الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل النون
نأج: نائِجاتُ الهامِ: صوائحُها. والنَّئِيج: الصَّوت. ونأَجَ البُومُ يَنْأَجُ نأْجاً: صَاحَ، وَكَذَلِكَ الإِنسان؛ وَهُوَ أَحْزَنُ مَا يَكُونُ مِنَ الدُّعاء وأَضْرَعُه وأَخْشَعُه. ورجلٌ نَأْآجٌ: رَفِيعُ الصَّوْتِ. ونَأَجَ الثَّورُ يَنْئِج ويَنْأَجُ نأْجاً ونُؤَاجاً: صاحَ. وَثَوْرٌ نَأْآجٌ: كَثِيرُ النَّأْجِ. والنَّأْجُ والنَّئِيجُ: السُّرعة. والنَّأْآج: السَّرِيعُ. وريحٌ نَؤُوجٌ: شَدِيدَةُ المَرِّ. وَرَجُلٌ نَأْآج إِذا تَضَرَّعَ فِي دُعَائِهِ. ونأَجَ إِلى اللَّهِ يَنْأَجُ أَي تضرَّعَ فِي الدُّعَاءِ؛ وأَنشد:
وَلَا يَغُرَّنَّكَ قَوْلُ النُّؤَّجِ،
…
الخالجِينَ القَوْلَ كلَّ مَخْلَجِ
وَقَالَ الْعَجَّاجُ فِي الْهَامِ:
واتَّخَذَتْهُ النَّائجاتُ مَنْأَجَا
وَالنَّائِجَاتُ: الرِّياح الشَّديدة الهُبُوب. وَفِي الْحَدِيثِ:
ادعُ رَبَّكَ بأَنْأَجِ مَا تَقْدِرُ عَلَيْهِ
؛ أَي بأَبلَغ مَا يَكُونُ مِنَ الدُّعاء واضْرَعْ. ونَأَجَت الريحُ تَنأَج نَئيجاً: تَحَرّكَتْ، فَهِيَ نَؤُوج، وَلَهَا نئِيجٌ أَي مَرٌّ سريعٌ مَعَ صَوْت، وَتَقُولُ مِنْهُ: نُئِجَ القومُ؛ قال الشاعر:
وتُنْأَجُ الرُّكْعبانُ كلَّ منْأَجِ،
…
بِهِ نَئِيجُ كلِّ ريحٍ سَيْهَجِ
ونَأَجَتِ الرِّيحُ الموضعَ: مَرَّتْ عَلَيْهِ مَرًّا شَدِيدًا؛ قَالَ أَبو حيَّة النُّمَيْرِيُّ:
إِلّا خوالِدَ أَشْباهاً، بَقِينَ
…
عَلَى رَيبِ الحَوادِثِ، فِي مَرْكُوَّة جَدَدِ «1»
ونَأَجَ فِي الأَرض يَنْأَجُ نُؤُوجاً إِذا ذَهَبَ، وَفِي التَّهْذِيبِ: ونَأَجَ الْخَبَرُ أَي ذَهَبَ فِي الأَرض. ونَأَج الأَمرَ: أَخَّرَه، ونأَجَت الإِبِلُ فِي سَيْرِهَا؛ وأَنشد ابْنُ السِّكِّيتِ:
قَدْ عَلِم الأَحْماءُ والأَزاوِيجْ
…
أَنْ لَيْسَ عنْهُنَّ حديثٌ مَنْؤُوجْ
قَالَ: المَنْؤُوجُ المعطوف.
نبج: النبَّاجُ: الشديدُ الصَّوت. وَرَجُلٌ نَبَّاجٌ. ونَبَّاحٌ: شديدُ الصَّوت، جَافِي الْكَلَامِ. وَقَدْ نَبَج يَنْبِجُ نَبيجاً؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
بأَسْتاهِ نَبَّاجِينَ شُنْجِ السَّواعد
وَيُقَالُ أَيضاً للضَّخْم الصوتِ مِنَ الكِلاب؛ إِنه لَنَبَّاجٌ ونُباجُ الْكَلْبِ ونَبِيجُه ونَبْجُه، لُغَةٌ فِي النُّباح. وكلْبٌ نُبَاجِيٌّ: ضَخْم الصَّوْتِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وإِنه لَشَدِيدُ النُّباجِ والنُّباحِ. وأَنْبَجَ الرجلُ إِذا خَلَّطَ فِي كَلَامِهِ. والنَّبَّاجُ: الْمُتَكَلِّمُ بالحُمْق. والنبَّاجُ: الكَذَّابُ، هَذِهِ عَنْ كُرَاعٍ. والنَّبْج: ضَرْبٌ مِنَ الضَّرْطِ. والنَّبَّاجة: الاسْتُ؛ يُقَالُ: كَذَبَتْ نَبَّاجَتُك إِذا حَبَق. والنُّباجُ، بِالضَّمِّ: الرُّدامُ. ونَبَجَت القَبَجَةُ، وَهُوَ دخيلٌ، إِذا خَرَجَتْ مِنْ جُحْرها. قَالَ أَبو تُرَابٍ: سأَلت مُبْتَكراً عَنِ النُّباج، فقال:
(1). قوله [إلا خوالد إلخ] كذا بالأَصل، ولا شاهد فيه.
لَا أَعْرِفُ النُّباج إِلا الضُّراطَ. والأَنْبِجاتُ، بِكَسْرِ الْبَاءِ: المُرَبَّباتُ مِنَ الأَدْوية؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: أَظنُّه مُعَرَّباً. والنَّبْج: نَبَاتٌ. والأَنْبَجُ: حَمْل شَجَرٍ بالهِنْد يُرَبَّبُ بِالْعَسَلِ عَلَى خِلْقة الخَوْخِ مُحَرَّف الرأْس، يُجْلَب إِلى الْعِرَاقِ فِي جَوفهِ نَوَاةٌ كَنَوَاةِ الخَوْخ، فَمِنْ ذَلِكَ اشْتَقُّوا اسمَ الأَنْبِجَاتِ الَّتِي تُربَّبُ بِالْعَسَلِ مِنَ الأُتْرُجّ والإِهْلِيلَج وَنَحْوِهِ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: شَجَرُ الأَنْبَج كَثِيرٌ بأَرْض الْعَرَبِ مِنْ نَوَاحِي عُمان، يُغْرَس غَرْساً، وَهُوَ لَوْنَانِ: أَحدُهما ثمرَتُه فِي مِثْلِ هَيْئَةِ اللَّوز لَا يَزَالُ حُلْواً مِنْ أَوَّلِ نَبَاتِهِ، وآخَرُ فِي هَيْئَةِ الإِجَّاصِ يَبْدُو حامِضاً ثُمَّ يَحْلو إِذا أَيْنَع، وَلَهُمَا جَمِيعًا عَجْمة وريحٌ طيِّبة ويُكْبس الحامِضُ مِنْهُمَا، وَهُوَ غَضٌّ فِي الجِباب حَتَّى يُدْرِك فَيَكُونُ كأَنه المَوْز فِي رَائِحَتِهِ وطَعْمه، ويَعْظُم شجَرُه حَتَّى يكونَ كشَجَرِ الجَوْزِ، وورَقهُ كوَرَقهِ، وإِذا أَدْرَك فالحُلْو مِنْهُ أَصْفَر والمُزُّ مِنْهُ أَحمر. أَبو عَمْرٍو: النَّابِجَةُ والنَّبِيجُ كَانَ مِنْ أَطْعِمة العَرَب فِي زَمَنِ المَجاعة، يُخَاضُ الوَبَرُ بِاللَّبَنِ ويُجْدَح؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ يَذْكُرُ نِسَاءً:
تَرَكْنَ بَطالَةً، وأَخَذْنَ جِذًّا،
…
وأَلْقَيْنَ المَكاحِلَ للنَّبيج
ابْنُ الأَعرابي: الجِذُّ والمِجَذُّ طَرَفُ المِرْوَدِ؛ قَالَ الْمُفَضَّلُ: الْعَرَبُ تَقُولُ للمِخْوَضِ المِجْدَحَ والمِزْهَفَ والنَّبَّاجَ. ونَبَجَ إِذا خاضَ سَويقاً أَو غَيْرَهُ. ومَنْبِجٌ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: الْمِيمُ فِي مَنْبِجٍ زَائِدَةٌ بِمَنْزِلَةِ الأَلف لأَنها إِنما كثُرت مَزِيدَةً أَولَّا، فَمَوْضِعُ زِيَادَتِهَا كَمَوْضِعِ الأَلف، وَكَثْرَتُهَا كَكَثْرَتِهَا إِذا كَانَتْ أَوَّلًا فِي الِاسْمِ وَالصِّفَةِ، فإِذا نَسَبْتَ إِليه فَتَحْتَ الْبَاءَ، قُلْتَ: كِساءٌ مَنْبَجَانيٌّ، أَخرجوه مُخْرَجَ مَخْبرانيّ ومَنظرانيّ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: كِسَاءٌ مَنْبَجاني مَنْسُوبٌ إِليه، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. وعَجِينٌ أَنْبَجانٌ أَي مُدْرِكٌ مُنْتَفِخٌ «1» ، وَلَمْ يأْت عَلَى هَذَا الْبِنَاءِ إِلا حَرْفَانِ: يومُ أَرْوَنانٍ «2» وَعَجِينٌ أَنبجان؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَهَذَا الْحَرْفُ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ، قَالَ: وَسَمَاعِي بِالْجِيمِ عَنْ أَبي سَعِيدٍ وأَبي الْغَوْثِ وَغَيْرِهِمَا. ابْنُ الأَعرابي: أَنْبَجَ الرجلُ جَلَسَ عَلَى النِّباج، وَهِيَ الإِكام العاليةُ؛ وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: نَبَجَ إِذا قَعَدَ عَلَى النَّبَجةِ، وَهِيَ الأَكمَةُ. والنُّبُجُ: الغَرَائِرُ السُّودُ. النِّباجُ وَهُمَا نِباجانِ «3» : نِباجُ ثَيْتَلَ، ونِباجُ ابن عامرٍ. الْجَوْهَرِيُّ: والنِّباجُ قَرية بِالْبَادِيَةِ أَحياها عبدُ اللهِ بنُ عَامِرٍ. الأَزهري: وَفِي بِلَادِ الْعَرَبِ نِباجانِ، أَحدهما عَلَى طَرِيقِ الْبَصْرَةِ، يُقَالُ لَهُ نِباجُ بَنِي عامرٍ وَهُوَ بِحذاء فَيْدَ، والنِّباجُ الآخرُ نِباجُ بَنِي سَعْدٍ بالقَرْيَتَيْن. وَفِي الْحَدِيثِ:
ائْتُوني بِأَنْبِجانيَّةِ أَبي جَهمِ
؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الْمَحْفُوظُ بِكَسْرِ الْبَاءِ، ويُروى بِفَتْحِهَا. يُقَالُ: كِسَاءٌ أَنْبِجانيٌّ، مَنْسُوبٌ إِلى مَنْبِج الْمَدِينَةِ الْمَعْرُوفَةِ، وَهِيَ مَكْسُورَةُ الْبَاءِ، فَفُتِحَتْ فِي النَّسَبِ وأُبدلت الْمِيمُ هَمْزَةً، وَقِيلَ: إِنها مَنْسُوبَةٌ إِلى مَوْضِعٍ اسْمُهُ أَنْبِجان، وَهُوَ أَشبه لأَن الأَوّل فِيهِ تَعَسُّفٌ، وَهُوَ كِسَاءٌ يُتخذ مِنَ الصُّوفِ لَهُ خَمْلٌ ولا عَلَم له،
(1). قوله [منتفخ] هو في الأَصل بالخاء والجيم وعليه لفظ معاً انتهى.
(2)
. قوله [يوم أَرونان] في مادة رون من القاموس ويوم أَرونان مضافاً ومنعوتاً صعب وسهل ضد. انتهى.
(3)
. قوله [النباج وهما إلخ] كذا بالأَصل ولعله والنباج نباجان.
وَهِيَ مِنْ أَدون الثِّيَابِ الْغَلِيظَةِ، وإِنما بَعَثَ الْخَمِيصَةَ إِلى أَبي جَهْمٍ لأَنه كَانَ أَهْدَى لِلنَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، الخَمِيصَةَ ذَاتَ الأَعْلام، فَلَمَّا شَغَلَتْهُ فِي الصَّلَاةِ قَالَ: رُدُّوها عَلَيْهِ وائْتُوني بأَنْبِجانِيَّتِه، وإِنما طَلَبها لِئَلَّا يُؤَثِّر رَدُّ الهديَّةِ فِي قَلْبِهِ؛ قَالَ: وَالْهَمْزَةُ فِيهَا زَائِدَةٌ فِي قول.
نبهرج: النَّبَهْرَجُ: كالبَهْرَجِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ.
نتج: النِّتاجُ: اسْمٌ يَجْمع وضْعَ جميعِ البهائِمِ؛ قَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ فِي النَّاقَةِ وَالْفَرَسِ، وَهُوَ فِيمَا سِوى ذَلِكَ نَتج، والأَول أَصح؛ وَقِيلَ: النِّتاجُ فِي جَمِيعِ الدَّوابِّ، والوِلادُ فِي الْغَنَمِ، وإِذا وَليَ الرجلُ نَاقَةً ماخِضاً ونِتاجَها حَتَّى تَضَعَ، قِيلَ: نَتَجها نَتْجاً. يُقَالُ: نَتَجْتُ الناقةَ «1» أَنْتِجُها إِذا وَلِيتَ نَتاجَها، فأَنا ناتِجٌ، وَهِيَ مَنْتُوجةٌ؛ وَقَالَ ابْنُ حِلِّزةَ:
لَا تَكْسَعِ الشَّوْلَ بأَغبارِها،
…
إِنك لَا تَدْرِي مَنِ الناتجُ
وَقَدْ قَالَ الْكُمَيْتُ بَيْتًا فِيهِ لَفْظٌ لَيْسَ بالمُسْتَفِيضِ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ، وَهُوَ قَوْلُهُ:
لِيَنْتَتِجُوها فِتْنَةً بعدَ فِتْنَةٍ
وَالْمَعْرُوفُ مِنَ الكلامِ ليَنْتِجُوها. التَّهْذِيبُ عَنِ اللَّيْثِ: لَا يُقَالُ نَتَجَتِ الشاةُ إِلا أَن يَكُونَ إِنسان يَلي نَتاجَها، وَلَكِنْ يُقَالُ: نُتِجَ القومُ إِذا وضَعَتْ إِبلُهم وشاؤُهم؛ قَالَ: وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: أَنْتَجَتِ الناقَةُ إِذا وضَعَتْ؛ وَقَالَ الأَزهري: هَذَا غَلَطٌ، لَا يُقَالُ أَنْتَجَتْ بِمَعْنَى وَضَعَتْ؛ وَفِي الْحَدِيثِ:
كَمَا تُنْتَجُ البَهيمةُ بَهِيمَةً جَمْعاءَ
أَي تَلِدُ؛ قَالَ: يُقَالُ نُتِجَتِ الناقةُ إِذا وَلَدَتْ، فَهِيَ مَنْتُوجةٌ، وأَنْتَجَتْ إِذا حَملت، فَهِيَ نَتُوجٌ، قَالَ: وَلَا يُقَالُ مُنْتِجٌ. ونَتَجْتُ الناقةَ أَنْتِجُها إِذا ولَّدْتَها. والناتِجُ للإِبل: كَالْقَابِلَةِ لِلنِّسَاءِ. وَفِي حَدِيثِ الأَقرع والأَبرص:
فأُنْتِجَ هذانِ، ووَلَّدَ هَذَا
؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: كَذَا جَاءَ فِي الرِّوَايَةِ أُنْتِجَ، وإِنما يُقَالُ نُتِجَ، فأَما أَنْتَجَتْ، فَمَعْنَاهُ إِذا حمَلَت وَحَانَ نَتَاجُها؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ
أَبي الأَحوص: هَلْ تَنْتِج إِبلَك صِحاحاً آذانُها؟
أَي تُوَلِّدها وتَلي نَتاجَها. أَبو زَيْدٍ: أَنْتَجَتِ الفرسُ، فَهِيَ نُتوجٌ ومُنْتِجٌ إِذا دَنَا وِلادُها وَعَظُمَ بَطْنُهَا. وَقَالَ يَعْقُوبُ: إِذا ظَهَرَ حَمْلُهَا؛ قَالَ: وَكَذَلِكَ النَّاقَةُ، وَلَا يُقَالُ مُنْتِجٌ، قَالَ: وإِذا وَلَدَتِ الناقةُ مِنْ تَلْقَاءِ نَفْسِهَا وَلَمْ يلِ نَتَاجَها، قِيلَ: قَدِ انْتَتَجَتْ، وحاجَى بِهِ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ فَجَعَلَهُ لِلنَّخْلِ، فَقَالَ أَنشده ابْنِ الأَعرابي:
إِنَّ لنَا مِن مالِنا جِمالا؛
…
مِنْ خَيْرِ مَا تَحْوي الرجالُ مَالَا،
نَحْلُبُها [نَحْلِبُها] غُزْراً وَلَا بِلالا
…
بِهِنَّ، لَا عَلًا وَلَا نِهالا،
يُنْتَجْن كلَّ شتْوةٍ أَجْمالا
يَقُولُ: هِيَ بَعْلٌ لَا تَحْتَاجُ إِلى الْمَاءِ. وَقَدْ نَتَجَها نَتْجاً ونَتَاجاً ونُتِجَتْ. وأَما أَحمد بْنُ يَحْيَى فَجَعَلَهُ مِنْ بَابِ مَا لَا يُتكلم بِهِ إِلا عَلَى الصِّيغَةِ الْمَوْضُوعَةِ لِلْمَفْعُولِ؛ الْجَوْهَرِيُّ: نُتِجَتِ الناقةُ، عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، تُنْتَجُ نَتَاجاً، وَقَدْ نَتَجَها أَهلُها نَتْجاً؛ قَالَ الْكُمَيْتُ:
وَقَالَ المُذَمِّرُ للناتِجينَ:
…
مَتَى ذُمِّرَتْ قَبْلِيَ الأَرْجُلُ؟
(1). قوله [نتجت الناقة إلخ] هو من باب ضرب كما في المصباح. والنتاج، بالفتح: المصدر، وبالكسر: الاسم، كما في هامش نسخ القاموس نقلًا عن عاصم.
والنَّتُوجُ مِنَ الْخَيْلِ وجميعِ الحَافِرِ: الحَامِلُ، وَقَدْ أَنْتَجَتْ؛ وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: نَتَجَتْ، وَهُوَ قَلِيلٌ. اللَّيْثُ: النَّتُوجُ الحامِلُ مِنَ الدوابِّ؛ فَرَسٌ نَتُوجٌ وأَتانٌ نَتوج: فِي بَطْنِهَا وَلَدٌ قَدِ اسْتَبَانَ؛ وَبِهَا نِتاجٌ أَي حَمل، قَالَ: وَبَعْضٌ يَقُولُ للنَّتوج مِنَ الدَّوَابِّ: قَدْ نَتَجَتْ بِمَعْنَى حَمَلَتْ، وَلَيْسَ بِعَامٍّ. ابْنُ الأَعرابي: نُتِجَتِ الفرسُ والناقةُ: ولَدت، وأُنْتِجَتْ: دَنا وِلادُها، كِلَاهُمَا فِعْلُ مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ؛ وَقَالَ: لَمْ أَسمع نَتَجَت وَلَا أَنْتَجَتْ عَلَى صِيغَةِ فِعْلِ الْفَاعِلِ؛ وَقَالَ كُرَاعٌ: نُتِجَتِ الفَرَسُ، وَهِيَ نَتُوجٌ، لَيْسَ فِي الْكَلَامِ فُعِلَ وَهِيَ فَعُولٌ إِلا هَذَا، وَقَوْلُهُمْ: بُتِلَتِ النخلةُ عَنْ أُمِّها وَهِيَ بَتُولٌ إِذا أُفْرِدَت؛ وَقَالَ مُرَّةُ: أَنْتَجَتِ الناقةُ وَهِيَ نتُوجٌ إِذا ولَدت، لَيْسَ فِي الْكَلَامِ أَفْعَلَ وَهِيَ فَعُولٌ إِلا هَذَا، وَقَوْلُهُمْ: أَخْفَدَتِ الناقةُ وَهِيَ خَفُودٌ إِذا أَلقت وَلَدَهَا قَبْلَ أَن يَتِمَّ، وأَعَقَّتِ الفرسُ وَهِيَ عَقُوقٌ إِذا لَمْ تَحْمِلُ، وأَشَصَّتِ الناقةُ وَهِيَ شَصُوصٌ إِذا قلَّ لِبَنُهَا؛ وناقةٌ نَتِيجٌ: كَنَتُوجٍ، حَكَاهَا كُرَاعٌ أَيضاً. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: إِذا نَأَتِ الجَبْهةُ نَتَّجَ الناسُ ووَلَّدوا واجْتُنِيَ أَوَّلُ الكَمْأَةِ، هَكَذَا حَكَاهُ نتَّج، بِتَشْدِيدِ التَّاءِ، يَذْهَبُ فِي ذَلِكَ إِلى التَّكْثِيرِ. وَبِالنَّاقَةِ نِتاجٌ أَي حَمْلٌ. وأَنْتَجَ القومُ: نُتِجَتْ إِبلهم وشاؤُهم. وأَنْتَجَتِ الناقةُ: وَضَعَتْ مِنْ غَيْرِ أَن يَلِيَهَا أَحد. وَالرِّيحُ تُنْتِجُ السحابَ: تَمْريه حَتَّى يَخْرُجَ قَطْرُهُ. وَفِي الْمَثَلِ: إِن العَجْزَ وَالتَّوَانِيَ تَزاوَجا فأَنْتَجا الفَقْر. يُونُسُ: يُقَالُ لِلشَّاتَيْنِ إِذا كَانَتَا سِنًّا وَاحِدَةً: هُمَا نَتيجةٌ، وَكَذَلِكَ غنمُ فُلَانٍ نَتائِجُ أَي فِي سِنٍّ وَاحِدَةٍ. ومَنْتِجُ الناقةِ: حَيْثُ تُنْتَجُ فِيهِ، وأَتَتِ الناقةُ عَلَى مَنْتِجِها أَي الوقتِ الَّذِي تُنْتَجُ فِيهِ، وَهُوَ مَفْعِلٌ، بكسر العين.
نثج: التَّهْذِيبُ ابْنُ الأَعرابي: المِنْثَجَةُ الِاسْتُ، سُمِّيَتْ مِنْثَجةً لأَنها تَنْثِجُ أَي تُخرج مَا فِي الْبَطْنِ. غَيْرُهُ: وَيُقَالُ لأَحد العِدْلَيْنِ إِذا اسْتَرْخَى: قَدِ اسْتَنْثَجَ؛ قَالَ هِمْيانُ:
يَظَلُّ يَدْعُو نِيبَه الضَّماعِجا،
…
بِصَفْنَةٍ تزقِي هدِيراً نَاتِجَا
أَي مُسْتَرْخِيًا؛ وَاللَّهُ أَعلم.
نجج: نَجَّتِ القُرْحَةُ تَنِجُّ، بِالْكَسْرِ، نَجًّا ونَجِيجاً: رَشَحَت؛ وَقِيلَ: سالَتْ بِمَا فِيهَا. الأَصمعي: إِذا سَالَ الجُرْح بِمَا فِيهِ، قِيلَ: نَجَّ يَنِجُّ نَجِيجاً؛ قَالَ القَطِران:
فإِنْ تَكُ قُرْحةٌ خَبُثَتْ ونَجَّتْ،
…
فإِنَّ اللَّهَ يَفعل مَا يَشاء
وَهَذَا الْبَيْتُ أَورده الْجَوْهَرِيُّ مَنْسُوبًا لِجَرِيرٍ، وَنَبَّهَ عَلَيْهِ ابنُ بَرِّي فِي أَماليه أَنه للقَطِران، كَمَا ذَكَرَهُ ابْنُ سِيدَهْ. يُقَالُ: خَبُثَتِ القُرْحة إِذا فسَدت وأَفْسَدت مَا حَولها؛ يُريد أَنها، وإِن عَظُمَ فسَادُها. فاللهُ قادرٌ عَلَى إِبْرَائِها. وَفِي حَدِيثِ
الْحَجَّاجِ: سأَحْمِلُك عَلَى صَعْبٍ حَدْباءَ «2» حِدْبارٍ يَنِجُّ ظهرُها
أَي يسيلُ قَيْحاً، وَكَذَلِكَ الأُذُن إِذا سَالَ مِنْهَا الدَّمُ والقَيْحُ. وأُذُنٌ نَجَّةٌ: رافِضةٌ بِمَا لَا يُوَافِقُها مِنَ الْحَدِيثِ. وَيُقَالُ: جَاءَ بِأَدْبَرَ يَنِجُّ ظهرُه. ونَجَّ الشيءَ مِنْ فِيهِ نَجًّا: كمجَّه.
(2). قوله [صعب حدباء] كذا ضبط صعب في الأَصل بالتنوين، وكذا فيما بأيدينا من النهاية هنا وفي حدبر.
ونَجْنَجَ فِي رأْيه وتَنَجْنَجَ: اضطرَبَ. وتَنَجْنَجَ لحمُه «1» أَي كَثُرَ واسترخَى. ونَجْنَجَ أَمْرَه إِذا ردَّد أَمْرَه وَلَمْ يُنَفِّذْه؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
حَتَّى إِذا لَمْ يَجِدْ وَغْلًا ونَجْنَجَها
…
مَخافةَ الرَّمْيِ، حَتَّى كلُّها هِيمُ
والنَّجْنَجَةُ: التَّحْرِيكُ وَالتَّقْلِيبُ. وَيُقَالُ: نَجْنِجْ أَمْرَك فلَعَلَّك تَجِدُ إِلى الخُرُوج سَبيلًا. ونَجْنَجَ إِذا هَمَّ بالأَمْرِ وَلَمْ يَعْزِم عَلَيْهِ. اللَّيْثُ: النَّجْنَجةُ الجَوْلَةُ عِنْدَ الفَزْعةِ؛ وَقَالَ الْعَجَّاجُ:
ونَجْنَجَتْ بالخَوْف مَن تَنَجْنَجا
أَبو تُرَابٍ: قَالَ بعضُ غَنيٍّ: يُقَالُ لجْلَجْتُ اللُّقْمة ونَجْنَجْتها إِذا حَرَّكْتَها فِي فِيك وردَّدْتَها فَلَمْ تَبْتَلِعْها. شُجَاعٌ السّلَمي: مَجْمَجَ بِي ونَجْنَجَ إِذا ذَهَب بكَ فِي الْكَلَامِ مَذْهباً عَلَى غَيْرِ الاسْتِقامة، وردَّكَ مِنْ حالٍ إِلى حالٍ. ابْنُ الأَعرابي: مَجَّ ونَجَّ، بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ وَقَالَ أَوس:
أُحاذِرُ نَجَّ الخَيلِ فَوْقَ سَراتِها،
…
ورَبًّا غَيُوراً، وَجْهُه يتمَعَّر
نَجَّتُها: إِلْقاؤُها زَوالَها «2» عَنْ ظُهُورِهَا. ونَجْنَجَ الرجُلَ: حَرَّكَه. ونَجْنَجَه عَنِ الأَمر: كَفَّه؛ قَالَ:
فَنَجْنَجَها عَنْ ماءِ حَلْيَةَ، بعد ما
…
بَدَا حاجِبُ الإِشْراق، أَو كَادَ يُشْرِقُ
والنَّجْنَجَةُ: الحَبس عَنِ المَرْعى. ونَجْنَجَ إِبلَه نَجْنَجَةً إِذا رَدَّهَا عَنِ الْمَاءِ. الْجَوْهَرِيُّ: نَجْنَجَ إِبِلَه إِذا ردَّها عَلَى الحَوض؛ وأَنشد بَيْتَ ذِي الرُّمَّةِ:
حَتَّى إِذا لَمْ يَجِدْ وَغْلًا ونَجنَجَها
والنَّجْنَجَةُ: تَرْديدُ الرأْي. ونَجْنَجت عيْنُه غَارَتْ. واليَنْجُوجُ والأَنجُوجُ: الْعُودُ الَّذِي يُتبَخَّرُ بِهِ؛ قَالَ أَبو دُوَادٍ:
يَكْتَبِينَ الأَنْجُوجَ فِي كَبَّةِ المَشْتَى،
…
وبُلْهٌ أَحْلامُهُنَّ وِسامُ
وَفِي حَدِيثِ
سَلْمَانَ: أُهْبِطَ آدَمُ مِنَ الْجَنَّةِ وَعَلَيْهِ إِكْلِيلٌ، فَتحاتَّ مِنْهُ عودُ الأَنْجُوج
؛ هُوَ لُغَةٌ فِي الْعُودُ الَّذِي يُتَبَخَّر بِهِ، وَالْمَشْهُورُ فِيهِ أَلَنْجوج ويَلَنْجُوج وأَلَنْجَج، والأَلف وَالنُّونُ زَائِدَتَانِ؛ وَفِي الْحَدِيثِ:
مَجامِرُهُمُ الأَلَنْجوج
؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: كأَنه يَلِجُّ فِي تَضَوُّعِ رائحتهِ، وَهُوَ انتشارُها.
نحج: النَّحْج: كِنَايَةٌ عَنِ النكاح، والخاء لغة.
نخج: نَخَجَ السيلُ فِي سَنَدِ الْوَادِي يَنْخِج نَخْجاً: صدَمه. ونَخَجَ الرجلُ المرأَة ينخُجُها «3» نَخْجاً: نَكَحَهَا. والنَّخَّاجةُ: الرشّاحةُ. والنَّخْج: أَن تَضَع المرأَةُ السِّقاءَ عَلَى رُكْبَتَيها ثُمَّ تَمْخُضه؛ وَقِيلَ: النَّخْج أَن تأْخذَ اللبنَ وَقَدْ رابَ، فتَصُبَّ لَبَنًا حَلِيبًا، فتخرُجَ الزُّبْدة فَشْفاشةً لَيْسَتْ لَهَا صلابةٌ. ابْنُ السِّكِّيتِ: والنَّخِيجَةُ زُبْدٌ رَقيقٌ يَخرُجُ مِنَ السِّقاء إِذا حُمِل عَلَى بَعير بَعْدَ مَا نُزِعَ زُبْدُه الأَول، فيُمْخَض فيخرُجُ منه زُبْدٌ رقيق. وَقَالَ غَيْرُهُ: هُوَ النَّخيجُ، بِغَيْرِ هاءٍ. وفُلانٌ ميمونُ
(1). قوله [وتنجنج لحمه إلخ] تبع الجوهري فيه. والذي في القاموس هو غلط، وإِنما هو تبجبج، بباءين انتهى. وفي شرحه أَصل الردّ للهروي في الغريبين.
(2)
. هكذا في الأَصل.
(3)
. قوله [ينخجها] ضبط في الأَصل كما ترى وهو مقتضى صنيع المجد. وأما نخج السيل، فضبط فيه المضارع، بالكسر، وصرح به شارح القاموس وقد سوى بينهما المجد في الإِطلاق.
الْعَرِيكَةِ والنخيجةِ وَالطَّبِيعَةِ، بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَيُقَالُ: النَّجْخَةُ، بِتَقْدِيمِ الْجِيمِ، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَلَا أَدري مَا صِحَّتُهُ. ونَخَجَ الدَّلوَ فِي الْبِئْرِ نَخْجاً ونَخَجَ بِهَا: حَرَّكَها فِي الْمَاءِ لِتَمْتلئَ، لُغَةٌ فِي مَخَجَهَا، إِذا خَضْخَضَها، وَزَعَمَ يَعْقُوبُ أَن نونَ نَخْجٍ بَدَلٌ مِنْ مِيمِ مَخْجٍ.
ندج: فِي حَدِيثِ
الزُّبَير: وقَطَع أُنْدُوجَ سَرْجِه
أَي لِبْدَه؛ قَالَ أَبو مُوسَى: هَكَذَا وَجَدْتُهُ بِالنُّونِ، قَالَ ابْنُ الأَثير: وأَحسَبُه بِالْبَاءِ.
نرج: النَّيْرَجُ والنَّوْرَجُ والنُّورَجُ، الأَخيرة يَمَانِيَةٌ وَلَا نَظِيرَ لَهُ: كلُّ ذَلِكَ المِدْوَسُ الَّذِي يُداسُ بِهِ الطَّعَامُ، حَدِيدًا كَانَ أَو خَشَبًا، وأَقْبَلَت الوَحْشُ والدَّوابُّ نَيْرَجاً، وَهِيَ تَعْدو نَيْرَجاً: وَهِيَ سرعةٌ فِي تردُّدٍ. وكلُّ سَرِيعٍ: نَيْرَجٌ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:
ظَلَّ يُبارِيها وظَلَّت نَيْرَجا
وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: النَوْرَجُ السرابُ. والنَّوْرَجُ: سِكَّة الحَرَّاث. والنِّيرَجُ: أُخَذٌ تُشْبِه السِّحْرَ، وَلَيْسَتْ بِحَقِيقَتِهِ، وَلَا كالسِّحْر، إِنما هُوَ تَشْبِيهٌ وَتَلْبِيسٌ. وريحٌ نَيْرَجٌ ونَوْرَجٌ: عاصِفٌ. وامرأَةٌ نَيْرَجٌ: دَاهِيَةٌ مُنكرة.
نزج: ابْنُ الأَعرابي: نَزَجَ إِذا رَقَصَ. غَيْرُهُ: النَّيزَجُ جَهازُ المرأَةِ إِذا كَانَ نازِيَ البَظْر طَويلَه؛ وأَنشد:
بذاكَ أَشْفِي النَّيْزَجَ الخِجاما
نسج: النَّسْجُ: ضَمُّ الشَّيْءِ إِلى الشَّيْءِ، هَذَا هُوَ الأَصلُ. نَسَجه يَنْسِجُه نَسْجاً فانْتَسَجَ ونَسَجت الريحُ الترابَ تَنْسِجُه نَسْجاً: سَحَبَتْ بعضَه إِلى بَعْضٍ. والريحُ تَنْسِج التُّرَابَ إِذا نَسَجت المَوْرَ والجَوْلَ عَلَى رُسومها «1» . وَالرِّيحُ تَنْسِجُ الماءَ إِذا ضَرَبَتْ مَتْنَه فانْتَسَجَتْ لَهُ طرائِقُ كالحُبُكِ. ونَسَجَت الريحُ الرَّبْعَ إِذا تَعاوَرَتْه رِيحانِ طُولًا وعَرْضاً، لأَن الناسِجَ يَعترِضُ النَّسِيجَةَ فيُلْحِمُ مَا أَطالَ مِنَ السَّدَى. ونَسَجَت الريحُ الماءَ: ضَرَبَتْه فانْتَسَجت فِيهِ طَرائِقُ؛ قَالَ زُهَيْرٌ يَصِفُ وَادِيًا:
مُكَلَّلٌ بعَمِيمِ النَّبْتِ، تَنْسِجُه
…
رِيحٌ خَريقٌ، لِضاحي مائِهِ حُبُك
ونَسَجت الريحُ الوَرقَ والهَشيمَ: جَمَعَتْ بعضَه إِلى بَعْضٍ؛ قَالَ حُميد بْنُ ثَوْرٍ:
وعادَ خُبَّازٌ يُسَقِّيه النَّدى
…
ذُراوَةً، تَنْسِجُه الهُوجُ الدُّرُجْ
والنَّسْج مَعْرُوفٌ، ونَسَجَ الحائِكُ الثوبَ يَنْسِجُه ويَنْسُجُه نَسْجاً، مِن ذَلِكَ لأَنه ضَمَّ السَّدَى إِلى اللُّحْمة، وَهُوَ النَّسّاجُ، وحِرْفَته النِّساجَة، وَرُبَّمَا سُمِّي الدَّرَّاعُ نَسَّاجاً. وَفِي حَدِيثِ
جَابِرٍ: فَقَامَ فِي نِساجةٍ مُلْتَحِفاً بها
؛ هي ضَرْبٌ مِنَ المَلاحِف مَنسوجة، كأَنها سُمِّيت بِالْمَصْدَرِ. وَقَالُوا فِي الرَّجُلِ الْمَحْمُودِ: هُوَ نَسِيجُ وحْدِه؛ وَمَعْنَاهُ أَن الثوبَ إِذا كَانَ كَرِيمًا لَمْ يُنْسَجْ عَلَى مِنْوالِه غيرُه لِدِقَّتِه، وإِذا لَمْ يَكُنْ كَرِيمًا نَفِيساً دَقِيقاً عُمِلَ عَلَى مِنْوالِه سَدَى عِدَّةِ أَثوابٍ؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: نَسيجُ وَحْدِه الَّذِي لَا يُعْمَلُ عَلَى مِثَالِهِ مِثْلُه؛ يُضْرَبُ مَثَلًا لِكُلِّ مَنْ بُولِغَ فِي مَدْحِه، وَهُوَ كَقَوْلِكَ: فُلَانٌ واحدُ عصرِه وقَرِيعُ قَومِه، فنَسيجُ وَحْدِه أَي لَا نظيرَ لَهُ فِي عِلم أَو غَيره،
(1). قوله [على رسومها] كذا بالأَصل، وعبارة الأَساس: ومن المجاز الريح تنسج رسم الدار، والتراب والرمل والماء إِذا ضربته فَانْتَسَجَتْ لَهُ طَرَائِقُ كَالْحُبُكِ.
وأَصلُه فِي الثَّوْبِ لأَنَّ الثوبَ الرفيعَ لَا يُنْسَجُ عَلَى مِنوالِه. وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ: مَنْ يَدُلُّني عَلَى نَسيجِ وَحْدِه؟
يُريدُ رَجُلًا لَا عَيْب فِيهِ، وَهُوَ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، وَلَا يُقَالُ إِلّا فِي الْمَدْحِ. وَفِي حَدِيثِ
عائشةَ أَنها ذَكَرَتْ عُمَرَ تَصِفُه، فَقَالَتْ: كَانَ واللهِ أَحْوَذِيّاً نَسِيجَ وَحْدِه
؛ أَرادت: أَنه كَانَ مُنْقَطِعَ القَرِينِ. والموضِعُ مَنْسِجٌ ومَنْسَجٌ. الأَزهري: مِنْسَجُ الثَّوْبِ، بِكَسْرِ الْمِيمِ، ومَنْسِجه حَيْثُ يُنْسَج، حَكَاهُ عَنْ شَمِرٍ. ابْنُ سِيدَهْ: والمِنْسَجُ والمِنْسِج، بِكَسْرِ الْمِيمِ، كلُّه: الْخَشَبَةُ والأَداة الْمُسْتَعْمَلَةُ فِي النِّساجة الَّتِي يُمَدُّ عَلَيْهَا الثَّوْبُ للنَّسْج؛ وَقِيلَ: المِنْسجُ، بِالْكَسْرِ، لَا غَيْرَ: الحَفُّ خَاصَّةً. ونَسَجَ الكذَّابُ الزُّورَ: لَفَّقَه. ونَسَج الشاعرُ الشِّعْر: نَظَمَه. والشاعرُ يَنْسِجُ الشِّعْر، والكذَّابُ يَنْسِجُ الزُّورَ، ونَسَجَ الغَيْثُ النباتَ، كلُّه عَلَى المَثَل. ونسَجَت الناقةُ فِي سيرِها تَنْسِجُ، وَهِيَ نَسُوجٌ: أَسْرَعَتْ نَقْلَ قوائِمِها؛ وَقِيلَ: النَّسُوجُ مِنَ الإِبل الَّتِي لَا يَثْبُت حِملُها وَلَا قَتَبُها عَلَيْهَا إِنما هُوَ مضطرِبٌ. وَنَاقَةٌ نَسُوجٌ وَسُوجٌ: تَنْسِج وتَسِجُ فِي سَيرها، وَهُوَ سُرعة نَقْلِها قَوائمَها. ومِنْسَجُ الدَّابَّةِ، بِكَسْرِ الْمِيمِ وَفَتْحِ السِّينِ، ومَنْسِجُه: أَسْفَلُ مِنْ حارِكه، وَقِيلَ: هُوَ مَا بَيْنَ العُرْف وَمَوْضِعِ اللِّبْد؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
مُسْتَقْبِل الرِّيحِ يَجري فَوقَ مَنْسِجِه،
…
إِذا يُراعُ اقْشَعَرَّ الكَشْحُ والعَضُد
أَراد: اقْشَعَرَّ الكَشحُ والعَضُدُ مِنْهُ. التَّهْذِيبُ: والمِنْسَجُ المُنْتَبِرُ مِنْ كَاثِبَةِ الدَّابَّةِ عِنْدَ مُنْتَهَى مَنْبِت العُرْف تحتَ القَرَبوس المقَدَّم؛ وَقِيلَ: سُمِّي مِنْسَجَ الفَرَسِ لأَن عَصَبَ العُنُق يَجيء قِبَلَ الظَّهْر، وعَصَبُ الظَّهْر يذهبُ قِبَلَ العُنُق فيَنْسِجُ عَلَى الكَتِفَين. أَبو عُبَيْدٍ: المَنْسِجُ والحارِك مَا شَخَص مِنْ فُروع الكَتِفَين إِلى أَصل العُنُق إِلى مُسْتوى الظَّهر، والكاهِلُ خَلْف المَنْسِج. وَفِي الْحَدِيثِ:
بَعَث رسولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، زيدَ بنَ حَارِثَةَ إِلى جُذامَ، فأَوّلُ مَنْ لَقِيهم رجُلٌ عَلَى فَرَسٍ أَدْهَم كَانَ ذَكرُه عَلَى مَنْسج فرَسِه
؛ قَالَ: المَنْسِجُ مَا بَيْنَ مَغْرِز العُنُق إِلى مُنْقَطَع الحارِك فِي الصُّلْب؛ وَقِيلَ: المَنْسِجُ والحاركُ والكاهِلُ مَا شَخَص مِنْ فُرُوعِ الكتِفَين إِلى أَصل العُنُق؛ وَقِيلَ: هُوَ، بِكَسْرِ الْمِيمِ، للفَرَس بِمَنْزِلَةِ الكاهِلِ مِنَ الإِنسان، والحارِك مِنَ الْبَعِيرِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
رجالٌ جاعِلو أَرماحِهِم عَلَى مَناسِجِ خُيُولِهِمْ
، هِيَ جَمْعُ المَنْسِج. ابْنُ شُمَيْلٍ: النَّسُوجُ مِنَ الإِبل الَّتِي تقدِّم جَهازَها إِلى كاهِلِها لِشِدَّةِ سَيرها. ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: النُّسُج السَّجَّادات.
نشج: النَّشِيج: الصَّوت. والنَّشِيج: أَشدُّ البُكاء، وَقِيلَ: هِيَ مَأَقَةٌ يَرْتَفِعُ لَهَا النفَسُ كالفُؤَاق. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: النَّشِيجُ مِثْلُ البُكاء للصبيِّ إِذا رَدَّدَ صوتَه فِي صدرِه وَلَمْ يُخْرجه. وَفِي حَدِيثُ
عُمَرَ، رحمه الله: أَنه صَلَّى الفجرَ بِالنَّاسِ فقَرأَ سُورَةَ يُوسُفَ، حَتَّى إِذا جَاءَ ذِكرُ يُوسُفَ بَكى حَتَّى سُمِعَ نَشِيجُه خَلْفَ الصُّفوف
؛ والفعْلُ مِنْ ذَلِكَ كلِّه نَشَجَ يَنْشِجُ. وَفِي حَدِيثِهِ الآخرِ:
فنَشَجَ حَتَّى اختَلَفَتْ أَضلاعُه.
وَفِي حَدِيثِ
عَائِشَةَ تَصِفُ أَباها، رضي الله عنهما: شَجِيّ النَّشِيجِ
؛ أَرادت أَنه كَانَ يُحْزِنُ مَن يَسْمَعُهُ يَقرأُ. أَبو عُبَيْدٍ: النَّشِيجُ مِثْلُ بُكاءِ
الصبيِّ إِذا ضُرِبَ فَلَمْ يُخْرِجْ بكاءَه وردَّدَه فِي صدرِه، وَلِذَلِكَ قِيلَ لِصَوت الْحِمَارِ: نَشِيج. ابْنُ الأَعرابي: النَّشِيجُ مِنَ الفَمِ، والخَنِينُ والنَّخِيرُ مِنَ الأَنْفِ. ونَشَجَ الْبَاكِي يَنْشِجُ نَشْجاً ونَشِيجاً إِذا غُصَّ بالبُكاءِ فِي حَلقِه مِنْ غَيْرِ انْتِحابٍ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: وَهُوَ إِذا غَصَّ البُكاءَ فِي حَلْقِه عِنْدَ الفَزْعة. وَفِي حَدِيثِ وَفاةِ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم:
فَنَشَجَ الناسُ يَبْكُونَ
؛ النَّشِيجُ: صوتٌ مَعَهُ تَوَجُّعٌ وبُكاءٌ كَمَا يُرَدِّدُ الصبيُّ بُكاءَه ونَحيبَه فِي صدرِه. والطَّعْنَة تَنْشِجُ عِنْدَ خُرُوجِ الدَّمِ: تَسْمَعُ لَهَا صَوتاً فِي جَوفِها، والقِدْرُ تَنْشِجُ عِنْدَ الغَلَيانِ. وعَبْرةٌ نُشُجٌ: لَهَا نَشِيجٌ. والحِمار يَنْشِجُ نَشِيجاً عِنْدَ الفَزَعِ؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هُوَ صَوتُ الحِمارِ، مِن غَيْرِ أَن يَذكُرَ فزَعاً. ونَشَجَ الحمارُ بصوتِه نَشِيجاً: ردَّدَه فِي صَدرِه؛ وَكَذَلِكَ نَشَجَ الزِّقُّ والحُبُّ والقِدرُ إِذا غَلى مَا فِيهِ حَتَّى يُسْمَع لَهُ صوتٌ. والضِّفْدَعُ يَنْشِجُ إِذا رَدَّد نَقْنَقَتَه؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ ماءَ مَطَر:
ضَفادِعُه غَرْقَى، رِواءٌ كأَنها
…
قِيانُ شُروبٍ، رَجْعُهنَّ نَشِيج
أَي رَجْعُ الضَّفادِع، وَقَدْ يَجوز أَن يكونَ رَجْعَ القِيانِ. ونَشَجَ المُطَرِّبُ يَنْشِجُ نَشِيجاً: جاشَتْ بِهِ «2» ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ قُدوراً:
لَهُنَّ نَشِيجٌ بالنَّشِيلِ، كأَنها
…
ضَرائِرُ حِرْمِيٍّ، تَفاحَش غارُها
والنَّشِيجُ: مَسِيلُ الْمَاءِ «3» وَالْجَمْعُ أَنْشاج. أَبو عَمْرٍو: الأَنْشاجُ مَجاري الماءِ، وَاحِدُهَا نَشَجٌ، بِالتَّحْرِيكِ؛ وأَنشد شِمْرٌ:
تَأَبَّدَ لأْيٌ مِنهمُ فَعُتائِدُهْ،
…
فَذُو سَلَمٍ أَنْشاجُه، فسَواعِدُهْ
والنَّشِيجُ: صَوتُ الْمَاءِ يَنْشِجُ، ونُشُوجُه فِي الأَرض أَن يُسْمَعَ لَهُ صوتٌ؛ قَالَ هِمْيَانُ:
حَتَّى إِذا مَا قَضَتِ الحَوائِجا،
…
ومَلأَتْ حُلَّابُها الخَلانِجا
مِنْهَا، وثَمُّوا الأَوْطُبَ النَّواشِجا
ثَمُّوا: أَصْلَحوا. والنُّوشَجانُ: قَبِيلَةٌ أَو بلدٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراه فارسيّاً.
نضج: نَضِجَ اللحمُ قَدِيداً وشِواءً، والعِنبُ والتَّمْرُ والثَمَرُ يَنْضَجُ نُضْجاً ونَضْجاً أَي أَدرَكَ. والنُّضْجُ: الِاسْمُ. يُقَالُ: جادَ نُضْجُ هَذَا اللحمِ، وَقَدْ أَنْضَجَه الطاهِي وأَنْضَجَه إِبّانُه، فَهُوَ مُنْضَجٌ ونَضِيجٌ وناضِجٌ، وأَنْضَجْتُه أَنا، وَالْجَمْعُ نِضاجٌ؛ قَالَ النَّمِر يَصِفُ الدَّجاج:
وَلَا يَنْفَعْنَني إِلّا نِضاجا
وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ، رضي الله عنه: فَتَرَكَ صِبْيَةً صِغاراً مَا يُنْضِجُون كُراعاً
أَي مَا يَطْبُخون كُراعاً لعَجْزهم وصِغَرِهم؛ يَعْنِي لَا يَكْفُون أَنفُسَهم خدمةَ مَا يأْكُلونه فَكَيْفَ غَيْرُهُ؟ وَفِي رِوَايَةٍ:
مَا تَسْتَنْضِجُ كُراعاً
؛ والكُراع: يَدُ الشاةِ. وَمِنْهُ حَدِيثُ
لُقْمَانَ: قريبٌ مِنْ نَضِيج، بَعيدٌ مِنْ نِيءٍ
؛ النضِيجُ: المَطْبُوخ، فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، أَراد أَنه يأْخُذُ مَا طُبخ لإِلْفِه المنزلَ وطُول مُكْثِه فِي الْحَيِّ، وأَنه لَا يأْكل النِّيء كَمَا يأْكلُ مَن أَعْجَلَه الأَمرُ عَنْ إِنضاج مَا اتَّخذَ، وَكَمَا يأْكل مَن غزا واصطاد.
(2). قوله: جاشت به: هكذا في الأَصل. وفي سائر المعاجم: نشج المُطرِبُ فصَلَ بين الصوتين ومدّ؛ وقد يكون سقط شيء من كلام المؤلف.
(3)
. قوله [والنشيج مسيل الماء] كذا بالأَصل.
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَاسْتَعْمَلَ أَبو حَنِيفَةَ الإِنْضاج فِي البَرْد فِي كِتَابِهِ المَوْسوم بِالنَّبَاتِ: المَهْروء الَّذِي قَدْ أَنضَجه البَرْدُ، قَالَ: وَهَذَا غَرِيبٌ إِذ الإِنضاج إِنما يَكُونُ فِي الْحَرِّ، فَاسْتَعْمَلَهُ هُوَ فِي البردِ. وَرَجُلٌ نَضِيجُ الرأْي: مُحْكَمُه، عَلَى المَثَلِ. وَفُلَانٌ لَا يُنْضِجُ الكُراعَ أَي أَنه ضَعيفٌ لَا غَناءَ عِنْدَهُ. ونَضِجَت الناقةُ بِوَلَدِهَا ونَضَّجَتْه، وَهِيَ مُنَضِّجٌ: جاوَزَت الحَقَّ بِشَهْرٍ وَنَحْوِهِ وَلَمْ تُنْتَج أَي زادَتْ عَلَى وقتِ الْوِلَادَةِ؛ قَالَ حُميد بْنُ ثَوْرٍ:
وصَهْباء مِنْهَا كالسَّفينة، نَضَّجَتْ
…
بِهِ الحَمْلَ، حَتَّى زادَ شَهْراً عَديدُها
ونوقٌ مُنَضِّجات؛ قَالَ عُوَيف القَوافي يَصِف بَعِيرًا لَهُ تأَخَّرتْ ولادتُه عَنْ حِينِه بِشَهْرٍ أَو قِراب شَهْرٍ:
هُوَ ابنُ مُنَضِّجاتٍ، كُنَّ قِدْماً
…
يَزِدْن عَلَى العَدِيدِ، قِرابَ شَهْرِ
وَلَمْ يَكُ بابنِ كاشِفة الضَّواحِي،
…
كأَنَّ غُرُورَها أَعْشارُ قِدْر
والمُنَضِّجة: الَّتِي تأَخَّرَتْ وِلادتُها عَنْ حِينِ الْوِلَادَةِ شَهْرًا، وَهُوَ أَقْوَى للوَلدِ. والضَّواحي: النَّواحي مِنَ الْجَسَدِ. وغُرورُ الجِلْدِ وَغَيْرِهِ: مَكاسِرُه، وَاحِدُهُ غَرٌّ. الأَصمعي: إِذا حَمَلَت الناقةُ فجازَت السَّنَةَ مِنْ يومَ لَقِحَتْ، قِيلَ: أَدْرَجَتْ ونَضَّجَتْ، وَقَدْ جَازَتِ الحَقَّ، وحَقُّها الوقتُ الَّذِي ضُرِبَتْ فِيهِ، وَيُقَالُ لَهَا: مِدْراج ومُنْضِجٌ؛ وأَنشد الْمُبَرِّدُ لِلطِّرِمَّاحِ:
أَنْضَجَتْه عشرينَ يَوماً ونِيلَتْ،
…
حينَ نِيلَتْ، يَعارَةً فِي العِراض
«1» سوفَ تُدْنِيكَ مِنْ لَمِيسَ سَبَنْداةٌ،
…
أَمارَتْ بالبَولِ ماءَ الكِراض
قَالَ: أَنْضَجَتْه عِشْرِينَ يَوْمًا، إِنما يُريد بعدَ الحَولِ مِنْ يومَ حَمَلتْ، فَلَا يَخرُجُ الوَلدُ إِلا مُحْكَماً؛ كَمَا قَالَ الْحُطَيْئَةُ:
لأَدْماء مِنْهَا كالسَّفينةِ، نَضَّجَتْ
…
بِهِ الحَولَ، حَتَّى زادَ شَهْرًا عَدِيدُها «2»
قَالَ الأَزهري: مَا ذُكِرَ فِي بَيْتِ الحُطَيئة مِنَ التَّنْضِيجِ هُوَ كَمَا فَسَّرَهُ الْمُبَرِّدُ، وأَما بَيْتُ الطِّرِمَّاحِ فَمَعْنَاهُ غيرُ مَا ذَهَبَ إِليه، لأَنَّ مَعْنَاهُ فِي بَيْتِهِ صِفةُ الناقةِ نفسِها بالقُوَّة، لَا قُوَّة وَلدِها؛ أَراد أَنَّ الفَحْلَ ضَرَبَها يَعارةً لأَنها كَانَتْ نجِيبةً، فضَنَّ بِهَا صاحبُها لنجابَتِها عَنْ ضِرابِ الفحلِ إِياها، فَعَارَضَهَا فحلٌ فضَرَبَها فأَرْتَجَتْ عَلَى مائِهِ عِشْرِينَ يَوْمًا، ثُمَّ أَلْقَتْ ذَلِكَ الماءَ قبلَ أَن يُثقِلَها الحَمْلُ فَتذهب مُنَّتُها، وروَى الرُّواةُ البيتَ:[أَضْمَرَتْه عِشْرِينَ يَوْمًا] لَا أَنْضَجَتْه، فإِن رُوِيَ أَنضَجته، فَمَعْنَاهُ أَنَّ ماءَ الفَحلِ نَضِجَ فِي رحِمِها فِي عِشْرِينَ يَوْمًا، ثُمَّ رَمَتْ بِهِ كَمَا تَرْمِي بوَلَدِها التَّمامِ الخَلْقِ وبَقِيَ لَهَا مُنَّتُها؛ وَقَالَ الشَّمَّاخُ:
وأَشْعَث قَدْ قدَّ السِّفارُ قَمِيصَه،
…
وَحَرُّ السَّوَاءِ بِالْعَصَا غيرُ مُنْضِج
وَقَدِ اسْتَعْمَلَ ثَعْلَبٌ نَضَّجته فِي المرأَة؛ وَقَالَ فِي قَوْلِهِ:
تَمَطَّتْ بِهِ أُمُّه فِي النِّفاسِ،
…
فَلَيْسَ بِيَتْنٍ وَلَا تَوْأَم
يُرِيدُ أَنها زَادَتْ عَلَى تِسْعَةِ أَشهر حَتَّى نَضَّجَتْه. ونَضَّجَت الناقةُ بِلَبَنِها إِذا بَلَغَتِ الْغَايَةَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراه وَهَماً، إِنما هُوَ نَضَّجَت بوَلَدِها.
(1). قوله [أَنضجته إلخ] هكذا في الأَصل بتقديم هَذَا الْبَيْتَ عَلَى مَا بعده، والذي في الصحاح في مادة كرض وفي شرح القاموس في مادة يعر وكرض تقديم الثاني على الأَول.
(2)
. قوله [لأَدماء] الذي في الصحاح وصهباء.
نعج: النَّعْجَة: الأُنثى مِنَ الضأْن والظِّباءِ والبقرِ الوَحْشِيّ والشَّاءِ الجَبَليّ، وَالْجَمْعُ نِعاجٌ ونَعَجات، والعربُ تَكْني بِالنَّعْجَةِ وَالشَّاةِ عَنِ المرأَة، وَيُسَمُّونَ الثَّوْرَ الوحْشِيَّ شَاةً؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَلَا يُقَالُ لِغَيْرِ البَقَرِ مِنَ الوَحْشِ نِعاج؛ وَفِي التَّنْزِيلِ فِي قصَّة دَاوُدَ، عليه الصلاة والسلام، وقولِ أَحدِ المَلَكَينِ اللَّذَينِ احْتكَما إِليه: إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ واحِدَةٌ
؛ وقرأَ الْحَسَنُ: وَلِيَ نِعجة وَاحِدَةٌ، فَعَسَى أَن يَكُونَ الكسرُ لُغَةً. ونِعاجُ الرَّمْلِ: هِيَ البَقَرُ، وَاحِدَتُهَا نَعجة؛ قَالَ الْفَارِسِيُّ: العربُ تُجْرِي الظباءَ مُجْرى المَعَزِ، والبَقَرُ مُجرى الضأْنِ، وَيَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُ أَبي ذُؤيب:
وَعَادِيَةٍ تُلْقي الثيابَ كأَنها
…
تُيوسُ ظِباءٍ، مَحْصها وانبِتارها
فَلَوْ أَجْرَوا الظِّباءَ مُجْرى الضأْنِ، لقالَ: كِباشُ ظِباءٍ؛ وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى أَنهم يُجْرون البقرَ مُجْرى الضأْنِ قولُ ذِي الرُّمَّةِ:
إِذا مَا رَآهَا راكِبُ الضِّيفِ، لَمْ يزلْ
…
يَرَى نَعْجةً فِي مَرْتَعٍ، فيُثِيرُها
موَلَّعَة خَنْساء لَيْسَتْ بنَعْجةٍ،
…
يُدَمِّنُ أَجْوافَ المِياهِ وَقِيرُها
فَلَمْ يَنْفِ المَوصوفَ بذاتِه الَّذِي هُوَ النَّعْجةُ، وَلَكِنَّهُ نَفَاهُ بالوَصْفِ؛ وَهُوَ قَوْلُهُ:
يُدَمِّنُ أَجواف الْمِيَاهِ وَقِيرُها
يَقُولُ: هِيَ نَعْجَةٌ وحَشِيَّةٌ لَا إِنْسِيَّةٌ تأْلَفُ أَجوافَ المياهِ أَولادُها، وَذَلِكَ نُصْبةُ الضأْنِيَّة وصِفَتُها لأَنها تأْلَفُ المِياهَ، وَلَا سِيَّما وَقَدْ خَصَّها بالوَقِيرِ، وَلَا يَقَعُ الوقِيرُ إِلَّا عَلَى الْغَنَمِ الَّتِي فِي السَّواد والحَضَرِ والأَريافِ. وناقةٌ ناعِجةٌ: يُصادُ عَلَيْهَا نِعاجُ الوحْشِ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَهِيَ مِنَ المَهْرِيّة؛ وَاسْتَعَارَهُ نَافِعُ بنُ لَقِيطٍ الفَقْعَسِيّ للبَقَرِ الأَهْليّ فَقَالَ:
كالثَّوْرِ يُضْرَبُ أَن تَعافَ نِعاجُه؛
…
وجَبَ العِيافُ، ضَرَبْتَ أَو لَمْ تَضْرِبِ
ونَعِجَ الرجلُ نَعَجاً، فَهُوَ نَعِجٌ: أَكلَ لحمَ ضأْن فثَقُلَ عَلَى قَلْبِهِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
كأَنّ القومَ عُشُّوا لَحْمَ ضأْنٍ،
…
فهُمْ نَعِجُونَ قَدْ مَالَتْ طُلاهمْ
يُرِيدُ أَنهم قَدِ اتَّخَموا مِنْ كَثْرَةِ أَكلِهم الدَّسَمَ فمالَتْ طُلاهُم، والطُّلى: الأَعْناقُ، والنَّعَجُ: الابيضاضُ الخالصُ، ونَعِجَ اللَّوْنُ الأَبيضُ يَنْعَجُ نَعَجاً ونُعوجاً، فَهُوَ نَعِجٌ: خَلَص بَيَاضُهُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ يصفُ بَقَرَ الْوَحْشِ:
فِي نَعِجاتٍ مِنْ بَياضٍ نَعِجَا،
…
كَمَا رَأَيْت فِي المُلاءِ البَرْدَجا
يُقَالُ: نَعِجَ يَنْعَجُ نَعَجاً مِثْلَ صَخِبَ يَصْخَبُ صَخَباً، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: نَعَجَ يَنْعُجُ نَعَجاً مِثْلَ طَلَبَ يَطْلُبُ طَلَباً. وامرأَة ناعِجةٌ: حسنَةُ اللَّونِ. وجمَلٌ ناعِجٌ: حَسنُ اللَّونِ مُكَرَّمٌ، والأُنثى بِالْهَاءِ؛ وَقِيلَ: الناعِجةُ البَيْضاءُ مِنَ الإِبلِ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي يُصادُ عَلَيْهَا نِعاجُ الوحشِ، وَهِيَ النَّواعِجُ؛ وَفِي شِعْرُ خُفافِ بنِ نُدْبَةَ:
والنَّاعِجات المُسْرِعات للنَّجا
يَعْنِي الخِفافَ مِنَ الإِبِلِ، وَقِيلَ: الحِسانَ الأَلوَانِ. وأَرضٌ ناعِجةٌ: مستويةٌ سهلةٌ مُكرمةٌ لِلنَّبَاتِ تُنْبِتُ الرِّمْثَ. والنَّواعِجُ والناعجاتُ مِنَ الإِبِلِ:
البيضُ الكريمةُ. وجَمَلٌ ناعِجٌ وناقةٌ ناعجةٌ. والنَّعْجُ: ضَرْبٌ مِنْ سَيرِ الإِبِلِ، وَقَدْ نَعَجَت الناقةُ نَعْجاً؛ وأَنشد:
يَا رَبِّ رَبِّ القُلُصِ النَّواعِجِ
والنَّواعِجُ مِنَ الإِبلِ: السِّراعُ؛ وَقَدْ نَعَجَت الناقةُ فِي سِيرها، بِالْفَتْحِ: أَسْرَعَت، لُغَةٌ فِي مَعَجَت. ونَعِجَت الإِبلُ تَنْعَجُ: سَمِنَتْ. وأَنْعَجَ القومُ إِنْعاجاً: نَعِجَتْ إِبِلُهُم أَي سَمِنتْ. قَالَ الأَزهري: قَالَ أَبو عَمْرو: وَهُوَ فِي شِعْر ذِي الرُّمَّةِ؛ قَالَ شَمِرٌ: نَعِجَتْ إِذا سَمِنَتْ حَرْفٌ غريبٌ، قَالَ: وفتَّشْتُ شِعْرَ ذِي الرُّمَّة فَلَمْ أَجِدْ هَذِهِ الْكَلِمَةَ فِيهِ. قَالَ الأَزهري: نَعِجَ بِمَعْنَى سَمِنَ حرفٌ صحيحٌ، ونظرَ إِليَّ أَعرابيٌّ كَانَ عهدُه بِي، وأَنا ساهِمُ الوجهِ، ثُمَّ رَآنِي وَقَدْ ثابَتْ إِليَّ نَفْسِي؛ فَقَالَ لِي: نَعِجْتَ أَيا فلانُ بعد ما رأَيتُك كالسَّعَفِ الْيَابِسِ؛ أَراد سَمِنْتَ وصَلَحْتَ. والنَّعَجُ: السِّمَنُ؛ يُقَالُ: قَدْ نَعِجَ هَذَا بَعدي أَي سَمِنَ. والنَّعَجُ: أَن يَرْبُوَ ويَنتفِخَ، وَقِيلَ: النَّهَجُ مِثلهُ. ومَنْعَجٌ، بِالْفَتْحِ «1»: موضع.
نفج: نَفَجَ الأَرنَبُ إِذا ثارَ؛ ونَفَجَت، وَهُوَ أَوْحَى عَدْوِها. وأَنْفَجَها الصائدُ: أَثارها مِنْ مَجْثَمِها؛ وَفِي حَدِيثِ
قَيْلةَ: فانْتَفَجَتْ مِنْهُ الأَرنبُ
أَي وَثَبَتْ. ونَفَجْتُه أَنا: أَثَرْتُه فثارَ مِنْ جُحْرِه؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:
فانْتَفَجْنا أَرنباً
أَي أَثَرْناها؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:
أَنه ذَكر فِتْنَتَين فَقَالَ: مَا الأُولى عِنْدَ الْآخِرَةِ إِلا كَنَفْجةِ أَرنبٍ
أَي كَوَثْبَتِه مِنْ مَجْثَمِه؛ يُريدُ تقليلَ مُدَّتِهَا. ابْنُ سِيدَهْ: نَفَجَ اليَرْبوعُ يَنْفِجُ ويَنْفُجُ نُفوجاً، وانْتَفَجَ: عَدَا. وأَنْفَجَه الصائدُ واسْتَنْفَجَه: اسْتَخْرَجَهُ، الأَخيرة عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد:
يَسْتَنْفِجُ الخِزّانَ مِنْ أَمْكائها
وكلُّ مَا ارتَفَعَ: فَقَدْ نَفَجَ وانْتَفَجَ وتَنَفَّجَ. ونَفَجَه هُوَ يَنْفُجُه نَفْجاً ونَفَجَت الفَرُّوجةُ مِنْ بَيْضَتِها أَي خرجَتْ. ونَفَجَ ثَدْيُ المرأَةِ قميصَها إِذا رَفَعَهُ. ورجلُ مُنْتَفِجُ الجَنْبينِ؛ وبعيرٌ مُنْتَفِجٌ إِذا خرجَتْ خواصِرُه. وَانْتَفَجَ جَنْبا الْبَعِيرِ: ارْتَفعا؛ وَفِي حَدِيثِ أَشراط السَّاعَةِ:
انْتِفاج الأَهِلَّةِ
؛ رُوِيَ بِالْجِيمِ، مِن انتفَج جَنْبا الْبَعِيرِ إِذا ارْتَفَعَا وعظُما خِلْقةً. ونَفَجْتُ الشيءَ فانْتفج أَي رفَعتُه وعظَّمْتُه. وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ، رضي الله عنه: نافِجاً حِضْنَيهِ
، كَنَّى بِهِ عَنِ التعاظُم والتكبُّر والخُيَلاء. ونَوافجُ المِسْك؛ معرَّبةٌ «2». ونَفَجَ السِّقاءَ نَفْجاً: مَلأَه؛ وَقَوْلُهُ:
فأَعْجَلَتْ شَنَّتَها أَن تُنْفَجا
يَعْنِي أَن تُمْلأَ مَاءً لِتُنْقى وتُغْسَلَ قَبْلَ أَن يُسْتَقى بِهَا؛ وَقِيلَ: أَعْجَلَتْ عَنْ أَن يُزادَ فِيهَا ماءٌ يُوَسِّعُها ويَرْفَعُها. وصوتٌ نافجٌ: جافٍ غليظٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
تسمعُ لِلأَعبُدِ زَجْراً نافِجا،
…
مِنْ قِيلِهم: أَيا هَجاً أَيا هَجا
(1). قوله [ومنعج بالفتح إلخ] عبارة القاموس ومنعج كمجلس: موضع، ووهم الجوهري في فتحه إلى آخره. وفي ياقوت أَن المشهور أَنه كمجلس. وقد روي كمقعد.
(2)
. قوله [ونوافج المسك إلخ] عبارة القاموس وشرحه والنافجة: وعاء المسك، معرب عن نافه. قال شيخنا: ولذلك جزم بعضهم بفتح فائها، وزعم صاحب المصباح أَنها عربية.
وَقِيلَ: أَراد بالزجْرِ النَّافِجِ الَّذِي يَنْفُجُ الإِبِلَ حَتَّى تتوسَّع فِي مَراتِعِها وَلَا تَجتَمع؛ وَيُقَالُ للإِبل الَّتِي يَرِثُها الرجلُ فتكثُرُ بِهَا إِبِلُه: نافِجةٌ؛ وَكَانَتِ العربُ تَقُولُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ لِلرَّجُلِ إِذا وُلِدَتْ لَهُ بنتٌ: هَنِيئًا لَكَ النافجةُ أَي المُعَظِّمَةُ لِمالِك، وَذَلِكَ أَنه يُزَوِّجُها فيأْخُذ مَهْرَها مِنَ الإِبِلِ، فيَضُمُّها إِلى إِبِلِه فيَنْفُجُها أَي يَرْفَعُها ويُكَثِّرُها. والنَّفْجُ: اسمُ مَا نُفِجَ بِهِ. وَرَجُلٌ نَفَّاجٌ إِذا كَانَ صاحبَ فَخْرٍ وكِبْرٍ؛ وَقِيلَ: نَفَّاجٌ يَفْخَرُ بِمَا لَيْسَ عِنْدَهُ، وَلَيْسَتْ بالعالِية؛ وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ: إِنَّ هَذَا البَجْباجَ النفَّاجَ لَا يَدْرِي مَا اللَّهُ
؛ النفَّاجُ: الَّذِي يَتَمَدَّحُ بِمَا لَيْسَ فِيهِ مِنْ الانْتِفاج الارتفاعِ. ورجلٌ نفَّاجٌ: ذُو نَفْجٍ، يَقُولُ مَا لَا يَفعلُ، ويَفتخِر بِمَا لَيْسَ لَهُ وَلَا فِيهِ. وامرأَةٌ نُفُجُ الحقِيبةِ إِذا كَانَتْ ضخْمةَ الأَرْدافِ والمَأْكَمِ؛ وأَنشد:
نُفُج الحَقيبةِ بَضَّة المُتَجَرَّدِ
وَفِي الْحَدِيثِ فِي صِفَةِ الزُّبَيْرِ:
كَانَ نُفُجَ الحَقِيبةِ
أَي عظيمَ العَجُزِ، وَهُوَ بِضَمِّ النُّونِ وَالْفَاءِ. والنِّفاجةُ: رُقْعَةٌ مُرَبَّعةٌ تَحْتَ كُمِّ الثوبِ. وتَنَفَّجَت الأَرنبُ: اقشعَرَّتْ، يَمَانِيَةٌ، وَكُلُّ مَا اجْتالَ: فَقَدِ انْتَفَجَ. والنوافِجُ: مُؤَخَّراتُ الضُّلوعِ، واحدُها نافجٌ ونافجةٌ، وتُسَمَّى الدَّخارِيصُ التنافيجَ لأَنها تَنْفُجُ الثوبَ فتُوَسِّعُه. وَيُقَالُ: مَا الَّذِي اسْتَنْفَجَ غضَبَكَ؟ أَي أَظْهَرَهُ وأَخرجه. ابْنُ الأَعرابي: النِّفِّيجُ، بِالْجِيمِ: الَّذِي يَجِيءُ أَجنبيّاً فيدخُل بَيْنَ القَومِ ويُسْمِلُ بَيْنَهُمْ ويُصلِحُ أَمْرَهم؛ وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: النِّفِّيجُ الَّذِي يَعْترضُ بَيْنَ الْقَوْمِ، لَا يُصْلِحُ وَلَا يُفْسِد. ونَفَجَت الريحُ: جَاءَتْ بَغْتَةً؛ وَقِيلَ: النافِجةُ كلُّ رِيحٍ تَبْدَأُ بشدَّةٍ؛ وَقِيلَ أَوّلُ كلِّ رِيحٍ تَبْدأُ بشدَّةٍ؛ قَالَ الأَصمعي: وأُرى فِيهَا بَرْداً. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: رُبَّمَا انْتَفَجَتِ الشَّمالُ عَلَى الناس بعد ما يَنامون، فتَكادُ تُهلِكُهم بالقُرِّ مِنْ آخرِ لَيْلتِهم، وَقَدْ كَانَ أَوَّلُ لَيْلتِهم دَفِيئاً. والنافجةُ: أَوَّلُ شَيْءٍ يَبْدَأُ بشدَّةٍ؛ تَقُولُ: نَفَجَت الريحُ إِذا جَاءَتْ بقُوَّةٍ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ ظَلِيمًا:
يَرْقَدُّ فِي ظِلِّ عَرَّاصٍ، ويَطْرده
…
حَفِيفُ نافِجَةٍ، عُثْنُونُها حَصِبُ
قَالَ شِمْرٌ: النافجةُ مِنَ الرياحِ الَّتِي لَا تَشْعُر حَتَّى تَنْتَفِجَ عَلَيْكَ؛ وانتِفاجُها: خروجُها عاصِفةً عَلَيْكَ، وأَنت غافلٌ، قَالَ: وَقَدْ تُسَمَّى السحابةُ الكثيرةُ المطرِ بِذَلِكَ، كَمَا يسمَّى الشيءُ باسمِ غيرهِ لكونهِ مِنْهُ بسببٍ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ:
راحَتْ لَهُ، فِي جُنُوحِ الليلِ، نافجةٌ،
…
لَا الضَّبُّ ممتنعٌ مِنْهَا، وَلَا الوَرَلُ
ثُمَّ قَالَ:
يَسْتَخرجُ الحَشَراتِ الخُشْنَ رَيِّقُها،
…
كأَنَّ أَرْؤُسَها فِي مَوْجِه الخَشَلُ
وَفِي حَدِيثِ المُستضعفَينَ بِمَكَّةَ:
فنَفَجَتْ بِهِمُ الطريقُ
أَي رمَتْ بِهِمْ فَجْأَةً. والنَّفِيجةُ: القَوسُ، وَهِيَ شَطيبةٌ مِنْ نَبْعٍ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَلَمْ يعرِفْه أَبو سَعِيدٍ بِالْحَاءِ؛ وَقَالَ مُلَيح الهُذَلي:
أَناخُوا مُعِيداتِ الوَجِيفِ، كأَنها
…
نفائجُ نَبْعٍ، لَمْ تُرَيَّعْ، ذَوابِلُ
وَفِي حَدِيثِ
أَبي بَكْرٍ، رضي الله عنه: أَنه كَانَ يَحْلُبُ لأَهْلِه بَعِيرًا، فَيَقُولُ: أُنْفِجُ أَم أُلْبِدُ؟
الإِنفاجُ: إِبانةُ الإِناء عَنِ الضَّرْعِ عِنْدَ الحَلْبِ حَتَّى تَعْلُوَه الرَّغوةُ، والإِلْبادُ: إِلصاقُه بالضَّرْعِ حَتَّى لَا تكونَ له رَغْوةٌ.
نفرج: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: عَنِ ابْنِ الأَعرابي: رجلٌ نِفرِجةٌ ونِفْراجَةٌ أَي جبانٌ ضعيفٌ.
نهج: طريقٌ نَهْجٌ: بَيِّنٌ واضِحٌ، وَهُوَ النَّهْجُ؛ قَالَ أَبو كَبِيرٍ:
فأَجَزْتُه بأَفَلَّ تَحْسَبُ أَثْرَهُ
…
نَهْجاً، أَبانَ بِذِي فَريغٍ مَخْرَفِ
والجمعُ نَهجاتٌ ونُهُجٌ ونُهوجٌ؛ قَالَ أَبو ذؤَيب:
بِهِ رُجُماتٌ بينهنَّ مَخارِمٌ
…
نُهوجٌ، كلَبَّاتِ الهَجائِنِ، فِيحُ
وطُرُقٌ نَهْجَةٌ، وسبيلٌ مَنْهَجٌ: كَنَهْجٍ. ومَنْهَجُ الطريقِ: وضَحُه. والمِنهاجُ: كالمَنْهَجِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهاجاً
. وأَنهَجَ الطريقُ: وضَحَ واسْتَبانَ وَصَارَ نَهْجاً واضِحاً بَيِّناً؛ قَالَ يزيدُ بنُ الخَذَّاقِ الْعَبْدِيُّ:
وَلَقَدْ أَضاءَ لَكَ الطريقُ، وأَنْهَجَتْ
…
سُبُلُ المَكارِمِ، والهُدَى تُعْدِي
أَي تُعِينُ وتُقَوِّي. والمِنهاجُ: الطريقُ الواضِحُ. واسْتَنْهَجَ الطريقُ: صَارَ نَهْجاً. وَفِي حَدِيثِ
الْعَبَّاسِ: لَمْ يَمُتْ رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، حَتَّى تَرَكَكُم عَلَى طريقٍ ناهِجةٍ
أَي واضحةٍ بَيِّنَةٍ. ونَهَجْتُ الطريقَ: أَبَنْتُه وأَوضَحتُه؛ يُقَالُ: اعْمَلْ عَلَى مَا نَهَجْتُه لَكَ. ونَهَجتُ الطريقَ: سَلَكتُه. وفلانٌ يَستَنهِجُ سبيلَ فلانٍ أَي يَسلُكُ مَسلَكَه. والنَّهْجُ: الطريقُ المستقيمُ. ونَهَجَ الأَمْرُ وأَنهَجَ، لُغتانِ، إِذا وضَحَ. والنَّهَجةُ: الرَّبْوُ يَعْلو الإِنسانَ والدابَّةَ، قَالَ اللَّيْثُ: وَلَمْ أَسمَعْ مِنْهُ فِعلًا. وَقَالَ غَيْرُهُ: أَنهَجَ يُنْهِجُ إِنهاجاً، ونَهَجْتُ أَنهِجُ نَهْجاً، ونهِجَ الرجلُ نَهَجاً، وأَنْهَجَ إِذا انْبَهَرَ حَتَّى يَقَعَ عَلَيْهِ النَّفَسُ مِنَ البُهْرِ، وأَنهَجَه غيرُه. يُقَالُ: فلانٌ يَنْهَجُ فِي النفَسِ، فَمَا أَدري مَا أَنهَجَه. وأَنهَجتُ الدابَّةَ: سِرْت عَلَيْهَا حَتَّى انْبَهَرَتْ. وَفِي حَدِيثِ قُدومِ المُسْتَضعَفِينَ بِمَكَّةَ:
فنَهِجَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، حَتَّى قَضى.
النَّهَجُ، بِالتَّحْرِيكِ، والنَّهِيجُ: الرَّبْوُ، وتواتُرُ النَّفَسِ مِنْ شدَّةِ الحركةِ، وأَفعَلَ مُتَعَدٍّ. وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ، رضي الله عنه: فضَرَبَه حَتَّى أُنْهِجَ
أَي وَقَعَ عَلَيْهِ الرَّبْوُ؛ يَعْنِي عُمَرَ. وَفِي حَدِيثِ
عَائِشَةَ: فَقَادَنِي وإِني لأَنْهَجُ.
وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنه رأَى رَجُلًا يَنْهَجُ
أَي يَرْبو مِنَ السِّمَن ويَلْهَثُ. وأَنْهَجَتِ الدابةُ: صارتْ كَذَلِكَ. وضَرَبَه حَتَّى أَنْهَجَ أَي انْبَسَط، وَقِيلَ: بَكى. ونَهَجَ الثوبُ ونَهُجَ، فَهُوَ نَهِجٌ، وأَنهَجَ: بَلِيَ وَلَمْ يَتَشَقَّقْ؛ وأَنْهَجَه البِلى، فَهُوَ مُنْهَجٌ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: أَنْهَجَ فِيهِ البِلى: اسْتَطار؛ وأَنشد:
كالثوبِ أَنْهَجَ فِيهِ البِلى،
…
أَعْيا عَلَى ذِي الحِيلَةِ الصانِع «3»
وَلَا يُقَالُ: نَهَجَ الثوبُ، وَلَكِنْ نَهِجَ. وأَنْهَجْتُ الثوبَ، فَهُوَ مُنْهَجٌ أَي أَخْلَقْتُه. أَبو عبيد: المُنْهَج
(3). قوله [كالثوب إلخ] كذا بالأَصل. والشطر الأَول منه غير موزون ولعل الأَصل إذ أَنهج.