الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَالْجَمْعُ مِيثٌ، مِثْلُ هَيْفاءَ وهِيفٍ. وتَمَيَّثَت الأَرضُ إِذا مُطِرَت فَلَانَتْ وبرَدَت. والمَيْثاءُ: الرَّمَلَةُ السَّهلة وَالرَّابِيَةُ الطَّيِّبة. والمَيْثاء: التَّلْعة الَّتِي تَعْظُم حَتَّى تَكُونَ مثلَ نِصْفِ الْوَادِي أَو ثُلُثيه. ومَيَّثَ الرجلَ: ذَلَّلَهُ. ومَيَّثَهُ: لَيَّنَهُ؛ وأَنشد لِمُتَمِّمٍ:
وَذُو الهَمِّ تُعْديه صَرِيمَةُ أَمْرِهِ،
…
إِذا لَمْ تُمَيِّثْه الرُّقَى وتُعادِل
ومَيَّثَه الدهرُ: حَنَّكَهُ وذَلَّلَهُ. والامْتِياثُ: الرَّفاهِيَةُ وطِيبُ العَيش. أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ لِغِرْقِئِ البَيضِ: المُسْتَميثُ. ومَيْثاءُ: اسْمُ امرأَة؛ قَالَ الأَعشى:
لِمَيْثاءَ دارٌ قَدْ تَعَفَّتْ طُلولُها،
…
عَفَتْها نَضِيضاتُ الصَّبا، فمَسِيلُها
فصل النون
نأث: نَأَثَ يَنْأَثُ نَأْثاً: أَبْطأَ، وسَيرٌ مِنْأَثٌ: بَطيءٌ؛ قال رؤبة:
واعْتَرَقوا بَعْدَ الفِرارِ المِنْأَثِ
نبث: نَبَثَ الترابَ يَنْبُثُه نَبْثاً، فَهُوَ مَنْبُوثٌ ونَبيثٌ: اسْتَخْرَجَهُ مِنْ بِئْرٍ أَو نَهَرٍ، وَهِيَ النَّبيثَةُ والنَّبيثُ والنَّبَثُ، وَجَمْعُ النَّبَثِ: أَنْباثٌ؛ أَنشد ابْنِ الأَعرابي:
حَتَّى إِذا وَقَعْنَ كالأَنْباثِ،
…
غَيرَ خَفِيفاتٍ وَلَا غِراثِ
وَقَعْنَ: اطْمَأْنَنَّ بالأَرض بَعْدَ الرَّيِّ. الْجَوْهَرِيُّ: نَبَثَ يَنْبُثُ مِثْلُ نَبَشَ يَنْبُشُ: وَهُوَ الْحَفْرُ بِالْيَدِ. وَالنَّبِيثَةُ: تُرَابُ الْبِئْرِ وَالنَّهْرِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ أَبو دُلَامَةَ:
إِنِ النَّاسُ غَطَّوني، تَغَطَّيْتُ عَنْهُمُ،
…
وإِن بَحَثُوني، كَانَ فِيهِمْ مَباحِثُ
وإِنْ نَبَثُوا بِئري، نَبَثْتُ بِئارَهُمْ،
…
فَسَوْفَ تَرى مَاذَا تُرَدُّ النَّبائِثُ
أَبو عُبَيْدٍ: هِيَ ثَلَّةُ الْبِئْرِ ونَبِيثَتُها، وَهُوَ مَا يُسْتَخْرجُ مِنْ تُرَابِ الْبِئْرِ إِذا حُفِرت، وَقَدْ نُبثَتْ نَبْثاً. وَذَكَرَ ابْنُ سِيدَهْ فِي خُطْبَةِ كِتَابِهِ مِمَّا قَصَدَ بِهِ الوضْعَ مِنْ أَبي عُبَيْدٍ الْقَاسِمَ بْنَ سَلَّامٍ، فِي اسْتِشْهَادِهِ بِقَوْلِ الْهُذَلِيِّ:
لحَقُّ بَني شِعارَةَ أَن يَقُولوا
…
لِصَخْرِ الغَيِّ: مَاذَا تَسْتَبيثُ؟
عَلَى النَّبيثَةِ الَّتِي هِيَ كُناسة الْبِئْرِ، وَقَالَ: هَيْهَاتَ الأَرْوى مِنَ النَّعامِ الأَرْبَد، وأَين سُهَيْلٌ مِنَ الْفَرْقَدِ؟ والنَّبيثة مِنْ نَبَثَ، وَتَسْتَبِيثُ مِنْ بَوَثَ أَو مِنْ بَيَثَ. الْجَوْهَرِيُّ: خَبيثٌ نَبِيثٌ إِتباع. وَفُلَانٌ يَنْبُثُ عَنْ عُيُوبِ النَّاسِ أَي يُظْهِرها. ونَبَثَتِ الضبعُ التُّرَابَ بِقَوَائِمِهَا فِي مشيِها: اسْتَثارَتْهُ. وَيُقَالُ: مَا رأَيتُ لَهُ عَيْناً وَلَا نَبْثاً، كَقَوْلِكَ: مَا رأَيت لَهُ عَيْناً وَلَا أَثَراً؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
فَلَا تَرى عَيْناً وَلَا أَنْباثا
…
إِلَّا مَعاثَ الذِّئبِ، حِينَ عَاثَا
فالأَنْباثُ: جَمْعُ نَبَث، وَهُوَ مَا أُبْئِرَ وحُفِرَ واسْتُنْبِثَ؛ وَقَالَ زُهَيْرٌ يَصِفُ عَيْراً وأُتُنَه:
يَخِرُّ نَبيثُها عَنْ جانِبَيْهِ،
…
فَلَيْسَ لِوَجْهِهِ مِنْهَا وِقاءُ
وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: نَبيثُها مَا نُبِثَ بِأَيْدِيهَا أَي حَفَرَتْ مِنَ التُّرَابِ. قَالَ: وَهُوَ النَّبِيثُ والنَّبيذُ
والنَّحِيتُ، كُلُّهُ وَاحِدٌ. وخَبيثٌ نَبيثٌ يَنْبُثُ شَرَّهُ أَي يَسْتَخْرِجُه. والأُنْبُوثَةُ: لُعْبَة يَلْعَبُ بِهَا الصبيانُ، يَحْفِرون حَفِيراً ويَدْفِنون فِيهِ شَيْئاً، فَمَنِ استَخْرجه فَقَدْ غَلَب. ابْنُ الأَعرابي: النَّبِيثُ ضَرْب مِنْ سَمَكِ الْبَحْرِ. وَفِي حَدِيثِ
أَبي رَافِعٍ: أَطْيَبُ طعامٍ أَكلتُ فِي الجاهليةِ نَبيثَةُ سَبُع
؛ النَّبِيثَةُ: تُرَابٌ يُخْرج من بئر أَو نهر، فكأَنه أَراد لَحْمًا دَفَنَهُ السَّبْعُ لِوَقْتِ حَاجَتِهِ فِي مَوْضِعٍ، فَاسْتَخْرَجَهُ أَبو رَافِعٍ فأَكله.
نثث: النَّثُّ: نَشْرُ الحديثِ؛ وَقِيلَ: هُوَ نَشْرُ الْحَدِيثِ الَّذِي كَتْمُه أَحَقُّ مِنْ نَشْرِه. نَثَّه يَنُثُّه وينِثُّه نَثًّا إِذا أَفشاه؛ وَيُرْوَى قَوْلُ قَيْسِ بْنِ الْخَطِيمِ الأَنصاري:
إِذا جاوَزَ الإِثْنَيْنِ سِرٌّ، فَإِنه،
…
بِنَثٍّ وتَكْثِيرِ الوُشاةِ، قَمِينُ
وَرَجُلٌ نَثَّاثٌ ومِنَثٌّ، عَنْ ثَعْلَبٍ. أَبو عَمْرٍو: النُّثَّاث الْمُغْتَابُونَ لِلْمُسْلِمِينَ. ونَثَّ العظمُ نَثًّا: سَالَ وَدَكُهُ. ونَثَّ يَنِثُّ نَثِيثاً، ومَثَّ يَمِثُّ: عَرِقَ مِنْ سِمَنِه فرأَيْتَ عَلَى سَحْنَتِه وجِلْدِه مِثلَ الدُّهْن. وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ، رضي الله عنه: أَنَّ رَجُلًا أَتاه يسأَله فَقَالَ: هَلَكْتُ، فَقَالَ عُمَرُ: اسكتْ أَهَلَكْتَ وأَنْتَ تَنِثُّ نَثَّ الحَميتِ؟
ويُروى نَثِيثَ الحَمِيت. نَثَّ الزِّقُّ ينِث، بِالْكَسْرِ، نَثِيثاً ونَثّاً إِذا رَشَحَ بِمَا فِيهِ مِنَ السَّمْن؛ أَراد: أَتَهْلِك وجسدُك كأَنه يَقْطُر دَسَماً؟ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: النِّثِّيثُ أَنْ يَعْرَقَ ويَرْشَحَ مِنْ عِظَمِهِ وَكَثْرَةِ لَحْمِهِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: نَثَّ الحَمِيتُ ومَثَّ، بِالنُّونِ وَالْمِيمِ، إِذا رَشَحَ مَا فِيهِ مِنَ السَّمن. يَنِثُّ ويَمِثُّ نَثًّا ونَثِيثاً. الأَزهري: ثَنْثَنَ إِذا رَعَى الثِّنَّ، ونَثْنَثَ إِذا عَرِقَ عَرْقَاً كَثِيرًا. وَفِي التَّهْذِيبِ: أَما قَوْلُكَ نثَّ الحديثَ يَنُثُّه نَثًّا، فَهُوَ بِضَمِّ النُّونِ لَا غَيْرَ، وَذَلِكَ إِذا أَذاعَه. وَفِي حَدِيثِ
أُم زَرْعٍ: لَا تَنُثُّ حَدِيثَنَا تَنْثِيثاً
، النَّثُّ: كالبَثِّ؛ تَقُولُ لَا تُفْشِي أَسرارَنا وَلَا تُطْلِعُ الناسَ عَلَى أَحوالنا. والتَّنْثيثُ: مَصْدَرُ يُنَثِّثُ، فأَجراه عَلَى يَنُثُّ، وَيُرْوَى بِالْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ. والنَّثِيثَة: رَشْحُ الزِّقِّ أَو السِّقاءِ. والنَّثُّ: الْحَائِطُ النَّدِيُّ المُسْتَرْخي. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَظنه فَعِلًا، كَمَا ذَهَبَ إِليه سِيبَوَيْهِ فِي طَبٍّ وبَرٍّ. وكلامٌ غَثٌّ نَثٌّ: إِتباع.
نجث: نَجَثَ الشيءَ يَنْجُثُهُ نَجْثاً وتَنَجَّثَه: استَخْرجه. وتَنَجَّثَ الأَخبارَ، بَحَثَها. وَرَجُلٌ نَجَّاثٌ: بَحَّاثٌ عَنِ الأَخبار. الأَصمعي: نَبَثُوا عَنِ الأَمْرِ ونجَثُوا عَنْهُ وبَحَثُوا، بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَرَجُلٌ نَجَّاثٌ ونَجِثٌ: يَتَتَبعُ الأَخْبارَ وَيَسْتَخْرِجُهَا؛ قَالَ الأَصمعي:
لَيْسَ بِقَسَّاسٍ وَلَا نَمٍّ نَجِثْ
وَيُقَالُ: بُلِغَتْ نَجِيثَتُه ونَكِيثَتُه أَي بَلغَ مجهودَه؛ وَقَوْلُهُ أَنشده شَمِرٌ:
أَزْمانَ عَنِّي قَلْبُكَ المُسْتَنْجِثُ،
…
بِمَأْلَفٍ فِي جَمْعِكُمْ مُسْتَنْبِثُ
قَالَ: والمُسْتَنْجِثُ المُسْتَخْرِجُ؛ يُقَالُ: نَجَثَه إِذا أَخرجه؛ وَقِيلَ: المُسْتَنْجِثُ مِثْلُ المُنْهَمِك. ونَجِيثَةُ الخَبَرِ: مَا ظَهَرَ مِنْ قَبِيحِهِ. ونَجِيثُ الْقَوْمِ: سِرُّهم. الْفَرَّاءُ: مِنْ أَمثالهم فِي إِعْلانِ السِّرِّ وإِبْدائِه بَعْدَ كِتْمَانِهِ قَوْلُهُمْ: بَدا نجيثُ الْقَوْمِ إِذا ظَهَرَ سرُّهم الَّذِي كَانُوا يُخْفُونَهُ. وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ، رضي الله عنه: انْجُثُوا لِي مَا عِنْدَ
المُغِيرة فإِنه كَتَّامَةٌ للحديثِ.
النَّجْثُ: الِاسْتِخْرَاجُ، وكأَنه بِالْحَدِيثِ أَخص. وَفِي حَدِيثِ
أُم زَرْعٍ: وَلَا تُنَجِّثُ عَنْ أَخبارنا تَنْجِيثاً.
وَفِي حَدِيثِ
هِنْدَ أَنها قَالَتْ لأَبي سُفْيَانَ لَمَّا نَزَلُوا بِالْأَبْوَاءِ فِي غَزْوَةِ أُحُد: لَوْ نَجَثْتُمْ قَبْرَ آمِنَةَ أُمِّ مُحَمَّدٍ
أَي نَبَشْتُمْ. ونَجِيثُ الثَّناء: مَا بَلَغَ مِنْهُ. ونَجِيثُ البئْرِ والحُفْرَةِ ونَجِيثَتُهما: مَا خَرَجَ مِنْ تُرَابِهِمَا، وأَتانا نَجِيثُ الْقَوْمِ أَي أَمْرُهم الَّذِي كَانُوا يُسِرُّونه؛ قَالَ لَبِيدٌ يَذْكُرُ بَقَرَةً:
مَدى العَيْنِ مِنْهَا أَنْ تُراعَ بنَجْوةٍ،
…
كقَدْرِ النَّجيثِ، مَا يَبُدُّ المُناضِلا
أَراد: أَن الْبَقَرَةَ قريبةٌ مِنْ وَلَدِهَا تُرَاعِيهِ، كقَدْر مَا بَيْنَ الرَّامِي والهَدَف. والنَّجيثَةُ: مَا أُخرج مِنْ تُرَابِ البِئر مِثْلُ النَّبِيثَةِ. وأَمْرٌ لَهُ نَجِيثٌ أَي عَاقِبَةُ سَوْءٍ. والاسْتِنْجاثُ: التَّصَدِّي لِلشَّيْءِ والإِقبالُ عَلَيْهِ والولُوع بِهِ. واستَنْجَثَ الشيءَ تَصَدَّى لَهُ وأُولِعَ بِهِ وأَقْبَلَ عَلَيْهِ. والنَجِيثُ: الهَدَف، وَهُوَ تُرَابٌ يُجمع، سُمِّيَ نَجِيثًا لِانْتِصَابِهِ وَاسْتِقْبَالِهِ؛ وَقِيلَ: النَّجِيثُ تُرَابٌ يُسْتخرَجُ ويُبْنى مِنْهُ غَرَضٌ ويُرْمى فِيهِ، وَذَلِكَ أَن يُنْبَثَ الترابُ، ثُمَّ يُكَوَّمَ كَوْمَةً، ثُمَّ يُجْعَلَ عَلَيْهَا قِطعة شَنَّةٍ فيُرْمى فِيهَا. ونَجَثَ فلانٌ بَنِي فُلَانٍ يَنْجُثُهم نَجْثاً: اسْتَغْواهُمْ، واسْتَغاثَ بِهِمْ؛ وَيُقَالُ: يَسْتعويهم، بِالْعَيْنِ، يُقَالُ: خَرَجَ فُلَانٌ يَنْجُثُ بَنِي فُلَانٍ أَي يَسْتَعْويهم. والنُّجْثُ والنُّجُثُ: غِلافُ الْقَلْبِ، وَكَذَلِكَ الْبَيْتُ للإِنسان، وَالْجَمْعُ مِنْهُمَا: أَنْجاث؛ قَالَ:
تَنْزُو قلوبُ الناسِ فِي أَنْجاثِها
وانْتَجَثَتِ الشاةُ: سَمِنَت؛ قَالَ كُثَيِّرُ عزَّة يَصِفُ أَتاناً:
تَلَقَّطَها تَحْتَ نَوْءِ السِّماك،
…
وَقَدْ سَمِنَتْ سَوْرَةً وانْتِجاثا
قَالَ: سَوْرَةً أَي يَسُور فِيهَا الشحمُ، فسَوْرَةً، عَلَى هَذَا، منتصبٌ عَلَى الْمَصْدَرِ، لأَنّ سَمِنَتْ فِي قُوَّةِ سَارَتْ أَي تَجَمَّعَ سِمَنُها.
نحث: النَّحِيثُ: لُغَةٌ فِي النَّحِيفِ، عَنْ كُرَاعٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُرى الثَّاءَ فِيهِ بَدَلًا مِنَ الْفَاءِ، والله أَعلم.
نعث: أَنْعَثَ فِي مَالِهِ: قَدَّم فِيهِ، وَقِيلَ: بَذَّرَه.
نغث: ابْنُ الأَعرابي: النَّغَثُ الشَّرُّ الدَّائِمُ الشَّدِيدُ؛ يُقَالُ: وَقَعْنَا فِي نَغَثٍ وعِصْوادٍ ورَيْبٍ وشِصْبٍ.
نفث: النَّفْثُ: أَقلُّ مِنَ التَّفْل، لأَن التَّفْلَ لَا يَكُونُ إِلَّا مَعَهُ شَيْءٌ مِنَ الرِّيقِ؛ والنفثُ: شَبِيهٌ بِالنَّفْخِ؛ وَقِيلَ: هُوَ التَّفْلُ بِعَيْنِهِ. نَفَثَ الرَّاقي، وَفِي الْمُحْكَمِ: نَفَثَ يَنْفِثُ ويَنْفُثُ نَفْثاً ونَفَثاناً. وَفِي الْحَدِيثِ
أَن النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، قَالَ إِنَّ رُوحَ القُدُس نَفَثَ فِي رُوعي، وَقَالَ: إِنّ نَفْساً لَنْ تَموتَ حَتَّى تَسْتوفِيَ رِزْقَهَا، فاتَّقوا اللَّهَ وأَجملوا فِي الطَّلَبِ
؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هُوَ كالنَّفْثِ بِالْفَمِ، شبيهٌ بِالنَّفْخِ، يَعْنِي جبريلَ أَي أَوْحى وأَلقى. والحيَّةُ تَنْفُثُ السمَّ حِينَ تَنْكُزُ. والجُرْحُ يَنْفُثُ الدمَ إِذا أَظهره. وَسمٌّ نَفِيثٌ وَدَمٌ نَفِيثٌ إِذا نَفَثَه الجرحُ؛ قَالَ صَخْرُ الْغَيِّ:
مَتى مَا تُنْكِرُوها تَعْرِفُوها،
…
عَلَى أَقْطارِها عَلَقٌ نَفِيثُ
وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنّ زَيْنَبَ بنتَ رسولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، أَنْفَرَ بِهَا الْمُشْرِكُونَ بعيرَها حَتَّى سَقَطَتْ،
فَنَفَثَتِ الدماءَ مَكانَها، وأَلقت مَا فِي بَطْنِهَا
أَي سالَ دمُها. وأَما قَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ فِي افْتِتَاحِ الصَّلَاةِ:
اللهمَّ إِني أَعوذ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ مِنْ هَمْزِهِ ونَفْثِهِ ونَفْخِهِ
؛ فأَما الْهَمْزُ وَالنَّفْخُ فَمَذْكُورَانِ فِي مَوْضِعِهِمَا، وأَما النَّفْثُ فَتَفْسِيرُهُ فِي الْحَدِيثِ أَنه الشِّعْرُ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وإِنما سُمِّيَ النَّفْثُ شِعْراً «3» لأَنه كَالشَّيْءِ يَنْفُثُه الإِنسانُ مِنْ فِيهِ، مِثل الرُّقْية. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنه قرأَ المُعَوِّذتين عَلَى نَفْسِهِ ونَفَثَ.
وَفِي حَدِيثِ
الْمُغِيرَةِ: مِئْناثٌ كأَنها نُفاثٌ
أَي تَنْفُثُ البناتَ نَفْثاً. قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ الْخَطَّابِيُّ: لَا أَعلم النُّفاثَ فِي شَيْءٍ غَيْرَ النَّفْثِ، قَالَ: وَلَا مَوْضِعَ لَهَا هَاهُنَا؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: يُحْتَمَلُ أَن يَكُونَ شبَّه كَثْرَةَ مَجِيئِهَا بِالْبَنَاتِ بِكَثْرَةِ النَّفْثِ، وتَواتُرِه وسُرْعَتِهِ. وَقَوْلُهُ عز وجل: وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ
؛ هُنَّ السَّواحِرُ. والنَّوافِثُ: السَّوَاحِرُ حِينَ يَنْفُثْنَ فِي العُقَد بِلَا رِيقٍ. والنُّفاثَةُ، بِالضَّمِّ: مَا تَنْفُثُه مِنْ فِيكَ. والنُّفاثَةُ: الشَّظِيَّةُ مِنَ السِّوَاكِ، تَبْقى فِي فَمِ الرَّجُلِ فَيَنْفُثُها. يُقَالُ: لَوْ سأَلني نُفاثةَ سِواكٍ مِنْ سِواكي هَذَا، مَا أَعطيته؛ يَعْنِي مَا يَتَشَظَّى مِنَ السِّوَاكِ فَيَبْقَى فِي الْفَمِ، فَيَنْفِيهِ صَاحِبُهُ. وَفِي حَدِيثِ
النَّجَاشِيِّ: وَاللَّهِ مَا يَزِيدُ عِيسَى عَلَى مَا تَقُولُ مِثْلَ هَذِهِ النُّفاثَةِ.
وَفِي المَثَلِ: لَا بُدَّ للمَصْدور أَن يَنْفِث [يَنْفُث]. وهو يَنْفِثُ [يَنْفُثُ] عليَّ غَضَباً أَي كأَنه يَنْفُخ مِنْ شِدَّةِ غَضَبِهِ. والقِدْرُ تَنْفُثُ، وَذَلِكَ فِي أَول غَلَيانها. وبَنُو نُفاثَةَ: حَيٌّ؛ وَفِي الصِّحَاحِ: قَوْمٌ مِنَ العرب.
نقث: نَقَثَ يَنْقُثُ، ونَقَّثَ، وتَنَقَّثَ، وانْتَقَثَ، كُلُّه: أَسْرَعَ. وَخَرَجَ يَنْقُثُ السَّيْرَ ويَنْتَقِثُ أَي يُسْرع فِي سَيْرِهِ. وَخَرَجْتُ أَنْقُثُ، بِالضَّمِّ، أَي أُسْرِع؛ وَكَذَلِكَ التَّنْقِيثُ والانْتِقاثُ، قَالَ
أَبو عُبَيْدٍ فِي حَدِيثِ أُم زَرْعٍ ونَعْتِها: جَارِيَةُ أَبي زَرْعٍ لَا تُنَقِّثُ مِيرَتَنا تَنْقيثاً.
النَّقْثُ: النَّقْلُ: أَرادت أَنها أَمينة عَلَى حِفْظِ طَعَامِنَا، لَا تَنْقُلُهُ وتُخْرجه وتُفرّقه. قَالَ: وَالتَّنْقِيثُ الإِسراع فِي السَّيْرِ. ونَقَثَ فُلَانٌ عَنِ الشَّيْءِ، ونَبَثَ عَنْهُ إِذا حَفَرَ عَنْهُ؛ وَقَالَ الأَصمعي فِي رَجَزٍ لَهُ:
كأَنَّ آثارَ الظَّرابي تَنْتَقِثْ،
…
حَوْلَكَ بُقَّيْرى الوَليدِ المُنْتَجِثْ
أَبو زَيْدٍ: نَقَثَ الأَرضَ بِيَدِهِ يَنْقُثُها نَقْثاً إِذا أَثارها بفأْس أَو مِسْحاة. ونَقَثَ العظمَ يَنْقُثُه نَقْثاً وانْتَقَثَه: اسْتَخْرَجَ مُخَّه. وَيُقَالُ: انْتَقَثَهُ وَانْتَقَاهُ، بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وتَنَقَّثَ المرأَةَ: اسْتَعْطَفها وَاسْتَمَالَهَا، عَنِ الهَجَريّ؛ وأَنشد بَيْتَ لَبِيدٍ:
أَلم تَتَنَقَّثْها، ابنَ قَيس بنِ مالكٍ،
…
وأَنتَ صَفِيُّ نَفْسِه وسَخِيرُها؟
كَذَا رَوَاهُ بِالثَّاءِ، وأَنكر تَتَنَقَّذْها بِالذَّالِ، وإِذا صَحَّتْ هَذِهِ الرِّوَايَةُ، فَهُوَ مِنْ تَنَقَّثَ العظمَ، كأَنه اسْتَخْرَجَ وُدّها كَمَا يُسْتَخْرج مِنْ مُخِّ الْعَظْمِ «4». وتَنَقَّثَ ضَيْعَتَه: تَعَهَّدَها. ابْنُ الأَعرابي: النَّقْثُ النميمة.
نكث: النَّكْثُ: نَقْضُ مَا تَعْقِدُه وتُصْلِحُه مِنْ بَيْعَةٍ وَغَيْرِهَا. نَكَثَه يَنْكُثُه نَكْثاً فانْتَكَثَ، وتَناكَثَ القومُ عُهودَهم: نَقَضُوهَا، وَهُوَ عَلَى الْمَثَلِ. وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: أُمِرْت بِقِتَالِ الناكِثِينَ والقاسِطِين
(3). قوله [وَإِنَّمَا سُمِّيَ النَّفْثُ شِعْرًا إلخ] هكذا في الأَصل والأَنسب أن يقول وإنما سمي الشعر نفثاً.
(4)
. قوله [كَمَا يُسْتَخْرَجُ مِنْ مُخِّ العظم] من بيانية. وعبارة شارح القاموس كما يستخرج مخ العظم.
والمارِقِين
؛ النَّكْثُ: نَقْضُ الْعَهْدِ؛ وأَراد بِهِمْ أَهل وَقْعَةِ الْجَمَلِ، لأَنهم كَانُوا بَايَعُوهُ ثُمَّ نَقَضُوا بَيْعَتَهُ، وَقَاتَلُوهُ؛ وأَراد بِالْقَاسِطِينَ أَهل الشأْم، وَبِالْمَارِقِينَ الْخَوَارِجَ. وحَبْلٌ نِكْثٌ ونَكِيث وأَنْكاثٌ: مَنْكُوث. والنِّكْث، بِالْكَسْرِ: أَنْ تُنْقَضَ أَخْلاقُ الأَخْبية والأَكْسِية الْبَالِيَةِ، فَتُغْزَلَ ثَانِيَةً، وَالِاسْمُ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ النَّكيثَةُ. ونَكَث العهدَ والحبلَ فانْتَكَثَ أَي نَقَضَهُ فَانْتَقَضَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكاثاً
؛ وَاحِدُ الأَنْكاث: نِكْثٌ، وَهُوَ الغَزْلُ مِنَ الصُّوفِ أَو الشَّعْرِ، تُبْرَمُ وتُنْسَجُ، فإِذا خَلَقَتِ النسيجةُ قُطِّعَتْ قِطَعاً صِغاراً، ونُكِثَتْ خيوطُها الْمَبْرُومَةُ، وخُلِطت بِالصُّوفِ الْجَدِيدِ ونَشِبَتْ بِهِ، ثُمَّ ضُربت بِالْمَطَارِقِ وَغُزِلَتْ ثَانِيَةً وَاسْتُعْمِلَتْ، وَالَّذِي ينكُثها يُقَالُ لَهُ: نَكَّاثٌ؛ وَمِنْ هَذَا نَكْثُ الْعَهْدِ، وَهُوَ نَقْضه بَعْدَ إِحْكامه، كَمَا تُنْكَث خيوطُ الصُّوفِ الْمَغْزُولِ بَعْدَ إِبْرامه. ابْنُ السِّكِّيتِ: النَّكْثُ الْمَصْدَرُ. وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ: أَنه كَانَ يأْخذ النِّكْثَ والنَّوى مِنَ الطَّرِيقِ، فإِن مَرَّ بِدَارِ قَوْمٍ، رَمَى بِهِمَا فِيهَا وَقَالَ: انْتَفِعُوا بِهَذَا النِّكثَ
؛ النِّكْث، بِالْكَسْرِ: الْخَيْطُ الخَلَقُ مِنْ صُوفٍ أَو شَعْرٍ أَو وَبرٍ، سُمِّيَ بِهِ لأَنه يُنْقَضُ، ثُمَّ يُعاد فَتْلُه. والنَّكِيثَة: الأَمر الْجَلِيلُ. والنَّكِيثَة: خُطَّةٌ صَعْبة يَنْكُثُ فِيهَا الْقَوْمُ؛ قَالَ طَرَفَةُ:
وقرّبتُ بالقُرْبَى، وجَدِّك أَنه
…
مَتَى يَكُ عَقْدٌ للنَّكِيثَةِ، أَشْهَدِ
يَقُولُ: مَتَى يَنْزِلُ بالحيِّ أَمر شَدِيدٌ يَبْلُغُ النَّكِيثَةَ، وَهِيَ النَّفْسُ، ويَجْهَدها، فإِني أَشهده. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَذَكَرَ الْوَزِيرُ الْمَغْرِبِيُّ أَنَّ النَّكِيثَةَ فِي بَيْتِ طَرَفَةَ هِيَ النَّفْسُ؛ وَقَالَ أَبو نُخَيْلَةَ:
إِذا ذَكَرْنا، فالأُمورُ تُذْكَرُ،
…
واستوعبَ، النَّكائِثَ، التَّفَكُّرُ،
قُلْنا: أَميرُ المُؤْمِنِينَ مُعْذِرُ
يَقُولُ: استوعبَ الفِكرُ أَنْفُسَنا كُلَّهَا وجَهَدَ بِهَا. والنَّكِيثَةُ: النَّفسُ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَسُمِّيَتِ النَّفْسُ نَكِيثَةً، لأَن تَكَالِيفَ مَا هِيَ مُضْطَرَّةٌ إِليه تَنْكُثُ قُوَاها، والكِبَرُ يُفْنِيهَا، فَهِيَ مَنْكُوثَةُ القُوَى بالنَّصَبِ وَالْفَنَاءِ، وأُدخلت الْهَاءُ فِي النَّكِيثَةِ لأَنها اسْمٌ. الْجَوْهَرِيُّ: فلانٌ شديدُ النَّكِيثَةِ أَي النَّفْسِ. وبُلِغت نَكِثَتُه أَي جُهْدُه. يُقَالُ: بُلِغَت نَكِيثَةُ الْبَعِيرِ إِذا جُهِدَ قوَّتَه. وَنَكَائِثُ الإِبل: قُوَاها؛ قَالَ الرَّاعِي يَصِفُ نَاقَةً:
تُمْسِي، إِذا العِيسُ أَدْرَكْنا نَكائثَها،
…
خَرْقاءَ، يعتادُها الطُّوفانُ والزُّؤُدُ
وَبَلَغَ فلانٌ نَكِيثَةَ بعيرِه أَي أَقْصَى مَجْهُودِهِ فِي السَّيْرِ. وَقَالَ فلانٌ قَوْلًا لَا نَكِيثَةَ فِيهِ أَي لَا خُلْفَ. وَطَلَبَ فلانٌ حَاجَةً ثُمَّ انْتَكَثَ لأُخرى أَي انْصَرَفَ إِليها. وَيُقَالُ: بعيرٌ مُنْتَكِثٌ إِذا كَانَ سَمِينًا فَهُزِلَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
ومُنْتَكِثٍ عالَلْتُ بالسَّوْطِ رأَسَه،
…
وَقَدْ كَفَرَ اللَّيْلُ الخَرُوقُ المَوَامِيَا
ونَكَثَ السِّواكَ وغَيْرَهُ يَنْكُثُه نَكْثاً فانْتَكَثَ: شَعَّثَهُ، وَكَذَلِكَ نَكَثَ السَّافَ عَنْ أُصولِ الأَظفار.