المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل الدال المهملة - لسان العرب - جـ ٢

[ابن منظور]

فهرس الكتاب

- ‌ت

- ‌حرف التاء المثناة فوقها

- ‌فصل الهمزة

- ‌فصل الباء الموحدة

- ‌فصل التاء المثناة

- ‌فصل الثاء المثلثة

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء المهملة

- ‌فصل الخاء المعجمة

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الذال المعجمة

- ‌فصل الراء

- ‌فصل الزاي

- ‌فصل السين المهملة

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الصاد المهملة

- ‌فصل الضاد المعجمة

- ‌فصل الطاء المهملة

- ‌فصل العين المهملة

- ‌فصل الغين المعجمة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

- ‌فصل الياء المثناة تحتها

- ‌فصل الثاء المثلثة

- ‌فصل الباء الموحدة

- ‌فصل التاء المثناة فوقها

- ‌فصل الثاء المثلثة

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء المهملة

- ‌فصل الخاء المعجمة

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الراء

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الصاد المهملة

- ‌فصل الضاد المعجمة

- ‌فصل الطاء المهملة

- ‌فصل العين المهملة

- ‌فصل الغين المعجمة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

- ‌فصل الياء المثناة تحتها

- ‌ج

- ‌حرف الجيم

- ‌فصل الألف

- ‌فصل الباء

- ‌فصل التاء

- ‌فصل الثاء

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء

- ‌فصل الخاء

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الذال المعجمة

- ‌فصل الراء

- ‌فصل الزاي

- ‌فصل السين المهملة

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الصاد المهملة

- ‌فصل الضاد المعجمة

- ‌فصل الطاء المهملة

- ‌فصل الظاء المعجمة

- ‌فصل العين المهملة

- ‌فصل الغين المعجمة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

- ‌فصل الياء

- ‌باب الهمزة

- ‌فصل الباء

- ‌فصل التاء

- ‌فصل الثاء

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء

- ‌فصل الدال

- ‌فصل الذال المعجمة

- ‌فصل الراء المهملة

- ‌فصل الزاي

- ‌فصل السين

- ‌فصل الشين

- ‌فصل الصاد

- ‌فصل الضاد

- ‌فصل الطاء

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الواو

- ‌فصل الياء

الفصل: ‌فصل الدال المهملة

لَا تُكْثِري أُخْتَ بَنِي خُنَاجِ،

وأَقْصري مِن بَعْضِ ذَا الضِّجاجِ،

فَقَدْ أَقَمْناكِ عَلَى المِنْهاجِ،

أَتَيْتِهِ بِمِثْلِ حُقِّ العَاجِ،

مُضَمَّخٍ زُيِّنَ بانْتِفَاجِ،

بِمِثْلِه نَيْلُ رِضَى الأَزواجِ

خنبج: الخُنْبُجُ والخَنَابِجُ: الضَّخْمُ. والخُنْبُجُ: السَّيِءُ الْخُلُقِ. وامرأَة خُنْبُجَة: مُكْتَنِزَةٌ ضَخْمَةٌ. وهَضْبَةٌ خُنْبُجٌ: عَظِيمَةٌ. والخُنْبُجُ: الْخَابِيَةُ الصَّغِيرَةُ. والخُنْبُجَة، بِالْهَاءِ: الْخَابِيَةُ الْمَدْفُونَةُ، حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ عَنْ أَبي عَمْرٍو، وَهِيَ فَارِسِيَّةٌ مُعَرَّبَةٌ. وَفِي حَدِيثِ تَحْرِيمِ الْخَمْرِ ذُكِرَ الخُنَابِج، قِيلَ: هِيَ حِبَابٌ تُدَسُّ فِي الأَرض. والخُنْبُجَةُ: القَمْلة الضَّخْمَةُ. قَالَ الأَصمعي: الخُنْبُجُ، بِالْخَاءِ وَالْجِيمِ، الْقَمْلُ؛ قَالَ الرِّيَاشِيُّ: وَالصَّوَابُ عِنْدَنَا مَا قَالَ الأَصمعي.

خنزج: الخَنْزَجَةُ: التَّكَبُّرُ. وخَنْزَجَ: تَكَبَّرَ. وَرَجُلٌ خَنْزَجٌ: ضَخْمٌ.

خنعج: الخَنْعَجَةُ: مِشْيَةٌ مُتَقَارِبَةٌ فِيهَا قَرْمَطَةٌ وعَجَلَة، وَقَدْ ذكر بالباء والتاء.

خنفج: الخُنَافِجُ والخُنْفُجُ: الضَّخْمُ الْكَثِيرُ اللَّحْمِ مِنَ الغِلْمانِ.

خيج: الْخَايِجَةُ: الْبَيْضَةُ، وَهُوَ بالفارسية خاياه.

‌فصل الدال المهملة

دبج: الدَّبْجُ: النَّقْشُ وَالتَّزْيِينُ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ. ودَبَجَ الأَرضَ المطرُ يَدْبُجُها دَبْجاً: رَوَّضَها. والدِّيباحُ: ضَرْبٌ مِنَ الثِّيَابِ، مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ، بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحِ، مُوَلَّدٌ، وَالْجَمْعُ دَيابيجُ وَدَبَابِيجُ. قَالَ ابْنُ جِنِّيٍّ: قَوْلُهُمْ دَبَابِيجُ يَدُلُّ عَلَى أَن أَصله دِبَّاجٌ، وأَنهم إِنما أَبدلوا الْبَاءَ يَاءً اسْتِثْقَالًا لِتَضْعِيفِ الْبَاءِ، وَكَذَلِكَ الدِّينَارُ وَالْقِيرَاطُ، وَكَذَلِكَ فِي التَّصْغير. وَفِي الحَديثِ ذكْرُ الدِّيباجِ، وَهِيَ الثِّيَابُ الْمُتَّخَذَةُ مِنَ الْإِبْرِيسِمِ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، وَقَدْ تُفتح دَالُهُ. وَسَمَّى ابْنُ مَسْعُودٍ الْحَوَامِيمَ دِيبَاجَ الْقُرْآنِ. اللَّيْثُ: الدِّيباج أَصوب مِنَ الدَّيْباج، وَكَذَلِكَ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي الدِّيباج والدِّيوان، وَجَمْعُهُمَا دَبابِيجُ ودَواوينُ. وَرُوِيَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ أَنه كَانَ لَهُ طَيْلَسانٌ مُدَبَّجٌ، قَالُوا: هُوَ الَّذِي زُيِّنَتْ أَطْرَافُهُ بِالدِّيبَاجِ. وَمَا بالدَّارِ دِبِّيجٌ، بِالْكَسْرِ وَالتَّشْدِيدِ، أَي مَا بِهَا أَحد، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ، لَا يُسْتَعْمَلُ إِلا فِي النَّفْيِ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: هُوَ فِعِّيل مِنْ لَفْظِ الدِّيباج وَمَعْنَاهُ، وَذَلِكَ أَن النَّاسَ هُمُ الذين يَشُونَ الأَرضَ وَبِهِمْ تَحْسُنُ وَعَلَى أَيديهم وَبِعِمَارَتِهِمْ تَجْمُلُ. الْفَرَّاءُ عَنِ الدَّهْرِيَّةِ: مَا فِي الدَّارِ سَفْرٌ وَلَا دِبِّيجٌ وَلَا دَبِّيجٌ، وَلَا دِبِّيٌّ وَلَا دَبِّيٌّ. قَالَ: قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: وَالْحَاءُ أَفصح اللُّغَتَيْنِ؛ الْجَوْهَرِيُّ: وسأَلت عَنْهُ فِي الْبَادِيَةِ جَمَاعَةً مِنَ الأَعراب فَقَالُوا: مَا فِي الدارِ دِبِّيٌّ، قَالَ: وَمَا زَادُونِي عَلَى ذَلِكَ قَالَ: وَوَجَدْتُ بِخَطِّ أَبي مُوسَى الْحَامِضِ: مَا فِي الدارِ دِبِّيجٌ مُوَقَّعٌ، بِالْجِيمِ، عَنْ ثَعْلَبٍ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَالْجِيمُ فِي دبِّيج مُبْدَلَةٌ مِنَ الْيَاءِ فِي دِبِّيّ، كَمَا قَالُوا صِيصِيٌّ وصِيصِجٌّ ومُرِّيٌّ ومُرِّجٌّ، وَمِثْلُهُ كَثِيرٌ. والدِّيباجَتانِ: الْخَدَّانِ، وَيُقَالُ هُمَا اللِّيتَانِ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ يَصِفُ الْبَعِيرَ:

يَسْعَى بِهَا بازِلٌ، دُرْمٌ مَرافِقُه،

يَجْري بِديباجَتَيْه الرَّشْحُ، مُرْتَدِعُ

ص: 262

الرَّشْحُ: الْعَرَقُ. وَالْمُرْتَدِعُ: الْمُلْتَطِخُ أَخذه مِنَ الرَّدْعِ: وَهَذَا الْبَيْتُ فِي الصِّحَاحِ:

يَخْدي بِهَا كُلُّ مَوَّارٍ مَناكِبُه،

يَجْري بِديباجَتَيْهِ الرَّشْحُ، مُرْتَدِعُ

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والمُرْتَدِعُ هُنَا الَّذِي عَرِقَ عَرَقاً أَصفر، وأَصله مِنَ الرَّدْعِ، وَالرَّدْعُ أَثر الخَلوق، وَالضَّمِيرُ فِي قَوْلِهِ بِهَا: يَعُودُ عَلَى امرأَة ذَكَرَهَا. وَالْبَازِلُ مِنَ الإِبل: الَّذِي لَهُ تِسْعُ سِنِينَ، وَذَلِكَ وَقْتُ تَنَاهِي شَبَابِهِ وَشِدَّةِ قوَّته. ورُوي فُتْلٌ مَرافِقُه؛ والفُتْلُ: الَّتِي فِيهَا انْفِتَالٌ وتَباعُدٌ عَنْ زَوْرِها، وَذَلِكَ مَحْمُودٌ فِيهَا. ودِيباجَةُ الْوَجْهِ ودِيباجُهُ: حُسْنُ بَشَرَتِهِ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي لِلنَّجَاشِيِّ:

هُمُ البِيضُ أَقْداماً ودِيباجُ أَوْجُهٍ،

كِرامٌ، إِذا اغْبَرَّتْ وُجُوهُ الأَشائِم

وَرَجُلٌ مُدَبَّجٌ: قَبِيحُ الْوَجْهِ وَالْهَامَةِ وَالْخِلْقَةِ. والمُدَبَّجُ: طَائِرٌ مِنْ طَيْرِ الْمَاءِ قَبِيحُ الْهَيْئَةِ. التَّهْذِيبُ: والمُدَبَّجُ ضَرْبٌ مِنَ الْهَامِّ وَضَرْبٌ مِنْ طَيْرِ الْمَاءِ، يُقَالُ لَهُ: أَغْبَرُ مُدَبَّجٌ، مُنْتَفِخُ الرِّيشِ قَبِيحُ الْهَامَةِ يَكُونُ فِي الْمَاءِ مَعَ النُّحَامِ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِلنَّاقَةِ إِذا كَانَتْ فَتِيَّةً شَابَّةً: هِيَ الْقِرْطَاسُ والدِّيباج والدِّعْلِبَةُ والدِّعْبلُ والعَيْطموس.

دجج: دَجَّ القَوْمُ يَدِجُّونَ دَجّاً ودَجِيجاً ودَجَجاناً: مَشَوْا مَشْياً رُوَيْداً فِي تَقارُبِ خَطْوٍ؛ وَقِيلَ: هُوَ أَن يُقْبِلُوا وَيُدْبِرُوا؛ وَقِيلَ: هُوَ الدَّبِيبُ بِعَيْنِهِ. ودَجَّ يَدِجُّ إِذا أَسرع، ودَجَّ يَدِجُّ ودَبَّ يَدِبُّ، بِمَعْنًى: قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ:

إِذا سَدَّ بالمَحْلِ آفاقَها

جَهامٌ، يَدِجُّ دَجِيجَ الظُّعُنْ

قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: لَا يُقَالُ يَدِجُّون حَتَّى يَكُونُوا جَمَاعَةً، وَلَا يُقَالُ ذَلِكَ لِلْوَاحِدِ، وَهُمُ الدَّاجَّةُ. وَفِي الْحَدِيثِ:

قَالَ لرجلٍ أَين نَزَلْتَ؟ قَالَ: بِالشِّقِّ الأَيسر مِنْ مِنًى، قَالَ: ذَاكَ مَنْزِلُ الداجِّ فَلَا تَنْزِلْهُ.

ودَجَّ البيتُ إِذا وَكَفَ. وأَقبل الحاجُّ والدَّاجُّ؛ الحاجُّ: الَّذِينَ يَحُجُّونَ، والداجُّ: الَّذِينَ مَعَهُمْ مِنَ الأُجراء والمُكارينَ والأَعوان وَنَحْوِهِمْ، لأَنهم يَدِجُّونَ عَلَى الأَرض أَي يَدِبُّونَ ويَسْعَوْنَ فِي السَّفَرِ، وَهَذَانَ اللَّفْظَانِ وإِن كَانَا مُفْرَدَيْنِ فَالْمُرَادُ بِهِمَا الْجَمْعُ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سامِراً تَهْجُرُونَ. وَقِيلَ: هُمُ الَّذِينَ يَدِبُّونَ فِي آثَارِهِمْ مِنَ التُّجَّارِ وَغَيْرِهِمْ. وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ عُمَرَ: رأَى قَوْمًا فِي الحجِّ لَهُمْ هَيْئَةً أَنكرها، فَقَالَ: هَؤُلَاءِ الداجُّ وَلَيْسُوا بالحاجِّ.

الْجَوْهَرِيُّ: وأَما الْحَدِيثُ:

مَا تَرَكْتُ مِنْ حاجَةٍ وَلَا داجَةٍ إِلا أَتَيْتُ

، فَهُوَ مُخَفَّفٌ، إِتباع لِلْحَاجَةِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ذِكْرُ الجوهري هَذَا فِي فَصْلِ دَجَجَ وَهَمٌ مِنْهُ، لأَن الدَّاجَةَ أَصلها دَوْجَةٌ، كَمَا أَن حَاجَةً أَصلها حَوْجَةٌ، وَحُكْمُهَا حُكْمُهَا، وإِنما ذَكَرَ الْجَوْهَرِيُّ الدَّاجَةَ فِي فَصْلِ دَجَجَ لأَنه تَوَهَّمَهَا مِنَ الداجَّةِ الجماعةِ الَّذِينَ يَدِجُّونَ عَلَى الأَرض أَي يَدِبُّون فِي السَّيْرِ، وَلَيْسَتْ هَذِهِ اللَّفْظَةُ مِنْ مَعْنَى الْحَاجَةِ فِي شَيْءٍ. ابْنُ الأَثير: وَفِي الْحَدِيثِ،

قَالَ لِرَجُلٍ: مَا تَرَكْتُ حاجَّة وَلَا داجَّة.

قَالَ؛ وَهَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ، بِالتَّشْدِيدِ. قَالَ الْخَطَّابِيُّ: الحاجَّةُ الْقَاصِدُونَ الْبَيْتَ، والدَّاجَّةُ الرَّاجِعُونَ، وَالْمَشْهُورُ هُوَ بِالتَّخْفِيفِ، وأَراد بِالْحَاجَّةِ الصَّغِيرَةَ، وَبِالدَّاجَّةِ الْكَبِيرَةَ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وَفِي كَلَامِ بَعْضِهِمْ: أَمَا وَحَواجِّ بَيْتِ اللَّهِ ودَواجِّه لأَفْعَلَنَّ كَذَا وَكَذَا. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: فِي حَدِيثِ

ابْنِ عُمَرَ هَؤُلَاءِ الداجُّ وَلَيْسُوا بالحاجِ

، قَالَ: هُمُ الَّذِينَ

ص: 263

يَكُونُونَ مَعَ الْحَاجِّ مِثْلَ الأُجراء والجمَّالين وَالْخَدَمِ وَمَا أَشبههم؛ وَقِيلَ: إِنما قِيلَ لَهُمْ دَاجٌّ لأَنهم يَدِجُّونَ عَلَى الأَرض. والدَّجَجانُ: هُوَ الدَّبِيبُ فِي السَّيْرِ؛ وأَنشد:

باتَتْ تُداعي قَرَباً أَفايِجا،

تَدْعُو بِذَاكَ الدَّجَجانَ الدَّارِجَا

قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: فأَراد ابْنُ عُمَرَ أَن هَؤُلَاءِ لَا حَجَّ لَهُمْ، وَلَيْسَ عِنْدَهُمْ شَيْءٌ إِلَّا أَنهم يَسِيرُونَ ويَدِجُّونَ، وَلَا حَجَّ لَهُمْ. أَبو زَيْدٍ: الداجُّ التُّبَّاعُ والجَمَّالُون، والحاجُّ أَصحاب النيَّات، والزَّاجُّ المراؤُون. والدَّجاجة والدِّجاجةُ: مَعْرُوفَةٌ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لإِقبالها وإِدبارها، تَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ والأُنثى، لأَن الْهَاءَ إِنما دَخَلَتْهُ عَلَى أَنه وَاحِدٌ مِنْ جِنْسٍ، مِثْلُ حَمَامَةٍ وَبَطَّةٍ؛ أَلا تَرَى إِلى قَوْلِ جَرِيرٍ:

لَمَّا تَذَكَّرْتُ بالدَّيْرَيْنِ، أَرَّقَني

صَوْتُ الدَّجاجِ، وضَرْبٌ بالنَّواقيس

إِنما يَعْنِي زُقَاءَ الدُّيوك؟ وَالْجَمْعُ دَجَاجٌ ودِجَاجٌ ودَجائج، وَفَتْحُ الدَّالِ أَفصح، فأَما دَجَائِجُ فَجَمْعٌ ظَاهِرُ الأَمر، وأَما دِجاجٌ فَقَدْ يَكُونُ جَمْعَ دجاجَةٍ كَسِدْرَةٍ وسِدَرٍ، فِي أَنه لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ وَاحِدِهِ إِلا الْهَاءُ، وَقَدْ يَكُونُ تَكْسِيرَ دَجَاجَةٍ عَلَى أَن تَكُونَ الْكَسْرَةُ فِي الْجَمْعِ غَيْرَ الْكَسْرَةِ الَّتِي كَانَتْ فِي الْوَاحِدِ، والأَلف غَيْرَ الأَلف لَكِنَّهَا كَسْرَةُ الْجَمْعِ وأَلفه، فَتَكُونُ الْكَسْرَةُ فِي الْوَاحِدِ كَكَسْرَةِ عَيْنِ عِمامة، وَفِي الْجَمْعِ كَكَسْرَةِ قَافِ قِصاع وَجِيمِ حِفان. وَقَدْ يَكُونُ جَمْعَ دَجَاجَةٍ عَلَى طَرْحِ الزَّائِدِ، كَقَوْلِكَ صَحْفَة وصِحاف فكأَنه حِينَئِذٍ جَمْعُ دَجَّةٍ. وأَما دَجاجٌ فَمِنَ الْجَمْعِ الَّذِي لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ وَاحِدِهِ إِلا الْهَاءُ كَحَمَامَةٍ وَحَمَامٍ وَيَمَامَةٍ وَيَمَامٍ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا دَجاجةٌ ودَجاجٌ ودَجاجاتٌ، قَالَ: وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ دِجاج ودَجاج ودَجاجات ودِجاجات؛ وَقَوْلُ جَرِيرٍ:

صوتُ الدَّجاج وقَرْعٌ بالنَّواقِيسِ

قَالَ: أَراد أَرَّقني انْتِظَارُ صَوْتِ الدَّجَاجِ أَي الدُّيُوكِ، وَذَلِكَ أَنه كَانَ مُزمِعاً سَفَراً فأَرِقَ يَنْتَظِرُهُ. ودِجْ دِجْ: دُعَاؤُكَ بالدَّجاجة. ودَجْدَجَ بالدُّجاجة: صَاحَ بِهَا فَقَالَ: دِجْ دِجْ. ودَجْدَجْتُ بِهَا وكَرْكَرْتُ أَي صِحْتُ. ودَجْدَجَتِ الدَّجاجةُ فِي مَشْيِهَا: عَدَتْ. والدُّجُّ: الفَرُّوج؛ قَالَ:

والدِّيكُ والدُّجُّ مَعَ الدَّجاج

وَقِيلَ: الدُّجُّ مولَّد؛ وَقِيلَ فِي قَوْلِ لَبِيدٌ:

باكَرْتُ حاجَتَها الدَّجاجَ بِسُحْرَةٍ

أَنَّهُ أَراد الدِّيكَ وصَقِيعَه فِي سُحْرَةٍ. التَّهْذِيبُ: وَجَمْعُ الدَّجاج دُجُجٌ. والدَّجاجُ: الكُبَّةُ مِنَ الغَزْلِ، وَقِيلَ: الحِفْشُ مِنْهُ، وجَمْعُها دَجاجٌ؛ وأَنشد قَوْلَ أَبي الْمِقْدَامِ الْخُزَاعِيِّ فِي أُحْجِيَّتِه:

وعَجُوزاً رأَيتُ باعَتْ دَجاجاً،

لمْ يُفَرِّخْنَ، قَدْ رأَيتُ عُضالا

ثُمَّ عادَ الدَّجاجُ مِنْ عَجَبِ الدَّهرِ

فَراريجَ، صِبْيَةً أَبْذالا

والدَّجاجُ هَذَا جَمْعُ دَجاجةٍ لكُبَّةِ الغَزْلِ. والفَراريجُ: جَمْعُ فَرُّوج للدُّرَّاعة والقَباءِ. والأَبْذالُ: الَّتِي تَبْتَذِلُ فِي اللِّبَاسِ. والدَّجاجةُ: مَا نَتَأَ مِنْ صَدْرِ الفَرَسِ؛ قَالَ:

بانتْ دَجاجَتُه عَنِ الصَّدْرِ

وَهُمَا دَجاجتان عَنْ يَمِينِ الزَّوْرِ وَشِمَالِهِ؛ قَالَ ابْنُ

ص: 264

بُراقة الهَمْداني:

يَفْتَرُّ عَنْ زَوْرِ دَجاجَتَيْنِ

والدُّجَّةُ، بِالضَّمِّ: شِدَّةُ الظُّلْمَةِ. وَقَدْ تَدَجْدَجَ الليلُ؛ وليلٌ دَجوجٌ ودَجوجيٌّ ودُجاجي ودَيْجُوجٌ: مُظْلِمٌ. وَلَيْلَةٌ دَيْجُوجٌ: مُظْلِمَةٌ. ودَجْدَجَ الليلُ: أَظلم. وَجَمْعُ الدَّيْجُوجِ دَياجِيجُ ودَياجٍ، وأَصله دَياجِيجُ، فَخَفَّفُوهُ بِحَذْفِ الْجِيمِ الأَخيرة؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: التَّعْلِيلُ لِابْنِ جِنِّي. وشَعَرٌ دَجوجِيٌّ ودَجِيجٌ: أَسود؛ وَقِيلَ: الدَّجِيجُ والدَّجْداجُ: الأَسود مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وَلَيْلَةٌ دَجْداجَةٌ: شَدِيدَةُ الظُّلْمَةِ. ودَجَّجَتِ السماءُ تَدْجِيجاً: غَيَّمَت. وتَدَجَّجَ فِي سِلَاحِهِ: دَخَلَ. والمُدَجِّجُ والمُدَجَّجُ: المُتَدَجِّجُ فِي سِلَاحِهِ. أَبو عُبَيْدٍ: المُدَجْدِجُ اللَّابِسُ السِّلَاحَ التَّامَّ؛ وَقَالَ شَمِرٌ: وَيُقَالُ مُدَجِّجٌ أَيضاً. اللَّيْثُ: المُدَجِّجُ الْفَارِسُ الَّذِي قَدْ تَدَجَّجَ فِي شِكَّتِه أَي شاكُّ السِّلاحِ، قَالَ أَي دَخَلَ فِي سِلَاحِهِ كأَنه تَغَطَّى بِهِ. وَفِي حَدِيثِ

وَهْبٍ: خَرَجَ داودُ مُدَججاً فِي السِّلَاحِ

، رُوِيَ بِكَسْرِ الْجِيمِ وَفَتْحِهَا، أَي عَلَيْهِ سِلَاحٌ تَامٌّ، سُمي بِهِ لأَنَه يَدِجُّ أَي يَمْشِي رُوَيْداً لِثِقْلِهِ؛ وَقِيلَ: لأَنه يَتَغَطَّى بِهِ، مِنْ دجَّجَتِ السماءُ إِذا تَغَيَّمَت. والمُدَجَّجُ الدُّلْدُلُ مِنَ الْقَنَافِذِ. ابْنُ سِيدَهْ: والمُدَجَّجُ الْقُنْفُذُ، قَالَ: أُراه لِدُخُولِهِ فِي شَوْكِهِ؛ وإِياه عَنَى الشَّاعِرُ بِقَوْلِهِ:

ومُدَجَّجٍ يَسْعَى بِشِكَّتِه،

مُحْمَرَّةٍ عَيْناه كالكَلْبِ

الأَصمعي: دَجَجْتُ السِّتْرَ دَجّاً إِذا أَرخيته، فَهُوَ مَدْجُوجٌ. ابْنُ الأَعرابي: الدُّجُجُ الْجِبَالُ السُّودُ، والدُّجُجُ أَيضاً: تَرَاكُمُ الظَّلَامِ. والدُّجَّةُ: شِدَّةُ الظُّلْمَةِ، وَمِنْهُ اشْتِقَاقُ الدَّيْجُوج بِمَعْنَى الظَّلَامِ. وَلَيْلٌ دَجُوجِيٌّ وَشِعْرٌ دَجُوجِيٌّ وَسَوَادٌ دَجُوجِيٌّ، وتَدَجْدَجَ الليلُ، فَهِيَ دَجْداجَةٌ؛ وأَنشد:

إِذا رِداءُ ليلةٍ تَدَجْدَجا

وبَعِير دَجُوجِيٌّ وَنَاقَةٌ دَجُوجِيَّة أَي شَدِيدَةُ السَّوَادِ. وَنَاقَةٌ دَجَوْجاةٌ: مُنْبَسِطَةٌ عَلَى الأَرض. والدِّجَّةُ: جِلْدَةٌ قدر أُصبعين توضع في طَرَفِ السَّيْر الَّذِي تُعَلَّقُ بِهِ الْقَوْسُ، وَفِيهِ حَلْقَةٌ فِيهَا طَرَفُ السَّيْرِ. ودِجاجَةُ: اسْمُ امرأَة «4» . ودَجُوجٌ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ أَبو ذؤَيب:

فإِنَّكَ عَمْري، أَيَّ نَظْرَةِ عاشِقٍ

نَظَرْتَ، وقُدْسٌ دُونَنا ودَجُوجُ

ودَجُوجٌ: اسْمُ بَلَدٍ فِي بلاد قيس.

دحج: ابْنُ سِيدَهْ: دَحَجَه يَدْحَجُه دَحْجاً: عَرَكَه عَرْكاً كَعَرْكِ الأَديم، يَمَانِيَةٌ، وَالذَّالُ الْمُعْجَمَةُ لُغَةٌ وَهِيَ أَعلى. الأَزهري: دَحَجَ إِذا جَامَعَ. ودَحَجَه دَحْجاً إِذا سَحَبَه. قَالَ: وَفِي بَابِ الذَّالِ الْمُعْجَمَةِ ذَحَجَهُ ذحْجاً بِهَذَا المعنى فكأَنهما لغتان.

دحرج: دَحْرَجَ الشيءَ دَحْرَجَةً ودِحْراجاً فَتَدَحْرَجَ أَي تَتَابَعَ فِي حُدُور. والمُدَحْرَجُ: المُدَوَّر. والدُّحْروجَة: مَا تَدَحْرَجَ مِنَ القِدْر؛ قَالَ النَّابِغَةُ:

أَضْحَتْ يُنَفِّرُها الوِلْدانُ مِنْ سَبَإٍ،

كأَنَّهُمْ، تَحْتَ دَفَّيْها، دَحَارِيجُ

(4). قوله [ودجاجة اسم امرأة] قال الوزير أَبو القاسم المغربي في أنسابه: فأما الأَسماء فكلها دجاجة بكسر الدال، فمن ذلك دجاجة بنت صفوان شاعرة انتهى. من شرح القاموس باختصار.

ص: 265

والدُّحْرُوجَةُ: مَا يُدَحْرِجُه الجُعَلُ مِنَ البَنادق؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ فِرَاخَ الظَّلِيمِ:

أَشْداقُها كَصَدوحِ النَّبْعِ فِي قُلَلٍ،

مِثْلَ الدَّحاريج، لَمْ يَنْبُتْ لَهَا زَغَبُ

وقُلَلُها: رؤُوسها؛ وَجَمْعُ الدُّحْرُوجَةِ دَحارِيج. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ للجُعَل المُدَحْرِجُ؛ وَقَالَ عُجَير السَّلُولي: قَمِطْرٌ كحوَّازِ الدَّحاريج أَبْتَرُ

درج: دَرَجُ البناءِ ودُرَّجُه، بِالتَّثْقِيلِ: مَراتِبُ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ، واحدتُه دَرَجَة ودُرَجَةٌ مِثَالُ هُمَزَةٍ، الأَخيرة عَنْ ثَعْلَبٍ. والدَّرَجَةُ: الرِّفْعَةُ فِي الْمَنْزِلَةِ. والدَّرَجَةُ: المِرْقاةُ «1» . والدَّرَجَةُ واحدةُ الدَّرَجات، وَهِيَ الطَّبَقَاتُ مِنَ الْمَرَاتِبِ. والدَّرَجَةُ: الْمَنْزِلَةُ، وَالْجَمْعُ دَرَجٌ. ودَرَجاتُ الْجَنَّةِ: منازلُ أَرفعُ مِنْ مَنازِلَ. والدَّرَجانُ: مِشْيَةُ الشَّيْخِ وَالصَّبِيِّ. وَيُقَالُ لِلصَّبِيِّ إِذا دَبَّ وأَخذ فِي الْحَرَكَةِ: دَرَجَ. ودَرَج الشَّيْخُ وَالصَّبِيُّ يَدْرُجُ دَرْجاً ودَرَجاناً ودَرِيجاً، فَهُوَ دَارِجٌ: مَشَيا مَشْياً ضَعِيفًا ودَبَّا؛ وَقَوْلُهُ:

يَا لَيْتَنِي قَدْ زُرْتُ غَيْرَ خارِجِ،

أُمَّ صَبِيٍّ، قَدْ حَبَا، ودارِجِ

إِنما أَراد أُمَّ صَبِيٍّ حابٍ ودارِج، وَجَازَ لَهُ ذَلِكَ لأَن قَدْ تُقرِّبُ الْمَاضِيَ مِنَ الْحَالِ حَتَّى تُلْحِقَهُ بِحُكْمِهِ أَو تَكَادَ، أَلا تَرَاهُمْ يَقُولُونَ: قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ، قَبْلَ حَالِ قِيَامِهَا؟ وجعَلَ مُلَيْحٌ الدَّريجَ لِلْقَطَا فَقَالَ:

يَطُفْنَ بِأَحْمالِ الجِمالِ غُدَيَّةً،

دَريجَ القَطا، فِي القَزِّ غَيْرِ المُشَقَّقِ

قَوْلُهُ: فِي القَزِّ، مِنْ صِلَةِ يَطُفْنَ؛ وَقَالَ:

تَحْسَبُ بالدَّوِّ الغَزالَ الدَّارِجا،

حمارَ وحشٍ يَنْعَبُ المَناعِبا،

والثَّعْلَبَ المَطْرودَ قَرْماً هابِجَا

فأَكفأَ بِالْبَاءِ وَالْجِيمِ عَلَى تَبَاعُدِ مَا بَيْنَهُمَا فِي الْمَخْرَجِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا مِنَ الإِكفاء الشَّاذِّ النَّادِرِ، وإِنما يَمْثُلُ الإِكفاءُ قَلِيلًا إِذا كَانَ بِالْحُرُوفِ الْمُتَقَارِبَةِ كَالنُّونِ وَالْمِيمِ، وَالنُّونِ وَاللَّامِ، وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنَ الْحُرُوفِ الْمُتَدَانِيَةِ الْمَخَارِجِ. والدَّرَّاجةُ: العَجَلَةُ الَّتِي يَدِبُّ الشَّيْخُ وَالصَّبِيُّ عَلَيْهَا، وَهِيَ أَيضاً الدَّبَّابة الَّتِي تُتَّخذ فِي الْحَرْبِ يَدْخُلُ فِيهَا الرِّجَالُ. الْجَوْهَرِيُّ: الدَّرَّاجَةُ، بِالْفَتْحِ، الحالُ وَهِيَ الَّتِي يَدْرُجُ عَلَيْهَا الصَّبِيُّ إِذا مَشَى. التَّهْذِيبُ: وَيُقَالُ للدَّبَّابات الَّتِي تُسَوَّى لِحَرْبِ الحِصارِ يَدْخُلُ تَحْتَهَا الرِّجَالُ: الدَّبَّابات والدَّرَّاجات. والدَّرَّاجَةُ: الَّتِي يُدَرَّجُ عَلَيْهَا الصَّبِيُّ أَوَّلَ مَا يَمْشِي. وَفِي الصِّحَاحِ: دَرَجَ الرجلُ وَالضَّبُّ يَدْرُجُ دُرُوجاً أَي مَشَى. ودَرَجَ ودَرِجَ أَي مَضَى لسبيله. ودَرِجَ [دَرَجَ] القومُ إِذا انْقَرَضُوا؛ والانْدِراجُ مِثْلُهُ. وكلُّ بُرْج مِنْ بُرُوج السَّمَاءِ ثَلَاثُونَ دَرَجةً. والمَدارِجُ: الثَّنَايَا الغِلاظُ بَيْنَ الْجِبَالِ، وَاحِدَتُهَا مدْرَجةٌ، وَهِيَ الْمَوَاضِعُ الَّتِي يُدْرَجُ فِيهَا أَي يُمْشَى؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْمُزَنِيِّ، وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ ذُو البِجادَينِ:

تَعَرَّضي مَدارِجاً وسُومِي،

تَعَرُّضَ الجَوْزاءِ للنُّجُومِ،

هَذَا أَبو القاسمِ فاسْتَقِيمي

(1). قوله [والدرجة المرقاة] في القاموس: والدرجة، بالضم وبالتحريك، كهمزة، وتشدد جيم هذه، والأدرجة كأسكفة أَي بضم الهمزة فسكون الدال فضم الراء فجيم مشددة مفتوحة: المرقاة.

ص: 266

وَيُقَالُ: دَرَّجْتُ الْعَلِيلَ تَدْريجاً إِذا أَطعمته شَيْئًا قَلِيلًا، وَذَلِكَ إِذا نَقِهَ، حَتَّى يَتَدَرَّجَ إِلى غَايَةِ أَكله، كَمَا كَانَ قَبْلَ الْعِلَّةِ، دَرَجَةً دَرَجَةً. والدَّرَّاجُ: القُنْفُذُ لأَنه يَدْرُج لَيْلَتَهُ جَمْعَاءَ، صِفَةٌ غَالِبَةٌ. والدَّوارِجُ: الأَرجُلُ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ:

بَكَى المِنْبَرُ الشَّرْقِيُّ، أَنْ قَامَ فَوْقَهُ

خَطِيبٌ فُقَيْمِيٌّ، قصيرُ الدَّوارِجِ

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَعرف لَهُ وَاحِدًا. التَّهْذِيبُ: ودَوارِجُ الدَّابَّةِ قَوَائِمُهُ، الْوَاحِدَةُ دارجةٌ. وَرَوَى الأَزهري بِسَنَدِهِ عَنْ الثَّوْرِيِّ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبي عُبَيْدَةَ فَجَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ أَصحاب الأَخفش فَقَالَ لَنَا: أَليس هَذَا فُلَانًا؟ قُلْنَا: بَلَى، فَلَمَّا انْتَهَى إِليه الرَّجُلُ قَالَ: لَيْسَ هَذَا بِعُشِّكِ فادْرُجِي، قُلْنَا: يَا أَبا عُبَيْدَةَ لِمَنْ يُضرب هَذَا الْمَثَلُ؛ فَقَالَ: لِمَنْ يُرْفَعُ لَهُ بِحِبَالٍ. قَالَ الْمُبَرِّدُ: أَي يُطْرَدُ. وَفِي خُطْبَةِ

الْحَجَّاجِ: لَيْسَ هَذَا بِعُشِّكِ فادرُجي

أَي اذْهَبِي؛ وَهُوَ مَثَلٌ يُضْرَبُ لِمَنْ يَتَعَرَّضُ إِلى شَيْءٍ لَيْسَ مِنْهُ، وَلِلْمُطَمْئِنِ فِي غَيْرِ وَقْتِهِ فيؤْمر بالجِدِّ وَالْحَرَكَةِ. وَيُقَالُ: خَلِّي دَرَجَ الضَّبِّ؛ ودَرَجُه طَرِيقُهُ، أَي لَا تَعَرَّضي لَهُ أَي تَحَوَّلي وَامْضِي وَاذْهَبِي. وَرَجَعَ فُلَانٌ دَرَجَه أَي رَجَعَ فِي طَرِيقِهِ الَّذِي جَاءَ فِيهِ؛ وَقَالَ سَلَامَةُ بْنُ جَنْدَلٍ:

وكَرِّنا خَيْلَنا أَدْراجَنا رَجَعاً،

كُسَّ السَّنابِكِ مِنْ بَدْءٍ وتَعْقِيبِ

وَرَجَعَ فلانٌ دَرَجَه إِذا رَجَعَ فِي الأَمر الَّذِي كَانَ تَرَكَ. وَفِي حَدِيثِ

أَبي أَيوب: قَالَ لِبَعْضِ الْمُنَافِقِينَ، وَقَدْ دَخَلَ الْمَسْجِدَ: أَدْراجَكَ يَا مُنَافِقُ

الأَدْراجُ: جَمْعُ دَرَجٍ وَهُوَ الطَّرِيقُ، أَي اخْرُجْ مِنَ الْمَسْجِدِ وخُذْ طريقَك الَّذِي جِئْتَ مِنْهُ. ورَجَعَ أَدْراجَه: عَادَ مِنْ حَيْثُ جَاءَ. وَيُقَالُ: استمرَّ فُلَانٌ دَرَجَه وأَدْراجَه. والدَّرَجُ: المَحاجُّ. والدَّرَجُ: الطَّرِيقُ. والأَدْراجُ: الطُّرُقُ: أَنشد ابْنُ الأَعرابي:

يَلُفُّ غُفْلَ البِيدِ بالأَدْراجِ

غُفْل البِيد: مَا لَا عَلَم فِيهِ. مَعْنَاهُ أَنه جَيْشٌ عَظِيمٌ يَخْلِطُ هَذَا بِهَذَا وَيُعْفِي الطريقَ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ سِيبَوَيْهِ وَقَالُوا: رجعَ أَدْراجَه أَي رَجَعَ فِي طَرِيقِهِ الَّذِي جَاءَ فِيهِ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: رَجَعَ عَلَى أَدْراجه كَذَلِكَ، الْوَاحِدُ دَرَجٌ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا طَلَبَ شَيْئًا فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهِ: رَجَعَ عَلَى غُبَيْراءِ الظَّهْرِ، وَرَجَعَ عَلَى إِدراجِه، وَرَجَعَ دَرْجَه الأَول؛ وَمِثْلُهُ عَوْدَهُ عَلَى بَدْئِهِ، ونَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ، وَذَلِكَ إِذا رَجَعَ وَلَمْ يُصِبْ شَيْئًا. وَيُقَالُ: رَجَعَ فُلَانٌ عَلَى حافِرَتِه وإِدْراجه، بِكَسْرِ الأَلف، إِذا رَجَعَ فِي طَرِيقِهِ الأَول. وَفُلَانٌ عَلَى دَرَجِ كَذَا أَي عَلَى سَبِيلِهِ. ودَرَجُ السَّيْلِ ومَدْرَجُه: مُنْحَدَرُه وطريقُه فِي مَعاطف الأَوْدِيةِ. وَقَالُوا: هُوَ دَرَجَ السَّيْلِ، وإِن شِئْتَ رَفَعْتَ؛ وأَنشد سِيبَوَيْهِ:

أَنُصْبٌ، للمَنِيَّةِ تَعْتَريهِمْ،

رِجالي، أَمْ هُمُو دَرَجُ السُّيولِ؟

ومَدارِجُ الأَكَمَةِ: طُرُقٌ مُعْتَرِضَة فِيهَا. والمَدْرَجةُ: مَمَرُّ الأَشياء عَلَى الطَّرِيقِ وَغَيْرِهِ. ومَدْرَجَةُ الطَّرِيقِ: مُعْظَمُه وسَنَنُه. وَهَذَا الأَمر مَدْرَجةٌ لِهَذَا أَي مُتَوَصَّلٌ بِهِ إِليه. وَيُقَالُ لِلطَّرِيقِ الَّذِي يَدْرُجُ فِيهِ الْغُلَامُ وَالرِّيحُ وَغَيْرُهُمَا: مَدْرَجٌ ومَدْرَجَةٌ ودَرَجٌ، وَجَمْعُهُ أَدْراجٌ أَي مَمَرٌّ ومَذْهَبٌ. والمَدْرَجةُ: المَذْهَب والمسلَكُ؛ وَقَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جؤَية:

ص: 267

تَرَى أَثْرَهُ فِي صَفْحَتَيْهِ، كأَنَّهُ

مَدارِجُ شِبْثانٍ، لَهُنَّ هَمِيمُ

يُرِيدُ بأَثْرِهِ فِرِنْدَهُ الَّذِي تَرَاهُ الْعَيْنُ، كأَنه أَرجل النَّمْلِ. وشِبْثانٌ: جَمْعُ شَبَثٍ لِدَابَّةٍ كَثِيرَةِ الأَرجل مِنْ أَحناش الأَرض. وأَما هَذَا الَّذِي يُسَمَّى الشِّبِثَّ، وَهُوَ مَا تُطيَّب بِهِ الْقُدُورُ مِنَ النَّبَاتِ الْمَعْرُوفِ، فَقَالَ الشَّيْخُ أَبو مَنْصُورٍ مَوْهُوبُ بْنُ أَحمد بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْخَضِرِ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الجُواليقي: والشِّبِثُّ عَلَى مِثَالِ الطِّمِرِّ، وَهُوَ بِالتَّاءِ الْمُثَنَّاةِ لَا غَيْرَ. والهَمِيم: الدَّبِيبُ. وَقَوْلُهُمْ: خَلِّ دَرَجَ الضَّبِّ أَي طَرِيقَهُ لِئَلَّا يَسْلُك بَيْنَ قَدَمَيْكَ فَتَنْتَفِخَ. ودَرَّجَه إِلى كَذَا واسْتَدْرَجه، بِمَعْنًى، أَي أَدناه مِنْهُ عَلَى التَّدْرِيجِ، فتَدَرَّجَ هُوَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ*

؛ قَالَ بَعْضُهُمْ: مَعْنَاهُ سنأْخُذُهم قَلِيلًا قَلِيلًا وَلَا نُباغِتُهم؛ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ سنأْخذهم مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُونَ؛ وَذَلِكَ أَن اللَّهَ تَعَالَى يَفْتَحُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّعِيمِ مَا يَغْتَبِطُونَ بِهِ فَيَرْكَنُونَ إِليه ويأْنسون بِهِ فَلَا يَذْكُرُونَ الْمَوْتَ، فيأْخذهم عَلَى غِرَّتِهم أَغْفَلَ مَا كَانُوا. وَلِهَذَا قَالَ

عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، رضي الله عنه، لَمَّا حُمِلَ إِليه كُنُوزُ كِسْرَى: اللَّهُمَّ إِني أَعوذ بِكَ أَن أَكونَ مُسْتَدْرَجاً، فإِني أَسمعك تَقُولُ: سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ*.

وَرُوِيَ عَنْ أَبي الْهَيْثَمِ: امْتَنَعَ فُلَانٌ مِنْ كَذَا وَكَذَا حَتَّى أَتاه فُلَانٌ فاسْتَدْرجه أَي خَدَعَهُ حَتَّى حَمَلَهُ عَلَى أَن دَرَجَ فِي ذَلِكَ. أَبو سَعِيدٍ: اسْتَدْرجَه كَلَامِي أَي أَقلقه حَتَّى تَرَكَهُ يَدْرُجُ عَلَى الأَرض؛ قَالَ الأَعشى:

لَيَسْتَدْرِجَنْكَ القَوْلُ حَتَّى تَهُزَّه،

وتَعْلَمَ أَني مِنكُمُ غَيرُ مُلْجَمِ

والدَّرُوجُ مِنَ الرِّيَاحِ: السَّرِيعَةُ المَرِّ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي تَدْرُجُ أَي تَمُرُّ مَرّاً لَيْسَ بالقَويّ وَلَا الشَّدِيدَ. يُقَالُ: رِيحٌ دَروجٌ، وقِدْحٌ دَرُوجٌ. وَالرِّيحُ إِذا عَصَفَتِ اسْتَدْرَجَتِ الحَصى أَي صَيَّرَتْهُ إِلى أَن يَدْرُجَ عَلَى وَجْهِ الأَرض مِن غَيْرِ أَن تَرْفَعَهُ إِلى الْهَوَاءِ، فَيُقَالُ: دَرَجَتْ بِالْحَصَى واسْتَدْرَجَتِ الحَصى. أَمَّا دَرَجَتْ بِهِ فَجَرَتْ عَلَيْهِ جَرْيًا شَدِيدًا دَرَجَتْ فِي سَيْرِهَا، وأَمَّا اسْتَدْرَجَتْهُ فَصَيَّرَتْهُ بِجَرْيِهِ عَلَيْهَا «2» إِلى أَنْ دَرَجَ الحَصى هُوَ بِنَفْسِهِ. وَيُقَالُ: ذَهَبَ دَمُهُ أَدْراجَ الرِّياحِ أَي هَدَراً. ودَرَجَتِ الرِّيحُ: تَرَكَتْ نَمانِمَ فِي الرَّمْلِ. وَرِيحٌ دَرُوجٌ: يَدْرُجُ مؤَخرها حَتَّى يُرى لَهَا مِثْلُ ذَيْلِ الرَّسَنِ فِي الرَّمْلِ، وَاسْمُ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ الدَّرَجُ. وَيُقَالُ: اسْتَدْرَجَتِ المحاوِرُ المَحالَ؛ كَمَا قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: صَرِيفُ المَحالِ اسْتَدْرَجَتْها المَحاوِرُ أَي صَيَّرَتْهَا إِلى أَن تَدْرُجَ. وَيُقَالُ: اسْتَدْرَجَتِ الناقةُ وَلَدَهَا إِذا استتبعته بعد ما تُلْقِيهِ مِنْ بَطْنِهَا. وَيُقَالُ: دَرِجَ إِذا صَعِدَ فِي الْمَرَاتِبِ، ودَرِجَ إِذا لَزِمَ المَحَجَّةَ مِنَ الدِّينِ وَالْكَلَامِ، كُلُّهُ بِكَسْرِ الْعَيْنِ مِنْ فَعِلَ. ودَرَجَ ودَرِج الرَّجُلُ: مَاتَ. وَيُقَالُ لِلْقَوْمِ إِذا مَاتُوا وَلَمْ يُخَلِّفوا عَقِباً: قَدْ دَرِجوا ودَرَجُوا. وَقَبِيلَةٌ دارِجَةٌ إِذا انْقَرَضَتْ وَلَمْ يَبْقَ لَهَا عَقِبٌ؛ وأَنشد ابْنُ السِّكِّيتِ للأَخطل:

قَبِيلَةٌ بِشِراكِ النَّعْلِ دارِجَةٌ،

إِنْ يَهْبِطُوا العَفْوَ لَا يُوجَدْ لهُم أَثَرُ

وكأَن أَصل هَذَا مِنْ دَرَجْتُ الثَّوْبَ إِذا طَوَيْتَهُ، كأَنَّ هَؤُلَاءِ لَمَّا مَاتُوا وَلَمْ يُخَلِّفُوا عَقِباً طَوَوْا طَرِيقَ النَّسْلِ وَالْبَقَاءِ. وَيُقَالُ لِلْقَوْمِ إِذا انقرضوا: دَرِجُوا.

(2). قوله [بجريه عليها] كذا بالأَصل ولعل الأَولى بجريها عليه.

ص: 268

وَفِي الْمَثَلِ: أَكْذَبُ مَنْ دَبَّ ودَرَجَ أَي أَكذب الأَحياء والأَموات. وَقِيلَ: دَرَجَ [دَرِجَ] مَاتَ وَلَمْ يُخَلِّفْ نَسْلًا، وَلَيْسَ كُلُّ مَنْ مات دَرَجَ [دَرِجَ]؛ وَقِيلَ: دَرَجَ مِثْلُ دَبَّ. أَبو طَالِبٍ فِي قَوْلِهِمْ: أَحسَنُ مَنْ دَبَّ ودَرَجَ؛ فَدَبَّ مَشَى ودَرَجَ مَاتَ. وَفِي حَدِيثِ

كَعْبٍ قَالَ لَهُ عُمَرُ: لأَيّ ابْنَيْ آدَمَ كَانَ النَّسْلُ؟ فَقَالَ: لَيْسَ لِوَاحِدٍ مِنْهُمَا نَسْلٌ، أَما الْمَقْتُولُ فدَرَجَ، وأَما الْقَاتِلُ فَهَلَكَ نَسْلُه فِي الطُّوفَانِ.

دَرَجَ أَي مَاتَ، وأَدْرَجَهُم اللَّهُ أَفناهم. وَيُقَالُ: دَرَجَ قَرْنٌ بَعْدَ قَرْنٍ أَي فَنَوْا. والإِدْراجُ: لَفُّ الشَّيْءِ فِي الشَّيْءِ؛ وأَدْرَجَتِ المرأَة صَبِيَّهَا فِي مَعاوزها. والدَّرْجُ: لَفُّ الشَّيْءِ. يُقَالُ: دَرَجْتُه وأَدْرَجْتُه ودَرَّجْتُه، وَالرُّبَاعِيُّ أَفصحها. ودَرَجَ الشيءَ فِي الشَّيْءِ يَدْرُجُه دَرْجاً، وأَدْرَجَه: طَوَاهُ وأَدخله. وَيُقَالُ لِمَا طَوَيْتَهُ: أَدْرَجْتُه لأَنه يُطْوَى عَلَى وَجْهِهِ. وأَدْرَجْتُ الكتابَ: طَوِيَّتُهُ. وَرَجُلٌ مِدْراجٌ: كَثِيرُ الإِدْراجِ لِلثِّيَابِ. والدَّرْجُ: الَّذِي يُكتب فِيهِ، وَكَذَلِكَ الدَّرَجُ، بِالتَّحْرِيكِ. يُقَالُ: أَنفذته فِي دَرْجِ الْكِتَابِ أَي فِي طَيِّه. وأَدْرَجَ الكتابَ فِي الْكِتَابِ: أَدخله وَجَعَلَهُ فِي دَرْجِه أَي فِي طيِّه. ودَرْجُ الكتابِ: طَيُّه وداخِلُه؛ وَفِي دَرْجِ الْكِتَابِ كَذَا وَكَذَا. وأَدْرَجَ الميتَ فِي الْكَفَنِ وَالْقَبْرِ: أَدخله. التَّهْذِيبُ: وَيُقَالُ للخِرَقِ الَّتِي تُدْرَجُ إِدراجاً، وَتُلَفُّ وَتُجْمَعُ ثُمَّ تدسُّ فِي حَيَاءِ النَّاقَةِ الَّتِي يُرِيدُونَ ظَأْرَها عَلَى وَلَدِ نَاقَةٍ أُخرى، فإِذا نُزِعَتْ مِنْ حَيَائِهَا حَسِبَتْ أَنها وَلَدَتْ وَلَدًا، فَيُدْنَى مِنْهَا وَلَدُ النَّاقَةِ الأُخرى فَتَرْأَمُه، وَيُقَالُ لِتِلْكَ اللَّفِيفَةِ: الدُّرْجَةُ والجَزْمُ وَالْوَثِيقَةُ. ابْنُ سِيدَهْ: والدُّرْجَةُ مُشاقَةٌ وخِرَقٌ وَغَيْرُ ذَلِكَ، تُدْرَجُ وَتُدْخَلُ فِي رَحِمِ النَّاقَةِ وَدُبُرِهَا، وَتُشَدُّ وَتُتْرَكُ أَياماً مَشْدُودَةَ الْعَيْنَيْنِ والأَنف، فيأْخذها لِذَلِكَ غَمٌّ مِثْلُ غَمِّ الْمَخَاضِ، ثُمَّ يحلُّون الرِّبَاطَ عَنْهَا فَيَخْرُجُ ذَلِكَ عَنْهَا، وَهِيَ تَرَى أَنه وَلَدُهَا؛ وَذَلِكَ إِذا أَرادوا أَنْ يَرْأَمُوها عَلَى وَلَدِ غَيْرِهَا؛ زَادَ الْجَوْهَرِيُّ: فإِذا أَلقته حَلُّوا عَيْنَيْهَا وَقَدْ هَيَّأُوا لَهَا حُواراً فيُدْنونَه إِليها فَتَحْسَبُهُ وَلَدَهَا فتَرْأَمُه. قَالَ: وَيُقَالُ لِذَلِكَ الشَّيْءِ الَّذِي يُشَدُّ بِهِ عَيْنَاهَا: الغِمامَةُ، وَالَّذِي يشدَّ بِهِ أَنفها: الصِّقاعُ، وَالَّذِي يُحْشَى بِهِ: الدُّرْجَةُ، وَالْجَمْعُ الدُّرَجُ؛ قَالَ عِمْرَانُ بْنُ حَطَّانَ:

جَمادٌ لَا يُرادُ الرِّسْلُ مِنْها،

وَلَمْ يُجْعَلْ لهَا دُرَجُ الظِّئارِ

والجَماد: النَّاقَةُ الَّتِي لَا لَبَنَ فِيهَا، وَهُوَ أَصلب لِجِسْمِهَا. والظِّئار: أَن تُعَالِجَ النَّاقَةَ بالغِمامَةِ فِي أَنفها لِكَيْ تَظْأَرَ؛ وَقِيلَ: الظِّئار خِرْقَةٌ تُدْخَلُ فِي حَيَاءِ النَّاقَةِ ثُمَّ يُعْصَبُ أَنفها حَتَّى يُمْسِكُوا نفَسها، ثُمَّ يُحَلُّ مِنْ أَنفها وَيُخْرِجُونَ الدُّرْجَةَ فَيُلَطِّخُونَ الْوَلَدَ بِمَا يَخْرُجُ عَلَى الْخِرْقَةِ، ثُمَّ يُدْنُونَهُ مِنْهَا فَتَظُنُّهُ وَلَدَهَا فترأَمه. وَفِي الصِّحَاحِ: فَتَشُمُّهُ فَتَظُنُّهُ وَلَدَهَا فترأَمه. والدُّرْجَةُ أَيضاً: خِرْقَةٌ يُوضَعُ فِيهَا دَوَاءٌ ثُمَّ يُدْخَلُ فِي حَيَاءِ النَّاقَةِ، وَذَلِكَ إِذا اشْتَكَتْ مِنْهُ. والدُّرْجُ، بِالضَّمِّ: سُفَيْطٌ صَغِيرٌ تَدَّخِرُ فِيهِ المرأَةُ طِيبَهَا وأَداتَها، وَهُوَ الحِفْشُ أَيضاً، وَالْجَمْعُ أَدْراجٌ ودِرَجَةٌ. وَفِي حَدِيثِ

عَائِشَةَ: كُنَّ يَبْعَثْن بالدِّرَجَةِ فِيهَا الكُرْسُفُ.

قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا يُرْوَى بِكَسْرِ الدَّالِ وَفَتْحِ الرَّاءِ، جَمْعُ دُرْجٍ، وهو كالسَّقَطِ الصَّغِيرِ تَضَعُ فِيهِ المرأَةُ خِفَّ مَتَاعِهَا وَطِيبَهَا، وَقَالَ: إِنما هُوَ الدُّرْجَةُ تأْنيث دُرْجٍ؛ وَقِيلَ: إِنما هِيَ الدُّرجة، بِالضَّمِّ، وَجَمْعُهَا الدُّرَجُ، وأَصله مَا يُلف

ص: 269

وَيُدْخَلُ فِي حَيَاءِ النَّاقَةِ وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ آنِفًا. التَّهْذِيبُ: المِدْراجُ النَّاقَةُ الَّتِي تَجُرُّ الحَمْلَ إِذا أَتت عَلَى مَضْرَبِها. ودَرَجَتِ الناقةُ وأَدْرَجَتْ إِذا جَازَتِ السَّنَةَ وَلَمْ تُنْتَجْ. وأَدْرَجَتِ النَّاقَةُ، وَهِيَ مُدْرِجٌ: جَاوَزَتِ الْوَقْتَ الَّذِي ضَرَبَتْ فِيهِ، فإِن كَانَ ذَلِكَ لَهَا عَادَةً، فَهِيَ مِدْراجٌ؛ وَقِيلَ: المِدْراجُ الَّتِي تَزِيدُ عَلَى السَّنَةِ أَياماً ثَلَاثَةً أَو أَربعة أَو عَشَرَةً لَيْسَ غَيْرَ. والمُدْرِجُ والمِدْراجُ: الَّتِي تُؤَخِّرُ جِهَازَهَا وتُدْرِجُ عَرَضَها وتُلْحِقُه بِحَقَبِها، وَهِيَ ضِدُّ المِسْنافِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

إِذا مَطَوْنا حِبال المَيْسِ مُصْعِدَةً،

يَسْلُكْنَ أَخْراتَ أَرْباضِ المَدارِيج

عَنَى بالمَداريج هُنَا اللَّوَاتِي يُدْرِجْنَ عُرُوضَهُنَّ وَيُلْحِقْنَهَا بأَحقابهن؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَمْ يَعْنِ الْمَدَارِيجَ اللَّوَاتِي تُجَاوِزُ الحَوْلَ بأَيام. أَبو طَالِبٍ: الإِدْرَاجُ أَنْ يَضْمُرَ البعيرُ فَيَضْطَرِبَ بطانُه حَتَّى يستأْخر إِلى الحَقَب فَيَسْتَأْخِرَ الحِملُ، وإِنما يُسَنَّفُ بالسِّنَافِ مخافةَ الإِدْراجِ. أَبو عَمْرٍو: أَدْرَجْتُ الدَّلْوَ إِذا مَتَحْتَ بِهِ فِي رِفْقٍ؛ وأَنشد:

يَا صاحِبَيَّ أَدْرِجا إِدْراجَا،

بالدَّلْوِ لَا تَنْضَرِجُ انْضِراجَا

وَلَا أُحِبُّ السَّاقِيَ المِدْراجَا،

كأَنَّهُ مُحْتَضِنٌ أَوْلادا

قَالَ: وَتُسَمَّى الدَّالُ وَالْجِيمُ الإِجازة. قَالَ الرِّيَاشِيُّ: الإِدْرَاجُ النَّزْعُ قَلِيلًا قَلِيلًا. وَيُقَالُ: هُمْ دَرْجُ يَدِكَ أَي طَوْعُ يَدِكَ. التَّهْذِيبُ: يُقَالُ فلانٌ دَرْجُ يَدَيْكَ، وَبَنُو فُلَانٍ لَا يَعْصُونَكَ، لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ. والدَّرَّاجُ: النَّمَّامُ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وأَبو دَرَّاجٍ: طَائِرٌ صَغِيرٌ. والدُّرَّاجُ: طَائِرٌ شِبْهُ الحَيْقُطانِ، وَهُوَ مِنْ طَيْرِ الْعِرَاقِ، أَرقط، وَفِي التَّهْذِيبِ: أَنقط، قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: أَحسبه مولَّداً. وَهِيَ الدُّرَجَةُ مِثَالُ رُطَبَةٍ، والدُّرَّجَةُ، الأَخيرة عَنْ سِيبَوَيْهِ؛ التَّهْذِيبُ: وأَما الدُّرَجَةُ فإِن ابْنَ السِّكِّيتِ قَالَ: هُوَ طَائِرٌ أَسود باطنِ الْجَنَاحَيْنِ، وَظَاهِرُهُمَا أَغبر، وَهُوَ عَلَى خِلْقَةِ الْقَطَا إِلَّا أَنها أَلطف. الْجَوْهَرِيُّ: والدُّرَّاجُ والدُّرَّاجَةُ ضَرْبٌ مِنَ الطَّيْرِ لِلذَّكَرِ والأُنثى حَتَّى تَقُولَ الحَيْقُطانُ فَيَخْتَصُّ بِالذَّكَرِ. وأَرض مَدْرَجَةٌ أَي ذاتُ دُرَّاجٍ. والدِّرِّيجُ: شيءٌ يُضْرَبُ بِهِ، ذُو أَوتار كالطُّنْبُورِ. ابْنُ سِيدَهْ: الدِّرِّيجُ طُنْبُورٌ ذُو أَوتار تُضْرَبُ. والدَّرَّاج: مَوْضِعٌ؛ قَالَ زُهَيْرٍ:

بِحَوْمانَةِ الدَّرَّاجِ فالمُتَثَلَّمِ

وَرَوَاهُ أَهل الْمَدِينَةِ: بالدَّرَّاج فالمُتَثَلَّم. ودُرَّاجٌ: اسْمٌ. ومَدْرَجُ الرِّيحِ: مِنْ شُعَرَائِهِمْ، سُمِّيَ بِهِ لِبَيْتٍ ذُكِرَ فيه مَدْرَج الريح.

دربج: دَرْبَجَ فِي مَشْيِهِ ودَرْمَجَ إِذا دبَّ دبيبا؛ وأَنشد:

ثُمَّتَ يَمْشِي البَخْتَرَى دُرابِجَا،

إِذا مَشَى فِي جَنْبِه دُرَامِجَا

وَهُوَ يُدَرْبِجُ فِي مَشْيِهِ، وَهِيَ مِشْيَةٌ سَهْلَةٌ. وَرَجُلٌ دُرَابِجٌ: يَخْتَالُ في مِشْيَتِهِ.

دردج: الدَّرْدَجَةُ: تَرَافُقُ الرُّجُلَيْنِ بالمَوَدَّةِ. اللَّيْثُ: الدَّرْدَجَةُ إِذا تَوَافَقَ اثْنَانِ بمودَّتهما، قِيلَ: قَدْ دَرْدَجا؛

ص: 270

وأَنشد:

حَتَّى إِذا مَا طاوَعَا ودَرْدَجا

وَقَالَ غَيْرُهُ: الدَّرْدَجَةُ رِئْمانُ النَّاقَةِ ولَدَها، وَقَدْ دَرْدَجَتْ تُدَرْدِجُ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي:

وكُلُّهُنَّ رائِمٌ يُدَرْدِجُ

درمج: ادْرَمَّجَ الرجلُ الشيءَ: دَخَلَ فِيهِ وَاسْتَتَرَ بِهِ. ابْنُ الأَعرابي: دَمَجَ عَلَيْهِمْ وادْرَمَّجَ عَلَيْهِمْ، ودَمَرَ عَلَيْهِمْ وتَعَلَّى وطلَع، بِمَعْنًى وَاحِدٍ. ودَرْبَجَ فِي مَشْيِهِ ودَرْمَجَ إِذا دَبَّ دَبيباً؛ وأَنشد:

إِذا مَشَى فِي جَنْبِه دُرَامِجا

وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي دربج.

دزج: النِّهَايَةُ لِابْنِ الأَثير فِي الْحَدِيثِ:

أَدبر الشَّيْطَانُ وَلَهُ هَزَجٌ ودَزَجٌ

؛ قَالَ: قَالَ أَبو مُوسَى: الهَزَجُ صَوْتُ الرَّعْدِ والذُّبَّانِ. وتَهَزَّجَتِ القوسُ: صَوَّتَتْ عِنْدَ خُرُوجِ السَّهْمِ مِنْهَا، فَيَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ مَعْنَاهُ مَعْنَى الْحَدِيثِ الْآخَرِ:

أَدبر وَلَهُ ضُراطٌ.

قَالَ: والدَّزَجُ لَا أَعرف مَعْنَاهُ هَاهُنَا إِلَّا أَن الدَّيْزَجَ مُعَرَّبُ دَيْزَهْ، وَهِيَ لَوْنٌ، بَيْنَ لَوْنَيْنِ، غَيْرُ خَالِصٍ. قَالَ: وَيُرْوَى بِالرَّاءِ وَسُكُونِهَا فِيهِمَا، فالهَرْجُ: سُرْعَةُ عَدْوِ الْفَرَسِ وَالِاخْتِلَاطُ فِي الْحَدِيثِ، والدَّرْجُ: مَصْدَرُ دَرَجَ إِذا مَاتَ وَلَمْ يُخْلِفْ نَسْلًا، عَلَى قَوْلِ الأَصمعي. وَدَرَجَ الصَّبِيُّ هَذَا حِكَايَةُ قَوْلِ أَبي مُوسَى فِي بَابِ الدَّالِ مَعَ الزَّايِ، وَعَادَ فَقَالَ فِي بَابِ الْهَاءِ مَعَ الزَّايِ:

أَدبر الشَّيْطَانُ وَلَهُ هَزَجٌ ودَزَجٌ

؛ وَفِي رِوَايَةٍ: وَزَجٌ، قِيلَ: الهَزَجُ الرنَّة، والوَزَجُ دُونَهُ.

دسج: المُدْسِجُ دُويبَّةٌ تَنْسُجُ كالعنكبوت «1» .

دعج: الدَّعَجُ والدُّعْجَةُ: السَّوادُ؛ وَقِيلَ شدَّة السَّوَادِ. وَقِيلَ: الدَّعَجُ شدَّة سَوَادِ سَوَادِ الْعَيْنِ، وَشِدَّةُ بَيَاضِ بَيَاضِهَا؛ وَقِيلَ: شِدَّةُ سَوَادِهَا مَعَ سِعَتِهَا؛ قَالَ الأَزهري: الَّذِي قِيلَ فِي الدَّعَجِ إِنه شِدَّةُ سَوَادِ سَوَادِ الْعَيْنِ مَعَ شِدَّةِ بَيَاضِ بَيَاضِهَا خطأٌ، مَا قَالَهُ أَحد غَيْرُ اللَّيْثِ. عَيْنٌ دَعْجاءُ بَيِّنَةُ الدَّعَجِ، وامرأَة دَعْجاءُ، وَرَجُلٌ أَدْعَجُ بَيِّنُ الدَّعَجِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ يَصِفُ انْفِلَاقَ الصُّبْحِ:

تَسُورُ فِي أَعْجَازِ لَيْلٍ أَدْعَجَا

أَراد بالأَدعَج: الْمُظْلِمَ الأَسود، جَعَلَ اللَّيْلَ أَدْعَجَ لِشِدَّةِ سَوَادِهِ مَعَ شِدَّةِ بَيَاضِ الصُّبْحِ. وَفِي صِفَتِهِ، صلى الله عليه وسلم:

فِي عَيْنَيْهِ دَعَجٌ

؛ الدَّعَجُ والدُّعْجَة السَّوَادُ فِي الْعَيْنِ وَغَيْرِهَا؛ يُرِيدُ أَن سَوَادَ عَيْنَيْهِ كَانَ شَدِيدَ السَّوَادِ؛ وَقِيلَ: إِن الدَّعَجَ عِنْدَهُ سَوَادُ الْعَيْنِ فِي شِدَّةِ بَيَاضِهَا. دَعِجَ دَعَجاً، وَهُوَ أَدْعَجُ، وَهُوَ عامٌّ فِي كُلِّ شَيْءٍ؛ رجلٌ أَدْعَجُ اللَّوْنِ، وتَيْسٌ أَدْعَجُ الْعَيْنَيْنِ والقَرْنَين؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ ثَوْرًا وَحْشِيًّا وَقَرْنَيْهِ:

جَرَى أَدْعجُ القَرْنَينِ والعَينِ، واضِحُ الْقَرَى،

أَسْفَعُ الخَدَّينِ، بالْبَيْنِ بارِحُ

فَجَعَلَ القَرن أَدعَج كَمَا تَرَى. قَالَ الأَزهري: وَلَقِيتُ بِالْبَادِيَةِ غُلَيِّماً أَسود كأَنه حُمَمَةٌ، وَكَانَ يُسَمَّى بَصِيرًا، وَيُلَقَّبُ دَعِيجًا لِشِدَّةِ سَوَادِهِ. والأَدْعَجُ مِنَ الرِّجَالِ: الأَسود: وأَما قَوْلُ ابْنِ أَحمر:

مَا أُمُّ غُفْرٍ عَلَى دَعْجاءِ ذِي عَلَقٍ،

يَنْفِي، القَرامِيدَ عَنْها، الأَعْصَمُ الوَقِلُ؟

فَهِيَ هَضْبَةٌ؛ عَنْ أَبي عُبَيْدَةَ. وَلَيْلٌ أَدْعَجُ؛ والدُّعْجَةُ فِي اللَّيْلِ: شِدَّةُ سَوَادِهِ. وَفِي حَدِيثِ الْمُلَاعَنَةِ:

أَن جاءَتْ بِهِ أَدْعَجَ

، وَفِي رِوَايَةٍ أُدَيْعِجَ؛ حَمَلَ الْخَطَّابِيُّ هَذَا الْحَدِيثَ عَلَى سَوَادِ اللَّوْنِ جَمِيعِهِ، وَقَالَ: إِنما

(1). زاد في القاموس وشرحه: واندسج الرجل وانسدج: انكب على وجهه، والمدّسج، بضم فتشديد، كالمنتسج أي بمعناه. الدستجة، بفتح الدال وسكون السين المهملة وفتح المثناة الفوقية والجيم: الحزمة والضغث، فارسي معرّب: يقال دستجة من كذا، وجمعه الدساتج والدستيج، بكسر المثناة الفوقية: آنية تحوّل باليد، وتنقل، فارسي معرب: دستي والدستينج، بزيادة النون: اليارق، وهو اليارج.

ص: 271

تأَوَّلناه عَلَى سَوَادِ الْجِلْدِ لأَنه قَدْ رُوِيَ فِي خَبَرِ الْخَوَارِجِ:

آيَتُهُمْ رَجُلٌ أَدْعَجُ

؛ وَالْعَرَبُ تُسَمِّي أَوّلَ المِحَاقِ الدَّعْجَاءَ، وَهِيَ لَيْلَةُ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ، والثانيةَ السِّرارَ، والثالثةَ الغَلْتَةَ، وَهِيَ لَيْلَةُ الثَّلَاثِينَ. وشَفَةٌ دَعْجاءُ، ولِثَةٌ دَعْجاءُ؛ والدَّعْجاءُ: لَيْلَةُ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ. وَفِي رِوَايَةٍ أُخرى:

آيَتُهم رجلٌ أَسْوَدُ.

والدَّعْجَاءُ: اسْمُ امرأَة، وَهِيَ بِنْتُ هَيْضَم؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

ودَعْجَاءَ قَدْ واصَلْتُ فِي بَعْضِ مَرِّها،

بِأَبْيَضَ ماضٍ، ليْسَ مِن نَبْلِ هَيْضَمِ

وَمَعْنَاهُ أَنها مرَّت فأَهوى لها بسهم.

دعسج: الدَّعْسَجَةُ: السُّرْعَةُ. دَعْسَجَ دَعْسَجَةً إِذا أَسرع.

دعلج: الدَّعْلَجُ: الحِمارُ. والدَّعْلَجُ: أَلوان الثِّيَابِ؛ وَقِيلَ: أَلوان النَّبَاتِ؛ وَقِيلَ: ضَرْبٌ مِنَ الجَوَالِيقِ والخِرَجَة. والدَّعْلَجُ: الجُوَالِقُ الْمَلْآنُ. والدَّعْلَجُ: النَّبَاتُ الَّذِي قَدْ آزَرَ بَعْضُهُ بَعْضًا. والدَّعْلَجُ: الذِّئْبُ. والدَّعْلَجُ: الظُّلْمَةُ. والدَّعْلَجُ: الَّذِي يَمْشِي فِي غَيْرِ حَاجَّةٍ. والدَّعْلَجَةُ: ضَرْبٌ مِنَ الْمَشْيِ. والدَّعْلَجَةُ: التَرَدُّدُ فِي الذِّهَابِ وَالْمَجِيءِ. والدَّعْلَجَةُ: لُعْبَةٌ لِلصِّبْيَانِ يَخْتَلِفُونَ فِيهَا الجَيْئَةَ والذَّهابَ؛ قَالَ:

باتَتْ كلابُ الحَيِّ تَسْنَحُ بَيْننا،

يَأْكُلْنَ دَعْلَجَةً، ويَشْبَعُ مَنْ عَفَا

ذَكَرَ كَثْرَةَ اللَّحْمِ. ويَشْبَعُ مَنْ عَفا: ويشبَعُ مَنْ يأْتينا. وَقَدْ دَعْلَجَ الصبيانُ، ودَعْلَجَ الجُرَذُ، كَذَلِكَ؛ يُقَالُ: إِن الصبيَّ لَيُدَعْلِجُ دَعْلَجَةَ الجُرَذِ، يَجِيءُ وَيَذْهَبُ. وَفِي حَدِيثِ فِتْنَةِ الأَزد:

إِنَّ فُلَانًا وَفُلَانًا يُدَعْلجَانِ بِاللَّيْلِ إِلى دَارِكَ لِيَجْمَعَا بَيْنَ هَذَيْنِ الغارَّين

أَي يَخْتَلِفَانِ. والدَّعْلَجَةُ: الأَخذ الْكَثِيرُ؛ وَقِيلَ: الأَكْلُ بِنَهْمَةٍ، وَبِهِ فَسَّرَ بَعْضُهُمْ:

يأْكُلن دَعْلَجَةً، ويشبَعُ مَنْ عَفا

والدَّعْلَجُ: الْكَثِيرُ الأَكل مِنَ النَّاسِ وَالْحَيَوَانِ. والدَّعْلَجُ: الشابُّ الحسنُ الوجهِ الناعمُ البدَن، وَقَدْ سَمَّوا دَعْلَجاً؛ وَمِنْهُ ابْنُ دَعْلَجٍ. سِيبَوَيْهِ: والإِضافة إِلى الثَّانِي لأَن تَعَرُّفَهُ إِنما هُوَ بِهِ كَمَا ذُكِرَ فِي ابْنِ كُرَاعٍ. ودَعْلَجٌ: فَرَسُ عبدِ عَمْرو بنِ شُرَيْحٍ. ودَعْلَجٌ: اسْمُ فَرَسُ عَامِرِ بْنِ الطُّفَيْلِ؛ قَالَ:

أَكُرُّ عَلَيْهِمْ دَعْلَجاً، ولَبانُهُ،

إِذا مَا اشْتَكَى وَقْعَ الرِّماحِ، تَحَمْحَما

ودَعْلَجْتُ الشَّيْءَ إِذا دَحْرَجْتُه.

دلج: الدُّلْجَةُ: سَيْرُ السَّحَرِ. والدَّلْجَةُ: سَيْرُ اللَّيْلِ كلِّه. والدَّلَجُ والدَّلَجانُ والدَّلَجَة، الأَخيرة عَنْ ثَعْلَبٍ: السَّاعَةُ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ، وَالْفِعْلُ الإِدْلاجُ. وأَدْلَجُوا: سَارُوا مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ. وادَّلَجُوا: سَارُوا اللَّيْلَ كُلَّهُ؛ قَالَ الْحُطَيْئَةُ:

آثَرْتُ إِدْلاجي عَلَى لَيْلِ حُرَّةٍ،

هَضِيمِ الحَشَى، حُسَّانَةِ المُتَجَرَّدِ

وَقِيلَ: الدَّلَجُ الليلُ كُلُّهُ مِنْ أَوله إِلى آخِرِهِ، حَكَاهُ ثَعْلَبٌ عَنْ أَبي سُلَيْمَانَ الأَعرابي، وَقَالَ: أَيَّ سَاعَةٍ سِرْتَ مِنْ أَوَّل اللَّيْلِ إِلى آخِرِهِ فَقَدْ أَدْلَجْتَ، عَلَى مِثَالِ أَخْرَجْتَ. ابْنُ السِّكِّيتِ: أَدْلَجَ القومُ إِذا

ص: 272

سَارُوا الليلَ كُلَّهُ، فَهُمْ مُدْلِجُونَ. وادَّلَجُوا إِذا سَارُوا فِي آخِرِ اللَّيْلِ، بِتَشْدِيدِ الدَّالِ؛ وأَنشد:

إِنَّ لَنا لَسَائِقاً خَدَلَّجا،

لمْ يُدْلِجِ اللَّيْلَةَ فِيمَنْ أَدْلَجا

وَيُقَالُ: خَرَجْنَا بِدُلْجَةٍ ودَلْجَةٍ إِذا خَرَجُوا فِي آخِرِ اللَّيْلِ. الْجَوْهَرِيُّ: أَدْلَجَ القَوم إِذا سَارُوا مِنْ أَول اللَّيْلِ، وَالِاسْمُ الدَّلَجُ، بِالتَّحْرِيكِ. والدُّلْجَةُ والدَّلْجَةُ أَيضاً، مِثْلُ بُرْهَةٍ مِنَ الدَّهْرِ وبَرْهَةٍ، فإِن سَارُوا مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ فَقَدِ ادَّلَجُوا، بِتَشْدِيدِ الدَّالِ، وَالِاسْمُ الدَّلْجَةُ والدُّلْجَةُ. وَفِي الْحَدِيثِ:

عَلَيْكُمْ بالدُّلْجَةِ

؛ قَالَ: هُوَ سَيْرُ اللَّيْلِ، وَمِنْهُمْ مَن يَجْعَلُ الإِدْلاجَ لِلَّيْلِ كُلِّهِ، قَالَ: وكأَنه الْمُرَادُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ لأَنه عقبَه بِقَوْلِهِ: فإِن الأَرض تُطْوَى بِاللَّيْلِ، وَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ أَوله وَآخِرِهِ؛ وأَنشدوا لِعَلِيٍّ، عليه السلام:

إِصْبِرْ عَلَى السَّيْرِ والإِدْلاجِ فِي السَّحَرِ،

وَفِي الرَّواحِ عَلَى الحاجاتِ والبُكَرِ

فَجَعَلَ الإِدلاج فِي السَّحَرِ؛ وَكَانَ بَعْضُ أَهل اللُّغَةِ يُخَطِّئُ الشَّمَّاخَ فِي قَوْلِهِ:

وتَشْكُو بِعَيْنٍ مَا أَكَلَّ رِكابَها،

وقِيلَ المُنادِي: أَصْبَحَ الْقَوْمُ، أَدْلِجي

وَيَقُولُ: كَيْفَ يَكُونُ الإِدْلاج مَعَ الصُّبْحِ؟ وَذَلِكَ وَهْمٌ، إِنما أَراد الشَّمَّاخُ تَشْنِيعَ المُنادي عَلَى النُّوّام، كَمَا يَقُولُ الْقَائِلُ: أَصبحتم كَمْ تَنَامُونَ، هَذَا مَعْنَى قَوْلِ ابْنِ قُتَيْبَةَ، وَالتَّفْرِقَةُ الأُولى بَيْنَ أَدْلَجْتُ وادَّلَجْتُ قَوْلُ جَمِيعِ أَهل اللُّغَةِ إِلَّا الْفَارِسِيَّ، فإِنه حَكَى أَن أَدْلَجْتُ وادَّلَجْتُ لُغَتَانِ فِي المعنيَين جَمِيعًا، وإِلى هَذَا يَنْبَغِي أَن يُذْهَبَ فِي قَوْلِ الشَّمَّاخِ، وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: إِنما أَراد أَن الْمُنَادِيَ كَانَ يُنَادِي مَرَّةً: أَصْبَحَ القومُ، كَمَا يُقَالُ أَصبحتم كَمْ تَنَامُونَ، وَمَرَّةً يُنَادِي: أَدْلِجي أَي سِيرِي لَيْلًا. والدَّلِيج: الِاسْمُ؛ قَالَ مَلِيحٌ:

بِهِ صُوًى تَهْدِي دَلِيجَ الواسِقِ

والمُدْلِجُ: القُنْفُذُ لأَنه يُدْلِجُ لَيْلَتَهُ جمعاءَ؛ كَمَا قَالَ:

فَباتَ يُقاسِي لَيْلَ أَنْقَدَ دائِباً،

ويَحْذَرُ بالقُفِّ اخْتلافَ العُجاهِنِ

وَسُمِّيَ الْقُنْفُذُ مُدْلِجاً لأَنه لَا يَهْدَأُ بِاللَّيْلِ سَعْياً؛ قَالَ رُؤْبَةُ:

قَوْمٌ، إِذا دَمَسَ الظَّلامُ عليهمُ،

حَدَجُوا قَنافِذَ بالنَّمِيمةِ تَمْزَعُ

ودَلَجَ السَّاقي يَدْلِجُ ويَدْلُجُ، بِالضَّمِّ، دُلُوجاً: أَخذ الغَرْبَ مِنَ الْبِئْرِ فَجَاءَ بِهَا إِلى الْحَوْضِ؛ قَالَ:

لَهَا مِرْفَقانِ أَفْتَلانِ، كأَنَّما

أُمِرَّا بِسَلْمَيْ دالِجٍ مُتَشَدِّدِ

والمَدْلَجُ والمَدْلَجَةُ: مَا بَيْنَ الْحَوْضِ وَالْبِئْرِ؛ قَالَ عَنْتَرَةُ:

كأَنَّ رِماحَهُمْ أَشْطانُ بِئْرٍ،

لَهَا فِي كلِّ مَدْلَجةٍ خُدُودُ

والدَّالِجُ: الَّذِي يتردَّد بَيْنَ الْبِئْرِ وَالْحَوْضِ بِالدَّلْوِ يُفْرغُها فِيهِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

بانَتْ يَداه عَنْ مُشَاشِ والِجِ،

بَيْنُونَةَ السَّلْمِ بِكَفِّ الدّالِجِ

وَقِيلَ: الدَّلْجُ أَن يأْخذ الدَّلْو إِذا خرجَتْ، فَيَذْهَبُ بِهَا حَيْثُ شَاءَ؛ قَالَ:

لوْ أَنَّ سَلْمى أَبْصَرَتْ مَطَلِّي

تَمْتَحُ، أَو تَدْلِجُ، أَو تُعَلِّي

ص: 273

التَّعْلية: أَن يَنْتَأَ بعضُ الطَّيِّ فِي أَسفل الْبِئْرِ، فَيَنْزِلُ رَجُلٌ فِي أَسفلها فَيُعَلِّي الدَّلْو عَنِ الحَجَرِ النَّاتِئِ. الْجَوْهَرِيُّ والدَّالِجُ الَّذِي يأْخذ الدَّلْوَ وَيَمْشِي بِهَا مِنْ رأْس الْبِئْرِ إِلى الْحَوْضِ حَتَّى يُفْرِغَهَا فِيهِ. وَيُقَالُ لِلَّذِي يَنْقُلُ اللبنَ إِذا حُلبت الإِبل إِلى الجفانِ: دالِجٌ. والعُلْبَةُ الْكَبِيرَةُ الَّتِي يُنقل فِيهَا اللَّبَنُ، هِيَ المَدْلَجَةُ. ودَلَجَ بِحِمْلِهِ يَدْلِجُ دَلْجاً وَدُلُوجاً، فَهُوَ دَلُوجٌ: نَهَضَ بِهِ مُثْقَلًا؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:

وَذَلِكَ مَشْبُوحُ الذِّراعَيْنِ خَلْجَمٌ،

خَشُوفٌ بأَعْراضِ الدِّيارِ، دَلُوجُ

والدَّوْلَجُ والتَّوْلَجُ: الكِناس الَّذِي يَتَّخِذُهُ الْوَحْشُ فِي أُصول الشَّجَرِ، الأَصل: وَوْلَج، فَقُلِبَتِ الْوَاوُ تَاءً ثُمَّ قُلِبَتْ دَالًا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الدَّالُ فِيهَا بَدَلٌ مِنَ التاءِ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ، والتاءُ بَدَلٌ مِنَ الْوَاوِ عِنْدَهُ أَيضاً. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما ذَكَرْتُهُ فِي هَذَا الْمَكَانِ لِغَلَبَةِ الدَّالِ عَلَيْهِ، وأَنه غَيْرُ مُسْتَعْمَلٍ عَلَى الأَصل؛ قَالَ جَرِيرٌ:

مُتَّخِذاً فِي ضَعَواتٍ دَوْلَجا

وَيُرْوَى تَوْلَجا؛ وَقَالَ الْعَجَّاجُ:

واجْتابَ أُدْمانُ الفَلاةِ الدَّوْلَجا

وَفِي حَدِيثِ

عُمَرَ: أَن رَجُلًا أَتاه فَقَالَ: لَقِيَتْنِي امرأَة أُبايعها فأَدخلتها الدَّوْلَج

؛ الدَّوْلَجُ: المَخْدَعُ، وَهُوَ الْبَيْتُ الصَّغِيرُ دَاخِلَ الْبَيْتِ الْكَبِيرِ. قَالَ: وأَصل الدَّوْلَجِ وَوْلَجٌ لأَنه فَوْعَلٌ مِنَ وَلَجَ يَلِجُ إِذا دَخَلَ، فأَبدلوا مِنَ التاءِ دَالًا، فَقَالُوا دَوْلَجٌ. وَكُلُّ مَا وَلَجْتَ مِنْ كَهْف أَو سَرَبٍ، فَهُوَ تَوْلَجٌ ودَوْلَجٌ؛ قَالَ: وَالْوَاوُ زَائِدَةٌ. وَقَدْ جاءَ الدَّوْلَجُ فِي حَدِيثِ إِسلام سَلْمان، وَقَالُوا: هُوَ الكِناسُ مأْوى الظِّباءِ. والدَّوْلَجُ: السَّرَبُ، فَوْعَلٌ، عَنْ كُراع، وتَفْعَلٌ، عِنْدَ سِيبَوَيْهِ، دَالُهُ بَدَلٌ مِنْ تَاءٍ. ودَلْجَةٌ ودَلَجَةٌ ودَلَّاجٌ ودَوْلَجٌ: أَسماءٌ. ومُدْلِجٌ: رَجُلٌ؛ قَالَ:

لَا تَحْسِبي دَراهِمَ ابْني مُدْلِجِ

تأْتيكِ، حَتَّى تُدْلِجِي وتَدْلُجِي

وتَقْنَعِي بالعَرْفَجِ المُشَجَّجِ،

وبالثُّمام وعُرام العَوْسَجِ

ومُدْلِجٌ: أَبو بَطْنٍ. ومُدْلِجٌ، بِضَمِّ الْمِيمِ: قَبِيلَةٌ مِنْ كِنَانَةَ وَمِنْهُمُ القافَةُ. وأَبو دُلَيْجَة: كُنْيَةٌ؛ قَالَ أَوس:

أَبا دُلَيْجَةَ مَنْ تُوصي بأَرْمَلَةٍ؟

أَمْ مَنْ لأَشْعَثَ ذِي طِمْرَيْنِ مِمْحالِ؟

والتُّلَجُ: فَرْخُ العقاب، أَصله دُلَجٌ.

دمج: دَمَجَ الأَمْرُ يَدْمُجُ دُمُوجاً: اسْتَقَامَ. وأَمْرٌ دُماج ودِماج: مُسْتَقِيمٌ. وتَدامَجوا عَلَى الشيءِ: اجْتَمَعوا. وَدَامَجَهُ عَلَيْهِمْ «2» دِماجاً: جَامَعَهُ. وصُلْح دِماجٌ ودُماجٌ مُحْكَمٌ قَويٌّ. وأَدْمَجَ الحَبْلَ: أَجاد فَتْلَه؛ وَقِيلَ: أَحْكَمَ فَتْلَه فِي رِقَّةٍ؛ وَقَوْلُهُ:

إِذْ ذَاكَ إِذْ حَبْلُ الوِصالِ مُدْمَشُ

إِنما أَراد مُدْمَجُ، فأَبدل الشِّينَ مِنَ الْجِيمِ لِمَكَانِ الرَّويِّ. ودَمَجَتِ الماشِطَةُ الشَّعْرَ دَمْجاً، وأَدْمَجَتْه: ضَفَرَتْه.

(2). قوله [دامجه عليهم إلخ] كذا بالأَصل.

ص: 274

وَرَجُلٌ مُدْمَجٌ ومُنْدَمِجٌ: مُداخَل كالحَبْلِ المُحْكَمِ الفَتْلِ؛ وَنِسْوَةٌ مُدْمَجاتُ الخَلْقِ ودُمَّجٌ: كَالْحَبْلِ المُدْمَج؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد:

واللهِ لَلنَّوْمُ وبِيضٌ دُمَّجُ،

أَهْوَنُ مِنْ لَيْلِ قِلاصٍ تَمْعَجُ «1»

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَمْ نَجِدْ لَهَا وَاحِدًا؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي:

يُحاوِلْنَ صَرْماً أَو دِماجاً عَلَى الخَنا،

وَمَا ذاكُمو مِنْ شِيمَتي بسَبِيلِ

هُوَ مِنْ قَوْلِكَ: أَدْمَجَ الحبلَ إِذا أَحكم فَتْلَهُ أَي يُظْهِرْنَ وصْلًا مُحْكَمَ الظَّاهِرِ فاسدَ الْبَاطِنِ. اللَّيْثُ: مَتْنٌ مُدْمَجٌ، وَكَذَلِكَ الأَعضاءُ مُدْمَجَة، كأَنها أُدْمِجَتْ ومُلِسَتْ كَمَا تُدْمِجُ الماشطةُ مَشْطَةَ المرأَة إِذا ضَفَّرَتْ ذَوَائِبِهَا؛ وكلُّ ضَفِيرَةٍ مِنْهَا عَلَى حِيالِها تُسَمَّى دَمَجاً وَاحِدًا. وتَدامَجَ القومُ عَلَى فُلَانٍ تَدامُجاً إِذا تَضَافَرُوا عَلَيْهِ وَتَعَاوَنُوا. وَصُلْحٌ دُماج، بِالضَّمِّ: مُحْكَمٌ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

وإِذ نَحْنُ أَسْبابُ المَوَدَّةِ بَيْنَنا

دُماجٌ قُوَاها، لَمْ يَخُنْها وَصُولُها

أَبو عَمْرٍو: الدُّماجُ الصُّلْحُ عَلَى غَيْرِ دَخَنٍ. الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ دَجَمَ: ودَجَمَ الرجلَ: صاحَبَهُ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ مُدَاجِمٌ لِفُلَانٍ ومُدامِجٌ لَهُ. والمُدامَجَةُ: مِثْلُ المُداجاةِ؛ وَمِنْهُ الصُّلْحُ الدُّماجُ، بِالضَّمِّ، وَهُوَ الَّذِي كأَنه فِي خَفاءٍ، وَيُقَالُ: هُوَ التَّامُّ الْمُحْكَمُ. ودِماجُ الخَطِّ: مُقاربته مِنْهُ. وكلُّ مَا فُتِلَ فَقَدْ أُدْمِجَ. ومَتْنٌ مُدْمَجٌ: بَيِّنُ الدُّمُوجِ: مُمَلَّسٌ، وَهُوَ شَاذٌّ لأَنه لَا يُعرف لَهُ فِعْلٌ ثُلَاثِيٌّ غَيْرُ مَزِيدٍ. وأَدْمَجَ الفرسَ: أَضْمَرَهُ. والدُّموج: الدُّخول. الْجَوْهَرِيُّ: دَمَجَ الشيءُ دُموجاً إِذا دَخَلَ فِي الشيءِ وَاسْتَحْكَمَ فِيهِ، وَكَذَلِكَ انْدَمَجَ وادَّمَجَ، بِتَشْدِيدِ الدَّالِ، وادْرَمَّجَ، كُلُّ هَذَا إِذا دَخَلَ فِي الشيءِ وَاسْتَتَرَ فِيهِ. وأَدْمَجْتُ الشيءَ إِذا لَفَفْتَهُ فِي ثَوْبٍ. والشيءُ المُدْمَجُ: المُدْرَجُ مَعَ مَلَاسَتِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

من شق عصا المسلمين وَهُمْ فِي إِسلامٍ دامجٍ فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَةَ الإِسلام مِنْ عُنُقِهِ

؛ الدَّامِجُ: المجتَمِعُ. والدُّموجُ: دُخُولُ الشيءِ فِي الشيءِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ

زَيْنَبَ: أَنها كَانَتْ تَكْرَهُ النَّقْطَ والإِطراف إِلا أَن تَدْمُجَ الْيَدَ دَمْجاً فِي الخِضاب

أَي تَعُمَّ جَمِيعَ الْيَدِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ

عَلِيٍّ، عليه السلام: بَلِ انْدَمَجْتُ عَلَى مَكنونِ علْمٍ، لَوْ بُحْتُ به لاضْطَرَبْتم اضْطِرابَ الأَرْشِيَةِ فِي الطَّوِيِّ البَعيدَةِ

؛ أَي اجتمعتُ عَلَيْهِ وانطويتُ واندرجتُ. وَفِي الْحَدِيثِ:

سُبْحَانَ مَنْ أَدْمَجَ قَوائم الذَّرَّةِ والهَمَجة.

ودَمَج فِي الْبَيْتِ يَدْمُجُ دُمُوجاً: دَخَلَ. التَّهْذِيبُ: دَمَجَ عَلَيْهِمْ ودَمَرَ وادْرَمَّجَ وتَغَلَّى عَلَيْهِمْ، كُلٌّ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. ودَمَجَ الرجلُ فِي بَيْتِهِ وَالظَّبْيُ فِي كِناسِهِ وانْدَمَجَ: دَخَلَ. وَرَجُلٌ دُمَّيْجَةٌ: مُتَدَاخِلٌ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد:

ولَسْتُ بِدُمَّيْجَةٍ فِي الفِراش،

وَوَجَّابَةٍ يَحْتَمِي أَن يُجِيبا

أَبو الْهَيْثَمِ قَالَ: مِفْعَالٌ لَا تَدْخُلُ فِيهِ الْهَاءُ، قَالَ: وَقَدْ جاءَ حَرْفَانِ نَادِرَانِ: المِدْماجَةُ، وَهِيَ الْعِمَامَةُ؛ الْمَعْنَى أَنه مُدَمَّجٌ مُحْكَمٌ كأَنه نَعْتٌ لِلْعِمَامَةِ. وَيُقَالُ: رَجُلٌ مِجْدامَةٌ إِذا كَانَ قَاطِعًا للأُمور؛

(1). قوله [والله للنوم إلخ] كذا بالأَصل وشرح القاموس، وكتب بهامش الأَصل كذا: والله لا النوم.

ص: 275

قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هَذَا مأْخوذ مِنَ الجَدْمِ، وَهُوَ الْقَطْعُ؛ وأَنشد:

ولَسْتُ بِدُمَّيْجَةٍ فِي الفِراش

مأْخوذ مَنِ ادَّمَجَ فِي الشيءِ إِذا دَخَلَ فِيهِ. وادَّمَجَ فِي الشيءِ ادِّماجاً وانْدَمَجَ انْدِماجاً إِذا دَخَلَ فِيهِ. ونَصْلٌ مُنْدَمِجٌ أَي مُدَوَّرٌ. وَلَيْلَةٌ دامِجَةٌ: مُظْلِمَةٌ. وليلٌ دامِجٌ أَي مُظْلِمٌ. ودَمَجَتِ الأَرنبُ تَدْمُجُ دُمُوجاً فِي عَدْوِهَا: أَسرعت، وَهُوَ سُرْعَةٌ تُقَارِبُ قَوَائِمَهَا فِي الأَرض؛ وَفِي الْمُحْكَمِ: أَسرعت وَقَارَبَتِ الخَطْوَ، وَكَذَلِكَ الْبَعِيرُ إِذا أَسرع وَقَارَبَ خَطْوَه فِي المَنْحاةِ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ:

يُحْسِنُ فِي مَنْحاتِه الهَمالِجا،

يُدْعى هَلُمَّ داجِناً مُدامِجا

أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ هُوَ عَلَى تِلْكَ الدَّجْمَةِ والدَّمْجَةِ أَي الطَّرِيقَةِ. والمُدْمَجُ: القِدْحُ؛ وَقَالَ الْحَرْثُ بْنُ حِلِّزَة:

أَلْفَيتَنا للضَّيْفِ خَيْرَ عَمارَةٍ [عِمَارَةٍ]،

إِلَّا يَكُنْ لَبَنٌ فَعَطْفُ المُدْمَجِ

يَقُولُ: إِن لَمْ يَكُنْ لَبَنٌ أَجَلْنا القِدْحَ عَلَى الجَزُور فَنَحَرْنَاهَا للضيف.

دملج: الدَّمْلَجَةُ: تسوية الشيءِ كما يُدَمْلَجُ السِّوارُ. وَفِي حَدِيثِ

خَالِدِ بْنِ مَعْدانَ: دَمْلَجَ اللَّهُ لُؤْلُؤَةً

؛ دَمْلَجَ الشَّيءَ إِذا سوَّاه وأَحسن صَنْعَتَهُ. والدُّمْلُجُ «1» والدُّمْلُوجُ: المِعْضَدُ مِنَ الحُليِّ، وَيُقَالُ: أَلْقى عَلَيْهِ دَمالِيجَهُ. اللِّحْيَانِيُّ: دُمْلِجَ جِسْمُه دَمْلَجَةً أَي طُويَ طَيّاً حَتَّى أَكثر لَحْمُهُ: وأَنشد ابْنُ الأَعرابي:

والبِيضُ فِي أَعْضادِها الدَّمالِيجْ

ومُعْطِياتٌ بُدَّلٌ فِي تَعْويجْ

والدَّمالِيجُ: الأَرَضُونَ الصِّلابُ. والمُدَمْلَجُ: المُدْرَجُ الأَمْلَسُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:

كأَنَّ مِنْهَا القَصَبَ المُدَمْلَجا

سُوقٌ مِنَ البَرْديِّ مَا تَعَوَّجا

والدُّمْلُجُ والدُّمْلوجُ: الحَجَرُ الأَمْلَس. ودُمْلُجٌ: اسْمُ رَجُلٍ، قَالَ:

لَا تَحْسِبي دَراهِمَ ابْني دُمْلُجِ

تأْتِيكِ، حَتَّى تُدْلِجِي وتَدْلُجي

دمهج: الدَّمْهَجُ والدُّماهِجُ: العَظيم الخَلْقِ مِنْ كُلِّ شيءٍ كالدُّناهِجِ.

دنج: الدُّنُجُ: العُقَلاءُ مِنَ الرِّجَالِ. أَبو عَمْرٍو: الدِّناجُ إِحْكامُ الأَمر وإِتْقانُه.

دنهج: الدَّنْهَجُ والدُّناهِجُ: الْعَظِيمُ الخَلْقِ مِنْ كلِّ شيءٍ كالدُّماهِجِ. وَبَعِيرٌ دُناهِجٌ: ذُو سَنامَيْنِ.

دهرج: الدَّهْرَجَةُ: السُّرْعَةُ فِي السير.

دهمج: الدَّهْمَجَةُ: مَشْيُ الْكَبِيرِ كأَنه فِي قيدٍ؛ وَقِيلَ: هُوَ الْمَشْيُ البطيءُ، وَقَدْ دَهْمَجَ يُدَهْمِجُ. وَبَعِيرٌ دُهامِجٌ يُقَارِبُ الخَطْو ويُسْرعُ؛ وَقِيلَ: هُوَ ذُو سَنامين كدُهانِجٍ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراه بَدَلًا. والدَّهْمَجُ: السَّيْرُ الْوَاسِعُ. الأَصمعي: يُقَالُ لِلْبَعِيرِ إِذا قَارَبَ الْخَطْوَ وأَسرع: قَدْ دَهْمَجَ يُدَهْمِجُ؛ وأَنشد:

وعَيْر لَهَا مِنْ بَناتِ الكُدادِ،

يُدَهْمِجُ بالْوَطْبِ والمِزْوَدِ

(1). قوله [والدملج] بضم فسكون، واللام تفتح وتضم كما في القاموس.

ص: 276