المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

وَقَعَتْ بَيْنَ النَّاسِ هَنَابِثُ، وَهِيَ أُمورٌ وَهَناتٌ؛ قَالَ رؤْبة: وكنتُ لَمَّا - لسان العرب - جـ ٢

[ابن منظور]

فهرس الكتاب

- ‌ت

- ‌حرف التاء المثناة فوقها

- ‌فصل الهمزة

- ‌فصل الباء الموحدة

- ‌فصل التاء المثناة

- ‌فصل الثاء المثلثة

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء المهملة

- ‌فصل الخاء المعجمة

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الذال المعجمة

- ‌فصل الراء

- ‌فصل الزاي

- ‌فصل السين المهملة

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الصاد المهملة

- ‌فصل الضاد المعجمة

- ‌فصل الطاء المهملة

- ‌فصل العين المهملة

- ‌فصل الغين المعجمة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

- ‌فصل الياء المثناة تحتها

- ‌فصل الثاء المثلثة

- ‌فصل الباء الموحدة

- ‌فصل التاء المثناة فوقها

- ‌فصل الثاء المثلثة

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء المهملة

- ‌فصل الخاء المعجمة

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الراء

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الصاد المهملة

- ‌فصل الضاد المعجمة

- ‌فصل الطاء المهملة

- ‌فصل العين المهملة

- ‌فصل الغين المعجمة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

- ‌فصل الياء المثناة تحتها

- ‌ج

- ‌حرف الجيم

- ‌فصل الألف

- ‌فصل الباء

- ‌فصل التاء

- ‌فصل الثاء

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء

- ‌فصل الخاء

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الذال المعجمة

- ‌فصل الراء

- ‌فصل الزاي

- ‌فصل السين المهملة

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الصاد المهملة

- ‌فصل الضاد المعجمة

- ‌فصل الطاء المهملة

- ‌فصل الظاء المعجمة

- ‌فصل العين المهملة

- ‌فصل الغين المعجمة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

- ‌فصل الياء

- ‌باب الهمزة

- ‌فصل الباء

- ‌فصل التاء

- ‌فصل الثاء

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء

- ‌فصل الدال

- ‌فصل الذال المعجمة

- ‌فصل الراء المهملة

- ‌فصل الزاي

- ‌فصل السين

- ‌فصل الشين

- ‌فصل الصاد

- ‌فصل الضاد

- ‌فصل الطاء

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الواو

- ‌فصل الياء

الفصل: وَقَعَتْ بَيْنَ النَّاسِ هَنَابِثُ، وَهِيَ أُمورٌ وَهَناتٌ؛ قَالَ رؤْبة: وكنتُ لَمَّا

وَقَعَتْ بَيْنَ النَّاسِ هَنَابِثُ، وَهِيَ أُمورٌ وَهَناتٌ؛ قَالَ رؤْبة:

وكنتُ لَمَّا تُلْهِني الهَنَابِثُ

وَالْوَاحِدُ كَالْوَاحِدِ. والهَنْبَثَةُ: الِاخْتِلَاطُ فِي الْقَوْلِ، وَيُقَالُ: الأَمر الشَّدِيدُ، وَالنُّونُ زَائِدَةٌ؛ وَفِي الْحَدِيثِ:

أَن فَاطِمَةَ قَالَتْ بَعْدَ مَوْتِ سَيِّدِنَا رسول الله، صلى الله عليه وسلم:

قَدْ كَانَ بعدكَ أَنْبَاءٌ وهَنْبَثَةٌ،

لَوْ كنتَ شَاهدَها، لَمْ تَكْثُرِ الخُطَبُ

إِنا فَقَدْناك فَقْدَ الأَرضِ وابِلَها،

فاختَلَّ قومُك، فاشْهَدْهم وَلَا تَغِب «1»

الهَنْبَثَةُ: وَاحِدَةُ الهَنَابِثِ، وَهِيَ الأُمور الشِّدَادُ الْمُخْتَلِفَةُ، وَقَدْ وَرَدَ هَذَا الشِّعْرُ فِي حَدِيثٍ آخَرَ. قَالَ:

لَمَّا قُبض سَيِّدُنَا رَسُولُ الله، صلى الله عليه وسلم، خَرَجَتْ صَفِيَّةُ تَلْمَعُ بِثَوْبِهَا وَتَقُولُ البيتين.

هوث: تَرَكَهُمْ هَوْثاً بَوْثاً: أَوْقَعَ بهم «2» .

هيث: هاثَ فِي مَالِهِ هَيْثاً وَعَاثَ: أَفسد وأَصلح. وَهَاثَ فِي الشَّيْءِ: أَفسد وأَخذه بِغَيْرِ رفقٍ، وهَاثَ الذئبُ فِي الْغَنَمِ، كَذَلِكَ. وهاثَ فِي كَيْلِهِ هَيْثاً: حَثَا حَثْواً، وَهُوَ مِثْلُ الجِزاف [الجُزاف]. وهاثَ لِي مِنَ الْمَالِ هَيْثاً: أَصاب. وهاثَ بِرِجْلِهِ التُّرَابَ: نَبَثَهُ؛ أَنْشَدَ ابْنُ الأَعرابي:

كَأَنَّني، وقَدَمِي نَهِيثُ،

ذُؤْنُونُ سَوْءٍ رَأْسُهُ نَكِيثُ

نَكِيثُ: مُتَشَعِّث رِخْوٌ ضَعِيفٌ. وهِثْتُ لَهُ هَيْثاً وهَيَثاناً إِذا أَعطيته شَيْئًا يَسِيرًا. وهِثْتُ لَهُ مِنَ الْمَالِ أَهِيثُ هَيْثاً وهَيَثَاناً إِذا حَثَوْتَ لَهُ؛ قَالَ رؤْبة؛

فأَصبَحَتْ لَوْ هَايَثَ المُهَايِثُ

والمُهَايَثةُ: المكاثَرة. وَيُقَالُ: هَاثَ لَهُ مِنْ مَالِهِ؛ وَقَالَ فِي قَوْلِهِ:

مَا زَالَ بَيْعُ السَّرَقِ المُهَايِثُ

قَالَ: المُهايِثُ الْكَثِيرُ الأَخذِ. وَيُقَالُ: هاثَ مِنَ الْمَالِ يَهِيثُ هَيْثاً إِذا أَصاب مِنْهُ حَاجَتَهُ. وهَاثَ القومُ يَهِيثُونَ هَيْثاً وتَهَايَثُوا: دَخَلَ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ عِنْدَ الْخُصُومَةِ. وهَايِثَةُ الْقَوْمُ: جَلَبَتُهُمْ. والهَيْثُ: الحركَةُ مِثْلُ الهَيْشِ. والهَيْثَةُ: الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ مثل الهَيْشَةِ.

‌فصل الواو

وثث: الوَثْوَثَةُ: الضَّعْفُ والعَجْزُ؛ ورجلٌ وَثْوَاثٌ، مِنه.

ورث: الْوَارِثُ: صِفَةٌ مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ عز وجل، وَهُوَ الْبَاقِي الدَّائِمُ الَّذِي يَرِثُ الخلائقَ، وَيَبْقَى بَعْدَ فِنَائِهِمْ، وَاللَّهُ عز وجل، يَرِثُ الأَرض ومَن عَلَيْهَا، وَهُوَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ أَي يَبْقَى بَعْدَ فَنَاءِ الْكُلِّ، ويَفْنى مَن سِوَاهُ فَيَرْجِعُ مَا كَانَ مِلْكَ العِباد إِليه وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ

؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: يُقَالُ إِنه لَيْسَ فِي الأَرضِ إِنسانٌ إِلّا وَلَهُ مَنْزِلٌ فِي الْجَنَّةِ، فإِذا لَمْ يَدْخُلْهُ هُوَ وَرِثَهُ غَيْرُهُ؛ قَالَ: وَهَذَا قَوْلٌ ضَعِيفٌ. وَرِثَهُ مالَهُ ومَجْدَهُ، وَوَرِثَه عَنْهُ وِرْثاً وَرِثَةً وَوِراثَةً وإِراثَةً. أَبو زَيْدٍ: وَرِثَ فلانٌ أَباه يَرِثُهُ وِراثَةً ومِيراثاً ومَيراثاً. وأَوْرَثَ الرجلُ وَلَدَهُ مَالًا إِيراثاً حَسَناً. وَيُقَالُ: وَرِثْتُ فُلَانًا مَالًا

(1). في هذا البيت إقواء.

(2)

. وفي القاموس: [والهوثة العطشة] يعني المرة من العطش.

ص: 199

أَرِثُه وِرْثاً وَوَرْثاً إِذا ماتَ مُوَرِّثُكَ، فَصَارَ مِيرَاثُهُ لَكَ. وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى إِخباراً عَنْ زَكَرِيَّا وَدُعَائِهِ إِيّاه: فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ

؛ أَي يَبْقَى بَعْدِي فَيَصِيرُ لَهُ مِيرَاثِي؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: إِنما أَراد يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ النُّبُوَّةَ، وَلَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ خَافَ أَن يَرِثَهُ أَقرِباؤُه المالَ، لِقَوْلِ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم،

إِنَّا معاشرَ الأَنبياءِ لَا نُورثُ مَا تَرَكْنَا، فَهُوَ صَدَقَةٌ

؛ وقوله عز جل: وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ

؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ أَنه ورَّثهُ نُبوَّتَه ومُلْكَه. وَرُوِيَ

أَنه كَانَ لِدَاوُدَ، عليه السلام، تِسْعَةَ عَشَرَ وَلَدًا، فَوَرِثَه سليمانُ، عليه السلام، مَنْ بَيْنِهِمُ، النبوةَ والمُلكَ.

وَتَقُولُ: وَرِثْتُ أَبي وَوَرِثْتُ الشيءَ مِنْ أَبي أَرِثُه، بِالْكَسْرِ فِيهِمَا، وِرْثاً وَوِراثَةً وإِرْثاً، الأَلفُ منقلبةٌ مِنَ الْوَاوِ، ورِثَةً، الهاءُ عِوَضٌ مِنَ الْوَاوِ، وإِنما سَقَطَتِ الْوَاوُ مِنَ الْمُسْتَقْبَلِ لِوُقُوعِهَا بَيْنَ يَاءٍ وَكَسْرَةٍ، وَهُمَا مُتَجَانِسَانِ وَالْوَاوُ مضادَّتهما، فَحُذِفَتْ لِاكْتِنَافِهِمَا إِياها، ثُمَّ جُعِلَ حُكْمُهَا مَعَ الأَلف وَالتَّاءِ وَالنُّونِ كَذَلِكَ، لأَنهن مُبْدَلَاتٌ مِنْهَا، وَالْيَاءُ هِيَ الأَصل، يَدُلُّكَ عَلَى ذَلِكَ أَن فَعِلْتُ وفَعِلْنا وفَعِلْتِ مَبنيات عَلَى فَعِلَ، وَلَمْ تَسْقُطِ الْوَاوُ مِن يَوْجَلُ لِوُقُوعِهَا بَيْنَ يَاءٍ وَفَتْحَةٍ، وَلَمْ تَسْقُطِ الْيَاءُ مِنْ يَيْعَرُ ويَيْسَرُ، لتقَوِّي إِحدى الْيَاءَيْنِ بالأُخرى؛ وأَما سُقُوطُهَا مِن يَطَأُ ويَسَعُ فَلِعِلَّةٍ أُخرى مَذْكُورَةٍ فِي بَابِ الْهَمْزِ، قَالَ: وَذَلِكَ لَا يُوجِبُ فَسَادَ مَا قُلْنَاهُ، لأَنه لَا يَجُوزُ تَمَاثُلُ الْحُكْمَيْنِ مَعَ اخْتِلَافِ الْعِلَّتَيْنِ. وَتَقُولُ: أَوْرَثَه الشيءَ أَبُوهُ، وَهُمْ وَرَثَةُ فُلَانٍ، وَوَرَّثَهُ تَوْرِيثًا أَي أَدخله فِي مَالِهِ عَلَى وَرَثَتِهِ، وَتَوَارَثُوهُ كَابِرًا عَنْ كَابِرٍ. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَنه أَمرَ أَنْ تُوَرَّثَ، دُورَ الْمُهَاجِرِينَ، النساءُ.

تَخْصِيصُ النساءِ بِتَوْرِيثِ الدُّورِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: يُشْبِهُ أَن يَكُونَ عَلَى مَعْنَى الْقِسْمَةِ بَيْنَ الورثةِ، وَخَصَّصَهُنَّ بِهَا لأَنهنَّ بِالْمَدِينَةِ غَرَائِبُ لَا عَشِيرَةَ لَهُنَّ، فَاخْتَارَ لَهُنَّ الْمَنَازِلَ للسُّكْنَى؛ قَالَ: وَيَجُوزُ أَن تَكُونَ الدُّورُ فِي أَيديهن عَلَى سَبِيلِ الرِّفْقِ بِهِنَّ، لَا لِلتَّمْلِيكِ كَمَا كَانَتْ حُجَرُ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، فِي أَيدي نِسَائِهِ بَعْدَهُ. ابْنُ الأَعرابي: الوِرْثُ والوَرْثُ والإِرْثُ والوِرَاثُ والإِرَاثُ والتُّراثُ وَاحِدٌ. الْجَوْهَرِيُّ: المِيراثُ أَصله مِوْراثٌ، انْقَلَبَتِ الْوَاوُ يَاءً لِكَسْرَةِ مَا قَبْلَهَا، والتُّراثُ أَصل التَّاءَ فِيهِ وَاوٌ. ابن سيدة: والوِرْثُ والإِرْثُ والتُّرَاثُ والمِيراثُ: مَا وُرِثَ؛ وَقِيلَ: الوِرْث والميراثُ فِي الْمَالِ، والإِرْثُ فِي الحسَب. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: وَرِثْتُهُ مِيرَاثًا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا خطأٌ لأَنَّ مِفْعَالًا لَيْسَ مِنْ أَبنية الْمَصَادِرِ، وَلِذَلِكَ ردَّ أَبو عَلِيٍّ قَوْلَ مَنْ عَزَا إِلى ابْنِ عَبَّاسٍ أَنْ المِحالَ مِنْ قَوْلِهِ عز وجل: وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحالِ، مِن الحَوْلِ قَالَ: لأَنه لَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَكَانَ مِفْعَلًا، ومِفْعَلٌ لَيْسَ مِنْ أَبنية الْمَصَادِرِ، فَافْهَمْ. وَقَوْلُهُ عز وجل: وَلِلَّهِ مِيراثُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ*

أَي اللَّهُ يُفْني أَهلهما فَتَبْقَيَانِ بِمَا فِيهِمَا، وَلَيْسَ لأَحد فِيهِمَا مِلْكٌ، فَخُوطِبَ الْقَوْمُ بِمَا يَعْقِلُونَ لأَنهم يَجْعَلُونَ مَا رَجَعَ إِلى الإِنسان مِيرَاثًا لَهُ إِذ كَانَ مِلْكًا لَهُ وَقَدْ أَوْرَثَنِيه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ

أَي أَوْرَثَنَا أَرضَ الْجَنَّةِ، نتبوّأُ مِنْهَا مِنَ الْمَنَازِلِ حَيْثُ نَشاءُ. وَوَرَّثَ فِي مَالِهِ: أَدخل فِيهِ مَن لَيْسَ مِنْ أَهل الْوِرَاثَةِ. الأَزهري: وَرَّثَ بَنِي فُلَانٍ مَالَهُ تَوْرِيثًا، وَذَلِكَ إِذا أَدخل عَلَى وَلَدِهِ وَوَرَثَتِهِ فِي مَالِهِ مَن لَيْسَ مِنْهُمْ، فَجَعَلَ لَهُ نَصِيبًا.

ص: 200

وأَورَثَ وَلَدَه: لَمْ يُدْخِلْ أَحداً مَعَهُ فِي مِيرَاثِهِ، هَذِهِ عَنْ أَبي زَيْدٍ. وتَوارثْناهُ: وَرِثَه بعضُنا عَنْ بَعْضٍ قِدْماً. وَيُقَالُ: وَرَّثْتُ فُلَانًا مِنْ فُلَانٍ أَي جَعَلْتُ مِيرَاثَهُ لَهُ. وأَوْرَثَ الميتُ وارِثَهُ مالَه أَي تَرَكَهُ لَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ

فِي دعاءِ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، أَنه قَالَ: اللَّهُمَّ أَمْتِعْني بِسَمْعِي وبَصَري، وَاجْعَلْهُمَا الوارثَ مِنًى

؛ قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: أَي أَبْقِهما مَعِي صَحِيحَيْنِ سَلِيمَيْنِ حَتَّى أَموت؛ وَقِيلَ: أَراد بقاءَهما وقوَّتهما عِنْدَ الْكِبَرِ وَانْحِلَالِ القُوى النَّفْسَانِيَّةِ، فَيَكُونُ السَّمْعُ وَالْبَصَرُ وارِثَيْ سَائِرِ القُوى والباقِيَيْنِ بَعْدَهَا؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: أَراد بِالسَّمْعِ وَعْيَ مَا يَسْمَعُ والعملَ بِهِ، وَبِالْبَصَرِ الاعتبارَ بِمَا يَرى ونُور الْقَلْبِ الَّذِي يَخْرُجُ بِهِ مِنَ الحَيْرَة وَالظُّلْمَةِ إِلى الْهُدَى؛ وَفِي رِوَايَةٍ:

وَاجْعَلْهُ الْوَارِثَ مِنِّي

؛ فَرَدَّ الهاءَ إِلى الإِمْتاع، فَلِذَلِكَ وَحَّدَهُ. وَفِي حَدِيثِ الدعاءِ أَيضاً:

وإِليكَ مَآبِي وَلَكَ تُراثي

؛ التُّراثُ: مَا يَخْلُفُهُ الرَّجُلُ لِوَرَثَتِهِ، والتاءُ فِيهِ بَدَلٌ مِنَ الْوَاوِ. وَرُوِيَ

عَنِ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، أَنه قَالَ: بَعَثَ «1» ابْنِ مِرْبَعٍ الأَنصاري إِلى أَهل عَرَفَةَ، فَقَالَ: اثْبُتيوا عَلَى مَشاعِركم هَذِهِ، فإِنكم عَلَى إِرْثٍ مِنْ إِرث إِبراهيم.

قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الإِرْث أَصله مِنَ الْمِيرَاثِ، إِنما هُوَ وِرْثٌ فَقُلِبَتِ الْوَاوُ أَلفاً مَكْسُورَةً لِكَسْرَةِ الْوَاوِ، كَمَا قَالُوا للوِسادة إِسادة، وللوِكافِ إِكاف، فكأَنَّ مَعْنَى الْحَدِيثِ: أَنكم عَلَى بَقِيَّةٍ مِنْ وِرْثِ إِبراهيم الَّذِي تَرَكَ النَّاسَ عَلَيْهِ بَعْدَ مَوْتِهِ، وَهُوَ الإِرْثُ؛ وأَنشد:

فإِنْ تَكُ ذَا عِزٍّ حَدِيثٍ، فإِنَّهُمْ

لَهُمْ إِرْثُ مَجْدٍ، لَمْ تَخُنْه زَوافِرُه

وَقَوْلُ بَدْرِ بْنِ عَامِرٍ الْهُذَلِيُّ:

ولَقَدْ تَوارَثُني الحوادثُ وَاحِدًا،

ضَرَعاً صَغيراً، ثُمَّ لَا تَعْلُوني

أَراد أَن الْحَوَادِثَ تَتَدَاوَلُهُ، كأَنها تَرِثُهُ هَذِهِ عَنْ هَذِهِ. وأَوْرَثَه الشيءَ: أَعقبه إِياه. وأَورثه الْمَرَضُ ضَعْفًا والحزنُ هَمّاً، كَذَلِكَ. وأَوْرَث المَطَرُ النباتَ نَعْمَةً، وكُلُّه عَلَى الِاسْتِعَارَةِ وَالتَّشْبِيهِ بِوِراثَةِ الْمَالِ وَالْمَجْدِ. ووَرَّثَ النارَ: لُغَةٌ فِي أَرَّثَ، وَهِيَ الوِرْثَةُ. وَبَنُو وِرْثَةَ: يُنْسَبُونَ إِلى أُمهم. ووَرْثانُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ الرَّاعِي:

فَغَدَا مِنَ الأَرض الَّتِي لَمْ يَرْضَها،

وَاخْتَارَ وَرْثاناً عَلَيْهَا مَنْزِلا

وَيُرْوَى: أَرْثاناً عَلَى الْبَدَلِ الْمُطَّرِدِ في هذا الباب.

وطث: الوَطْثُ: الضَّرْبُ الشديدُ بالخُفِّ؛ قَالَ:

تَطْوي المَوامي، وتَصُكُّ الْوَعْثا،

بِجَبْهَةِ المِرْداسِ، وَطْثاً وَطْثا

الْجَوْهَرِيُّ: الوَطْثُ الضَّرْبُ الشَّدِيدُ بالرِّجْلِ عَلَى الأَرض، لُغَةٌ فِي الوَطْسِ أَو لُثْغَةٌ. وَزَعَمَ يَعْقُوبُ أَن ثاءَ وَطْثٍ بَدَلٌ مِنْ سِينِ وَطْسٍ: وَهُوَ الْكَسْرُ. الأَزهري: الوَطْثُ والوَطْسُ: الكَسْر. يُقَالُ: وَطَثَه يَطِثُه وَطْثاً، فَهُوَ مَوْطُوثٌ، ووَطَسَه، فَهُوَ مَوْطُوسٌ إِذا تَوَطَّأَه حتى يكسره.

وعث: الوَعْثُ: الْمَكَانُ السَّهْلُ الْكَثِيرُ الدَّهِسُ، تَغِيبُ فِيهِ الأَقدام. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الوَعْثُ مِنَ الرَّمْلِ مَا غَابَتْ فِيهِ الأَرجل والأَخفاف؛ وَقِيلَ: الوَعْثُ مِنَ الرَّمْلِ مَا لَيْسَ بِكَثِيرٍ جَدًا؛ وقيل: هو

(1). [أنه قال: بعث] كذا بالأَصل المعول عليه بأَيدينا.

ص: 201

الْمَكَانُ اللَّيِّنُ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ:

ومِنْ عاقِرٍ يَنْفِي الأَلاءَ سَراتُها،

عِذارَيْن مِن جَرْداءَ، وَعْثٍ خُصورُها

رَفَعَ خُصُورَهَا بِوَعْثٍ لأَنه فِي مَعْنَى لَيِّنٍ، فكأَنه قَالَ: لَيِّنٌ خُصُورُهَا، والجمعُ وُعْثٌ «1» ووُعُوثٌ. وَحَكَى الأَزهري عَنْ خَالِدِ بْنِ كُلْثُومٍ: الوَعْثاءُ مَا غَابَتْ فِيهِ الحوافِرُ والأَخفافُ مِنَ الرَّمْلِ الرَّقِيقِ والدَّهاسِ مِنَ الْحَصَى الصِّغَارِ وَشِبْهِهِ. قَالَ: وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ طَرِيقٌ وَعْثٌ فِي طريق وَعُوثٍ. وَيُقَالُ: الوَعَثُ رِقَّةُ التُّرَابِ وَرَخَاوَةُ الأَرض تَغِيبُ فِيهِ قَوَائِمُ الدَّوَابِّ؛ ونَقاً مُوَعَّثٌ إِذا كَانَ كَذَلِكَ. وَقَالَ الأَصمعي: الوَعْثُ كلُّ لَيِّنٍ سَهْلٍ. وَحَكَى الفراءُ عَنْ أَبي قَطَرِيٍّ: أَرضٌ وَعْثَةٌ ووَعِثَةٌ، وَقَدْ وَعُثَتْ وَعْثاً، وَقَالَ غَيْرُهُ: وُعُوثةً ووَعاثةً. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِثَ الطريقُ وَعْثاً ووَعَثاً، ووَعُثَ وُعُوثةً، كِلَاهُمَا: لانَ فَصَارَ كالوَعْثِ. وأَوْعَثَ: وَقَع فِي الوَعْثِ. وأَوْعَثُوا: وقَعُوا فِي الوَعْثِ؛ وأَوْعَثَ البعيرُ؛ قَالَ رؤْبة:

لَيْسَ طريقُ خَيْره بالأَوْعَثِ

وامرأَة وَعْثَةٌ: كثيرةُ اللَّحْمِ كأَنَّ الأَصابع تَسُوخُ فِيهَا مِنْ لِينِهَا وَكَثْرَةِ لَحْمِهَا. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: ومَرَةٌ وَعْثَةُ الأَرداف: لَيِّنَتُها؛ فأَما قَوْلُ رؤْبة:

ومِنْ هَوايَ الرُّجُحُ الأَثائِثُ،

تُميلُها أَعْجازُها الأَواعِثُ

فَقَدْ يَكُونُ جَمَع وَعْثاً عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، وَقَدْ يَكُونُ جَمَع وَعْثاءَ عَلَى أَوْعُثٍ، ثُمَّ جَمَع أَوْعُثاً عَلَى أَواعِثَ. قَالَ: والوَعْثاءُ كالوَعْثِ؛ وَقَالُوا:

عَلَى مَا خَيَّلَتْ وَعْثُ القَصِيم

إِذا أَمرته بِرُكُوبِ الأَمر عَلَى مَا فِيهِ، وَهُوَ مَثَلٌ. ووَعْثاءُ السَّفَرِ: مَشَقَّتُهُ وَشِدَّتُهُ. وَرُوِيَ

عَنِ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، أَنه إِذا كَانَ سافَر سَفَرًا قَالَ: اللَّهُمَّ إِنا نَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثاءِ السَّفَر، وَكَآبَةِ المُنْقَلَبِ

أَي شِدَّتِهِ وَمَشَقَّتِهِ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هُوَ شِدَّةُ النصَب وَالْمَشَقَّةِ، وَكَذَلِكَ هُوَ فِي الْمَآثِمِ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ يَذْكُرُ قُضَاعَةَ وَانْتِسَابُهُمْ إِلى الْيَمَنِ:

وابنُ ابْنِها مِنَّا وَمِنْكُمْ، وبَعْلُها

خُزَيْمَةُ، والأَرْحامُ وَعْثاءُ حُوبُها

يَقُولُ: إِن قَطِيعَةَ الرَّحِمِ مَأْثَمٌ شديدٌ، وإِنما أَصل الوَعْثاء مِنَ الوَعْثِ، وَهُوَ الدَّهِسُ مَعَا الرِّمَالُ «2» الرَّقِيقَةُ، وَالْمَشْيُ يَشْتَدُّ فِيهِ عَلَى صَاحِبِهِ، فَجُعِلَ مَثَلًا لِكُلِّ مَا يَشُقُّ عَلَى صَاحِبَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ:

مَثَلُ الرِّزْقِ كَمَثَل حَائِطٍ لَهُ بَابٌ، فَمَا حولَ البابِ سُهُولَةٌ، وَمَا حولَ الْحَائِطِ وَعْثٌ وَوَعْرٌ.

وَفِي حَدِيثِ

أُمِّ زَرْعٍ: عَلَى رأْس قَوْرٍ وَعْثٍ.

والوُعُوثُ: الشِّدَّةُ والشَّرُّ؛ قَالَ صَخْرُ الغيِّ:

يُحَرِّضُ قَوْمَه كيْ يَقْتُلوني،

عَلَى المُزَنيِّ، إِذ كَثُرَ الوُعُوثُ

وَيُقَالُ لِلْعَظْمِ الْمَكْسُورِ المَوْقورِ: وَعْثٌ. ورجلٌ مَوْعوثٌ: ناقصُ الحسَب. وَأَوْعَثَ فُلانٌ إِيعاثاً إِذا خَلَّطَ. والوَعْثُ: فسادُ الأَمر وَاخْتِلَاطُهُ، وَيَجْمَعُ عَلَى وُعُوثٍ. وَأَوْعَثَ

(1). قوله [والجمع وعث] كذا بالأَصل المعول عليه بهذا الضبط.

(2)

. قوله [وَهُوَ الدَّهِسُ مَعَا الرِّمَالُ] كذا بالأصل المعول عليه بأيدينا ولعله الدهس من الرمال أو نحو ذلك.

ص: 202

فِي مَالِهِ، وأَقْعَثَ فِي مِالِهِ، وطَأْطَأَ الرَّكْضَ فِي مَالِهِ: أَسْرَفَ فِيهِ. وَقَالَ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ وَعَثَ: تَقُولُ وَعَثْتُهُ عَنْ كَذَا وعَوَّثْتُه أَي صرفته.

وَكَثَ: الوِكاثٌ والوُكاثٌ: مَا يَسْتَعْجِلُ بِهِ الغَدَاءُ. واسْتَوْكَثْنا نحنُ: اسْتَعجلْنا وأَكَلْنا شَيْئًا نَبْلُغُ به الغَدَاء.

وَلَثَ: الوَلْثُ: عَقْدُ العَهْدِ بَيْنَ الْقَوْمِ؛ وَقِيلَ: هُوَ ضَعْفُ العُقْدَة. يُقَالُ: وَلَثَ لِي وَلْثاً لَمْ يُحْكِمْه أَي عَاهَدَنِي. يُقَالُ: وَلْثٌ مِنْ عَهْدٍ أَي شَيْءٌ قَلِيلٌ. والوَلْثُ: عَقْدٌ لَيْسَ بمحكَم وَلَا مُؤَكَّدٍ، وَهُوَ الضَّعِيفُ؛ وَمِنْهُ وَلْثُ السَّحَابِ: وَهُوَ النَّدَى اليسيرُ؛ وَقِيلَ: الوَلْثُ الْعَهْدُ الْمُحْكَمُ؛ وَقِيلَ: الوَلْثُ الشَّيْءُ الْيَسِيرُ مِنَ الْعَهْدِ. وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ سِيرِينَ: أَنه كَانَ يَكْرَهُ شِرَاءَ سَبْيِ زابَلٍ، وَقَالَ: إِن عُثْمَانَ وَلَثَ لَهُمْ وَلْثاً

أَي أَعطاهم شَيْئًا مِنَ الْعَهْدِ؛ وَيُقَالُ: وَلَثْتُ لكَ أَلِث وَلْثاً أَي وَعَدْتك عِدَّةً ضَعِيفَةً؛ وَيُقَالُ: لَهُمْ وَلْثٌ ضَعِيفٌ وَوَلْثٌ مُحْكَم؛ وَقَالَ الْمُسَيَّبِ بْنِ عَلسٍ فِي الوَلْثِ المحكَم:

كَمَا امْتَنَعَتْ أَولادُ يَقْدمَ مِنْكُمُ،

وَكَانَ لَهَا وَلْثٌ مِنَ العَقْدِ مُحْكَمُ

الْجَوْهَرِيُّ: الوَلْثُ العهدُ بَيْنَ الْقَوْمِ يَقَعُ مِنْ غَيْرِ قَصْدٍ، وَيَكُونُ غَيْرَ مُؤَكَّدٍ. يُقَالُ: وَلَثَ لَهُ عَقْداً. والوَلْثُ: الْيَسِيرُ مِنَ الضَّرْبِ وَالْوَجَعِ؛ وَقِيلَ: الْبَقِيَّةُ مِنْهُ. وَقَدْ وَلَثَ ولْثاً، وَوَلِثَ وَلَثاً؛ وَقِيلَ: الوَلْثُ كلُّ يَسِيرٍ مِنْ كَثِيرٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَبِهِ فَسَّرَ قَوْلُ عُمَرَ، رضي الله عنه، لرأْس الْجَالُوتِ، وَفِي رِوَايَةِ

الجاثَلِيقِ: لَوْلَا وَلْثٌ لَكَ مِنْ عَهْدٍ، لضربتُ عُنُقَك

أَي طَرَفٌ مِنْ عَقْدٍ أَو يسيرٌ مِنْهُ. وأَما ثَعْلَبٌ فَقَالَ: الوَلْثُ الضَّعِيفُ مِنَ الْعُهُودِ. أَبو مُرَّةَ الْقُشَيْرِيُّ: الوَلْثُ مِنَ الضَّرْبِ الَّذِي لَيْسَ فِيهِ جِرَاحَةً فوقَ الثِّيَابِ. قَالَ: وطَرَقَ رجلٌ قَوْمًا يَطْلُبُ امرأَةً وعَدَتْهُ، فَوَقَعَ عَلَى رَجُلٍ، فَصَاحَ بِهِ، فَاجْتَمَعَ الحيُّ عَلَيْهِ فوَلَثُوه، ثُمَّ أُفْلِتَ. والوَلْثُ: بَقِيَّةُ الْعَجِينِ فِي الدَّسِيعَةِ، وَبَقِيَّةُ الْمَاءِ فِي المُشَقَّرِ، والفَضْلَةُ مِنَ النَّبِيذِ تَبْقَى فِي الإِناء، وَهُوَ البَسِيل. والوَلْثُ: القليلُ مِنَ الْمَطَرِ. وأَصابنا وَلْثٌ مِنْ مَطَرٍ أَي قليلٌ مِنْهُ. وولَثَتْنا السماءُ ولْثاً: بَلَّتْنا بِمَطَرٍ قَلِيلٍ، مُشْتَقٌّ مِنْهُ. التَّهْذِيبُ: والوَلْثُ بَقِيَّةُ العَهْد. فِي الْحَدِيثِ:

لَوْلَا وَلْثُ عَهْدٍ لَهُمْ، لفعلتُ بِهِمْ كَذَا.

قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: يُقَالُ دَبَّرْتُ مَمْلُوكِيَ إِذا قلتَ: هُوَ حُرٌّ بَعْدَ مَوْتِي إِذا وَلَثْتَ لَهُ عِتْقاً فِي حَيَاتِكَ. قَالَ، والوَلْثُ التَّوْجِيهُ «3» إِذا قُلْتَ: هُوَ حُرٌّ بَعْدِي، فَهُوَ الوَلْثُ. وَقَدْ وَلَثَ فلانٌ لَنَا مِنْ أَمرنا وَلْثاً أَي وَجَّهَ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:

وقلتُ إِذ أَغْبَطَ دَيْنٌ والِثُ

وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: أَي دَائِمٌ كَمَا يَلِثُونه بِالضَّرْبِ. الأَصمعي: وَلَثَه أَي ضَرَبَهُ ضَرْبًا قَلِيلًا. ووَلَثَهُ بِالْعَصَا يَلِثُه وَلْثاً أَي ضَرَبَهُ. وَقَالَ الأَصمعي فِي قَوْلِهِ إِذ أَغبط دَيْنٌ وَالِثُ: أَساء رُؤْبَةُ فِي هَذَا لأَنه كَانَ يَنْبَغِي لَهُ أَن يُؤَكِّدَ أَمر الدَّين. وَقَالَ غَيْرُهُ: يُقَالُ دَيْنٌ والثٌ أَي يَتَقَلَّدُهُ كَمَا يتقلد العهد.

وَهَثَ: وهَثَ الشيءَ وَهْثاً: وَطِئَهُ وطْأً شَدِيدًا. والوَهْثُ: الانهماك في الشيء.

(3). قوله [والولث التوجيه] كذا بالأَصل والقاموس، وسكت عليه الشارح. وبهامش الشارح المطبوع معزواً لحاشية الفاسي ما نصه: قوله التوجيه، صحته الترجية بزنة تبصرة.

ص: 203