الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَحَكَى الْفَارِسِيُّ عَنْ أَبي زَيْدٍ: حُجْ حُجَيَّاكَ، قَالَ: كأَنه مقلوبٌ مَوْضِعُ اللَّام إِلى الْعَيْنِ.
حيج: حِجْتُ أَحِيجُ حَيْجاً: احْتَجْتُ؛ عَنْ كُرَاعٍ وَاللِّحْيَانِيِّ، وَهِيَ نَادِرَةٌ لأَنَّ أَلف الحاجَةِ وَاوٌ، فَحُكْمُهُ حُجْتُ كَمَا حَكَى أَهل اللُّغَةِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَوْلَا حَيْجاً لَقُلْتُ إِنَّ حِجْتُ فَعِلْتُ، وإِنه مِنَ الْوَاوِ كَمَا ذَهَبَ إِليه سِيبَوَيْهِ فِي طِحْتُ. والحاجُ: نَبْتٌ مِنَ الحَمْضِ، وَقِيلَ: نَبْتٌ مِنَ الشَّوْكِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنه قَالَ لِرَجُلٍ شَكَا إِليه الْحَاجَةَ: انْطَلِقْ إِلى هَذَا الْوَادِي وَلَا تَدَعْ حَاجًا وَلَا حَطَباً وَلَا تأْتني خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا
؛ الحاجُ: الشَّوْك، الْوَاحِدَةُ حَاجَةٌ. ابْنُ سِيدَهْ: الْحَاجُ ضَرْبٌ مِنَ الشَّوْكِ وَهُوَ الكَبَرُ، وَقِيلَ: نَبْتٌ غَيْرُ الْكَبَرِ، وَقِيلَ: هُوَ شَجَرٌ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الْحَاجُ مِمَّا تَدُومُ خُضْرَته وَتَذْهَبُ عُرُوقُهُ فِي الأَرض مَذْهَباً بَعيداً، ويُتَداوَى بِطَبِيخِهِ، وَلَهُ وَرَقٌ دِقاق طِوال، كأَنه مُساوٍ لِلشَّوْكِ فِي الْكَثْرَةِ، وَتَصْغِيرُهُ حُيَيْجَةٌ؛ عَنِ الْكِسَائِيِّ. وأَحاجَتِ الأَرضُ وأَحْيَجَتْ: كَثُرَ بِهَا الحاجُ؛ وَقَوْلُ الرَّاجِزِ:
كأَنها الحاجُ أَفاضَتْ عَصَبُهُ
أَراد الحاجَّ، فَحَذَفَ إِحدى الْجِيمَيْنِ وخَفَّفه كَقَوْلِهِ:
يَسُوءُ الفالِياتِ إِذا فَلَيْني
أَراد فَلَيْنَني، وَهَذِهِ الْكَلِمَةُ ذَكَرَهَا الْجَوْهَرِيُّ في حوج.
فصل الخاء
خبج: خَبَجَ يَخْبُجُ خَبْجاً وخُباجاً: ضَرَطَ ضَرطاً شَدِيدًا؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ مِلْقَطٍ الطَّائِيُّ:
يَأْبَى لِي الثَّعْلَبَتانِ الَّذِي
…
قَالَ: خُباجَ الأَمَةِ الرَّاعِيَه
الخُباجُ: الضُّراط وأَضافه إِلى الأَمَة لِيَكُونَ أَخس لَهَا، وَجَعَلَهَا رَاعِيَةً لِكَوْنِهَا أَهون مِن الَّتِي لَا تَرْعَى؛ وأَول الشَّعْرِ:
يَا أَوْسُ، لَوْ نالَتْكَ أَرماحُنا،
…
كُنْتَ كَمَنْ تَهْوِي بِهِ الهاوِيه
وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ، رضي الله عنه: إِذا أُقيمت الصلاةُ ولَّى الشيطانُ وَلَهُ خَبَجٌ
، بِالتَّحْرِيكِ، أَي ضُرَاطٌ، وَيُرْوَى بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ:
مَنْ قرأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ يخرجُ الشيطانُ وَلَهُ خَبَجٌ كخَبج الحِمار.
وَقِيلَ: الخَبَجُ ضُراط الإِبل خَاصَّةً. وخَبَجَ بِهَا: حَبَقَ. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: لَا آتِيه مَا خَبَجَ ابنُ أَتانٍ؛ فَجَعَلُوهُ للحُمُر. والخَبْجُ: نَوْعٌ مِنَ الضَّرْبِ بِسَيْفٍ أَو بِعَصًا وَلَيْسَ بِشَدِيدٍ، وَالْحَاءُ لُغَةٌ. وخَبَجَه بِالْعَصَا: ضَرَبَهُ بِهَا. وفَحْلٌ خَباجاءُ: كثير الضِّراب.
خبرنج: الخَبَرْنَجُ: الناعِمُ البَدَنِ البَضُّ، والأُنثى بِالْهَاءِ. الأَصمعي: الخَبَرْنَجُ الخُلُقُ الْحَسَنُ. وجِسْمٌ خَبَرْنَجٌ: نَاعِمٌ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:
غَرَّاءُ سَوَّى خَلْقَها الخَبَرْنَجا،
…
مَأْدُ الشَّبابِ عَيْشَها المُخَرْفَجا
ومَأْدُ الشَّبَابِ: ماؤُه وَاهْتِزَازُهُ. وغُصْنٌ يَمْأَدُ مِنَ النَّعْمَةِ: يَهْتز. والخَبَرْنَجَةُ مِنَ النِّسَاءِ: الْحَسَنَةُ الخَلْقِ الضَّخْمَةُ القَصَبِ، وَقِيلَ: هِيَ اللحيمةُ الحادِرَةُ الخَلْقِ فِي استواءٍ، وَقِيلَ: هِيَ الْعَظِيمَةُ السَّاقَيْنِ. وخَلْقٌ خَبَرْنَجٌ: تامٌّ. والخَبَرْنَجَةُ: حُسْنُ الغذاءِ.
خبعج: الأَزهري: الخَبْعَجَةُ مِشْيَةٌ مُتَقاربة مِثْلَ مِشْيَةِ المُريبِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فِيهَا قَرْمَطَةٌ
وعَجَلَةٌ. يُقَالُ: جاءَ يُخَبْعِجُ إِلى رِيبَةٍ؛ وأَنشد:
كأَنَّهُ، لَمَّا غَدا يُخَبْعِجُ،
…
صاحبُ مُوقَيْنِ، عَلَيْهِ مَوْزَجُ
وَقَالَ:
جاءَ إِلى جِلَّتِها يُخَبْعِجُ،
…
فَكُلُّهُنَّ رائِمٌ يُدَرْدِجُ
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَكَذَلِكَ الخَنْعَجَةُ
خثعج: الخَثْعَجَةُ: مِشْيَةٌ مُتَقَارِبَةٌ فِيهَا قَرْمَطَةٌ وعَجَلَةٌ، ذَكَرَهُ ابْنُ سِيدَهْ فِي تَرْجَمَةِ خَنْعَجَ، قَالَ: وَقَدْ ذُكِرَ بالباءِ والثاءِ، فَهُوَ إِذاً خَنْعَجَة وخَبْعَجَة وخَثْعَجَة.
خجج: خَجَّت الرِّيحُ فِي هُبُوبِهَا تَخُجُّ خُجُوجاً: الْتَوَتْ. وَرِيحٌ خَجُوج: تَخُجُّ فِي هُبُوبِهَا أَي تَلْتَوِي. قَالَ: وَلَوْ ضُوعِفَ وَقِيلَ: خَجْخَجَتِ الرِّيحُ، كَانَ صَوَابًا. والخَجُوج من الرياح: الشديدة المَرِّ، وَقَدْ خَجْخَجَتْ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقِيلَ هِيَ الشَّدِيدَةُ مِنْ كُلِّ رِيحٍ مَا لَمْ تُثِرْ عَجاجاً. وخَجِيج الرِّيحِ: صَوْتُهَا. شَمِرٌ: ريح خجُوح وخجَوْجَاةٌ: تَخُجُّ فِي كُلِّ شَقٍّ أَي تشقُّ. قَالَ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: رِيحٌ خَجَوْجاةٌ طَوِيلَةٌ دَائِمَةُ الْهُبُوبِ. وَقَالَ أَبو نَصْرٍ: هِيَ الْبَعِيدَةُ المَسْلَك الدَّائِمَةُ الهُبوب. وَقَالَ ابْنُ أَحمر يَصِفُ الرِّيحَ:
هَوْجاءُ رَعْبَلَةُ الرَّواح، خَجَوْجاةُ
…
الغُدُوِّ، رَواحُها شَهْرُ
قَالَ: والأَصل خَجُوج. وَقَدْ خَجَّتْ تَخُجُّ؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو:
وخَجَّتِ النَّيْرَجَ مِنْ خَرِيقِها
وَرَوَى
الأَزهري بإِسناده عَنْ خَالِدِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، عليه السلام، وَذَكَرَ بِنَاءَ الْكَعْبَةِ فَقَالَ: إِن إِبراهيم حِينَ أُمِرَ بِبِنَاءِ الْبَيْتِ ضَاقَ بِهِ ذَرْعًا، قَالَ: فَبَعَثَ اللَّهُ إِليه السَّكِينَةَ وَهِيَ رِيحٌ خُجُوجٌ لَهَا رأْس فتطوَّقت بِالْبَيْتِ كَطَوْقِ الحَجَفَةِ، ثُمَّ استقرَّت، قَالَ: فَبَنَى إِبراهيم حِينَ اسْتَقَرَّتْ، فَجَعَلَ إِسماعيل يُنَاوِلُهُ الْحِجَارَةَ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلى مَوْضِعِ الحِجْر أَعيا إِسماعيل فأَتى إِبراهيم بالحِجْرِ.
وَقَالَ الأَصمعي: الخَجُوجُ الرِّيحُ الشديدةُ المرِّ؛ وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: هِيَ الشَّدِيدَةُ الْهُبُوبِ الخَوَّارَةُ لَا تَكُونُ إِلا فِي الصَّيْفِ، وَلَيْسَتْ بِشَدِيدَةِ الْحَرِّ. وَفِي كِتَابِ الْقُتَيْبِيِّ: فتطوَّت موضعَ الْبَيْتِ كالحَجَفَة. وَقِيلَ: رِيحٌ خَجُوج أَي شَدِيدَةُ الْمُرُورِ فِي غَيْرِ استواءٍ. قَالَ: وأَصل الخَجِّ الشِّقُّ. قَالَ ابْنُ الأَثير:
وجاءَ فِي كِتَابِ الْمُعْجَمِ الأَوسط لِلطَّبَرَانِيِّ عَنْ عَلِيٍّ، رضي الله عنه، أَن النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، قَالَ: السَّكِينَةُ رِيحٌ خَجُوجٌ.
وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ:
إِذا حَمَل، فَهُوَ خَجُوج.
وَفِي حَدِيثِ الَّذِي بَنَى الْكَعْبَةَ لِقُرَيْشٍ:
كَانَ رُومِيًّا فِي سَفِينَةٍ أَصابتها رِيحٌ فخَجَّتْها
أَي صَرَفَتْهَا عَنْ جِهَتِهَا وَمَقْصِدِهَا بِشِدَّةِ عَصْفِهَا. والخَجُّ: الدَّفْعُ. وَفِي النَّوَادِرِ:
النَّاسُ يَهُجُّونَ هَذَا الواديَ هَجّاً ويَخُجُّونه خَجّاً
أَي يَنْحَدِرُونَ فِيهِ ويَطَؤُونه كَثِيرًا. وخَجَّ بِهَا: ضَرَطَ. وخَجَّ بِرِجْلِهِ: نَسَفَ بِهَا التُّرَابَ فِي مَشْيِهِ. وخَجْخَجَ الرجلُ: لَمْ يُبْد مَا فِي نَفْسِهِ. والخَجْخَجَةُ: سُرْعَةُ الإِناخَةِ والحُلُولِ. والخَجْخَجَةُ: الِانْقِبَاضُ والاستخفاءُ فِي مَوْضِعٍ خَفِيٍّ، وَفِي التَّهْذِيبِ: فِي مَوْضِعٍ يَخْفَى فِيهِ، قَالَ: وَيُقَالُ أَيضاً بالحاءِ. وَرَجُلٌ خَجَّاجَةٌ: أَحمق لَا يَعْقِلُ. ابْنُ سِيدَهْ:
والخَجْخاجَةُ والخَجَّاجَةُ الأَحمق. والخَجْخاج مِنَ الرِّجَالِ: الَّذِي يَهْمِزُ الكلامَ، لَيْسَتْ لِكَلَامِهِ جِهَةٌ، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَمْ أَسمع خَجَّاجَةً فِي نَعْتِ الأَحمق إِلا مَا قرأْته فِي كِتَابِ اللَّيْثِ قال: والمسموع مِنَ الْعَرَبِ خَجَّاية؛ قَالَهُ ابْنُ الأَعرابي وَغَيْرُهُ. النَّضِرُ: الخَجْخاجُ مِنَ الرِّجَالِ الَّذِي يُري أَنه جادٌّ فِي أَمره وَلَيْسَ كَمَا يُري. الفراءُ: خَجْخَجَ الرَّجُلُ وجَخْجَخَ إِذا لَمْ يُبْدِ مَا فِي نَفْسِهِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا يَقْرُبُ مِنْ قَوْلِ النَّضِرِ وَهُوَ أَصح مِمَّا قَالَهُ اللَّيْثُ فِي الخَجْخاجِ. والخَجُّ: الجِماعُ. وخَجَّ جَارِيَتَهُ: مَسَحَهَا. والخَجْخَجَةُ: كِنَايَةٌ عن النكاح. واخْتَجَّ الجملُ والناشطُ فِي سَيْرِهِ وَعَدْوِهِ إِذا لَمْ يَسْتَقِمْ، وَذَلِكَ سُرْعَةٌ مَعَ التواءِ. اللَّيْثُ: الخَجْخَجَة تُوصَفُ فِي سرْعَةِ الإِناخة وَحُلُولِ الْقَوْمِ. والخَجَوْجى مِنَ الرِّجَالِ: الطَّوِيلُ الرِّجْلَيْنِ.
خدج: خَدَجَتِ الناقةُ وكلُّ ذَاتِ ظِلْفٍ وحافِرٍ تَخْدُجُ وتَخدِجُ خِداجاً، وَهِيَ خَدُوجٌ وخادِجٌ، وخَدَجَتْ وخَدَّجَتْ، كِلَاهُمَا: أَلقت وَلَدَهَا قَبْلَ أَوانه لِغَيْرِ تَمَامِ الأَيام، وإِن كَانَ تامَّ الخَلْق؛ قَالَ الْحُسَيْنُ بْنُ مُطَيْرٍ:
لَمَّا لَقِحْنَ لِماءِ الفحْلِ أَعْجَلَها،
…
وقْتَ النكاحِ، فَلَمْ يُتْمِمْنَ تَخْديجُ
وَقَدْ يَكُونُ الخِداجُ لِغَيْرِ النَّاقَةِ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ:
يَومَ تَرَى مُرْضِعَةً خَلُوجا،
…
وكلَّ أُنْثَى حَمَلَتْ خَدُوجا
أَفلا تَرَاهُ عَمَّ بِهِ؟ وَفِي الْحَدِيثِ:
كلُّ صَلاةٍ لَا يُقْرَأَ فِيهَا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، فَهِيَ خِداجٌ
أَي نُقصانٌ. وَفِي حَدِيثِ
النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، أَنه قَالَ: كلُّ صَلاةٍ لَيْسَتْ فِيهَا قراءَةٌ، فَهِيَ خِداجٌ
أَي ذَاتُ خِداجٍ، وَهُوَ النُّقْصَانُ. قَالَ: وَهَذَا مَذْهَبُهُمْ فِي الِاخْتِصَارِ لِلْكَلَامِ كَمَا قَالُوا: عبدُ اللَّهِ إِقبالٌ وإِدْبارٌ أَي مُقْبِلٌ ومُدْبِرٌ؛ أَحَلُّوا الْمَصْدَرَ محلَّ الْفِعْلِ. وَيُقَالُ: أَخْدَجَ الرجلُ صلاتَه، فَهُوَ مُخْدِجٌ وَهِيَ مُخْدَجَةٌ، وَيُقَالُ: أَخْدَجَ فلانٌ أَمره إِذا لَمْ يُحْكِمْه، وأَنْضَجَ أَمْرَهُ إِذا أَحكمه، والأَصلُ فِي ذَلِكَ إِخْداجُ الناقةِ ولدَها وإِنضاجُها إِياه. الأَصمعي: الخِداجُ النُّقْصَانُ، وأَصل ذَلِكَ مِنْ خِداجِ الناقةِ إِذا وَلَدَتْ وَلَدًا نَاقِصَ الخَلْقِ، أَو لِغَيْرِ تَمَامٍ. وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ:
فِي كُلِّ ثَلَاثِينَ بَقَرَةً خَديج
أَي ناقصُ الخَلْقِ فِي الأَصل؛ يريد تَبِيعٌ كالخَديجِ فِي صِغَرِ أَعْضائه وَنَقْصِ قوَّتِه عَنِ الثَنِيِّ والرَّباعِيِّ. وخَديجٌ، فَعِيلٌ بِمَعْنَى مُفْعَل، أَي مُخْدَجٌ. وَفِي حَدِيثِ
سَعْدٍ: أَنه أَتى النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، بِمُخْدَجٍ مُقِيمٍ
أَي ناقصِ الخَلْقِ. وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ: وَلَا تُخْدِجِ التَّحِيَّةَ
أَي لَا تَنْقُصْها. قَالَ ابْنُ الأَثير: وإِنما قَالَ فِي الصَّلَاةِ: فَهِيَ خِداجٌ، والخِداجُ مَصْدَرٌ عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ أَي ذاتُ خِداجٍ، أَو يَكُونُ قَدْ وَصَفَهَا بِالْمَصْدَرِ نَفْسِهِ مُبَالَغَةً، كَمَا قَالُوا: فإِنما هِيَ إِقبال وإِدبار. والولدُ خَديجٌ. وشاةٌ خَدُوجٌ، وَجَمْعُهَا خُدوجٌ وخِداجٌ وخَدائِجُ. وأَخْدَجَتْ، فَهِيَ مُخْدِجٌ ومُخْدِجَةٌ: جاءَت بِوَلَدِهَا ناقصَ الخَلْقِ، وَقَدْ تَمَّ وقتُ حَمْلِهَا، وَالْوَلَدُ خَدُوجٌ وخِدْجٌ ومُخْدَجٌ ومَخْدُوجٌ وخَديجٌ: وَمِنْهُ
قَوْلُ عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ، فِي ذِي الثُّدَيَّةِ: مُخْدَجُ الْيَدِ
أَي ناقصُ الْيَدِ. وَقِيلَ: إِذا أَلقت النَّاقَةُ وَلَدَهَا تامَّ الخَلْق قبلَ وَقْتِ النَّتاج، قِيلَ: أَخْدَجَتْ،
وَهِيَ مُخْدِجٌ؛ فإِن رَمَتْهُ نَاقِصًا قَبْلَ الْوَقْتِ قِيلَ: خَدَجَتْ، وَهِيَ خادِجٌ؛ فإِن كَانَ عَادَةً لَهَا، فَهِيَ مِخْداجٌ فِيهِمَا. وَقَوْمٌ يَجْعَلُونَ الخِداجَ مَا كَانَ دَمًا، وَبَعْضُهُمْ جَعَلَهُ مَا كَانَ أَمْلَطَ وَلَمْ يَنْبُت عَلَيْهِ شَعَرٌ، وَحَكَى ثابتٌ ذَلِكَ فِي الإِنسان. وَقَالَ أَبو خَيْرةَ: خَدَجَت المرأَةُ ولدَها وأَخْدَجَتْه، بِمَعْنًى وَاحِدٍ، قَالَ الأَزهري: وَذَلِكَ إِذا أَلقته وَقَدِ اسْتَبَانَ خَلْقُه، قَالَ: وَيُقَالُ إِذا أَلقته دَمًا؛ قَدْ خَدَجَتْ، وَهُوَ خِداجٌ؛ وإِذا أَلقته قَبْلَ أَن ينبتَ شَعْرُهُ قِيلَ: قَدْ غَضَّنَتْ، وَهُوَ الغِضانُ؛ وأَنشد:
فَهُنَّ لَا يَحْمِلْنَ إِلَّا خِدْجا
والخِداجُ: الِاسْمُ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ: وَنَاقَةٌ ذاتُ خِداجٍ: تَخْدُجُ وتَخْدِجُ كَثِيرًا. وخَدَجَتِ الزَّنْدةُ: لَمْ تُورِ نَارًا. وَفِي التَّهْذِيبِ: أَخْدَجَتِ الزَّنْدَةُ. وخَديجَةُ: اسْمُ امرأَة. وخَدْجِ خَدْجِ: زَجْرٌ لِلْغَنَمِ. ابْنُ الأَعرابي: أَخْدَجَتِ الشَّتْوَةُ إِذا قلَّ مَطَرُها.
خدلج: الخَدَلَّجَة، بِتَشْدِيدِ اللَّامِ: الرَّيَّاءُ الْمُمْتَلِئَةُ الذِّرَاعَيْنِ وَالسَّاقَيْنِ؛ وأَنشد الأَصمعي:
إِنَّ لَها لَسائِقاً خَدَلَّجا،
…
لَمْ يُدْلِجِ الليلةَ فيمنْ أَدْلَجا
يَعْنِي جَارِيَةً قَدْ عَشِقَها، فَرَكِبَ الناقةَ وساقَها مِنْ أَجلها. وَفِي حَدِيثِ اللِّعانِ:
خَدَلَّج الساقَيْنِ
عَظِيمُهُمَا، وَهُوَ مِثْلُ الخَدْلِ. وَقِيلَ: هِيَ الضَّخْمَةُ السَّاقَيْنِ؛ والذَّكَرُ خَدَلَّجٌ. اللَّيْثُ: الخَدَلَّجُ الضَّخْمَةُ السَّاقِ المَمْكُورَتُها.
خذلج: التَّهْذِيبُ فِي النَّوَادِرِ: فلانٌ يَتَخَذْلَجُ فِي مِشْيَتِهِ.
خرج: الخُروج: نَقِيضُ الدُّخُولِ. خَرَجَ يَخْرُجُ خُرُوجاً ومَخْرَجاً، فَهُوَ خارِجٌ وخَرُوجٌ وخَرَّاجٌ، وَقَدْ أَخْرَجَهُ وخَرَجَ بِهِ. الْجَوْهَرِيُّ: قَدْ يَكُونُ المَخْرَجُ موضعَ الخُرُوجِ. يُقَالُ: خَرَجَ مَخْرَجاً حَسَناً، وَهَذَا مَخْرَجُه. وأَما المُخْرَجُ فَقَدْ يَكُونُ مصدرَ قَوْلِكَ أَخْرَجَه، والمفعولَ بِهِ واسمَ الْمَكَانِ وَالْوَقْتِ، تَقُولُ: أَخْرِجْني مُخْرَجَ صِدْقٍ، وَهَذَا مُخْرَجُه، لأَن الْفِعْلَ إِذا جَاوَزَ الثَّلَاثَةَ فَالْمِيمُ مِنْهُ مَضْمُومَةٌ، مِثْلُ دَحْرَجَ، وَهَذَا مُدَحْرَجُنا، فَشُبِّهَ مُخْرَجٌ بِبَنَاتِ الأَربعة. والاستخراجُ: كَالِاسْتِنْبَاطِ. وَفِي حَدِيثِ بَدْرٍ:
فاخْتَرَجَ تَمَراتٍ مِنْ قِرْبةٍ
أَي أَخْرَجَها، وَهُوَ افْتَعَلَ مِنْهُ. والمُخارَجَةُ: المُناهَدَةُ بالأَصابع. والتَّخارُجُ: التَّناهُدُ؛ فأَما قَوْلُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُطَيْرٍ:
مَا أَنْسَ، لَا أَنْسَ مِنْكُمْ نَظْرَةً شَغَفَتْ،
…
فِي يَوْمِ عيدٍ، ويومُ العيدِ مَخْرُوجُ
فإِنه أَراد مخروجٌ فِيهِ، فَحَذَفَ؛ كَمَا قَالَ فِي هَذِهِ الْقَصِيدَةِ:
والعينُ هاجِعَةٌ والرُّوح مَعْرُوجُ
أَراد مَعْرُوجٌ بِهِ. وَقَوْلُهُ عز وجل: ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ
؛ أَي يَوْمَ يَخْرُجُ النَّاسُ مِنَ الأَجداث. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: يومُ الخُروجِ مِنْ أَسماء يَوْمِ الْقِيَامَةِ؛ واستشهدَ بِقَوْلِ الْعَجَّاجِ:
أَلَيسَ يَوْمٌ سُمِّيَ الخُرُوجا،
…
أَعْظَمَ يَوْمٍ رَجَّةً رَجُوجا؟
أَبو إِسحاق فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: يَوْمُ الْخُرُوجِ
أَي يَوْمَ يُبْعَثُونَ فَيَخْرُجُونَ مِنَ الأَرض. وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ
. وَفِي حَدِيثِ
سُوَيْدِ بْنِ عَفَلَةَ: دَخَلَ عليَّ عليٌّ، رضي الله عنه، فِي يَوْمِ الخُرُوج، فإِذا بَيْنَ يَدَيْهِ فاتُورٌ عَلَيْهِ خُبْزُ السَّمْراء وصحفةٌ فِيهَا خَطِيفَةٌ.
يَوْم الخُروجِ؛ يُرِيدُ يَوْمَ الْعِيدِ، وَيُقَالُ لَهُ يَوْمُ الزِّينَةِ وَيَوْمُ الْمَشْرِقِ. وخُبْزُ السَّمْراءِ: الخُشْكارُ، كَمَا قِيلَ لِلُّبابِ الحُوَّارَى لِبَيَاضِهِ. واخْتَرَجَهُ واسْتَخْرجَهُ: طَلَبَ إِليه أَو مِنْهُ أَن يَخْرُجَ. وناقَةٌ مُخْتَرِجَةٌ إِذا خَرَجَتْ عَلَى خِلْقَةِ الجَمَلِ البُخْتِيِّ. وَفِي حَدِيثِ
قِصَّةٍ: أَن النَّاقَةَ الَّتِي أَرسلها اللَّهُ، عز وجل، آيَةً لِقَوْمِ صَالِحٍ، عليه السلام، وَهُمْ ثَمُودُ، كَانَتْ مُخْتَرَجة
، قَالَ: وَمَعْنَى المختَرَجة أَنها جُبلت عَلَى خِلْقَةِ الْجَمَلِ، وَهِيَ أَكبر مِنْهُ وأَعظم. واسْتُخْرِجَتِ الأَرضُ: أُصْلِحَتْ لِلزِّرَاعَةِ أَو الغِراسَةِ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وخارجُ كلِّ شيءٍ: ظاهرُه. قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَا يُستعمل ظَرْفًا إِلا بِالْحَرْفِ لأَنه مَخْصُوصٌ كَالْيَدِ وَالرِّجْلِ؛ وَقَوْلُ الْفَرَزْدَقِ:
عَلى حِلْفَةٍ لَا أَشْتُمُ الدَّهْرَ مُسْلِماً،
…
وَلَا خارِجاً مِن فِيِّ زُورُ كلامِ
أَراد: وَلَا يَخْرُجُ خُرُوجًا، فَوَضَعَ الصِّفَةَ مَوْضِعَ الْمَصْدَرِ لأَنه حَمَلَهُ عَلَى عَاهَدْتُ. والخُروجُ: خُروجُ الأَديب وَالسَّائِقِ وَنَحْوِهِمَا يُخَرَّجُ فيَخْرُجُ. وخَرَجَتْ خَوارجُ فُلَانٍ إِذا ظهرتْ نَجابَتُهُ وتَوَجَّه لإِبرام الأُمورِ وإِحكامها، وعَقَلَ عَقْلَ مِثْلِه بَعْدَ صِبَاهُ. والخارِجِيُّ: الَّذِي يَخْرُجُ ويَشْرُفُ بِنَفْسِهِ مِنْ غَيْرِ أَن يَكُونَ لَهُ قَدِيمٌ؛ قَالَ كُثَيِّرٌ:
أَبا مَرْوانَ لَسْتَ بِخارِجيٍّ،
…
وَلَيْسَ قَديمُ مَجْدِكَ بانْتِحال
والخارِجِيَّةُ: خَيْل لَا عِرْقَ لَهَا فِي الجَوْدَة فَتُخَرَّجُ سوابقَ، وَهِيَ مَعَ ذَلِكَ جِيادٌ؛ قَالَ طُفَيْلٌ:
وعارَضْتُها رَهْواً عَلَى مُتَتَابِعٍ،
…
شَديدِ القُصَيْرى، خارِجِيٍّ مُجَنَّبِ
وَقِيلَ: الخارِجِيُّ كُلُّ مَا فَاقَ جِنْسَهُ وَنَظَائِرَهُ. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: مِنْ صِفَاتِ الْخَيْلِ الخَرُوجُ، بِفَتْحِ الْخَاءِ، وَكَذَلِكَ الأُنثى، بِغَيْرِ هاءٍ، وَالْجَمْعُ الخُرُجُ، وَهُوَ الَّذِي يَطول عُنُقُهُ فَيَغْتالُ بِطُولِهَا كلَّ عِنانٍ جُعِلَ فِي لِجَامِهِ؛ وأَنشد:
كُلُّ قَبَّاءَ كالهِراوةِ عَجْلى،
…
وخَروجٍ تَغْتالُ كلَّ عِنانِ
الأَزهري: وأَما قَوْلُ زُهَيْرٍ يَصِفُ خَيْلًا:
وخَرَّجَها صَوارِخَ كلَّ يَوْمٍ،
…
فَقَدْ جَعَلَتْ عَرائِكُها تَلِينُ
فَمَعْنَاهُ: أَن مِنْهَا مَا بِهِ طِرْقٌ، وَمِنْهَا مَا لَا طِرْقَ بِهِ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: مَعْنَى خَرَّجَها أَدَّبها كَمَا يُخَرِّجُ الْمُعَلِّمُ تِلْمِيذَهُ. وفلانٌ خَرِيجُ مالٍ وخِرِّيجُه، بِالتَّشْدِيدِ، مِثْلُ عِنِّينٍ، بِمَعْنَى مَفْعُولٍ إِذا دَرَّبَهُ وعَلَّمَهُ. وَقَدْ خَرَّجَهُ فِي الأَدبِ فَتَخَرَّجَ. والخَرْجُ والخُرُوجُ: أَوَّلُ مَا يَنْشَأُ مِنَ السَّحَابِ. يُقَالُ: خَرَجَ لَهُ خُرُوجٌ حَسَنٌ؛ وَقِيلَ: خُرُوجُ السَّحَاب اتِّساعُهُ وانْبِساطُه؛ قَالَ أَبو ذؤَيب:
إِذا هَمَّ بالإِقْلاعِ هَبَّتْ لَهُ الصَّبا،
…
فَعَاقَبَ نَشْءٌ بعْدها وخُرُوجُ
الأَخفش: يُقَالُ لِلْمَاءِ الَّذِي يَخْرُجُ مِنَ السَّحاب: خَرْجٌ وخُرُوجٌ. الأَصمعي: يُقَالُ أَوَّل مَا يَنْشَأُ السحابُ، فَهُوَ نَشْءٌ. التَّهْذِيبُ: خَرَجَت السَّمَاءُ خُروجاً إِذا أَصْحَتْ بَعْدَ إِغامَتِها؛ وَقَالَ هِمْيان يَصِفُ الإِبل وَوُرُودَهَا:
فَصَبَّحَتْ جابِيَةً صُهارِجَا؛
…
تَحْسَبُه لَوْنَ السَّماءِ خارِجَا
يُرِيدُ مُصْحِياً؛ والسحابةُ تُخْرِجُ السحابةَ كَمَا تُخْرِجُ الظَّلْمَ. والخَرُوجُ مِنَ الإِبل: المِعْناقُ الْمُتَقَدِّمَةُ. والخُرَاجُ: ورَمٌ يَخْرُجُ بِالْبَدَنِ مِنْ ذَاتِهِ، وَالْجَمْعُ أَخْرِجَةٌ وخِرْجَانٌ. غَيْرُهُ: والخُرَاجُ ورَمُ قَرْحٍ يَخْرُجُ بِدَابَّةٍ أَو غَيْرِهَا مِنَ الْحَيَوَانِ. الصِّحَاحُ: والخُرَاجُ مَا يَخْرُجُ فِي الْبَدَنِ مِنَ القُرُوح. والخَوَارِجُ: الحَرُورِيَّةُ؛ والخَارِجِيَّةُ: طَائِفَةٌ مِنْهُمْ لَزِمَهُمْ هَذَا الاسمُ لِخُرُوجِهِمْ عَنِ النَّاسِ. التَّهْذِيبُ: والخَوَارِجُ قومٌ مِنْ أَهل الأَهواء لَهُمْ مَقالَةٌ عَلَى حِدَةٍ. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ عَبَّاسٍ أَنه قَالَ: يَتَخَارَجُ الشَّريكانِ وأَهلُ الْمِيرَاثِ
؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يَقُولُ إِذا كَانَ الْمَتَاعُ بَيْنَ وَرَثَةٍ لَمْ يَقْتَسِمُوهُ أَو بَيْنَ شُرَكَاءَ، وَهُوَ فِي يَدِ بَعْضِهِمْ دُونَ بَعْضٍ، فَلَا بأْس أَن يَتَبَايَعُوهُ، وإِن لَمْ يَعْرِفْ كُلُّ وَاحِدٍ نَصِيبَهُ بِعَيْنِهِ وَلَمْ يَقْبِضْهُ؛ قَالَ: وَلَوْ أَراد رَجُلٌ أَجنبي أَن يَشْتَرِيَ نَصِيبَ بَعْضِهِمْ لَمْ يَجُزْ حَتَّى يَقْبِضَهُ الْبَائِعُ قَبْلَ ذَلِكَ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَقَدْ جاءَ هَذَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مفسَّراً عَلَى غَيْرِ مَا ذَكَرَ أَبو عُبَيْدٍ. وحدَّث
الزُّهْرِيُّ بِسَنَدِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَا بأْس أَن يَتَخَارَج القومُ فِي الشَّرِكَةِ تَكُونُ بَيْنَهُمْ فيأْخذ هَذَا عَشَرَةَ دَنَانِيرَ نَقْدًا، ويأْخذ هَذَا عَشَرَةَ دَنَانِيرَ دَيْناً.
والتَّخارُجُ: تَفاعُلٌ مِنَ الخُروج، كأَنه يَخْرُجُ كلُّ وَاحِدٍ مِنْ شَرِكَتِهِ عَنْ مِلْكِهِ إِلى صَاحِبِهِ بِالْبَيْعِ؛ قَالَ: وَرَوَاهُ
الثَّوْرِيُّ بِسَنَدِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي شَرِيكَيْنِ: لَا بأْس أَن يَتَخَارَجَا
؛ يَعْنِي العَيْنَ والدَّيْنَ؛ وَقَالَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: التَّخَارُجُ أَن يأْخذ بَعْضُهُمُ الدَّارَ وَبَعْضُهُمُ الأَرض؛ قَالَ
شَمِرٌ: قُلْتُ لأَحمد: سُئِلَ سُفْيَانُ عَنْ أَخوين وَرِثَا صَكًّا مِنْ أَبيهما، فَذَهَبَا إِلى الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ فَتَقَاضَيَاهُ؛ فَقَالَ: عِنْدِي طَعَامٌ، فَاشْتَرِيَا مِنِّي طَعَامًا بِمَا لَكُمَا عليَّ، فَقَالَ أَحد الأَخوين: أَنا آخُذُ نَصِيبِي طَعَامًا؛ وَقَالَ الْآخَرُ: لَا آخُذُ إِلّا دَرَاهِمَ، فأَخذ أَحدهما مِنْهُ عَشَرَةَ أَقفرة بِخَمْسِينَ دِرْهَمًا بِنَصِيبِهِ؛ قَالَ: جَائِزٌ، وَيَتَقَاضَاهُ الْآخَرُ، فإِن تَوَى مَا عَلَى الْغَرِيمِ، رَجَعَ الأَخ عَلَى أَخيه بِنِصْفِ الدَّرَاهِمِ الَّتِي أَخذ، وَلَا يَرْجِعُ بِالطَّعَامِ. قَالَ أَحمد: لَا يَرْجِعُ عَلَيْهِ بِشَيْءٍ إِذا كَانَ قَدْ رَضِيَ بِهِ، وَاللَّهُ أَعلم.
وتَخَارَجَ السَّفْرُ: أَخْرَجُوا نَفَقَاتِهِمْ. والخَرْجُ والخَرَاجُ، واحدٌ: وَهُوَ شَيْءٌ يُخْرِجُه القومُ فِي السَّنَةِ مِن مَالِهِمْ بقَدَرٍ مَعْلُومٍ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: الخَرْجُ الْمَصْدَرُ، والخَرَاجُ: اسمٌ لِمَا يُخْرَجُ. والخَرَاجُ: غَلَّةُ الْعَبْدِ والأَمة. والخَرْجُ والخَراج: الإِتاوَةُ تُؤْخذ مِنْ أَموال النَّاسِ؛ الأَزهري: والخَرْجُ أَن يؤَدي إِليك العبدُ خَرَاجَه أَي غَلَّتَهُ، والرَّعِيَّةُ تُؤَدِّي الخَرْجَ إِلى الوُلاةِ. وَرُوِيَ فِي الْحَدِيثِ
عَنِ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، أَنه قَالَ: الخَرَاجُ بِالضَّمَانِ
؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ وَغَيْرُهُ مِنْ أَهل الْعِلْمِ: مَعْنَى الْخَرَاجِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ غَلَّةُ الْعَبْدِ يَشْتَرِيهِ الرجلُ فيستغلُّه زَمَانًا، ثُمَّ يَعْثُرُ مِنْهُ عَلَى عَيْبٍ دَلَّسَهُ البائعُ وَلَمْ يُطْلِعْهُ عَلَيْهِ، فَلَهُ رَدُّ الْعَبْدِ عَلَى الْبَائِعِ والرجوعُ عَلَيْهِ بِجَمِيعِ الثَّمَنِ، والغَّلةُ الَّتِي اسْتَغَلَّهَا الْمُشْتَرِي مِنَ الْعَبْدِ
طَيِّبَةٌ لَهُ لأَنه كَانَ فِي ضَمَانِهِ، وَلَوْ هَلَكَ هَلَكَ مِنْ مَالِهِ. وَفَسَّرَ ابْنُ الأَثير قَوْلَهُ:
الْخَرَاجُ بِالضَّمَانِ
؛ قَالَ: يُرِيدُ بِالْخَرَاجِ مَا يَحْصُلُ مِنْ غَلَّةِ الْعَيْنِ الْمُبْتَاعَةِ، عَبْدًا كَانَ أَو أَمة أَو مِلْكًا، وَذَلِكَ أَن يَشْتَرِيَهُ فَيَسْتَغِلَّهُ زَمَانًا، ثُمَّ يَعْثُرُ فِيهِ عَلَى عَيْبٍ قَدِيمٍ، فَلَهُ رَدُّ الْعَيْنِ الْمَبِيعَةِ وأَخذ الثَّمَنِ، وَيَكُونُ لِلْمُشْتَرِي مَا اسْتَغَلَّهُ لأَن الْمَبِيعَ لَوْ كَانَ تلفَ فِي يَدِهِ لَكَانَ مِنْ ضَمَانِهِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ عَلَى الْبَائِعِ شَيْءٌ؛ وَبَاءَ بِالضَّمَانِ مُتَعَلِّقَةٌ بِمَحْذُوفٍ تَقْدِيرُهُ الْخَرَاجُ مُسْتَحَقٌّ بِالضَّمَانِ أَي بِسَبَبِهِ، وَهَذَا مَعْنَى قَوْلِ شُرَيْحٍ لِرَجُلَيْنِ احْتَكَمَا إِليه فِي مِثْلِ هَذَا، فَقَالَ لِلْمُشْتَرِي: رُدَّ الداءَ بِدَائِهِ وَلَكَ الغلةُ بِالضَّمَانِ. مَعْنَاهُ: رُدَّ ذَا الْعَيْبَ بِعَيْبِهِ، وَمَا حَصَلَ فِي يَدِكَ مِنْ غَلَّتِهِ فَهُوَ لَكَ. وَيُقَالُ: خَارَجَ فلانٌ غلامَه إِذا اتَّفَقَا عَلَى ضَرِيبَةٍ يَرُدُّها العبدُ عَلَى سَيِّدِهِ كلَّ شَهْرٍ وَيَكُونُ مُخَلًّى بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَمَلِهِ، فَيُقَالُ: عبدٌ مُخَارَجٌ. ويُجْمَعُ الخَراجُ، الإِتَاوَةُ، عَلَى أَخْراجٍ وأَخَارِيجَ وأَخْرِجَةٍ. وَفِي التَّنْزِيلِ: أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً فَخَراجُ رَبِّكَ خَيْرٌ
. قَالَ الزَّجَّاجُ: الخَرَاجُ الفَيْءُ، والخَرْجُ الضَّريبَةُ وَالْجِزْيَةُ؛ وَقُرِئَ: أَم تَسْأَلُهُمْ خَرَاجاً. وَقَالَ الْفَرَّاءُ. مَعْنَاهُ: أَمْ تسأَلهم أَجراً عَلَى مَا جِئْتَ بِهِ، فأَجر رَبِّكَ وَثَوَابُهُ خيرٌ. وأَما الخَرَاجُ الَّذِي وَظَّفَهُ عمرُ بْنِ الْخَطَّابِ، رضي الله عنه، عَلَى السَّوَادِ وأَرضِ الفَيْء فإِن مَعْنَاهُ الْغَلَّةُ أَيضاً، لأَنه أَمر بِمَسَاحَةِ السَّوَادِ وَدَفَعَهَا إِلى الْفَلَّاحِينَ الَّذِينَ كَانُوا فِيهِ عَلَى غَلَّةٍ يُؤَدُّونَهَا كُلَّ سَنَةٍ، وَلِذَلِكَ سُمِّيَ خَراجاً، ثُمَّ قِيلَ بَعْدَ ذَلِكَ لِلْبِلَادِ الَّتِي افْتُتِحَتْ صُلْحاً وَوَظَّفَ مَا صُولِحُوا عَلَيْهِ عَلَى أَراضيهم: خَرَاجِيَّةٌ لأَن تِلْكَ الْوَظِيفَةَ أَشبهت الْخَرَاجَ الَّذِي أُلزم بِهِ الفلَّاحون، وَهُوَ الْغَلَّةُ، لأَن جُمْلَةَ مَعْنَى الْخَرَاجِ الْغَلَّةُ؛ وَقِيلَ لِلْجِزْيَةِ الَّتِي ضُرِبَتْ عَلَى رِقَابِ أَهل الذِّمَّة: خَرَاجٌ لأَنه كَالْغَلَّةِ الْوَاجِبَةِ عَلَيْهِمْ. ابْنُ الأَعرابي: الخَرْجُ عَلَى الرُّؤُوسِ، والخَرَاجُ عَلَى الأَرضين. وَفِي حَدِيثِ
أَبي مُوسَى: مثلُ الأُتْرُجَّةِ طَيِّبٌ رِيحُها، طَيِّبٌ خَرَاجُها
أَي طَعْمُ ثَمَرِهَا، تَشْبِيهًا بالخَرَاجِ الَّذِي يَقَعُ عَلَى الأَرضين وَغَيْرِهَا. والخُرْجُ: مِنَ الأَوعية، معروفٌ، عربيٌّ، وَهُوَ هَذَا الْوِعَاءُ، وَهُوَ جُوالِقٌ ذُو أَوْنَيْنِ، وَالْجَمْعُ أَخْراجٌ وخِرَجَةٌ مثلُ جُحْرٍ وجِحَرَة. وأَرْضٌ مُخَرَّجَةٌ أَي نَبْتُها فِي مكانٍ دُونَ مكانٍ. وتَخْريجُ الرَّاعِيَةِ المَرْتَعَ: أَن تأْكل بعضَه وَتَتْرُكَ بَعْضَهُ. وخَرَّجَت الإِبلُ المَرْعَى: أَبقت بَعْضَهُ وأَكلت بَعْضَهُ. والخَرَجُ، بِالتَّحْرِيكِ: لَوْنانِ سوادٌ وَبَيَاضٌ؛ نَعَامَةٌ خَرْجَاءُ، وظَلِيمٌ أَخْرَجُ بَيِّنُ الخَرَجِ، وكَبْشٌ أَخْرَجُ. واخْرَجَّتِ النعامةُ اخْرِجاجاً، واخْرَاجَّتِ اخْرِيجاجاً أَي صَارَتْ خَرْجاءَ. أَبو عَمْرٍو: الأَخْرَجُ مِنْ نَعْتِ الظَّلِيم فِي لَوْنِهِ؛ قَالَ اللَّيْثُ: هُوَ الَّذِي لَوْنُ سَوَادِهِ أَكثر مِنْ بَيَاضِهِ كَلَوْنِ الرَّمَادِ. التَّهْذِيبُ: أَخْرَجَ الرجلُ إِذا تَزَوَّجَ بِخِلاسِيَّةٍ. وأَخْرَجَ إِذا اصْطادَ الخُرْجَ، وَهِيَ النَّعَامُ؛ الذَّكَرُ أَخْرَجُ والأُنثى خَرْجاءُ، وَاسْتَعَارَهُ الْعَجَّاجُ لِلثَّوْبِ فَقَالَ:
إِنَّا، إِذَا مُذْكِي الحُرُوبِ أَرَّجا،
…
ولَبِسَتْ، للْمَوتِ، ثَوباً أَخْرَجا
أَي لَبِسَتِ الْحُرُوبُ ثَوْبًا فِيهِ بَيَاضٌ وَحُمْرَةٌ مِنْ لَطْخِ الدَّمِ أَي شُهِّرَتْ وعُرِفَتْ كَشُهْرَةِ الأَبلق؛ وَهَذَا الرَّجَزُ فِي الصِّحَاحِ:
وَلَبِسَتْ لِلْمَوْتِ جُلًّا أَخرجا
وَفَسَّرَهُ فَقَالَ: لَبِسَتِ الْحُرُوبُ جُلًّا فِيهِ بَيَاضٌ وَحُمْرَةٌ.
وعامٌ فِيهِ تَخْرِيجٌ أَي خِصْبٌ وجَدْبٌ. وعامٌ أَخْرَجُ: فِيهِ جَدْبٌ وخِصْبٌ؛ وَكَذَلِكَ أَرض خَرْجَاءُ وَفِيهَا تَخرِيجٌ. وعامٌ فِيهِ تَخْرِيجٌ إِذا أَنْبَتَ بعضُ الْمَوَاضِعِ وَلَمْ يُنْبِتْ بَعْضٌ. وأَخْرَجَ: مَرَّ بِهِ عامٌ نصفُه خِصبٌ وَنِصْفُهُ جَدْبٌ؛ قَالَ شَمِرٌ: يُقَالُ مَرَرْتُ عَلَى أَرض مُخَرَّجة وَفِيهَا عَلَى ذَلِكَ أَرْتاعٌ. والأَرتاع: أَماكن أَصابها مَطَرٌ فأَنبتت الْبَقْلَ، وأَماكن لَمْ يُصِبْهَا مَطَرٌ، فَتِلْكَ المُخَرَّجةُ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: تَخْرِيجُ الأَرض أَن يَكُونَ نَبْتُهَا فِي مَكَانٍ دُونَ مَكَانٍ، فَتَرَى بَيَاضَ الأَرض فِي خُضْرَةِ النَّبَاتِ. اللَّيْثُ: يُقَالُ خَرَّجَ الغلامُ لَوْحَه تخْريجاً إِذا كَتَبَهُ فَتَرَكَ فِيهِ مَوَاضِعَ لَمْ يَكْتُبْهَا؛ والكتابٌ إِذا كُتب فَتُرِكَ مِنْهُ مَوَاضِعُ لَمْ تُكْتَبْ، فَهُوَ مُخَرَّجٌ. وخَرَّجَ فلانٌ عَمَله إِذا جَعَلَهُ ضُرُوبًا يُخَالِفُ بَعْضُهُ بَعْضًا. والخَرْجاءُ: قَرْيَةٌ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ، سمِّيَت بِذَلِكَ لأَن فِي أَرضها سَوَادًا وَبَيَاضًا إِلى الْحُمْرَةِ. والأَخْرَجَةُ: مَرْحَلَةٌ مَعْرُوفَةٌ، لَوْنُهَا ذَلِكَ. وَالنُّجُومُ تُخَرِّجُ اللَّوْنَ «3» فَتَلَوَّن بِلَوْنَيْنِ مِنْ سَوَادِهِ وَبَيَاضِهَا؛ قَالَ:
إِذا اللَّيْلُ غَشَّاها، وخَرَّج لَوْنَهُ
…
نُجُومٌ، كأَمْثالِ المصابيحِ، تَخْفِقُ
وجَبَلٌ أَخْرَجُ، كَذَلِكَ. وقارَةٌ خَرْجَاءُ: ذاتُ لَوْنَيْنِ. ونَعْجَةٌ خَرْجاءٌ: وَهِيَ السَّوْدَاءُ البيضاءُ إِحدى الرِّجْلَيْنِ أَو كِلْتَيْهِمَا وَالْخَاصِرَتَيْنِ، وسائرُها أَسودُ. التَّهْذِيبُ: وشاةٌ خَرْجاءُ بَيْضَاءُ المُؤَخَّرِ، نَصْفُهَا أَبيض وَالنِّصْفُ الْآخَرُ لَا يَضُرُّكَ مَا كَانَ لَوْنُهُ. وَيُقَالُ: الأَخْرَجُ الأَسْوَدُ فِي بَيَاضٍ، والسوادُ الغالبُ. والأَخْرَجُ مِنَ المِعْزَى: الَّذِي نَصِفُهُ أَبيض وَنَصِفُهُ أَسود. الْجَوْهَرِيُّ: الخَرْجاءُ مِنَ الشَّاءِ الَّتِي ابْيَضَّتْ رِجْلَاهَا مَعَ الْخَاصِرَتَيْنِ؛ عَنْ أَبي زَيْدٍ. والأَخْرَجُ: جَبَلٌ مَعْرُوفٌ لِلَوْنِهِ، غَلَبَ ذَلِكَ عَلَيْهِ، وَاسْمُهُ الأَحْوَلُ. وفرسٌ أَخْرَجُ: أَبيض الْبَطْنِ وَالْجَنْبَيْنِ إِلى مُنْتَهَى الظَّهْرِ وَلَمْ يُصْعَدْ إِليه، ولَوْنُ سَائِرِهِ مَا كَانَ. والأَخْرَجُ: المُكَّاءُ، لِلَوْنِهِ. والأَخْرَجانِ: جَبَلَانِ مَعْرُوفَانِ، وأَخْرَجَةُ: بِئْرٌ احْتُفِرَتْ فِي أَصل أَحدهما؛ التَّهْذِيبُ: وَلِلْعَرَبِ بِئْرٌ احْتُفِرَتْ فِي أَصل جبلٍ أَخْرَجَ يُسَمُّونَهَا أَخْرَجَةَ، وَبِئْرٌ أُخرى احْتُفِرَتْ فِي أَصل جَبَلٍ أَسْوَدَ يُسَمُّونَهَا أَسْوَدَةَ، اشْتَقُّوا لَهُمَا اسْمَيْنِ مِنْ نَعْتِ الْجَبَلَيْنِ. الفراءُ: أَخْرَجَةُ اسْمُ ماءٍ وَكَذَلِكَ أَسْوَدَةُ؛ سُمِّيَتَا بِجَبَلَيْنِ، يُقَالُ لأَحدهما أَسْوَدُ وَلِلْآخَرِ أَخْرَجُ. وَيُقَالُ: اخْترَجُوه، بِمَعْنَى استخرجُوه. وخَرَاجِ والخَرَاجُ وخَرِيجٌ والتَّخْريجُ، كلُّه: لُعْبةٌ لِفِتْيَانِ الْعَرَبِ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الخَرِيجُ لُعْبَةٌ تُسَمَّى خَرَاجِ، يُقَالُ فِيهَا: خَراجِ خَرَاجِ مِثْلُ قَطامِ؛ وَقَوْلُ أَبي ذؤَيب الْهُذَلِيِّ:
أَرِقْتُ لَهُ ذَاتَ العِشَاءِ، كأَنَّهُ
…
مَخَارِيقُ، يُدْعَى تَحْتَهُنَّ خَرِيجُ
وَالْهَاءُ فِي لَهُ تَعُودُ عَلَى بَرْقٍ ذَكَرَهُ قَبْلَ الْبَيْتِ، شَبَّهَهُ بِالْمَخَارِيقِ وَهِيَ جَمْعُ مِخْرَاقٍ، وَهُوَ المِنْديلُ يُلَفُّ ليُضْرَبَ بِهِ. وَقَوْلُهُ: ذاتَ العِشاءِ أَراد بِهِ السَّاعَةَ الَّتِي فِيهَا العِشاء، أَراد صَوْتَ اللَّاعِبِينَ؛ شَبَّهَ الرَّعْدَ بِهِ؛ قَالَ أَبو عَلِيٍّ: لَا يُقَالُ خَرِيجٌ، وإِنما الْمَعْرُوفُ خَراجِ، غَيْرَ أَن أَبا ذُؤَيْبٍ احْتَاجَ إِلى إِقامة الْقَافِيَةِ فأَبدل الياءَ مَكَانَ الأَلف. التَّهْذِيبُ: الخَرَاجُ والخَرِيجُ مُخَارجة: لُعْبَةٌ لِفِتْيَانِ الأَعراب.؛ قال الفراء: خَرَاجِ
(3). قوله [والنجوم تخرج اللون إلخ] كذا بالأَصل ومثله في شرح القاموس والنجوم تخرج لون الليل فيتلون إلخ بدليل الشاهد المذكور.
اسْمُ لُعْبَةٍ لَهُمْ مَعْرُوفَةٌ، وَهُوَ أَن يُمْسِكَ أَحدهم شَيْئًا بِيَدِهِ، وَيَقُولَ لِسَائِرِهِمْ: أَخْرِجُوا مَا فِي يَدِي؛ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: لَعِبَ الصِّبْيَانُ خَرَاجِ، بِكَسْرِ الْجِيمِ، بِمَنْزِلَةِ دَرَاكِ وقَطَامِ. والخَرْجُ: وادٍ لَا مَنفذ فِيهِ، ودارَةُ الخَرْجِ هُنَالِكَ. وبَنُو الخَارِجِيَّةِ: بَطْنٌ مِنَ الْعَرَبِ يُنْسَبُونَ إِلى أُمّهم، وَالنِّسْبَةُ إِليهم خارِجِيٌّ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وأَحسبها مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ. وخارُوجٌ: ضَرْبٌ مِنَ النَّخل. قَالَ الْخَلِيلُ بْنُ أَحمد: الخُرُوجُ الأَلف الَّتِي بَعْدَ الصِّلَةِ فِي الْقَافِيَةِ، كَقَوْلِ لَبِيدٍ:
عَفَتِ الدِّيَارُ مَحَلُّها فَمُقَامُها
فَالْقَافِيَةُ هِيَ الْمِيمُ، وَالْهَاءُ بَعْدَ الْمِيمِ هِيَ الصِّلَةُ، لأَنها اتَّصَلَتْ بِالْقَافِيَّةِ، والأَلف الَّتِي بَعْدَ الْهَاءِ هِيَ الخُرُوجُ؛ قَالَ الأَخفَش: تَلْزَمُ الْقَافِيَةُ بَعْدَ الرَّوِيِّ الْخُرُوجَ، وَلَا يَكُونُ إِلا بِحَرْفِ اللِّينِ، وَسَبَبُ ذَلِكَ أَن هَاءَ الإِضمار لَا تَخْلُو مِنْ ضَمٍّ أَو كَسْرٍ أَو فَتْحٍ نَحْوَ: ضَرَبَهُ، وَمَرَرْتُ بِهِ، وَلَقِيتُهَا، وَالْحَرَكَاتُ إِذا أُشبعت لَمْ يَلْحَقْهَا أَبداً إِلا حُرُوفُ اللِّينِ، وَلَيْسَتِ الْهَاءُ حَرْفَ لِينٍ فَيَجُوزُ أَن تَتْبَعَ حَرَكَةَ هَاءِ الضَّمِيرِ؛ هَذَا أَحد قَوْلَيِ ابْنِ جِنِّي، جَعَلَ الْخُرُوجَ هُوَ الْوَصْلَ، ثُمَّ جَعَلَ الْخُرُوجَ غَيْرَ الْوَصْلِ، فَقَالَ: الْفَرْقُ بَيْنَ الْخُرُوجِ وَالْوَصْلِ أَن الْخُرُوجَ أَشد بُرُوزًا عَنْ حَرْفِ الرَّوِيِّ وَاكْتِنَافًا مِنَ الْوَصْلِ لأَنه بَعْدَهُ، وَلِذَلِكَ سُمِّيَ خُرُوجًا لأَنه بَرَزَ وَخَرَجَ عَنْ حَرْفِ الرَّوِيِّ، وَكُلَّمَا تَرَاخَى الْحَرْفُ فِي الْقَافِيَةِ وَجَبَ لَهُ أَن يَتَمَكَّنَ فِي السُّكُونِ وَاللِّينِ، لأَنه مَقْطَعٌ لِلْوَقْفِ وَالِاسْتِرَاحَةِ وَفَنَاءِ الصَّوْتِ وَحُسُورِ النَّفَسِ، وَلَيْسَتِ الْهَاءُ فِي لِينِ الأَلف وَالْيَاءِ وَالْوَاوِ، لأَنهن مُسْتَطِيلَاتٌ مُمْتَدَّاتٌ. والإِخْرِيجُ: نَبْتٌ. وخَرَاجِ: فَرَسُ جُرَيْبَةَ بْنِ الأَشْيَمِ الأَسدي. والخَرْجُ: اسْمُ مَوْضِعٍ بِالْيَمَامَةِ. والخَرْجُ: خِلافُ الدَّخْلِ. وَرَجُلٌ خُرَجَةٌ وُلَجَةٌ مِثَالُ هُمَزة أَي كَثِيرُ الْخُرُوجِ وَالْوُلُوجِ. زَيْدُ بْنُ كَثْوَةَ: يُقَالُ فلانٌ خَرَّاجٌ وَلّاجٌ؛ يُقَالُ ذَلِكَ عِنْدَ تأْكيد الظَّرْفِ وَالِاحْتِيَالِ. وَقِيلَ: خَرّاجٌ وَلّاجٌ إِذا لَمْ يُسْرِعْ فِي أَمر لَا يَسْهُلْ لَهُ الْخُرُوجُ مِنْهُ إِذا أَراد ذَلِكَ. وَقَوْلُهُمْ: أَسْرَعُ مِنْ نِكاحِ أُمِّ خارجَةَ، هِيَ امرأَة مِنْ بَجِيلَةَ، وَلَدَتْ كَثِيرًا فِي قبائلَ مِنَ الْعَرَبِ، كَانُوا يَقُولُونَ لَهَا: خِطْبٌ فَتَقُولُ: نِكْحٌ وخارجةُ ابْنُهَا، وَلَا يُعْلَمُ مِمَّنْ هُوَ؛ وَيُقَالُ: هُوَ خَارِجَةُ بْنُ بَكْرِ بْنِ يَشْكُرَ بْنِ عَدْوانَ بْنُ عَمْرِو بْنِ قَيْسِ عَيْلانَ. وخَرْجاءُ: اسمُ رَكِيَّة بِعَيْنِهَا. وخَرْجٌ: اسم موضع بعينه.
خرفج: الخَرْفَجَةُ: حُسْنُ الغِذاء فِي السَّعَة. الرِّياشي: المُخَرْفَجُ والخُرْفُجُ والخُرافِجُ: أَحسن الْغِذَاءِ؛ وَقَدْ خَرْفَجَه. والخَرْفَجَةُ: سَعَةُ العَيش. وعَيْشٌ مُخَرْفَجٌ: وَاسِعٌ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
جارِية شَبَّتْ شَباباً خَرْفَجا،
…
كأَنَّ مِنْهَا القَصَبَ المُدَمْلَجا،
سُوقٌ منَ البَرْدِيِّ مَا تَعَوَّجا
وَقَالَ الْعَجَّاجُ:
غَرَّاءُ سَوَّى خَلْقَها الخَبَرْنَجا،
…
مَأْدُ الشَّبابِ عَيْشَها المُخَرْفَجا
قَالَ شَمِرٌ: إِنما نَصَبَ عَيْشَهَا الْمُخَرْفَجَا، كَقَوْلِكَ: بَنَى
خَلْقَها بنيَ السَّوِيقِ لحمَها. وَسَرَاوِيلُ مُخَرْفَجَةٌ: طَوِيلَةٌ وَاسِعَةٌ تَقَعُ عَلَى ظَهْرِ الْقَدَمِ. وَفِي حَدِيثِ
أَبي هُرَيْرَةَ: أَنه كَرِهَ السَّرَاوِيلَ المُخَرْفَجة
؛ قَالَ الأُمَوِيُّ فِي تَفْسِيرِ المُخَرْفَجة فِي الْحَدِيثِ؛ إِنها الَّتِي تَقَعُ عَلَى ظُهُورِ الْقَدَمَيْنِ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَذَلِكَ تأْويلها وإِنما أَصله مأْخوذ مِنَ السَّعَة؛ وَالْمُرَادُ مِنَ الْحَدِيثِ أَنه كُرِهَ إِسبال السَّرَاوِيلِ كَمَا يُكْرَهُ إِسبال الإِزار؛ وَقِيلَ: كلُّ وَاسِعٍ مُخَرْفَجٌ. ونَبْتٌ خِرْفِيجٌ وخِرْفاجٌ وخُرَافِجٌ وخُرَفِجٌ وخُرْفَنْجٌ «1» : ناعمٌ غَضٌّ. وخُرْفَنْجُه أَيضاً: نَعْمَتُه؛ قَالَ جَنْدَلُ بْنُ الْمُثَنَّى:
بين اياحين «2» الحَصاد الهائِجِ،
…
وَبَيْنَ خُرْفَنْج النَّباتِ الباهِجِ
وخَرْفَجَ الشيءَ: أَخذه أَخذاً كَثِيرًا. وخَرُوفٌ خُرْفُجٌ وخُرافِجٌ أَي سَمِينٌ.
خزج: رَجُلٌ خَزجٌ: ضَخْمٌ. والمِخْزاجُ مِنَ الإِبل: الشَّدِيدَةُ السِّمَنِ. قَالَ اللَّيْثُ: المِخْزَاجُ مِنَ النُّوق الَّتِي إِذا سَمِنَتْ صَارَ جِلْدُهَا كأَنه وَارِمٌ مِنَ السِّمَنِ، وَهُوَ الخَزَبُ أَيضاً.
خزرج: الخَزْرَجُ: مِنْ نَعْتِ الرِّيحِ. ابْنُ سِيدَهْ: الخَزْرَجُ ريحُ الجَنُوبِ، وَقِيلَ: هِيَ الريحُ الْبَارِدَةُ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
غَدَون عُجالى، وانْتَحَتْهُنَّ خَزْرَجٌ،
…
مُقَفِّيَةُ آثارَهُنَّ هَدُوجُ
وَقِيلَ: هِيَ الشَّدِيدَةُ. قَالَ الْفَرَّاءُ: خَزْرَجُ هِيَ الجَنُوب غَيرُ مُجْراةٍ. والخَزْرَجُ: اسْمُ رَجُلٍ. والخَزْرَجُ: قَبِيلَةُ الأَنصار. غَيْرُهُ: قَبِيلَةُ الأَنصار هِيَ الأَوْسُ والخَزْرَجُ، ابْنَا قَيْلَةَ، وَهِيَ أُمهما نُسبا إِليها، وَهُمَا ابْنَا حَارِثَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ مِنَ الْيَمَنِ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الخَزرج رِيحُ الْجَنُوبِ، وَبِهِ سمِّيت الْقَبِيلَةُ الخَزْرَج، وَهِيَ أَنفع مِنَ الشمال.
خسج: الخَسِيجُ والخَسِيُّ، عَلَى الْبَدَلِ: كِساءٌ أَو خِباءٌ يُنْسَجُ مِنْ ظَلِيفِ عُنُقِ الشاةِ فَلَا يكادُ، زَعَمُوا، يَبْلى؛ قَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَمْرٍو مِنْ طَيِّئٍ، يُقَالُ لَهُ أَسحم:
تَحَمَّلَ أَهْلُه، واسْتَوْدَعوه
…
خَسِيّاً مِنْ نَسِيجِ الصُّوفِ بالي
خسفج: الخَيْسَفُوجُ: حَبُّ القُطْنِ؛ قال العجاج:
صَعْلٌ، كَعُودِ الخَيْسَفُوجِ مِئْوَبا
مِن آبَ إِذا رَجَعَ. والخَيْسَفُوجُ: العُشَرُ، وَقِيلَ: هُوَ نَبْتٌ يَتَقَصَّفُ وَيَتَثَنَّى. والخَيْسَفُوجَةُ: السُّكَّانُ. والخَيْسَفُوجَةُ أَيضاً: رَجُلُ السَّفِينَةِ. والخَيْسَفُوجَةُ: موضع.
خفج: الخَفْجُ ضَرْبٌ مِنَ النِّكَاحِ. اللَّيْثُ: الخَفْجُ مِنَ المُباضَعَةِ. وَفِي حَدِيثِ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: فإِذا هُوَ يَرَى التُّيُوسَ تَثِبُ عَلَى الغَنَمِ خافِجَةً
؛ قَالَ: الخَفْجُ السِّفادُ وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ فِي النَّاسِ؛ قَالَ: وَيُحْتَمَلُ بِتَقْدِيمِ الْجِيمِ عَلَى الْخَاءِ. والخَفَجُ: نَبْتٌ مِنْ نَبَاتِ الرَّبِيعِ أَشهب عَرِيضُ الْوَرَقِ، وَاحِدَتُهُ خَفَجَةٌ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الخَفَجُ، بِفَتْحِ الْفَاءِ، بَقْلَةٌ شَهْبَاءُ لَهَا وَرَقٌ عِراضٌ. والخَفَجُ: عِوَجٌ فِي الرِّجْلِ؛ خَفِجَ خَفَجاً، وَهُوَ أَخْفَجُ. أَبو عَمْرٍو: الأَخْفَجُ الأَعْوَجُ الرِّجْلِ مِنَ الرِّجَالِ. أَبو عَمْرٍو: خَفِجَ فلانٌ إِذا اشْتَكَى سَاقَيْهِ مِنَ التَّعَبِ. وعَمُودٌ أَخْفَجُ: مُعْوَجُّ؛ قال:
(1). قوله [وخرفنج] كذا بالأَصل بضم الخاء فيه وفيما بعده، وضبط في القاموس بالشكل بفتحها.
(2)
. هكذا في الأَصل.
قَدْ أَسْلَمُوني، والعَمُودَ الأَخْفَجَا،
…
وشَبَّةً يَرْمِي بِهَا الجالُ الرَّجَا «1»
والخَفَجُ: مِنْ أَدواء الإِبل. وخَفَجَ [خَفِجَ] البعيرُ خَفَجاً وخَفْجاً، وَهُوَ أَخْفَجُ، إِذا كَانَتْ رِجْلَاهُ تَعْجَلانِ بِالْقِيَامِ قَبْلَ رَفْعِهِ إِياهما، كأَنَّ بِهِ رِعْدَةً. والخَفِيجُ: الماءُ الشَّرِيبُ الْغَلِيظُ. وَبِهِ خُفاجٌ أَي كِبْرٌ. وَغُلَامٌ خُفَاجٌ: صَاحِبُ كِبْرٍ وفَخرٍ؛ حَكَاهُ يَعْقُوبُ فِي الْمَقْلُوبِ. وخَفَاجَةُ، بِالْفَتْحِ: قَبِيلَةٌ، مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ، وَهُمْ حَيٌّ مِنْ بَنِي عَامِرٍ؛ قَالَ الأَعشى:
وأَدْفَعُ عَنْ أَعراضكم وأُعِيركُمْ
…
لِساناً، كمِقْراضِ الخَفَاجِيِّ، مِلْحَبَا
وَقَالَ الأَزهري: خَفاجة بَطْنٌ مِنْ عَقِيلٍ، وإِذا نُسِبَ إِليهم، قِيلَ: فلانٌ الخَفَاجِيُّ. والخَفَنْجاءُ: الرِّخْوُ الَّذِي لَا غَنَاءَ عِنْدَهِ وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي الْحَاءِ. وغُلام خُنْفُجٌ، بِالضَّمِّ، وخُنافِجٌ إِذا كَانَ كَثِيرَ اللَّحْمِ.
خلج: الخَلْجُ: الجَذْبُ. خَلَجَهُ يَخْلِجُه خَلْجاً، وتَخَلَّجَهُ، واخْتَلَجَهُ إِذا جَبَذَهُ وانْتَزَعَهُ؛ أَنشَد أَبو حَنِيفَةَ:
إِذا اخْتَلَجَتْها مُنْجِياتٌ، كأَنها
…
صُدورُ عَراقٍ، مَا بِهِنَّ قُطُوعُ
شَبَّهَ أَصابعه فِي طُولِهَا وَقِلَّةِ لَحْمِهَا بِصُدُورِ عَرَاقي الدَّلْو؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:
فإِنْ يَكُنْ هَذَا الزمانُ خَلَجا،
…
فقَدْ لَبِسْنا عَيْشَه المُخَرْفَجا
يَعْنِي قَدْ خَلَجَ حَالًا، وَانْتَزَعَهَا وبَدَّلَها بِغَيْرِهَا؛ وَقَالَ فِي التَّهْذِيبِ:
فإِن يَكُنْ هَذَا الزَّمَانُ خَلْجَا
أَي نَحَّى شَيْئًا عَنْ شَيْءٍ. وَفِي الْحَدِيثِ:
يَخْتَلِجُونَهُ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ
أَي يَجْتَذِبُونَهُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ
عَمَّارٍ وأُم سَلَمَةَ: فاخْتَلَجَها مِنْ جُحْرِها.
وَفِي حَدِيثِ
عَليٍّ فِي ذِكْرِ الْحَيَاةِ: إِن اللَّهَ جَعَلَ الْمَوْتُ خالِجاً لأَشْطانِها
أَي مُسْرِعاً فِي أَخذِ حِبالِها. وَفِي الْحَدِيثِ:
تَنْكَبُ المَخالِجُ عَنْ وضَحِ السَّبِيلِ
أَي الطُّرُقُ المُتَشَعِّبَةُ عَنِ الطَّرِيقِ الأَعظم الْوَاضِحِ. وَفِي حَدِيثِ
الْمُغِيرَةِ: حَتَّى تَرَوْهُ يَخْلِجُ فِي قَوْمِهِ أَو يَحْلِجُ
أَي يُسْرِعُ فِي حُبِّهمْ. وأَخْلَجَ هُوَ: انْجَذَبَ. وَنَاقَةٌ خَلُوجٌ: جُذِبَ عَنْهَا وَلَدُهَا بِذَبْحٍ أَو مَوْتٍ فَحَنَّتْ إِليه وقَلَّ لِذَلِكَ لِبَنُهَا، وَقَدْ يَكُونُ فِي غَيْرِ النَّاقَةِ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ:
يَوْماً تَرَى مُرْضِعَةً خَلُوجا
أَراد كلَّ مِرْضَعَةٍ؛ أَلا تَرَاهُ قَالَ بَعْدَ هَذَا:
وكلَّ أُنْثى حَمَلَتْ خَدُوجا،
…
وكلَّ صاحٍ ثَمِلًا مَرُوجا؟
وإِنما يَذْهَبُ فِي ذَلِكَ إِلى قَوْلِهِ تَعَالَى: يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها وَتَرَى النَّاسَ سُكارى وَما هُمْ بِسُكارى
. وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي تَخلِجُ السَّيْرَ مِنْ سُرْعَتِها أَي تَجْذِبُهُ، وَالْجَمْعُ خُلُجٌ وخِلاجٌ؛ قال أَبو ذؤيب:
أَمِنْك البَرْقُ أَرْقُبُهُ، فَهَاجا،
…
فَبِتُّ إِخالُه دُهْماً خِلاجا؟
(1). قوله [وشبة] كذا بالأصل المعوّل عليه بالمعجمة مفتوحة، ولعله بالمهملة المكسورة.
أَمِنك أَي مِنْ شِقِّك وَنَاحِيَتِكَ. دُهْماً: إِبِلًا سُوداً. شَبَّهَ صَوْتَ الرَّعْدِ بأَصوات هَذِهِ الْخِلَاجِ لأَنها تَحَانُّ لِفَقْدِ أَولادها. وَيُقَالُ لِلْمَفْقُودِ مِنْ بَيْنِ الْقَوْمِ وَالْمَيِّتِ: قَدِ اخْتُلِجَ مِنْ بَيْنِهِمْ فَذَهَبَ بِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
لَيَرِدَنَّ عليَّ الحَوضَ أَقوامٌ ثُمَّ لَيُخْتَلَجُنَّ دُونِي
أَي يُجْتَذَبونَ ويُقْتَطَعُون. وَفِي الْحَدِيثِ:
فَحَنَّتِ الخَشَبَةُ حَنِينَ النَّاقَةِ الخَلُوجِ
؛ هِيَ الَّتِي اخْتُلِجَ وَلَدُها أَي انْتُزِعَ مِنْهَا. والإِخْلِيجَةُ: النَّاقَةُ المُخْتَلَجَةُ عَنْ أُمها؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذِهِ عِبَارَةُ سِيبَوَيْهِ، وَحَكَى السِّيرَافِيُّ أَنها النَّاقَةُ المُخْتَلَجُ عَنْهَا وَلَدُها، وَحُكِيَ عَنْ ثَعْلَبٍ أَنها المرأَة المُخْتَلَجَةُ عَنْ زَوْجِهَا بِمَوْتٍ أَو طَلَاقٍ، وَحُكِيَ عَنْ أَبي مَالِكٍ أَنه نَبْتٌ؛ قَالَ: وَهَذَا لَا يُطَابِقُ مَذْهَبَ سِيبَوَيْهِ لأَنه عَلَى هَذَا اسْمٌ وإِنما وَضَعَهُ سِيبَوَيْهِ صِفَةً؛ وَمِنْهُ سُمِّيَ خَلِيجُ النَّهْرِ خَلِيجاً. والخَلِيجُ مِنَ الْبَحْرِ: شَرْمٌ مِنْهُ. ابْنُ سِيدَهْ: والخَلِيجُ مَا انْقَطَعَ مِنْ مُعْظَمِ الْمَاءِ لأَنه يُجْبَذُ مِنْهُ، وَقَدِ اختُلِجَ؛ وَقِيلَ: الْخَلِيجُ شُعْبَةٌ تَنْشَعِبُ مِنَ الْوَادِي تُعَبِّرُ بَعْضَ مَائِهِ إِلى مَكَانٍ آخَرَ، وَالْجَمْعُ خُلْجٌ وخُلْجانٌ. وخَلِيجَا النَّهْرِ: جَناحاه. وخَلِيجُ الْبَحْرِ: رِجْلٌ يَخْتَلِجُ مِنْهُ، قَالَ: هَذَا قَوْلُ كُرَاعٍ. التَّهْذِيبُ: وَالْخَلِيجُ نَهْرٌ فِي شِقٍّ مِنَ النَّهْرِ الأَعظم. وَجَنَاحَا النَّهْرِ: خَلِيجَاهُ؛ وأَنشد:
إِلى فَتًى قاضَ أَكُفّ الفِتْيانْ،
…
فَيْضَ الخَلِيجِ مَدَّهُ خَلِيجانْ
وَفِي الْحَدِيثِ:
أَن فُلَانًا سَاقَ خَلِيجاً
؛ الخلِيجُ: نَهْرٌ يُقتطع مِنَ النَّهْرِ الأَعظم إِلى مَوْضِعٍ يُنْتَفَعُ بِهِ فِيهِ. ابْنُ الأَعرابي: الخُلُجُ التَّعِبُونَ. والخُلُجُ: المُرْتَعِدُو الأَبدانِ. والخُلُجُ: الحِبالُ. ابْنُ سِيدَهْ: وَالْخَلِيجُ الْحَبْلُ لأَنه يَجْبِذُ مَا شُدَّ بِهِ. وَالْخَلِيجُ: الرَّسَنُ لِذَلِكَ؛ التَّهْذِيبُ: قَالَ الْبَاهِلِيُّ فِي قَوْلُ تَمِيمِ بْنِ مُقْبِلٍ:
فَبَاتَ يُسامي، بَعْدَ ما شُجَّ رَأْسُه،
…
فُحُولًا جَمَعْنَاها تَشِبُّ وتَضْرَحُ
وباتَ يُغَنَّى فِي الخَليج، كأَنه
…
كُمَيْتٌ مُدَمًّى، ناصِعُ اللَّوْنِ أَقْرَحُ
قَالَ: يَعْنِي وتِداً رُبِطَ بِهِ فَرَسٌ. يَقُولُ: يُقَاسِي هَذِهِ الْفُحُولَ أَي قَدْ شدَّت بِهِ، وَهِيَ تَنْزُو وَتَرْمَحُ. وَقَوْلُهُ: يُغَنَّى أَي تَصْهَلُ عِنْدَهُ الْخَيْلُ. والخَلِيجُ: حَبْلٌ خُلِجَ أَي فُتِلَ شَزَرًا أَي فُتِلَ عَلَى العَسْراءِ؛ يَعْنِي مِقْوَدَ الفَرَسِ. كُمَيْتٌ: مِنْ نَعْتِ الْوَتَدِ أَي أَحْمَرُ مِنْ طَرْفاءَ. قَالَ: وَقُرْحَتُهُ مَوْضِعُ الْقَطْعِ؛ يَعْنِي بَيَاضَهُ؛ وَقِيلَ: قُرْحَتُهُ مَا تَمُجُّ عَلَيْهِ مِنَ الدَّمِ والزَّبَدِ. وَيُقَالُ لِلْوَتَدِ خَلِيجٌ لأَنه يَجْذِبُ الدَّابَّةَ إِذا رُبِطَتْ إِليه. وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ فِي الْبَيْتَيْنِ: يَصِفُ فَرَسًا رُبط بِحَبْلٍ وشدَّ بوتِد فِي الأَرض فَجَعَلَ صَهِيلَ الْفَرَسِ غِنَاءً لَهُ، وَجَعَلَهُ كُمَيْتًا أَقرَح لِمَا عَلَاهُ مِنَ الزَّبَد وَالدَّمِ عِنْدَ جَذْبِهِ الْحَبْلَ. وَرَوَاهُ الأَصمعي: وَبَاتَ يُغَنَّى أَي وَبَاتَ الْوَتِدُ الْمَرْبُوطُ بِهِ الخيلُ يُغَنَّى بِصَهِيلِهَا أَي بَاتَ الْوَتِدُ وَالْخَيْلُ تَصْهَلُ حَوْلَهُ، ثُمَّ قَالَ: أَي كأَن الْوَتِدَ فَرَسُ كُمَيْتٍ أَقرَح أَي صَارَ عَلَيْهِ زَبَدٌ وَدَمٌ؛ فَبِالزَّبَدِ صَارَ أَقرَح، وَبِالدَّمِ صَارَ كُمَيْتًا. وَقَوْلُهُ: يُسامي أَي يَجْذِبُ الأَرسان. وَالشَّبَابُ فِي الْفَرَسِ: أَن يَقُومَ عَلَى رِجْلَيْهِ. وَقَوْلُهُ: تَضْرُحُ أَي تَرْمَحُ بأَرجلها. ابْنُ سِيدَهْ: وخَلَجَتِ الأُمُّ وَلَدَهَا تَخْلِجُه، وَجَذَبَتْهُ تَجْذِبُهُ: فَطَمَتْهُ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَلَمْ يخصَّ مِنْ أَيّ نَوْعٍ ذَلِكَ. وخَلَجْتُها: فَطَمْتُ ولَدَها؛ قَالَ أَعرابي:
لَا تَخْلِجِ الفصيلَ عَنْ أُمه، فَإِنَّ الذِّئْبَ عَالِمٌ بِمَكَانِ الْفَصِيلِ الْيَتِيمِ؛ أَي لَا تُفَرِّقْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أُمه. وتَخَلَّجَ المجنونُ فِي مِشْيَتِهِ: تْجَاذَبَ يَمِينًا وَشِمَالًا. وَالْمَجْنُونُ يَتَخَلَّجُ فِي مِشْيَتِهِ أَي يَتَمَايَلُ كأَنما يَجْتَذِبُ مرَّة يَمْنَةً وَمَرَّةً يَسْرَةً. وتخَلَّج الْمَفْلُوجُ فِي مِشْيَتِهِ أَي تَفَكَّكَ وَتَمَايَلَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
أَقْبَلَتْ تَنْفُضُ الحُلاءَ بِعَيْنَيْها،
…
وتَمْشِي تَخَلُّجَ المَجْنُونِ
والتَّخَلُّجُ فِي الْمَشْيِ: مِثْلُ التَّخَلُّعِ؛ قَالَ جَرِيرٌ:
وأَشْفِي مِنْ تَخَلُّجِ كلِّ جِنٍّ،
…
وأَكْوِي النَّاظِرَيْنِ منَ الخُنانِ
وَفِي حَدِيثِ
الْحَسَنِ: رأَى رَجُلًا يَمْشِي مِشْيَةً أَنكرها، فَقَالَ: يَخْلِجُ فِي مِشْيَتِهِ خَلَجَانَ الْمَجْنُونِ
أَي يَجْتَذِبُ مَرَّةً يَمْنَةً ومَرَّةً يَسْرَةً. والخَلَجان، بِالتَّحْرِيكِ: مَصْدَرٌ كَالنَّزَوَانِ. والخالِجُ: المَوْتُ، لأَنه يَخْلج الْخَلِيقَةَ أَي يَجْذِبُهَا. واخْتَلَجَتِ المَنِيَّةُ القومَ أَي اجْتَذَبَتْهُمْ. وخُلِجَ الفَحْلُ: أُخْرِجَ عَنِ الشَّوْل قَبْلَ أَن يَقْدِرَ. اللَّيْثُ: الفحلُ إِذا أُخْرِجَ مِنَ الشَّوْلِ قَبْلَ قُدُوره فَقَدْ خُلِجَ أَي نُزِعَ وأُخرج، وإِن أُخْرِجَ بَعْدَ قُدُورِه فَقَدْ عُدِلَ فانْعَدَلَ؛ وأَنشد:
فَحْلٌ هِجانٌ تَوَلَّى غَيرَ مَخْلُوجِ
وخَلَجَ الشيءَ مِنْ يَدِهِ يَخْلِجُهُ خَلْجاً: انْتزعه. واخْتَلَجَ الرجلُ رُمْحَه مِنْ مَرْكَزِهِ: انْتَزَعَهُ. وخَلَجَهُ هَمٌّ يَخْلِجُه: شغَله؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:
وأَبِيتُ تَخْلِجُني الهُمُومُ، كأَنَّني
…
دَلْوُ السُّقاةِ، تُمَدُّ بالأَشْطانِ
واخْتَلَجَ فِي صَدْرِي هَمٌّ. اللَّيْثُ: يُقَالُ: خَلَجَتْه الخَوالِجُ أَي شَغَلَتْهُ الشَّوَاغِلُ؛ وأَنشد:
وتَخْلِجُ الأَشكالُ دونَ الأَشكال
وخَلَجَني كَذَا أَي شَغَلَنِي. يُقَالُ: خَلَجَتْه أُمورُ الدُّنْيَا وتَخَالَجَتْه الْهُمُومُ: نَازَعَتْهُ. وخالَجَ الرجلَ: نَازَعَهُ. وَيُقَالُ: تَخَالَجَتْه الْهُمُومُ إِذا كَانَ لَهُ هَمٌّ فِي ناحيةٍ وهمٌّ فِي نَاحِيَةٍ كأَنه يَجْذِبُهُ إِليه. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَن النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، صَلَّى بأَصحابه صَلَاةً جَهَرَ فِيهَا بِالْقِرَاءَةِ، وقرأَ قارئٌ خَلْفَهُ فَجَهَرَ، فَلَمَّا سلَّم قَالَ: لَقَدْ ظَنَنْتُ أَن بَعْضَكُمْ خالَجَنِيها
؛ قَالَ: مَعْنَى قَوْلِهِ خَالَجَنِيهَا أَي نَازَعَنِي الْقِرَاءَةَ فَجَهَرَ فِيمَا جَهَرْتُ فِيهِ، فَنَزَعَ ذَلِكَ مِنْ لِسَانِي مَا كُنْتُ أَقرؤُه وَلَمْ أَستمرّ عَلَيْهِ. وأَصل الخَلْجِ: الجَذْبُ وَالنَّزْعُ. واخْتَلَجَ الشيءُ فِي صَدْرِي وتَخَالَجَ: احْتَكَأَ مَعَ شَكٍّ. وَفِي حَدِيثِ
عَدِيٍّ، قَالَ لَهُ عليه السلام: لَا يَخْتَلِجَنَّ فِي صَدْرِكَ
أَي لَا يتحرَّك فِيهِ شيءٌ مِنَ الرِّيبَةِ وَالشَّكِّ، وَيُرْوَى بِالْحَاءِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. وأَصل الِاخْتِلَاجِ: الحركة والاضطرب؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ
عَائِشَةَ، رضي الله عنها، وَقَدْ سُئِلَتْ عَنْ لَحْمِ الصَّيْدِ لِلْمُحْرِمِ، فَقَالَتْ: إِن يَخْلِجْ فِي نَفْسِكَ شيءٌ فَدَعْهُ.
وَفِي الْحَدِيثِ:
مَا اخْتَلَجَ عِرْقٌ إِلَّا وَيُكَفِّرُ اللَّهُ بِهِ.
وَفِي حَدِيثِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ، رضي الله عنهما: أَن الْحَكَمَ بْنَ أَبي الْعَاصِي أَبا مَرْوَانَ كَانَ يَجْلِسُ خَلْفَ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، فإِذا تَكَلَّمَ اخْتَلَجَ بِوَجْهِهِ فَرَآهُ، فَقَالَ: كُنْ كَذَلِكَ، فَلَمْ يَزَلْ يَخْتَلِجُ حَتَّى مَاتَ
؛ أَي كَانَ يحرِّك شَفَتَيْهِ وَذَقَنَهُ اسْتِهْزَاءً وَحِكَايَةً لِفِعْلِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، فَبَقِيَ يَرْتَعِدُ إِلى أَن مَاتَ؛ وَفِي رِوَايَةٍ:
فَضُرِبَ بِهَمٍ
شَهْرَيْنِ ثُمَّ أَفاقَ خَلِيجاً
أَي صُرِعَ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: ثُمَّ أَفاق مُخْتَلَجاً قَدْ أُخذ لَحْمُهُ وقوَّته، وَقِيلَ مُرْتَعِشًا. ونَوًى خَلُوجٌ بَيِّنَةُ الخِلاج، مَشْكُوكٌ فِيهَا؛ قَالَ جَرِيرٌ:
هَذَا هَوًى شَغَفَ الفُؤَادَ مُبَرِّحٌ،
…
ونَوًى تَقَاذَفُ غَيرُ ذاتِ خِلاجِ
وَقَالَ شَمِرٌ: إِني لَبَيْنَ خالِجَيْنِ فِي ذَلِكَ الأَمر أَي نَفْسَيْنِ. وَمَا يُخَالِجُني فِي ذَلِكَ الأَمر شكٌّ أَي مَا أَشك فِيهِ. وخَلَجَهُ بِعَيْنِهِ وَحَاجِبِهِ يَخْلِجُه ويَخْلُجُه خَلْجاً: غَمَزَهُ؛ وَقَالَ حَبِينَةُ بْنُ طَرِيفٍ الْعُكْلِيُّ يَنْسِبُ بِلَيْلَى الأَخيلية:
جارِيَةٌ مِنْ شِعْبِ ذِي رُعَيْنِ،
…
حَيَّاكَةٌ تَمْشِي بِعُلْطَتَيْنِ
قَدْ خَلَجَتْ بِحاجِبٍ وعَيْنِ،
…
يَا قَوْمُ، خَلُّوا بَيْنَها وبَيْني
أَشَدَّ مَا خُلِّيَ بيْنَ اثْنَينِ
والعُلْطَة: الْقِلَادَةُ. وَالْعَيْنُ تَخْتَلِجُ أَي تَضْطَرِبُ، وَكَذَلِكَ سَائِرُ الأَعضاء. اللَّيْثُ: يُقَالُ أَخْلَجَ الرجلُ حَاجِبَيْهِ عَنْ عَيْنَيْهِ واخْتَلَجَ حَاجِبَاهُ إِذا تَحَرَّكَا؛ وأَنشد:
يُكَلِّمُني ويَخْلِجُ حاجِبَيْه،
…
لأَحْسِبَ عِنْدَه عِلْماً قَدِيمَا
وَفِي حَدِيثِ
شُرَيْحٍ: أَن نِسْوَةً شهدنَ عِنْدَهُ عَلَى صَبِيٍّ وَقَعَ حَيًّا يَتَخَلَّجُ أَي يتحرَّك، فَقَالَ: إِن الحيَّ يَرِثُ الْمَيِّتَ، أَتشهدن بِالِاسْتِهْلَالِ؟ فأَبطل شَهَادَتَهُنَّ.
شَمِرٌ: التَّخَلُّجُ التحرُّك؛ يُقَالُ: تَخَلَّجَ الشيءُ تَخَلُّجاً واخْتَلَجَ اخْتِلاجاً إِذا اضْطَرَبَ وتحرَّك؛ وَمِنْهُ يُقَالُ: اخْتَلَجَتْ عَيْنُهُ وخَلَجَتْ تَخْلِجُ خُلوجاً وخَلَجاناً، وخَلَجْتُ الشيءَ: حَرَّكْتُهُ؛ وَقَالَ الْجَعْدِيُّ:
وَفِي ابْنُ خُرَيْقٍ، يَوْمَ يَدْعُو نِساءَكمْ
…
حَوَاسِرَ، يَخْلُجْنَ الجِمالَ المَذَاكِيا
قَالَ أَبو عَمْرٍو: يَخْلُجْنَ يحرِّكن؛ وَقَالَ أَبو عَدْنَانَ: أَنشدني حَمَّادُ بْنُ عِمَادِ بْنِ سَعْدٍ:
يَا رُبَّ مُهْرٍ حَسَنٍ وَقَاحِ،
…
مُخَلَّجٍ مِنْ لَبَنِ اللِّقَاحِ
قَالَ: المُخَلَّجُ الَّذِي قَدْ سَمِنَ، فَلَحَمَهُ يَتَخَلَّجُ تَخَلُّجَ الْعَيْنِ أَي يَضْطَرِبُ. وخَلَجَتْ عَيْنُهُ تَخْلِجُ وتَخْلُجُ خُلُوجاً واخْتَلَجَتْ إِذا طَارَتْ. والخَلْجُ والخَلَجُ: داءٌ يُصِيبُ الْبَهَائِمَ تَخْتَلِجُ مِنْهُ أَعضاؤُها. وخَلَجَ الرجلُ رُمْحَهُ يَخْلِجُهُ ويَخْلُجُهُ، واخْتَلَجَهُ: مَدَّهُ مِنْ جَانِبٍ. قَالَ اللَّيْثُ: إِذا مَدَّ الطاعنُ رُمحه عَنْ جَانِبٍ، قِيلَ: خَلَجَهُ. قَالَ: والخَلْجُ كَالِانْتِزَاعِ. والمَخْلُوجَةُ: الطَّعْنَةُ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ. وَقَدْ خَلَجَه إِذا طَعَنَهُ. ابْنُ سِيدَهْ: الْمَخْلُوجَةُ الطَّعْنَةُ الَّتِي تَذْهَبُ يَمْنَةً ويَسْرَةً. وأَمْرُهم مَخْلوجٌ: غَيْرُ مُسْتَقِيمٍ. وَوَقَعُوا فِي مَخْلُوجَةٍ مِنْ أَمرهم أَي اخْتِلَاطٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ فِي الأَمثال: الرَّأْيُ مَخْلُوجَةٌ وليستْ بِسُلْكَى؛ قَالَ: قَوْلُهُ مَخْلُوجَةٌ أَي تُصْرَفُ مرَّة كَذَا ومرَّة كَذَا حَتَّى يَصِحَّ صَوَابُهُ، قَالَ: والسُّلكى الْمُسْتَقِيمَةُ؛ وَقَالَ فِي مَعْنَى قَوْلِ امْرِئِ الْقَيْسِ:
نَطْعُنُهُم سُلْكَى ومَخْلُوجَةً،
…
كَرَكِّ لأْمَيْنِ عَلَى نابِلِ
يَقُولُ: يَذْهَبُ الطَّعْنُ فِيهِمْ وَيَرْجِعُ كَمَا تَرُدُّ سَهْمَيْنِ عَلَى رامٍ رَمَى بِهِمَا. قَالَ: والسُّلْكَى الطَّعْنَةُ الْمُسْتَقِيمَةُ، والمَخْلُوجَةُ عَلَى الْيَمِينِ وَعَلَى الْيَسَارِ. والمَخْلُوجَةُ:
الرَّأْيُ الْمُصِيبُ؛ قَالَ الْحُطَيْئَةُ:
وكنتُ، إِذا دَارَتْ رَحَى الحَرْبِ، رُعْتُهُ
…
بِمَخْلُوجَةٍ، فِيهَا عَنِ العَجْزِ مَصْرِفُ
والخَلْجُ: ضَرْبٌ مِنَ النِّكَاحِ، وَهُوَ إِخْرَاجُهُ، والدَّعْسُ إِدْخالُه. وخَلَجَ المرأَة يَخْلِجُها خَلْجاً: نَكَحها؛ قَالَ:
خَلَجْتُ لَهَا جارَ اسْتِها خَلَجاتٍ
واخْتَلَجَها: كَخَلَجَها. والخَلَجُ، بِالتَّحْرِيكِ: أَن يَشْتَكِيَ الرَّجُلُ لَحْمَهُ وَعِظَامَهُ مِنْ عَمَلٍ يَعْمَلُهُ أَو طُولِ مَشْيٍ وتعبٍ؛ تَقُولُ مِنْهُ: خَلِجَ، بِالْكَسْرِ؛ قَالَ اللَّيْثُ: إِنما يَكُونُ الخَلَجُ مِنْ تَقَبُّضِ العَصب فِي الْعَضُدِ حَتَّى يُعَالَجَ بَعْدَ ذَلِكَ فَيُسْتَطْلَقُ، وإِنما قِيلَ لَهُ: خَلَجٌ لأَن جَذْبَهُ يَخْلُجُ عَضُدَهُ. ابْنُ سِيدَهْ: وخَلِجَ الْبَعِيرُ خَلَجاً، وَهُوَ أَخْلَجُ، وَذَلِكَ أَن يَتَقَبَّضَ الْعَصَبُ فِي الْعَضُدِ حَتَّى يُعَالَجَ بَعْدَ ذَلِكَ فَيُسْتَطْلَقُ. وَبَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ خُلْجَةٌ: وَهُوَ قَدْرُ مَا يَمْشِي حَتَّى يُعْيي مرَّة وَاحِدَةً. التَّهْذِيبُ: والخَلَجُ مَا اعْوَجَّ مِنَ الْبَيْتِ. والخَلَجُ: الْفَسَادُ فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ. وَبَيْتٌ خَلِيجٌ: مُعْوَجٌّ. والخَلُوجُ مِنَ السَّحَابِ: المتفرِّق كأَنه خُلِجَ مِنْ مُعْظَمِ السَّحَابِ، هُذْلِيَّةٌ. وَسَحَابَةٌ خَلُوجٌ: كَثِيرَةُ الماءِ شَدِيدَةُ الْبَرْقِ. وَنَاقَةٌ خَلُوجٌ: غَزِيرَةُ اللَّبَنِ، مِنْ هَذَا، وَالْجَمْعُ خُلُجٌ. التهذيب: وناقة خَلُوجٌ كثير اللَّبَنِ، تحنُّ إِلى وَلَدِهَا؛ وَيُقَالُ: هِيَ الَّتِي تَخْلِجُ السَّيْرَ مِنْ سُرْعتِها. والخَلُوجُ مِنَ النُّوق: الَّتِي اخْتُلِجَ عَنْهَا وَلَدُهَا فَقَلَّ لِذَلِكَ لَبَنُهَا. وَقَدْ خَلَجْتُها أَي فَطَمْتُ وَلَدَهَا. والخَلِيجُ: الجَفْنَةُ، وَالْجَمْعُ خُلُجٌ؛ قَالَ لَبِيدٌ:
ويُكَلِّلُونَ، إِذا الرِّياحُ تَنَاوَحَتْ،
…
خُلُجاً تُمَدُّ شَوارِعاً أَيْتَامُها
وجَفْنَةٌ خَلُوجٌ: قَعِيرَةٌ كَثِيرَةُ الأَخذ مِنَ الْمَاءِ. والخُلُجُ: سُفُنٌ صِغَارٌ دُونَ العَدَوْليِّ. أَبو عَمْرٍو: الخِلاجُ العِشْق الَّذِي لَيْسَ بِمُحْكَمٍ. اللَّيْثُ: المُخْتَلِجُ مِنَ الْوُجُوهِ الْقَلِيلُ اللَّحْمِ الضَّامِرُ. ابْنُ سِيدَهْ: المُخْتَلِجُ الضَّامِرُ؛ قَالَ الْمُخَبَّلُ:
وتُرِيكَ وَجْهاً كالصَّحِيفَةِ، لَا
…
ظَمْآنُ مُخْتَلِجٌ، وَلَا جَهْمُ
وفرسٌ إِخْلِيجٌ: جوادٌ سَرِيعٌ؛ التَّهْذِيبُ: وَقَوْلُ ابْنِ مُقْبِلٍ:
وأَخْلَجَ نَهَّاماً، إِذا الخَيْلُ أَوْعَنَتْ،
…
جَرى بسِلاحِ الكَهْلِ، والكهلُ أَجْرَد
قَالَ: الأَخْلَجُ الطَّوِيلُ مِنَ الْخَيْلِ الَّذِي يَخْلِجُ الشَّدَّ خَلْجاً أَي يَجْذِبُهُ، كَمَا قَالَ طَرَفَةُ:
خُلُجُ الشَّدِّ مُشِيحاتُ الحُزُمْ
والخِلاجُ والخِلاسُ: ضُرُوبٌ مِنَ الْبُرُودِ مخطَّطة؛ قَالَ ابْنُ أَحمر:
إِذا انْفَرَجَتْ عَنْهُ سَمَادِيرُ خَلْفِهِ،
…
بِبُرْدَيْنِ مِنْ ذَاكَ الخِلاجِ المُسَهَّمِ
وَيُرْوَى مِنْ ذَاكَ الخِلاسِ. والخَلِيجُ: قَبِيلَةٌ يُنْسَبُونَ فِي قُرَيْشٍ، وَهُمْ قَوْمٌ مِنَ الْعَرَبِ كَانُوا مِنْ عَدْوَانَ، فأَلحقهم عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، رضي الله عنه، بالحرث بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ، وسمُّوا بِذَلِكَ لأَنهم اخْتَلَجُوا مِنْ عُدْوَانَ. التَّهْذِيبُ: وَقَوْمٌ خُلْجٌ إِذا شُك فِي أَنسابهم فَتَنَازَعَ النَّسَبَ قَوْمٌ، وَتَنَازَعَهُ آخَرُونَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْكُمَيْتِ:
أَمْ أَنْتُمُ خُلُجٌ أَبْنَاءُ عُهَّارِ
وَرَجُلٌ مُخْتَلَجٌ: وَهُوَ الَّذِي نَقَلَ عَنْ قَوْمِهِ وَنَسَبِهِ فِيهِمْ إِلَى قَوْمٍ آخَرِينَ، فَاخْتُلِفَ فِي نَسَبِهِ وَتُنُوزِعَ فِيهِ. قَالَ أَبو مِجْلَزٍ: إِذا كَانَ الرَّجُلُ مُخْتَلَجاً فَسَرَّكَ أَن لَا تَكْذِبَ فانْسُبْهُ إِلى أُمِّهِ؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: هُمُ الخُلُجُ الَّذِينَ انْتَقَلُوا بِنَسَبِهِمْ إِلى غَيْرِهِمْ. وَيُقَالُ: رَجُلٌ مُخْتَلَجٌ إِذا نُوزِعَ فِي نَسَبِهِ كأَنه جُذِبَ مِنْهُمْ وَانْتُزِعَ. وَقَوْلُهُ: فَانْسِبْهُ إِلى أُمه أَي إِلى رَهْطِهَا لَا إِليها نَفْسِهَا. وخَلِيجٌ الأَعْيَوِيُّ: شَاعِرٌ يُنْسَبُ إِلى بَنِي أُعَيٍّ حَيٍّ مِنْ جَرْمٍ. وخَلِيجُ بنُ مُنازِلِ بْنِ فُرْعانَ: أَحد العَقَقَة، يَقُولُ فِيهِ أَبوه مُنازِل «2»:
تَظَلَّمَني حَقِّي خَلِيجٌ، وعَقَّني
…
عَلَى حِينِ كانتْ، كالحَنِيِّ، عِظامي
وَقَوْلُ الطِّرِمَّاحِ يَصِفُ كِلَابًا:
مُوعَباتٌ لأَخْلَجِ الشِّدقِ سَلْعامٍ،
…
مُمَرٍّ مَفْتُولَةٍ عَضُدُهْ
كَلْبٌ أَخلج الشِّدْقِ: واسِعُهُ.
خلبج: الخُلْبُجُ والخُلابِجُ: الطويلُ المضطربُ الخَلْقِ.
خلنج: الخَلَنْجُ: شَجَرٌ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ تُتَّخَذُ مِنْ خَشَبِهِ الأَواني؛ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسِ الرُّقَيَّاتِ:
يَلْبَسُ الْحَيْشَ بِالْحُيُوشِ، وَيَسْقِي
…
لبَنَ البُخْتِ فِي عِسَاسِ الخَلَنْجِ «3»
وَالْجَمْعُ الخَلانِجُ؛ قَالَ هِمْيانُ بْنُ قُحَافَةَ:
حَتَّى إِذا مَا قَضَتِ الحَوَائِجا،
…
ومَلأَتْ حُلَّابُها الخَلانِجا
مِنْهَا، وثَمُّوا الأَوْطُبَ النَّواشِجا
وَقِيلَ: هُوَ كُلُّ جَفْنَةٍ وَصَحْفَةٍ وَآنِيَةٍ صُنِعَتْ مِنْ خَشَبٍ ذِي طرائق وأَساريع مُوَشَّاةٍ.
خمج: الخَمَجُ، بِفَتْحِ الْمِيمِ: الفُتُورُ مِنْ مَرَضٍ أَو تَعَبٍ، يَمَانِيَّةٌ. وأَصبح فُلَانٌ خَمِجاً وخَمِيجاً أَي فَاتِرًا، والأَول أَعرف. أَبو عَمْرٍو: نَاقَةٌ خَمِجَةٌ مَا تَذُوقُ الْمَاءَ مِنْ دَائِهَا. أَبو سَعِيدٍ: رَجُلٌ مُخَمَّجُ الأَخلاقِ: فاسدُها. وخَمِجَ اللحمُ يَخْمَجُ خَمَجاً: أَرْوَحَ وأَنْتَنَ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: خَمِجَ اللحمُ خَمَجاً، وَهُوَ الَّذِي يُغَمُّ وَهُوَ سُخْنٌ فَيُنْتِن. وَقَالَ مَرَّةً: خَمِجَ خَمَجاً: أَنْتَنَ. الأَزهري: وخَمِجَ التَّمْرُ إِذا فَسَدَ جَوْفُهُ وحَمُضَ. وَرَوِيَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي أَنه قَالَ: الخَمَجُ أَن يَحْمُضَ الرُّطَبُ إِذا لَمْ يُشَرَّرْ وَلَمْ يُشَرَّقْ. أَبو عَمْرٍو: الخَمَجُ فَسَادُ الدِّينِ؛ وَقَوْلُ سَاعِدَةَ بْنِ جُؤَيَّة:
وَلَا أُقِيمُ بِدارِ الهُونِ إِنَّ وَلَا
…
آتِي إِلى الخِدرِ، أَخشى دونَه الخَمَجا
قَالَ السُّكَّرِيُّ: الخَمَجُ الْفَسَادُ وَسُوءُ الثَّنَاءِ؛ وَهَذَا الْبَيْتُ أَورده ابْنُ بَرِّيٍّ فِي أَماليه:
وَلَا أُقيمُ بِدارٍ لِلْهَوَانِ، وَلَا
…
آتِي إِلى الغَدْرِ، أَخشى دونَه الخَمَجا
خنج: الأَزهري: خُنَاجٌ قَبِيلَةٌ مِنَ الْعَرَبِ. وَقَالَتْ أَعرابية لِضُرَّةٍ لَهَا كَانَتْ مَنْ بني خُناج:
(2). قوله [منازل] كذا بالأَصل بضم الميم وفي القاموس بفتحها.
(3)
. قوله [يَلْبَسُ الْحَيْشَ بِالْحُيُوشِ وَيَسْقِي] كذا بالأَصل. وفي شرح القاموس: ويلبس الجيش بالجيوش ويسقي. وفيه في مادة ب خ ت وأَنشد لابن قيس الرقيات:
إِنْ يَعِشْ مُصْعَبٌ فَإِنَّا بِخَيْرٍ
…
قَدْ أَتَانَا مِنْ عَيْشِنَا مَا نُرَجِّي
يَهَبُ الأَلف وَالْخُيُولَ وَيَسْقِي
…
لَبَنَ الْبُخْتِ فِي قِصَاعِ الْخَلَنْجِ