الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الثوبُ الَّذِي أَسرعَ فِيهِ البِلَى. الْجَوْهَرِيُّ: أَنْهَجَ الثوبُ إِذا أَخذ فِي البِلى؛ قَالَ عبدُ بَنِي الحَسْحاسِ:
فَمَا زَالَ بُرْدي طَيِّباً مِنْ ثِيابِها
…
إِلى الحَوْلِ، حَتَّى أَنْهَجَ البُرْدُ بَالِيَا
وَفِي شِعْرِ مازِنٍ:
حَتَّى آذَنَ الجِسْمُ بالنَّهْجِ
وَقَدْ نَهِجَ الثوبُ والجسمُ إِذا بَليَ. وأَنْهَجَه البِلى إِذا أَخْلَقَهُ. الأَزهري: نَهِجَ الإِنسانُ والكلبُ إِذا رَبَا وانْبَهَرَ يَنْهَجُ نَهَجاً. قَالَ ابْنُ بُزُرْجَ: طَرَدْتُ الدابةَ حَتَّى نَهَجَتْ، فَهِيَ ناهِجٌ، فِي شِدَّةِ نَفَسِها، وأَنْهَجْتُها أَنا، فَهِيَ مُنْهَجَةٌ. ابْنُ شُمَيْلٍ: إِن الكلبَ لَيَنْهَجُ مِنَ الحَرِّ، وَقَدْ نَهِجَ نَهْجَةً. وَقَالَ غيرُه: نَهِجَ الفرَسُ حِينَ أَنْهَجْتُه أَي رَبا حِينَ صَيَّرتُه إِلى ذَلِكَ.
نوج: ابْنُ الأَعرابي: ناجَ يَنُوجُ إِذا رَاءَى بِعَمَلِه. والنَّوْجةُ: الزَّوْبعةُ مِنَ الرِّيَاحِ.
نينلج: النِّينَلَجُ «1» : حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي وَلَمْ يُفَسِّرْهُ؛ وأَنشد:
جاءتْ بِهِ مِنَ اسْتِها سفَنَّجا،
…
سَوْداء، لَمْ تَخْطُطْ له نِينَيْلَجا
فصل الهاء
هبج: هَبَجَ يَهْبِجُ هَبْجاً: ضَرَبَ ضَرْباً مُتَتابعاً فِيهِ رَخاوةٌ، وَقِيلَ: الهَبْجُ الضَّربُ بالخَشَبِ كَمَا يُهْبَجُ الكلبُ إِذا قُتِلَ. وهَبَجَه بِالْعَصَا: ضَرَبَ مِنْهُ حَيْثُ مَا أَدْرَكَ، وَقِيلَ: هُوَ الضَّربُ عامَّةً. وهَبَجَه بِالْعَصَا هَبْجاً: مَثْلَ حَبَجَه حَبْجاً أَي ضَرَبه. والكلبُ يُهْبَجُ: يُقْتَلُ. وظَبْيٌ هَبِيجٌ: لَهُ جُدَّتانِ فِي جَنْبَيهِ بَيْنَ شَعْرِ بَطْنِه وظهرهِ، كأَنه قَدْ أُصيبَ هُنَالِكَ. وهَبِجَ وَجهُ الرجلِ، فَهُوَ هَبِجٌ: انتفَخَ وتقبَّضَ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبل:
لَا سافِرُ النَّيِّ مَدْخولٌ وَلَا هَبِجٌ،
…
عارِي العِظامِ، عَلَيْهِ الوَدْعُ منظومُ «2»
وتَهَبَّجَ كَهَبِجَ. الْجَوْهَرِيُّ: الهَبَجُ كالوَرَمِ، يَكُونُ فِي ضرعِ الناقةِ، تَقُولُ: هَبَّجَه تَهْبيجاً فَتَهَبَّجَ أَي وَرَّمَه فَتَوَرَّمَ. والهَبَجُ فِي الضَّرْعِ: أَهْوَنُ الوَرَمِ، قَالَ: والتَّهْبِيجُ شِبْهُ الوَرَمِ فِي الجسدِ، يُقَالُ: أَصبَحَ فلانٌ مُهَبَّجاً أَي مُوَرَّماً. ورجلٌ مُهَبَّجٌ: ثقيلُ النَّفْس. والهَوْبَجَةُ: الأَرضُ المُرتفِعةُ فِيهَا حَصًى، وَقِيلَ: هُوَ الْمَوْضِعُ الْمُطْمَئِنُّ مِنَ الأَرض. وأَصَبْنا هَوْبَجَةً مِنْ رِمْثٍ إِذا كَانَ كَثِيرًا فِي بَطنِ وادٍ. الأَزهري: الهَوْبجةُ بطنٌ مِنَ الأَرض؛ قَالَ: وَلَمَّا أَراد أَبو مُوسَى حَفْرَ رَكَايَا الحَفَرِ، قَالَ: دُلُّوني عَلَى مَوضع بئرٍ يُقْطَعُ بِهِ هَذِهِ الفلاةُ، قَالُوا: هَوْبَجَةٌ تُنْبِتُ الأَرْطَى بَيْنَ فَلْجٍ وفُلَيجٍ، فَحَفَرَ الحَفَرَ، وَهُوَ حَفَرُ أَبي مُوسَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَصْرَةِ خَمْسَةُ أَميالٍ «3». الهَوْبَجَةُ: بَطنٌ مِنَ الأَرضِ مُطمئنّ، وَقَالَ النَّضْرُ: الهَوْبَجَةُ أَن يُحْفَرَ فِي مناقِع الماءِ ثِمادٌ يُسيلُونَ
(1). قوله [النينلج] هكذا في الأَصل مضبوطاً، وبهامشه ما نصه: الصواب النيلنج، بالكسر: وَهُوَ دُخَانُ الشَّحْمِ يُعَالَجُ به الوشم ليخضر؛ قال المجد: كتبه محمد مرتضى والذي في البيت نينيلجا.
(2)
. قوله [لا سافر الني إلخ] كذا بالأَصل هنا. وأنشده شارح القاموس في مادة سفر هكذا: لَا سَافِرُ اللَّحْمِ مَدْخُولٌ وَلَا هَبِجٌ كَاسِي الْعِظَامِ لطيف الكشح مهضوم
(3)
. قوله [خمسة أميال] في ياقوت خمس ليال.
إِليها الماءَ فَتَمْتَلئُ، فيَشْربون مِنْهَا وتَعِينُ تِلْكَ الثِّمادُ إِذا جُعِلَ فِيهَا الماءُ.
هبرج: الهَبْرَجُ: الثَّوْرُ، وَهُوَ أَيضاً المُسِنُّ مِنَ الظِّباءِ. والهَبْرَجَةُ: اختلاطٌ فِي الْمَشْيِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ «1» :
يَتْبَعْنَ ذَيَّالًا مُوشًّى هَبْرَجا
الهَبْرَجُ والمُوَشَّى واحدٌ؛ قَالَ أَبو نَصْرٍ: سأَلت الأَصمعي مَرَّةً: أَي شيءٍ هَبْرَجٌ؟ قَالَ: يُخَلِّطُ فِي مَشْيه. الأَصمعي أَيضاً: الهَبْرَجُ المُخْتالُ الذيَّالُ، الطويلُ الذَّنَبِ.
هجج: اللِّيْثُ: هجَّجَ البعيرُ يُهَجِّجُ إِذا غارَتْ عَيْنُه فِي رأْسِه مِنْ جُوعٍ أَو عَطشٍ أَو إِعْياءٍ غَيْرَ خِلْقةٍ؛ قَالَ:
إِذا حِجَاجا مُقْلَتَيْها هَجَّجا
الأَصمعي: هَجَّجَتْ عَينُه: غارَتْ؛ وَقَالَ الْكُمَيْتُ:
كأَنَّ عُيُونَهُنَّ مُهَجِّجات،
…
إِذا راحَتْ مِنَ الأُصُلِ الحَرُور
وعَينٌ هاجَّةٌ أَي غائرةٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَما قولُ ابْنةِ الخُسِّ حِينَ قيلَ لَهَا: بِمَ تَعْرِفِينَ لِقاحَ ناقتِك؟ فَقَالَتْ: أَرى العينَ هَاجَ، والسنامَ رَاجٍّ، وتَمْشي فَتَفاجّ؛ فإِما أَن يكونَ عَلَى هَجَّتْ وإِن لَمْ يُستعمَلْ، وإِما أَنها قَالَتْ هَاجًّا، إِتْبَاعًا لِقَوْلِهِمْ رَاجًّا، قَالَ: وَهُمْ مِمَّنْ يَجْعلون للإِتْباع حُكْماً لَمْ يَكُنْ قَبْلَ ذَلِكَ، وَقَالَتْ: هَاجًّا، فذكَّرتْ عَلَى إِرادة العُضْوِ أَو الطَّرْفِ، وإِلَّا فَقَدَ كَانَ حُكْمُها أَن تَقُولَ هاجَةً؛ ومِثلُه قولُ الآخرِ:
والعَينُ بالإِثْمِدِ الحارِيِّ مَكْحُولُ
عَلَى أَن سِيبَوَيْهِ إِنما يَحْملُ هَذَا عَلَى الضَّرُورَةِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: ولَعَمْري إِنَّ فِي الإِتْباع أَيضاً لَضرورةً تُشْبهُ ضرورةَ الشِّعر. ورَجلٌ هَجاجَةٌ: أَحْمَقُ؛ قَالَ الْشَّاعِرُ:
هَجَاجةٌ مُنْتَخَبُ الفُؤَادِ،
…
كأَنَّه نَعامةٌ فِي وادِي
شَمِرٌ: هَجَاجَةٌ أَي أَحَمَقُ، وَهُوَ الَّذِي يَسْتَهِجُّ عَلَى الرأْي، ثُمَّ يَرْكَبُه، غَوِيَ أَم رَشِدَ، واستهاجُه: أَن لَا يُؤَامِرَ أَحداً ويَرْكَبَ رأْيه؛ وأَنشد:
مَا كَانَ يَرْوِي فِي الأُمورِ صَنِيعَةً،
…
أَزمانَ يَرْكَبُ فيكَ أُمَّ هَجَاجِ
والهَجاجةُ: الهَبْوَةُ الَّتِي تَدْفِنُ كلَّ شيءٍ بالترابِ، والعَجاجةُ: مِثلُها. وركِبَ فلانٌ هَجاجَ، غيرَ مُجْرًى، وهَجاجِ، مَبنيّاً عَلَى الْكَسْرِ مِثْلَ قَطامِ: ركِبَ رأْسَه؛ قَالَ المُتَمَرِّس بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصُّحاريُّ:
وأَشْوَس ظَالِمٌ أَوْجَيْتُ عنِّي،
…
فأَبْصَرَ قَصْدَه بَعْدَ اعْوِجاجِ
تَرَكْتُ بِهِ نُدُوباً باقِياتٍ،
…
وبايَعَني عَلَى سِلْمٍ دُماجِ
فَلَا يَدَعُ اللِّئامُ سبيلَ غَيٍّ،
…
وَقَدْ رَكِبُوا، عَلَى لَوْمي، هَجاجِ
قَوْلُهُ: أَوْجَيْت أَي مَنَعْت وكَفَفْت. والنُّدُوب: الآثارُ، واحدُها نَدْبٌ. والدُّماجُ، بِضَمِّ الدَّالِ: الصُّلْحُ الَّذِي يُرادُ بِهِ قطْعُ الشَّرِّ. وهَجَاجَيْك هاهنا وهاهنا أَي كُفّ. اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ
(1). قوله [قال العجاج إلخ] عبارة القاموس وشرحه. والهبرج: الموشى من الثياب. قال العجاج إلخ.
للأَسدِ والذِّئب وَغَيْرِهِمَا، فِي التَّسْكِينِ: هَجَاجَيْكَ وهَذَاذَيْكَ، عَلَى تَقْدِيرِ الْاثْنَيْنِ؛ الأَصمعي: تَقُولُ لِلنَّاسِ إِذا أَرَدْتَ أَن يَكُفُّوا عَنِ الشَّيْءِ: هَجَاجَيْكَ وهَذَاذَيْكَ. شَمِرٌ: النَّاسُ هَجاجَيْكَ ودَوَالَيْكَ أَي حَوَالَيْكَ؛ قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: قولُ شَمِرٍ النَّاسُ هُجَاجيك فِي مَعْنَى دَوَالَيْكَ باطلٌ، وَقَوْلُهُ مَعْنَى دَوَالَيْكَ أَي حَوَالَيْكَ كَذَلِكَ باطلٌ؛ بَلْ دَوَالَيْكَ فِي مَعْنَى التَّداوُل، وحَوَالَيْكَ تثنيةُ حَوْلك. تَقُولُ: النَّاسُ حَوْلَكَ وَحَوْلَيْكَ وَحَوَالَيْكَ؛ قَالَ: فأَما رَكِبُوا فِي أَمرهم هَجاجَهم أَي رأْيهم الَّذِي لَمْ يُرَوُّوا فِيهِ. وهَجاجَيْهم تَثْنِيَةٌ. قال الأَزهري: أُرى أَن أَبا الْهَيْثَمِ نَظَرَ فِي خَطِّ بَعْضِ مَنْ كَتَبَ عَنْ شَمِرٍ مَا لَمْ يَضبِطْه، وَالَّذِي يُشْبِهُ أَن شَمِرًا قَالَ: هَجاجَيْك مِثْلُ دَوَالَيْك وحَوالَيْك، أَراد أَنه مِثْلُهُ فِي التَّثْنِيَةِ لَا فِي الْمَعْنَى. وهَجِيجُ النَّارِ: أَجِيجُها، مُثْلَ هَراقَ وأَراقَ. وهَجَّتِ النارُ تَهُجُّ هَجّاً وهَجِيجاً إِذا اتَّقَدَتْ وسمعتَ صوتَ اسْتِعَارِهَا. وهَجَّجَها هُوَ، وهَجَّ البيتَ يَهُجُّه هَجّاً: هَدَمه؛ قَالَ:
أَلا مَنْ لِقَبْرٍ لَا تَزَالُ تَهُجُّه
…
شَمالٌ، ومِسْيافُ العَشِيِّ جَنُوبُ؟
ابْنُ الأَعرابي: الهُجُجُ الغُدْران. والهَجِيجُ: الخَطُّ فِي الأَرض؛ قَالَ كُراع: هُوَ الْخَطُّ الَّذِي يَخُطُّ فِي الأَرض لِلْكَهَانَةِ، وَجَمْعُهُ هُجَّانٌ؛ قَالَ بَعْضُهُمْ: أَصابنا مَطَرٌ سَالَتْ مِنْهُ الهُجَّان؛ وَقِيلَ: الهَجِيجُ الشَّقُّ الصَّغِيرُ فِي الْجَبَلِ، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ. ووادٍ هَجِيجٌ وإِهْجِيجٌ: عَمِيقٌ، يَمَانِيَةٌ، فَهُوَ عَلَى هَذَا صِفَةٌ. وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: الهَجِيجُ والإِهْجِيجُ وادٍ عَمِيقٌ، فكأَنه عَلَى هَذَا اسْمٌ. وهَجْهَجَ الرجلَ: رَدَّه عَنْ كُلِّ شَيْءٍ. وَالْبَعِيرُ يُهاجُّ فِي هَدِيرِهِ. يُرَدِّدُهُ. وَفَحْلٌ هَجْهاجٌ، فِي حِكَايَةِ شدَّة هَدِيرِهِ، وهَجْهَجَ الفحلُ فِي هَدِيرِهِ. وهَجْهَجَ السبُعَ، وهَجْهَجَ بِهِ: صَاحَ بِهِ وَزَجَرَهُ ليَكُفَّ؛ قَالَ لَبِيدٌ:
أَو ذُو زَوائِدَ لَا يُطافُ بأَرضِه،
…
يَغْشَى المُهَجْهِجَ كالذَّنُوبِ المُرْسَلِ
يَعْنِي الأَسد يُغْشَى مُهَجْهِجاً بِهِ فَيَنْصَبُّ عَلَيْهِ مُسرعاً فَيَفْتَرِسُهُ. اللِّيْثُ: الهَجْهَجةُ حِكَايَةُ صَوْتِ الرَّجُلِ إِذا صَاحَ بالأَسد. الأَصمعي: هَجْهَجْتُ بِالسَّبُعِ وهَرَّجْتُ بِهِ، كِلَاهُمَا إِذا صِحْتَ بِهِ؛ وَيُقَالُ لِزَاجِرِ الأَسد: مُهَجْهِجٌ ومُهَجْهِجةٌ. وهَجْهَجَ بِالنَّاقَةِ وَالْجَمَلِ: زَجَرَهُمَا، فَقَالَ لَهُمَا: هِيجْ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
أَمْرَقْتُ مِنْ جَوْزِه أَعْناقَ ناجِيَةٍ
…
تَنْجُو، إِذا قَالَ حادِيها لَهَا: هِيجِ
قَالَ: إِذا حَكَوْا ضاعَفوا هَجْهجَ كَمَا يضاعفونَ الوَلْوَلَةَ مِنَ الوَيل، فَيَقُولُونَ وَلْوَلَتِ المرأَةُ إِذا أَكثرت مِنْ قَوْلِ الوَيْل. غَيْرُهُ: هَجْ فِي زَجْرِ النَّاقَةِ؛ قَالَ جَنْدل:
فَرَّجَ عَنْهَا حَلَقَ الرَّتائِجِ
…
تَكَفُّحُ السَّمائِم الأَواجِجِ،
وقِيلُ: عاجٍ؛ وأَيا أَياهِجِ
فَكَسَرَ الْقَافِيَةَ. وإِذا حَكَيْتَ قُلْتَ: هَجْهَجْتُ بِالنَّاقَةِ. الْجَوْهَرِيُّ: هَجْهَجَ زجرٌ لِلْغَنَمِ، مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ «1»؛ قَالَ الرَّاعِي وَاسْمُهُ عُبيد بْنُ الحُصَين يَهْجُو عَاصِمَ بْنَ قَيْسٍ النُّمَيريّ ولَقَبُه الحَلالُ:
وعَيَّرَني، تِلكَ، الحَلالُ، وَلَمْ يَكُنْ
…
ليَجعَلَها لابن الخَبيثةِ خالِقُهْ
(1). قوله [مبني على الفتح إلخ] قال المجد مبني على السكون، وغلط الجوهري في بنائه على الفتح، وإِنما حركه الشاعر للضرورة انتهى.
وَلَكِنَّمَا أَجْدَى وأَمتَعَ جَدُّه
…
بِفِرْقٍ يُخَشِّيهِ، بِهَجْهَجَ، ناعِقُه
وَكَانَ الحَلالُ قَدْ مَرَّ بإِبل لِلرَّاعِي فعَيَّره بِهَا، فَقَالَ فِيهِ هَذَا الشِّعْرَ. والفِرْق: الْقَطِيعُ مِنَ الْغَنَمِ. ويخشِّيه: يفزِعه. وَالنَّاعِقُ: الرَّاعِي؛ يُرِيدُ أَن الحَلالَ صَاحِبُ غَنَمٍ لَا صَاحِبُ إِبل، وَمِنْهَا أَثْرَى، وأَمتَع جَدُّه بِالْغَنَمِ وَلَيْسَ لَهُ سِوَاهَا، يَقُولُ لَهُ: فلِمَ تُعَيِّرُني إِبلي، وأَنت لَمْ تَمْلِكْ إِلَّا قَطِيعًا مِنْ غَنَمٍ؟ اللِّحْيَانِيُّ: مَاءٌ هُجَهِجٌ لَا عَذْب وَلَا مِلْحٌ. وَيُقَالُ: ماءُ زَمْزَمَ هُجَهِجٌ. والهَجْهَجَةُ: صوتُ الكُرْدِ عِنْدَ الْقِتَالِ. وظَلِيمٌ هَجْهاجٌ وهُجاهِجٌ: كَثِيرُ الصَّوْتِ، والهَجْهاجُ: النَّفور، وَهُوَ أَيضاً الْجَافِي الأَحمق. والهَجْهاجُ أَيضاً: المُسِنُّ. والهَجْهاجُ والهَجْهاجَةُ: الْكَثِيرُ الشَّرِ الْخَفِيفُ الْعَقْلِ. أَبو زَيْدٍ: رَجُلٌ هَجْهاجةٌ، وَهُوَ الَّذِي لَا عَقْلَ لَهُ وَلَا رأْي. وَرَجُلٌ هَجْهاج: طَوِيلٌ، وَكَذَلِكَ الْبَعِيرُ: قَالَ حُمَيد بْنُ ثَوْرٍ:
بَعِيدُ العَجْبِ، حينَ تَرى قَراهُ
…
مِنَ العِرْنِينِ، هَجْهاجٌ جُلالُ
وَيَوْمٌ هَجْهاج: كَثِيرُ الرِّيحِ شَدِيدُ الصَّوْتِ؛ يَعْنِي الصَّوْتَ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ عَنِ الرِّيحِ. والهَجْهَجُ: الأَرض الجَدْبَةُ الَّتِي لَا نباتَ بِهَا، وَالْجَمْعُ هَجاهج؛ قَالَ:
فجِئتُ كالعَوْدِ النَّزِيعِ الهادِجِ،
…
قُيِّدَ فِي أَرامِل العَرافِجِ،
فِي أَرضِ سَوْءٍ جَدْبَةٍ هَجاهِجِ
جَمْعٌ عَلَى إِرادة الْمَوَاضِعِ. وهَجْ هَجْ، وهَجٍ هَجٍ، وهَجَا هَجَا: زَجْرٌ للكلبِ، وأَورد الأَزهري هَذِهِ الْكَلِمَاتِ، قَالَ: يُقَالُ للأَسد وَالذِّئْبِ وَغَيْرِهِمَا فِي التَّسْكِينِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ يُقَالُ هَجَا هَجَا للإِبل؛ قَالَ هِمْيان:
تَسْمَعُ للأَعْبُدِ زجْراً نافِجَا،
…
من قِيلِهم: أَيا هَجا أَيا هَجا
قَالَ الأَزهري: وإِن شِئْتَ قُلْتَهُمَا مَرَّةً وَاحِدَةً؛ وَقَالَ الْشَّاعِرُ:
سَفَرَتْ فقلتُ لَهَا: هَجٍ فتَبَرْقَعَتْ،
…
فذَكَرْتُ، حِينَ تَبَرْقَعَتْ ضَبَّارا «1»
وضَبَّار: اسْمُ كَلْبٍ، وَرَوَاهُ اللِّحْيَانِيُّ: هَجِي. الأَزهري: وَيُقَالُ فِي مَعْنَى هَجْ هَجْ: جَهْ جَهْ، عَلَى الْقَلْبِ. وَيُقَالُ: سَيْرٌ هَجَاجٌ: شَدِيدٌ؛ قَالَ مُزاحمٌ العُقَيْلِيُّ:
وتَحْتي مِنْ بَناتِ العِيدِ نِضْوٌ،
…
أَضَرَّ بنِيِّه سَيْرٌ هَجاجُ
الْجَوْهَرِيُّ: هَجْ، مُخَفَّفٌ، زَجْرٌ لِلْكَلْبِ يسكَّن وَيُنَوَّنُ كَمَا يُقَالُ: بَخْ وبَخٍ، وَوَجَدْتُ فِي حَوَاشِي بَعْضِ نُسَخِ الصِّحَاحِ: المُسْتَهِجُّ الَّذِي يَنْطِقُ فِي كُلِّ حَقٍّ وَبَاطِلٍ.
هدج: الهَدْجُ والهَدَجانُ: مَشيٌ رُوَيْدٌ فِي ضَعْفٍ. والهَدَجانُ: مِشيَةُ الشَّيْخِ وَنَحْوُ ذَلِكَ. وهَدَجَ الشيخُ فِي مِشْيته يَهْدِجُ هَدْجاً وهَدَجاناً
(1). قوله [ضبارا] قال شارح القاموس كذا وجدته بخط أَبي زكريا. ومثله بخط الأَزهري. وأَورده أَيضاً ابْنُ دُرَيْدٍ فِي الْجَمْهَرَةِ، وَكَذَلِكَ هُوَ فِي كِتَابِ المعاني، غير أن في نسخة الصحاح هبارا بالهاء انتهى. وقد استشهد الجوهري بالبيت في هـ ب ر على أن الهبار القرد الكثير الشعر، لا على أنه اسم كلب، وتبعه صاحب اللسان هناك. قال الشارح قال الصاغاني: والرواية ضبارا، بالضاد المعجمة، وهو اسم كلب، والبيت للحارث بن الخزرج الخفاجي وبعده:
وتزينت لتروعني بجمالها
…
فكأنما كسي الحمار خمارا
فخرجت أعثر في قوادم جُبَّتِي
…
لَوْلَا الْحَيَاءُ أَطَرْتُهَا إحضارا
وهِداجاً: قارَبَ الخَطْوَ وأَسرع مِنْ غَيْرِ إِرادة؛ قَالَ الحُطَيْئة:
ويأْخُذُه الهُداجُ، إِذا هَداه
…
ولِيدُ الحَيِّ، فِي يَدِه الرِّداءُ
وَقَالَ الأَصمعي: الهَدَجانُ مُداركة الخَطْو، وأَنشد:
هَدَجاناً لَمْ يَكُنْ مِنْ مِشْيَتي،
…
هَدَجانَ الرَّأْلِ خَلْفَ الهَيْقَتِ
أَراد الْهَيْقَةَ فصيَّر هاءَ التأْنيث تَاءً فِي الْمُرُورِ عَلَيْهَا:
مُزَوْزِياً لمَّا رَآهَا زَوْزَتِ «2»
وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: هَدَجَ إِذا اضْطَرَبَ مَشْيُه مِنَ الكِبَر، وَهُوَ الهُداجُ. وَفِي حَدِيثِ
عليٍّ: إِلى أَنِ ابْتَهَج بِهَا الصَّغِيرُ وهَدَج إِليها الْكَبِيرُ.
الهَدَجان، بِالتَّحْرِيكِ: مِشْية الشَّيْخِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:
فإِذا هُوَ شَيْخٌ يَهْدِجُ.
وقِدْرٌ هَدُوجٌ: سَرِيعَةُ الغَلَيان. وهَدَج الظَّلِيمُ يَهْدِجُ هَدَجاناً واسْتَهْدَجَ، وَهُوَ مَشْيٌ وسَعْيٌ وَعَدْوٌ، كُلُّ ذَلِكَ إِذا كَانَ فِي ارْتِعَاشٍ، فَهُوَ هَدَّاجٌ وهَدَجْدَجٌ؛ وأَنشد:
والمُعْصِفاتِ لَا يَزَلْنَ هُدَّجا
وَقَالَ الْعَجَّاجُ يَصِفُ الظَّلِيمَ:
أَصَكَّ نَغْضاً لَا يَني مُسْتَهْدَجا «3»
وَيُرْوَى: مُسْتَهدِجا، أَي عَجْلانَ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: مُسْتَهْدِجا أَي مُسْتَعْجِلًا أَي أُفْزِعَ فَمَرَّ. والهَدَجْدَجُ: الظَّلِيمُ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لَهدَجانِه فِي مَشْيِهِ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر:
لِهَدَجْدَجٍ جَرِبٍ مَساعِرُه،
…
قَدْ عادَها شَهْرًا إِلى شَهْرِ
وإِنما قَالَ جَرِب، لأَن ذَلِكَ الْمَوْضِعَ مِنَ النَّعَامِ لَا رِيشَ عَلَيْهِ. وهَدَجتِ الناقةُ وتَهَدَّجت: حَنَّتْ عَلَى وَلَدِهَا، وَهِيَ نَاقَةٌ مِهْداجٌ، وَالْاسْمُ الهَدَجةُ، وَكَذَلِكَ الرِّيحُ الَّتِي لَهَا حَنِينٌ. وهَدَجَتِ الريحُ هَدْجاً أَي حَنَّت وَصَوَّتَتْ؛ وَرِيحٌ مِهْداج. وَيُقَالُ لِلرِّيحِ الحَنُونِ: لَهَا هَدَجةٌ مِهْداجٌ؛ قَالَ أَبو وَجْزَة السَّعْدي يَصِفُ حُمُرَ الْوَحْشِ:
مَا زِلْنَ يَنْسُبْنَ وَهْناً كلَّ صادِقةٍ،
…
باتتْ تُباشِرُ عُرْماً غيرَ أَزواجِ
حَتَّى سَلَكْنَ الشَّوى منهنَّ فِي مَسَكٍ،
…
مِنْ نَسْلِ جَوَّابَةِ الآفاقِ مِهْداجِ
لأَن الرِّيحَ تَسْتَدِرُّ السحابَ وتُلْقِحُه فيُمْطِر، فَالْمَاءُ مِنْ نَسْلِهَا. وَقَالَ يَعْقُوبُ: المِهْداجُ هُنَا مِنَ الهَدَجةِ، وَهُوَ حَنِينِ النَّاقَةِ عَلَى وَلَدِهَا. والمَسَكُ: الأَسْوِرَةُ مِنَ الذَّبْلِ، شَبَّه بِهَا الشَّعَر الَّذِي فِي قَوَائِمِ الحُمُر. وَقَوْلُهُ: مِنْ نَسْلِ جَوَّابة الْآفَاقِ؛ يُرِيدُ الرِّيحَ. يَعْنِي أَن الْمَاءَ مِنْ نَسْلِ الرِّيحِ لأَنها الْجَالِبَةُ لَهُ حِينَ يَعْصُر السحابَ الريحُ، وَهَذَا وَصْفُ الْحُمُرِ لَمَّا أَتت فِي طلابِ الْمَاءِ لَيْلًا، وأَنها أَثارت القَطا فصاحَتْ: قَطَا قَطَا، فَجَعَلَهَا صَادِقَةً لِكَوْنِهَا خَبَّرَتْ بِاسْمِهَا كَمَا يُقَالُ: أَصدقُ مِنَ القَطا. وَقَوْلُهُ: تُبَاشِرُ عُرْماً؛ عَنَى بِهِ بيضَها. والأَعْرَمُ: الَّذِي فِيهِ نُقَطُ بَيَاضٍ وَنُقَطُ سَوَادٍ، وَكَذَلِكَ بَيْضُ القَطا. وَقَوْلُهُ: غَيْرَ أَزواج؛ يُرِيدُ أَن بَيْضَ الْقَطَا أَفراد وَلَا يَكُونُ أَزواجاً. والهَدَجةُ: رَزَمةُ النَّاقَةِ وحَنِينُها عَلَى وَلَدِهَا. وناقة
(2). قوله [مزوزياً إلخ] هكذا هو في الأَصل، وإن صحت روايته هكذا ففيه خرم.
(3)
. قوله [أَصك إلخ] ويروى أسك بالسين المهملة وصدره: واستبدلت رسومه سفنجا كما أنشده المؤلف في نغض.
هَدُوجٌ ومِهْداجٌ. وتَهَدُّجُ الصَّوْتِ: تَقَطُّعه فِي ارْتِعَاشٍ. والتَّهَدُّج: تَقَطُّعُ الصَّوْتِ. وتَهَدَّجوا عَلَيْهِ وتَثانَوا عَلَيْهِ: أَظهروا أَلطافه. وهَدَّاجٌ: اسْمُ قَائِدِ الأَعشى. والهَوْدَجُ: مِن مَراكب النِّسَاءِ مُقَبَّبٌ وَغَيْرُ مُقَبَّب، وَفِي الْمُحْكَمِ: يُصْنَعُ مِنَ العِصِيِّ ثُمَّ يُجْعَلُ فَوْقَهُ الْخَشَبُ فيُقَبَّبُ. وهَدَّجتِ الناقةُ: ارْتَفَعَ سَنامُها وضَخُمَ فَصَارَ عَلَيْهَا مِنْهُ شِبْهُ الهَوْدَج. وَبَنُو هَدَّاجٍ: حَيٌّ. وهَدَّاجٌ: اسْمُ رَبِيعَةَ بْنِ صَيْدَح. وهَدَّاج: اسْمُ فَرَسِ رَبِيعَةَ بْنِ صَيْدَحٍ. وهَدَّاج: اسْمُ فَرَسٍ كَانَ لِبَاهِلَةَ؛ وأَنشد الأَصمعي لِلْحَارِثِيَّةِ تَرْثِي مَنْ قُتل مِنْ قَوْمِهَا فِي يَوْمٍ كَانَ لِبَاهِلَةَ عَلَى بَنِي الْحَرْثِ ومُرادٍ وخَثْعَم:
شَقِيقٌ وحَرْمِيٌّ أَراقا دِماءَنا،
…
وفارِسُ هَدَّاجٍ أَشابَ النَّواصِيا
أَرادت بِشَقِيقٍ وحَرْمِيٍّ شقيقَ بنَ جَزْءِ بْنِ رِياحٍ الباهِليَّ وحَرْمِيَّ بْنَ ضَمْرة النَّهْشَليَّ.
هرج: الهَرْجُ: الِاخْتِلَاطُ؛ هَرَجَ النَّاسُ يَهْرِجُون، بِالْكَسْرِ، هَرْجاً مِنَ الِاخْتِلَاطِ أَي اخْتَلَطُوا. وأَصل الهَرْج: الْكَثْرَةُ فِي الْمَشْيِ والاتساعُ. والهَرْجُ: الْفِتْنَةُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ. والهَرْجُ: شدَّة الْقَتْلِ وَكَثْرَتُهُ؛ وَفِي الْحَدِيثِ:
بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ هَرْج
أَي قِتَالٌ وَاخْتِلَاطٌ؛ وَرُوِيَ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ قَيْسِ الأَشعري أَنه قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ: أَتعلم الْأَيْامَ الَّتِي ذَكَرَ رسولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، فِيهَا الهَرْجَ؟ قَالَ: نَعَمْ، تَكُونُ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ، يُرْفَعُ الْعِلْمُ وَيَنْزِلُ الْجَهْلُ وَيَكُونُ الهَرْجُ
، قَالَ أَبو مُوسَى: الهَرْجُ بِلِسَانِ الْحَبَشَةِ الْقَتْلُ. وَفِي حَدِيثِ أَشراط السَّاعَةِ:
يَكُونُ كَذَا وَكَذَا ويكثُر الهَرْجُ، قِيلَ: وَمَا الهَرْجُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: الْقَتْلُ
؛ وَقَالَ ابنُ قَيْس الرُّقَيَّاتِ أَيامَ فِتْنَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ:
ليتَ شِعْري أَأَوّلُ الهَرْجِ هَذَا،
…
أَم زمانٌ مِنْ فتنةٍ غيرِ هَرْجِ؟
يَعْنِي أَأَوّل الْهَرْجِ الْمَذْكُورِ فِي الْحَدِيثِ هَذَا، أَم زَمَانٌ مِنْ فِتْنَةٍ سِوَى ذَلِكَ الْهَرْجِ؟ اللِّيْثُ: الهَرْج الْقِتَالُ وَالِاخْتِلَاطُ، وأَصلُ الهَرْج الكثرةُ فِي الشَّيْءِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ فِي الْجِمَاعِ: بَاتَ يَهْرِجُها ليلتَه جَمْعاء. والهَرْجُ: كَثْرَةُ النِّكَاحِ. وَقَدْ هَرَجَها يَهْرُجُها ويَهْرِجها هَرْجاً إِذا نَكَحَهَا. وَفِي حَدِيثِ صِفَةِ أَهل الْجَنَّةِ:
إِنما هُمْ هَرْجاً مَرْجاً
؛ الهَرْجُ: كَثْرَةُ النِّكَاحِ. وَمِنْهُ حَدِيثُ
أَبي الدَّرْدَاءِ: يَتهارَجُون تهارُجَ الْبَهَائِمِ
أَي يَتَسَافَدُونَ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا خَرَّجه أَبو مُوسَى وشَرَحَه وأَخرجه الزَّمَخْشَرِيُّ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَقَالَ: أَي يَتَساوَرُونَ. والتَّهارُج: التَّنَاكُحُ والتسافُدُ. والهَرْجُ: كَثْرَةُ الْكَذِبِ وَكَثْرَةُ النَّوْمِ. وهَرَج القومُ يَهْرِجُون فِي الْحَدِيثِ إِذا أَفْضَوا بِهِ فأَكثروا. وهَرَج النومَ يَهْرِجُه: أَكثره؛ قَالَ:
وحَوْقَلٍ سِرْنا بِهِ وَنَامَا،
…
فَمَا دَرى إِذ يَهْرِجُ الأَحْلاما،
أَيَمَناً سِرْنا بِهِ أَمْ شَاما؟
والهَرْج: شَيْءٌ تَرَاهُ فِي النَّوْمِ وَلَيْسَ بِصَادِقٍ. وهَرَجَ يَهْرِجُ هَرْجاً: لَمْ يُوقِنْ بالأَمر. وهَرِجَ الرجلُ: أَخذه البُهْرُ مِنْ حَرٍّ أَو مَشْي. وهَرِجَ الْبَعِيرُ، بِالْكَسْرِ، يَهْرَجُ هَرَجاً: سَدِرَ مِنْ شِدَّةِ الْحَرِّ وَكَثْرَةِ الطلاءِ بالقَطِرانِ وثِقَلِ الحِمْل؛ قَالَ الْعَجَّاجُ يَصِفُ الْحِمَارَ والأَتان:
ورَهِبَا مِنْ حَنْذِه أَن يَهْرَجا
وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ عُمَرَ: لأَكونَنَّ فِيهَا مثلَ الجَمَل الرَّداح يُحْمَلُ عَلَيْهِ الحِمْلُ الثقيلُ فَيَهْرَجُ فَيَبْرُك، وَلَا يَنْبَعِثُ حَتَّى يُنْحَر
أَي يَتَحَيَّرُ ويَسْدَرُ. وَقَدْ أَهْرَجَ بعيرُه إِذا وَصَلَ الْحَرُّ إِلى جَوْفِهِ. وَرَجُلٌ مُهْرِجٌ إِذا أَصاب إِبلَه الجرَبُ، فَطُلِيَتْ بِالْقَطِرَانِ فَوَصَلَ الحرُّ إِلى جَوْفِهَا؛ وأَنشد:
عَلَى نَارِ جِنٍّ يَصْطَلُونَ كأَنها
…
طَلَاهَا «1» بِالْغِيبَةِ مُهْرِجُ
قَالَ الأَزهري: رأَيت بَعِيرًا أَجرب هُنِئَ بالخضْخاضِ فَهَرَجَ وَمَاتَ. الأَصمعي: يُقَالُ هَرَّجَ بعيرَه إِذا حَمَلَ عَلَيْهِ فِي السَّيْرِ فِي الْهَاجِرَةِ. وهَرَّجَ بِالسَّبْعِ: صَاحَ بِهِ وَزَجَرَهُ؛ قَالَ رؤْبة:
هَرَّجْتُ فارْتَدَّ ارْتِدادَ الأَكْمَهِ،
…
فِي غائلاتِ الحائِر المُتَهْتِهِ
قَالَ شَمِرٌ: المُتَهْتِهُ الَّذِي تَهْتَهَ فِي الْبَاطِلِ أَي تَرَدَّد فِيهِ. وَيُقَالُ للفَرَس: مَرَّ يَهْرِجُ وإِنه لَمِهْرَجٌ وهَرَّاج إِذا كَانَ كَثِيرَ الْجَرْيِ. وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ: فَذَلِكَ حِينَ استَهْرَجَ لَهُ الرأْيُ
أَي قَوِيَ وَاتَّسَعَ. وهَرَجَ الفرسُ يَهْرِجُ هَرْجاً، وَهُوَ مِهْراجٌ، وَهُوَ مِهْرَجٌ وهَرَّاجٌ إِذا اشْتَدَّ عَدْوُه؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:
غَمْرَ الأَجارِيِّ مِسَحّاً مِهْرَجا
وَقَالَ الْآخَرُ:
مِنْ كلِّ هَرَّاجٍ نَبِيلٍ مَحْزِمُه
التَّهْذِيبِ: ابْنُ مُقْبل يَصِفُ فَرَسًا:
هَرْج الوَليدِ بخَيْطٍ مُبْرَمٍ خَلَقٍ،
…
بينَ الرَّواجِبِ، فِي عُودٍ مِنَ العُشَرِ
قَالَ: شَبَّهَهُ بخُذْرُوف الْوَلِيدِ فِي دُرُورِ عَدْوِه. وهَرَّجْتُ الْبَعِيرَ تَهْريجاً وأَهْرَجْتُه أَيضاً إِذا حَمَلْتُ عَلَيْهِ فِي السَّيْرِ فِي الْهَاجِرَةِ حَتَّى سَدِرَ. وهَرَّجَ النبيذُ فُلَانًا إِذا بَلَغَ مِنْهُ فانْهَرَجَ وانْهَكَّ. وَقَالَ خَالِدُ بْنُ جَنْبَةَ: بابٌ مَهْرُوجٌ، وَهُوَ الَّذِي لَا يُسَدُّ يَدْخُلُهُ الْخَلْقُ، وَقَدْ هَرَجَه الإِنسان يَهْرِجُه أَي تَرَكَهُ مَفْتُوحًا. والهِرْجُ: الضَّعِيفُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ؛ قَالَ أَبو وَجْزَة:
والكَبْشُ هِرْجٌ إِذا نَبَّ العَتُودُ لَهُ،
…
زَوْزَى بأَلْيَتِه للذُّلِّ، واعْتَرَفا
هردج: الهَرْدَجةُ: سرعةُ الْمَشْيِ.
هزج: الهَزَجُ: الخِفَّة وسُرعةُ وَقْعِ الْقَوَائِمِ ووضعِها. صَبِيٌّ هَزِجٌ وَفَرَسٌ هَزِجٌ؛ قَالَ النَّابِغَةُ الجَعْدي يَنْعَتُ فَرَسًا:
غَدا هَزِجاً طَرِباً قلبُه،
…
لَغِبْنَ، وأَصْبَحَ لَمْ يَلْغَبِ
والهَزَجُ: الفَرَحُ. والهَزَجُ: صوتٌ مُطْرِبٌ؛ وَقِيلَ: صَوْتٌ فِيهِ بَحَحٌ؛ وَقِيلَ: صَوْتٌ دَقِيقٌ مَعَ ارْتِفَاعٍ. وكلُّ كلامٍ مُتقارِبٍ مُتدارِك: هَزَجٌ، وَالْجَمْعُ أَهزاج. والهَزَجُ: نَوْعٌ مِنْ أَعاريض الشِّعْرِ، وَهُوَ مَفَاعِيلُنْ مَفَاعِيلُنْ، عَلَى هَذَا الْبِنَاءِ كُلُّهُ أَربعة أَجزاء، سمِّي بِذَلِكَ لِتُقَارِبِ أَجزائه، وَهُوَ مُسَدَّس الأَصل، حَمْلًا عَلَى صَاحِبَيْهِ فِي الدَّائِرَةِ، وَهُمَا الرَّجَزُ وَالرَّمَلُ إِذ تَرْكِيبُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِنَ وَتَدٍ مَجْمُوعٍ وَسَبَبَيْنِ خَفِيفَيْنِ. وهَزَّجَ: تَغَنَّى؛ قَالَ يَزِيدُ بْنُ الأَعور الشَّيْبي:
(1). كذا بياض بالأصل.
كأَنَّ شَنّاً هَزَجاً، وشَنَّا
…
قَعْقَعةً، مُهَزِّجٌ تَغَنَّى
وتَهَزَّج: كهَزَّجَ. والهَزَج: مِنَ الأَغانيِّ وَفِيهِ تَرَنُّم؛ وَقَدْ هَزِجَ، بِالْكَسْرِ، وتَهَزَّج؛ قَالَ الْشَّاعِرُ:
كأَنها جاريةٌ تَهَزَّجُ
وَقَالَ أَبو إِسْحَاقَ: التَّهَزُّج تردُّدُ التَّحْسِينِ فِي الصَّوْتِ؛ وَقِيلَ: التَّهَزُّج صَوْتٌ مُطَوَّل غَيْرُ رَفِيعٍ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:
كأَنَّ صوتَ حَلْيِها المُناطِقِ
…
تَهَزُّجُ الرياحِ بالعَشارِقِ
ورَعْدٌ مُتَهَزِّج: مُصَوِّت. وَقَدْ هَزَّجَ الصوتَ. ورَعْدٌ هَزِجٌ بِالصَّوْتِ؛ وأَنشد:
أَجَشُّ مُجَلْجِلٌ، هَزِجٌ مُلِثٌّ،
…
تُكَرْكِرُه الجَنائِبُ فِي السِّدادِ
وعُودٌ هَزِجٌ، ومُغَنٍّ هَزِجٌ: يُهَزِّجُ الصوتَ تَهْزيجاً. والهَزَجُ: تَدَارَكُ الصَّوْتِ فِي خِفَّة وَسُرْعَةٍ؛ يُقَالُ: هُوَ هَزِجُ الصَّوْتِ هُزامِجُه أَي مُدارِكه. قَالَ: وَلَيْسَ الهَزَجُ مِنَ التَّرَنُّم فِي شَيْءٍ؛ وَقَالَ عَنْتَرَةَ:
وكأَنما تَنْأَى بجانِبِ دَفِّها الوَحْشِيِّ،
…
مِنْ هَزِجِ العَشِيِّ، مُؤَوِّمِ
يَعْنِي ذُبَابًا لِطَيَرَانِهِ تَرَنُّمٌ، فَالنَّاقَةُ تَحْذَرُ لَسْعَهُ إِيَّاهَا. وتَهَزَّجت الْقَوْسُ إِذا صَوَّتَتْ عِنْدَ إِنْباضِ الرَّمْيِ عَنْهَا؛ قَالَ الْكُمَيْتُ:
لَمْ يَعِبْ رَبُّها وَلَا الناسُ مِنْهَا،
…
غيرَ إِنذارها عَلَيْهِ الحَمِيرَا
بأَهازيجَ من أَغانِيِّها الجُشْشِ،
…
وإِتباعِها النَّحِيبَ الزَّفِيرَا
وَفِي الْحَدِيثِ:
أَدبر الشَّيْطَانُ وَلَهُ هَزَج، وَفِي رِوَايَةٍ: وَزَجٌ.
الهَزَجُ: الرَّنَّة. والوَزَجُ: دُونَهُ، وَقَدِ اسْتَعْمَلَ ابْنُ الأَعرابي الهَزَجَ فِي مَعْنَى العُواءِ؛ وأَنشد بَيْتَ عَنْتَرَةَ:
وكأَنما تنأَى بِجَانِبِ دفِّها الوحشيِّ،
…
مِنْ هَزِج العشيِّ، مؤَوّمِ
هِرٍّ جَنِيبٍ، كلَّما عَطَفَتْ لَهُ
…
غَضْبَى، اتَّقاها بِالْيَدَيْنِ وبالفَمِ
قَالَ: هَزِجٌ كَثِيرُ العُواء بِاللَّيْلِ، وَوَضَعَ العَشِيَّ مَوْضِعَ اللَّيْلِ لِقُرْبِهِ مِنْهُ، وأَبدل هِرًّا مِنْ هَزِجٍ؛ وَرَوَاهُ الشَّيْبَانِيُّ يَنْأَى، وهِرٌّ عِنْدَهُ رُفِعَ فَاعِلٌ لينأَى. ومَرَّ هَزيجٌ مِنَ اللَّيْلِ كهَزيعٍ. الْجَوْهَرِيُّ: الهَزَجُ صَوْتُ الرعل والذِّبَّانِ.
هزلج: الهَزَلَّجُ: الظَّلِيم السَّرِيعُ؛ وَقَدْ هَزْلَجَ هَزْلَجَةً، وَقِيلَ: كلُّ سُرْعة هَزْلَجة. والهِزْلاجُ: السَّرِيعُ. وَذِئْبٌ هِزْلاجٌ: سَرِيعٌ خَفِيفٌ؛ قَالَ جَنْدَلُ بْنُ المُثَنَّى الْحَارِثِيُّ:
يَتْرُكْنَ بالأَمالِس السَّمارِجِ
…
للطَّيرِ، واللَّغاوِسِ الهَزالجِ
التَّهْذِيبِ: وأَنشَدَ الأَصمعي لهِمْيان:
تُخْرِجُ مِنْ أَفواهها هَزالِجا
قَالَ: والهَزَالِجُ السِّراعُ مِنَ الذِّئَابِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ:
للطيرِ واللغاوسِ الْهَزَالِجِ
وَقَوْلُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُطَيْر:
هُدْلُ المَشافِرِ، أَيْديها مُوَثَّقَةٌ،
…
دُفْقٌ، وأَرجُلُها زُجٌّ هَزاليجُ
فَسَّرَهُ ابْنُ الأَعرابي فَقَالَ: سَرِيعَةٌ خَفِيفَةٌ. وَقَالَ كُرَاعٌ: الهِذْلاجُ السريعُ، مُشْتَقٌّ مِنَ الهَزَجِ، وَاللَّامُ زَائِدَةٌ، وَهَذَا قَوْلٌ لَا يُلتفت إِليه.
هزمج: الهَزْمَجَة: كَلَامٌ مُتَتَابِعٌ. والهَزْمَجَةُ: اخْتِلَاطُ الصَّوْتِ. وَصَوْتٌ هُزامِجٌ: مُخْتَلِطٌ؛ وأَنشد الأَصمعي:
أَزامِجاً وزَجَلًا هُزامِجا
والهُزامِجُ: أَدنى مِنَ الرُّغاء. والهُزامِجُ، بِالضَّمِّ: الصَّوْتُ المُتدارِك، بِزِيَادَةِ الميم.
هلج: الهَلْجُ: مَا لَمْ يُوقَنْ بِهِ مِنَ الأَخبار. هَلَجَ يَهْلِجُ هَلْجاً إِذا أَخبر بِمَا لَا يُؤْمَنُ بِهِ. والهَلْجُ: شيءٌ تَرَاهُ فِي نَوْمِكَ مِمَّا لَيْسَ برُؤْيا صَادِقَةٍ. والهَلْجُ: أَخفُّ النَّوْمِ. والهالِجُ: الْكَثِيرُ الأَحلام بِلَا تَحْصِيلٍ. والهُلْجُ فِي النَّوْمِ: الأَضْغاثُ. والهَلِيلِجُ والإِهْلِيلَجُ والإِهْلِيلِجَة: عِقِّيرٌ مِنَ الأَدوية مَعْرُوفٌ، وَهُوَ مُعَرَّبٌ. الْجَوْهَرِيُّ: وَلَا تَقُلْ هَلِيلِجةٌ. قَالَ الْفَرَّاءُ: وَهُوَ بِكَسْرِ اللَّامِ الأَخيرة، قَالَ: وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الإِيادي عَنْ شَمِرٍ؛ وَقِيلَ: هُوَ الإِهْلِيلَجُ، بِفَتْحِ اللَّامِ الأَخيرة؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: وَلَيْسَ فِي الْكَلَامِ إِفْعِيلِل، بِالْكَسْرِ، وَلَكِنْ إِفْعِيلَل مِثْلَ إِهْلِيلَج وإِبرِيْسَم وإِطْرِيفَل.
هلبج: الهِلْباجُ والهِلْباجةُ والهُلَبِجُ والهُلابِجُ: الأَحمق الَّذِي لَا أَحمق مِنْهُ، وَقِيلَ: هُوَ الوَخِمُ الأَحمق المائِقُ الْقَلِيلُ النَّفْعِ الأَكُولُ الشَّرُوب، زَادَ الأَزهري: الثَّقِيلُ مِنَ النَّاسِ. وَيُقَالُ للَّبن الخاثِر: هِلْباجَة أَيضاً. ولَبَنٌ هِلْباجٌ وهُلَبِجٌ: خَاثِرٌ. قَالَ خلفٌ الأَحْمَرُ: سأَلت أَعرابياً عَنِ الهِلْباجة فَقَالَ: هُوَ الأَحمقُ الضَّخمُ الفَدْمُ الأَكُولُ الَّذِي
…
الَّذِي
…
الَّذِي
…
، ثُمَّ جَعَلَ يَلْقَانِي بَعْدَ ذَلِكَ فَيَزِيدُ فِي التَّفْسِيرِ كلَّ مَرَّةٍ شَيْئًا، ثُمَّ قَالَ لِي بَعْدَ حِينٍ وأَراد الْخُرُوجَ: هُوَ الَّذِي جَمَعَ كلَّ شَرٍّ.
همج: هَمَجَتِ الإِبلُ مِنَ الْمَاءِ تَهْمُجُ هَمْجاً، وَهِيَ هامِجةٌ: شَرِبَتْ مِنْهُ فَاشْتَكَتْ عَنْهُ؛ وَهِيَ إِبِلٌ هَوامِجٌ. والهَمَجُ: جَمْعُ هَمَجَةٍ، وَهِيَ ذُبَابٌ صَغِيرٌ كَالْبَعُوضِ يَسْقُطُ عَلَى وُجُوهِ الْغَنَمِ والحُمُرِ وأَعينها. وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ، رَضِيَ الله تعالى عنه: سُبْحَانَ مَنْ أَدْمَجَ قَوَائِمَ الذَّرَّة والهَمَجَةِ
؛ هِيَ وَاحِدَةُ الْهَمَجِ ذبابٌ صَغِيرٌ يَسْقُطُ عَلَى وُجُوهِ الإِبل وَالْغَنَمِ وَالْحَمِيرِ وأَعينها؛ وَقِيلَ: الهَمَجُ صِغَارُ الدَّوَابِّ. اللَّيْثُ: الهَمَجُ كلُّ دُودٍ يَنْفَقِئُ عَنْ ذباب أَو بَعُوض، ويقال لرُذالَة النَّاسِ: هَمَجٌ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: والهَمَجُ البَعُوضُ وَالذُّبَابُ. والهَمَجُ، فِي كَلَامِ الْعَرَبِ: أَصله الْبَعُوضُ، الْوَاحِدَةُ هَمَجة، ثُمَّ يُقَالُ لِرِذَالِ النَّاسِ: هَمَجٌ هامِجٌ؛ قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: الهَمَجُ الْجُوعُ، وَبِهِ سمِّي الْبَعُوضُ لأَنه إِذا جَاعَ عَاشَ، وإِذا شَبِعَ مَاتَ. والهَمَجُ: الجوعُ. وهَمَجَ إِذا جَاعَ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
قَدْ هَلَكَتْ جارَتُنا مِنَ الهَمَجْ،
…
وإِن تَجُعْ تأْكلْ عَتُوداً أَو بَذَجْ
والهَمَجُ: الرَّعاعُ مِنَ النَّاسِ؛ وَقِيلَ: هُمُ الأَخلاط، وَقِيلَ: هُمُ الهَمَلُ الَّذِينَ لَا نِظَامَ لَهُمْ. وَكُلُّ شَيْءٍ تُرِكَ بَعْضُهُ يَموجُ فِي بَعْضٍ، فَهُوَ هامجٌ. وَقَالُوا: هَمَجٌ هامِجٌ، فإِما أَن يَكُونَ عَلَى ذَلِكَ، وإِما أَن يَكُونَ عَلَى الْمُبَالَغَةِ؛ قَالَ الحارثُ بْنُ حِلِّزَةَ:
يَتْرُكُ مَا رَقَّحَ مِنْ عَيْشِه،
…
يَعِيثُ فِيهِ هَمَجٌ هامِجُ
وَقَوْلُهُمْ: هَمَجٌ هامِجٌ، تَوْكِيدٌ لَهُ كَقَوْلِكَ: لَيْلٌ لائِلٌ. وَيُقَالُ للرَّعاع مِنَ النَّاسِ الحَمْقَى: إِنما هُمْ هَمَجٌ هامِج؛ وَقَوْلُ أَبي مُحْرِز المُحارِبي:
قَدْ هَلَكَتْ جَارَتُنَا مِنَ الهَمَج
قَالُوا: سُوءُ التَّدْبِيرِ فِي الْمَعَاشِ؛ وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ، رضي الله عنه: وسائرُ الناسِ هَمَجٌ رَعاعٌ
؛ شَبَّه عليٌّ، عليه السلام، رَعاعَ النَّاسِ بِالْبَعُوضِ. والهَمَجُ: رُذالُ النَّاسِ. وَيُقَالُ لأُشابَة النَّاسِ الَّذِينَ لَا عُقُولَ لَهُمْ وَلَا مُرُوءَةَ: هَمَجٌ هَامِجٌ. وقومٌ هَمَجٌ: لَا خَيْرَ فِيهِمْ؛ قَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ:
هَمِيجٌ تَعَلَّلَ عَنْ خادِلٍ،
…
نَتِيجُ ثلاثٍ، بَغِيضُ الثَّرَى
يَعْنِي الْوَلَدُ نَتِيجُ ثَلَاثٍ بَغِيضٌ. وَرَجُلٌ هَمَجٌ وهَمَجة: أَحمق، والأُنثى بِالْهَاءِ لَا غَيْرُ، وجمعُ الهَمَج أَهْماجٌ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
فِي مُرْشِقاتٍ لَسْنَ بالأَهْماج
أَبو سَعِيدٍ: الهَمَجةُ مِنَ النَّاسِ الأَحمق الَّذِي لَا يَتَمَاسَكُ، والهَمَجُ: جَمْعُ الهَمَجة. والهَمَجة: الشَّاةُ الْمَهْزُولَةُ؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ:
كأَنَّ ابْنةَ السَّهْمِيِّ، يَومَ لقِيتُها
…
مُوَشَّحَةً بالطُّرَّتَيْنِ، هَمِيجُ
قَالُوا: ظبيةٌ ذُعِرَتْ مِنَ الهَمَج. وَيُقَالُ لِلنَّعْجَةِ إِذا هَرِمَتْ: هَمَجَةٌ وعَشَمةٌ. والهَمَجةُ: النَّعْجَةُ. والهَمِيجُ مِنَ الظِّبَاءِ: الَّذِي لَهُ جُدَّتانِ عَلَى ظَهْرِهِ سِوَى لَوْنِهِ، وَلَا يَكُونُ ذَلِكَ إِلَّا فِي الأُدْمِ مِنْهَا، يَعْنِي البِيضَ، وَكَذَلِكَ الأُنثى بِغَيْرِ هاءِ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي لَهَا جُدَّتانِ فِي طُرَّتَيْها؛ وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي هَزَلَها الرَّضاعُ؛ وَقِيلَ: هِيَ الفَتِيَّةُ الحَسَنةُ الْجِسْمِ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ ظَبْيَةً:
موشَّحة بالطُّرَّتَينِ هَمِيجُ
وَمَعْنَى قَوْلِهِ هَمِيجُ: هِيَ الَّتِي أَصابها وَجَعٌ فذَبُلَ وجهُها. يُقَالُ: اهْتَمَجَ وَجْهُه أَي ذَبُلَ. والهَمِيجُ: الخَمِيصُ الْبَطْنِ. واهْتَمَجَتْ نفْسُ الرَّجُلِ: ضَعُفَتْ مِنْ جُهْدٍ أَو حَرٍّ؛ واهْتَمَجَ الرجلُ نفْسُه. وأَهْمَجَ الفرسُ إِهْماجاً فِي جَرْيه، فَهُوَ مُهْمِج ثُمَّ أَلْهَبَ فِي ذَلِكَ، وَذَلِكَ إِذا اجْتَهَدَ فِي عَدْوِه. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: يَكُونُ ذَلِكَ فِي الْفَرَسُ وَغَيْرُهُ مِمَّا يَعْدُو؛ وأَنشد شَمِرٌ لأَبي حَيَّةَ النُّمَيري:
وقلتُ لطِفْلة مِنهنَّ، لَيسَتْ
…
بِمِتْفال، وَلَا هَمْجَى الكَلامِ
قَالَ: يُرِيدُ الشَّرارَةَ والسَّمَاجَةَ. قَالَ: وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الإِهْماجُ والإِسْماجُ. وهَمَجَتِ الإِبلُ مِنَ الماءِ تَهْمُجُ هَمْجاً، بِالتَّسْكِينِ، إِذا شَرِبَتْ دَفْعَةً وَاحِدَةً حَتَّى رَوِيَتْ.
همرج: الهَمْرَجَةُ والهَمْرَجُ: الِالْتِبَاسُ وَالِاخْتِلَاطُ. وَقَدْ هَمْرَجَ عَلَيْهِ الخبرَ هَمْرَجَةً: خَلَّطَه عَلَيْهِ. وَقَالُوا: الغُولُ هَمْرَجةٌ مِنَ الْجِنِّ. والهَمْرَجَة: الْخِفَّةُ والسُّرْعة. وَوَقَعَ القومُ فِي هَمَرَّجة أَي اخْتِلَاطٍ؛ قَالَ:
بَيْنَا كَذَلِكَ، إِذ هاجتْ هَمَرَّجَةٌ
والهَمَرَّجُ: الِاخْتِلَاطُ وَالْفِتْنَةُ. الْجَوْهَرِيُّ: الهَمْرَجةُ الِاخْتِلَاطُ فِي الْمَشْيِ.
هملج: الهِمْلاجُ: مَنَ الْبَرَاذِينِ وَاحِدُ الهَمالِيج، وَمَشْيُهَا الهَمْلَجَة، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ. والهَمْلَجَة والهِمْلاجُ: حُسْنُ سَيْرِ الدَّابَّةِ فِي سُرْعة؛ وَقَدْ هَمْلَجَ. والهِمْلاجُ:
الحَسَنُ السَّيْرِ فِي سُرْعَة وبَخْتَرَةٍ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ:
يُحْسِنُ فِي مَنْحاتِه الهَمالِجا،
…
يُدْعى هَلُمَّ داجِناً مُدامِجَا
الهَمالِجُ: جَمْعُ الهَمْلَجة فِي السَّيْرِ أَي أَنَّ هَذَا الْبَعِيرَ السَّانيَ يُحْسِنُ الْمَشْيَ بَيْنَ الْبِئْرِ وَالْحَوْضِ. وَدَابَّةٌ هِمْلاج: وَاحِدُ الهَمالِيج، الذَّكَرُ والأُنثى فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ؛ قَالَ زُهَيْرٌ:
عَهْدِي بِهِمْ يومَ بَابِ القَرْيتَينِ، وَقَدْ
…
زالَ الهَمالِيجُ بالفُرْسانِ واللُّجُمِ
وهِمْلاجُ الرجلِ: مَرْكَبُه وَنَحْوُ ذَلِكَ. وأَمرٌ مُهَمْلَجٌ: مُنْقاد. وأَمرٌ مُهَمْلَجٌ: مُذَلَّلٌ؛ وَقَالَ الْعَجَّاجُ:
قَدْ قَلَّدُوا أَمرَهمُ المُهَمْلَجا
ابْنُ الأَعرابي: شَاةٌ هِمْلاجٌ لَا مُخَّ فِيهَا؛ وأَنشد:
أَعْطَى خَلِيلي نَعْجةً هِمْلاجَا
…
رَجاجةً، إِنَّ لَهَا رَجاجا
والرَّجاجةُ: الضَّعِيفَةُ الَّتِي لَا نِقْيَ لَهَا. وَرِجَالٌ رَجاجٌ: ضُعَفاء.
هوج: الهَوَجُ كالهَوَكِ: الحُمْقُ؛ هَوِجَ هَوَجاً، فَهُوَ أَهْوَجُ، والأُنثى هَوْجاء، والهَوَجُ مَصْدَرُ الأَهْوَجِ، وَهُوَ الأَحمق. وأَهْوَجَه: وَجَدَهُ أَهْوَجَ. والأَهْوَجُ: الشُّجَاعُ الَّذِي يَرْمِي بِنَفْسِهِ فِي الْحَرْبِ، عَلَى التَّشْبِيهِ بِذَلِكَ. والأَهْوَجُ: المُفْرِطُ الطُّول مَعَ هَوَج، وَيُقَالُ للطُّوال إِذا أَفرط فِي طُولِهِ: أَهْوَجُ الطُّول. وَرَجُلٌ أَهْوَجُ بَيِّنُ الهَوَجِ أَي طَوِيلٌ، وَبِهِ تَسَرُّعٌ وحُمْقٌ. وَفِي حَدِيثِ
عُثْمَانَ: هَذَا الأَهْوَجُ البَجْباجُ.
الأَهْوَجُ: المُسْرِعُ إِلى الأُمور كَمَا يَتَّفِقُ، وَقِيلَ: الأَحمق الْقَلِيلُ الْهِدَايَةِ؛ وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ: أَما وَاللَّهِ لَئِنْ شَاءَ لَتَجِدَنَّ الأَشعثَ أَهْوَجَ جَرِيئاً.
والهَوْجاءُ مِنَ الإِبل النَّاقَةُ الَّتِي كأَن بِهَا هَوَجاً مِنْ سُرْعتها، وَكَذَلِكَ بَعِيرٌ أَهْوَجُ؛ قَالَ أَبو الأَسود:
عَلَى ذاتِ لَوْثٍ أَو بأَهْوَجَ دَوْسَرٍ
…
صَنِيعٍ نَبيل، يَمْلأُ الرَّحْلَ كاهِلُهْ
وَرِيحٌ هَوْجاء: متدارِكة الهُبوب كأَن بِهَا هَوَجاً؛ وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي تَحْمِلُ المُورَ وتجرُّ الذَّيل. والهَوْجاء: الرِّيح الَّتِي تَقْلَعُ الْبُيُوتَ، وَالْجَمْعُ هُوجٌ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: هِيَ الشَّدِيدَةُ الهُبوب مِنْ جَمِيعِ الرِّيَاحِ؛ قَالَ ابْنُ الأَحمر:
وَلِهَتْ عَلَيْهِ كلُّ مُعْصِفَةٍ
…
هَوْجاء، لَيْسَ للُبِّها زَبْرُ
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَنشده سِيبَوَيْهِ بِرَفْعِ هَوْجَاءَ عَلَى أَنه وَصَفٌ لِكُلٍّ، وأَنث الشَّاعِرُ الْوَصْفَ حَمْلًا عَلَى الْمَعْنَى إِذِ الْكُلُّ هُنَا رِيحٌ، وَالرِّيحُ أُنثى؛ وَنَظِيرُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ*؛ وضَرْبةٌ هَوْجاءُ هَجَمَتْ عَلَى الْجَوْفِ. والهَوْجاء: مِنْ صِفَةِ النَّاقَةِ خَاصَّةً، وَلَا يُقَالُ: جَمَلٌ أَهْوَجُ، قَالَ: وَهِيَ النَّاقَةُ السَّرِيعَةُ لَا تَتَعاهَدُ مَواطِئَ مَناسِمِها مِنَ الأَرض. أَبو عَمْرٍو: فِي فُلَانٍ عَوَجٌ وهَوَجٌ، بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَفِي حَدِيثِ
مَكْحُولٍ: مَا فَعَلْتَ فِي تِلْكَ الهَاجةِ؟
يُرِيدُ الْحَاجَةَ لأَن مَكْحُولًا كَانَ فِي لِسَانِهِ لُكْنةٌ، وَكَانَ مِنْ سَبْي كابُلَ، قَالَ: أَو هُوَ عَلَى قَلْبِ الْحَاءِ هاء.
هيج: هاجَتِ الأَرضُ تَهِيجُ هِياجاً، وهاجَ الشيءُ يَهِيج هَيْجاً وهِياجاً وهَيَجاناً، واهْتاجَ، وتَهَيَّجَ: ثَارَ لِمَشَقَّةٍ
أَو ضَرَرٍ. تَقُولُ هَاجَ بِهِ الدَّمُ وهاجَه غيرُه وهَيَّجَه. يتعدَّى وَلَا يتعدَّى. وهَيَّجَه وهايَجَه، بِمَعْنًى؛ وَقَوْلُهُ:
إِذا تَغَنَّى الحمامُ الوُرْقُ هَيَّجَني،
…
وَلَوْ تَعَزَّيْتُ عَنْهَا، أُمَّ عَمَّارِ
اكْتَفَى فِيهِ بِالْمُسَبَّبِ الَّذِي هُوَ التَّهْيِيجُ مِن السَّبَبِ الَّذِي هُوَ التَّذْكِيرُ، لأَنه لمَّا قَالَ هَيَّجني، دلَّ عَلَى ذَكَّرني فَنَصَبَهَا بِهِ. وشيءٌ هَيُوجٌ عَلَى التعدِّي، والأُنثى هَيُوجٌ أَيضاً؛ قَالَ الرَّاعِي:
قَلَى دِينَه واهْتاجَ للشَّوْقِ، إِنها
…
عَلَى الشَّوْقِ، إِخوانَ العَزاءِ، هَيُوجُ
ومِهْياج كَهَيُوج. وأَهاجَتِ الريحُ النبتَ: أَيبسته. وَيَوْمُ الهِياج: يَوْمُ الْقِتَالِ. وتَهايَجَ الفَريقان إِذا تَوَاثَبَا لِلْقِتَالِ. وهاجَ الشَّرُّ بَيْنَ الْقَوْمِ «2» . والهَيْجُ والهِياجُ والهَيْجا والهَيْجاءُ: الْحَرْبُ، بِالْمَدِّ وَالْقَصْرِ، لأَنها مَوْطِنُ غَضَبٍ. وفي الحديث:
لَا يَنْكَلُ فِي الهَيجاء
أَي لَا يتأَخر فِي الْحَرْبِ؛ وَمِنْهُ قَصِيدُ كَعْبٍ:
مِنْ نَسْجِ داودَ فِي الهَيجا سَرابيلُ
وَقَالَ لَبِيدٌ:
وأَرْبَدُ فارِسُ الهَيْجا، إِذا مَا
…
تَقَعَّرَتِ المَشاجِرُ بالفِئامِ
وَقَالَ آخَرُ:
إِذا كانتِ الهَيْجاءُ وانْشَقَّتِ العَصا،
…
فحَسْبُكَ والضَّحَّاكَ سيفٌ مُهَنَّدُ
وَتَقُولُ: هَيَّجْتُ الشَّرَّ بَيْنَهُمْ. وهاجَ الإِبلَ هَيْجاً: حَرَّكَهَا بِاللَّيْلِ إِلى الْمَوْرِدِ والكلإِ. والمِهْياجُ مِنَ الإِبل: الَّتِي تَعْطَشُ قَبْلَ الإِبل. وهاجتِ الإِبلُ إِذا عَطِشَتْ. والمِلْواحُ مِثْلُ المِهْياج. وهاجَ هائجُه: اشْتَدَّ غَضَبُهُ وَثَارَ. وهَدَأَ هائِجُه: سَكَنَتْ فَوْرَتُه. وَفِي حَدِيثِ الاعتِكاف:
هَاجَتِ السماءُ فَمُطِرْنا
أَي تَغَيَّمَتْ وَكَثُرَتْ رِيحُهَا. وَفِي حَدِيثِ الْمُلَاعَنَةِ:
رأَى مَعَ امرأَته رَجُلًا فَلَمْ يَهِجْه
أَي لَمْ يُزْعِجْهُ وَلَمْ يُنَفِّره. وهَيَّجْتُ النَّاقَةَ فَانْبَعَثَتْ، وَيُقَالُ: هِجْتُه فهاجَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
هِيْهِ، وإِن هِجْناكَ، يَا ابنَ الأَطْولِ
وَنَاقَةٌ مِهْياجٌ أَي نَزُوعٌ إِلى وَطَنها. والهائجُ: الفَحْلُ الَّذِي يَشْتَهِي الضِّرابَ. وهاجَ الفَحْلُ يَهيجُ هِياجاً وهُيوجاً وهَيَجاناً واهْتاجَ: هَدَرَ وأَراد الضِّرابَ. وفحْلٌ هِيَّجٌ: هَائِجٌ، مثَّل بِهِ سِيبَوَيْهِ وَفَسَّرَهُ السِّيرَافِيُّ، وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ هِيَّخٌ، بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ، وَلَمْ يُفَسِّرْهُ أَحد؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ خطأٌ، وَفِي حَدِيثِ الدِّيات:
وإِذا هاجَتِ الإِبلُ رَخُصَتْ ونَقَصَتْ قِيمَتُهَا.
هاجَ الفحلُ إِذا طَلَبَ الضِّرابَ، وَذَلِكَ مِمَّا يُهْزِلُه فَيَقِلَّ ثمنُه. والهاجَةُ: النَّعْجَةُ الَّتِي لَا تَشْتَهِي الْفَحْلِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ عِنْدِي عَلَى السَّلْبِ كأَنها سُلِبَتِ الهِياجَ. والهَيْجُ: الرِّيحُ الشَّدِيدَةُ. والهَيْجُ: الصُّفْرة. والهَيْجُ: الجَفاف. والهَيْجُ: الحَركة. والهَيْجُ: الْفِتْنَةُ. والهَيْجُ: هَيَجَانُ الدَّمِ أَو الْجِمَاعِ أَو الشَّوْقِ. وهاجَ البقلُ هِياجاً، فَهُوَ هَائِجٌ «3» وهَيْجٌ: يَبِسَ واصفرَّ وَطَالَ، فَهُوَ هَائِجٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ: ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا*
؛ وأَرض هَائِجَةٌ: يَبِسَ بَقْلُها أَو
(2). يريد أَنه يقال: هاج الشر بين القوم أي ثار.
(3)
. قوله [فهو هائج] كذا بالأَصل، وهو مستدرك مع ما قبله.