المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

أكح: الأَوْكَحُ: التُّرَابُ، عَلَى فَوْعَلٍ، عِنْدَ كُرَاعٍ، وَقِيَاسُ قَوْلِ سِيبَوَيْهِ - لسان العرب - جـ ٢

[ابن منظور]

فهرس الكتاب

- ‌ت

- ‌حرف التاء المثناة فوقها

- ‌فصل الهمزة

- ‌فصل الباء الموحدة

- ‌فصل التاء المثناة

- ‌فصل الثاء المثلثة

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء المهملة

- ‌فصل الخاء المعجمة

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الذال المعجمة

- ‌فصل الراء

- ‌فصل الزاي

- ‌فصل السين المهملة

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الصاد المهملة

- ‌فصل الضاد المعجمة

- ‌فصل الطاء المهملة

- ‌فصل العين المهملة

- ‌فصل الغين المعجمة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

- ‌فصل الياء المثناة تحتها

- ‌فصل الثاء المثلثة

- ‌فصل الباء الموحدة

- ‌فصل التاء المثناة فوقها

- ‌فصل الثاء المثلثة

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء المهملة

- ‌فصل الخاء المعجمة

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الراء

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الصاد المهملة

- ‌فصل الضاد المعجمة

- ‌فصل الطاء المهملة

- ‌فصل العين المهملة

- ‌فصل الغين المعجمة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

- ‌فصل الياء المثناة تحتها

- ‌ج

- ‌حرف الجيم

- ‌فصل الألف

- ‌فصل الباء

- ‌فصل التاء

- ‌فصل الثاء

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء

- ‌فصل الخاء

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الذال المعجمة

- ‌فصل الراء

- ‌فصل الزاي

- ‌فصل السين المهملة

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الصاد المهملة

- ‌فصل الضاد المعجمة

- ‌فصل الطاء المهملة

- ‌فصل الظاء المعجمة

- ‌فصل العين المهملة

- ‌فصل الغين المعجمة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

- ‌فصل الياء

- ‌باب الهمزة

- ‌فصل الباء

- ‌فصل التاء

- ‌فصل الثاء

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء

- ‌فصل الدال

- ‌فصل الذال المعجمة

- ‌فصل الراء المهملة

- ‌فصل الزاي

- ‌فصل السين

- ‌فصل الشين

- ‌فصل الصاد

- ‌فصل الضاد

- ‌فصل الطاء

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الواو

- ‌فصل الياء

الفصل: أكح: الأَوْكَحُ: التُّرَابُ، عَلَى فَوْعَلٍ، عِنْدَ كُرَاعٍ، وَقِيَاسُ قَوْلِ سِيبَوَيْهِ

أكح: الأَوْكَحُ: التُّرَابُ، عَلَى فَوْعَلٍ، عِنْدَ كُرَاعٍ، وَقِيَاسُ قَوْلِ سِيبَوَيْهِ أَن يَكُونَ أَفْعَل.

أمح: الأَزهري: قَالَ فِي النَّوَادِرِ: أَمَحَ الجُرْحُ يأْمِحُ أَمَحاناً ونَبَذَ وأَزَّ وذَرِبَ ونَتَعَ ونَبَغَ إِذا ضَرَب بوجع.

أنح: أَنَحَ يَأْنِحُ أَنْحاً وأَنِيحاً وأُنُوحاً: وَهُوَ مِثْلُ الزَّفِيرِ يَكُونُ مِنَ الْغَمِّ وَالْغَضَبِ والبِطْنَةِ والغَيْرَةِ، وَهُوَ أَنُوح؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:

سَقَيْتُ بِهِ دارَها إِذْ نَأَتْ،

وصَدَّقَتِ الخالَ فينَا الأَنُوحا

الْخَالُ: المتكبِّر. وَفَرَسٌ أَنُوحٌ إِذا جَرَى فَزَفَر؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:

جِرْيَةَ لَا كابٍ وَلَا أَنُوحِ

والأُنُوحُ: مِثْلُ النَّحِيطِ، قَالَ الأَصمعي: هُوَ صَوْتٌ مَعَ تَنَحْنُح. وَرَجُلٌ أَنُوحٌ: كَثِيرُ التَّنَحْنُحِ. وأَنَحَ يَأْنِحُ أَنْحاً وأَنِيحاً وأُنوحاً إِذا تأَذَّى وزَحَر مِن ثقلٍ يَجِدُهُ مِن مَرَضٍ أَو بُهْرٍ، كأَنه يَتَنَحْنَحُ وَلَا يُبِينُ، فَهُوَ آنِحٌ. وَقَوْمٌ أُنَّحٌ مِثْلُ رَاكِعٍ ورُكَّع؛ قَالَ أَبو حَيَّة النُّمَيْرِيُّ:

تَلاقَيْتُهُمْ يَوْماً عَلَى قَطَرِيَّةٍ،

وللبُزْلِ، مِمَّا فِي الخُدورِ، أَنِيحُ

يَعْنِي مِنْ ثِقَلِ أَردافهن. والقَطَرِيَّة: يُرِيدُ بِهَا إِبلًا مَنْسُوبَةً إِلى قَطَرٍ، مَوْضِعٍ بِعَمَّانَ؛ وَقَالَ آخَرُ:

يَمْشِي قَلِيلًا خَلْفَها ويَأْنِحُ

وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ قَطَرِيِّ بْنِ الفُجاءَة قَالَ يَصِفُ نِسْوَةً: ثِقَالُ الأَرداف قَدْ أَثقلت البُزْلَ فَلَهَا أَنِيحٌ فِي سَيْرِهَا؛ وَقَبْلَهُ:

ونِسْوَةِ شَحْشاحٍ غَيُورٍ نَهَبْنَه،

عَلَى حَذَرٍ يَلْهُونَ، وَهْوَ مُشِيحُ

والشَّحْشاحُ والشَّحْشَحُ: الغَيُور. والمُشِيحُ: الجادُّ فِي أَمره، والحَذِرُ أَيضاً. وَفِي حَدِيثِ

عُمَرَ: أَنه رأَى رَجُلًا يَأْنِحُ بِبَطْنِهِ

أَي يُقِلُّه مُثْقَلًا بِهِ مِنَ الأُنُوحِ، وَهُوَ صَوْتٌ يُسْمَعُ مِنَ الْجَوْفِ مَعَهُ نَفَسٌ وبُهْرٌ ونَهِيجٌ، يَعْتَري السمينَ مِنَ الرِّجَالِ. والآنِحُ، عَلَى مِثَالِ فاعِلٍ، والأَنُوحُ والأَنَّاحُ، هَذِهِ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: الَّذِي إِذا سُئل تَنَحْنَحَ بُخلًا، وَالْفِعْلُ كَالْفِعْلِ، وَالْمَصْدَرُ كَالْمَصْدَرِ، وَالْهَاءُ فِي كُلِّ ذَلِكَ لُغَةٌ أَو بَدَلٌ، وَكَذَلِكَ الأُنَّحُ، بِالتَّشْدِيدِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:

كَزُّ المُحَيَّا أُنَّحٌ إِرْزَبُ

وَقَالَ آخَرُ:

أَراكَ قَصِيراً ثائِرَ الشَّعْرِ أُنَّحاً،

بَعِيدًا عَنِ الخيراتِ والخُلُقِ الجَزْلِ

التَّهْذِيبُ فِي تَرْجَمَةٍ أَزح: الأَزُوحُ مِنَ الرِّجَالِ الَّذِي يستأْخر عَنِ الْمَكَارِمِ، والأَنُوحُ مِثْلُهُ؛ وأَنشد:

أَزُوحٌ أَنُوحٌ لَا يَهَشُّ إِلى النَّدَى،

قَرى مَا قَرى للضّرْسِ بَيْنَ اللَّهازِمِ

أيح: أَيْحَى: كَلِمَةٌ «1» تُقَالُ لِلرَّامِي إِذا أَصاب، فإِذا أَخطأَ قِيلَ: بَرْحَى. الأَزهري فِي آخِرِ حَرْفِ الْحَاءِ فِي اللَّفِيفِ: أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ لِبَيَاضِ الْبَيْضَةِ الَّتِي تؤْكل: الآحُ، وَلِصُفْرَتِهَا: الماحُ، والله أَعلم.

‌فصل الباء

بجح: البَجَحُ: الفَرَحُ، بَجِحَ بَجَحاً «2» ، وبَجَحَ يَبْجَحُ وابْتَجَحَ: فَرِحَ؛ قال:

(1). قوله [أُيحى كلمة إلخ] بفتح الهمزة وكسرها مع فتح الحاء فيهما. وآح، بكسر الحاء غير منوّن: حكاية صوت الساعل. ويقال لمن يكره الشيء: آح بكسر الحاء وفتحها بلا تنوين فيهما كما في القاموس.

(2)

. قوله [بجح بجحاً إلخ] بابه فرح ومنع انتهى. قاموس.

ص: 405

ثُمَّ اسْتَمرَّ بِهَا شَيْحانُ مُبْتَجِحٌ

بالبَيْنِ عَنْكَ بِمَا يَرْآك شَنْآنا

قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: بَجِحَ بِالشَّيْءِ، وبَجَحَ بِهِ أَيضاً، بِالْفَتْحِ: لُغَةٌ ضَعِيفَةٌ فِيهِ. وتَبَجَّحَ: كابْتَجَحَ. وَرَجُلٌ بَجَّاحٌ. وأَبْجَحَه الأَمْرُ وبَجَّحَه: أَفرحه. وَفِي حَدِيثِ

أُمِّ زَرْع؛ وبَجَّحَني فَبَجَحْتُ

أَي فَرَّحَني فَفرِحْت، وَقِيلَ: عَظَّمني فعَظُمَتْ نَفْسِي عِنْدِي. وبَجَّحْتُه أَنا تَبْجِيحاً فَتَبَجَّحَ أَي أَفرحته فَفَرِح. وَرَجُلٌ باجٍحٌ: عَظِيمٌ مِنْ قومٍ بُجَّحٍ وبُجْحٍ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:

عَلَيْكَ سَيْبُ الخُلفاءِ البُجَّحِ

وتَبَجَّحَ بِهِ: فَخَرَ. وَفُلَانٌ يَتَبَجَّحُ عَلَيْنَا ويَتَمَجَّحُ إِذا كَانَ يَهْذي بِهِ إِعجاباً، وَكَذَلِكَ إِذا تَمَزَّحَ بِهِ. اللِّحْيَانِيُّ: فُلَانٌ يَتَبَجَّحُ ويَتَمَجَّح أَي يَفْتَخِرُ وَيُبَاهِي بشيءٍ مَا، وَقِيلَ: يَتَعَظَّمُ، وَقَدْ بَجِحَ يَبْجَحُ؛ قَالَ الرَّاعِي:

وَمَا الفَقْرُ عَنْ أَرضِ العَشِيرةِ ساقَنا

إِليكَ، ولكنَّا بِقُرباكَ نَبْجَحُ

بحح: البُحَّة والبَحَحُ والبَحاحُ والبُحُوحةُ والبَحاحةُ: كلُّه غِلَظٌ فِي الصَّوْتِ وخُشُونة، وَرُبَّمَا كَانَ خِلْقَةً. بَحَّ يَبَحُّ «1» ويَبُحُّ: كَذَا أَطلقه أَهل التَّجْنِيسِ وحَلَّه ابنُ السِّكِّيتِ فَقَالَ: بَحِحْتَ، بِالْكَسْرِ، تَبَحُّ بَحَحاً. وَفِي الْحَدِيثِ:

فأَخَذَتِ النبيَّ، صلى الله عليه وسلم، بُحَّةٌ

؛ البُحَّةُ، بِالضَّمِّ: غِلَظٌ فِي الصَّوْتِ. يُقَالُ: بَحَّ يَبُحُّ بُحوحاً، وإِن كَانَ مِنْ دَاءٍ، فَهُوَ البُحاحُ. وَرَجُلٌ أَبَحُّ بَيِّنُ البَحَحِ إِذا كَانَ ذَلِكَ فِيهِ خِلْقَةً. قَالَ الأَزهري: البَحَحُ مَصْدَرُ الأَبَحِّ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُرى اللحياني حَكَى بَحَحْتَ تَبْحَحُ، وَهِيَ نَادِرَةٌ لأَن مِثْلَ هَذَا إِنما يُدْغَمُ وَلَا يُفَكُّ، وَقَالَ: رَجُلٌ أَبَحُّ وَلَا يُقَالُ باحٌّ؛ وامرأَة بَحَّاءُ وبَحَّة؛ وَفِي صَوْتِهِ بُحَّة، بِالضَّمِّ. وَيُقَالُ: مَا زِلْتُ أَصِيحُ حَتَّى أَبَحَّني ذَلِكَ. قَالَ الأَزهري: بحِحْتُ أَبَحُّ هِيَ اللُّغَةُ الْعَالِيَةُ، قَالَ: وبَحَحْتُ، بِالْفَتْحِ، أَبَحُّ، لُغَةٌ؛ وَقَوْلُ الجعْدي يَصِفُ الدِّينَارَ:

وأَبَحَّ جُنْدِيٍّ، وثاقِبةٍ

سُبِكَتْ، كَثاقِبةٍ مِنَ الجَمْرِ

أَراد بالأَبَحِّ: دِينَارًا أَبَحَّ فِي صَوْتِهِ. جُنْدِيّ: ضُرِبَ بأَجْنادِ الشَّامِ. وَالثَّاقِبَةُ: سَبِيكَة مِنْ ذَهَبٍ تَثْقُبُ أَي تَتَّقِدُ. والبَحَحُ فِي الإِبل: خُشُونة وحَشْرَجةٌ فِي الصَّدْرِ. بَعِيرٌ أَبَحُّ وعودٌ أَبَحُّ: غَلِيظُ الصَّوْتِ. والبَمُّ يُدْعى الأَبَحَّ لِغِلَظِ صَوْتِهِ. وشَحِيحٌ بَحِيحٌ، إِتباع، وَالنُّونُ أَعلى، وَسَنَذْكُرُهُ. والبُحُّ: جَمْعُ أَبَحّ. والبُحُّ: القِداحُ الَّتِي يُسْتَقْسَمُ بِهَا؛ قَالَ خُفافُ بنُ نُدْبَةَ السُّلَمِيُّ:

إِذا الحَسْناءُ لَمْ تَرْحَضْ يَدَيْها،

وَلَمْ يُقْصَرْ لَهَا بَصَرٌ بِسِتْرِ

قَرَوْا أَضْيافَهُمْ رَبَحاً بِبُحٍّ،

يَعِيشُ بفَضْلِهِنَّ الحَيُّ سُمْرِ

هُمُ الأَيْسارُ، إِنْ قَحَطَتْ جُمادى،

بكلِّ صَبِيرِ غاديةٍ وقَطْرِ

قَالَ: وَالصَّبِيرُ مِنَ السَّحَابِ الَّذِي يَصِيرُ بَعْضُهُ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاً، وَيُرْوَى: يَجِيءُ بفضلهم المَشّ أَي المَسح. أَراد بالبُحِّ القِداحَ الَّتِي لَا أَصوات لَهَا. والرَّبح، بِفَتْحِ الرَّاءِ: الشَّحْمُ. وكِسْرٌ أَبَحُّ: كَثِيرُ المُخِّ؛ قَالَ:

وعاذِلَةٍ هَبَّتْ بليلٍ تَلُومُني،

وَفِي كَفِّها كِسْرٌ أَبَحُّ رَذُومُ

(1). قوله [بح يبح إلخ] بابه فرح ومنع كما في القاموس. ووجد يبح بضم الباء بضبط الأَصل والنهاية وعليه فيكون من باب قعد أَيضاً.

ص: 406

ردوم: يَسِيلُ وَدَكُه. الْفَرَّاءُ: البَحْبَحِيُّ الْوَاسِعُ فِي النَّفَقَةِ، الْوَاسِعُ فِي الْمَنْزِلِ. وتَبَحْبَحَ فِي المجدِ أَي أَنه فِي مَجْدٍ وَاسِعٍ. وَجَعَلَ الْفَرَّاءُ التَّبَحْبُحَ مِن الباحَة، وَلَمْ يَجْعَلْهُ مِنَ الْمُضَاعَفِ. وَيُقَالُ: الْقَوْمُ فِي ابْتِحاحٍ أَي فِي سَعَةٍ وخِصْب. والأَبَحُّ: مِنْ شُعراء هُذَيْل ودُهاتهم. والبُحْبوحةُ: وَسَطُ المَحَلَّةِ. وبُحْبوحةُ الدَّارِ: وَسَطُهَا؛ قَالَ جَرِيرٌ:

قَوْمِي تَمِيمٌ، هُمُ القومُ الَّذِينَ هُمُ،

يَنْفُونَ تَغْلِبَ عَنْ بُحْبوحةِ الدارِ

وَفِي الْحَدِيثِ:

أَنه، صلى الله عليه وسلم، قَالَ: مَن سَرَّه أَن يَسْكُن بُحْبُوحة الْجَنَّةِ فَلْيَلْزَمِ الجماعَةَ، فإِن الشيطان مع الواحد، وَهُوَ مِنَ الِاثْنَيْنِ أَبعد

؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَراد بُحْبُوحَةَ الْجَنَّةِ وَسَطَهَا. قَالَ: وبُحْبُوحة كُلِّ شَيْءٍ وَسَطُهُ وَخِيَارُهُ. وَيُقَالُ: قَدْ تَبَحْبَحْتُ فِي الدَّارِ إِذا تَوَسَّطْتَها وَتَمَكَّنْتَ مِنْهَا. والتَّبَحْبُح: التَّمَكُّنُ فِي الْحُلُولِ والمُقامِ. وَقَدْ بَحْبَحَ وتَبَحْبَحَ إِذا تَمَكَّنَ وَتَوَسَّطَ الْمَنْزِلَ وَالْمُقَامَ؛ قَالَ: وَمِنْهُ حَدِيثُ غِنَاءِ الأَنصارية:

وأَهْدى لَهَا أَكْبُشاً،

تَبَحْبَحُ فِي المِرْبَدِ

وزَوْجُكِ فِي النَّادِي،

ويَعْلَمُ مَا فِي غَدِ «1»

أَي مُتَمَكِّنَةً فِي المِربَد، وَهُوَ الْمَوْضِعُ. وَفِي حَدِيثِ خُزَيْمَةَ: تَفَطَّرَ اللِّحاءُ وتَبَحْبَحَ الحَياءُ

أَي اتَّسَعَ

الْغَيْثُ وَتَمَكَّنَ مِنَ الأَرض. قَالَ الأَزهري: وَقَالَ أَعرابي فِي امرأَة ضَرَبَهَا الطَّلْقُ: تَرَكْتُهَا تَبَحْبَحُ عَلَى أَيدي الْقَوَابِلِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: زَعَمَ الْكِسَائِيُّ أَنه سَمِعَ رَجُلًا مِنْ بَنِي عَامِرٍ يَقُولُ: إِذا قِيلَ لَنَا أَبَقِيَ عِندكم شَيْءٌ؟ قُلْنَا: بَحْباحِ أَي لَمْ يَبْقَ. وَذَكَرَ الأَزهري: والبَحَّاءُ فِي الْبَادِيَةِ رابيةٌ تُعرف بِرَابِيَةِ البَحَّاءِ؛ قَالَ كَعْبٌ:

وظَلَّ سَراةُ القومِ تُبْرِم أَمرَه،

بِرابِيَةِ البَحَّاءِ، ذاتِ الأَيايِلِ

بدح: البَدْحُ: ضَرْبُكَ بِشَيْءٍ فِيهِ رَخاوَة كَمَا تأْخذ بِطِّيخَةً فَتَبْدَحُ بِهَا إِنساناً. وبَدَحَه بِالْعَصَا وكَفَحَه بَدْحاً وكَفْحاً: ضَرَبَهُ بِهَا. وبَدَحَه بأَمر: مِثْلُ بَدَهه؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي لأَبي دُوادٍ الإِيادِيِّ:

بالصَّرْمِ مِنْ شَعْثاءَ، والحَبْلِ

الَّذِي قَطَعَتْه بَدْحا

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَاءُ فِي قَوْلِهِ بِالصَّرْمِ مُتَعَلِّقَةٌ بِقَوْلِهِ [أَبقيت] فِي الْبَيْتِ الَّذِي قَبْلَهُ، وَهُوَ:

فَزَجَرْتُ أَوَّلَها، وَقَدْ

أُبْقِيتُ، حِينَ خَرَجْنَ، جُنْحا

وَقِيلَ: إِن قَوْلَهُ بَدْحاً، بِمَعْنَى قَطْعاً، وَيُرْوَى: بَرْحاً أَي تَبْرِيحًا وَتَعْذِيبًا؛ يُرِيدُ أَنه زَجَرَ عَلَى مَحْبُوبَتِهِ بِالْبَارِحِ وَالسَّانِحِ فَلَمْ يَكُنْ مِنْهَا وَصْلٌ لِحَبْلِهِ؛ أَلا تَرَى قَوْلَهُ قَبْلَ الْبَيْتِ:

بَرَحَتْ عَلَيَّ بِهَا الظِّباءُ،

ومَرَّتِ الغِرْبانُ سَنْحا

بَرَحَتْ: مِن البارِح. وسَنَحَتْ: مِن السانحِ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: بَدْحاً أَي عَلَانِيَةً. والبَدْحُ: الْعَلَانِيَةُ. والبَدْحُ مِنْ قَوْلِهِمْ بَدَح بِهَذَا الأَمر أَي بَاحَ بِهِ. وَفِي حَدِيثِ

أُم سَلَمَةَ لِعَائِشَةَ: قَدْ جَمَعَ القرآنُ ذَيْلَكِ فَلَا تَبْدَحيه

أَي لَا تُوَسِّعِيه بِالْحَرَكَةِ وَالْخُرُوجِ. وَيُرْوَى بِالنُّونِ، وسيأْتي ذِكْرُهُ فِي مَوْضِعِهِ. وبَدَح الشيءَ يَبْدَحُه بَدْحاً: رَمى بِهِ. وتَبادَحُوا: تَرامَوْا بِالْبِطِّيخِ والرُّمَّان وَنَحْوَ ذَلِكَ

(1). قوله [وزوجك في النادي] كذا بالأَصل.

ص: 407

عَبَثًا. وتَبادَحُوا بالكُرينَ: تَرامَوْا. وَفِي حَدِيثِ

بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: كَانَ أَصحاب مُحَمَّدٍ، صلى الله عليه وسلم، يَتَمازَحُون ويَتَبادَحُون بِالْبِطِّيخِ، فإِذا جاءَت الْحَقَائِقُ كَانُوا هُمُ الرجالَ

، أَي يترامَون بِهِ؛ يُقَالُ: بَدَحَ يَبْدَحُ إِذا رَمَى. والبِدْحُ، بِالْكَسْرِ: الْفَضَاءُ الْوَاسِعُ، وَالْجَمْعُ بُدُوحٌ وبِداحٌ. والبَداحُ، بِالْفَتْحِ: المُتَّسِعُ مِنَ الأَرض، وَالْجَمْعُ بُدُحٌ مِثْلَ قَذال وقُذُل. والبِداحُ، بِالْكَسْرِ: الأَرض اللَّيِّنة الْوَاسِعَةُ. الأَصمعي: البَداحُ، عَلَى لَفْظِ جَناح، الأَرض اللَّيِّنَةُ الْوَاسِعَةُ؛ والبَداحُ والأَبْدَحُ والمَبْدوحُ: مَا اتَّسَعَ مِنَ الأَرض، كَمَا يُقَالُ الأَبْطَحُ والمَبْطُوحُ؛ وأَنشد:

إِذا عَلا دَوِّيَّه المَبْدُوحا

رواه بالباء؛ وبُدْحةُ الجار: ساحَتُها. وتَبَدَّحَتِ الناقةُ: تَوَسَّعَتْ وَانْبَسَطَتْ؛ قَالَ:

يَتْبَعْنَ شَدْوَ رَسْلَةٍ تَبَدَّحُ

وَقِيلَ: كُلُّ مَا تَوَسَّع، فَقَدْ تَبَدَّح. الأَزهري عَنْ أَبي عَمْرٍو: الأَبْدَحُ الْعَرِيضُ الجَنْبَيْن مِنَ الدَّوَابِّ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:

حَتَّى تُلاقِي ذاتَ دَفٍّ أَبْدَحِ،

بِمُرْهَفِ النَّصْلِ، رَغِيبِ المَجْرَحِ

وبَدَحَتِ المرأَةُ تَبْدَحُ بُدُوحاً، وتَبَدَّحَتْ: حَسُنَ مَشْيُها، ومَشَتْ مِشْيَةً فِيهَا تَفَكُّكٌ؛ وَقَالَ الأَزهري: هُوَ جِنْسٌ مِنْ مِشْيَتها، وَقَالَ: التَّبَدُّح حُسْنُ مِشْيَةِ المرأَة؛ وأَنشد:

يَبْدَحْنَ فِي أَسْوُقٍ خُرْسٍ خَلاخِلُها

وبَدَحَ لسانَه بَدْحاً: شَقَّه، وَالذَّالُ الْمُعْجَمَةُ لُغَةٌ. وتَبَدَّحَ السحابُ: أَمطر. والبَدْحُ: عَجْزُ الرَّجُلِ عَنْ حَمالةٍ يَحملها. بَدَحَ الرجلُ عَنْ حَمالته، والبعيرُ عَنْ حِمْلِه يَبْدَحُ بَدْحاً: عَجَزَا عَنْهُمَا؛ وأَنشد:

إِذا حَمَلَ الأَحْمالَ لَيْسَ بِبادِحٍ

وبَدَحَني الأَمرُ: مِثْلَ فَدَحَني. وَقَالَ الأَصمعي فِي كِتَابِهِ فِي الأَمثال يَرْوِيهِ أَبو حَاتِمٍ لَهُ: يُقَالُ: أَكلَ مالَه بأَبْدَحَ ودُبَيْدَح؛ قَالَ الأَصمعي: إِنما أَصله دُبَيْحٌ، وَمَعْنَاهُ أَنه أَكله بِالْبَاطِلِ، وَرَوَاهُ ابْنُ السِّكِّيتِ: أَخذ مالَه بأَبْدَحَ ودُبَيْدَح؛ يُضْرَبُ مَثَلًا للأَمر الَّذِي يَبْطُلُ وَلَا يَكُونُ، وكلُّهم قَالَ: دُبَيْدَح، بِفَتْحِ الدَّالِّ الثَّانِيَةِ. أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ ذَبَحه وبَذَحه، ودَبَحه وبَدَحه، وَمِنْهُ سمِّي بُدَيْحٌ المغَنِّي، كَانَ إِذا غَنَّى قَطَعَ غِناءَ غَيْرِهِ بحُسنِ صَوْتِهِ.

بذح: البَذْحُ: الشَّقُّ؛ بَذَح لسانَه. وَفِي التَّهْذِيبِ: بَذَحَ لسانَ الْفَصِيلِ بَذْحاً: فَلَقَهُ أَو شَقَّهُ لئلَّا يَرْتَضِعَ. والبَذْحُ: مَوْضِعُ الشَّقِّ، وَالْجَمْعُ بُذُوحٌ؛ قَالَ:

لأَعْلِطَنَّ حَرْزَماً بِعَلْطِ

بِلِيتِهِ، عِنْدَ بُذوحِ الشَّرْطِ

قَالَ الأَزهري: وَقَدْ رأَيت مِنَ العُرْبانِ مَنْ يَشُقُّ لِسَانَ الْفَصِيلِ اللّاهِج بِثَنَايَاهُ فَيَقْطَعُهُ، وَهُوَ الإِحْزَاز عِنْدَ الْعَرَبِ. أَبو عَمْرٍو: أَصابه بَذْحٌ فِي رِجْلِهِ أَي شَقٌّ، وَهُوَ مِثْلُ الذَّبْح، وكأَنه مَقْلُوبٌ. وَفِي رِجل فُلَانٍ بُذُوحٌ أَي شُقوق. وتَبَذَّح السحابُ: أَمطر.

برح: بَرِحَ بَرَحاً وبُرُوحاً: زَالَ. والبَراحُ: مَصْدَرُ قَوْلِكَ بَرِحَ مكانَه أَي زَالَ عَنْهُ وَصَارَ فِي

ص: 408

البَراحِ. وَقَوْلُهُمْ: لَا بَراحَ، مَنْصُوبٌ كَمَا نُصِبَ قَوْلُهُمْ لَا رَيْبَ، وَيَجُوزُ رَفْعُهُ فَيَكُونُ بِمَنْزِلَةِ لَيْسَ؛ كَمَا قَالَ سعدُ بنُ ناشِبٍ فِي قَصِيدَةٍ مَرْفُوعَةٍ:

مَنْ فَرَّ عَنْ نِيرانِها،

فأَنا ابنُ قَيْسٍ لَا بَراحُ

قَالَ ابْنُ الأَثير: الْبَيْتُ لِسَعْدِ بْنِ مَالِكٍ يُعَرِّضُ بِالْحَرَثِ بْنِ عَبَّاد، وَقَدْ كَانَ اعْتَزَلَ حَرْبَ تَغْلِبَ وبكرٍ ابْنَيْ وَائِلٍ؛ وَلِهَذَا يَقُولُ:

بِئْسَ الخَلائِفُ بَعْدَنا:

أَولادُ يَشْكُرَ واللِّقاحُ

وأَراد بِاللَّقَاحِ بَنِي حَنِيفَةَ، سُمُّوا بِذَلِكَ لأَنهم لَا يَدِينُونَ بِالطَّاعَةِ لِلْمُلُوكِ، وَكَانُوا قَدِ اعْتَزَلُوا حَرْبَ بَكْرٍ وتَغْلِبَ إِلَّا الفِنْدَ الزِّمَّانِيَّ. وتَبَرَّح: كَبَرِحَ؛ قَالَ مُلَيحٌ الهُذَليُّ:

مَكَثْنَ عَلَى حاجاتِهنَّ، وَقَدْ مَضَى

شَبابُ الضُّحَى، والعِيسُ مَا تَتَبَرَّحُ

وأَبْرَحَه هُوَ. الأَزهري: بَرِحَ الرجلُ يَبْرَحُ بَراحاً إِذا رامَ مِنْ مَوْضِعِهِ. وَمَا بَرِحَ يَفْعَلُ كَذَا أَي مَا زَالَ، وَلَا أَبْرَحُ أَفعل ذَاكَ أَي لَا أَزال أَفعله. وبَرِحَ الأَرضَ: فارَقَها. وَفِي التَّنْزِيلِ: فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي

؛ وَقَوْلُهُ تَعَالَى: لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ

أَي لَنْ نَزالَ. وحَبِيلُ بَراحٍ: الأَسَدُ كأَنه قَدْ شُدّ بِالْحِبَالِ فَلَا يَبْرَح، وَكَذَلِكَ الشجاعُ. والبَراحُ: الظُّهُورُ وَالْبَيَانُ. وبَرِحَ الخَفاء وبَرَحَ، الأَخيرة عَنِ ابْنِ الأَعرابي: ظَهَر؛ قَالَ:

بَرَحَ [بَرِحَ] الخَفاءُ فَمَا لَدَيَّ تَجَلُّدٌ

أَي وَضَحَ الأَمر كأَنه ذَهَبَ السِّرُّ وَزَالَ. الأَزهري: بَرِحَ الخَفاء مَعْنَاهُ زَالَ الخَفاءُ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ ظَهَرَ مَا كَانَ خَافِيًا وَانْكَشَفَ، مأْخوذ مِنْ بَراحِ الأَرض، وَهُوَ الْبَارِزُ الظَّاهِرُ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ ظَهَرَ مَا كُنْتُ أُخْفِي. وَجَاءَ بِالْكُفْرِ بَراحاً أَي بَيِّناً. وَفِي الْحَدِيثِ:

جَاءَ بِالْكُفْرِ بَراحاً

أَي جِهاراً، مِنْ بَرِحَ الخَفاءُ إِذا ظَهَرَ، وَيُرْوَى بِالْوَاوِ. وجاءَنا بالأَمر بَراحاً أَي بَيِّناً. وأَرض بَراح: وَاسِعَةٌ ظَاهِرَةٌ لَا نَبَاتَ فِيهَا وَلَا عُمرانَ. والبَراح، بِالْفَتْحِ: المُتَّسِع مِنَ الأَرض لَا زَرْعَ فِيهِ وَلَا شَجَرَ. وبَراحُ وبَراحِ: اسْمٌ لِلشَّمْسِ، مَعْرِفَةٌ مِثْلَ قَطامِ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِانْتِشَارِهَا وَبَيَانِهَا؛ وأَنشد قُطْرُبٌ:

هَذَا مُقامُ قَدَمَيْ رَباحِ،

ذَبَّبَ حَتَّى دَلَكَتْ بَراحِ

بَراحِ يَعْنِي الشَّمْسَ. وَرَوَاهُ الْفَرَّاءُ: بِراحِ، بِكَسْرِ الْبَاءِ، وَهِيَ بَاءُ الْجَرِّ، وَهُوَ جَمْعُ رَاحَةٍ وَهِيَ الْكَفُّ أَي اسْتُريحَ مِنْهَا، يَعْنِي أَن الشَّمْسَ قَدْ غَرَبَتْ أَو زَالَتْ فهم يضعون راحاتهم على عُيُونِهِمْ، يَنْظُرُونَ هَلْ غَرَبَتْ أَو زَالَتْ. وَيُقَالُ لِلشَّمْسِ إِذا غَرَبَتْ: دَلَكَتْ بَراحِ يَا هَذَا، عَلَى فَعالِ: الْمَعْنَى: أَنها زَالَتْ وبَرِحَتْ حِينَ غَرَبَتْ، فَبَراحِ بِمَعْنَى بَارِحَةٍ، كَمَا قَالُوا لِكَلْبِ الصيدِ: كَسابِ بِمَعْنَى كاسِبَة، وَكَذَلِكَ حَذامِ بِمَعْنَى حاذِمَة. وَمَنْ قَالَ: دَلَكَتِ الشمسُ بِراحِ، فَالْمَعْنَى: أَنها كَادَتْ تَغْرُبُ؛ قَالَ: وَهُوَ قَوْلُ الْفَرَّاءِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهَذَانِ الْقَوْلَانِ، يَعْنِي فَتْحَ الْبَاءِ وَكَسْرَهَا، ذَكَرَهُمَا أَبو عُبَيْدٍ والأَزهريُّ والهَرَوِيُّ وَالزَّمَخْشَرِيُّ وَغَيْرُهُمْ مِنْ مُفَسِّرِي اللُّغَةِ وَالْغَرِيبِ، قَالَ: وَقَدْ أَخذ بعضُ المتأَخرين القولَ الثَّانِيَ عَلَى الْهَرَوِيِّ، فَظَنَّ أَنه قَدِ انْفَرَدَ بِهِ، وخطَّأَه فِي ذَلِكَ، وَلَمْ يَعْلَمْ أَن غَيْرَهُ مِنَ الأَئمة قَبْلَهُ وَبَعْدَهُ ذَهَبَ إِليه؛ وَقَالَ الغَنَوِيُّ:

ص: 409

بُكْرَةَ حَتَّى دَلَكَتْ بِراحِ

يَعْنِي بِرَائِحٍ، فأَسقط الْيَاءَ، مِثْلَ جُرُف هارٍ وَهَائِرٍ. وَقَالَ الْمُفَضَّلُ: دَلَكَتْ بَراحِ وبَراحُ، بِكَسْرِ الْحَاءِ وَضَمِّهَا؛ وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: دَلَكَتْ بِراحٍ، مَجْرُورٌ منوَّن، وَدَلَكَتْ بَراحُ، مَضْمُومٌ غَيْرُ مُنَوَّنٍ؛ وَفِي الْحَدِيثِ:

حِينَ دلكتْ بَراحِ.

ودُلوك الشَّمْسِ: غُرُوبُهَا. وبَرَّحَ بِنَا فُلَانٌ تَبْريحاً، وأَبْرَحَ، فَهُوَ مُبَرِّحٌ بِنَا ومُبْرِحٌ: آذَانَا بالإِلحاح، وَفِي التَّهْذِيبِ: آذَاكَ بإِلحاح الْمَشَقَّةِ، وَالِاسْمُ البَرْحُ والتَّبْريحُ، وَيُوصَفُ بِهِ فَيُقَالُ: أَمر بَرْحٌ؛ قَالَ:

بِنَا والهَوَى بَرْحٌ عَلَى مَنْ يُغالِبُه

وَقَالُوا: بَرْحٌ بارِحٌ وبَرْحٌ مُبْرِحٌ، عَلَى الْمُبَالَغَةِ، فإِن دَعَوْتَ بِهِ، فَالْمُخْتَارُ النَّصْبُ، وَقَدْ يُرْفَعُ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ:

أَمُنْحَدِراً تَرْمِي بِكَ العِيسُ غُرْبَةً؟

ومُصْعِدَةً؟ بَرْحٌ لِعَيْنَيْكَ بارِحُ

يَكُونُ دُعَاءً وَيَكُونُ خَبَرًا. والبَرْحُ: الشَّرُّ وَالْعَذَابُ الشَّدِيدُ. وبرَّحَ بِهِ: عَذَّبَهُ. وَالتَّبَارِيحُ: الشَّدَائِدُ، وَقِيلَ: هِيَ كُلَفُ الْمَعِيشَةِ فِي مَشَقَّةٍ. وتَبارِيحُ الشَّوْق: تَوَهُّجُه. وَلَقِيتُ مِنْهُ بَرْحاً بارِحاً أَي شِدَّةً وأَذىً؛ وَفِي الْحَدِيثِ:

لَقِينَا مِنْهُ البَرْحَ

أَي الشِّدَّةَ؛ وَفِي حَدِيثِ أَهل النَّهْرَوانِ:

لَقُوا بَرْحاً

؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

أَجَدَّكَ هَذَا، عَمْرَك اللهَ كُلَّمَا

دَعاكَ الهَوَى؟ بَرْحٌ لِعَيْنَيْكَ بارِحُ

وَضَرَبَهُ ضَرْبًا مُبَرِّحاً: شَدِيدًا، وَلَا تَقُلْ مُبَرَّحاً. وَفِي الْحَدِيثِ:

ضَرْباً غَيْرَ مُبَرِّح

أَي غَيْرَ شاقٍّ. وَهَذَا أَبْرَحُ عَلَيَّ مِنْ ذَاكَ أَي أَشق وأَشدّ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

أَنيناً وشَكْوَى بالنهارِ كَثِيرَةً

عَلَيَّ، وَمَا يأْتي بِهِ الليلُ أَبْرَحُ

وَهَذَا عَلَى طَرْحِ الزَّائِدِ، أَو يَكُونُ تَعَجُّبًا لَا فِعْلَ لَهُ كأَحْنَك الشاتَين. والبُرَحاءُ: الشِّدَّة وَالْمَشَقَّةُ، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ شِدَّةَ الحُمَّى؛ وبُرَحايا، فِي هَذَا الْمَعْنَى. وبُرَحاءُ الحُمَّى وَغَيْرِهَا: شِدَّة الأَذى. وَيُقَالُ لِلْمَحْمُومِ الشَّدِيدِ الحُمَّى: أَصابته البُرَحاءُ. الأَصمعي: إِذا تمدَّدَ المحمومُ للحُمَّى، فَذَلِكَ الْمُطَوَّى، فإِذا ثَابَ عَلَيْهَا، فَهِيَ الرُّحَضاءُ، فإِذا اشْتَدَّتِ الْحُمَّى، فَهِيَ البُرَحاءُ. وَفِي الْحَدِيثِ:

بَرَّحَتْ بِيَ الْحُمَّى

أَي أَصابني مِنْهَا البُرَحاءُ، وَهُوَ شِدتُها. وَحَدِيثُ الإِفْكِ:

فأَخذه البُرَحاءُ

؛ هو شَدَّةُ الْكَرْبِ مِنْ ثِقَلِ الوَحْيِ. وَفِي حَدِيثِ قَتْلِ أَبي رَافِعٍ الْيَهُودِيِّ:

بَرَّحَتْ بِنَا امرأَته بالصِّياح.

وَتَقُولُ: بَرَّحَ بِهِ الأَمرُ تَبْريحاً أَي جَهَدَه، وَلَقِيتُ مِنْهُ بَناتِ بَرْحٍ وبَني بَرْحٍ. والبِرَحِينَ والبُرَحِينَ، بِكَسْرِ الْبَاءِ وَضَمِّهَا، والبَرَحِينَ أَي الشَّدَائِدُ وَالدَّوَاهِي، كأَن وَاحِدَ البِرَحِينَ بِرَحٌ، وَلَمْ يَنْطِقْ بِهِ إِلا أَنه مُقَدَّرٌ، كأَن سَبِيلُهُ أَن يَكُونَ الْوَاحِدُ بِرَحة، بالتأْنيث، كَمَا قَالُوا: دَاهِيَةً ومُنْكَرَة، فَلَمَّا لَمْ تَظْهَرِ الْهَاءُ فِي الْوَاحِدِ جَعَلُوا جَمْعَهُ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ، عِوَضًا مِنَ الْهَاءِ الْمُقَدَّرَةِ، وَجَرَى ذَلِكَ مَجْرَى أَرضٍ وأَرَضِينَ، وإِنما لَمْ يَسْتَعْمِلُوا فِي هَذَا الإِفرادَ، فَيَقُولُوا: بِرَحٌ، وَاقْتَصَرُوا فِيهِ عَلَى الْجَمْعِ دُونَ الإِفراد مِنْ حَيْثُ كَانُوا يَصِفُونَ الدَّوَاهِيَ بِالْكَثْرَةِ وَالْعُمُومِ وَالِاشْتِمَالِ وَالْغَلَبَةِ؛ وَالْقَوْلُ فِي الفِتْكَرِينَ والأَقْوَرِينَ كَالْقَوْلِ فِي هَذِهِ؛ وَلَقِيتُ مِنْهُ بَرْحاً بارِحاً، ولقيتُ مِنْهُ ابنَ بَرِيحٍ، كَذَلِكَ؛ والبَرِيحُ: التَّعَبُ أَيضاً؛ وأَنشد:

بِهِ مَسِيحٌ وبَرِيحٌ وصَخَبْ

والبَوارِحُ: شِدَّةُ الرِّيَاحِ مِنَ الشَّمَالِ فِي الصَّيْفِ دُونَ الشِّتَاءِ، كأَنه جَمْعُ بارِحَة، وَقِيلَ: الْبَوَارِحُ الرِّيَاحُ

ص: 410

الشَّدَائِدُ الَّتِي تَحْمِلُ التُّرَابَ فِي شِدَّةِ الهَبَواتِ، وَاحِدُهَا بارِحٌ، وَالْبَارِحُ: الرِّيحُ الْحَارَّةُ فِي الصَّيْفِ. وَالْبَوَارِحُ: الأَنْواءُ، حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ عَنْ بَعْضِ الرُّوَاةِ ورَدَّه عَلَيْهِمْ. أَبو زَيْدٍ: البَوارِحُ الشَّمالُ فِي الصَّيْفِ خَاصَّةً؛ قَالَ الأَزهري: وَكَلَامُ الْعَرَبِ الَّذِينَ شَاهَدْتُهُمْ عَلَى مَا قَالَ أَبو زَيْدٍ، وَقَالَ ابْنُ كُناسَة: كُلُّ رِيحٍ تَكُونُ فِي نُجُوم القَيْظ، فَهِيَ عِنْدَ الْعَرَبِ بَوارِحُ، قَالَ: وأَكثر مَا تَهُبُّ بنُجُوم الْمِيزَانِ وَهِيَ السَّمائِم؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

لَا بَلْ هُوَ الشَّوْقُ مِنْ دارٍ تَخَوَّنَها

مَرًّا سَحابٌ، ومَرًّا بارِحٌ تَرِبُ

فَنَسَبَهَا إِلى التُّرَابِ لأَنها قَيْظِيَّة لَا رِبْعِيَّة. وبَوارِحُ الصَّيْفِ: كُلُّهَا تَرِبَة. والبارِحُ مِنَ الظِّباءِ وَالطَّيْرِ: خلافُ السَّانح، وَقَدْ بَرَحَتْ تَبْرُحُ «2» بُرُوحاً؛ قَالَ:

فَهُنَّ يَبْرُحْنَ لَهُ بُرُوحا،

وَتَارَةً يأْتِينَه سُنُوحا

وَفِي الْحَدِيثِ:

بَرَحَ ظَبْيٌ

؛ هُوَ مِنَ الْبَارِحِ ضِدُّ السَّانِحِ. والبارِحُ: مَا مَرَّ مِنَ الطَّيْرِ وَالْوَحْشِ مِنْ يَمِينِكَ إِلى يَسَارِكَ، وَالْعَرَبُ تَتَطَيَّرُ بِهِ لأَنه لَا يُمَكِّنُك أَن تَرْمِيَهُ حَتَّى تَنْحَرِفَ، وَالسَّانِحُ: مَا مرَّ بَيْنَ يَدَيْكَ مِنْ جِهَةِ يَسَارِكَ إِلى يَمِينِكَ، وَالْعَرَبُ تَتَيَمَّنُ بِهِ لأَنه أَمكن لِلرَّمْيِ وَالصَّيْدِ. وَفِي الْمَثَلِ: مَنْ لِي بالسَّانح بَعْدَ البارِحِ؟ يُضرب لِلرَّجُلِ يُسِيءُ الرجلَ، فَيُقَالُ لَهُ: إِنه سَوْفَ يُحْسِنُ إِليك، فَيَضْرِبُ هَذَا الْمَثَلَ؛ وأَصل ذَلِكَ أَن رَجُلًا مَرَّتْ بِهِ ظِباءٌ بارِحَةٌ، فَقِيلَ لَهُ: سَوْفَ تَسْنَحُ لَكَ، فَقَالَ: مَنْ لِي بِالسَّانِحِ بَعْدَ الْبَارِحِ؟ وبَرَحَ الظَّبْيُ، بِالْفَتْحِ، بُرُوحاً إِذا ولَّاك مَيَاسِرَهُ، يَمُرُّ مِنْ مُيَامِنِكَ إِلى مَيَاسِرِكَ؛ وَفِي الْمَثَلِ: إِنما هُوَ كبارِحِ الأُرْوِيِّ قَلِيلًا مَا يُرى؛ يُضْرَبُ ذَلِكَ لِلرَّجُلِ إِذا أَبطأَ عَنِ الزِّيَارَةِ، وَذَلِكَ أَن الأُرْوِيّ يَكُونُ مَسَاكِنُهَا فِي الْجِبَالِ مِنْ قِنانِها فَلَا يَقْدِرُ أَحد عَلَيْهَا أَن تَسْنَحَ لَهُ، وَلَا يَكَادُ النَّاسُ يَرَوْنَها سانِحةً وَلَا بارِحةً إِلَّا فِي الدُّهُورِ مَرَّةً. وقَتَلُوهم أَبْرَحَ قتلٍ أَي أَعجبه؛ وَفِي حَدِيثِ

عِكْرِمَةَ: أَن النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، نَهَى عَنِ التَّوْلِيهِ والتَّبْرِيح

؛ قَالَ: التَّبْرِيحُ قَتْلُ السَّوْءِ لِلْحَيَوَانِ مِثْلَ أَن يُلْقَى السَّمَكُ عَلَى النَّارِ حَيًّا، وَجَاءَ التَّفْسِيرُ مُتَّصِلًا بِالْحَدِيثِ؛ قَالَ شَمِرٌ: ذَكَرَ ابْنُ الْمُبَارَكِ هَذَا الْحَدِيثَ مَعَ مَا ذَكَرَهُ مِنْ كَرَاهَةِ إِلقاء السَّمَكَةِ إِذا كَانَتْ حَيَّةً عَلَى النَّارِ وَقَالَ: أَما الأَكل فتؤْكل وَلَا يُعْجِبُنِي، قَالَ: وَذَكَرَ بَعْضُهُمْ أَن إِلقاء الْقَمْلِ فِي النَّارِ مِثْلُهُ؛ قَالَ الأَزهري: ورأَيت الْعَرَبَ يَمْلأُون الوِعاءَ مِنَ الْجَرَادِ وَهِيَ تَهْتَشُّ فِيهِ، وَيَحْتَفِرُونَ حُفْرَة فِي الرَّمْلِ وَيُوقِدُونَ فِيهَا ثُمَّ يَكُبُّونَ الْجَرَادَ مِنَ الْوِعَاءِ فِيهَا، ويُهِيلُون عَلَيْهَا الإِرَةَ المُوقَدَةَ حَتَّى تَمُوتَ، ثُمَّ يَسْتَخْرِجُونَهَا ويُشَرِّرُونها فِي الشَّمْسِ، فإِذا يَبِسَتْ أَكلوها. وأَصلُ التَّبْرِيحِ: المشقَّةُ وَالشِّدَّةُ. وبَرَّحَ بِهِ إِذا شَقَّ عَلَيْهِ. وَمَا أَبْرَحَ هَذَا الأَمرَ أَي مَا أَعجبه قَالَ الأَعشى:

أَقولُ لَهَا، حِينَ جَدَّ الرَّحيلُ:

أَبْرَحْتِ رَبّاً، وأَبرَحْتِ جَارَا

أَي أَعْجَبْتِ وبالغتِ؛ وَقِيلَ: مَعْنَى هَذَا الْبَيْتِ أَبْرَحْتِ أَكْرَمْتِ أَي صادَفْتِ كَرِيمًا؛ وأَبرَحَه بِمَعْنَى أَكرمه وَعَظَّمَهُ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: بَرْحَى لَهُ ومَرْحى لَهُ إِذا تَعَجَّبَ مِنْهُ، وأَنشد بَيْتَ الأَعشى وَفَسَّرَهُ، فَقَالَ: مَعْنَاهُ أَعْظَمْتِ رَبّاً؛ وَقَالَ آخَرُونَ: أَعجَبتِ رَبّاً،

(2). قوله [وقد برحت تبرح] بابه نصر، وكذا برح بمعنى غضب. وأَما بمعنى زال ووضح فمن باب سمع كما في القاموس.

ص: 411

وَيُقَالُ: أَكْرمت مِنْ رَبٍّ، وَقَالَ الأَصمعي: أَبرَحْتِ بالَغْتِ. وَيُقَالُ: أَبرَحْتَ لُؤْماً وأَبرَحْتَ كَرَماً أَي جِئْتَ بأَمرٍ مُفْرِطٍ. وأَبرَحَ فلانٌ رَجَلًا إِذا فضَّله؛ وَكَذَلِكَ كُلُّ شَيْءٍ تُفَضِّلُه. وبَرَّحَ اللهُ عَنْهُ أَي فَرَّج اللَّهُ عَنْهُ؛ وإِذا غَضِبَ الإِنسان عَلَى صَاحِبِهِ، قِيلَ: مَا أَشَدَّ مَا بَرَحَ عَلَيْهِ وَالْعَرَبُ تَقُولُ: فَعَلْنَا البارِحَةَ كَذَا وَكَذَا لِلَّيلَةِ الَّتِي قَدْ مَضَتْ، يُقَالُ ذَلِكَ بَعْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ، وَيَقُولُونَ قَبْلَ الزَّوَالِ: فَعَلْنَا اللَّيْلَةَ كَذَا وَكَذَا؛ وَقَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ:

تَبَلَّغَ بارِحِيَّ كَراه فِيهِ

قَالَ بَعْضُهُمْ: أَراد النَّوْمَ الَّذِي شَقَّ عَلَيْهِ أَمره لِامْتِنَاعِهِ مِنْهُ، وَيُقَالُ: أَراد نومَ اللَّيْلَةِ البارِحَةِ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: مَا أَشبه اللَّيْلَةَ بِالْبَارِحَةِ أَي مَا أَشْبه اللَّيْلَةَ الَّتِي نَحْنُ فِيهَا بِاللَّيْلَةِ الأُولى الَّتِي قَدْ بَرِحَتْ وَزَالَتْ وَمَضَتْ. والبارِحَةُ: أَقربُ لَيْلَةٍ مَضَتْ؛ تَقُولُ: لَقِيتُهُ البارِحَةَ، وَلَقِيتُهُ البارِحَةَ الأُولى، وَهُوَ مَنْ بَرِحَ أَي زَالَ، وَلَا يُحَقَّرُ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: حُكِيَ عَنْ أَبي زَيْدٍ أَنه قَالَ: تَقُولُ مُذْ غُدْوَةٍ إِلى أَن تَزُولَ الشَّمْسُ: رأَيت الليلةَ فِي مَنَامِي، فإِذا زَالَتْ، قُلْتَ: رأَيتُ البارِحَةَ؛ وَذَكَرَ السِّيرَافِيُّ فِي أَخبار النُّحَاةِ عَنْ يُونُسَ، قَالَ: يَقُولُونَ كَانَ كَذَا وَكَذَا الليلةَ إِلى ارْتِفَاعِ الضُّحَى، وإِذا جَاوَزَ ذَلِكَ، قَالُوا: كَانَ البارِحَةَ. الْجَوْهَرِيُّ: وبَرْحَى، عَلَى فَعلى، كَلِمَةٌ تُقَالُ عِنْدَ الخطإِ فِي الرَّمي، ومَرْحَى عِنْدَ الإِصابة؛ ابْنُ سِيدَهْ: وَلِلْعَرَبِ كَلِمَتَانِ عِنْدَ الرَّمْيِ: إِذا أَصاب قَالُوا: مَرْحَى، وإِذا أَخطأَ قَالُوا: بَرْحى. وقولٌ بَرِيحٌ: مُصَوَّبٌ بِهِ؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ:

أَراه يُدافِعُ قَوْلًا بَرِيحا

وبُرْحةُ كُلِّ شَيْءٍ: خِيارُه؛ وَيُقَالُ: هَذِهِ بُرْحَةٌ مِنَ البُرَحِ، بِالضَّمِّ، لِلنَّاقَةِ إِذا كَانَتْ مِنْ خِيَارِ الإِبل؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: يُقَالُ لِلْبَعِيرِ هُوَ بُرْحَة مِنَ البُرَحِ؛ يُرِيدُ أَنه مِنْ خِيَارِ الإِبل. وابنُ بَرِيح، وأُمُّ بَرِيحٍ: اسمٌ لِلْغُرَابِ معرفةٌ، سمِّي بِذَلِكَ لِصَوْتِهِ؛ وهُنَّ بناتُ بَرِيحٍ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ أَن يَقُولَ ابنُ بَرِيح، قَالَ: وَقَدْ يُستعمل أَيضاً فِي الشِّدَّة، يُقَالُ: لَقِيتُ مِنْهُ ابنَ بَريحٍ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:

سَلا القلبُ عَنْ كُبْراهما بعدَ صَبْوَةٍ،

ولاقَيْتَ مِنْ صُغْراهما ابنَ بَرِيحِ

وَيُقَالُ فِي الْجَمْعِ: لَقِيتُ مِنْهُ بناتِ بَرْحٍ وبَني بَرْحٍ. ويَبْرَحُ: اسْمُ رَجُلٍ؛ وَفِي حَدِيثِ

أَبي طَلْحَةَ: أُحب أَموالي إِليّ بَيْرَحَاءُ

؛ ابْنُ الأَثير: هَذِهِ اللَّفْظَةُ كَثِيرًا مَا تَخْتَلِفُ أَلفاظ المحدِّثين فِيهَا فَيَقُولُونَ: بَيرَحاء، بِفَتْحِ الْبَاءِ وَكَسْرِهَا، وَبِفَتْحِ الرَّاءِ وَضَمِّهَا، وَالْمَدِّ فِيهِمَا، وَبِفَتْحِهِمَا وَالْقَصْرِ، وَهُوَ اسْمُ مَالٍ وَمَوْضِعٍ بِالْمَدِينَةِ، قَالَ: وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ فِي الْفَائِقِ: إِنها فَيْعَلٌ مِنَ الْبَرَاحِ، وَهِيَ الأَرض الظاهرة.

بربح: بَرْبَحٌ: موضع.

برقحة: البرقحة «1»

بطح: البَطْحُ: البَسْطُ. بَطَحه عَلَى وَجْهِهِ يَبطَحُه بَطْحاً أَي أَلقاه عَلَى وَجْهِهِ فانْبَطَح. وتَبَطَّحَ فُلَانٌ إِذا اسْبَطَرَّ عَلَى وَجْهِهِ مُمْتَدًّا عَلَى وَجْهِ الأَرض؛ وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ:

بُطِحَ لَهَا بقاعٍ

أَي أُلقي صَاحِبُهَا عَلَى وَجْهِهِ لتطأَه. والبَطْحاءُ: مَسِيلٌ فِيهِ دُقاقُ الحَصى. الجوهري:

(1). زاد في القاموس البرقحة، بِفَتْحِ الْبَاءِ وَسُكُونِ الرَّاءِ المهملة، وفتح القاف والحاء: وهي قبح الوجه.

ص: 412

الأَبْطَحُ مَسِيل واسِع فِيهِ دُقاقُ الحَصى. ابْنُ سِيدَهْ: وَقِيلَ بَطْحاءُ الْوَادِي تُرَابٌ لَيِّنٌ مِمَّا جَرَّتْه السُّيُولُ، وَالْجَمْعُ بَطْحاواتٌ وبِطاحٌ. يُقَالُ: بِطاحٌ بُطَّحٌ، كَمَا يُقَالُ أَعوامٌ عُوَّمٌ، فإِن اتَّسَعَ وعَرُضَ، فَهُوَ الأَبطَحُ، وَالْجَمْعُ الأَباطِحُ، كسَّروه تَكْسِيرَ الأَسماء، وإِن كَانَ فِي الأَصل صِفَةً لأَنه غَلَبَ كالأَبْرَقِ والأَجْرَع فَجَرَى مَجْرَى أَفْكَل؛ وَفِي حَدِيثِ

عُمَرَ: أَنه أَول من بَطَحَ المسجدَ، وَقَالَ: ابْطَحُوه مِنَ الْوَادِي الْمُبَارَكِ

، أَي أَلقَى فِيهِ البَطْحاءَ، وَهُوَ الْحَصَى الصِّغار. قَالَ ابْنُ الأَثير: وبَطْحاءُ الْوَادِي وأَبْطَحُه حَصاه اللَّيِّنُ فِي بَطْنِ المَسِيل؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثِ:

أَنه، صلى الله عليه وسلم، صلَّى بالأَبْطَح

؛ يَعْنِي أَبْطَح مَكَّةَ، قَالَ: هُوَ مَسِيلُ وَادِيهَا. الْجَوْهَرِيُّ: والبَطِيحَةُ والبَطْحاءُ مِثْلُ الأَبْطَحِ، وَمِنْهُ بَطْحاءُ مَكَّةَ. أَبو حَنِيفَةَ: الأَبْطَحُ لَا يُنْبِتُ شَيْئًا إِنما هُوَ بَطْنُ المَسِيل النَّضِرِ. الأَبْطَحُ: بَطْنُ المَيْثاء والتَّلْعَةِ وَالْوَادِي، وَهُوَ البَطْحاءُ، وَهُوَ التُّرَابُ السَّهْلُ فِي بُطُونِهَا مِمَّا قَدْ جَرَّته السُّيُولُ؛ يُقَالُ: أَتينا أَبْطَحَ الْوَادِي فَنِمْنَا عَلَيْهِ، وبَطْحاؤُه مِثْلُهُ، وَهُوَ تُرَابُهُ وَحَصَاهُ السَّهْلُ اللَّيِّنُ. أَبو عَمْرٍو: البَطِحُ رَمْلٌ فِي بَطْحاءَ، وسمِّي الْمَكَانُ أَبْطَحَ لأَنَّ الْمَاءَ يَنْبَطِح فِيهِ أَي يَذْهَبُ يَمِينًا وَشِمَالًا. والبَطِحُ: بِمَعْنَى الأَبْطَحِ؛ وَقَالَ لَبِيدٌ:

يَزَعُ الهَيَامَ عَنِ الثَّرَى ويَمُدُّه

بَطِحٌ يُهايِلُه عَنِ الكُثْبانِ

وَفِي الْحَدِيثِ:

كَانَ عُمَرُ أَوَّلَ مَنْ بَطَحَ الْمَسْجِدَ، وَقَالَ: ابْطَحُوه مِنَ الْوَادِي الْمُبَارَكِ، وَكَانَ النَّبِيُّ، صلى الله عليه وسلم، نَائِمًا بالعَقِيقِ، فَقِيلَ: إِنك بِالْوَادِي الْمُبَارَكِ

؛ قَوْلُهُ: بَطَحَ الْمَسْجِدَ أَي أَلقى فِيهِ الْحَصَى ووَثَّرَه بِهِ. ابْنُ شُمَيْلٍ: بَطْحاءُ الْوَادِي وأَبطَحُه حَصَاهُ السَّهْلُ اللَّيِّنُ فِي بَطْنِ الْمُسِيلِ. واسْتَبْطَحَ الْوَادِي وانْبَطَحَ فِي هَذَا الْمَكَانِ أَي اسْتَوْسَعَ فِيهِ. وتَبَطَّح الْمَكَانُ وَغَيْرُهُ: انْبَسَطَ وانتصبَ؛ قَالَ:

إِذا تَبَطَّحْنَ عَلَى المَحامِلِ،

تَبَطُّحَ البَطِّ بِجَنْبِ الساحِلِ

وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ الزُّبَيْرِ وَبِنَاءِ الْبَيْتِ: فأَهابَ بالناسِ إِلى بَطْحِه

أَي تَسْوِيَتِهِ. وتَبَطَّحَ السَّيلُ: اتَّسع فِي البَطْحاءِ؛ وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: سَالَ سَيْلًا عَرِيضًا؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

وَلَا زالَ، مِنْ نَوْءِ السِّماكِ عَلَيْكُمَا

ونَوْءِ الثُّرَيَّا، وابِلٌ مُتَبَطِّحُ

الأَزهري: وَفِي النَّوَادِرِ: البُطاحُ مَرَضٌ يأْخذ مِنَ الحُمَّى؛ وَرَوِيَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي أَنه قَالَ: البُطاحِيُّ مأْخوذ مِنَ البُطاحِ، وَهُوَ الْمَرَضُ الشَّدِيدُ. وبَطْحاءُ مَكَّةَ وأَبْطَحُها: مَعْرُوفَةٌ، لانْبِطاحِها، ومِنًى مِنَ الأَبْطَحِ، وقُرَيشُ البِطاحِ: الَّذِينَ يَنْزِلُونَ أَباطِحَ مَكَّةَ وبَطْحاءَها، وقريشُ الظَّواهر: الَّذِينَ يَنْزِلُونَ مَا حَوْلَ مَكَّةَ؛ قَالَ:

فَلَوْ شَهِدَتْني مِنْ قُرَيْشٍ عِصابَةٌ،

قُرَيْشِ البِطاحِ، لَا قُرَيشِ الظواهِر.

الأَزهري ابْنُ الأَعرابي: قُرَيْشُ الْبِطَاحِ هُمُ الَّذِينَ يَنْزِلُونَ الشِّعْبَ بَيْنَ أَخْشَبَيْ مَكَّةَ، وقريشُ الظَّوَاهِرِ الَّذِينَ يَنْزِلُونَ خارجَ الشِّعْب، وأَكرمُهما قُرَيْشُ الْبِطَاحِ. وَيُقَالُ: بَيْنَهُمَا بَطْحةٌ بَعِيدَةٌ أَي مَسَافَةٌ؛ وَيُقَالُ: هُوَ بَطْحةُ رَجُلٍ، مِثْلَ قَوْلِكَ قامَةُ رَجُلٍ. والبَطِيحَة: مَا بَيْنَ واسطَ والبَصْرة، وَهُوَ مَاءٌ مُسْتَنْقِع لَا يُرَى طَرَفَاهُ مِنْ سَعَته، وَهُوَ مَغِيضُ

ص: 413

مَاءِ دِجْلَة والفُرات، وَكَذَلِكَ مَغايِضُ مَا بَيْنَ بَصْرَةَ والأَهْواز. والطَّفُّ: ساحلُ البَطِيحةِ، وَهِيَ البَطائِحُ. والبُطْحانُ وبُطاحُ: مَوْضِعٌ. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ بُطاحٍ، هُوَ بِضَمِّ الباءِ وَتَخْفِيفِ الطَّاءِ: مَاءٌ فِي دِيَارٍ بَنِي أَسد، وَبِهِ كَانَتْ وَقْعَةُ أَهل الرِّدة. وبَطائِحُ النَّبَطِ بَيْنَ العِراقَيْنِ. الأَزهري: بُطاحٌ مَنْزِلٌ لِبَنِي يَربوع، وَقَدْ ذَكَرَهُ لَبِيدٌ فَقَالَ:

تَرَبَّعَتِ الأَشْرافُ، ثُمَّ تَصَيَّفَتْ

حِساءَ البُطاحِ، وانْتَجَعْنَ السَّلائِلا

وبُطْحانُ: مَوْضِعٌ بِالْمَدِينَةِ. وبُطْحانَى: مَوْضِعٌ آخَرُ فِي دِيَارِ تَمِيمٍ، ذَكَرَهُ الْعَجَّاجُ:

أَمْسى جُمانٌ كالدَّهِينِ مُضَرَّعا

بِبُطْحانَ «2»

قبلتين مُكَنَّعا

جُمان: اسْمُ جَمَلِهِ. مُكَنَّعاً أَي خَاضِعًا، وَكَذَلِكَ المُضَرَّعُ. وَفِي الْحَدِيثِ:

كَانَ كِمامُ أَصحاب النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، بُطْحاً

أَي لازِقةً بالرأْس غَيْرَ ذَاهِبَةٍ فِي الْهَوَاءِ. والكِمامُ: جُمَعُ كُمَّةٍ، وَهِيَ الْقَلَنْسُوَةُ؛ وَفِي حَدِيثِ الصَّداق:

لَوْ كُنْتُمْ تَغرِفُون مِنْ بَطْحانَ مَا زِدْتُمْ

؛ بَطْحان، بِفَتْحِ الْبَاءِ: اسْمُ وَادِي الْمَدِينَةِ وإِليه يُنْسَبُ البَطْحانِيُّونَ، وأَكثرهم يَضُمُّ الْبَاءَ، قَالَ ابْنُ الأَثير: وَلَعَلَّهُ الأَصح.

بقح: البَقِيحُ: البَلَحُ، عَنْ كُرَاعٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَسْتُ مِنْهُ عَلَى ثِقَةٍ.

بلح: البَلَحُ: الخَلالُ، وَهُوَ حَمْلُ النَّخْلِ مَا دَامَ أَخضر صِغاراً كحِصرِم الْعِنَبِ، وَاحِدَتُهُ بَلَحة. الأَصمعي: البَلَحُ هُوَ السَّيابُ. وَقَدْ أَبْلَحَتِ النَّخْلَةُ إِذا صَارَ مَا عَلَيْهَا بَلَحاً. وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ الزُّبَيْرِ: ارْجِعُوا، فَقَدْ طابَ البَلَحُ

؛ ابْنُ الأَثير: هُوَ أَول مَا يُرْطِبُ البُسْرُ، والبَلَحُ قَبْلَ البُسْر لأَن أَوَّل التَّمْرِ طَلْعٌ ثُمَّ خَلالٌ ثُمَّ بَلَحٌ ثُمَّ بُسْر ثُمَّ رُطَب ثُمَّ تَمْر. والبَلَحِيَّاتُ: قَلَائِدُ تُصْنَعُ مِنَ البَلَح، عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. والبُلَحُ: طَائِرٌ أَعظم مِنَ النَّسْر أَبْغَثُ اللَّوْنِ مُحْتَرِقُ الرِّيش، يُقَالُ: إِنه لَا تَقَعُ رِيشَةٌ مِنْ رِيشِهِ فِي وَسَطِ رِيشِ سَائِرِ الطَّائِرِ إِلا أَحرقته؛ وَقِيلَ: هُوَ النَّسْر الْقَدِيمُ الهَرِمُ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: البُلَحُ طَائِرٌ أَكبر مِنَ الرَّخَم، وَالْجَمْعُ بِلْحانٌ وبُلْحانٌ. والبُلُوحُ: تَبَلُّدُ الْحَامِلِ مِنْ تَحْتِ الحَمْلِ مِنْ ثِقَلِه، وَقَدْ بَلَحَ يَبْلَحُ بُلُوحاً، وبَلَّحَ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ يَصِفُ النَّمْلَ حِينَ يَنْقُلُ الحَبَّ فِي الحَرّ:

وبَلَح النملُ بِهِ بُلُوحا

وَيُقَالُ: حَمَلَ عَلَى الْبَعِيرِ حَتَّى بَلَح؛ أَبو عُبَيْدٍ: إِذا انْقَطَعَ مِنَ الإِعياء فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَى التحرُّك، قِيلَ: بَلَحَ. والبالِحُ والمُبالِحُ: الْمُمْتَنِعُ الغالبُ؛ قَالَ:

ورَدَّ عَلَيْنَا العَدْلُ مِنْ آلِ هاشِمٍ

حَرائِبَنا، مِنْ كلِّ لِصٍّ مُبالِح

وبالَحَهُمْ: خَاصَمَهُمْ حَتَّى غَلَبَهُمْ وَلَيْسَ بِمُحِقٍّ. وبَلَحَ عليَّ وبَلَّحَ أَي لَمْ أَجد عِنْدَهُ شَيْئًا. الأَزهري: بَلَح مَا عَلَى غَريمي إِذا لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ شَيْءٌ. وبَلَحَ الغَريمُ إِذا أَفلس. وبَلَحَتِ الْبِئْرُ تَبْلَحُ بُلوحاً، وَهِيَ بالِحٌ: ذَهَبَ ماؤُها. وبَلَحَ الماءُ بُلُوحاً إِذا ذَهَبَ، وَبِئْرٌ بَلُوحٌ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:

وَلَا الصَّمارِيدُ البِكاءُ البُلْحُ

ابْنُ بُزُرجٍ: البَوالِحُ مِنَ الأَرَضين الَّتِي قَدْ عُطِّلَتْ فَلَا تُزْرَعُ وَلَا تُعْمَر. والبالِحُ: الأَرض التي لا

(2). كذا بياض بأَصله.

ص: 414

تَنْبُتُ شَيْئًا؛ وأَنشد:

سَلا لِي قُدُورَ الحارِثِيَّةِ: مَا تَرَى؟

أَتَبْلَحُ أَم تُعْطِي الوَفاءَ غَرِيمَها؟

التَّهْذِيبُ: بَلَحَتْ خَفارَتُه إِذا لَمْ يفِ؛ وقال بِشْرُ ابْنُ أَبي خَازِمٍ:

أَلا بَلَحَتْ خَفَارَةُ آلِ لأْيٍ،

فَلَا شَاةً تَرُدُّ، وَلَا بَعيرا

وبَلَح الرجلُ بِشَهَادَتِهِ يَبْلَح بَلْحاً: كَتَمَهَا. وبَلَحَ بالأَمر: جَحَده. قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: اسْتَبق رَجُلَانِ فَلَمَّا سَبَقَ أَحدهما صَاحِبَهُ تَبالَحا أَي تَجَاحَدَا. والبَلْحةُ والبَلْجة: الِاسْتُ، عَنْ كُرَاعٍ، وَالْجِيمُ أَعلى وَبِهَا بدأَ. وبَلَحَ الرَّجُلُ بُلُوحاً أَي أَعيا؛ قَالَ الأَعشى:

واشْتَكى الأَوْصالَ مِنْهُ وبَلَحْ

وبَلَّحَ تَبْليحاً مِثْلَهُ؛ وَفِي الْحَدِيثِ:

لَا يَزَالُ الْمُؤْمِنُ مُعْنِقاً صَالِحًا مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا، فإِذا أَصاب دَمًا حَرَامًا بَلَّح

؛ بَلَّح أَي أَعيا؛ وَقَدْ أَبْلَحَه السيرُ فانْقُطِع بِهِ؛ يُرِيدُ وَقُوعَهُ فِي الْهَلَاكِ بإِصابة الدَّمِ الْحَرَامِ، وَقَدْ تُخَفَّفُ اللَّامُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:

اسْتَنْفَرْتهم فَبَلَحُوا عليَ

أَي أَبَوْا، كأَنهم أَعْيَوا عَنِ الخُروج مَعَهُ وإِعانته؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ فِي الَّذِي يَدْخُلُ الْجَنَّةَ آخِرَ الناسِ، يُقَالُ لَهُ:

اعْدُ مَا بَلَغَتْ قَدَمَاكَ، فَيَعْدُو حَتَّى إِذا مَا بَلَّح

؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ

عليَّ، رضي الله عنه، فِي الْفِتَنِ: إِن مِنْ وَرَائِكُمْ فِتَنًا وَبَلَاءً مُكْلِحاً ومُبْلِحاً

أَي مُعْيياً.

بلدح: بَلْدَحَ الرجُلُ: أَعْيا وبَلَّدَ. وبَلْدَحٌ: اسْمُ مَوْضِعٍ. وَفِي الْمَثَلِ الَّذِي يُرْوى لنَعامَةَ الْمُسَمَّى بَيْهَسَ: لَكِنَّ عَلَى بَلْدَحَ قومٌ عَجْفَى؛ عَنى بِهِ البُقْعَة. وَهَذَا الْمَثَلُ يُقَالُ فِي التَّحَزُّن بالأَقارب، قَالَهُ نَعامة لَمَّا رأَى قَوْمًا فِي خِصْب وأَهلَه فِي شِدَّةٍ؛ الأَزهري: بَلْدَحٌ بَلَدٌ بِعَيْنِهِ. وبَلْدَحَ الرجلُ وتَبَلْدَحَ: وعَدَ وَلَمْ يُنْجِزْ عِدَتَه. وَرَجُلٌ بَلَنْدَحٌ: لَا يُنْجِزُ وعْداً؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد:

إِني إِذا عَنَّ مِعَنٌّ مِتْيَحُ

ذُو نَخْوَةٍ، أَو جَدِلٌ بَلَنْدَحُ

أَو كَيْذُبانٌ مَلَذَانٌ مِمْسَحُ

والبَلَنْدَحُ: السَّمِينُ الْقَصِيرُ، قَالَ:

دِحْوَنَّةٌ مُكَرْدَسٌ بَلَنْدَحُ،

إِذا يُرادُ شَدُّه يُكَرْمِحُ

قَالَ الأَزهري: والأَصل بَلْدَحٌ، وَقِيلَ: هُوَ الْقَصِيرُ مِنْ غَيْرِ أَن يُقَيِّدَ بِسِمَنٍ. والبَلَنْدَحُ: الفَدْمُ الثَّقِيلُ الْمُنْتَفِخُ لَا يَنْهَضُ لِخَيْرٍ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي:

يَا سَلْم أُلْقِيتِ عَلَى التَّزَحْزُحِ،

لَا تَعْدِلِيني بامْرِئٍ بَلَنْدَحِ،

مُقَصِّرِ الهَمِّ قَرِيبِ المَسْرَحِ،

إِذا أَصابَ بِطْنَةً لَمْ يَبْرَحِ،

وعَدَّها رِبْحاً، وإِن لَمْ يَرْبَحِ

قَالَ: قَرِيبُ المَسرح أَي لَا يَسْرَحُ بإِبله بِعِيدًا، إِنما هُوَ قُرْبَ بَابِ بَيْتِهِ يَرْعَى إِبله. وابْلَنْدَحَ المكانُ: عَرُضَ وَاتَّسَعَ؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ:

قَدْ دَقَّتِ المَرْكُوَّ حَتَّى ابْلَنْدَحا

أَي عَرُضَ. والمركوُّ: الْحَوْضُ الْكَبِيرُ. وبَلْدَحَ الرجلُ إِذا ضَرَبَ بِنَفْسِهِ إِلى الأَرض، وَرُبَّمَا قَالُوا بَلْطَحَ. وابْلَنْدَحَ الحوضُ: انْهَدَمَ. الأَزهري: ابْلَنْدَحَ الحوضُ إِذا اسْتَوَى بالأَرض مِنْ دَقِّ الإِبل إِياه.

ص: 415

بنح: الأَزهري خَاصَّةً: رَوَى أَبو الْعَبَّاسِ عَنِ ابْنِ الأَعرابي قَالَ: البُنُحُ العَطايا؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: كأَنه فِي الأَصل مُنُحٌ جَمْعُ المَنيحَة، فَقَلَبَ الْمِيمَ بَاءً، وقال: البُنُحُ.

بوح: البَوْحُ: ظُهُورُ الشَّيْءِ. وباحَ الشيءُ: ظَهَرَ. وباحَ به بَوْحاً وبُؤُوحا وبُؤُوحَةً: أَظهره. وباحَ مَا كَتَمْتُ، وباحَ بِهِ صاحبُه، وباحَ بِسِرِّه: أَظهره. ورجل بَؤُوحٌ بِمَا فِي صَدْرِهِ وبَيْحانُ وبَيِّحانُ بِمَا فِي صَدْرِهِ، مُعَاقَبَةٌ وأَصلها الْوَاوُ. وَفِي الْحَدِيثِ:

إِلَّا أَن يَكُونَ كُفْراً بَواحاً

أَي جِهاراً، وَيُرْوَى بِالرَّاءِ وَقَدْ تَقَدَّمَ. وأَباحَه سِرًّا فَبَاحَ بِهِ بَوْحاً: أَبَثَّه إِياه فَلَمْ يَكْتُمه؛ وَفِي الْحَدِيثِ:

إِلا أَن يَكُونَ مَعْصِيَةً بَواحاً

أَي جِهاراً. يُقَالُ: باحَ الشيءَ وأَباحَه إِذا جَهَرَ بِهِ. وبُوحُ: الشمسُ، مَعْرِفَةٌ مُؤَنَّثٌ، سمِّيت بِذَلِكَ لِظُهُورِهَا، وَقِيلَ: يُوحُ، بِيَاءٍ بِنُقْطَتَيْنِ. وأَبَحْتُك الشَّيْءَ: أَحللته لَكَ. وأَباحَ الشيءَ: أَطلقه. والمُباحُ: خِلَافُ الْمَحْظُورِ. والإِباحةُ: شِبْهُ النُّهْبَى. وَقَدِ اسْتَبَاحَهُ أَي انْتَهَبَه، واسْتَباحوهم أَي استأْصلوهم. وَفِي الْحَدِيثِ:

حَتَّى يَقْتُلَ مُقاتِلَتَكم ويَسْتبِيحَ ذَرَارِيكم

أَي يَسبيهم وبَنِيهم وَيَجْعَلُهُمْ لَهُ مُبَاحًا أَي لَا تَبِعَة عَلَيْهِ فِيهِمْ؛ يُقَالُ: أَباحَه يُبِيحُه واسْتباحه يَسْتبيحه؛ قَالَ عَنْتَرَةُ:

حَتَّى اسْتَباحُوا آلَ عَوْفٍ عَنْوَةً

بالمَشْرَفِيِّ، وبالوَشِيجِ الذُّبَّلِ

والباحةُ: باحةُ الدَّارِ، وَهِيَ سَاحَتُهَا. وَالْبَاحَةُ: عَرْصة الدَّارِ، وَالْجَمْعُ بُوحٌ، وبُحْبُوحة الدَّارِ، مِنْهَا؛ وَيُقَالُ: نَحْنُ فِي باحَة الدَّارِ، وَهِيَ أَوسطها، وَلِذَلِكَ قِيلَ: تَبَحْبَحَ فِي المَجْدِ أَي أَنه فِي مَجْدٍ وَاسِعٍ؛ قَالَ الأَزهري: جَعَلَ الْفَرَّاءُ التَّبَحْبُح مِنَ الْبَاحَةِ وَلَمْ يَجْعَلْهُ مِنَ الْمُضَاعَفِ؛ وَفِي الْحَدِيثِ:

لَيْسَ لِلنِّسَاءِ مِنْ بَاحَةِ الطَّرِيقِ شَيْءٌ

أَي وَسَطِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

نَظِّفُوا أَفْنِيَتكم وَلَا تَدَعُوها كباحَة الْيَهُودِ.

وَالْبَاحَةُ: النَّخْلُ الْكَثِيرُ، حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي عَنْ أَبي صَارِمٍ البَهْدَلي مِنْ بَنِي بَهْدَلة؛ وأَنشد:

أَعْطى فأَعطاني يَداً، وَدَارًا،

وَبَاحَةً خَوَّلها عَقَارا

يَدًا: يَعْنِي جَمَاعَةَ قَوْمِهِ وأَنصاره، وَنُصِبَ عَقاراً عَلَى الْبَدَلِ مِنْ بَاحَةٍ، فتَفَهَّمْ. والبُوحُ: الفَرْجُ، وَفِي مَثَلِ الْعَرَبِ: ابْنُك ابنُ بُوحِك يَشْرَبُ مِنْ صَبُوحِك؛ قِيلَ: مَعْنَاهُ الفَرْج، وَقِيلَ: النَّفْس، ويقال للوَطْء. وَفِي التَّهْذِيبِ: ابنُ بُوحِك أَي ابْنُ نَفْسك لَا مَنْ يُتَبَنَّى؛ ابْنُ الأَعرابي: البُوحُ النَّفْسُ، قَالَ: وَمَعْنَاهُ ابْنُكَ مَنْ وَلَدْتَهُ لَا مَن تَبَنَّيته، وَقَالَ غَيْرُهُ: بُوح فِي هَذَا الْمَثَلِ جَمْعُ بَاحَةِ الدَّارِ؛ الْمَعْنَى: ابْنُكَ مَنْ وَلَدْتَهُ فِي بَاحَةِ دَارِكَ، لَا مَنْ وُلِدَ فِي دَارِ غَيْرِكَ فَتَبَنَّيْتَهُ. وَوَقَعَ الْقَوْمُ فِي دُوكَةٍ وبُوحٍ أَي فِي اخْتِلَاطٍ فِي أَمرهم. وباحَهم: صَرَعهم. وَتَرَكَهُمْ بَوْحى أَي صَرْعى؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي.

بيح: بَيَّحَ بِهِ: أَشْعَره سِرًّا. والبِياحُ، بِكَسْرِ الْبَاءِ مُخَفَّفٌ: ضَرْبٌ مِنَ السَّمَكِ صغارٌ أَمثالُ شِبْرٍ، وَهُوَ أَطيب السَّمَكِ؛ قَالَ:

يَا رُبَّ شَيْخٍ مِنْ بَنِي رَباحِ،

إِذا امْتَلا البَطْنُ مِنَ البِياحِ،

صاحَ بليلٍ أَنْكَرَ الصِّياحِ

وَرُبَّمَا فُتِحَ وَشُدِّدَ. والبَيَّاحة: شَبَكَةُ الْحُوتِ.

ص: 416