الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فِي بَابِ الثِّيَابِ، وَقَدْ ذُكِرَ ذَلِكَ فِي مَوْضِعِهِ. والشِّيحُ: نَبَاتٌ سُهْلِيٌّ يُتَّخَذُ مِنْ بَعْضِهِ المَكانِسُ، وَهُوَ مِنَ الأَمْرار، لَهُ رَائِحَةٌ طَيِّبَةٌ وَطَعْمٌ مُرٌّ، وَهُوَ مَرْعًى لِلْخَيْلِ والنَّعَم ومَنابتُه القِيعانُ والرِّياض؛ قَالَ:
فِي زَاهِرِ الرَّوْضِ يُغَطِّي الشِّيحا
وَجَمْعُهُ شِيحانٌ؛ قَالَ:
يَلُوذُ بشِيحانِ القُرَى من مُسَفَّةٍ [مُسِفَّةٍ]
…
شَآمِيَةٍ، أَو نَفْحِ نَكْباءَ صَرْصَرِ
وَقَدْ أَشاحت الأَرضُ. والمَشْيُوحاءُ: الأَرض الَّتِي تُنْبِت الشِّيح، يُقُصَرُ وَيُمَدُّ؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ إِذا كَثُرَ نَبَاتُهُ بِمَكَانٍ قِيلَ: هَذِهِ مَشْيُوحاء. وَنَاقَةٌ شَيْحانة أَي سريعة.
فصل الصاد
صبح: الصُّبْحُ: أَوّل النَّهَارِ. والصُّبْحُ: الفجر. والصَّباحُ: نقيص المَساء، وَالْجَمْعُ أَصْباحٌ، وَهُوَ الصَّبيحةُ والصَّباحُ والإِصْباحُ والمُصْبَحُ؛ قَالَ اللَّهُ عز وجل: فالِقُ الْإِصْباحِ
؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: إِذا قِيلَ الأَمْسَاء والأَصْباح، فَهُوَ جَمْعُ المَساء والصُّبْح، قَالَ: وَمِثْلُهُ الإِبْكارُ والأَبْكارُ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ:
أَفْنَى رِياحاً وذَوِي رِياحِ،
…
تَناسُخُ الإِمْساءِ والإِصْباحِ
يُرِيدُ بِهِ المَساء والصُّبْحَ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: تَقُولُ العربُ إِذا تَطَيَّرُوا مِنَ الإِنسان وَغَيْرِهِ: صباحُ اللَّهِ لَا صَباحُك قَالَ: وإِن شِئْتَ نصبتَ. وأَصْبَحَ القومُ: دَخَلُوا فِي الصَّباح، كَمَا يُقَالُ: أَمْسَوْا دَخَلُوا فِي الْمَسَاءِ؛ وَفِي الْحَدِيثِ:
أَصْبِحُوا بالصُّبحِ فإِنه أَعظم للأَجر
أَي صَلُّوهَا عِنْدَ طُلُوعِ الصُّبْح؛ يُقَالُ: أَصْبَحَ الرَّجُلُ إِذا دَخَلَ فِي الصُّبْح؛ وَفِي التَّنْزِيلِ: وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ وَبِاللَّيْلِ
؛ وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: أَصْبَحْنا وأَمْسَينا أَي صِرْنَا فِي حِينِ ذَاكَ، وأَما صَبَّحْنا ومَسَّيْنا فَمَعْنَاهُ أَتيناه صَباحاً وَمَسَاءً؛ وَقَالَ أَبو عَدْنَانَ: الْفَرْقُ بَيْنَ صَبَحْنا وصَبَّحْنا أَنه يُقَالُ صَبَّحْنا بَلَدُ كَذَا وَكَذَا، وصَبَّحْنا فُلَانًا، فَهَذِهِ مُشَدَّدة، وصَبَحْنا أَهلَها خَيْرًا أَو شَرًّا؛ وَقَالَ النَّابِغَةُ:
وصَبَّحَه فَلْجاً فَلَا زَالَ كَعْبُه،
…
عَلَى كلِّ مَنْ عَادَى مِنَ الناسِ، عَالِيًا
وَيُقَالُ: صَبَّحَه بِكَذَا ومسَّاه بِكَذَا؛ كُلُّ ذَلِكَ جَائِزٌ؛ وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ يُنَبَّه مِنْ سِنَةِ الغَفْلة: أَصْبِحْ أَي انْتَبِهْ وأَبْصِرْ رُشْدَك وَمَا يُصْلِحُك؛ وَقَالَ رُؤْبَةَ:
أَصْبِحْ فَمَا مِنْ بَشَرٍ مَأْرُوشِ
أَي بَشَرٍ مَعِيبٍ. وَقَوْلُ اللَّهِ، عَزَّ مِنْ قَائِلٍ: فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ
أَي أَخذتهم الهَلَكة وَقْتَ دُخُولِهِمْ فِي الصَّبَاحِ. وأَصْبَحَ فُلَانٌ عَالِمًا أَي صَارَ. وصَبَّحك اللَّهُ بِخَيْرٍ: دُعاء لَهُ. وصَبَّحْته أَي قُلْتُ لَهُ: عِمْ صَباحاً؛ وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَلَا يُرادُ بالتشديد هاهنا التَّكْثِيرُ. وصَبَّحَ القومَ: أَتاهم غُدْوَةً وأَتيتهم صُبْحَ خامِسةٍ كَمَا تَقُولُ لِمُسْيِ خامسةٍ، وصِبْحِ خَامِسَةٍ، بِالْكَسْرِ، أَي لِصَباحِ خَمْسَةِ أَيام. وَحَكَى سِيبَوَيْهِ: أَتيته صَباحَ مَساءَ؛ مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَبْنِيهِ كَخَمْسَةَ عَشَرَ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُضِيفُهُ إِلا فِي حَدِّ الْحَالِ أَو الظَّرْفِ، وأَتيته صَباحاً وَذَا صَباحٍ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَا يُسْتَعْمَلُ إِلَّا ظَرْفًا، وَهُوَ ظَرْفٌ غَيْرُ مُتَمَكِّنٍ، قَالَ: وَقَدْ جَاءَ فِي لُغَةٍ لِخَثْعَم اسْمًا؛ قال
أَنس ابنُ نُهَيْكٍ:
عَزَمْتُ عَلَى إِقامةِ ذِي صباحٍ،
…
لأَمْرٍ مَا يُسَوَّدُ مَا يَسُودُ
وأَتيته أُصْبُوحةَ كُلِّ يَوْمٍ وأُمْسِيَّةَ كلِّ يَوْمٍ. قَالَ الأَزهري: صَبَحْتُ فُلَانًا أَتيته صَبَاحًا؛ وأَما قَوْلُ بُجَيْر بْنِ زُهير المزنيِّ، وَكَانَ أَسلم:
صَبَحْناهمْ بأَلفٍ مِنْ سُلَيْمٍ،
…
وسَبْعٍ مِنْ بَنِي عُثمانَ وَافَى
فَمَعْنَاهُ أَتيناهم صَباحاً بأَلف رَجُلٍ مِنْ سُليم؛ وَقَالَ الرَّاجِزُ:
نحْنُ صَبَحْنا عَامِرًا فِي دارِها
…
جُرْداً، تَعادَى طَرَفَيْ نَهارِها
يُرِيدُ أَتيناها صَبَاحًا بِخَيْلٍ جُرْد؛ وَقَوْلُ الشَّمَّاخ:
وتَشْكُو بعَيْنٍ مَا أَكَلَّ رِكابَها،
…
وقيلَ المُنادِي: أَصْبَحَ القومُ أَدْلِجِي
قَالَ الأَزهري: يسأَل السَّائِلُ عَنْ هَذَا الْبَيْتِ فَيَقُولُ: الإِدلاج سَيْرُ اللَّيْلِ، فَكَيْفَ يَقُولُ: أَصبح الْقَوْمُ، وَهُوَ يأْمر بالإِدلاج؟ وَالْجَوَابُ فِيهِ: أَن الْعَرَبَ إِذا قَرُبَتْ مِنَ الْمَكَانِ تُرِيدُهُ، تَقُولُ: قَدْ بَلَغْنَاهُ، وإِذا قَرَّبَتْ لِلسَّارِي طلوعَ الصُّبْحِ وإِن كَانَ غَيْرَ طَالِعٍ، تَقُولُ: أَصْبَحْنا، وأَراد بِقَوْلِهِ أَصبح القومُ: دَنَا وقتُ دُخُولِهِمْ فِي الصَّبَاحِ؛ قَالَ: وإِنما فَسَّرْتُهُ لأَن بَعْضَ النَّاسِ فَسَّرَهُ عَلَى غَيْرِ مَا هُوَ عَلَيْهِ. والصُّبْحة والصَّبْحة: نَوْمُ الْغَدَاةِ. والتَّصَبُّحُ: النَّوْمُ بِالْغَدَاةِ، وَقَدْ كَرِهَهُ بَعْضُهُمْ؛ وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنه نَهَى عَنِ الصُّبْحة
وَهِيَ النَّوْمُ أَوّل النَّهَارِ لأَنه وَقْتُ الذِّكر، ثُمَّ وَقْتُ طَلَبِ الْكَسْبِ. وَفُلَانٌ يَنَامُ الصُّبْحة والصَّبْحة أَي يَنَامُ حِينَ يُصْبح، تَقُولُ مِنْهُ: تَصَبَّح الرجلُ،؛ وَفِي حَدِيثِ
أُم زَرْعٍ أَنها قَالَتْ: وَعِنْدَهُ أَقول فَلَا أُقَبَّح وأَرْقُدُ فأَتَصَبَّحُ
؛ أَرادت أَنها مَكفِيَّة، فَهِيَ تَنَامُ الصُّبْحة. والصُّبْحة: مَا تَعَلَّلْتَ بِهِ غُدْوَةً. والمِصْباحُ مِنَ الإِبل: الَّذِي يَبْرُك فِي مُعَرَّسه فَلَا يَنْهَض حَتَّى يُصبح وإِن أُثير، وَقِيلَ: المِصْبَحُ والمِصْباحُ مِنَ الإِبل الَّتِي تُصْبِحُ فِي مَبْرَكها لَا تَرْعَى حَتَّى يَرْتَفِعَ النَّهَارُ؛ وَهُوَ مِمَّا يُسْتَحَبُّ مِنَ الإِبل وَذَلِكَ لقوَّتها وَسِمَنِهَا؛ قَالَ مُزَرِّد:
ضَرَبْتُ لَهُ بالسيفِ كَوْماءَ مِصْبَحاً،
…
فشُبَّتْ عَلَيْهَا النارُ، فَهِيَ عَقِيرُ
والصَّبُوحُ: كُلُّ مَا أُكل أَو شُرِبَ غُدْوَةً، وَهُوَ خِلَافُ الغَبُوقِ. والصَّبُوحُ: مَا أَصْبَحَ عِنْدَهُمْ مِنْ شَرَابِهِمْ فَشَرِبُوهُ، وَحَكَى الأَزهري عَنِ اللَّيْثِ: الصَّبُوحُ الْخَمْرُ؛ وأَنشد:
وَلَقَدْ غَدَوْتُ عَلَى الصَّبُوحِ، مَعِي
…
شَرْبٌ كِرامٌ مَنْ بَنِي رُهْمِ
والصَّبُوحُ مِنَ اللَّبَنِ: مَا حُلب بِالْغَدَاةِ. والصَّبُوحُ والصَّبُوحةُ: النَّاقَةُ الْمَحْلُوبَةُ بِالْغَدَاةِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. حُكِيَ عَنِ الْعَرَبِ: هَذِهِ صَبُوحِي وصَبُوحَتي. والصَّبْحُ: سَقْيُكَ أَخاك صَبُوحاً مِنْ لَبَنٍ. والصَّبُوح: مَا شُرِبَ بِالْغَدَاةِ فَمَا دُونَ الْقَائِلَةِ وفعلُكَ الإِصطباحُ؛ وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: الصَّبُوح اللَّبَنُ يُصْطَبَحُ، وَالنَّاقَةُ الَّتِي تُحْلَبُ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ: صَبُوح أَيضاً؛ يقال: هذه النَّاقَةُ صَبُوحِي وغَبُوقِي؛ قَالَ: وأَنشدنا أَبو لَيْلَى الأَعرابي:
مَا لِيَ لَا أَسْقِي حُبيْباتي
…
صَبائِحي غَبَائقي قَيْلاتي؟
والقَيْلُ: اللَّبَنُ الَّذِي يُشْرَبُ وَقْتَ الظَّهِيرَةِ. واصْطَبَحَ القومُ: شَرِبُوا الصَّبُوحَ.
وصَبَحَه يَصْبَحُه صَبْحاً، وصَبَّحَه: سَقَاهُ صَبُوحاً، فَهُوَ مُصْطَبحٌ؛ وَقَالَ قُرْطُ بْنُ التُّؤْم اليَشكُري:
كَانَ ابنُ أَسماءَ يَعْشُوه ويَصْبَحُه
…
مِنْ هَجْمةٍ، كفَسِيلِ النَّخْل، دُرَّارِ
يَعشوه: يَطْعَمُهُ عَشَاءً. والهَجْمة: الْقِطْعَةُ مِنَ الإِبل. ودُرَّار: مِنْ صِفَتِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ:
وَمَا لَنَا صَبِيٌّ يَصْطَبِحُ
أَي لَيْسَ لَنَا لَبَنٌ بِقَدْرِ مَا يَشْرَبُهُ الصَّبِيُّ بُكْرَة مِنَ الجَدْب وَالْقَحْطِ فَضْلًا عَنِ الْكَثِيرِ، وَيُقَالُ: صَبَحْتُ فُلَانًا أَي نَاوَلْتُهُ صَبُوحاً مِنْ لَبَنٍ أَو خَمْرٍ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ طَرَفَةَ:
مَتَّى تَأْتِنِي أَصبَحْكَ كأْساً رَوِيَّةً
أَي أَسقيك كأْساً؛ وَقِيلَ: الصَّبُوحُ مَا اصْطُبِحَ بِالْغَدَاةِ حَارًّا. وَمِنْ أَمثالهم السَّائِرَةِ فِي وَصْفِ الْكَذَّابِ قَوْلُهُمْ: أَكْذَبُ مِنَ الآخِذِ الصَّبْحانِ؛ قَالَ شَمِرٌ: هَكَذَا قَالَ ابْنُ الأَعرابي، قَالَ: وَهُوَ الحُوَارُ الَّذِي قَدْ شَرِبَ فَرَوِيَ، فإِذا أَردت أَن تَسْتَدِرَّ بِهِ أُمه لَمْ يَشْرَبْ لِرِيِّه دِرَّتها، قَالَ: وَيُقَالُ أَيضاً: أَكذب مِنَ الأَخِيذِ الصَّبْحانِ؛ قَالَ أَبو عَدْنَانَ: الأَخِيذُ الأَسيرُ. والصَّبْحانُ: الَّذِي قَدِ اصْطَبَحَ فَرَوِيَ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ رَجُلٌ كَانَ عِنْدَ قَوْمٍ فصَبَحُوه حَتَّى نَهَض عَنْهُمْ شَاخِصًا، فأَخذه قَوْمٌ وَقَالُوا: دُلَّنا عَلَى حَيْثُ كُنْتَ، فَقَالَ: إِنما بِتُّ بالقَفْر، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذ قَعَدَ يَبُولُ، فَعَلِمُوا أَنه بَاتَ قَرِيبًا عِنْدَ قَوْمٍ، فَاسْتَدَلُّوا بِهِ عَلَيْهِمْ واسْتَباحوهم، والمصدرُ الصَّبَحُ، بِالتَّحْرِيكِ. وَفِي الْمَثَلِ: أَعن صَبُوحٍ تُرَقِّق؟ يُضْرَبُ مَثَلًا لِمَنْ يُجَمْجِمُ وَلَا يُصَرِّح، وَقَدْ يُضْرَبُ أَيضاً لِمَنْ يُوَرِّي عَنِ الخَطْب الْعَظِيمِ بِكِنَايَةٍ عَنْهُ، وَلِمَنْ يُوجِبُ عَلَيْكَ مَا لَا يَجِبُ بِكَلَامٍ يُلَطِّفُهُ؛ وأَصله أَن رَجُلًا مِنَ الْعَرَبِ نَزَلَ بِرَجُلٍ مِنَ الْعَرَبِ عِشاءً فغَبَقَه لَبَناً، فَلَمَّا رَويَ عَلِقَ يُحَدِّثُ أُمَّ مَثْواه بِحَدِيثٍ يُرَقِّقه، وَقَالَ فِي خِلال كَلَامِهِ: إِذا كَانَ غَدًا اصْطَبَحْنَا وَفَعَلْنَا كَذَا، فَفَطِنَ لَهُ المنزولُ عَلَيْهِ وَقَالَ: أَعن صَبُوح تُرَقِّق؟ وَرُوِيَ عَنِ الشَّعْبيِّ أَنَّ رَجُلًا سأَله عَنْ رَجُلٍ قَبَّل أُم امرأَته، فَقَالَ لَهُ الشَّعْبِيُّ: أَعن صَبُوحٍ تُرَقِّقُ؟ حَرُمَتْ عَلَيْهِ امرأَته؛ ظَنَّ الشَّعْبِيُّ أَنه كَنَّى بِتَقْبِيلِهِ إِياها عَنْ جِمَاعِهَا؛ وَقَدْ ذُكِرَ أَيضاً فِي رَقَقَ. وَرَجُلٌ صَبْحانُ وامرأَة صَبْحَى: شُرْبًا الصَّبُوحَ مِثْلَ سَكْرَانَ وسَكْرَى. وَفِي الْحَدِيثِ
أَنه سُئِلَ: مَتَى تحلُّ لَنَا الْمَيْتَةُ؟ فَقَالَ: مَا لَمْ تَصْطَبِحُوا أَو تَغْتَبِقُوا أَو تَحْتَفُّوا بَقْلًا فشأْنكم بِهَا
؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: مَعْنَاهُ إِنما لَكُمْ مِنْهَا الصَّبُوحُ وَهُوَ الْغَدَاءُ، والغَبُوقُ وَهُوَ العَشاء؛ يَقُولُ: فَلَيْسَ لَكُمْ أَن تَجْمَعُوهُمَا مِنَ الْمَيْتَةِ؛ قَالَ: وَمِنْهُ قَوْلُ سَمُرة لِبَنِيهِ: يَجْزي مِنَ الضَّارُورةِ صَبُوحٌ أَو غَبُوقٌ؛ قَالَ الأَزهري وَقَالَ غَيْرُ أَبي عُبَيْدٍ: مَعْنَاهُ لِمَا سُئِلَ: مَتَى تَحِلُّ لَنَا الْمَيْتَةُ؟ أَجابهم فَقَالَ: إِذا لَمْ تَجِدُوا مِنَ اللَّبَنِ صَبُوحاً تَتَبَلَّغونَ بِهِ وَلَا غَبُوقاً تَجْتزِئون بِهِ، وَلَمْ تَجِدُوا مَعَ عَدَمكم الصَّبُوحَ والغَبُوقَ بَقْلَةً تأْكلونها ويَهْجأُ غَرْثُكم حلَّت لَكُمُ الْمَيْتَةُ حِينَئِذٍ، وَكَذَلِكَ إِذا وَجَدَ الرَّجُلُ غَدَاءً أَو عَشَاءً مِنَ الطَّعَامِ لَمْ تحلَّ لَهُ الْمَيْتَةُ؛ قَالَ: وَهَذَا التَّفْسِيرُ وَاضِحٌ بَيِّنٌ، وَاللَّهُ الْمُوَفِّقُ. وصَبُوحُ النَّاقَةِ وصُبْحَتُها: قَدْرُ مَا يُحْتَلَب مِنْهَا صُبْحاً. وَلَقِيَتْهُ ذاتَ صَبْحة وَذَا صبُوحٍ أَي حِينَ أَصْبَحَ وَحِينَ شَرِبَ الصَّبُوحَ؛ ابْنُ الأَعرابي: أَتيته ذاتَ الصَّبُوح وَذَاتَ الغَبُوق إِذا أَتاه غُدْوَةً وعَشِيَّةً؛ وَذَا صَباح وَذَا مَساءٍ وذاتَ الزُّمَيْنِ وذاتَ العُوَيمِ
أَي مُذْ ثَلَاثَةِ أَزمان وأَعوام. وصَبَحَ القومَ شَرًّا يَصْبَحُهم صَبْحاً: جاءَهم بِهِ صَباحاً. وصَبَحَتهم الخيلُ وصَبَّحَتهم: جاءَتهم صُبْحاً. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنه صَبَّح خَيْبَر
أَي أَتاها صَبَاحًا؛ وَفِي حَدِيثِ
أَبي بَكْرٍ:
كلُّ امرئٍ مُصَبَّحٌ فِي أَهله،
…
والموتُ أَدْنى مِنْ شِراك نَعْلِه
أَي مَأْتيٌّ بِالْمَوْتِ صَبَاحًا لِكَوْنِهِ فِيهِمْ وَقْتَئِذٍ. وَيَوْمُ الصَّباح: يَوْمُ الْغَارَةِ؛ قَالَ الأَعشى:
بِهِ تُرْعَفُ الأَلْفُ، إِذ أُرْسِلَتْ
…
غَداةَ الصَّباحِ، إِذا النَّقْعُ ثَارَا
يَقُولُ: بِهَذَا الْفَرَسِ يتقدَّم صاحبُه الأَلفَ مِنَ الْخَيْلِ يَوْمَ الْغَارَةِ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ إِذا نَذِرَتْ بِغَارَةٍ مِنَ الْخَيْلِ تَفْجَؤُهم صَباحاً: يَا صَباحاه يُنْذِرونَ الحَيَّ أَجْمَعَ بِالنِّدَاءِ الْعَالِي. وَفِي الْحَدِيثِ:
لَمَّا نَزَلَتْ. وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ؛ صَعَّدَ عَلَى الصَّفَا، وَقَالَ: يَا صَبَاحَاهُ
هَذِهِ كَلِمَةٌ تَقُولُهَا الْعَرَبُ إِذا صَاحُوا لِلْغَارَةِ، لأَنهم أَكثر مَا يُغِيرون عِنْدَ الصَّبَاحِ، ويُسَمُّونَ يومَ الْغَارَةِ يَوْمَ الصَّباح، فكأَنَّ القائلَ يَا صَبَاحَاهُ يَقُولُ: قَدْ غَشِيَنا العدوُّ؛ وَقِيلَ: إِن الْمُتَقَاتِلِينَ كَانُوا إِذا جاءَ اللَّيْلُ يَرْجِعُونَ عَنِ الْقِتَالِ فإِذا عَادَ النَّهَارُ عَادُوا، فكأَنه يُرِيدُ بِقَوْلِهِ يَا صَبَاحَاهُ: قَدْ جاءَ وقتُ الصَّبَاحِ فتأَهَّبوا لِلْقِتَالِ. وَفِي حَدِيثِ
سَلَمة بْنِ الأَكْوَع: لَمَّا أُخِذَتْ لِقاحُ رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، نادَى: يَا صَباحاه
وصَبَح الإِبلَ يَصْبَحُها صَبْحاً: سَقَاهَا غُدْوَةً. وصَبَّحَ القومَ الماءَ: وَرَده بِهِمْ صَبَاحًا. والصَّابِحُ: الَّذِي يَصْبَح إِبلَه الماءَ أَي يَسْقِيهَا صَبَاحًا؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي زُبَيْدٍ:
حِينَ لاحتَ للصَّابِحِ الجَوْزاء
وَتِلْكَ السَّقْية تُسَمِّيهَا الْعَرَبُ الصُّبْحَةَ، وَلَيْسَتْ بِنَاجِعَةٍ عِنْدَ الْعَرَبِ، ووقتُ الوِرْدِ المحمودِ مَعَ الضَّحاء الأَكبر. وَفِي حَدِيثِ
جَرِيرٍ: وَلَا يَحْسِرُ صابِحُها
أَي لَا يَكِلُّ وَلَا يَعْيا، وَهُوَ الَّذِي يَسْقِيهَا صَبَاحًا لأَنه يُورِدُهَا مَاءً ظَاهِرًا عَلَى وَجْهِ الأَرض. قَالَ الأَزهري: والتَّصْبِيحُ عَلَى وُجُوهٍ، يُقَالُ: صَبَّحْتُ القومَ الماءَ إِذا سَرَيْتَ بِهِمْ حَتَّى تُورِدَهُمُ الماءَ صَبَاحًا؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ:
وصَبَّحْتُهم مَاءً بفَيْفاءَ قَفْرَةٍ،
…
وَقَدْ حَلَّقَ النجمُ اليمانيُّ، فَاسْتَوَى
أَرادَ سَرَيْتُ بِهِمْ حَتَّى انتهيتُ بِهِمْ إِلى ذَلِكَ الْمَاءِ؛ وَتَقُولُ: صَبَّحْتُ الْقَوْمَ تَصْبِيحًا إِذا أَتيتهم مَعَ الصَّبَاحِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ عَنْتَرَةَ يَصِفُ خَيْلًا:
وغَداةَ صَبَّحْنَ الجِفارَ عَوابِساً،
…
يَهْدِي أَوائِلَهُنَّ شُعْثٌ شُزَّبُ
أَي أَتينا الجِفارَ صَبَاحًا؛ يَعْنِي خَيْلًا عَلَيْهَا فُرْسانها؛ وَيُقَالُ صَبَّحْتُ القومَ إِذا سَقَيْتَهُمُ الصَّبُوحَ. والتَّصْبيح: الغَداء؛ يُقَالُ: قَرِّبْ إِليَّ تَصْبِيحِي؛ وَفِي حَدِيثِ الْمَبْعَثِ:
أَن النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، كَانَ يَتِيماً فِي حجْر أَبي طَالِبٍ، وَكَانَ يُقَرَّبُ إِلى الصِّبْيان تَصْبِيحُهم فَيَخْتَلِسُونَ ويَكُفّ
أَي يُقَرَّبُ إِليهم غَدَاؤُهُمْ؛ وَهُوَ اسْمٌ بُني عَلَى تَفْعِيل مِثْلَ التَرْعِيب للسَّنام المُقَطَّع، وَالتَّنْبِيتِ اسْمٌ لِمَا نَبَتَ مِنَ الغِراس، وَالتَّنْوِيرُ اسْمٌ لنَوْر الشَّجَرِ. والصَّبُوح: الغَداء، والغَبُوق: العَشاء، وأَصلهما فِي الشُّرْبِ ثُمَّ اسْتُعْمِلَا فِي الأَكل. وَفِي الْحَدِيثِ:
مَنْ تَصَبَّحَ بِسَبْعِ تَمراتِ عَجْوَة
، هُوَ تَفَعَّلَ مِنْ صَبَحْتُ القومَ إِذا سَقَيْتَهُمُ الصَّبُوحَ.
وصَبَّحْتُ، بِالتَّشْدِيدِ، لُغَةٌ فِيهِ. والصُّبْحةُ والصَّبَحُ: سَوَادٌ إِلى الحُمْرَة، وَقِيلَ: لَوْنٌ قَرِيبٌ إِلى الشُّهْبَة، وَقِيلَ: لَوْنٌ قَرِيبٌ مِنَ الصُّهْبَة، الذكَرُ أَصْبَحُ والأُنثى صَبْحاء، تَقُولُ: رَجُلٌ أَصْبَحُ وأَسَد أَصْبَح بَيِّنُ الصَّبَح. والأَصْبَحُ مِنَ الشَّعَر: الَّذِي يُخَالِطُهُ بَيَاضٌ بِحُمْرَةِ خِلْقَة أَيّاً كانَ؛ وَقَدِ اصْباحَّ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الصَّبَحُ شِدَّةُ الْحُمْرَةِ فِي الشَّعَر، والأَصْبَحُ قَرِيبٌ مِنَ الأَصْهَب. وَرَوَى شَمِرٌ عَنْ أَبي نَصْرٍ قَالَ: فِي الشعَر الصُّبْحَة والمُلْحَة. وَرَجُلٌ أَصْبَحُ اللِّحْيَةِ: لِلَّذِي تَعْلُو شعرَه حُمْرةٌ، وَمِنْ ذَلِكَ قِيلَ: دَمٌ صُباحِيٌّ لشدَّة حُمْرَتِهِ؛ قَالَ أَبو زُبيد:
عَبِيطٌ صُباحِيٌّ مِنَ الجَوْفِ أَشْقَرا
وَقَالَ شَمِرٌ: الأَصْبَحُ الَّذِي يَكُونُ فِي سَوَادِ شَعْرِهِ حُمْرَةٌ؛ وَفِي حَدِيثِ الْمُلَاعَنَةِ:
إِن جاءَت بِهِ أَصْبَحَ أَصْهَبَ
؛ الأَصْبَحُ: الشَّدِيدُ حُمْرَةِ الشَّعْرِ، وَمِنْهُ صُبْحُ النَّهَارِ مُشْتَقٌّ مِنَ الأَصْبَح؛ قَالَ الأَزهري: ولونُ الصُّبْحِ الصَّادِقِ يَضْرِب إِلى الْحُمْرَةِ قَلِيلًا كأَنها لَوْنُ الشفَق الأَوّل فِي أَوَّل اللَّيْلِ. والصَّبَحُ: بَريقُ الْحَدِيدِ وَغَيْرِهِ. والمِصْباحُ: السِّرَاجُ، وَهُوَ قُرْطُه الَّذِي تَرَاهُ فِي القِنديل وَغَيْرِهِ، والقِراطُ لُغَةٌ، وَهُوَ قَوْلُ اللَّهِ، عز وجل: الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌ
. والمِصْبَحُ: المِسْرَجة. واسْتَصْبَح بِهِ: اسْتَسْرَجَ. وَفِي الْحَدِيثِ:
فأَصْبِحي سِراجَك
أَي أَصْلِحيها. وَفِي حَدِيثِ
جَابِرٍ فِي شُحوم الْمَيْتَةِ: ويَسْتَصْبِحُ بِهَا الناسُ
أَي يُشْعِلونَ بِهَا سُرُجَهم. وَفِي حَدِيثِ
يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا، عليهما السلام: كَانَ يَخْدُم بيتَ المقدِس نَهَارًا ويُصْبِحُ فِيهِ لَيْلًا
أَي يُسْرِجُ السِّراح. والمَصْبَح، بِالْفَتْحِ: مَوْضِعُ الإِصْباحِ ووقتُ الإِصْباح أَيضاً؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
بمَصْبَح الحمدِ وحيثُ يُمْسِي
وَهَذَا مَبْنِيٌّ عَلَى أَصل الْفِعْلِ قَبْلَ أَن يُزَادَ فِيهِ، وَلَوْ بُني عَلَى أَصْبَح لَقِيلَ مُصْبَح، بِضَمِّ الْمِيمِ؛ قَالَ الأَزهري: المُصْبَحُ الْمَوْضِعُ الَّذِي يُصْبَحُ فِيهِ، والمُمْسى الْمَكَانُ الَّذِي يُمْسَى فِيهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ:
قريبةُ المُصْبَحِ مِنْ مُمْساها
والمُصْبَحُ أَيضاً: الإِصباحُ؛ يُقَالُ: أَصْبَحْنا إِصباحاً ومُصْبَحاً؛ وَقَوْلُ النَّمِرِ بْنِ تَوْلَبٍ:
فأَصْبَحْتُ والليلُ مُسْتَحْكِمٌ،
…
وأَصْبَحَتِ الأَرضُ بَحْراً طَما
فَسَّرَهُ ابْنُ الأَعرابي فَقَالَ: أَصْبَحْتُ مِنَ المِصْباحِ؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: شَبَّهَ البَرْقَ بالليل بالمِصْباح، وشدَّ ذَلِكَ قولُ أَبي ذؤَيب:
أَمِنْك بَرْقٌ أَبِيتُ الليلَ أَرْقُبُه؟
…
كأَنه، فِي عِراصِ الشامِ، مِصْباحُ
فَيَقُولُ النَّمِرُ بْنُ تَوْلَبٍ: شِمْتُ هَذَا الْبَرْقَ والليلُ مُسْتَحْكِم، فكأَنَّ البرقَ مِصْباح إِذ الْمَصَابِيحُ إِنما تُوقَدُ فِي الظُّلَم، وأَحسن مِنْ هَذَا أَن يَكُونَ البرقُ فَرَّج لَهُ الظُّلْمةَ حَتَّى كأَنه صُبْح، فَيَكُونُ أَصبحت حِينَئِذٍ مِنَ الصَّباح؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: مَعْنَاهُ أَصْبَحْتُ فَلَمْ أَشْعُر بالصُّبح مِنْ شِدَّةِ الْغَيْمِ؛ والشَّمَعُ مِمَّا يُصْطَبَحُ بِهِ أَي يُسْرَجُ بِهِ. والمِصْبَحُ والمِصْباحُ: قَدَحٌ كَبِيرٌ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. والمَصابيح: الأَقْداح الَّتِي يُصْطبح بِهَا؛ وأَنشد:
نُهِلُّ ونَسْعَى بالمَصابِيحِ وَسْطَها،
…
لَهَا أَمْرُ حَزْمٍ لَا يُفَرَّقُ، مُجْمَعُ
ومَصابيحُ النُّجُومِ: أَعلام الْكَوَاكِبِ، وَاحِدُهَا مِصْباح. والمِصْباح: السِّنانُ العريضُ. وأَسِنَّةٌ صُباحِيَّةٌ،
كَذَلِكَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: لَا أَدري إِلامَ نُسِبَ. والصَّباحةُ: الجَمال؛ وَقَدْ صَبُحَ، بِالضَّمِّ، يَصْبُح صَباحة. وأَما مِنَ الصَّبَح فَيُقَالُ صَبِحَ «2» يَصْبَحُ صَبَحاً، فَهُوَ أَصْبَحُ الشَّعَرِ. وَرَجُلٌ صَبِيحٌ وصُباحٌ، بِالضَّمِّ: جَمِيلُ، وَالْجَمْعُ صِباحٌ؛ وَافَقَ الَّذِينَ يَقُولُونَ فُعال الَّذِينَ يَقُولُونَ فَعِيل لاعتِقابهما كَثِيرًا، والأُنثى فِيهِمَا، بِالْهَاءِ، وَالْجَمْعُ صِباحٌ، وَافَقَ مُذَكَّرَهُ فِي التَّكْسِيرِ لِاتِّفَاقِهِمَا فِي الْوَصْفِيَّةِ؛ وَقَدْ صَبُحَ صَباحة؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: الصَّبِيح الوَضِيءُ الْوَجْهِ. وَذُو أَصْبَحَ: مَلِكٌ مِنْ مُلُوكِ حِمْيَر «3» وإِليه تُنْسَبُ السِّياطُ الأَصْبَحِيَّة. والأَصْبَحِيُّ: السَّوْطُ. وصَباحٌ: حَيٌّ مِنَ الْعَرَبِ، وَقَدْ سَمَّتْ صُبْحاً وصَباحاً وصُبَيْحاً وصَبَّاحاً وصَبِيحاً ومَصْبَحاً. وَبَنُو صُباح: بُطُونٌ، بَطْنٌ فِي ضَبَّة وَبَطْنٌ فِي عَبْدِ القَيْس وَبَطْنٌ فِي غَنِيٍّ. وصُباحُ: حَيٌّ مِنْ عُذْرَة وَمِنْ عَبْدِ القَيْسِ. وصُنابِحُ: بَطْنٌ مِنْ مُراد.
صحح: الصُّحُّ والصِّحَّةُ «4» . والصَّحاحُ: خلافُ السُّقْمِ، وذهابُ الْمَرَضِ؛ وَقَدْ صَحَّ فُلَانٌ مِنْ عِلَّتِهِ واسْتَصَحَّ؛ قَالَ الأَعشى:
أَمْ كَمَا قَالُوا سَقِيمٌ، فَلَئِنْ
…
نَفَضَ الأَسْقامَ عَنْهُ، واسْتَصَحّ
لَيُعِيدَنْ لِمَعَدٍّ عَكْرَها،
…
دَلَجَ الليلِ وتأْخاذَ المِنَحْ
يَقُولُ: لَئِنْ نَفَضَ الأَسْقامَ الَّتِي بِهِ وبَرَأَ مِنْهَا وصَحَّ، لَيُعِيدَنَّ لمَعَدٍّ عَطْفَها أَي كَرَّها وأَخْذَها المِنَحَ. وصَحَّحه اللَّهُ، فَهُوَ صَحِيح وصَحاح، بِالْفَتْحِ، وَكَذَلِكَ صَحِيحُ الأَديم وصَحاحُ الأَديم، بِمَعْنًى، أَي غَيْرُ مَقْطُوعٍ، وَهُوَ أَيضاً البراءَة مِنْ كُلِّ عَيْبٍ وَرَيْبٍ؛ وَفِي الْحَدِيثِ:
يُقاسِمُ ابنُ آدَمَ أَهلَ النَّارِ قِسْمَةً صَحاحاً
؛ يَعْنِي قابيلَ الَّذِي قَتَلَ أَخاه هَابِيلَ أَي أَنه يُقَاسِمُهُمْ قِسْمَةً صَحِيحَةً، فَلَهُ نِصْفُهَا وَلَهُمْ نِصْفُهَا؛ الصَّحاحُ، بِالْفَتْحِ: بِمَعْنَى الصَّحيح؛ يُقَالُ: دِرْهَم صَحِيحٌ وصَحاحٌ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ بِالضَّمِّ كطُوال فِي طَوِيلٍ، وَمِنْهُمْ مَن يَرْوِيهِ بِالْكَسْرِ وَلَا وَجْهَ لَهُ. وَحَكَى ابْنُ دُرَيْدٍ عَنْ أَبي عُبَيْدَةَ: كَانَ ذَلِكَ فِي صُحِّه وسُقْمه؛ قَالَ: وَمِنْ كَلَامِهِمْ: مَا أَقرب الصَّحاحَ مِنَ السَّقَم وَقَدْ صَحَّ يَصِحُّ صِحَّةً، وَرَجُلٌ صَحاحٌ وصَحيحٌ مِنْ قَوْمٍ أَصِحَّاءَ وصِحاحٍ فِيهِمَا، وامرأَة صَحِيحَةٌ مِنْ نِسوة صِحاح وصَحائِحَ. وأَصَّحَ الرجلُ، فَهُوَ مُصِحٌّ: صَحَّ أَهلُه وَمَاشِيَتُهُ، صَحِيحًا كَانَ هُوَ أَو مَرِيضًا. وأَصَحَّ القومُ أَيضاً، وَهُمْ مُصِحُّون إِذا كَانَتْ قَدْ أَصابت أَموالَهم عاهةٌ ثُمَّ ارْتَفَعَتْ. وَفِي الْحَدِيثِ:
لَا يُورِدُ المُمْرِضُ عَلَى المُصِحّ
؛ المُصِحُّ الَّذِي صَحَّتْ مَاشِيَتُهُ مِنَ الأَمراض وَالْعَاهَاتِ، أَي لَا يُورِدُ مَن إِبله مَرْضَى عَلَى مَن إِبله صِحاح وَيَسْقِيهَا مَعَهَا، كأَنه كَرِهَ ذَلِكَ أَن يَظْهَرَ «5» بِمَالِ المُصِح مَا ظَهَرَ بِمَالِ المُمْرِض، فَيَظُنُّ أَنها أَعْدَتها فيأْثم بِذَلِكَ؛ وَقَدْ
قَالَ، صلى الله عليه وسلم: لَا عَدْوى
؛ وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ:
لَا يورِدَنَّ ذُو عَاهَةٍ عَلَى مُصِحٍ
أَي أَن الَّذِي قَدْ مَرِضَتْ مَاشِيَتُهُ لَا يَسْتَطِيعُ أَن يُورِدَ عَلَى الَّذِي مَاشِيَتُهُ صِحاحٌ. وَفِي الْحَدِيثِ:
الصَّوْم مَصَحَّةٌ ومَصِحَّةٌ
، بِفَتْحِ الصَّادِ وَكَسْرِهَا، وَالْفَتْحُ أَعلى، أَي يصح عليه؛ هو
(2). قوله [فيقال صبح إلخ] أي من باب فرح، كما في القاموس.
(3)
. قوله [مَلِكٍ مِنْ مُلُوكِ حِمْيَرٍ] من أَجداد الإِمام مالك بن أنس.
(4)
. قوله [الصح والصحة] قال شارح القاموس: قد وردت مصادر على فعل، بالضم، وفعلة، بالكسر، في أَلفاظ هذا منها، وكالقل والقلة، والذل والذلة، قاله شيخنا
(5)
. قوله [كَرِهَ ذَلِكَ أَنْ يَظْهَرَ] لفظ النهاية كره ذلك مخافة أن يظهر إلخ.
مَفْعَلة مِنَ الصِّحَّة الْعَافِيَةِ، وَهُوَ كَقَوْلِهِ فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ:
صُومُوا تَصِحُّوا.
والسَّفَر أَيضاً مَصَحَّة [مَصِحَّة]. وأَرض مَصَحَّة ومَصِحَّةٌ: بَرِيئَةٌ مِنَ الأَوْباء صَحِيحَةٌ لَا وَباءَ فِيهَا، وَلَا تَكْثُرُ فِيهَا العِلَلُ والأَسقامُ. وصَحاحُ الطَّرِيقِ: مَا اشتدَّ مِنْهُ وَلَمْ يَسْهُلْ وَلَمْ يُوطَأْ. وصَحاحُ الطريق: شدَّته؛ قَالَ ابْنُ مُقْبل يَصِفُ نَاقَةً:
إِذا واجَهَتْ وَجْهَ الطريقِ، تَيَمَّمَتْ
…
صَحاحَ الطريقِ، عِزَّةً أَن تَسَهَّلا
وصَحَّ الشيءَ: جَعَلَهُ صَحِيحًا. وصَحَّحْتُ الكتابَ والحسابَ تَصْحِيحًا إِذا كَانَ سَقِيمًا فأَصلحت خطأَه. وأَتيتُ فُلَانًا فأَصْحَحْتُه أَي وَجَدْتُهُ صَحِيحًا. وَالصَّحِيحُ مِنَ الشِّعْر: مَا سَلِمَ مِنَ النَّقْصِ، وَقِيلَ: كُلُّ مَا يُمْكِنُ فِيهِ الزِّحافُ فَسَلِمَ مِنْهُ، فَهُوَ صَحِيحٌ؛ وَقِيلَ: الصَّحِيحُ كُلُّ آخِرِ نِصْفٍ يَسْلَمُ مِنَ الأَشياء الَّتِي تَقَعُ عِللًا فِي الأَعاريض وَالضُّرُوبِ وَلَا تَقَعُ فِي الْحَشْوِ. والصَّحْصَحُ والصَّحْصاحُ والصَّحْصَحان: كُلُّهُ مَا اسْتَوَى مِنَ الأَرض وجَرِدَ، وَالْجَمْعُ الصَّحاصِحُ. والصَّحْصَحُ: الأَرضُ الجَرْداءُ الْمُسْتَوِيَةُ ذاتُ حَصًى صِغار. وأَرض صَحاصِحُ وصَحْصَحانٌ: لَيْسَ بِهَا شَيْءٌ وَلَا شَجَرٌ وَلَا قَرَارٌ لِلْمَاءِ، قَالَ: وقلَّما تَكُونُ إِلَّا إِلى سَنَدِ وادٍ أَو جَبَلٍ قَرِيبٍ مِنْ سَنَدِ وادٍ؛ قَالَ: والصَّحْراءُ أَشدُّ اسْتِوَاءً مِنْهَا؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
تَراهُ بالصَّحاصِحِ السَّمالِقِ،
…
كالسَّيفِ مِنْ جَفْنِ السِّلاحِ الدَّالِقِ
وَقَالَ آخَرُ:
وَكَمْ قَطَعْنا مِنْ نِصابِ عَرْفَجِ،
…
وصَحْصَحانٍ قُذُفٍ مُخَرَّجِ،
بِهِ الرَّذايا كالسَّفِينِ المُخْرَجِ
ونِصابُ العَرْفَج: نَاحِيَتُهُ. والقُذُفُ: الَّتِي لَا مَرْتَعَ بِهَا. والمُخَرَّجُ: الَّذِي لَمْ يَصِبْهُ مَطَرٌ؛ أَرضٌ مُخَرَّجة. فَشَبَّهَ شُخُوصَ الإِبل الحَسْرَى بشُخُوصِ السُّفُن؛ وَيُقَالُ: صَحْصاحٌ؛ وأَنشد:
حيثُ ارْثَعَنَّ الوَدْقُ فِي الصَّحْصاحِ
وَفِي حَدِيثِ
جُهَيْشٍ: وكائِنْ قَطَعْنا إِليك مِنْ كَذَا وَكَذَا وتَنُوفةٍ صَحْصَحٍ
؛ والصَّحْصَحُ والصَّحْصحة والصَّحْصَحانُ: الأَرض الْمُسْتَوِيَةُ الْوَاسِعَةُ. والتَّنُوفةُ: البَرِّيَّةُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ
ابْنِ الزُّبَيْرِ لَمَّا أَتاه قَتْلُ الضَّحَّاكِ، قَالَ: إِنَّ ثَعْلَبَ بْنَ ثَعْلَبٍ حَفَرَ بالصَّحْصحةِ، فأَخطأَت اسْتُه الحُفْرةَ
؛ وَهَذَا مَثَلٌ لِلْعَرَبِ تَضْرِبُهُ فِيمَنْ لَمْ يُصِبْ مَوْضِعَ حَاجَتِهِ، يَعْنِي أَن الضَّحَّاكَ طَلَبَ الإِمارة والتقدُّمَ فَلَمْ يَنَلْهَا. وَرَجُلٌ صُحْصُحٌ وصُحْصُوحٌ: يَتَتَبَّعُ دَقَائِقَ الأُمور فيُحْصِيها ويَعْلمُها؛ وَقَوْلُ مُلَيْحِ الْهُذَلِيِّ:
فَحُبُّكَ لَيْلى حِينَ يَدْنُو زَمانه،
…
ويَلْحاكَ فِي لَيْلى العَرِيفُ المُصَحْصِحُ
قِيلَ: أَراد الناصِحَ، كأَنه المُصَحِّحُ فِكْرَهُ التَّضْعِيفَ. والتَّرَّهاتُ الصَّحاصِحُ «1»: هِيَ الْبَاطِلُ، وَكَذَلِكَ التُّرَّهَاتُ البَسابِسُ، وَهُمَا بالإِضافة أَجودُ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ:
وَمَا ذِكْرُه دَهْماءَ، بعدَ مَزارِها
…
بنَجْرانَ، إِلَّا التُّرَّهاتُ الصَّحاصِحُ
وَيُقَالُ لِلَّذِي يأْتي بالأَباطيل: مُصَحْصِحٌ.
صدح: صَدَحَ الرجلُ يَصْدَحُ صَدْحاً وصُداحاً، وَهُوَ صَدَّاحٌ وصَدُوحٌ وصَيْدَحٌ: رَفَعَ صَوْتَهُ بِغِنَاءٍ أَو غَيْرِهِ. والقَيْنَةُ الصادحة: المغنية.
(1). قوله [والترهات الصحاصح إلخ] عبارة الجوهري: وَالتُّرَّهَاتُ الصَّحَاصِحُ هِيَ الْبَاطِلُ؛ هَكَذَا حَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ، وَكَذَلِكَ التُّرَّهَاتُ الْبَسَابِسُ، وَهُمَا بالإِضافة أجود عندي.
والصَّيْدَحُ والصَّدُوحُ والمِصْدَحُ: الصَّيَّاحُ. وصَدَحَ الطائرُ والغُرابُ والدِّيكُ يَصْدَحُ صَدْحاً وصُداحاً. صاحَ، وَاسْمُ الْفَاعِلِ مِنْهُ صَدَّاحٌ؛ قَالَ لَبِيدٌ يَرْثِي عامِرَ بنَ مَالِكِ بْنِ جَعْفَرٍ مُلاعِبَ الأَسِنَّة:
وفِتْيَةٍ كالرَّسَلِ القِماحِ،
…
باكَرْتُهُمْ بِحُلَلٍ وراحِ،
وزَعْفَرانٍ كَدَمِ الأَذْباحِ،
…
وقَيْنَةٍ ومِزْهَرٍ صَدَّاحِ
الرَّسَلُ: الْقِطْعَةُ مِنَ الإِبل. والقِماحُ: الرَّافِعَةُ رؤُوسها. والأَذْباحُ: جَمْعُ ذِبْحٍ، وَهُوَ مَا ذُبِحَ؛ وَقَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ:
مُطَوَّقة خَطْباء تَصْدَحُ كُلَّمَا
…
دَنَا الصيفُ، وانْزاحَ الربيعُ فأَنجَما
والصَّدْحُ أَيضاً: شِدَّةُ الصَّوْتِ وحِدَّته وَالْفِعْلُ كَالْفِعْلِ، وَالْمَصْدَرُ كَالْمَصْدَرِ. والصَّدُوحُ والصَّيْداحُ: الشَّدِيدُ الصَّوْتِ؛ قَالَ:
وذُعِرَتْ مِنْ زاجرٍ وَحْواحِ،
…
مُلازمٍ آثارَها، صَيْداحِ
والصَّيْدَحُ: الْفَرَسُ الشَّدِيدُ الصَّوْتِ. وصَدَحَ الحمارُ، وَهُوَ صَدُوحٌ: صَوَّتَ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ:
مُحَشْرِجاً ومَرَّةً صَدُوحا
وَقَالَ الأَزهري: قَالَ اللَّيْثُ الصَّدْحُ مِنْ شِدَّةِ صَوْتِ الدِّيكِ وَالْغُرَابِ وَنَحْوِهِمَا. وَحُكِيَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: الصَّدَحُ الأَسْوَدُ، وَقَالَ: قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ الصَّدَحُ أَنْشَزُ مِنَ العُنَّاب قَلِيلًا وأَشدُّ حُمْرَةً، وحُمْرَتُه تَضْرِبُ إِلى السَّوَادِ. وَذَكَرَ الأَزهري: الصَّدْحانُ آكامٌ صِغارٌ صِلابُ الحجارة، واحدها صَدَحٌ. والصَّدْحةُ والصَّدَحةُ والصُّدْحةُ: خَرَزَةٌ يُسْتَعْطَفُ بِهَا الرِّجَالُ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هِيَ خَرَزة تُؤَخِّذُ بِهَا النساءُ الرجالَ. والصَّدَحُ: حَجَرٌ عَرِيضٌ. وصَيْدَحُ: اسْمُ نَاقَةِ ذِي الرُّمَّةِ، وَفِيهَا يَقُولُ:
سَمِعْتُ: الناسُ يَنْتَجِعُونَ غَيْثاً،
…
فقلتُ لِصَيْدَحَ: انْتَجِعِي بِلالا «1»
صرح: الصَّرَحُ والصَّرِيحُ والصَّراحُ والصِّراح والصُّراحُ، وَالْكَسْرُ أَفصح: المَحْضُ الخالصُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ؛ رَجُلٌ صَرِيحٌ وصُرَحاء، وَهِيَ أَعلى «2» ، وَالِاسْمُ الصَّراحةُ والصُّرُوحةُ. وصَرُحَ الشيءُ: خَلُصَ. وَكُلُّ خَالِصٍ: صَريح. والصَّريحُ مِنَ الرِّجَالِ وَالْخَيْلِ: المَحْضُ، وَيُجْمَعُ الرِّجَالُ عَلَى الصُّرَحاء، وَالْخَيْلُ عَلَى الصَّرائح؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الصَّريح الرَّجُلُ الْخَالِصُ النِّسَبِ، وَالْجَمْعُ الصُّرَحاء؛ وَقَدْ صَرُحَ، بِالضَّمِّ، صَراحة وصُرُوحة؛ تقول: جَاءَ بَنُو تَمِيمٍ صَرِيحةً إِذا لَمْ يُخَالِطْهُمْ غَيْرُهُمْ؛ وَقَوْلُ الْهُذَلِيِّ:
وكَرَّمَ مَاءً صَريحا
أَي خَالِصًا، وأَراد بِالتَّكْرِيمِ التَّكْثِيرَ، قَالَ: وَهِيَ لُغَةٌ هُذَلِيَّةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ:
حَدِيثُ الْوَسْوَسَةِ ذَاكَ صَرِيحُ الإِيمان كَرَاهَتُكُمْ لَهُ صريحُ الإِيمان.
والصريحُ: الْخَالِصُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَهُوَ ضِدُّ الْكِنَايَةِ؛ يَعْنِي أَن صَرِيحَ الإِيمان هُوَ الَّذِي يَمْنَعُكُمْ مِنْ قَبُولِ مَا يُلْقِيهِ الشَّيْطَانُ فِي قُلُوبِكُمْ حَتَّى يَصِيرَ ذَلِكَ وَسُوسَةً لَا يَتَمَكَّنُ في قلوبكم،
(1). قوله [سمعت الناس إلخ] برفع الناس. هكذا ضبطه غير واحد. ووجدت بخط الجوهري: رأيت بدل سمعت، وهو خطأ، والصواب ما هنا فتأَمل؛ كذا بخط السيد مرتضى بهامش الأَصل.
(2)
. قوله [رَجُلٌ صَرِيحٌ وَصُرَحَاءُ وَهِيَ أَعلى] كذا بالأَصل، ولعل فيه سقطاً. والأَصل: رجل صريح من قوم صرائح وصرحاء وهي أَعلى. وعبارة القاموس وشرحه: وهو أي الرجل الخالص النسب الصريح من قوم صرحاء، وهي أعلى، وصرائح.
وَلَا تطمئنُّ إِليه نُفُوسُكُمْ؛ وَلَيْسَ مَعْنَاهُ أَن الْوَسْوَسَةَ نَفْسَهَا صَرِيحُ الإِيمان لأَنها إِنما تَتَوَلَّدُ مِنْ فِعْلِ الشَّيْطَانِ وَتَسْوِيلِهِ فَكَيْفَ تَكُونُ إِيماناً صَريحاً؟ وصَريحٌ: اسْمُ فحلٍ مُنْجِبٍ؛ وَقَالَ أَوْسُ بْنِ غَلْفاء الهُجَيْمِي:
ومِرْكَضَةٍ صَرِيحيٍّ أَبوها،
…
يُهانُ لَهَا الغُلامةُ والغُلامُ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده ومِرْكَضَةٌ صَرِيحِيٌّ، لأَن قَبْلَهُ:
أَعانَ عَلَى مِرَاسِ الحَرْبِ زَغْفٌ
…
مُضاعَفَةٌ، لَهَا حَلَقٌ تُؤامُ
وَفَرَسٌ صريحٌ مِنْ خَيْلٍ صَرائِحَ؛ والصَّريحُ: فَحْلٌ مِنْ خَيْلِ الْعَرَبِ مَعْرُوفٍ؛ قَالَ طُفيل:
عَناجِيجُ فيهنَّ الصَّريحُ ولاحِقٌ،
…
مَغاوِيرُ فِيهَا للأَرِيبِ مُعَقَّبُ
وَيُرْوَى مِنْ آلِ الصَّريح وأَعْوَجٍ، غَلَبَتِ الصِّفَةُ عَلَى هَذَا الْفَحْلِ فَصَارَتْ لَهُ اسْمًا. وأَتاه بالأَمر صُراحِيةً أَي خَالِصًا. وخَمْر صُراح وصُراحِية: خَالِصَةٌ. وكأْسٌ صُراحٌ: لَمْ تُشَبْ بِمَزْج؛ وَفِي حَدِيثِ
أُم مَعْبَدٍ:
دَعاها بِشاةٍ حائلٍ، فَتَحَلَّبَتْ
…
لَهُ بصَرِيحٍ، ضَرَّةُ الشاةِ، مُزْبِدِ
أَي لَبَنٍ خَالِصٍ لَمْ يُمْذَقْ. والضَّرَّة: أَصل الضَّرْع. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ عَبَّاسٍ: سُئِلَ مَتَى يَحِلُّ شِراءُ النَّخْلِ؟ قَالَ: حِينَ يُصَرِّحُ، قِيلَ: وَمَا التَّصْرِيحُ؟ قَالَ: حِينَ يَسْتَبين الحُلْوُ مِنَ المُرِّ
؛ قَالَ الْخَطَّابِيُّ: هَكَذَا يُرْوَى ويُفَسر، وَالصَّوَابُ يُصَوِّحُ، بِالْوَاوِ، وَسَيُذْكَرُ فِي مَوْضِعِهِ. والصُّراحِيَّة: آنيةٌ لِلْخَمْرِ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَلَا أَدري مَا صِحَّتُهُ. والصَّرَح، بِالتَّحْرِيكِ: الأَبيض الْخَالِصُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ؛ قَالَ الْمُتَنَخِّلُ الْهُذَلِيُّ:
تَعْلُو السُّيُوفُ بأَيديهم جَماجِمَهم،
…
كَمَا يُفَلَّقُ مَرْوُ الأَمْعَزِ الصَّرَحُ
وأَورد الأَزهري وَالْجَوْهَرِيُّ هَذَا الْبَيْتَ مُسْتَشْهِدًا بِهِ عَلَى الْخَالِصِ مِنْ غَيْرِ تَقْيِيدٍ بالأَبيض. وأَبْيَضُ صَرَاحٌ، كَلَياحٍ: خالصٌ ناصعٌ. والصَّريحُ: اللَّبَنُ إِذا ذَهَبَتْ رَغْوَتُه. وَلَبَنٌ صَريح: سَاكِنُ الرَّغْوَةِ خَالِصٌ. وَفِي الْمَثَلِ: بَرَزَ الصريحُ بِجَانِبِ المَتْنِ؛ يُضْرَبُ هَذَا للأَمر الَّذِي وَضَحَ. وَنَاقَةٌ مِصْراح: قَلِيلَةُ الرَّغْوَةِ خَالِصَةُ اللَّبَنِ؛ الأَزهري: يُقَالُ لِلنَّاقَةِ الَّتِي لَا تُرَغِّي: مِصْراح يَفْتُرُ شَخْبُها وَلَا تُرَغِّي أَبداً. وَبَوْلٌ صَرِيحٌ: خَالِصٌ لَيْسَ عَلَيْهِ رَغْوَةٌ؛ قَالَ الأَزهري: يُقَالُ للَّبن وَالْبَوْلِ صَرِيحٌ إِذا لَمْ يَكُنْ فِيهِ رَغْوَةٌ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ:
يَسُوفُ مِنْ أَبْوالِها الصَّريحا
وصَرِيحُ النُّصْحِ: مَحْضُه. وَيَوْمٌ مُصَرِّحٌ أَي لَيْسَ فِيهِ سَحَابٌ؛ وَهُوَ فِي شِعْرِ الطِّرِمَّاح فِي قَوْلِهِ يَصِفُ ذِئْبًا:
إِذا امْتَلَّ يَهْوِي، قلتَ: ظِلُّ طَخاءةٍ،
…
ذَرَى الرِّيحُ فِي أَعْقابِ يومٍ مُصَرِّحِ
امْتَلَّ: عَدَا. وطَخاءَة: سَحَابَةٌ خَفِيفَةٌ أَي ذَرَّاهُ الرِّيح فِي يَوْمٍ مُصْحٍ؛ شَبَّهَ الذِّئْبَ فِي عَدْوِهِ فِي الأَرض بِسَحَابَةٍ خَفِيفَةٍ فِي نَاحِيَةٍ مِنْ نَوَاحِي السَّمَاءِ. وصَرَّحَتِ الخَمْر تَصْرِيحًا: انْجَلَى زَبَدُها فَخَلَصَتْ، وَهُوَ التصريحُ؛ تَقُولُ: قَدْ صَرَّحَتْ مِنْ بَعْدِ تَهْدارٍ وإِزْبادٍ. وتَصَرَّحَ الزَّبَدُ عَنْهَا: انْجَلَى فَخَلَصَ؛
قَالَ الأَعشى:
كُمَيْتاً تَكَشَّفُ عَنْ حُمْرَةٍ،
…
إِذا صَرَّحَتْ بعدَ إِزْبادِها
وانْصَرَحَ الحقُّ أَي بانَ، وكَذِبٌ صُرْحانٌ: خالِصٌ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَلَقِيتُهُ مُصارَحةً ومُقارَحةً وصُراحاً وصِراحاً وكِفاحاً بِمَعْنًى وَاحِدٍ إِذا لَقِيتَهُ مُوَاجَهَةً؛ قَالَ:
قَدْ كنتُ أَنْذَرْتُ أَخا مَنَّاحِ
…
عَمْراً، وعَمْرٌو عُرْضةُ الصُّرَاحِ
وشَتَمْتُ فُلَانًا مُصارَحة وصُراحاً وصِراحاً أَي كِفاحا وَمُوَاجَهَةً، وَالِاسْمُ الصُّراحُ، بِالضَّمِّ. وكَذِبٌ صُراحِيَةٌ وصُراحِيٌّ وصُراحٌ: بَيِّنٌ يَعْرِفُهُ الناسُ. وَتَكَلَّمَ بِذَلِكَ صُراحاً وصِراحاً أَي جِهَارًا. وَيُقَالُ: جَاءَ بِالْكُفْرِ صُراحاً خَالِصًا أَي جِهَارًا؛ قَالَ الأَزهري: كأَنه أَراد صَريحاً. وصَرَّحَ فلانٌ بِمَا فِي نَفْسِهِ وصارَحَ: أَبداه وأَظهره؛ وأَنشد أَبو زِيَادٍ:
وإِني لأَكْنُو عَنْ قَذُورٍ بِغَيْرِهَا،
…
وأُعْرِبُ أَحياناً بِهَا، فأُصارِحُ
أَمُنْحَدِراً تَرْمي بكَ العِيسُ غُرْبَةً،
…
ومُصْعِدَة بَرْحٌ لعينيكَ بارِحُ؟
وَفِي الْمَثَلِ: صَرَّحَ الحقُّ عَنْ مَحْضِهِ أَي انْكَشَفَ. الأَزهري: وصَرَحَ الشيءَ وصَرَّحه وأَصْرَحه إِذا بَيَّنه وأَظهره؛ وَيُقَالُ: صَرَّحَ فلانٌ مَا فِي نَفْسِه تَصْرِيحًا إِذا أَبداه. والتصريحُ: خلافُ التَّعْرِيضِ؛ وَمِنْ أَمثال الْعَرَبِ: صَرَّحَتْ بِجِدَّان وجِلْدانَ «1» إِذا أَبدى الرجلُ أَقْصَى مَا يُرِيدُهُ. والصُّراحُ: اللَّبَنُ الرَّقِيقُ الَّذِي أُكْثِرَ ماؤُه فَتَرى فِي بَعْضِهِ سُمْرَة مِنْ مَائِهِ وخُضْرَةً. والصُّراحُ: عَرَق الدَّابَّةِ يَكُونُ فِي الْيَدِ؛ كَذَا حَكَاهُ كُرَاعٌ، بِالرَّاءِ، وَالْمَعْرُوفُ الصُّمَاحُ. والصَّرْحُ: بَيْتٌ وَاحِدٌ يُبْنى مُنْفَرِدًا ضَخْماً طَوِيلًا فِي السَّمَاءِ؛ وَقِيلَ: هُوَ القَصْرُ؛ وَقِيلَ: هُوَ كُلُّ بِنَاءٍ عَالٍ مرتفع؛ وفي التنزيل: نَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوارِيرَ
؛ وَالْجَمْعُ صُرُوحٌ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
عَلَى طُرُقٍ كنُحُورِ الظِّباءِ،
…
تَحْسِبُ آرامَهُنَّ الصُّرُوحا
وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: يلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ
؛ قَالَ: الصَّرْحُ، فِي اللُّغَةِ، القَصْرُ والصَّحْنُ؛ يقال: هذه صَرْحةُ الدَّارِ وقارِعَتُها أَي سَاحَتُهَا وعَرْصَتُها؛ وَقَالَ بعضُ المُفَسرين: الصَّرْحُ بَلاطٌ اتُّخِذَ لَهَا مِنْ قَوارير. والصَّرْحُ: الأَرض المُمَلَّسةُ. والصَّرْحةُ: مَتْنٌ مِنَ الأَرض مُسْتَوٍ. والصَّرْحةُ مِنَ الأَرض: مَا اسْتَوَى وَظَهَرَ؛ يُقَالُ: هُمْ فِي صَرْحةِ المِرْبَدِ وصَرْحةِ الدَّارِ، وَهُوَ مَا اسْتَوَى وَظَهَرَ؛ وإِن لَمْ يَظْهَرْ، فَهُوَ صَرْحة بَعْدَ أَن يَكُونَ مُسْتَوِيًا حَسَنًا، قَالَ: وَهِيَ الصَّحْرَاءُ فِيمَا زَعَمَ أَبو أِسلم؛ وأَنشد لِلرَّاعِي:
كأَنها، حينَ فاضَ الماءُ واخْتَلَفَتْ،
…
فَتْخاءُ، لاحَ لَهَا، بالصَّرْحةِ، الذِّيبُ
والصَّرْحةُ: مَوْضِعٌ. وصِرْواحُ: حِصْن بِالْيَمَنِ؛ أَمر سُلَيْمَانُ، عليه السلام، الجنَّ فَبَنَوْه لِبَلْقِيسَ، وَهُوَ فِي الصِّحَاحِ معرَّف بالأَلف وَاللَّامِ. وَتَقُولُ: صَرَّحَتْ كَحْلُ أَي أَجْدَبَت وَصَارَتْ صَرِيحَةً أَي خَالِصَةً فِي الشدَّة؛ وَكَذَلِكَ تَقُولُ: صَرَّحَتِ السَّنَةُ إِذا ظَهَرَتْ جُدُوبَتُها؛ قَالَ سَلامة بنُ جَنْدل:
(1). قوله [صرحت بجدان وجلدان] الضمير في صرحت للقصة، وروي إعجام الدال وإهمالها، وانظر ياقوت والميداني.
قومٌ إِذا صَرَّحَتْ كَحْلٌ، بُيوتُهُمُ
…
مَأْوَى الضُّيوفِ، ومأْوى كلِّ قُرْضوبِ «1»
القُرْضُوبُ: الفقيرُ. والصُّمارِحُ، بِالضَّمِّ: الخالصُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ. وَيُرْوَى الصُّمادِحُ، بِالدَّالِ، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَلَا أَظنه مَحْفُوظًا.
صردح: الصَّرْدَحَةُ: الصَّحْرَاءُ الَّتِي لَا تَنْبُتُ، وَهِيَ غَلْظٌ مِنَ الأَرض مُسْتَوٍ. والصَّرْدَحُ: الْمَكَانُ الْمُسْتَوِي، والصِّرْداحُ مِثْلُهُ. والصَّرْدَحُ والصِّرْداحُ: المكانُ الصُّلْبُ؛ وَقِيلَ: الصَّرْدح الْمَكَانُ الْوَاسِعُ الأَمْلَسُ الْمُسْتَوِي؛ وَقِيلَ: الصِّرْداحُ الْفَلَاةُ الَّتِي لَا شَيْءَ فِيهَا؛ عَنْ كُرَاعٍ. ابْنُ شُمَيْلٍ: الصَّرادِحُ وَاحِدَتُهَا صَرْدَحة، وَهِيَ الصَّحْرَاءُ الَّتِي لَا شَجَرَ بِهَا وَلَا نَبْتَ، وَهِيَ غَلْظٌ مِنَ الأَرض، وَهِيَ مُسْتَوِيَةٌ. أَبو عَمْرٍو: الصَّرادِحُ الأَرضُ الْيَابِسَةُ الَّتِي لَا شَيْءَ بِهَا. وَفِي حَدِيثِ
أَنس: رأَيت الناسَ فِي إِمارة أَبي بَكْرٍ جُمِعوا فِي صَرْدَح يَنْفُذُهم البَصَرُ ويُسْمِعُهم الصوتُ
؛ الصَّرْدح: الأَرض الْمَلْسَاءُ، وَجَمْعُهَا صَرادِحُ. وضَرْبٌ صُرادِحِيٌّ وصُمادِحِيٌّ: شَدِيدٌ بَيِّنٌ.
صرطح: الصَّرْطَحُ: الْمَكَانُ الصُّلْبُ، وَكَذَلِكَ الصِّرْداحُ «2» ، وَالسِّينُ لُغَةٌ.
صرفح: الصَّرَنْفَحُ: الشَّدِيدُ الْخُصُومَةِ وَالصَّوْتُ كالصَرَنْقَح، وصَرَّحَ ثَعْلَبٌ بأَن الْمَعْرُوفَ إِنما هُوَ بالفاء.
صرقح: الصَّرَنْقَحُ: الْمَاضِي الجَريء؛ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الصَّرَنْقَحُ الشَّدِيدُ الْخُصُومَةِ وَالصَّوْتِ، وأَنشد لِجَرانِ العَوْدِ فِي وَصْفِ نِسَاءٍ ذَكَرَهُنَّ فِي شِعْرٍ لَهُ فَقَالَ:
إِنَّ مِنَ النِّسْوانِ مَنْ هِيَ رَوْضةٌ،
…
تَهِيجُ الرِّياضُ قُبْلَها، وتَصَوَّحُ
ومنهنَّ غُلٌّ مُقْفَلٌ، مَا يَفُكُّهُ
…
مِنَ الناسِ إِلا الأَحْوَذِيُّ الصَّرَنْقَحُ
وَفِي التَّهْذِيبِ: إِلا الشَّحْشحانُ الصَّرَنْقَحُ؛ قَالَ شَمِرٌ: وَيُقَالُ صَرَنْقَحٌ وصَلَنْقَحٌ، بِالرَّاءِ وَاللَّامِ. والصَّرَنْقَحُ أَيضاً: الْمُحْتَالُ؛ الأَزهري: الصَّرَنْقَحُ مِنَ الرِّجَالِ الشَّدِيدُ الشَّكيمة الَّذِي لَهُ عزيمة لَا يُطْمَع فِيمَا عِنْدَهُ وَلَا يُخْدَعُ؛ وَقِيلَ: الصَّرَنْقَحُ الظريف.
صفح: الصَّفْحُ: الجَنْبُ. وصَفْحُ الإِنسان: جَنْبُه. وصَفْحُ كُلِّ شيءٍ: جَانِبُهُ. وصَفْحاه: جَانِبَاهُ. وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِنْجَاءِ:
حَجَرَين للصَّفْحَتين وحَجَراً للمَسْرُبةِ
أَي جَانِبَيِ المَخْرَج. وصَفْحُه: نَاحِيَتُهُ. وصَفْحُ الجبلِ: مُضْطَجَعُه، وَالْجَمْعُ صِفاحٌ. وصَفْحَةُ الرَّجُلِ: عُرْضُ وَجْهِهِ. وَنَظَرَ إِليه بصَفْحِ وَجْهِهِ وصُفْحِه أَي بعُرْضِه. وَفِي الْحَدِيثِ:
غيرَ مُقْنِعٍ رأْسَه وَلَا صافحٍ بِخَدّه
أَي غيرَ مُبْرِزٍ صَفْحةَ خَدِّه وَلَا مائلٍ فِي أَحد الشِّقَّيْن؛ وَفِي شِعْرِ عَاصِمِ بْنِ ثَابِتٍ:
تَزِلُّ عَنْ صَفْحتِيَ المَعابِلُ
أَي أَحد جانِبَي وَجْهَهُ. وَلَقِيَهُ صِفاحاً أَي اسْتَقْبَلَهُ بصَفْحِ وَجْهِهِ، هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وصَفْحُ السَّيْفِ وصُفْحُه: عُرْضُه، وَالْجَمْعُ أَصفاح. وصَفْحَتا السَّيْفِ: وَجْهَاهُ. وضَرَبه بِالسَّيْفِ مُصْفَحاً ومَصْفوحاً، عَنِ ابْنِ الأَعرابي
(1). قوله [مأوى الضيوف] أنشده الجوهري مأوى الضريك، والضريك والقرضوب واحد، فعلى ما أنشده المؤلف هنا يكون عطف القرضوب على الضيوف من عطف الخاص بخلافه على ما أنشده الجوهري.
(2)
. قوله [وكذلك الصرداح إلخ] كذا بالأَصل بالدال المهملة، والذي في شرح القاموس المطبوع: وكذلك الصرطاح، والسين لغة.
أَي مُعَرَّضاً؛ وَضَرَبَهُ بصُفْح السَّيْفِ، وَالْعَامَّةُ تَقُولُ بصَفْحِ السَّيْفِ، مَفْتُوحَةً، أَي بعُرْضه؛ وَقَالَ الطِّرِمّاح:
فَلَمَّا تنَاهتْ، وَهِيَ عَجْلى كأَنها
…
عَلَى حَرْفِ سيفٍ، حَدُّه غيرُ مُصْفَحِ
وَفِي حَدِيثِ
سَعْدِ بْنِ عُبادة: لَوْ وجدتُ مَعَهَا رَجُلًا لَضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ غيرَ مُصْفَحٍ [مُصْفِحٍ]
؛ يُقَالُ: أصْفَحه بِالسَّيْفِ إِذا ضَرَبَهُ بعُرْضه دونَ حَدِّه، فَهُوَ مُصْفِحٌ، وَالسَّيْفُ مُصْفَحٌ، يُرْوَيان مَعًا. وَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْخَوَارِجِ: لنضرِبَنَّكم بِالسُّيُوفِ غيرَ مُصْفَحات؛ يَقُولُ: نَضْرِبُكُمْ بِحَدِّهَا لَا بعُرْضها؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ:
بحيثُ مَناط القُرْطِ مِنْ غيرِ مُصْفَحٍ،
…
أُجاذِبُه حَدَّ المُقَلَّدِ ضارِبُهْ «1»
وصَفَحْتُ فُلَانًا وأَصْفَحْته جَمِيعًا، إِذا ضَرَبْتَهُ بِالسَّيْفِ مُصْفِحاً [مُصْفَحاً] أَي بعُرْضه. وَسَيْفٌ مُصْفَح ومُصَفَّح: عَرِيضٌ؛ وَتَقُولُ: وَجْهُ هَذَا السَّيْفِ مُصْفَح أَي عَرِيضٌ، مِن أَصْفَحْتُه؛ قَالَ الأَعشى:
أَلَسْنا نحنُ أَكْرَمَ، إِن نُسِبْنا،
…
وأَضْرَبَ بالمُهَنَّدَةِ الصِّفاحِ؟
يَعْنِي العِراض؛ وأَنشد:
وصَدْري مُصْفَحٌ للموتِ نَهْدٌ،
…
إِذا ضاقتْ، عَنِ الموتِ، الصُّدورُ
وَقَالَ بَعْضُهُمْ: المُصْفَحُ الْعَرِيضُ الَّذِي لَهُ صَفَحاتٌ لَمْ تَسْتَقِمْ عَلَى وَجْهٍ وَاحِدٍ كالمُصْفَحِ مِنَ الرؤوس، لَهُ جَوَانِبُ. وَرَجُلٌ مُصْفَح الْوَجْهِ: سَهْلُه حَسَنُه؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: وصَفِيحةُ الْوَجْهِ: بَشَرَةُ جِلْدِهِ. والصَّفْحانِ والصَّفْحتانِ: الخَدَّان، وَهُمَا اللَّحْيانِ. والصَّفْحانِ مِنَ الكَتِف: مَا انْحَدَر عَنِ الْعَيْنِ «2» مِنْ جَانِبَيْهِمَا، وَالْجَمْعُ صِفاحٌ. وصَفْحَتا العُنُق: جَانِبَاهُ. وصَفْحَتا الوَرَقِ: وَجْهاه اللَّذَانِ يُكتبان. والصَّفِيحة: السَّيْفُ الْعَرِيضُ؛ وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الصَّفيحة مِنَ السُّيُوفِ العريضُ. وصَفائِحُ الرأْس: قبائِلُه، واحِدتُها صَفيحة. وَالصَّفَائِحُ: حِجَارَةٌ رِقاقٌ عِراض، وَالْوَاحِدُ كَالْوَاحِدِ. والصُّفَّاحُ، بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ: العَرِيضُ؛ قَالَ: والصُّفَّاح مِنَ الْحِجَارَةِ كالصَّفائح، الْوَاحِدَةُ صُفَّاحة؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:
وصُفَّاحةٍ مثلِ الفَنِيقِ، مَنَحْتُها
…
عِيالَ ابنِ حَوْبٍ جَنَّبَتْه أَقارِبُه
شَبَّهَ النَّاقَةَ بالصُّفَّاحةِ لِصَلَابَتِهَا. وَابْنُ حَوْبٍ: رجلٌ مَجْهُودٌ مُحْتَاجٌ لأَن الحَوْبَ الجَهْدُ والشِّدَّة. ووَجْهُ كُلِّ شَيْءٍ عَرِيضٍ: صَفِيحةٌ. وَكُلُّ عَرِيضٍ مِنْ حِجَارَةٍ أَو لَوْحٍ وَنَحْوَهُمَا: صُفَّاحة، وَالْجَمْعُ صُفَّاحٌ، وصَفِيحةٌ وَالْجَمْعُ صَفَائِحُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ النَّابِغَةِ:
ويُوقِدْنَ بالصُّفَّاحِ نارَ الحُباحِبِ
قَالَ الأَزهري: وَيُقَالُ لِلْحِجَارَةِ الْعَرِيضَةِ صَفائح، وَاحِدَتُهَا صَفِيحة وصَفِيحٌ؛ قَالَ لَبِيدٌ:
وصَفائِحاً صُمّاً، رَواسيها
…
يُسَدِّدْنَ الغُضُونا
وصَفائح الْبَابِ: أَلواحه. والصُّفَّاحُ مِنَ الإِبل: الَّتِي عَظُمَتْ أَسْنِمَتُها فكادَ سنامُ النَّاقَةِ يأْخذ قَراها، جَمْعُهَا صُفَّاحاتٌ وصَفافيح. وصَفْحَة الرَّجُلِ: عُرْضُ صدرِه. والمُصَفَّحُ من الرؤوس الَّذِي ضُغِطَ مِنْ قِبَلِ
(1). قوله [بحيث مناك القرط إلخ] هكذا هو في الأَصل بهذا الضبط.
(2)
. قوله [مَا انْحَدَرَ عَنِ الْعَيْنِ] هكذا في الأَصل وشرح القاموس، ولعله العنق.
صُدْغَيْه، فَطَالَ مَا بَيْنَ جَبْهَتِهِ وَقَفَاهُ؛ وَقِيلَ: المُصَفَّح الَّذِي اطمأَنَّ جَنْبَا رأْسه ونَتَأَ جَبِينُهُ فَخَرَجَتْ وَظَهَرَتْ قَمَحْدُوَتُه؛ قَالَ أَبو زَيْدٍ: مِنَ الرؤوس المُصْفَحُ إِصْفاحاً، وَهُوَ الَّذِي مُسِحَ جَنْبَا رأْسه ونَتَأَ جَبِينُهُ فَخَرَجَ وَظَهَرَتْ قَمَحْدُوَتُه، والأَرْأَسُ مثلُ المُصْفَحِ، وَلَا يُقَالُ: رُؤَاسِيّ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: فِي جَبْهَتِهِ صَفَحٌ أَي عِرَضٌ فَاحِشٌ؛ وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ الحَنَفِيَّة: أَنه ذَكَرَ رَجُلًا مُصْفَحَ الرأْس
أَي عَرِيضُهُ. وتَصْفِيحُ الشَّيْءِ: جَعْلُه عَرِيضًا؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: رَجُلٌ مُصَفَّحُ الرأْس أَي عَرِيضُهَا. والمُصَفَّحاتُ: السُّيُوفُ الْعَرِيضَةُ، وَهِيَ الصَّفائح، وَاحِدَتُهَا صَفِيحةٌ وصَفيحٌ؛ وأَما قَوْلُ لَبِيدٌ يَصِفُ سَحَابًا:
كأَنَّ مُصَفَّحاتٍ فِي ذُراهُ،
…
وأَنْواحاً عليهنَّ المَآلي
قَالَ الأَزهري: شبَّه الْبَرْقَ فِي ظُلْمَةِ السَّحَابِ بسيوفٍ عِراضٍ؛ وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: المُصَفَّحاتُ السُّيُوفُ لأَنها صُفِّحَتْ حِينَ طُبِعَتْ، وتَصْفِيحها تَعْرِيضُهَا ومَطُّها؛ وَيُرْوَى بِكَسْرِ الْفَاءِ، كأَنه شبَّه تَكَشُّفَ الْغَيْثِ إِذا لمَعَ مِنْهُ البَرْق فَانْفَرَجَ، ثُمَّ الْتَقَى بَعْدَ خُبُوِّه بِتَصْفِيحِ النِّسَاءِ إِذا صَفَّقْنَ بأَيديهن. والتَّصفيح مِثْلُ التَّصْفِيقِ. وصَفَّحَ الرجلُ بِيَدَيْهِ: صَفَّق. والتَّصْفيح لِلنِّسَاءِ: كَالتَّصْفِيقِ لِلرِّجَالِ؛ وَفِي حَدِيثِ الصَّلَاةِ:
التَّسْبِيحُ لِلرِّجَالِ وَالتَّصْفِيحُ لِلنِّسَاءِ
، وَيُرْوَى أَيضاً بِالْقَافِ؛ التَّصْفِيحُ وَالتَّصْفِيقُ وَاحِدٌ؛ يُقَالُ: صَفَّحَ وصَفَّقَ بِيَدَيْهِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ مِنْ ضَرْب صَفْحةِ الكفِّ عَلَى صَفْحَةِ الْكَفِّ الأُخرى، يَعْنِي إِذا سَهَا الإِمام نَبَّهَهُ المأْموم إِن كَانَ رَجُلًا قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ وإِن كَانَتِ امرأَة ضَرَبَتْ كَفَّهَا عَلَى كَفِّهَا الأُخرى عِوَضَ الْكَلَامِ؛ وَرَوَى بَيْتَ لَبِيدٍ:
كأَنَّ مُصَفِّحاتٍ فِي ذُراهُ
جَعَلَ المُصَفِّحات نِسَاءً يُصَفِّقْن بأَيديهن فِي مأْتَمٍ؛ شَبَّه صوتَ الرَّعْدِ بِتَصْفِيقِهِنَّ، ومَن رَوَاهُ مُصَفَّحاتٍ، أَراد بِهَا السُّيُوفَ الْعَرِيضَةَ؛ شَبَّهَ بَرِيقَ البَرْقِ بِبَرِيقِهَا. والمُصافَحةُ: الأَخذ بِالْيَدِ، والتصافُحُ مِثْلُهُ. وَالرَّجُلُ يُصافِحُ الرجلَ إِذا وَضَعَ صُفْحَ كَفِّهِ فِي صُفْح كَفِّهِ؛ وصُفْحا كَفَّيْهِمَا: وَجْهاهُما؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ المُصافَحَة عِنْدَ اللِّقاء، وَهِيَ مُفاعَلة مِنْ إِلصاق صُفْح الْكَفِّ بِالْكَفِّ وإِقبال الْوَجْهِ عَلَى الْوَجْهِ. وأَنْفٌ مُصَفَّحٌ: مُعْتَدِلُ القَصَبة مُسْتَوِيها بالجَبْهة. وصَفَحَ الكلبُ ذِرَاعَيْهِ لِلْعَظْمِ صَفْحاً يَصْفَحهما: نَصَبَهُمَا؛ قَالَ:
يَصْفَحُ للقِنَّةِ وَجْهاً جَأْبا،
…
صَفْحَ ذِراعَيْهِ لعَظْمٍ كَلْبا
أَراد: صَفْحَ كَلْبٍ ذِرَاعَيْهِ، فَقَلَبَ؛ وَقِيلَ: هُوَ أَن يَبْسُطَهُمَا ويُصَيِّرَ الْعَظْمَ بَيْنَهُمَا ليأْكله؛ وَهَذَا الْبَيْتُ أَورده الأَزهري، قَالَ: وأَنشد أَبو الْهَيْثَمِ وَذَكَرَهُ، ثُمَّ قَالَ: وَصَفَ حَبْلًا عَرَّضه فَاتْلُهُ حَتَّى
فَتَلَهُ فَصَارَ لَهُ وَجْهَانِ، فَهُوَ مَصْفُوح أَي عَرِيضٌ، قَالَ: وقوله صَفْحَ ذِرَاعَيْهِ أَي كَمَا يَبْسُط الكلبُ ذِرَاعَيْهِ عَلَى عَرَقٍ يُوَتِّدُه عَلَى الأَرض بِذِرَاعَيْهِ يَتَعَرَّقه، وَنَصَبَ كَلْبًا عَلَى التَّفْسِيرِ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ:
صَفُوحٌ بخَدَّيْها إِذا طالَ جَرْيُها،
…
كَمَا قَلَّبَ الكَفَّ الأَلَدُّ المُماحِكُ
عَنَى أَنها تَنْصِبُهُمَا وتُقَلِّبهما. وصَفَحَ القَومَ صَفْحاً: عَرَضَهم وَاحِدًا وَاحِدًا، وَكَذَلِكَ صَفَحَ وَرَقَ الْمُصْحَفِ. وتَصَفَّحَ الأَمرَ وصَفَحَه: نَظَرَ فِيهِ؛ قَالَ اللَّيْثُ: صَفَحْت وَرَقَ الْمُصْحَفِ صَفْحاً. وصَفَحَ القومَ وتَصَفَّحَهم: نَظَرَ إِليهم طَالِبًا لإِنسان. وصَفَحَ
وُجُوهَهم وتَصَفَّحَها: نَظَرَهَا مُتَعَرِّفاً لَهَا. وتَصَفَّحْتُ وُجوهَ الْقَوْمِ إِذا تأَمَّلْتَ وُجُوهَهُمْ تَنْظُرُ إِلى حِلاهم وصُوَرهم وتَتَعَرَّفُ أَمرهم؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي:
صَفَحْنا الحُمُولَ، للسَّلامِ، بنَظْرَةٍ،
…
فَلَمَّ يَكُ إِلَّا وَمْؤُها بالحَواجِبِ
أَي تَصَفَّحْنا وُجُوهَ الرِّكاب. وتَصَفَّحْت الشَّيْءَ إِذا نَظَرْتَ فِي صَفَحاته. وصَفَحْتُ الإِبلَ عَلَى الحوضِ إِذا أَمررتها عَلَيْهِ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: نَاقَةٌ مُصَفَّحة ومُصَرّاة ومُصَوّاة ومُصَرَّبَةٌ، بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وصَفَحَتِ الشاةُ وَالنَّاقَةُ تَصْفَحُ صُفُوحاً: وَلَّى لَبَنُها، ابْنُ الأَعرابي: الصَّافِحُ النَّاقَةُ الَّتِي فَقَدَتْ وَلدَها فَغَرَزَتْ وَذَهَبَ لَبَنُهَا؛ وَقَدْ صَفَحَتْ صُفُوحاً. وصَفَح الرجلَ يَصْفَحُهُ صَفْحاً وأَصْفَحَه: سأَله فَمَنَعَهُ؛ قَالَ:
وَمَنْ يُكْثِرِ التَّسْآلَ يَا حُرّ، لَا يَزَلْ
…
يُمَقَّتُ فِي عَينِ الصديقِ، ويُصْفَحُ
وَيُقَالُ: أَتاني فُلَانٌ فِي حَاجَةٍ فأَصْفَحْتُه عَنْهَا إِصْفاحاً إِذا طَلَبَهَا فمَنَعْتَه. وَفِي حَدِيثِ
أُم سَلَمَةَ: أُهْدِيَتْ لِي فِدْرَةٌ مِنْ لَحْمٍ، فَقُلْتُ لِلْخَادِمِ: ارْفَعِيهَا لِرَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، فإِذا هِيَ قَدْ صَارَتْ فِدْرَةَ حَجَر، فقصصتُ القِصَّةَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: لَعَلَّهُ وَقَفَ عَلَى بَابِكُمْ سَائِلٌ فأَصْفَحْتموه
أَي خَيَّبْتُموه. قَالَ ابْنُ الأَثير: يُقَالُ صَفَحْتُه إِذا أَعطيته، وأَصْفَحْتُه إِذا حَرَمْتَه. وصَفَحه عَنْ حَاجَتِهِ يَصْفَحُه صَفْحاً وأَصْفَحَه، كِلَاهُمَا: رَدَّه. وصَفَحَ عَنْهُ يَصْفَح صَفْحاً: أَعرض عَنْ ذَنْبِهِ. وَهُوَ صَفُوحٌ وصَفَّاحٌ: عَفُوٌّ. والصَّفُوحُ: الْكَرِيمُ، لأَنه يَصْفَح عَمَّنْ جَنى عَلَيْهِ. واستْصْفَحَه ذَنْبَهُ: اسْتَغْفَرَهُ إِياه وَطَلَبَ أَن يَصْفَحَ لَهُ عَنْهُ. وأَما الصَّفُوحُ مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ عز وجل، فَمَعْنَاهُ العَفُوُّ؛ يُقَالُ: صَفَحْتُ عَنْ ذَنْبِ فُلَانٍ وأَعرضت عَنْهُ فَلَمْ أُؤَاخذْه بِهِ؛ وَضَرَبْتُ عَنْ فُلَانٍ صَفْحاً إِذا أَعرضت عَنْهُ وَتَرَكْتَهُ؛ فالصَّفُوحُ فِي صِفَةِ اللَّهِ: العَفُوُّ عَنْ ذُنُوبِ الْعِبَادِ مُعْرِضاً عَنْ مُجَازَاتِهِمْ بِالْعُقُوبَةِ تَكرُّماً. والصَّفُوحُ فِي نَعْتِ المرأَة: المُعْرِضَةُ صادَّةً هاجِرَةً، فأَحدهما ضدُّ الْآخَرِ. وَنُصِبَ قَوْلُهُ صَفْحاً فِي قَوْلِهِ: أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً؟
عَلَى الْمَصْدَرِ لأَن مَعْنَى قَوْلِهِ أَنُعْرِضُ «1» عَنْكُمُ الصَّفْحَ؛ وضَرْبُ الذِّكْرِ رَدُّه وكَفُّه؛ وَقَدْ أَضْرَبَ عَنْ كَذَا أَي كَفَّ عَنْهُ وَتَرَكَهُ؛ وَفِي حَدِيثِ
عَائِشَةَ تَصِفُ أَباها: صَفُوحُ عَنِ الْجَاهِلِينَ
أَي الصَّفْح والعفوِ والتَّجاوُزِ عَنْهُمْ؛ وأَصله مِنَ الإِعراض بصَفْحَة وَجْهِهِ كأَنه أَعرض بِوَجْهِهِ عَنْ ذَنْبِهِ. والصَّفُوحُ مِنْ أَبنية الْمُبَالَغَةِ. وَقَالَ الأَزهري فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً؟
الْمَعْنَى أَفَنُعْرِضُ عَنْ أَن نُذَكِّرَكم إِعراضاً مِنْ أَجل إِسرافكم عَلَى أَنفسكم فِي كُفْرِكُمْ؟ يُقَالُ صَفَح عَنِّي فلانٌ أَي أَعرض عَنْهُ مُوَلِّياً؛ وَمِنْهُ قَوْلُ كُثَيِّرٍ يَصِفُ امرأَة أَعرضت عَنْهُ:
صَفُوحاً فَمَا تَلْقاكَ إِلا بَخِيلةً،
…
فَمَنْ مَلَّ مِنْهَا ذَلِكَ الوصلَ مَلَّتِ
وصَفَح الرجلَ يَصْفَحُه صَفْحاً: سَقَاهُ أَيَّ شَراب كَانَ وَمَتَى كَانَ. والمُصْفَحُ: المُمالُ عَنِ الْحَقِّ؛ وَفِي الْحَدِيثِ:
قلبُ الْمُؤْمِنِ مُصْفَحٌ عَلَى الْحَقِّ
أَي مُمالٌ عَلَيْهِ، كأَنه قَدْ جَعَلَ صَفْحَه أَي جَانِبَهُ عَلَيْهِ؛ وَفِي حَدِيثِ
حُذَيْفَةَ أَنه قَالَ: الْقُلُوبُ أَربعة: فقلبٌ أَغْلَفُ فَذَلِكَ قَلْبُ الْكَافِرِ، وَقَلْبٌ مَنْكُوسٌ فَذَلِكَ قَلْبٌ رَجَعَ إِلى الْكُفْرِ
(1). قوله [لأَن مَعْنَى قَوْلِهِ أَنُعْرِضُ إلخ] كذا بالأصل.
بعد الإِيمان، وقلب أَجْرَدُ مِثْلُ السِّراج يَزْهَرُ فَذَلِكَ قَلْبُ الْمُؤْمِنِ، وَقَلْبٌ مُصْفَحٌ اجْتَمَعَ فِيهِ النِّفَاقُ والإِيمان، فمَثَلُ الإِيمان فِيهِ كمَثَل بَقْلَةٍ يُمِدُّها الماءُ العذبُ، ومَثَل النِّفَاقِ فِيهِ كَمَثَلِ قَرْحة يُمِدُّها القَيْحُ والدمُ، وَهُوَ لأَيهما غَلَبَ
؛ المُصْفَحُ الَّذِي لَهُ وَجْهَانِ: يَلْقَى أَهلَ الْكُفْرَ بِوَجْهٍ وأَهل الإِيمان بِوَجْهٍ. وصَفْحُ كُلِّ شَيْءٍ: وَجْهُهُ وَنَاحِيَتُهُ، وَهُوَ مَعْنَى الْحَدِيثِ الْآخَرِ:
مِنْ شَرِّ الرِّجَالِ ذُو الْوَجْهَيْنِ، الَّذِي يأْتي هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ وَهَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ وَهُوَ الْمُنَافِقُ.
وَجَعَلَ حذيفةُ قَلْبَ الْمُنَافِقِ الَّذِي يأَتي الْكُفَّارَ بِوَجْهٍ وأَهل الإَيمان بِوَجْهٍ آخَرَ ذَا وَجْهَيْنِ؛ قَالَ الأَزهري: وَقَالَ شَمِرٌ فِيمَا قرأْت بِخَطِّهِ: القلبُ المُصْفَحُ زَعَمَ خَالِدٌ أَنه المُضْجَعُ الَّذِي فِيهِ غِلٌّ الَّذِي لَيْسَ بِخَالِصِ الدِّينِ؛ وَقَالَ ابْنُ بُزُرْجٍ: المُصْفَحُ الْمَقْلُوبُ؛ يُقَالُ: قَلَبْتُ السَّيْفَ وأَصْفَحْتُه وصابَيْتُه؛ والمُصْفَحُ: المُصابَى الَّذِي يُحَرَّف عَلَى حَدِّهِ إِذا ضُرب بِهِ ويُمالُ إِذا أَرادوا أَن يَغْمِدُوه. وَيُقَالُ: صَفَح فُلَانٌ عَنِّي أَي أَعرض بوجه ووَلَّاني وَجْهَ قَفاه؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ:
ونادَيْتُ شِبْلًا فاسْتَجابَ، وَرُبَّمَا
…
ضَمِنَّا القِرَى عَشْراً لِمَنْ لَا نُصافِحُ
وَيُرْوَى: ضَمِنَّا قِرَى عَشْرٍ لِمَنْ لَا نُصافِحُ؛ فَسَّرَهُ فَقَالَ: لِمَنْ لَا نُصَافِحُ أَي لِمَنْ لَا نَعْرِفُ، وَقِيلَ: للأَعداء الَّذِينَ لَا يَحْتَمِلُ أَن نُصافحهم. والمُصْفَحُ مِنْ سِهَامِ المَيْسر: السادسُ، وَيُقَالُ لَهُ: المُسْبِلُ أَيضاً؛ أَبو عُبَيْدٍ: مِنْ أَسماء قِدَاحِ المَيْسِر المُصْفَحُ والمُعَلَّى. وصَفْحٌ: اسْمُ رَجُلٍ مِنْ كَلْب بْنِ وَبْرَة، وَلَهُ حَدِيثٌ عِنْدَ الْعَرَبِ مَعْرُوفٌ؛ وأَما قَوْلُ بِشْرٍ:
رَضِيعَةُ صَفْحٍ بالجِباهِ مُلِمَّةٌ،
…
لَهَا بَلَقٌ فوقَ الرُّؤوسِ مُشَهَّرُ «1»
فَهُوَ اسْمُ رَجُلٍ مِنْ كَلْبٍ جَاوَرَ قَوْمًا مِنْ بَنِي عَامِرٍ فَقَتَلُوهُ غَدْراً؛ يَقُولُ: غَدْرَتُكم بزَيْدِ بْنِ ضَباء الأَسَدِيّ أُخْتُ غَدْرَتكم بصَفْحٍ الكَلْبيِّ. وصِفاحُ نَعْمانَ: جِبَالٌ تُتاخِمُ هَذَا الْجَبَلَ وَتُصَادِفُهُ؛ ونَعْمانُ: جَبَلٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالطَّائِفِ؛ وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ الصِّفاحِ، بِكَسْرِ الصَّادِ وَتَخْفِيفِ الْفَاءِ، مَوْضِعٌ بَيْنَ حُنَين وأَنصابِ الحَرَم يَسْرَةَ الدَّاخِلِ إِلى مَكَّةَ. وملائكةُ الصَّفيح الأَعْلى: هُوَ مِنْ أَسماء السَّمَاءِ، وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ وَعَمَّارٍ: الصَّفِيحُ الأَعْلى من مَلَكُوته.
صقح: الصُّقْحةُ «2» : الصَّلَعةُ. وَرَجُلٌ أَصْقَحُ: أَصْلَعُ، يَمانِيةٌ.
صَلَحَ: الصَّلاح: ضِدُّ الْفَسَادِ؛ صَلَح يَصْلَحُ ويَصْلُح صَلاحاً وصُلُوحاً؛ وأَنشد أَبو زَيْدٍ:
فكيفَ بإِطْراقي إِذا مَا شَتَمْتَني؟
…
وَمَا بعدَ شَتْمِ الوالِدَيْنِ صُلُوحُ
وَهُوَ صَالِحٌ وصَلِيحٌ، الأَخيرة عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَالْجَمْعُ صُلَحاءُ وصُلُوحٌ؛ وصَلُح: كصَلَح، قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَلَيْسَ صَلُحَ بثَبَت. وَرَجُلٌ صَالِحٌ فِي نَفْسِهِ مِنْ قَوْمٍ صُلَحاء ومُصْلِح فِي أَعماله وأُموره، وَقَدْ أَصْلَحه اللَّهُ، وَرُبَّمَا كَنَوْا بِالصَّالِحِ عَنِ الشَّيْءِ الَّذِي هُوَ إِلى الْكَثْرَةِ كَقَوْلِ يَعْقُوبَ: مَغَرَتْ فِي الأَرض مَغْرَةٌ مِنْ مَطَرٍ؛ وَهِيَ مَطَرَةٌ صالحة، وكقول
(1). قوله [بالجباه] كذا بالأصل بهذا الضبط. وفي ياقوت الجباة، بفتح الجيم ونقط الهاء، والخراسانيون يروونه الجباه بكسر الجيم وآخره هاء محضة: وهو ماء بالشام بين حلب وتدمر.
(2)
. قوله [الصقحة إلخ] كذا بالأصل بهذا الضبط. وعبارة المجد وشرحه: الصقح، محركة، الصلع، والنعت أصقح، وهي صقحاء والاسم الصقحة، محركة، والصقحة، بالضم، لغة يمانية.
بَعْضِ النَّحْوِيِّينَ، كأَنه ابْنُ جِنِّيٍّ: أُبدلت الْيَاءُ مِنَ الْوَاوِ إِبدالًا صَالِحًا. وَهَذَا الشَّيْءُ يَصْلُح لَكَ أَي هُوَ مِنْ بابَتِك. والإِصلاح: نَقِيضُ الإِفساد. والمَصْلَحة: الصَّلاحُ. والمَصلَحة وَاحِدَةُ الْمَصَالِحِ. والاسْتِصْلاح: نَقِيضُ الِاسْتِفْسَادِ. وأَصْلَح الشيءَ بَعْدَ فَسَادِهِ: أَقامه. وأَصْلَحَ الدَّابَّةَ: أَحسن إِليها فَصَلَحَتْ. وَفِي التَّهْذِيبِ: تَقُولُ أَصْلَحْتُ إِلى الدَّابَّةِ إِذا أَحسنت إِليها. والصُّلْحُ: تَصالُح الْقَوْمِ بَيْنَهُمْ. والصُّلْحُ: السِّلْم. وَقَدِ اصْطَلَحُوا وصالحوا واصَّلَحُوا وتَصالحوا واصَّالحوا، مُشَدَّدَةَ الصَّادِ، قَلَبُوا التَّاءَ صَادًا وأَدغموها فِي الصَّادِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَقَوْمٌ صُلُوح: مُتصالِحُون، كأَنهم وَصَفُوا بِالْمَصْدَرِ. والصِّلاحُ، بِكَسْرِ الصَّادِ: مَصْدَرُ المُصالَحةِ، وَالْعَرَبُ تُؤَنِّثُهَا، وَالِاسْمُ الصُّلح، يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ. وأَصْلَح مَا بَيْنَهُمْ وصالَحهم مُصالَحة وصِلاحاً؛ قَالَ بِشْرُ بْنُ أَبي خَازِمٍ:
يَسُومُونَ الصِّلاحَ بذاتِ كَهْفٍ،
…
وَمَا فِيهَا لهمْ سَلَعٌ وقارُ
وَقَوْلُهُ: وَمَا فِيهَا أَي وَمَا فِي المُصالَحة، وَلِذَلِكَ أَنَّث الصِّلاح. وصَلاحِ وصَلاحٌ: مِنْ أَسماء مَكَّةُ، شَرَّفَهَا اللَّهُ تَعَالَى، يَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنْ الصُّلْح لِقَوْلِهِ عز وجل: حَرَماً آمِناً*؛ وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنَ الصَّلاحِ، وَقَدْ يُصْرَفُ؛ قَالَ حَرْبُ بْنُ أُمية يُخَاطِبُ أَبا مَطَرٍ الحَضْرَمِيَّ؛ وقيل هو للحرث بْنِ أُمية:
أَبا مَطَرٍ هَلُمَّ إِلى صَلاحٍ،
…
فَتَكْفِيكَ النَّدَامَى مِنْ قُرَيْشِ
وتَأْمَنُ وَسْطَهُمْ وتَعِيشُ فِيهِمْ،
…
أَبا مَطَرٍ، هُدِيتَ بخَيْرِ عَيْشِ
وتَسْكُنُ بَلْدَةً عَزَّتْ لَقاحاً،
…
وتأْمَنُ أَن يَزُورَك رَبُّ جَيْشِ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الشَّاهِدُ فِي هَذَا الشِّعْرِ صَرْفُ صَلَاحٍ؛ قَالَ: والأَصل فِيهَا أَن تَكُونَ مَبْنِيَّةً كَقَطَامِ. وَيُقَالُ: حَيٌّ لَقاحٌ إِذا لَمْ يَدينوا للمَلِك؛ قَالَ: وأَما الشَّاهِدُ عَلَى صلاحِ بِالْكَسْرِ مِنْ غَيْرِ صَرْف، فَقَوْلُ الْآخَرِ:
مِنَّا الَّذِي بصَلاحِ قامَ مُؤَذِّناً،
…
لَمْ يَسْتَكِنْ لِتَهَدُّدٍ وتَنَمُّرِ
يَعْنِي خُبَيْبَ بنَ عَدِيٍّ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وصَلاحِ اسْمُ عَلَمٍ لِمَكَّةَ. وَقَدْ سمَّت العربُ صَالِحًا ومُصْلِحاً وصُلَيحاً. والصِّلْحُ: نَهْرٌ بمَيْسانَ.
صلنبح: الصلنباح «3» :
صلدح: الصَّلَوْدَحُ: الصُّلْبُ. والصَّلَنْدَحةُ «4» : الصُّلْبة. الأَزهري عَنِ اللَّيْثِ: الصَّلْدَحُ هُوَ الْحَجَرُ العريضُ؛ وَجَارِيَةٌ صَلْدَحة. ابْنُ دُرَيْدٍ: نَاقَةٌ جَلَنْدَحة شَدِيدَةٌ، وصَلَنْدَحة: صُلْبة، وَلَا يُوصَفُ بِهِمَا إِلا الإِناث.
صلطح: الصَّلْطَحة: الْعَرِيضَةُ مِنَ النِّسَاءِ. واصْلَنطَحت البَطْحاءٌ: اتَّسَعَتْ؛ قَالَ طُرَيْحٌ:
أَنتَ ابنُ مُصْلَنْطِح البِطاحِ، وَلَمْ
…
تَعْطِفْ عَلَيْكَ الحُنِيُّ والوُلُجُ
يَمْدَحُهُ بأَنه مِنْ صَمِيم قُرَيْشٍ، وَهُمْ أَهل البَطْحاء. ونَصْلٌ مُصَلْطَحٌ: عَرِيضٌ. وَمَكَانٌ سُلاطِحٌ: عَرِيضٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ السَّاجِعِ: صُلاطِح بُلاطِح؛
(3). زاد المجد الصلنباح، أَي بكسرتين وسكون النون: سمك طويل.
(4)
. قوله [والصلندحة] هذه بفتح الصاد وَضَمِّهَا مَعَ فَتْحِ اللَّامِ فيهما كما في القاموس وشرحه.
بُلَاطِحٌ إِتباعٌ. والصَّلَوْطَحُ: مَوْضِعٌ «1» قَالَ:
إنِّي بعَيْني إِذا أَمَّتْ حُمُولُهُمُ
…
بَطْنَ الصَّلَوْطَحِ، لَا يَنْظُرْن مَنْ تَبِعا
صلقح: صَلْقَح الدَّرَاهِمَ «2» : قَلَّبَها. والصَّلاقِحُ: الدَّرَاهِمُ؛ عَنْ كُرَاعٍ وَلَمْ يَذْكُرْ وَاحِدَهَا. والصَّلَنْقَحُ: الصَّيَّاحُ، وَكَذَلِكَ الأُنثى، بِغَيْرِ هَاءٍ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنها لَصَلَنْقَحةُ الصَّوت صُمادِحِيَّة، فأَدخل الهاء.
صمح: صَمَحَتْه الشمسُ «3» تَصْمَحُه وتَصْمِحه صَمْحاً إِذا اشتدَّ عَلَيْهِ حَرُّها حَتَّى كادتْ تُذِيبُ دِماغَه؛ قَالَ أَبو زُبَيْدٍ الطَّائِيُّ:
مِنْ سَمُومٍ كأَنها لَفْحُ نارٍ،
…
صَمَحَتْها ظَهيرةٌ غَرَّاءُ
اللَّيْثُ: صَمَحَه الصَّيْفُ إِذا كادَ يُذيبُ دِمَاغَهُ مِنْ شدَّة الْحَرِّ؛ وَقَالَ الطِّرِمَّاحُ يَصِفُ كَانِسًا من البقر:
يَذيلُ إِذا نَسَمَ الأَبْرَدانِ،
…
ويُخْدِرُ بالصَّرَّةِ الصَّامِحه
والصَّرَّة: شِدَّةُ الْحَرِّ. والصَّامِحةُ: الَّتِي تُؤلم الدِّمَاغَ بِشِدَّةِ حَرِّهَا. وشمسٌ صَمُوحٌ: حَارَّةٌ مُتَغَيِّرَةٌ؛ قَالَ:
شمسٌ صَمُوحٌ وحَرُورٌ كالَّهَبْ
وَيَوْمٌ صَمُوحٌ وصامِحٌ: شَدِيدُ الْحَرِّ. والصُّماحُ: العَرَقُ الْمُنْتِنُ؛ وَقِيلَ: خُبْثُ الرَّائِحَةِ مِنَ العَرَقِ، والمَعْنَيان مُتَقَارِبَانِ. والصُّماحيُّ: مأَخوذ مِنَ الصُّماحِ، وَهُوَ الصُّنان؛ وأَنشد:
ساكناتُ العَقيقِ أَشهى، إِلى النَّفْسِ،
…
مِنَ الساكناتِ دُورَ دِمَشْقِ
يَتَضَوَّعْنَ، لو تَضَمَّخْنَ بالمسكِ،
…
صُماحاً، كأَنه رِيحُ مَرْقِ
المَرْقُ: الجِلْد الَّذِي لَمْ يَسْتَحكم دِباغُه، وَهُوَ الْإِهَابُ المُنْتِنُ؛ وأَنشد الأَصمعيّ فِي صِفَةِ مَاتِحٍ:
إِذَا بَدَا مِنْهُ صُماحُ الصَّمْحِ،
…
وفاضَ عِطْفَاه بِمَاءِ سَمْحِ
والصُّماحُ: الكَيُّ؛ عَنْ كُرَاعٍ. أَبو عَمْرٍو: الأَصْمَحُ الَّذِي يَتَعَمَّدُ رؤوس الأَبطال بالنَّقْفِ وَالضَّرْبِ لِشَجَاعَتِهِ؛ قَالَ العَجَّاجُ:
ذوقِي، عُقَيْدُ، وَقْعَةَ السِّلاحِ،
…
والدَّاءُ قَدْ يُطْلَبُ بالصُّماحِ
وَيُرْوَى يُبْرَأُ فِي تَفْسِيرِهِ. عُقَيْدُ: قَبِيلَةٌ مِنْ بَجيلة فِي بَكْرِ بنِ وَائِلٍ. وَقَوْلُهُ بالصُّماح أَي بالكَيّ؛ يَقُولُ: آخِرُ الدَّوَاءِ الكَيُّ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: والصُّماحُ أُخِذَ مِنْ قَوْلِهِمْ صَمَحَتْه الشمسُ إِذا آلَمَتْ دماغَه بِشِدَّةِ حَرِّها. والصِّمْحاءُ والصِّمْحاءَةُ والحِرْباءَةُ: الأَرض الْغَلِيظَةُ، وَجَمْعُهَا الصِّمْحاء والحِرْباء. وصَمَحَ يَصْمَحُ: غَلَّظَ لَهُ فِي مسأَلة وَنَحْوِهَا؛ قَالَ أَبو وجْزَة:
زِبَنُّونَ صَمَّاحُونَ رَكْزَ المُصامِح
يَقُولُ: مَنْ شادَّهم شادُّوه فَغَلَبُوهُ. وصَمَحْتُ فُلَانًا أَصْمَحه صَمْحاً إِذَا غَلَّظْت لَهُ فِي مسأَلة أَو غير
(1). قوله [والصلوطح موضع] ذكره المجد هنا وفي سلطح أيضاً بالسين كالمؤلف. وياقوت اقتصر عليه بالسين، وأنشد البيت بالسين، فقال: قال لقيط بن يعمر الأَزدي: إني بعيني إلخ
…
وبعده: طوراً أراهم وطوراً لا أَبينهم إذا تواضع خدر ساعة لمعا
(2)
. قوله [صلقح الدراهم إلخ] أورده المؤلف بالقاف، وأَورده المجد بالفاء، ونبه عليهما الشارح وزاد المجد الصلنقح أَي بالقاف كسفرجل الشديد الشكيمة أَو الظريف.
(3)
. قوله [صمحته الشمس إلخ] بابه منع وضرب كما في القاموس.
ذَلِكَ، وصَمَحه بِالسَّوْطِ صَمْحاً: ضَرَبَهُ. وَحَافِرٌ صَمُوحٌ أَي شَدِيدٌ، وَقَدْ صَمَح صُمُوحاً؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ:
لَا يَتَشَكَّى الحافِرَ الصَّمُوحا،
…
يَلْتَحْنَ وَجْهاً بِالْحَصَى مَلْتُوحا
وَقِيلَ: حَافِرٌ صَمُوح شَدِيدُ الوَقْع؛ عَنْ كُرَاعٍ. والصَّمَحْمَحُ والصَّمَحْمَحِيُّ مِنَ الرِّجَالِ: الشديدُ المُجْتَمِعُ الأَلواح، وَكَذَلِكَ الدَّمَكْمَكُ، قَالَ: وَهُوَ فِي السِّنِّ مَا بَيْنَ الثَّلَاثِينَ والأَربعين؛ وَقِيلَ: هُوَ الْقَصِيرُ، وَقِيلَ: الْغَلِيظُ الْقَصِيرُ، وَقِيلَ: الأَصلع، وَقِيلَ: المَحلوق الرأْس؛ عَنِ السِّيرَافِيِّ، والأُنثى مِنْ كُلِّ ذَلِكَ بِالْهَاءِ؛ قَالَ:
صَمَحْمَحةٌ لَا تَشْتَكِي الدهرَ رأْسها،
…
وَلَوْ نَكَزَتْها حَيَّةٌ لأَبَلَّتِ
وَقَالَ ثَعْلَبٌ: رأْس صَمَحْمَحٌ أَي أَصْلَعُ غَلِيظٌ شَدِيدٌ، وَهُوَ فَعَلْعَلٌ، كُرِّرَ فِيهِ الْعَيْنُ وَاللَّامُ. وَبَعِيرٌ صَمَحْمَحٌ: شَدِيدٌ قَوِيٌّ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّيٍّ: الْحَاءُ الأُولى مِنْ صَمَحْمَحٍ زَائِدَةٌ، وَذَلِكَ أَنها فَاصِلَةٌ بَيْنَ الْعَيْنَيْنِ، وَالْعَيْنَانِ مَتَى اجْتَمَعَتَا فِي كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ مَفْصُولًا بَيْنَهُمَا، فَلَا يَكُونُ الْحَرْفُ الْفَاصِلُ بَيْنَهُمَا إِلا زَائِدًا، نَحْوَ عَثَوْثَلٍ وعَقَنْقَلٍ وسُلالِمٍ وحَفَيْفَدٍ «1» ، وَقَدْ ثَبَتَ أَن الْعَيْنَ الأُولى هِيَ الزَّائِدَةُ، فَثَبَتَ إِذاً أَن الْمِيمَ وَالْحَاءَ الأَوَّلَتَيْن فِي صَمَحْمَحٍ هُمَا الزَّائِدَتَانِ، وَالْمِيمُ وَالْحَاءُ الأَخيرتين هُمَا الأَصلِيتان، فَاعْرِفْ ذَلِكَ. وصَوْمَحٌ وصَوْمَحان: مَوْضِعٌ؛ قَالَ:
ويومٌ بالمَجَازةِ والكَلَنْدَى،
…
ويومٌ بَيْنَ ضَنْكَ وصَوْمَحانِ
هَذِهِ كلها مواضع.
صمدح: الصُّمادِحُ والصُّمادِحِيُّ: الصُّلْب الشَّدِيدُ. وَصَوْتٌ صُمادِحٌ وصُمادِحِيٌّ وصَمَيْدَحٌ: شَدِيدٌ؛ قَالَ:
مَا لِي عَدِمْتُ صَوْتَها الصَّمَيْدَحا
وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الصُّمادِحُ الشديدُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ؛ وأَنشد:
فَشامَ فيها مُدْلِغاً صُمادِحا
وَرَجُلٌ صَمَيْدَحٌ: صُلْبٌ شَدِيدٌ. وَضَرْبٌ صُرَادِحِيٌّ وصُمادِحيٌّ: شَدِيدٌ بَيِّنٌ؛ أَبو عَمْرٍو: الصُّمادِحُ الْخَالِصُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. الأَزهري: سَمِعْتُ أَعرابيّاً يَقُولُ لنُقْبَةِ جَرَبٍ حَدَثَتْ بِبَعِيرٍ فشُكَّ فِيهَا أَبَثْر أَم جَرَبٌ: هَذَا خاقٌ صُمادِحٌ: الجَرَب. والصَّمَيْدَحُ: الْخِيَارُ «2» ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد بَيْتًا فِيهِ:
وسَطُوا الصَّمَيْدَحَ وايما «3»
وَنَبِيذٌ صُمادِحِيٌّ: قَدْ أَدْرَكَ وخَلَصَ.
صنبح: صُنابِح: اسْمٌ، وَهُوَ أَبو بَطْنٍ مِنْ الْعَرَبِ، مِنْهُمْ صَفْوانُ بْنُ عَسَّالٍ الصُّنابِحِيُّ صَحِبَ النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم؛ وَقِيلَ: صُنابِحُ بَطْنٌ مِنْ مُرادٍ.
صوح: تَصَوَّحَ البَقْلُ وصَوَّحَ: تَمّ يُبْسُه؛ وَقِيلَ: إِذا أَصابته آفَةٌ وَيَبِسَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ جَاءَ صَوَّحَ البَقْلُ غَيْرَ مُتَعَدٍّ بِمَعْنَى تَصَوَّح إِذا يَبِسَ؛ وَعَلَيْهِ قَوْلُ أَبي عَلِيٍّ البَصِير:
ولكنَّ البلادَ، إِذا اقْشَعَرَّتْ
…
وصَوَّحَ نَبْتُها، رُعِيَ الهَشِيمُ
(1). قوله [وحفيفد] هكذا بالأصل والذي في شرح القاموس حفدفد.
(2)
. قوله [والصميدح الخيار إلخ] كذا بالأَصل. ونقله شارح القاموس في المستدركات، لكن في القاموس الصميدح كسميدع: اليوم الحار انتهى.
(3)
. هكذا بالأَصل.
وصَوَّحَتْه الريحُ: أَيْبَسَتْه؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
وصَوَّحَ البَقْلَ نَأْآجٌ تَجِيءُ بِهِ
…
هَيْفٌ يَمانِيةٌ، فِي مَرِّها نَكَبُ
وَقِيلَ: تَصَوَّحَ البقلُ إِذا يَبِسَ أَعلاه وَفِيهِ نُدُوَّةٌ؛ وأَنشد لِلرَّاعِي:
وحارَبَت الهَيْفُ الشَّمالَ، وآذَنَتْ
…
مَذانِبُ، مِنْهَا اللَّدْنُ والمُتَصَوِّحُ
وتَصَوَّحَتِ الأَرضُ مِنَ اليُبْسِ وَمِنَ البَرْدِ: يَبِسَ نَباتُها. والانْصِياحُ: كالتَّصَوُّحِ. والصَّاحَةُ مِنَ الأَرض: الَّتِي لَا تُنْبِتُ شَيْئًا أَبداً. الأَصمعي: إِذا تَهَيَّأَ النباتُ لليُبْسِ قِيلَ: قَدِ اقْطارَّ، فإِذا يَبِسَ وانْشَقَّ قِيلَ: قَدْ تَصَوَّحَ؛ قَالَ الأَزهري: وتَصَوُّحُه مِنْ يُبْسِه زمانَ الحرِّ لَا مِنْ آفَةٍ تُصيبه. وَفِي الْحَدِيثِ:
نَهَى عَنْ بَيْعِ النَّخْلِ قَبْلَ أَن يُصَوِّحَ
أَي قَبْلَ أَن يَسْتَبِينَ صلاحُه وجَيِّدُه مِنْ رَديئه. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنه سُئِلَ مَتَى يَحِلُّ شِراءُ النَّخْلِ؟ فَقَالَ: حِينَ يُصَوِّحُ
، وَيُرْوَى بِالرَّاءِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ:
اللَّهُمَّ انْصاحتْ جِبالُنا
أَي تَشَققت وجَفَّتْ لِعَدَمِ الْمَطَرِ. يُقَالُ: صاحَه يَصُوحُه، فَهُوَ مُنْصاحٌ إِذا شَقَّه. وصَوَّحَ النباتُ إِذا يَبِسَ وتَشَقَّقَ؛ وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ: فبادِرُوا العِلم مِنْ قَبْلِ تَصْوِيح نَبْتِه
؛ وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ الزُّبَيْرِ: فَهُوَ يَنْصاحُ عَلَيْكُمْ بِوَابِلِ البَلايا
أَي يَنْشَقُّ عَلَيْكُمْ؛ قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: ذَكَرَهُ الْهَرَوِيُّ بِالصَّادِ وَالْحَاءِ، قَالَ: وَهُوَ تَصْحِيفٌ. وانْصاحَ الثوبُ انْصِياحاً: تَشَقَّقَ مِنْ قِبَلِ نَفْسه؛ وَمِنْهُ قَوْلُ عَبيدٍ يَصِفُ مَطَرًا قَدْ ملأَ الوِهادَ والقَرارات:
فأَصْبَحَ الرَّوْضُ والقِيعانُ مُتْرَعَةً،
…
مَا بَيْنَ مُرْتَتِقٍ مِنْهَا ومُنْصاحِ
قَالَ شَمِرٌ: وَرَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي:
مِنْ بَيْنِ مُرْتَفِقٍ مِنْهَا ومُنْصاحِ
وفَسَّرَ: المُنْصاحُ الْفَائِضَ الْجَارِي عَلَى وَجْهِ الأَرض، قَالَ: والمُرْتَفِقُ الْمُمْتَلِئُ. والمُرْتَتِقُ مِنَ النَّبَاتِ: الَّذِي لَمْ يَخْرُجْ نَوْرُهُ وزَهْرُه مِنْ أَكمامه. والمُنْصاحُ: الَّذِي قَدْ ظَهَرَ زَهْرُه. وَقَوْلُهُ: مِنْهَا، يُرِيدُ مِنْ نَبْتِهَا فَحَذَفَ الْمُضَافَ وأَقام الْمُضَافَ إِليه مَقَامَهُ؛ قَالَ: وَرُوِيَ عَنْ أَبي تَمَّام الأَسَدِيِّ أَنه أَنشده:
مِنْ بَيْنِ مُرْتَفِقٍ مِنْهَا وَمِنْ طَاحِي
وَقَالَ: الطَّاحِي الَّذِي فاضَ وسالَ وَذَهَبَ. وتَصَايَحَ غِمْدُ السَّيْفِ إِذا تَشَقَّقَ. وَفِي النَّوَادِرِ: صَوَّحَتْه الشمسُ ولَوَّحَتْه وصَمَحَتْه إِذا أَذْوَتْهُ وآذَتْهُ. والتَّصَوُّحُ: التَّشقُّق فِي الشَّعَر وَغَيْرِهِ. وتَصَوُّحُ الشَّعَرِ: تشقُّقُه مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ وتَناثره؛ وَقَدْ صَوَّحَه الجُفُوفُ. وصُحْتُ الشيءَ فانْصاحَ أَي شَقَقْتُهُ فانشقَّ. وانْصاحَ الْقَمَرُ: اسْتَنَارَ. وانْصاحَ الفجرُ انْصِياحاً إِذا اسْتَنَارَ وأَضاءَ، وأَصله الِانْشِقَاقُ. والصُّوَّاحةُ، عَلَى تَقْدِيرِ فُعَّالة: مِنْ تَشَقُّقِ الصُّوف «1» ؛ وَقَدْ صَوَّحه. والصُّوَاحُ: عَرَقُ الْخَيْلِ خَاصَّةً، وَقَدْ يُعَمُّ به؛ وأَنشد الأَصمعي:
جَلَبْنَ الخَيْلَ دامِيةً كُلاها،
…
يُسَنُّ عَلَى سَنابِكِها الصُّواحُ
وَيُرْوَى يَسِيلُ؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ:
تُسَنُّ عَلَى سَنابِكِها القُرُونُ
وَفِي الْحَدِيثِ:
أَن مُحَلِّم بنَ جُثامةَ اللَّيْثِيَّ قَتَلَ رَجُلًا يَقُولُ: لَا إِله إِلَّا اللَّهُ؛ فَلَمَّا مَاتَ هُوَ دفنوه فلفظته
(1). قوله [من تشقق الصوف] عبارة القاموس ما تشقق من الشعر.
الأَرض فأَلقته بَيْنَ صَوْحَيْنِ «1» فأَكلته السِّبَاعُ
؛ ابْنُ الأَعرابي: الصَّوْحُ، بِفَتْحِ الصَّادِ: الْجَانِبُ مِنَ الرأْس وَالْجَبَلِ؛ وَيُقَالُ: صُوحٌ لِوَجْهِ الْجَبَلِ الْقَائِمِ كأَنه حَائِطٌ، وَهُمَا لُغَتَانِ صَحِيحَتَانِ؛ وصُوحا الْوَادِي: حَائِطَاهُ وَيُفْرَدُ، فَيُقَالُ: صُوحٌ، وَوَجْهُ الْجَبَلِ الْقَائِمِ «2» تَرَاهُ كأَنه حَائِطٌ؛
وأَلْقَوْه بَيْنَ الصُّوحَيْنِ حَتَّى أَكلته السِّبَاعُ
أَي بَيْنَ الْجَبَلَيْنِ، فأَما مَا أَنشده بَعْضُهُمْ:
وشِعْبٍ كَشَكِّ الثَّوْبِ شَكْسٍ طريقُه،
…
مَدارِجُ صُوحَيْهِ عِذابٌ مَخاصِرُ
تَعَسَّفْتُهُ بالليْلِ، لَمْ يَهْدِني لَهُ
…
دَلِيلٌ، وَلَمْ يَشْهَدْ لَهُ النَّعْتَ خابِرُ
فإِنما عَنَى فَماً قَبَّله، فَجَعَلَهُ كالشِّعْبِ لِصِغَرِهِ، ومَثَّلَه بشَك الثَّوْبِ، وَهِيَ طَرِيقَةُ خِيَاطَتِهِ، لِاسْتِوَاءِ مَنَابِتِ أَضراسه وَحُسْنِ اصْطِفَافِهَا وتَراصُفِها، وَجَعَلَ رِيقَه كَالْمَاءِ، وناحِيَتَيِ الأَضراس كصُوحَيِ الْوَادِي. وصُوحُ الْجَبَلِ: أَسفله. والصُّواحُ: الطَّلْعُ حِينَ يَجِفُّ فيتناثَرُ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وصُوحانُ: اسْمٌ؛ قَالَ:
قَتَلَتْ عِلْباءَ وهِنْدَ الجَمَلِ،
…
وابْناً لِصُوحانَ عَلَى دِينِ عَلِي
وَبَنُو صُوحانَ: مِنْ بَنِي عَبْدِ الْقَيْسِ. والصُّواحُ: الجِصُّ. الأَزهري عَنِ الْفَرَّاءِ قَالَ: الصُّواحِيُّ مأْخوذ مِنَ الصُّواحِ، وَهُوَ الجِصُّ؛ وأَنشد:
جَلَبْنا الخيلَ مِنْ تَثْلِيتَ، حَتَّى
…
كأَنَّ عَلَى مَناسِجِها صُوَاحا
قَالَ: شَبَّه عَرَق الْخَيْلِ لَمَّا ابيضَّ بالصُّواح، وَهُوَ الجِصُّ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: فِي هَذَا الْبَيْتِ شَاهِدٌ عَلَى أَن الصُّواحَ الْعَرَقُ كَمَا ذَكَرَ الْجَوْهَرِيُّ، وَفِيهِ أَيضاً شَاهِدٌ عَلَى الجصِّ عَلَى مَا رَوَاهُ ابْنُ خَالَوَيْهِ هُنَا مَنْصُوبًا، وَالْبَيْتُ مَجْهُولُ الْقَائِلِ فَلِهَذَا وَقَعَ الِاخْتِلَافُ فِي رِوَايَتِهِ؛ أَبو سَعِيدٍ: الصُّواحُ مِنَ اللَّبَنِ مَا غَلَبَ عَلَيْهِ الْمَاءُ، وَهُوَ الضَّياحُ والشَّهابُ؛ والصُّواحُ: النَّجْوَةُ مِنَ الأَرض «3» . وصاحةُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ بِشْرُ بْنُ أَبي خَازِمٍ:
تَعَرُّضَ جأْبةِ المِدْرَى خَذُولٍ
…
بصاحةَ، فِي أَسِرَّتِها السِّلامُ
وَقِيلَ: صاحةُ اسْمُ جَبَلٍ؛ وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ الصَّاحَةِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هِيَ بِتَخْفِيفِ الْحَاءِ هِضابٌ حُمْرٌ بِقُرْبِ عَقِيق الْمَدِينَةِ.
صيح: الصِّياحُ: الصوتُ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: صوتُ كُلِّ شَيْءٍ إِذا اشْتَدَّ. صاحَ يَصِيحُ صَيْحة وصِياحاً وصُياحاً، بِالضَّمِّ، وصَيْحاً وصَيَحاناً، بِالتَّحْرِيكِ، وصَيَّحَ: صَوَّتَ بأَقصى طَاقَتِهِ، يَكُونُ ذَلِكَ فِي النَّاسِ وَغَيْرِهِمْ؛ قَالَ:
وصاحَ غُرابُ البَيْنِ، وانْشَقَّتِ العَصا،
…
كَمَا ناشَدَ الذَّمَّ الكَفِيلُ المُعاهِدُ
والمُصايَحَةُ والتصايُحُ: أَن يَصِيحَ القومُ بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ. والصَّيْحَةُ: العذابُ، وأَصله مِنَ الأَوّل؛ قَالَ اللَّهُ عز وجل: فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ*
؛ يَعْنِي بِهِ الْعَذَابَ؛ وَيُقَالُ: صِيحَ فِي آلِ فُلَانٍ إِذا هَلَكُوا. فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ*
أَي أَهلكتهم. والصَّيحةُ: الغارةُ إِذا فُوجِئَ الحيُّ بِهَا. والصائِحةُ: صَيْحَةُ المَناحةِ؛ يقال: ما
(1). قوله [فأَلقته بين صوحين] الذي في النهاية فألقوه.
(2)
. قوله [وَوَجْهُ الْجَبَلِ الْقَائِمِ تَرَاهُ إلخ] عبارة الجوهري وَوَجْهُ الْجَبَلِ الْقَائِمِ تَرَاهُ كأنه حائط. وفي الحديث:
وألقوه بين الصوحين.
(3)
. قوله [وَالصُّوَاحُ النَّجْوَةُ مِنَ الأَرض] أي ما ارتفع منها. وفي القاموس: والصواح الرخوة من الأَرض.