الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كَيْسانَ: باتَ يَجُوزُ أَن يَجْرِيَ مُجْرَى نامَ، وأَن يَجْريَ مُجْرَى كانَ؛ قَالَهُ فِي كَانَ وأَخواتها، مَا زَالَ، وَمَا انْفَكَّ، وَمَا فَتِئَ، وَمَا بَرِحَ. وماءٌ بَيُّوتٌ، باتَ فبَرَدَ؛ قَالَ غَسَّانُ السُّلَيْطِيُّ:
كفاكَ، فأَغْناكَ ابْنُ نَضْلَة بعدَها
…
عُلالَةَ بَيُّوتٍ، مِنَ الماءِ، قارِسِ
وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي:
فصَبَّحَتْ حَوْضَ قَرًى بَيُّوتا
قَالَ أُراه أَراد: قَرَى حَوْضٍ بَيُّوتاً، فَقَلَبَ. والقَرَى: مَا يُجْمَعُ فِي الحَوْض مِنَ الْمَاءِ؛ فأَنْ يكونَ بَيُّوتاً صِفَةً لِلْمَاءِ خَيْرٌ مِنْ أَن يكونَ للحَوْضِ، إِذ لَا مَعْنَى لِوَصْفِ الْحَوْضِ بِهِ. قَالَ الأَزهري: سَمِعْتُ أَعرابيّاً يَقُولُ: اسْقِنِي مِنْ بَيُّوتِ السِّقاءِ أَي مِنْ لَبَنٍ حُلِبَ لَيْلًا وحُقِنَ فِي السِّقاء، حَتَّى بَرَدَ فِيهِ لَيْلًا؛ وَكَذَلِكَ الْمَاءُ إِذا بَرَدَ فِي المَزادة لَيْلًا: بَيُّوتٌ. والبائِتُ: الغَابُّ؛ يُقَالُ: خُبْزٌ بائِتٌ، وَكَذَلِكَ البَيُّوتُ. والبَيُّوتُ أَيضاً: الأَمْرُ يُبَيِّتُ عَلَيْهِ صاحبُه، مُهْتمّاً بِهِ؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ:
وأَجْعَلُ فِقْرَتَها عُدَّةً،
…
إِذا خِفْتُ بَيُّوتَ أَمْرٍ عُضالْ
وهَمٌّ بَيُّوتٌ: باتَ فِي الصَّدْر؛ وَقَالَ:
عَلى طَرَبٍ بَيُّوتَ هَمٍّ أُقاتِلُهْ
والمَبِيتُ: الموضعُ الَّذِي يُبَاتُ فِيهِ. وَمَا لَهُ بِيتُ ليلةٍ، وبِيتَةُ ليلةٍ، بِكَسْرِ الْبَاءِ، أَي مَا عِنْدَهُ قُوتُ لَيْلة. وَيُقَالُ لِلْفَقِيرِ: المُسْتَبِيتُ. وَفُلَانٌ لَا يَسْتَبِيتُ لَيْلةً أَي لَيْسَ لَهُ بِيتُ ليلةٍ مِن القُوتِ. والبِيتةُ: حَالُ المَبِيتِ؛ قَالَ طَرَفَةُ:
ظَلِلْتُ بِذِي الأَرْطَى، فُوَيْقَ مُثَقَّفٍ،
…
بِبِيتَةِ سُوءٍ، هالِكاً أَو كَهالِكِ
وبيتٌ: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ كُثَيِّرٌ عَزَّةَ:
بوَجْهِ بَنِي أَخِي أَسَدٍ قَنَوْنَا
…
إِلى بَيْتٍ، إِلى بَرْكِ الغِمادِ [الغُماد]
فصل التاء المثناة
تبت: هَذِهِ تَرْجَمَةٌ لَمْ يُتَرْجِمْ عَلَيْهَا أَحدٌ مِن مُصَنِّفي الأُصول، وَذَكَرَهُ ابْنُ الأَثير لِمُرَاعَاتِهِ تَرْتِيبَهُ، فِي كِتَابِهِ، وَتَرْجَمْنَا نَحْنُ عَلَيْهَا لأَن الشَّيْخَ أَبا مُحَمَّدِ بْنُ بَرِّيٍّ، رحمه الله، قَالَ فِي تَرْجَمَةِ تَوَبَ، رَادًّا عَلَى الْجَوْهَرِيِّ لمَّا ذَكَرَ تَابُوتَ فِي أَثنائها، قَالَ: إِن الْجَوْهَرِيَّ أَساء تَصْرِيفَهُ حَتَّى رَدَّهُ إِلى تَابُوتٍ، قَالَ: وَكَانَ الصَّوَابُ أَن يَذْكُرَهُ فِي فَصْلِ تَبَتَ، لأِن تَاءَهُ أَصلية، وَوَزْنُهُ فَاعُولٌ، كَمَا ذَكَرْنَاهُ هُنَاكَ فِي تَوَبَ؛ وَذَكَرَهُ ابْنُ سِيدَهْ أَيضاً فِي تَرْجَمَةِ تَبه، وَقَالَ: التابُوه لُغَةٌ فِي التَّابُوتِ، أَنصارية؛ وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ نَحْنُ أَيضاً فِي تَرْجَمَةِ تَبَهَ، وَلَمْ أَرَ فِي تَرْجَمَةِ تَبَتَ شَيْئًا فِي الأُصول، وَذَكَرْتُهَا أَنا هُنَا مُرَاعَاةً لِقَوْلِ الشَّيْخِ أَبي مُحَمَّدِ بْنِ بَرِّيٍّ: كَانَ الصَّوَابُ أَن يَذْكُرَ فِي تَرْجَمَةِ تَبَتَ؛ وَلَمَّا ذَكَرَهُ ابْنُ الأَثير، قَالَ فِي حَدِيثِ دُعَاءِ قِيَامِ اللَّيْلِ
: اللَّهُمَّ اجْعَل فِي قَلْبِي نُورًا، وَذَكَرَ سَبْعًا فِي التَّابُوتِ.
التَّابُوتُ: الأَضْلاعُ وَمَا تَحْويه كالقَلْب والكَبِد وَغَيْرِهِمَا، تَشْبِيهًا بالصُّنْدُوق الَّذِي يُحْرَزُ فِيهِ المَتاع أَي أَنه مَكْتُوبٌ مَوْضُوعٌ في الصُّنْدُوقِ.
تحت: تَحْتَ: إِحْدى الجهاتِ السِّتِّ المُحيطة بالجِرْمِ، تَكُونُ مَرَّةً ظَرْفًا، ومرَّة اسْمًا، وَتُبْنَى فِي حَالِ
الِاسْمِيَّةِ عَلَى الضَّمِّ، فَيُقَالُ: مِنْ تَحْتُ. وتَحْتُ: نَقِيضُ فَوْقُ. وقومٌ تُحوتٌ: أَرذالٌ سَفِلةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ:
لَا تَقُومُ الساعةُ حَتَّى تَظْهَرَ التُّحوتُ، ويَهْلِكَ الوُعُول
؛ يَعْنِي الَّذِينَ كَانُوا تَحْتَ أَقدام الناسِ، لَا يُشعَرُ بِهِمْ وَلَا يُؤْبَه لَهُمْ لِحَقَارَتِهِمْ، وَهُمُ السِّفْلَةُ والأَنْذالُ؛ والوُعُولُ: الأَشْرافُ. قَالَ ابْنُ الأَثير: جَعَلَ التَّحتَ الَّذِي هُوَ ظَرْفٌ اسْماً، فأَدْخَلَ عَلَيْهِ لامَ التَّعْرِيفِ، وجَمَعه؛ وَقِيلَ: أَرادَ بِظُهُورِ التُحُوتِ، ظُهُورَ الكُنوز الَّتِي تَحْتَ الأَرض؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ
أَبي هُرَيْرَةَ، وذَكَرَ أَشْراطَ الساعةِ، فَقَالَ: وإِنَّ مِنْهَا أَن تَعْلُوَ التُحُوتُ الوُعولَ
أَي يَغْلِبَ الضُّعَفاءُ مِنَ النَّاسِ أَقْوياءَهم، شَبَّه الأَشْرافَ بالوُعُول لارْتِفاع مَساكنها. وَالتَّحْتَحَةُ: الْحَرَكَةُ «1» . وَمَا تَتَحْتحَ مِنْ مَكَانِهِ أَي مَا تَحَرَّكَ. قَالَ الأَزهري: لَوْ جَاءَ فِي الْحِكَايَةِ تَحْتَحَه تَشْبِيهًا بِشَيْءٍ، لَجَازَ وحسن.
تخت: التَّخْتُ: وِعَاءٌ تُصانُ فِيهِ الثيابُ، فَارِسِيٌّ، وَقَدْ تَكَلَّمَتْ بِهِ الْعَرَبُ.
توت: التُّوتُ: الفِرْصادُ، وَاحِدَتُهُ تُوتَةٌ، بِالتَّاءِ الْمُثَنَّاةِ، وَلَا تَقُلِ التُّوثُ، بِالثَّاءِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ذَكَرَ أَبو حَنِيفَةَ الدِّيْنَوَرِيُّ أَنه بِالثَّاءِ؛ وَحُكِيَ عَنْ بَعْضِ النَّحْوِيِّينَ أَيضاً، أَنه بِالثَّاءِ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وَلَمْ يُسمع فِي الشِّعْرِ إِلّا بِالثَّاءِ، وأَنشد لِمَحْبُوبِ بْنِ أَبي العَشنَّطِ النَهْشَلِيِّ.
لَرَوْضَةٌ مِنْ رياضِ الحَزْنِ، أَوْ طَرَفٌ
…
مِنَ القُرَيَّةِ، جَرْدٌ غيرُ مَحْروثِ
لِلنَّوْرِ فِيهِ، إِذا مَجَّ النَّدَى، أَرَجٌ
…
يَشْفي الصُّداعَ، ويُنْقي كلَّ مَمْغُوثِ
أَحْلى وأَشْهَى لِعيني، إِن مَررتُ بِهِ،
…
مِنْ كَرْخِ بَغْدَادَ، ذِي الرُّمَّانِ والتُّوثِ
واللَّيْلُ نِصْفانِ: نِصْفٌ للهُمُومِ، فَمَا
…
أَقْضِي الرُّقادَ، ونِصْفٌ للبراغِيثِ
أَبِيتُ حَيْثُ تُسامِيني أَوائِلُها،
…
أَنْزُو، وأَخْلِطُ تَسبيحاً بتَغْوِيثِ
سُودٌ مَدالِيجُ فِي الظَّلْمَاء، مُؤْدَنَةٌ،
…
وليسَ مُلْتَمَسٌ مِنْهَا بمَنْبُوثِ
المُؤْدَنُ، بِالْهَمْزِ: الْقَصِيرُ العُنق. والمُودَنُ، بِغَيْرِ الْهَمْزِ: الَّذِي يُولدُ ضاوِيّاً؛ نَقَلْتُهُ مِنْ حَوَاشِي ابْنِ بَرِّيٍّ وَمِنْ حواشٍ عَلَيْهَا. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَحُكِيَ عَنِ الأَصمعي أَنه بِالثَّاءِ فِي اللُّغَةِ الْفَارِسِيَّةِ، وَبِالتَّاءِ فِي اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ. التَّهْذِيبُ: التُّوثُ كأَنه فَارِسِيٌّ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: التُّوتُ، بِتَاءَيْنِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ:
أَن ابْنَ الزُّبَيْرِ آثَرَ عَليَّ التُّوَيتَاتِ، والحُمَيْدَاتِ، والأُساماتِ
؛ قَالَ شَمِرٌ: هُمْ أَحْياءٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ: حُمَيْدُ بْنُ أُسامةَ بنِ زُهَيرِ بْنِ الحارث بنِ أَسَدِ ابن عَبْدِ العُزَّى بْنِ قُصَيٍّ، وتُوَيتُ بنُ حَبيب بنِ أَسدِ بْنِ عَبْدِ العُزَّى بْنِ قُصَيٍّ، وأُسامةُ بنُ زُهير بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَسَد بْنِ عَبْدِ العُزَّى بْنِ قُصَيٍّ. والتُّوتِياءُ: مَعْرُوفٌ، حَجَر يُكْتَحَلُ بِهِ، وَهُوَ مُعَرَّب.
تيت: رَجُلٌ تَيْتاءُ وتِيتَاءُ: وهو مِثْلُ الزُّمَّلِقِ، وَهُوَ الَّذِي يَقْضِي شهوتَه قَبْلَ أَن يُفْضِيَ إِلى امرأَته. أَبو عَمْرٍو: التِّيتاءُ الرَّجُلُ الَّذِي إِذا أَتَى المرأَة أَحْدَثَ، وَهُوَ العِذْيَوطُ، قَالَ ابْنُ الأَعرابي: التِّئْتاءُ الرجل
(1). قوله [والتحتحة الحركة] لم يذكر ذَلِكَ فِي حَرْفِ الْحَاءِ ظناً منه أَن موضعه حرف التاء وليس كذلك كما لا يخفى.