ قال

(2). قوله [في فنونه الركوب] هكذا في الأَصل، وعبارة القاموس في هذه المادة وعج القوم أكثروا في فنونهم الركوب.

(3)

. قوله [ضد مهاوين] هكذا في الأَصل وشرح القاموس.

(4)

. قوله [أي رؤبة وأبوه] في القاموس في مادة رأب رُؤْبَةُ بْنُ الْعَجَّاجِ بْنِ رؤبة انتهى. وبه يظهر هذا مع ما قبله.

ص: 319

ابْنُ دُرَيْدٍ: سُمِّيَ بِذَلِكَ لِقَوْلِهِ:

حَتَّى يَعجَّ ثَخَناً مَنْ عَجْعَجَا،

ويُودِيَ المُودِي، ويَنْجُو مَنْ نَجا «1»

أَي اسْتَغَاثَ. قَالَ اللَّيْثُ: لَمَّا لَمْ يَسْتَقِمْ لَهُ أَن يَقُولَ فِي الْقَافِيَةِ عَجَّا، وَلَمْ يَصِحَّ عَجَجاً ضَاعَفَهُ، فَقَالَ: عَجْعَجا، وهُمْ فُعَلاءُ لِذَلِكَ. وَيُقَالُ لِلنَّاقَةِ إِذا زَجَرْتَهَا: عَاجِ، وَفِي الصِّحَاحِ: عاجِ، بِكَسْرِ الْجِيمِ، مُخَفَّفَةٌ. وَقَدْ عَجْعَجَ بِالنَّاقَةِ إِذا عَطَفها إِلى شَيْءٍ فَقَالَ: عَاجِ عَاجِ. والعَجْعَجة فِي قُضَاعَةَ: كالعَنْعَنة فِي تَمِيمٍ يُحَوِّلون الْيَاءَ جِيمًا مَعَ الْعَيْنِ، يَقُولُونَ: هَذَا راعِجَّ خَرَجَ مَعِجْ أَي راعِيّ خَرَجَ مَعِي؛ كَمَا قَالَ الرَّاجِزُ:

خَالِي لَقِيطٌ وأَبو عَلِجِّ،

المُطْعِمَان اللَّحم بالعَشِجِ

وبالغَداةِ كِسَرَ البَرْنِجِّ،

يُقْلَعُ بالوَدِّ وبالصِّيصِجِ

أَراد: عَليّ والعَشِيّ والبَرْنيّ والصِّيصِيّ. وَفُلَانٌ يَلُفُّ عَجَاجَته عَلَى بَني فُلَانٍ أَي يُغِير عَلَيْهِمْ؛ وَقَالَ الشَّنْفَرَى:

وإِني لأَهْوَى أَنْ أَلُفَّ عَجَاجَتي

عَلَى ذِي كِساءٍ، مِنْ سُلامَان، أَو بُرْدِ

أَي أَكْتَسِحَ غنيَّهم ذَا البُرْدِ، وَفَقِيرَهُمْ ذَا الكساءِ. وطَرِيقٌ عاجٌّ زاجٌّ إِذا امتلأَ.

عدرج: ابْنُ سِيدَهْ: العَدَرَّجُ السَّرِيعُ الْخَفِيفُ. وعَدَرَّج: اسْمٌ.

عذج: عَذَجَه عَذْجاً: شَتمه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وعَذْجٌ عاذِجٌ، بُولِغ بِهِ كَقَوْلِهِمْ جَهْدٌ جاهِد؛ قَالَ هِمْيَانُ بْنُ قُحَافَةَ:

تَلْقَى منَ الأَعْبُدِ عَذْجاً عاذِجا

أَي تلقَى هَذِهِ الإِبل مِنَ الأَعْبُدِ زجْراً كالشَّتم. وَرَجُلٌ مِعْذَجٌ: كَثِيرُ اللَّومِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد:

فَعاجَتْ، عَلَيْنَا مِنْ طِوَالٍ، سَرَعْرَعٌ،

عَلَى خَوْفِ زَوْجٍ، سَيِءِ الظَّنِّ مِعْذَجِ

والعَذْجُ: الشُّرب. عَذَج الماءَ يَعْذِجُه عَذْجاً: جَرَعَه، وَلَيْسَ بثبَت، وَالْغَيْنُ أَعلى. وعَذَج يَعْذِجُ عَذْجاً: شَرِب.

عذلج: المُعَذْلَج: الناعِم عَذْلَجَتْهُ النِّعمة، وامرأَة مُعَذْلَجَة: حَسنة الخلْق ضَخْمَةُ القَصَب. وَغُلَامٌ عُذْلُوجٌ: حَسَن الْغِذَاءِ. وعيشٌ عِذْلاج: ناعِم. وعَذْلَجَ السِّقاءَ: مَلأَه؛ قَالَ أَبو ذؤَيب يَصِفُ صيَّاداً:

لَهُ منْ كَسْبِهِنَّ مُعَذْلَجاتٌ،

قَعائِدُ قَدْ مُلِئْنَ مِنَ الوَشِيقِ

والمُعَذْلَجُ: الْمُمْتَلِئُ. وعَذْلَجْتُ الوَلَدَ وغيرَه، فَهُوَ مُعَذْلَجٌ إِذا كَانَ حسَن الغِذاء.

عرج: العَرَجُ والعُرْجة: الظَّلَعُ. والعُرْجة أَيضاً: مَوْضِعُ العَرَج مِنَ الرِّجْل. والعَرَجان، بِالتَّحْرِيكِ: مِشْية الأَعرج. وَرَجُلٌ أَعرج مِنْ قَوْمٍ عُرْج وعُرجان، وَقَدْ عَرَج يَعْرُج، وعَرُج وعَرِج عَرَجاناً: مَشَى مِشْية

(1). قوله [ثخناً] كذا في الأَصل والصحاح وشرح القاموس، ولعلها شجناً.

ص: 320

الأَعرج بعَرَضٍ فَغَمَزَ مِنْ شيءٍ أَصابه، وعَرَج، لَا غَيْرُ: صَارَ أَعْرَجَ. وأَعرج الرجلَ: جَعَلَهُ أَعْرَجَ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ:

فبِتُّ كأَني مُتَّقٍ رأْسَ حَيَّةٍ

لِحَاجَتِهَا، إِنْ تُخْطِئِ النَّفْسَ تُعْرِجِ

وأَعرجه اللَّهُ، وَمَا أَشدَّ عَرَجَهُ وَلَا تَقُلْ: مَا أَعْرَجَه، لأَن مَا كَانَ لَوْناً أَو خِلقة فِي الْجَسَدِ، لَا يُقَالُ مِنْهُ: مَا أَفعله، إِلّا مَعَ أَشدَّ. وأَمرٌ عَرِيج إِذا لَمْ يُبرَم. وعرَّج البناءَ تَعْريجاً أَي ميَّله فَتَعَرَّجَ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ:

أَلم تَرَ أَن الغَزْوَ يُعْرِج أَهلَه

مِراراً، وأَحْياناً يُفِيدُ ويُورِقُ؟

لَمْ يُفَسِّرْهُ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ كأَنه كِنَايَةٌ عَنِ الخَيْبَة. وتعارَج: حَكَى مِشْيَة الأَعرج. والعَرْجاءُ: الضَّبُع، خِلْقَةٌ فِيهَا، وَالْجَمْعُ عُرْجٌ، وَالْعَرَبُ تَجْعَلُ عُرْجَ مَعْرِفَةً لَا تَنْصَرِفُ، تَجْعَلُها بِمَعْنَى الضِّبَاعِ بِمَنْزِلَةِ قَبِيلَةٍ، وَلَا يُقَالُ لِلذَّكَرِ أَعْرَج، وَيُقَالُ لَهَا عُرَاجُ مَعْرِفَةً لعَرَجِها؛ وَقَوْلُ أَبي مكعَّب الأَسدي:

أَفكان أَوَّلَ مَا أَثبْت تَهارَشَتْ

أَبناءُ عُرْجَ، عَلَيْكَ عِنْدَ وِجارِ

يَعْنِي أَبناء الضِّبَاعِ، وَتَرَكَ صَرْفَ عُرْجَ لأَنه جَعَلَهُ اسْمًا لِلْقَبِيلَةِ؛ وأَما ابْنُ الأَعرابي فَقَالَ: لَمْ يُجْرِ عُرْج، وَهُوَ جَمْعٌ، لأَنه أَراد التَّوْحِيدَ والعُرْجة، فكأَنه قصَد إِلى اسْمٍ وَاحِدٍ، وَهُوَ، إِذا كَانَ اسماً غير مسمًّى، نَكِرَةٌ. والعَرَجُ فِي الإِبل: كالحَقَب، وَهُوَ أَن لَا يَسْتَقِيمَ مَخْرَجُ بَوْلِهِ، فَيُقَالُ: حَقِب الْبَعِيرُ حَقَباً، وعَرج عَرَجاً، فَهُوَ عَرِجٌ، وَلَا يَكُونُ ذَلِكَ إِلّا للجمَل إِذا شدَّ عَلَيْهِ الحَقَب؛ يُقَالُ: أَخْلِفْ عَنْهُ لئلَّا يَحْقَب. وانْعَرَج الشيءُ: مَالَ يَمْنَة ويَسْرة. وانعَرَج: انعطَف. وعَرَّج النهرَ: أَماله. والعَرَج: النَّهر «1» وَالْوَادِي لِانْعِرَاجِهِمَا. وعَرَّج عَلَيْهِ: عَطَفَ. وعَرَّج بِالْمَكَانِ إِذا أَقام. والتعريجُ عَلَى الشيءِ: الإِقامة عَلَيْهِ. وعَرَّج النَّاقَةَ: حَبَسَهَا. وَمَا لِي عِنْدَكَ عِرْجَة وَلَا عَرْجَة ولا عَرَجة ولا عُرْجة وَلَا تَعْريج وَلَا تَعَرُّج أَي مُقام؛ وَقِيلَ: مجلِس. وَفِي تَرْجَمَةِ عرض: تَعَرَّض يَا فُلَانُ وتَهَجَّس وتَعَرَّج أَي أَقم. والتَّعريجُ: أَن تَحْبِسَ مطيَّتك مُقِيماً عَلَى رُفْقتك أَو لِحَاجَةٍ؛ يُقَالُ: عَرَّج فُلَانٌ عَلَى الْمَنْزِلِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

فَلَمْ أُعَرِّج عَلَيْهِ

أَي لَمْ أُقِمْ وَلِمَ أَحتبس. وَيُقَالُ لِلطَّرِيقِ إِذا مَالَ: قَدِ انْعَرَجَ. وانعرَج الوادِي وانعرَج الْقَوْمُ عن الطَّرِيقِ: مَالُوا عَنْهُ. وَعَرَجَ فِي الدَّرَجَة والسُّلَّم يعرُج عُرُوجاً أَي ارْتَقَى. وعَرَج فِي الشيءِ وَعَلَيْهِ يَعْرِج ويَعْرُج عُرُوجاً أَيضاً: رَقيَ. وعَرَج الشيءُ، فَهُوَ عَريج: ارْتَفَعَ وعَلا؛ قَالَ أَبو ذؤَيب:

كَمَا نَوَّر المِصْباحُ للعُجْمِ أَمْرَهُمْ،

بُعَيْدَ رُقادِ النَّائِمِينَ، عَريجُ

وَفِي التَّنْزِيلِ: تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ

؛ أَي تَصْعَدُ؛ يُقَالُ: عَرَج يَعْرُج عُرُوجاً؛ وَفِيهِ: مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعارِجِ

؛ المَعارِج: المَصاعِد والدَّرَج. قَالَ قَتَادَةُ: ذِي المَعارج ذِي الْفَوَاضِلِ والنِّعَم؛

(1). قوله [والعرج النهر] هو في الأَصل بفتح العين والراء.

ص: 321

وَقِيلَ: مَعارج الْمَلَائِكَةِ وَهِيَ مَصاعِدها الَّتِي تَصْعَد فِيهَا وتعرُج فِيهَا؛ وَقَالَ الفراءُ: ذِي المَعارِج مِنْ نَعْتِ اللَّهِ لأَن الْمَلَائِكَةَ تعرُج إِلى اللَّهِ، فَوَصَفَ نَفْسَهُ بِذَلِكَ. والقرَّاءُ كُلُّهُمْ عَلَى التَّاءِ فِي قَوْلِهِ: تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ

، إِلَّا مَا ذُكِرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، وَكَذَلِكَ قرأَ الْكِسَائِيُّ. والمَعْرَج: المَصْعَد. والمَعْرَج: الطَّرِيقُ الَّذِي تصعَد فِيهِ الْمَلَائِكَةُ. والمِعْراج: شِبْهُ سُلَّم أَو دَرَجة تعْرُج عَلَيْهِ الأَرواح إِذا قُبِضت، يُقَالُ: لَيْسَ شيءٌ أَحسن مِنْهُ إِذا رَآهُ الرُّوح لَمْ يَتَمَالَكْ أَن يخرُج، قَالَ: وَلَوْ جُمِع عَلَى المَعاريج لَكَانَ صَوَابًا، فأَما المَعارِج فجمع المِعْرَج؛ فال الأَزهري: وَيَجُوزُ أَن يُجْمَعَ المِعْرَاج مَعارِجَ. والمِعْراج: السُّلَّم؛ وَمِنْهُ لَيْلَةُ المِعْراج، وَالْجَمْعُ مَعارج ومَعارِيج، مِثْلُ مَفاتِح ومَفاتيح؛ قَالَ الأَخفش: إِن شئتَ جَعَلْتَ الْوَاحِدَ مِعْرجاً ومَعْرجاً مِثْلَ مِرْقاة ومَرْقاة. والمَعارِج: المَصاعد؛ وَقِيلَ: المِعْرَاج حَيْثُ تصعَد أَعمال بَنِي آدَمَ. وعُرِج بالرُّوح وَالْعَمَلِ: صُعِد بِهِمَا؛ فأَما قَوْلُ الْحُسَيْنِ بْنِ مَطِيرٍ:

زارَتْكَ سُهْمَةُ، والظَّلْماءُ ضاحيَةٌ،

والعينُ هاجعَةٌ، والرُّوحُ مَعْرُوجُ «1»

فإِنما أَراد معْرُوج بِهِ، فَحَذَفَ. والعَرْج والعِرْج مِنَ الإِبل: مَا بَيْنَ الْسَبْعِينَ إِلى الْثَمَانِينَ؛ وَقِيلَ: هُوَ مَا بَيْنَ الْثَمَانِينَ إِلى الْتِسْعِينَ؛ وَقِيلَ: مِائَةٌ وَخَمْسُونَ وَفُوَيْقَ ذَلِكَ؛ وَقِيلَ: مِنْ خَمْسِمِائَةٍ إِلى أَلف؛ قَالَ ابْنُ قَيْسِ الرُّقَيَّاتِ:

أَنزَلُوا مِنْ حُصُونِهِنَّ بَنات التَرْكِ،

يأْتون بَعْدَ عَرْجٍ بعَرْجِ

وَالْجَمْعُ أَعْرَاج وعُرُوج؛ قَالَ:

يومَ تُبدِي البيضُ عَنْ أَسْوُقِها،

وتَلُفُّ الخيلُ أَعْراجَ النَّغَمْ

وَقَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جؤَية:

واسْتَدْبَرُوهُمْ يُكْفِئون عُرُوجَهُمْ،

مَوْرَ الجَهامِ إِذا زَفَتْه الأَزْيَبُ

أَبو زَيْدٍ: العَرْج الْكَثِيرُ مِنَ الإِبل. أَبو حَاتِمٍ: إِذا جَاوَزَتِ الإِبل الْمِائَتَيْنِ وَقَارَبَتِ الأَلف، فَهِيَ عَرْج وعُرُوج وأَعْراج. وأَعرَجَ الرَّجُلُ إِذا كَانَ لَهُ عَرْج مِنَ الإِبل؛ وَيُقَالُ قَدْ أَعْرَجْتُك أَي وَهَبْتُكَ عَرْجاً مِنَ الإِبل. والعَرَجُ: غَيْبُوبَةُ الشَّمْسِ، وَيُقَالُ: انعراجُها نَحْوَ الْمَغْرِبِ؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو:

حَتَّى إِذا مَا الشَّمْسُ هَمَّتْ بِعَرَجْ

والعُرْج: ثَلَاثُ لَيَالٍ مِنْ أَول الشَّهْرِ؛ حُكِيَ ذَلِكَ عَنْ ثَعْلَبٍ. والأُعَيْرِج: حيَّة أَصَمُّ خَبِيثٌ، والجمع الأُعَيْرِجات؛ والأُعَيْرج أَخبث الحيَّات يَثِبُ حَتَّى يَصِيرَ مَعَ الْفَارِسِ فِي سَرْجه؛ قَالَ أَبو خَيْرَةَ: هِيَ حيَّة صمَّاء لَا تَقْبَلُ الرُّقْيَة وتَطْفِر كَمَا تَطْفِرُ الأَفعى، وَالْجَمْعُ الأُعَيْرِجات؛ وَقِيلَ: هِيَ حيَّة عَريض لَهُ قَائِمَةٌ وَاحِدَةٌ عَرِيض مِثْلُ النَّبْثِ وَالرَّابِ نَبَثَهُ مِنْ رُكْنِهِ أَو مَا كَانَ، فَهُوَ نَبْث «2» ، وَهُوَ نَحْوُ الأَصَلَةِ. وَالْعَارِجُ: الْعَائِبُ. والعُرَيْجاء: أَن تَرِدَ الإِبل يَوْمًا نِصْفَ النَّهَارِ ويوماً

(1). قول [سهمة] لم تتضح صورة هذه الكلمة في الأَصل، وإِنما فهمناها بالقوة.

(2)

. قوله [مثل النبث إلى قوله فهو نبث] هكذا في الأَصل المنقول من نسخة المؤلف ولم نهتد إلى إصلاح ما فيها من التحريف.

ص: 322

غُدْوَة؛ وَقِيلَ: هُوَ أَن ترِد غُدوة ثُمَّ تَصدُر عَنِ الْمَاءِ فَتَكُونُ سَائِرَ يَوْمِهَا فِي الكلإِ وليلَتَها ويومَها مِنْ غَدِها، فترِدُ لَيْلًا الْمَاءَ، ثُمَّ تَصْدُرُ عَنِ الْمَاءِ فَتَكُونُ بَقِيَّةَ لَيْلَتِهَا فِي الكلإِ ويومَها مِنَ الْغَدِ وليلَتها، ثُمَّ تُصْبِحُ الماءَ غُدْوَة، وَهِيَ مِنْ صِفَاتِ الرِّفْهِ. وَفِي صِفَاتِ الرِّفْهِ: الظاهِرةُ والضَّاحِيةُ والأَبيَّة والعُرَيْجَاءُ. وَيُقَالُ: إِن فُلَانًا ليأْكل العُرَيْجاء إِذا أَكل كُلَّ يَوْمٍ مَرَّة وَاحِدَةً. والعُرَيْجاء: مَوْضِعٌ «1» . وَبَنُو الأَعْرَج: قَبِيلَةٌ، وَكَذَلِكَ بَنُو عُرَيْج. والعَرْج، بِفَتْحِ الْعَيْنِ وإِسكان الرَّاءِ: قَرْيَةٌ جَامِعَةٌ مِنْ عَمَلِ الفُرْع؛ وَقِيلَ: هُوَ مَوْضِعٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ؛ وَقِيلَ: هُوَ عَلَى أَربعة أَميال مِنْ الْمَدِينَةِ يُنْسَبُ إِليه العَرْجِيّ الشَّاعِرُ «2» . والعَرْجِيُّ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمرو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ. والعَرَنْجَجُ: اسْمُ؛ حِمْيَرِ بْنِ سَبَأ. وَفِي الْحَدِيثِ:

مَنْ عَرَج أَو كُسِرَ أَو حُبِسَ فليَجْزِ مثلَها وَهُوَ حِلٌ

أَي فَلْيَقْضِ، يَعْنِي الحجَّ؛ الْمَعْنَى: مَنْ أَحْصَرَه مَرَض أَو عَدُوٌّ فَعَلَيْهِ أَن يَبْعَثَ بِهَدْيٍ ويواعدَ الْحَامِلَ يَوْمًا بِعَيْنِهِ يذبَحُها فِيهِ، فإِذا ذُبِحَتْ تَحَلَّلَ، فَالضَّمِيرُ فِي مِثْلِهَا للنَّسِيكَة.

عربج: الأَزهري: العُرْبُجُ والثَّمْثَمُ كَلْبُ الصَّيْدِ.

عرفج: العَرْفَج والعِرْفج: نَبْتٌ، وَقِيلَ: هُوَ ضَرْبٌ مِنَ النَّبَاتِ سُهْلِيٌّ سَرِيعُ الِانْقِيَادِ، وَاحِدَتُهُ عَرْفَجَة، وَمِنْهُ سُمِّيَ الرَّجُلُ؛ وَقِيلَ: هُوَ مِنْ شَجَرِ الصَّيْفِ وَهُوَ لَيِّن أَغبرُ لَهُ ثَمَرَةٌ خَشناء كالحَسَك؛ وَقَالَ أَبو زِيَادٍ: العَرْفَجُ طَيِّب الرِّيح أَغبرُ إِلى الْخُضْرَةِ، وَلَهُ زَهْرة صَفْرَاءُ وَلَيْسَ لَهُ حَبٌّ وَلَا شَوْك؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وأَخبرني بَعْضُ الأَعراب أَن العَرْفَجة أَصلها وَاسِعٌ، يأْخذ قِطْعَةً مِنَ الأَرض تَنْبت لَهَا قُضْبان كَثِيرَةٌ بِقَدْرِ الأَصل، وَلَيْسَ لَهَا ورَق لَهُ بَالٍ، إِنما هِيَ عِيدَانٌ دِقاق، وَفِي أَطرافها زُمَعٌ يَظْهَرُ فِي رُؤُوسِهَا شَيْءٌ كالشعَر أَصفر؛ قَالَ: وَعَنِ الأَعراب القُدُم العَرْفَجُ مِثْلَ قِعْدة الإِنسان يبيضُّ إِذا يَبِس، وَلَهُ ثَمَرَةٌ صَفْرَاءُ، والإِبلُ وَالْغَنَمُ تأْكله رَطْباً وَيَابِسًا، ولَهَبُه شَدِيدُ الْحُمْرَةِ ويبالَغ بِحُمْرَتِهِ، فَيُقَالُ: كأَن لِحيته ضِرام عَرْفَجة؛ وَفِي حَدِيثِ

أَبي بَكْرٍ، رضي الله عنه: خَرَجَ كأَن لِحيته ضِرام عَرْفَج

، فُسِّر بأَنه شَجَرٌ مَعْرُوفٌ صَغِيرٌ سَرِيعُ الِاشْتِعَالِ بِالنَّارِ، وَهُوَ مِنْ نَبات الصَّيْفِ. وَمِنْ أَمثالهم: كَمَنِّ الغيثِ عَلَى العَرْفَجة أَي أَصابها وَهِيَ يَابِسَةٌ فَاخْضَرَّتْ؛ قَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ ذَلِكَ لِمَنْ أَحسنتَ إِليه، فَقَالَ لَكَ: أَتمنُّ عليَّ؟ الأَزهري: العَرْفَج مِنَ الجَنْبَةِ وَلَهُ خوصَة؛ وَيُقَالُ: رَعَيْنا رِقَة العَرْفَج وَهُوَ ورقُه فِي الشِّتَاءِ. قَالَ أَبو عَمْرٍو: إِذا مُطِر العَرْفَج ولانَ عُوده، قِيلَ: قَدْ ثَقَب عُوده، فإِذا اسودَّ شَيْئًا، قِيلَ: قَدْ قَمِلَ، فإِذا ازْدَادَ قَلِيلًا، قِيلَ: قدِ ارْقاطَّ، فإِذا ازْدَادَ شَيْئًا، قِيلَ: قَدْ أَدْبَى، فإِذا تَمَّت خُوصته، قِيلَ: قَدْ أَخْوَصَ. قَالَ الأَزهري: ونارُ العَرْفَج تسَمّيها الْعَرَبُ نَارَ الزَّحْفَتَيْن، لأَن الَّذِي يُوقدها يزحَف إِليها، فإِذا اتَّقَدَت زحَف عنها.

عزج: العَزْج: الدَّفْعُ، وَقَدْ يكنَى بِهِ عَنِ النِّكَاحِ. وَيُقَالُ: عَزَج الأَرض بالمِسحاة إِذا قَلَبها، كأَنه عَاقَبَ بين عَزَقَ وعَزَجَ.

(1). قوله [والعريجاء موضع] هكذا في الأَصل بالتعريف وعبارة ياقوت: عريجاء تصغير العرجاء، موضع معروف، لَا يَدْخُلُهُ الْأَلِفُ وَاللَّامُ انتهى. وعبارة القاموس وشرحه وعريجاء، بلا لام: موضع.

(2)

. قوله [يُنْسَبُ إِليه الْعَرْجِيُّ الشَّاعِرُ إلخ] عبارة ياقوت في معجم البلدان إِليها ينسب العرجي الشاعر وَهُوَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمرو بن عثمان إلخ. وعبارة القاموس وشرحه: منه عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ العرجي الشاعر. وفي بعض النسخ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنُ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ.

ص: 323

عسج: عَسَج يَعْسِجُ عَسْجاً وعَسَجاناً وعَسِيجاً: مَدَّ عُنُقه فِي المَشيِ، وَهُوَ العسِيج؛ قَالَ جَرِيرٌ:

عَسَجْنَ بأَعناق الظِّباء وأَعْيُن الجآذرِ،

وارتَجَّتْ لَهُنَّ الرَّوَادِفُ

وعَسِجَ الدابَّةُ يَعْسَجُ عَسَجاناً: ظَلَعَ. والعَوْسَجُ، شَجَرٌ مِنْ شَجَرِ الشَّوْك، وَلَهُ ثَمَرٌ أَحمر مُدَوَّرٌ كأَنه خَرَزُ الْعَقِيقِ؛ قَالَ الأَزهري: هُوَ شَجَرٌ كَثِيرُ الشَّوْكِ، وَهُوَ ضُرُوب: مِنْهُ مَا يُثْمِرُ ثَمَرًا أَحمر يُقَالُ لَهُ المُقَنّع، فِيهِ حُموضة؛ وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والعَوْسَجُ المَحْضُ يقصُر أُنْبُوبه، ويصغُر وَرِقَهُ، ويصلُب عُوده، وَلَا يَعْظُمُ شَجَرُهُ، فَذَلِكَ قَلْبُ العَوْسَج وَهُوَ أَعتقُه؛ قَالَ: وَهَذَا قَوْلُ أَبي حَنِيفَةَ؛ وَقِيلَ: العَوْسَج شَجَرٌ شاكٍ نَجْدِيٌّ، لَهُ جَناة حَمْرَاءُ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ:

مُنَعَّمَة لَمْ تَدْرِ مَا عَيْشُ شِقْوَةٍ،

وَلَمْ تَغْتَزِلْ يَوْماً عَلَى عُود عَوْسَج

وَاحِدَتُهُ عَوْسَجَة، وَمِنْهُ سُمِّي الرَّجُلُ؛ قَالَ أَعرابي، وأَراد الأَسدُ أَن يأْكله فلاذَ بعَوْسَجَة:

يَعْسِجُني بالخَوْتَلَهْ،

يُبْصِرُني لَا أَحْسَبُه

أَراد يَخْتِلُني بالعَوْسَجَة، يحسَبني لَا أُبصره؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

يَا رُبَّ بَكْرٍ بالرُّدافى وَاسجِ،

اضْطَرَّه اللَّيْلُ إِلى عَواسِجِ، عَواسجٍ

كالعُجُزِ النَّواسِجِ

وإِنما حَمَلْنا هَذَا عَلَى أَنه جَمْع عَوْسَجَة، لأَن جَمْعَ الْجَمْعِ قَلِيلٌ البتَّة إِذا أَضَفْتَه إِلى جَمْع الْوَاحِدِ، وَقَدِ الْتَزَمَ هَذَا الرَّاجِزُ فِي هَذِهِ الشُّطُورِ مَا لَا يَلْزَمُهُ، وَهُوَ اعْتِزَامُهُ عَلَى أَن يَجْعَلَ السِّينَ دَخِيلًا فِي الأَبيات الثَّلَاثَةِ. والعَسَجُ: ضرْب مِنْ سَيْرِ الإِبل؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ نَاقَتَهُ:

والعِيسُ مِنْ عاسِجٍ أَو واسِجٍ خَبَبا،

يُنْحَزْنَ مِن جانِبَيْها، وَهِيَ تَنْسلِبُ

يَقُولُ: الإِبل مُسرِعات يُضْرَبْنَ بالأَرجُل فِي سيرهنَّ وَلَا يَلحقن نَاقَتِي؛ وَبَعِيرٌ مِعْساج. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: فِي بِلَادِ بَاهِلَةَ مَعْدِن مِنْ مَعَادِنِ الفضَّة يُقَالُ لَهُ عَوْسَجَة؛ وعَوْسَجَة: مِنْ أَسماء الْعَرَبِ. والعَوَاسِجُ: قَبِيلَةٌ مَعْرُوفَةٌ. وذُو عَوْسَج: مَوْضِعٌ؛ قَالَ أَبو الرُّبَيْسِ التَّغْلَبِي:

أُحِبُّ تُراب الأَرض إِن تَنْزِلي بِهِ،

وَذَا عَوْسَج، والجِزْعَ جِزْعَ الخَلائِقِ

عسلج: العُسْلُج: الْغُصْنُ النَّاعِم. ابْنُ سِيدَهْ: العُسْلُج والعُسْلُوج والعِسْلاج: الْغُصْنُ لِسَنَتِه، وَقِيلَ: هُوَ كُلُّ قَضيب حَدِيثٍ؛ قَالَ طَرَفَةُ:

كَبنات المَخْرِ يَمْأَدْنَ، إِذا

أَنبتَ الصَّيْفُ عَسالِيجَ الخُضَرْ

وَيُرْوَى الخَضِرْ. والعَساليج: هَنَوات تَنْبَسِط عَلَى وَجْهِ الأَرض كأَنها عُرُوقٌ وَهِيَ خضرٌ، وَقِيلَ: هُوَ نَبْتٌ عَلَى شَاطِئِ الأَنهار يَنْثَنِي ويَميل مِنَ النَّعْمة، وَالْوَاحِدُ كَالْوَاحِدِ؛ قَالَ:

تأَوَّدُ، إِنْ قامَتْ لِشَيْءٍ تُرِيدُه،

تأَوُّدَ عُسْلُوجٍ عَلَى شَطِّ جَعْفَرِ

وعَسْلَجتِ الشَّجَرَةُ: أَخرجت عَساليجَها. وجاريةٌ عُسْلُوجة النَّبات والقَوام. وشبابٌ عُسْلُج: تَامٌّ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:

وبَطْنَ أَيْمٍ وقَواماً عُسْلُجا

ص: 324

وَقِيلَ: إِنما أَراد عُسْلُوجاً، فَحَذَفَ. والعُسْلُج والعُسْلوج: مَا لَانَ واخضرَّ مِنْ قُضْبان الشَّجَرِ والكَرْم أَول مَا ينبُت؛ وَيُقَالُ: العَساليج عُرُوقُ الشَّجَرِ، وَهِيَ نُجومُها الَّتِي تَنْجُمُ مِنْ سَنَتها؛ قَالَ: والعَساليج عِنْدَ العامَّة القُضبان الحَديثة. وَفِي حَدِيثِ

طَهْفَةَ: وَمَاتَ العُسْلوج

؛ هُوَ الْغُصْنُ إِذا يَبِس وذهبتْ طَرَاوَته؛ وَقِيلَ: هُوَ القَضيب الحَديث الطُّلوع؛ يُريد أَنّ الأَغصان يَبِست وهَلَكَتْ مِنَ الجدْب؛ وَفِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ: تَعْلِيقُ اللُّؤْلُؤِ الرطْب فِي عَساليجها

أَي في أَغصانها.

عسنج: العَسَنَّج: الظَّليم.

عشنج: العَشَنَّج، بِشَدِّ النُّونِ: المُتَقَبِّض الوجه السيِءُ المنظر من الرجال.

عصج: ابْنُ سِيدَهْ: رَجُلٌ أَعصَج أَصْلَع: لُغَةٌ شَنْعَاءُ لِقَوْمٍ مِنْ أَطراف الْيَمَنِ لا يؤخذ بها.

عضنج: عبدٌ عَضْنَج: ضَخْمٌ ذُو مَشافِر؛ عَنِ الْهِجْرِيِّ، هَكَذَا حَكاه ذُو مَشافِر؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أُرى ذلك لعِظَم شَفَتيه.

عفج: العَفْج والعَفَج والعِفْج والعَفِج كالكِبْد والكَبِد: المِعَى، وَقِيلَ: مَا سَفَلَ مِنْهُ، وَقِيلَ: هُوَ مَكَانُ الكَرِشِ لِمَا لَا كَرِش لَهُ، وَالْجَمْعُ أَعْفاج وعِفَجة، وعَفِجَ عَفَجاً؛ فَهُوَ عَفِجٌ: سَمِنَتْ أَعْفاجُه؛ قَالَ:

يَا أَيُّها العَفِجُ السَّمين، وقومُه

هَزْلى، تَجُرُّهُمُ بَنات جَعارِ

والأَعْفاج للإِنسان، والمصارِين لِذَوَاتِ الْخُفِّ والظِّلفِ وَالطَّيْرِ؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: العَفْجُ مِنْ أَمعاء الْبَطْنِ لِكُلِّ مَا لَا يَجْتَرُّ كالمَمْرَغة لِلشَّاءِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

مَباسِيمُ عَنْ غِبّ الخَزير، كأَنما

يُنَقْنِقُ، فِي أَعْفاجِهِنَّ، الضَّفادِعُ

قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الأَعْفاج مِنَ النَّاسِ وَمِنْ ذَوَاتِ الحافِر وَالسِّبَاعِ، كُلُّهَا: مَا يَصِيرُ الطَّعَامُ إِليه بَعْدَ المَعِدة، وَهُوَ مِثْلُ المَصارين لِذَوَاتِ الخُفِّ والظِّلْفِ الَّتِي تُؤَدِّي إِليها الكَرِش مَا دَبَغَتْه. وعَفَجَ جَارِيَتَهُ: نَكَحَهَا. والعَفْجُ: أَن يَفْعَلَ الرجلُ بِالْغُلَامِ فِعْلَ قَوْمِ لُوطٍ، عليه السلام، وَرُبَّمَا يُكَنَّى بِهِ عَنِ الْجِمَاعِ. وعَفَجَه بِالْعَصَا يَعْفِجه عَفْجاً: ضَرَبَهُ بِهَا فِي ظَهْرِهِ ورأْسه؛ وَقِيلَ: هُوَ الضرْب بِالْيَدِ؛ قَالَ:

وَهَبْتُ لقَومِي عَفْجَة فِي عَباءَة،

وَمَنْ يَغْشَ بالظُّلم العَشيرةَ يُعْفَجِ

والمِعْفَجة: الْعَصَا. والمِعْفاج: مَا يُضرب بِهِ. والمِعْفاج: الْخَشَبَةُ الَّتِي تُغسَل بِهَا الثِّيَابُ. وتَعَفَّج البعيرُ فِي مِشيتِه أَي تعوَّج. والمِعْفَج: الأَحمق الَّذِي لَا يَضْبطُ العملَ والكلامَ وَقَدْ يُعالج شَيْئًا يَعِيشُ بِهِ عَلَى ذَلِكَ. يُقَالُ: إِنه لَيَعْفَجُونٌ وتَعْثَمُونٌ فِي النَّاسِ. والعَفِجَة: أَنهاء إِلى جَانِبِ الْحِيَاضِ، فإِذا قَلَصَ ماءُ الْحِيَاضِ اغْتَرَفُوا مِنْ مَاءِ العَفِجَة وَشَرِبُوا مِنْهَا. والعَفَنْجَجُ: الأَخرَقُ الْجَافِي الَّذِي لَا يَتَّجِه لعمَل، وَقِيلَ: الأَحمق فَقَطْ، وَقِيلَ: هُوَ الضَّخْم الأَحمق؛ قَالَ الرَّاجِزُ:

أَكْوي ذَوي الأَضغانِ كَيّاً مُنْضِجا

مِنْهُمْ، وَذَا الخِنَّابَةِ العَفَنْجَجا

والعَفَنْجَجُ أَيضاً: الضخمُ اللَّهازم والوَجَنات والأَلواح، وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ أَكوكٌ فَسْلٌ عَظِيمُ الجُثَّة ضَعِيفُ الْعَقْلِ، وَقِيلَ: هُوَ الْغَلِيظُ مَعَ مَا تَقَدَّمَ فِيهِ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: عَفَنْجَج مُلْحَقٌ بِجَحَنْفَل، وَلَمْ يَكُونُوا لِيغيِّرُوه عَنْ بِنَائِهِ كَمَا لَمْ يَكُونُوا ليغيِّرُوا عَفْجَجاً

ص: 325

عَنْ بِنَاءِ جَحْفَل؛ أَراد بِذَلِكَ أَنهم يَحْفَظُونَ نِظام الإِلحاق عَنْ تَغْيِيرِ الإِدغام؛ قَالَ الأَزهري: هُوَ بِوَزْنِ فَعَنْلَل، قَالَ: وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ عَفَنَّج. والعَفَنْجَجُ: الأَحمق. ابْنُ الأَعرابي: العَفَنْجَجُ: الْجَافِي الخَلْق؛ وأَنشد:

وإِذْ لَمْ أُعَطِّلْ قَوْسَ وِدِّي، وَلَمْ أَضعْ

سِهامَ الصِّبا للْمُسْتَمِيتِ العَفَنْجَج

قَالَ: المسْتَميت الَّذِي قَدِ اسْتَمات فِي طَلَبِ اللَّهو وَالنِّسَاءِ، وَقَالَ فِي مَكَانٍ آخَرَ: العَفَنْجيجُ الْجَافِي الْخُلُقِ، بإِثبات الْيَاءِ. واعْفَنْجَجَ الرَّجُلُ: خَرُق، عَنِ السِّيرَافِيِّ. وَنَاقَةٌ عَفَنْجَجٌ عَنْفَجيج: ضَخْمَةُ مسنَّة؛ قَالَ تَمِيمُ بْنُ مُقْبِلٍ:

وعَنْفَجيج، يَمُدُّ الحَرُّ جِرَّتَها،

حَرْف طَلِيح، كرُكْنٍ خَرَّ من حَضَنِ

عفشج: العَفْشَجُ: الثَّقِيلُ الوَخِم؛ وَرَجُلٌ عَفْشَجٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: زَعَمَ الْخَلِيلُ أَنه مصنوع.

عفضج: العَفْضَج والعِفْضَاج والعُفاضِج، كُلُّهُ: الضَّخْمُ السَّمين الرِّخْوُ المُنفتِق اللَّحْمِ، والأُنثى عِفْضاج، وَالِاسْمُ العَفْضَجَة والعَفْضَج، بِالْهَاءِ وغيرِ الْهَاءِ، الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ. وبطنٌ عِفْضاج؛ وعَفْضَجَتُه: عِظَم بَطْنِهِ وكثرةُ لحمِه. والعِفْضاج مِنَ النِّسَاءِ: الضَّخمة الْبَطْنِ الْمُسْتَرْخِيَةُ اللَّحْمِ. والعربُ تَقُولُ: إِن فُلَانًا لَمَعْصُوب مَا عُفْضِج وَمَا حُفْضِج إِذا كَانَ شَدِيدَ الأَسْرِ، غَيْرَ رِخْوٍ وَلَا مُفاض البطن.

عفنج: العَفَنَّج: الثَّقِيلُ مِنَ النَّاسِ؛ وَقِيلَ: هُوَ الضَّخْمُ الرِّخو مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وأَكثر مَا يُوصَفُ بِهِ الضِّبْعان؛ الأَزهري: العَفَنْجَجُ الضَّخْمُ الأَحمق. والعَنْفَجيج مِنَ الإِبل: الْحَدِيدَةُ المُنْكَرَة، وَقَدْ تَقَدَّمَ.

علج: العِلْج: الرَّجُلُ الشَّدِيدُ الْغَلِيظُ؛ وَقِيلَ: هُوَ كلُّ ذِي لِحْية، وَالْجَمْعُ أَعْلاج وعُلُوج؛ ومَعْلُوجَى، مَقْصُورٌ، ومَعْلُوجاء، مَمْدُودٌ: اسْمٌ لِلْجَمْعِ يَجري مَجْرَى الصِّفَةِ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ. واسْتَعْلَج الرَّجُلُ: خَرَجَتْ لِحْيَتُهُ وغَلُظ واشتدَّ وعَبُل بَدَنُهُ. وإِذا خَرَجَ وجهُ الْغُلَامِ، قِيلَ: قَدِ اسْتَعْلَج. واسْتَعْلَج جِلْدُ فُلَانٍ أَي غلُظ. والعِلْج: الرَّجُلُ مِنْ كفَّار الْعَجَمِ، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ، والأُنثى عِلْجة، وَزَادَ الْجَوْهَرِيُّ فِي جَمْعِهِ عِلَجة. والعِلْج: الْكَافِرُ؛ وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الْقَوِيِّ الضَّخْمِ مِنَ الْكُفَّارِ: عِلْج. وَفِي الْحَدِيثِ «3» :

فَأْتِني بأَربعة أَعْلاج مِنَ الْعَدُوِّ

؛ يُرِيدُ بالعلْج الرجل من كفار العجم وَغَيْرِهِمْ. وَفِي حَدِيثِ قَتْل عُمَرَ

قَالَ لِابْنِ عَبَّاسٍ: قَدْ كُنْتَ أَنت وأَبوك تُحِبَّان أَن تَكْثُرَ العُلُوج بِالْمَدِينَةِ.

والعِلْج: حِمَارُ الْوَحْشِ لِاسْتِعْلَاجِ خَلْقِهِ وَغِلَظِهِ؛ وَيُقَالُ للعَيْرِ الْوَحْشِيِّ إِذا سَمِن وقَوِيَ: عِلْج. وكلُّ صُلْب شَدِيدٌ: عِلْج. والعِلْج: الرَّغيف؛ عَنْ أَبي العَمَيْثَل الأَعرابي. وَيُقَالُ: هَذَا عَلُوج صدْق وعَلُوك صِدْق وأَلُوك صِدْق لِمَا يُؤْكل؛ وَمَا تَلَوَّكْت بأَلوك، وَمَا تَعَلَّجْت بِعَلُوج؛ وَيُقَالُ لِلرَّغِيفِ الْغَلِيظِ الحُروف: عِلْج. والعِلاج: المِرَاس والدِّفاع. واعْتَلَج الْقَوْمُ: اتَّخَذُوا صِرَاعًا وَقِتَالًا؛ وَفِي الْحَدِيثِ:

إِنَّ الدُّعاء ليَلْقى الْبَلَاءَ فيَعْتَلِجان

أَي

(3). قوله [وفي الحديث فأتني إلخ] الذي في النهاية فأتى عبد الرحمن بن خالد بن الوليد بأربعة أعلاج إلخ.

ص: 326

يَتصارعان. وَفِي حَدِيثِ

سَعْدِ بْنِ عُبادة: كَلَّا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ إِنْ كنتُ لأُعالِجُه بِالسَّيْفِ قَبْلَ ذَلِكَ

أَي أَضربه. واعْتَلَجتِ الوَحْشُ: تَضَارَبَتْ وتَمارَسَتْ، وَالِاسْمُ الْعِلَاجُ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ عَيْراً وأُتُناً:

فَلَبِثْن حِينًا يَعْتَلِجْنَ بِرَوْضَةٍ،

فتَجِدُّ حِينًا فِي المَراح، وتَشْمَعُ

واعْتلَجَ المَوْجُ: التَطم، وَهُوَ مِنْهُ؛ واعْتَلَجَ الهَمُّ فِي صَدْرِهِ، كَذَلِكَ عَلَى المَثل. واعتلجتِ الأَرض: طَالَ نَبَاتُهَا. والمُعْتَلِجَة: الأَرض الَّتِي اسْتأْسَدَ نباتُها والتفَّ وكثُر؛ وَفِي الْحَدِيثِ:

ونَفى مُعْتَلِج الرَّيْبِ

؛ هُوَ مِنَ اعْتَلَجَت الأَمواج إِذا التطَمتْ أَو مِنِ اعتلَجت الأَرض. والعُلَّج: الشَّدِيدُ مِنَ الرِّجَالِ قِتالًا ونِطاحاً. وَرَجُلٌ عُلَّج: شَدِيدُ الْعِلَاجِ. وَرَجُلٌ عَلِج، بِكَسْرِ اللَّامِ، أَي شَدِيدٌ، وَفِي التَّهْذِيبِ عُلَجٌ وعُلَّجٌ. وتَعَلَّجَ الرَّمل: اعتلَج. وعالِج: رِمالٌ مَعْرُوفَةٌ بالبادِيَة، كأَنه مِنْهُ بَعْدَ طرْح الزائد؛ قَالَ الْحَرِثُ بْنُ حِلِّزة:

قلتُ لعَمْرٍو حِينَ أَرْسَلْتُه،

وَقَدْ حَبا مِنْ دُوننا عالِجُ:

لَا تَكْسَعِ الشَّوْل بأَغْبارِها،

إِنك لَا تدرِي مَنِ الناتجُ

وعالِج: مَوْضِعٌ بِالْبَادِيَةِ بِهَا رَمْل. وَفِي حَدِيثِ الدُّعاء:

وَمَا تَحْوِيهِ عَوَالِجُ الرِّمال

؛ هِيَ جَمْعُ عالِج، وَهُوَ مَا ترَاكَم مِنَ الرَّمْلِ وَدَخَلَ بَعْضُهُ فِي بَعْضٍ. وعالَج الشيءَ مُعالجة وَعِلَاجًا: زَاوَلَهُ؛ وَفِي حَدِيثِ

الأَسْلميّ: إِني صاحِب ظَهْرٍ أُعالِجُه

أَي أُمارِسُه وأُكاري عَلَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

عالَجْتُ امرأَةً فأَصَبْتُ مِنْهَا

؛ وَفِي الْحَدِيثِ:

مِنْ كسْبِه وعلاجِه.

وعالَج المريضَ مُعالجة وعِلاجاً: عَانَاهُ. والمُعالِجُ: المُداوي سَوَاءٌ عالَجَ جَريحاً أَو عَليلًا أَو دابَّة؛ وَفِي حَدِيثِ

عَائِشَةَ، رضي الله عنها: أَن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبي بَكْرٍ تُوُفِّيَ بالحُبْشِيّ عَلَى رَأْسِ أَمْيال مِنْ مكَّة، فَجَاءَهُ فنقلَه ابْنُ صَفْوان إِلى مَكَّة، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: مَا آسَى عَلَيَّ شَيْءٌ مِنْ أَمْره إِلَّا خَصْلتين: أَنه لَمْ يُعالِجْ، وَلَمْ يُدفنْ حَيْثُ مَاتَ

؛ أَرادت أَنَّهُ لَمْ يُعالِجْ سَكرة الموْت فَيَكُونُ كفَّارة لِذُنُوبِهِ؛ قَالَ الأَزهري: وَيَكُونُ مَعْنَاهُ انَّ عِلَّته لَمْ تمتدَّ بِهِ فيعالِج شدَّة الضَّنَى ويُقاسي عَلَزَ الموْت، وَقَدْ رُوي لَمْ يُعالَجْ، بِفَتْحِ اللَّامِ، أَي لَمْ يمرَّض فَيَكُونُ قَدْ نالَهُ مِنْ أَلمِ المَرَض مَا يكَفِّر ذُنُوبَهُ. وعالَجه فَعَلَجه عَلْجاً إِذا زاوَله فغلَبه. وعالَجَ عَنْهُ: دَافَعَ. وَفِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ، رضي الله عنه: أَنَّهُ بعَث رجُلَين فِي وَجْهٍ، وَقَالَ: إِنَّكما عِلْجانِ فعالِجا عَنْ دينِكُما

؛ العِلْج: الرَّجُل الْقَوِيُّ الضَّخْمُ؛ وَعَالِجَا أَي مارِسَا العمَل الَّذِي نَدَبْتُكما إِليه واعْمَلا بِهِ وزاوِلاه. وَكُلُّ شَيْءٍ زاوَلْتَه ومارَسْتَه: فَقَدْ عالجتَه. والعَلَجُ، بِالتَّحْرِيكِ: مِنَ النَّخْلِ أَشاؤه؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وَنَاقَةٌ علجَة: كَثِيرَةُ اللَّحْمِ. والعَلَج والعَلَجان: نَبْت، وَقِيلَ: شَجَرٌ أَخضر مُظلِم الخُضرة، وَلَيْسَ فِيهِ ورَق وإِنما هُوَ قُضْبان كَالْإِنْسَانِ القاعِد، ومَنْبِته السَّهل وَلَا تأْكله الإِبل إِلا مُضطرَّة؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: العَلَج عِنْدَ أَهل نَجْد: شَجَرٌ لَا ورَق لَهُ إِنما هُوَ خِيطانٌ جُرْدٌ، فِي خُضرتها غُبْرَة، تأْكله الْحَمِيرُ فتصفرُّ أَسنانها، فَلِذَلِكَ قِيلَ للأَقْلَح: كأَن فَاهُ فُو حِمار أَكل عَلَجَاناً، وَاحِدَتُهُ عَلَجانة؛ قَالَ عَبْدُ بَني الحَسْحاسِ:

ص: 327

فبِتْنا وِسَادانا إِلى عَلَجانَةٍ

وحِقْفٍ، تَهاداه الرِّياحُ تَهادِيا

قَالَ الأَزهري: العَلَجانُ شَجَرٌ يُشبه العَلَنْدَى، وَقَدْ رأَيتهما بِالْبَادِيَةِ، وَتُجْمَعُ عَلَجات «1»؛ وَقَالَ:

أَتاك مِنْهَا علَجاتٌ نيبُ،

أَكَلْنَ حَمْضاً، فَالْوُجُوهُ شِيبُ

وَقَالَ أَبو دُوَادَ:

عَلَجاتٌ شُعْرُ الفَراسِن والأَشْداقِ،

كُلْفٌ كأَنها أَفْهارُ

وَذَكَرَ الْجَوْهَرِيُّ فِي هَذِهِ التَّرْجَمَةِ العَلْجَن، بِزِيَادَةِ النُّونِ: النَّاقَةُ الكِنازُ اللَّحْمِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:

وخَلَّطَتْ كلُّ دِلاثٍ عَلْجَنِ،

تَخْليطَ خَرْقاءِ اليدَيْنِ خَلْبَنِ

وَبَعِيرٌ عالِج: يأْكل العَلَجان. وتَعَلَّجَت الإِبل: أَصابت مِنَ العَلَجان. وعلَّجتها أَنا: عَلَفْتها العَلَجان. وَيُقَالُ: فُلَانٌ عِلْجُ مَالٍ، كَمَا يُقَالُ: إِزاءُ مالٍ، وَرَجُلٌ عَلِج، بِكَسْرِ اللام، أَي شديد.

علهج: ابْنُ الأَعرابي: المُعَلْهَج: أَن يُؤْخَذَ الجلْد فيقدَّم إِلى النَّارِ حَتَّى يَلين فيمضَغ ويبلَع، وَكَانَ ذَلِكَ مِنْ مأْكل الْقَوْمِ فِي المَجاعات؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: المُعَلْهَجُ: الرَّجُلُ الأَحمق الهَذْر اللَّئيم؛ وأَنشد:

فَكَيْفَ تُساميني، وأَنت مُعَلْهَجٌ،

هُذارِمَةٌ جَعْدُ الأَنامِل، حَنْكَلُ؟

والمُعَلْهَج: الدَّعِيّ. والمُعَلْهَج: الَّذِي وُلِدَ مِنْ جِنْسَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: المُعَلْهَج الَّذِي لَيْسَ بِخَالِصِ النَّسَبِ. الْجَوْهَرِيُّ: المُعَلْهَجُ الهَجينُ، بزيادة الهاء «2» .

عمج: عَمَجَ فِي سَيره يَعْمِجُ، وتَعَمَّج: تَلَوّى. وعَمَجَ فِي سَيْرِهِ إِذا سَارَ فِي كُلِّ وَجْهٍ وَذَلِكَ مِنَ النَّشَاطِ. والتَعَمُّجُ: التلوِّي فِي السَّيْرِ والاعوِجاجُ. وتَعَمَّجَ السَّيْل فِي الْوَادِي: تَعَوَّجَ فِي مَسيره يَمْنَةً ويَسرة؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:

مَيَّاحة تَميحُ مَشْياً رَهْوَجا،

تَدافُعَ السَّيْل، إِذا تَعَمَّجا

وتَعَمَّجَتِ الحيَّة: تلوَّت؛ قَالَ:

تَعَمُّجَ الحَيَّة فِي انْسِيابِه

وَقَالَ يَصِفُ زِمَامَ النَّاقَةِ ويُشَبِّهُهُ بِالْحَيَّةِ فِي تلوِّيه:

تُلاعِبُ مَثْنى حَضْرَميٍّ، كأَنه

تَعَمُّجُ شَيْطان بِذِي خِرْوَعٍ قَفْرِ

وَيُقَالُ: حيَّة عَوْمَجٌ لتعمُّجه فِي انْسيابه أَي تلوِّيه. والعَوْمَجُ: الْحَيَّةُ لتلوِّيها؛ عَنْ كُرَاعٍ، حَكَاهَا فِي بَابِ فَوْعَلَ؛ قَالَ رُؤْبَةُ «3»:

حَصْب الغُوَاة العَوْمَجَ المَنْسُوسا

وَكَذَلِكَ العُمَّجُ، بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ؛ وَقَالَ:

يَتْبَعْنَ مِثلَ العُمَّجِ المَنْسُوسِ،

أَهْوَجَ يَمْشِي مِشْيَة المَأْلُوسِ

وَقِيلَ: هُوَ العَمَجُ عَلَى وَزْنِ السَّببِ. وَنَاقَةٌ عُمْجة وعَمْجة: مُتلوِّية. وفرسٌ عَمُوجٌ: لَا يَسْتَقِيمُ فِي سَيْرِهِ. وعَمَجَ يَعْمِجُ، بِالْكَسْرِ، قَلْبُ مَعَجَ، إِذا أَسرع فِي السَّيْرِ. وسهْمٌ عَمُوجٌ: يتلوَّى فِي مَسيره. والعَمُوج: السابِح فِي شِعْرِ أَبي ذُؤَيْبٍ. وعَمَجَ في الماء: سَبَحَ.

عمضج: العَمْضَجُ والعُماضِجُ: الشَّدِيدُ الصُّلْب مِنَ الإِبل وَالْخَيْلِ.

(1). قوله [وتجمع علجات] مرتبط بقوله قبل: وَنَاقَةٌ عِلْجَةٌ كَثِيرَةُ اللَّحْمِ.

(2)

. قال الفيروزآبادي في المعلهج: وحَكَم الجوهري بزيادة هائه غلطاً.

(3)

. قوله [قال رؤبة] مثله في الصحاح هنا ونسبه المؤلف في مادة [نسس] إلى العجاج.

ص: 328

عملج: المُعَمْلَجُ، عَنْ كُرَاعٍ: الَّذِي فِي خلْقه خَبْل وَاضْطِرَابٌ، وَهِيَ بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ أَكثر. وَرَجُلٌ عَمْلَجٌ: حَسَنُ الْغِذَاءِ. قَالَ الأَزهري: الَّذِي رَوَيْنَاهُ لِلثِّقَاتِ الْفُصَحَاءِ: رَجُلٌ غَمْلَجٌ، بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ، إِذا كَانَ نَاعِمًا. والعَمَلَّجُ: المُعْوَجُّ الساقين.

عمهج: الأَزهري: العَمْهَجُ والعَوْهَجُ: الطَّوِيلَةُ؛ وَقَالَ هِمْيَانُ:

فَقَدَّمَتْ، حَناجِراً غَوامِجَا،

مُبْطِنةٌ أَعْناقَها العَماهِجا

قَالَ: وَقَوْلُهُ مُبْطِنةٌ أَي جَعَلَتِ الْحَنَاجِرَ بَطَائِنَ لأَعناقها. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: العُمَاهِجُ مِثْلُ الخامِطِ مِنَ اللَّبَن عِنْدَ أَول تغيُّره. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: العَمَاهِجُ الأَلبان الْجَامِدَةُ؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: العُماهِجُ اللَّبَنُ الخاثِرُ مِنْ أَلبان الإِبل؛ وأَنشد:

تُغْذَى بِمَحْضِ اللَّبَنِ العُمَاهِجِ

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقِيلَ: هُوَ مَا حُقِنَ حَتَّى أَخذ طَعْمًا غَيْرَ حَامِضٍ وَلَمْ يُخَالِطْهُ مَاءٌ وَلَمْ يَخْثُرْ كُلَّ الخَثارة فيُشرَب. والعُماهِجُ مِنَ اللَّبَنِ: مَا حُقِنَ فِي السِّقاء وَلَمْ يأْخذ طَعْمًا. الأَزهري: العَمْهَجُ: الطَّوِيلُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَيُقَالُ عنُق عَمْهَجٌ وعُمْهُوجٌ. وَنَبَاتٌ عُماهِجٌ: أَخضر ملتفٌّ؛ وأَنشد ابْنُ سِيدَهْ لِجَنْدَلِ بْنِ الْمُثَنَّى:

فِي غُلَوَاء القَصَب العُماهِجِ

وَيُرْوَى العُمْهِجِ، وَسَنَذْكُرُهُ فِي مَوْضِعِهِ. قَالَ الأَزهري: وَكُلُّ نَبَاتٍ غَضٍّ، فَهُوَ عُمهُوجٌ. وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: العمْهَجُ السَّرِيعُ، والعُماهِجُ: الْمُمْتَلِئُ لَحْمًا؛ وأَنشد:

مَمْكُورَة فِي قَصَبٍ عُمَاهِجِ

وَقِيلَ: التَّامُّ الخَلْق. وَشَرَابٌ عُمَاهِجٌ: سَهْلُ المَساغ. والغُماهِجُ: الضَّخْمُ السَّمِينُ. وعُمَاهِج، بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ، بِمَعْنَاهُ. أَبو عُبَيْدَةَ: مِنَ اللَّبَنِ العُماهِجُ والسُّماهِجُ، وَهُمَا اللَّذَانِ لَيْسَا بِحُلْوَيْنِ وَلَا آخِذَيْ طَعم.

عنج: عَنَجَ الشيءَ يَعْنِجُه: جَذَبه. وكلُّ شَيْءٍ تَجْذِبه إِليك، فَقَدَ عَنَجْتَه. وعَنَجَ رأْسَ الْبَعِيرِ يَعْنِجُهُ ويَعْنُجُه عَنْجاً: جَذَبَهُ بِخِطامه حَتَّى رَفَعَهُ وَهُوَ رَاكِبٌ عَلَيْهِ. والعَنْجُ: أَن يَجْذِبَ راكبُ الْبَعِيرِ خِطامه قِبَلَ رأْسه حَتَّى رُبَّمَا لَزِمَ ذِفْرَاه بقادِمَة الرَّحْلِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَن رَجُلًا سَارَ مَعَهُ عَلَى جَمَلٍ فَجَعَلَ يَتَقَدَّمُ الْقَوْمَ، ثُمَّ يَعْنِجُه حَتَّى يَصِيرَ فِي أُخْرَياتِ الْقَوْمِ

أَي يَجْذِبُ زِمامَه لِيَقِفَ، مِنْ عَنَجَه يَعْنِجُه إِذا عَطَفه، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ أَيضاً:

وعَثِرَت [عَثَرَت] نَاقَتُهُ فَعَنَجَها بالزِّمام.

وَفِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: كأَنه قِلْعُ دارِيٍّ عَنَجَه نُوتِيُّه

أَي عَطَفَهُ مَلَّاحُه. وأَعْنَجَتْ: كَفَّتْ؛ قَالَ مَلِيحٌ الْهُذَلِيُّ:

وأَبْصَرْتُهم، حَتَّى إِذا مَا تَقاذَفَتْ

صُهابيَّةٌ تُبْطِي مِراراً وتُعْنِجُ

والعِناج: مَا عُنِجَ بِهِ. وعَنَجَ البعيرَ والناقةَ يَعْنِجُها عَنْجاً: عطفَها. والعَنْجُ، الرِّيَاضَةُ؛ وَفِي الْمَثَلِ: عَوْدٌ يُعَلَّمُ العَنْجَ؛ يُضْرَبُ مَثلًا لِمَنْ أَخذ في تعلُّم شيء بعد ما كَبِرَ؛ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَي يُرَاضُ فيردُّ عَلَى رِجْلَيْهِ، وَقَوْلُهُمْ:

ص: 329

شيخٌ عَلَى عَنَجٍ أَي شَيْخٌ هَرِم عَلَى جَمَلٍ ثَقِيلٍ. وعَنَجْتُ البَكْرَ أَعْنِجُه عَنْجاً إِذا رَبَطْتَ خِطَامَهُ فِي ذِرَاعِهِ وقصرْته، وإِنما يُفْعَلُ ذَلِكَ بالبَكْرِ الصَّغِيرِ إِذا رِيضَ، وَهُوَ مأْخوذ مِنْ عِناجِ الدَّلْوِ. وعَنَجَةُ الهَوْدج: عِضادَته عِنْدَ بَابِهِ يُشدُّ بِهَا الْبَابُ. والعَنَجُ، بِلُغَةٍ هُذَيْلٍ: الرجُل، وَقِيلَ هُوَ بِالْغَيْنِ مُعْجَمَةً؛ قَالَ الأَزهري: وَلَمْ أَسمعه بِالْعَيْنِ مِنْ أَحد يُرْجَعُ إِلى عَلَمِهِ وَلَا أَدري مَا صِحَّتُهُ. والعَنَجُ: جَمَاعَةُ النَّاسِ. والعِنَاجُ: خَيْط أَو سَيْر يُشدّ فِي أَسفل الدَّلْوِ ثُمَّ يُشَدُّ فِي عُرْوتها أَو عَرْقُوَتِها، قَالَ: وَرُبَّمَا شُدَّ فِي إِحدى آذَانِهَا. وَقِيلَ: عِنَاجُ الدَّلْوِ عُرْوَة فِي أَسفل الغَرْب مِنْ بَاطِنٍ تشدُّ بِوِثَاقٍ إِلى أَعلى الكَرَبِ، فإِذا انْقَطَعَ الْحَبْلُ أَمسك العِنَاجُ الدَّلْوَ أَن يَقَعَ فِي الْبِئْرِ، وَكُلُّ ذَلِكَ إِذا كَانَتِ الدَّلْوُ خَفِيفَةً، وَهُوَ إِذا كَانَ فِي دَلْوٍ ثَقِيلَةٍ حَبْلٌ أَو بطانٌ يُشَدُّ تَحْتَهَا، ثُمَّ يُشَدُّ إِلى العَرَاقي فَيَكُونُ عَوْنًا للْوَذَمِ فإِذا انْقَطَعَتِ الأَوْذام أَمسكها العِنَاجُ؛ قَالَ الْحُطَيْئَةُ يَمْدَحُ قَوْمًا عَقَدُوا لِجَارِهِمْ عَهْدًا فَوَفَوْا بِهِ وَلَمْ يخْفِرُوه:

قَوْمٌ، إِذا عَقَدُوا عَقْداً لجارِهِم،

شَدُّوا العِناجَ، وشَدُّوا فَوْقَه الكَرَبا

وَهَذِهِ أَمثال ضَرَبَهَا لإِيفائهم بالعَهْد، وَالْجَمْعُ أَعْنِجَة وعُنُجٌ؛ وَقَدْ عَنَج الدلوَ يَعْنُجُها عَنْجاً: عَمِلَ لَهَا ذَلِكَ، وَيُقَالُ: إِني لأَرَى لأَمرك عِناجاً أَي مِلاكاً، مأْخوذ مِن عِناج الدَّلْوِ؛ وأَنشد اللَّيْثُ:

وبعضُ القولِ لَيْسَ لَهُ عِناجٌ،

كسَيلِ الْمَاءِ لَيْسَ لَهُ إِتاءُ

وقولٌ لَا عِناجَ لَهُ إِذا أُرسل عَلَى غَيْرِ رويَّة. وَفِي الْحَدِيثِ:

إِنَّ الَّذِينَ وافَوا الخَنْدَق مِنَ الْمُشْرِكِينَ كَانُوا ثَلَاثَةَ عَسَاكِرَ، وعِناجُ الأَمر إِلى أَبي سُفْيَانَ

أَي أَنه كَانَ صَاحِبَهُمْ ومُدَبِّرَ أَمْرهم والقائمِ بشُؤونهم، كَمَا يَحْمِلُ ثِقَل الدَّلْوِ عناجُها. وَرَجُلٌ مِعْنَجٌ: يَعْتَرِضُ فِي الأُمور. والعُنْجُوجُ: الرائِع مِنَ الْخَيْلِ، وَقِيلَ: الجَوَاد، وَالْجَمْعُ عَناجيجُ؛ فأَما قَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي:

إِنْ مَضَى الحَوْلُ، وَلَمْ آتِكُمُ

بِعَناجٍ، تَهْتَدِي أَحْوَى طِمِر

فإِنه يُروى بِعَناج وبعَناجِي؛ فَمَنْ رَوَاهُ بِعَناجٍ فإِنه أَراد بِعَناجِجَ أَي بِعَناجِيجَ، فَحَذَفَ الْيَاءَ لِلضَّرُورَةِ، فَقَالَ: بِعَناججَ ثُمَّ حَوَّل الْجِيمَ الأَخيرة يَاءً فَصَارَ عَلَى وَزْنِ جَوَارٍ، فَنُوِّنَ لِنُقْصَانِ الْبِنَاءِ، وَهُوَ مِنْ محوَّل التَّضْعِيفِ؛ وَمَنْ رَوَاهُ عَنَاجِي جَعَلَهُ بِمَنْزِلَةِ قَوْلِهِ:

ولِضَفادِي جَمَّةٍ نَقانِقُ

أَراد عَنَاجِجَ كَمَا أَراد ضفادِعَ. وَقَوْلُهُ: تَهْتدِي أَحْوَى؛ يَجُوزُ أَن يُرِيدَ بأَحْوَى، فَحَذَفَ وأَوْصَلَ، وَيَجُوزَ أَن يُرِيدَ بِعَناجيجَ حُوٍّ طِمِرَّة تَهْتدي فَوَضَعَ الْوَاحِدَ مَوْضِعَ الْجَمْعِ، وَقَدِ اسْتَعْمَلُوا العَناجيجَ فِي الإِبل، أَنشد ابْنُ الأَعرابي:

إِذا هَجْمَةٌ صُهْبٌ عَناجيجُ زاحَمَتْ

فَتًى، عِنْدَ جُرْدٍ طاحَ بَيْنَ الطَّوَائح،

تُسَوِّدُ مِنْ أَربابها غيرَ سَيِّدٍ،

وتُصْلِحُ مِنْ أَحسابِهِم غيرَ صَالِحٍ

أَي يُغلَبُ ويُقهَرُ لأَنه لَيْسَ لَهُ مِثلُها يَفْتَخِرُ بِهَا ويجُودُ بِهَا؛ قَالَ اللَّيْثُ: وَيَكُونُ العُنْجُوجُ مِنَ النَّجَائِبِ أَيضاً. وَفِي الْحَدِيثِ:

قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فالإِبِلُ؟ قَالَ: تِلْكَ عَناجِيجُ الشَّيَاطِينِ

أَي مَطاياها،

ص: 330

وَاحِدُهَا عُنْجُوجٌ، وَهُوَ النَّجِيبُ مِنَ الإِبل؛ وَقِيلَ: هُوَ الطَّوِيلُ العنُق مِنَ الإِبل وَالْخَيْلِ، وَهُوَ مِنَ العَنْجِ العَطْفِ، وَهُوَ مَثَل ضَرَبَهُ لَهَا؛ يُرِيدُ أَنها يُسْرِعُ إِليها الذُّعْرُ والنِّفار. وأَعْنَجَ الرَّجُلُ إِذا اشْتَكَى عِناجَه؛ والعِناج: وَجَعُ الصُّلْبِ والمَفاصِل. والعُنْجَجُ: الضَّيْمَران مِنَ الرَّياحين؛ قَالَ الأَزهري: وَلَمْ أَسمعه لِغَيْرِ اللَّيْثِ؛ وَقِيلَ: هُوَ الشاهِسْفَرَمُ. والعَنَجْنَجُ: الْعَظِيمُ؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو لِهِمْيَانَ السَّعْدِيِّ:

عَنَجْنَجٌ شَفَلَّحٌ بَلَنْدَحُ

وأَما الَّذِي وَرَدَ فِي حَدِيثِ

ابْنِ مَسْعُودٍ: فَلَمَّا وَضَعْتُ رِجْلي عَلَى مُذَمَّرِ أَبي جهل قال: اعلُ عَنِّجْ

، فإِنه أَراد: اعْلُ عَنِّي، فأَبدل الياء جيماً.

عنبج: اللَّيْثُ: العُنْبُجُ الثَّقِيلُ مِنَ النَّاسِ. الأَزهري: العُنْبُجُ مِنَ الرِّجَالِ: الضَّخْم الرِّخْوُ الثَّقِيلُ الَّذِي لَا رأْيَ لَهُ وَلَا عَقْلَ، وَقَالَ أَيضاً: العُنْبُجُ الضَّخْمُ الرِّخْوُ الثَّقِيلُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وأَكثر مَا يُوصَفُ بِهِ الضِّبْعان؛ وأَنشد:

فَوَلَدَتْ أَعْثَى ضَرُوطاً عُنْبُجا

والعُنْبُجُ: الوَتَرُ الضخم الرِّخْوُ.

عنشج: «1» : الأَزهري: العَنْشَجُ: المتقبِّضُ الوجه السيء الْمَنْظَرِ؛ وأَنشد لِبِلَالِ بْنِ جَرِيرٍ وَبَلَغَهُ أَنَّ مُوسَى بْنَ جَرِيرٍ، إِذا ذُكِرَ، نَسَبه إِلى أُمِّه فَقَالَ:

يَا رُبَّ خالٍ لِي أَغَرَّ أَبْلَجا،

مِنْ آلِ كِسْرى يَغْتَدي مُتَوَّجا،

لَيْسَ كخالٍ لَكَ يُدْعى عَنْشَجا

عهج: العَوْهَجُ: الظَّبْيَةُ الَّتِي فِي حَقْوَيْها خُطَّتانِ سَوْداوان، وَقِيلَ: هِيَ التَّامَّةُ الخَلْق، وَقِيلَ: هِيَ الحَسَنةُ اللَّوْن الطَّوِيلَةُ العنُق فَقَطْ، وَقَدْ يوصَف الغَزال بِكُلِّ ذَلِكَ. والعَوْهَجُ: النَّاقَةُ الطَّوِيلَةُ العنُق، وَقِيلَ: الفتيَّة. وامرأَة عَوْهَجٌ: تامَّة الخَلْق حَسَنة، وَقِيلَ: الطَّوِيلَةُ العنُق؛ قَالَ:

هِجانُ المُحَيَّا، عَوْهَجُ الخَلْقِ، سُرْبِلَتْ

مِنَ الحُسْنِ سِرْبالًا عَتِيقَ البنائِقِ

والعَوْهَجُ: الطَّوِيلَةُ العنُق مِنَ الظِّباء والظُّلْمان والنُّوقِ، وَيُقَالُ لِلنَّعَامَةِ: عَوْهَجٌ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:

فِي شَمْلَةٍ أَو ذاتَ زفٍّ عَوْهَجا

كأَنه أَراد الطَّوِيلَةَ الرِّجْلَينِ. الأَصمعي: العَمْهَجُ والعَوْهَجُ: الطَّوِيلُ. والعَوَاهِجُ: قَوْمٌ مِنَ الْعَرَبِ؛ قَالَ:

يَا رُبَّ بَيْضاء مِنَ العَوَاهِجِ،

شَرَّابَة لِلَّبَنِ العُمَاهِجِ

تمْشِي كمَشْيِ العُشَراءِ الفاسِجِ،

حَلَّالَة للسُّرَرِ البَوَاعِجِ

لَيِّنَة المَسِّ عَلَى المُعَالِجِ،

يُطْلَى بِهِ دُونَ الضَّجِيع الوالِجِ

عوج: العَوَجُ: الِانْعِطَافُ فِيمَا كَانَ قَائِمًا فمالَ كالرُّمْحِ وَالْحَائِطِ؛ والرُّمْح وكلُّ مَا كَانَ قَائِمًا يُقَالُ فِيهِ العَوَجُ، بِالْفَتْحِ، وَيُقَالُ: شَجَرَتُكَ فِيهَا عَوَجٌ شَدِيدٌ. قَالَ الأَزهري: وَهَذَا لَا يَجُوزُ فِيهِ وَفِي أَمثاله إِلّا العَوَج. والعَوَج،

(1). قوله [عنشج] هكذا في الأَصل بالشين قبل الجيم، في أصل المادة وفيما بعدها. والذي في القاموس، بالثاء بدل الشين، ونقل ذلك شارحه عن التهذيب ونقل عن اللسان أنه بالشين، وأنشد الأَبيات ونقل عن نسخة من نسخ اللسان أن عين عنشجا في آخر الأَبيات مضبوطة بالقلم بالكسر.

ص: 331

بِالتَّحْرِيكِ: مَصْدَرُ قَوْلِكَ عَوِجَ الشَّيْءُ، بِالْكَسْرِ، فَهُوَ أَعْوَجُ، وَالِاسْمُ العِوَجُ، بِكَسْرِ الْعَيْنِ. وعاجَ يَعُوجُ إِذا عَطف. والعِوَجُ فِي الأَرض: أَن لَا تَسْتَوِيَ. وَفِي التَّنْزِيلِ: لَا تَرى فِيها عِوَجاً وَلا أَمْتاً

؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ العِوَج فِي الْحَدِيثِ اسْمًا وَفِعْلًا وَمَصْدَرًا وَفَاعِلًا وَمَفْعُولًا، وَهُوَ، بِفَتْحِ الْعَيْنِ، مُخْتَصٌّ بِكُلِّ شَخْصٍ مَرْئيٍّ كالأَجسام، وَبِالْكَسْرِ، بِمَا لَيْسَ بمَرْئيٍّ كالرأْي والقوْل، وَقِيلَ: الْكَسْرُ يُقَالُ فِيهِمَا مَعًا، والأَول أَكثر؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:

حَتَّى تُقِيم بِهِ المِلَّة العَوْجاء

؛ يَعْنِي مِلَّة إِبْرَاهِيمَ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، الَّتِي غيَّرَتْها العرَب عَنِ اسْتِقَامَتِهَا. والعِوَجُ، بِكَسْرِ الْعَيْنِ، فِي الدِّين، تَقُولُ: فِي دِينِهِ عِوَجٌ؛ وَفِيمَا كَانَ التَّعْويجُ يكثُرُ مِثْل الأَرض والمَعاش، وَمِثْلَ قَوْلِكَ: عُجْتُ إِليه أَعُوجُ عِياجاً وعِوَجاً؛ وأَنشد:

قِفا نَسْأَلْ منازِلَ آلِ لَيْلى،

مَتَى عِوَجٌ إِليها وانْثِناءُ؟

وَفِي التَّنْزِيلِ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً قَيِّماً

؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: مَعْنَاهُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزل عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ قَيِّماً وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً، وَفِيهِ تأْخير أُريد بِهِ التَّقْدِيمُ. وعِوَجُ الطَّرِيقِ وعَوَجُه: زَيْغُه. وعِوَجُ الدِّين والخُلُق: فَسَادُهُ ومَيْلُه عَلَى المَثل، والفِعْلُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ عَوِجَ عَوَجاً وعِوَجاً واعْوَجَّ وانْعاجَ، وَهُوَ أَعْوَجُ، لِكُلِّ مَرْئيٍّ، والأُنثى عَوْجاء، وَالْجَمَاعَةُ عُوجٌ. الأَصمعي: يُقَالُ هَذَا شيءٌ مُعْوَجٌّ، وَقَدِ اعْوَجَّ اعْوِجاجاً، عَلَى افْعَلَّ افْعِلالًا، وَلَا يُقَالُ: مُعَوَّجٌ عَلَى مُفَعَّلٍ إِلَّا لعُود أَو شيءٍ يُركَّب فِيهِ العاجُ. قَالَ الأَزهري: وَغَيْرُهُ يُجِيزُ عَوَّجْتُ الشيءَ تَعْويجاً فَتَعَوَّجَ إِذا حَنَيْتَه وَهُوَ ضدُّ قَوَّمْته، فأَما إِذا انْحَنى مِنْ ذَاتِهِ، فَيُقَالُ: اعْوَجَّ اعْوِجاجاً. يُقَالُ: عَصاً مُعْوَجَّة وَلَا تَقُلْ مِعْوَجَّة، بِكَسْرِ الْمِيمِ، وَيُقَالُ: عُجْتُه فانعاجَ أَي عَطَفْتُه فَانْعَطَفَ، وَمِنْهُ قَوْلُ رُؤْبَةُ:

وانْعاجَ عُودِي كالشَّظيفِ الأَخْشَنِ

وعاجَ الشيءَ عَوْجاً وعِياجاً، وعَوَّجَه: عَطَفَه. وَيُقَالُ: نَخِيل عُوجٌ إِذا مالَتْ؛ قَالَ لَبِيدٌ يَصِفُ عَيْراً وأُتُنَه وسَوْقه إِياها:

إِذا اجْتَمَعَتْ وأَحْوَذَ جانِبَيْها،

وأَوْرَدَها عَلَى عُوجٍ طِوَالِ

فَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَعْنَاهُ أَوْرَدَها عَلَى نَخِيل نَابِتَةٍ عَلَى الْمَاءِ قَدْ مالتْ فاعْوَجَّتْ لِكَثْرَةِ حَمْلِها؛ كَمَا قَالَ فِي صِفَةِ النَّخْلِ:

غُلْبٌ سواجدُ لَمْ يدخُلْ بِهَا الحَصْرُ

وَقِيلَ: مَعْنَى قَوْلِهِ وأَوردها عَلَى عُوجٍ طِوالِ أَي عَلَى قَوَائِمِهَا العُوجِ، وَلِذَلِكَ قِيلَ لِلْخَيْلِ عُوجٌ؛ وَقَوْلُهُ تَعَالَى: يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ

؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: الْمَعْنَى لَا عِوَجَ لهم عن دعائه، لا يقدِرون أَن لَا يَتَّبِعُوه؛ وَقِيلَ: أَي يَتَّبِعُونَ صَوْتَ الدَّاعِي للحشْر لَا عِوَجَ لَهُ، يَقُولُ: لَا عِوَجَ للمَدْعُوِّينَ عَنِ الدَّاعِي، فَجَازَ أَن يَقُولَ لَهُ لأَن الْمَذْهَبَ إِلى الدَّاعِي وصَوْتِه، وَهُوَ كَمَا تَقُولُ: دَعَوْتَنِي دَعْوَةً لَا عِوَجَ لَكَ مِنْهَا أَي لَا أَعُوجُ لَكَ وَلَا عَنْكَ؛ قَالَ: وَكُلُّ قَائِمٍ يَكُونُ العَوَجُ فِيهِ خلْقة، فَهُوَ عَوَجٌ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي لِلَبِيدٍ فِي مِثْلِهِ:

فِي نابِه عَوَجٌ يُخالِفُ شِدْقه

ص: 332

وَيُقَالُ لِقَوَائِمِ الدَّابَّةِ: عُوجٌ، ويُستحَبُّ ذَلِكَ فِيهَا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والعُوجُ القَوَائم، صِفَةٌ غَالِبَةٌ، وخيلٌ عُوجٌ: مُجَنَّبَةٌ، وَهُوَ مِنْهُ. وأَعْوَجُ: فرسٌ سَابِقٌ رُكِبَ صَغِيرًا فاعْوَجَّتْ قَوَائِمُهُ، والأَعْوَجِيَّة مَنْسُوبَةٌ إِليه. قَالَ الأَزهري: وَالْخَيْلُ الأَعْوَجِيَّة مَنْسُوبَةٌ إِلى فَحْل كَانَ يُقَالُ لَهُ أَعْوَج، يُقَالُ: هَذَا الحِصان مِنْ بَنَاتِ أَعْوَجَ؛ وَفِي حَدِيثِ

أُمِّ زَرْع: رَكِبَ أَعْوَجِيًّا

أَي فَرَسًا مَنْسُوبًا إِلى أَعْوَج، وَهُوَ فَحْلٌ كَرِيمٌ تنسَب الْخَيْلُ الْكِرَامُ إِليه؛ وأَما قَوْلُهُ:

أَحْوَى، مِنَ العُوج، وَقاحُ الحافِرِ

فإِنه أَراد مِنْ وَلَدِ أَعْوَج وكَسَّرَ أَعْوَجَ تَكْسِيرَ الصِّفات لأَنَّ أَصله الصِّفَةُ. وأَعْوَج أَيضاً: فَرَسُ عَدِيّ بْنِ أَيوب؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: أَعْوَج اسْمُ فَرَسٍ كَانَ لِبَنِي هِلَالٍ تُنْسَبُ إِليه الأَعْوَجِيَّات وبناتُ أَعْوَج؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: كَانَ أَعْوَج لِكِنْدَة، فأَخذتْه بَنُو سُلَيْم فِي بَعْضِ أَيامهم فَصَارَ إِلى بَنِي هِلَالٍ، وَلَيْسَ فِي الْعَرَبِ فحلٌ أَشهرُ وَلَا أَكثرُ نَسْلًا مِنْهُ؛ وَقَالَ الأَصمعي فِي كِتَابِ الفَرس: أَعْوَج كَانَ لِبَنِي آكِلِ المُرار ثُمَّ صَارَ لِبَنِي هِلَالِ بْنِ عَامِرٍ. والعَوْجُ: عَطْف رأْس الْبَعِيرِ بالزِّمام أَو الخِطام؛ تَقُولُ: عُجْتُ رأَسَه أَعُوجُه عَوْجاً. قَالَ: والمرأَة تَعُوجُ رأْسها إِلى ضَجيعها. وَعَاجَ عُنُقَه عَوْجاً: عَطَفَه؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ جواريَ قَدْ عُجْنَ إِليه رؤوسهنَّ يَوْمَ ظَعْنِهنَّ:

حَتَّى إِذا عُجْن مِنْ أَعْناقِهِنَّ لَنَا،

عَوْجَ الأَخِشَّةِ أَعناقَ العَناجِيجِ

أَراد بالعَناجِيجِ جِيادَ الرِّكاب هَاهُنَا، وَاحِدُهَا عُنْجُوجٌ. وَيُقَالُ لِجِيَادِ الْخَيْلِ: عَناجيجُ أَيضاً، وَيُقَالُ: عُجْتُه فانْعاجَ لِي: عَطَفْتُه فانْعَطَفَ لِي. وعاجَ بِالْمَكَانِ وَعَلَيْهِ عَوْجاً وعَوَّجَ وتَعَوَّجَ: عَطَفَ. وعُجْتُ بِالْمَكَانِ أَعُوجُ أَي أَقمت بِهِ؛ وَفِي حَدِيثِ

إِسْمَاعِيلَ، عليه السلام: هَلْ أَنتم عائجُون؟

أَي مُقيمون؛ يُقَالُ عاجَ بِالْمَكَانِ وعَوَّجَ أَي أَقام. وَقِيلَ: عاجَ بِهِ أَي عَطَفَ عَلَيْهِ وَمَالَ وأَلَمَّ بِهِ ومرَّ عَلَيْهِ. وعُجْتُ غَيْرِي بِالْمَكَانِ أَعُوجُه يتعدَّى وَلَا يتعدَّى؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ

أَبي ذرٍّ: ثُمَّ عاجَ رأْسَه إِلى المرأَة فأَمَرها بطَعام

أَي أَماله إِليها والتَفَتَ نَحْوَهَا. وامرأَةٌ عَوْجاءُ إِذا كَانَ لَهَا وَلَدٌ تَعُوجُ إِليه لترضِعَه، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:

إِذا المُرْغِثُ العَوْجاء باتَ يَعُزُّها،

عَلَى ثَدْيِها، ذُو دُغَّتَيْنِ، لَهُوجُ

وانْعاجَ عَلَيْهِ أَي انعطَف. والعائجُ: الواقفُ؛ وَقَالَ:

عُجْنا عَلَى رَبْعِ سَلْمَى أَيَّ تَعْويجِ «2»

وضَعَ التَّعْويج مَوْضِعَ العَوْج إِذا كَانَ مَعْنَاهُمَا واحد. وعاجَ ناقَتَه وعَوَّجَها فانعاجَتْ وتَعَوَّجَتْ: عَطَفَها؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:

عُوجُوا عليَّ، وعَوِّجوا صَحْبي،

عَوْجاً، وَلَا كَتَعَوُّجِ النَّحْبِ

عَوْجاً مُتَعَلِّقٌ بعُوجُوا لَا بِعَوِّجوا؛ يَقُولُ: عُوجُوا مُشَارِكِينَ لَا مُتَفاذِّين مُتكارِهين، كَمَا يتكارَهُ صَاحِبُ النَّحْبِ عَلَى قَضَائِهِ. وَمَا لَهُ عَلَى أَصحابه تَعْويجٌ وَلَا تَعْرِيجٌ أَي إِقامة. وَيُقَالُ: عاجَ فُلَانٌ فرسَه إِذا عَطَف رأْسه؛ وَمِنْهُ قَوْلُ لَبِيدٍ:

فَعَاجُوا عَلَيْهِ مِنْ سَوَاهِم ضُمَّر

(2). قوله [أي تعويج] وقوله [وضع التعويج] الذي في الصحاح أَي تعريج وضع التعريج.

ص: 333

وَيُقَالُ: نَاقَةٌ عَوْجاءُ إِذا عَجِفَتْ فاعْوَجَّ ظَهْرُهَا. وَنَاقَةٌ عائجةٌ: لَيِّنَةُ الانعِطاف؛ وعاجٌ مِذْعانٌ لَا نَظِيرَ لَهَا فِي سُقُوطِ الْهَاءِ كَانَتْ فَعْلًا أَو فاعِلًا ذَهَبَتْ عَيْنُهُ؛ قَالَ الأَزهري، وَمِنْهُ قَوْلُ الشاعر:

تَقُدُّ بِيَ المَوْماةَ عاجٌ كأَنها

والعَوْجاءُ: الضامِرةُ مِنَ الإِبل؛ قَالَ طَرفة:

بِعَوْجاءَ مِرْقالٍ تَرُوحُ وتَغْتَدي

وَقَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ:

عَهِدْنا بِهَا، لَوْ تُسْعِفُ العُوجُ بالهَوَى،

رِقاقَ الثَّنايا، واضِحاتِ المَعاصِم

قِيلَ فِي تَفْسِيرِهِ: العُوجُ الأَيام، وَيُمْكِنُ أَن يَكُونَ مِنْ هَذَا لأَنها تَعُوجُ وتعطِف. وَمَا عُجْتُ مِنْ كَلَامِهِ بِشَيْءٍ أَي مَا بالَيْتُ وَلَا انتفعْتُ، وَقَدْ ذُكِرَ عُجْت فِي الْيَاءِ. والعاجُ: أَنياب الفِيَلَة، وَلَا يسمَّى غَيْرُ النَّاب عَاجًا. والعَوّاجُ: بَائِعُ العَاجِ؛ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ. وَفِي الصِّحَاحِ: والعاجُ عظمُ الْفِيلِ، الْوَاحِدَةُ عاجَة،. وَيُقَالُ لِصَاحِبِ الْعَاجِ: عَوَّاجٌ. وَقَالَ شِمْرٌ: يُقَالُ للمَسَك عاجٌ؛ قَالَ: وأَنشدني ابْنُ الأَعرابي:

وَفِي العاجِ والحِنَّاء كفُّ بَنانِها،

كشَحْم القَنا، لَمْ يُعْطِها الزّندَ قادِح

أَراد بشَحْمِ القَنا دَوَابَّ يُقَالُ لَهَا الحُلَكُ، وَيُقَالُ لَهَا بناتُ النَّقا، يُشَبَّه بِهَا بنانُ الجَواري للينِها ونَعْمتِها. قَالَ الأَزهري: وَالدَّلِيلُ عَلَى صِحَّةِ مَا قَالَ شَمِرٌ فِي الْعَاجِ إِنه المَسَك مَا جَاءَ فِي حَدِيثِ مَرْفُوعٍ:

أَن النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، قَالَ لثَوْبان: اشتَرِ لَفَاطِمَةَ سِوارَينِ مِنْ عاجٍ

؛ لَمْ يُرِدْ بالعاجِ مَا يُخْرَطُ مِنْ أَنياب الفِيَلَة لأَن أَنيابها مَيْتَةٌ، وإِنما العاجُ الذَّبْلُ، وهو ظهر السِّلَحْفاةِ [السُّلَحْفاةِ] البَحْرِيَّةِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَنه كَانَ لَهُ مُشْطٌ مِنَ العاجِ

؛ العاجُ: الذَّبْلُ؛ وَقِيلَ: شَيْءٌ يُتَّخذ مِنْ ظَهْرِ السُّلَحْفاة الْبَحْرِيَّةِ؛ فأَما العاجُ الَّذِي هُوَ للفِيل فنَجِسٌ عِنْدَ الشَّافِعِيِّ وَطَاهِرٌ عِنْدَ أَبي حَنِيفَةَ؛ قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: المَسَك مِنَ الذَّبْلِ وَمِنَ العاجِ كَهَيْئَةِ السِّوار تَجْعَلُهُ المرأَة فِي يَدَيْهَا فَذَلِكَ المَسَك، قَالَ: والذَّبْلُ الْقَرْنُ «1» ، فإِذا كَانَ مِنْ عاجٍ، فَهُوَ مَسَك وعاجٌ ووَقْفٌ، فإِذا كَانَ مِنْ ذَبْلٍ، فَهُوَ مَسَكٌ لَا غَيْرُ؛ وَقَالَ الْهُذَلِيُّ:

فجَاءتْ كخاصِي العَيرِ، لَمْ تَحْلَ عاجَةً،

وَلَا جاجَةٌ مِنْهَا تَلُوحُ عَلَى وَشْمِ

فالعاجَةُ: الذَّبْلَةُ. والجاجَةُ: خَرَزة لَا تُسَاوِي فَلْساً. وعاجٍ عاجٍ: زَجْرٌ لِلنَّاقَةِ، ينوَّن عَلَى التَّنْكِيرِ، وَيُكْسَرُ غَيْرَ مُنَوَّنٍ عَلَى التَّعْرِيفِ؛ قَالَ الأَزهري: يُقَالُ لِلنَّاقَةِ فِي الزَّجْرِ: عاجِ، بِلَا تَنْوِينٍ، فإِن شِئْتَ جَزَمْتَ، عَلَى توهُّم الْوُقُوفِ. يُقَالُ: عَجْعَجْتُ بِالنَّاقَةِ إِذا قُلْتُ لَهَا عاجِ عاجِ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَيُقَالُ لِلنَّاقَةِ عاجٍ وجاهٍ، بِالتَّنْوِينِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

كأَنِّي لَمْ أَزْجُرْ، بعاجٍ، نَجِيبَةً،

وَلَمْ أَلْقَ، عَنْ شَحْطٍ، خَليلًا مُصافِيا

قَالَ الأَزهري: قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ فِيمَا قرأْت بخطِّه: كُلُّ صَوْتٍ تُزْجَرُ بِهِ الإِبل فإِنه يَخْرُجُ مَجْزُومًا، إِلّا أَن يَقَعَ فِي قَافِيَةٍ فيحرَّك إِلى الْخَفْضِ، تَقُولُ فِي زَجْرِ الْبَعِيرِ: حَلْ حَوْبْ، وَفِي زَجْرِ السَّبُعِ: هَجْ هَجْ، وجَهْ جَهْ، وجاهْ جاهْ؛ قَالَ: فإِذا حَكَيْتَ ذَلِكَ قُلْتَ لِلْبَعِيرِ: حَوْبْ أَو حَوْبٍ، وَقُلْتَ لِلنَّاقَةِ: حَلْ أَو حَلٍ؛ وأَنشد:

أَقُولُ لِلنَّاقَةِ قَوْلي للجَمَلْ،

أَقول: حَوْبٍ ثُمَّ أُثْنِيها بحَلْ

(1). قوله [القرن] هكذا في الأَصل.

ص: 334

فَخَفَضَ حَوْبْ ونَوَّنه عِنْدَ الْحَاجَةِ إِلى تَنْوِينِهِ؛ وَقَالَ آخَرُ:

قُلْتُ لَهَا: حَلٍ، فَلَمْ تَحَلْحَلِ

وَقَالَ آخَرُ:

وجَمَلٍ قُلْتُ لَهُ: جاهٍ جاهْ،

يَا وَيْلَهُ مِنْ جَمَلٍ، مَا أَشقاهْ

وَقَالَ آخَرُ:

سَفَرَتْ، فَقُلْتُ لَهَا: هَج، فتَبَرْقَعَتْ

وَقَالَ شِمْرٌ: قَالَ زَيْدِ بْنِ كَثْوَةَ، مِنْ أَمثالهم: الأَيام عُوجٌ رَوَاجِع، يُقَالُ ذَلِكَ عِنْدَ الشَّماتةِ، يَقُولُهَا المَشْمُوتُ بِهِ أَو تُقال عَنْهُ، وَقَدْ تُقال عِنْدَ الْوَعِيدِ والتهدُّد؛ قَالَ الأَزهري: عُوجٌ هَاهُنَا جَمْعُ أَعْوَج وَيَكُونُ جَمْعًا لِعَوْجاء، كَمَا يُقَالُ أَصْوَر وصُور، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ جَمْعَ عَائِجٍ فكأَنه قَالَ: عُوُج عَلَى فُعُل، فخفَّفه كَمَا قَالَ الأَخطل:

فَهُمْ بالبَذْلِ لَا بُخْلٌ وَلَا جُودُ

أَراد لَا بُخُل وَلَا جُوُدُ؛ وَقَوْلُ بَعْضِ السعْديِّين أَنشده يَعْقُوبُ:

يَا دارَ سَلْمَى بَينَ ذاتِ العُوجِ

يَجُوزُ أَن يَكُونَ مَوْضِعًا، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ عَنَى جَمْعَ حِقْفٍ أَعْوَج أَو رَمْلَة عَوْجاء. وعُوجٌ: اسْمُ رَجُلٍ؛ قَالَ اللَّيْثُ: عُوجُ بْنُ عُوقٍ رَجُلٌ ذُكِرَ مِنْ عِظَمِ خَلْقِه شَناعَةٌ، وذُكِرَ أَنه كَانَ وُلِدَ فِي مَنْزِلِ آدَمَ فَعَاشَ إِلى زَمَنِ مُوسَى، عليه الصلاة والسلام، وأَنه هَلَكَ عَلَى عَدَّانِ [عِدَّانِ] مُوسَى، صَلَوَاتُ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ، وَذَكَرَ أَنَّ عُوجَ بنَ عُوق كَانَ يَكُونُ مَعَ فَراعنة مِصْرَ، وَيُقَالُ: كَانَ صَاحِبَ الصَّخْرَةِ أَراد أَن يُلحِقَها «1» عَلَى عَسْكَرِ مُوسَى، عليه السلام، وَهُوَ الَّذِي قَتَلَهُ مُوسَى، صَلَوَاتُ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ. والعَوْجاءُ: اسْمُ امرأَة. والعَوْجاءُ: أَحدُ أَجْبُلِ طَيِّئٍ سُمِّي بِهِ لأَن هَذِهِ المرأَة صُلِبَتْ عَلَيْهِ، وَلَهَا حَدِيثٌ؛ قَالَ عَمْرِو بْنِ جُوَيْنٍ الطَّائِيِّ، وَبَعْضُهُمْ يَرْوِيهِ لِامْرِئِ الْقَيْسِ:

إِذا أَجَأٌ تَلَفَّعَتْ بشِعابِها

عَلَيَّ، وأَمْسَت بالعَماءِ مُكلَّلَهْ

وأَصْبَحَتِ العَوْجَاءُ يَهْتَزُّ جِيدُها،

كَجِيدِ عَرُوسٍ أَصْبَحَتْ مُتَبَذِّلَهْ

وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ:

إِنْ تَأْتني، وَقَدْ مَلأْتُ أَعْوَجا،

أُرْسِلُ فِيهَا بَازِلًا سَفَنَّجَا

قَالَ: أَعْوَج هُنَا اسْمُ حَوْض. والعَوْجاء: القَوْسُ. وَرَجُلٌ أَعْوَجُ بَيِّنُ العَوَجِ أَي سَيءُ الخُلُق. ابْنُ الأَعرابي: فُلَانٌ مَا يَعُوجُ عَنْ شَيْءٍ أَي مَا يَرْجِعُ عَنْهُ.

عوهج: العَمْهَجُ والعَوْهَجُ: الطَّوِيلَةُ، وَقَدْ تَقَدَّمَ؛ قَالَ البُشْتيُّ: العَوْهَج الحَيَّةُ فِي قَوْلِ رؤْبة:

حَصْبُ الغُوَاة العَوْهَجَ المَنْسوسا

قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا تَصْحِيفٌ دَلَّك عَلَى أَن صَاحِبَهُ أَخذ عَرَبِيَّتَه مِنْ كُتب سَقيمَة، وأَنه كَاذِبٌ فِي دَعْوَاهُ الْحِفْظَ وَالتَّمْيِيزَ، والحَيَّةُ يُقَالُ لَهُ العَوْمَجُ، بِالْمِيمِ، وَمَنْ قَالَ العَوْهَجُ، فَهُوَ جَاهِلٌ أَلكنُ، وَهَكَذَا رَوَى الرُّوَاةُ بَيْتَ رُؤْبَةَ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي تَرْجَمَةٍ عمج.

عيج: العَيْجُ: شبهُ الاكْتِرَاث؛ وأَنشد:

وَمَا رأَيتُ بِهَا شَيْئًا أَعِيجُ بِهِ،

إِلَّا الثُّمامَ، وإِلَّا مَوْقِدَ النارِ

(1). هكذا في الأَصل ولعلها يُلقيها.

ص: 335