الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْمَدِينَة وَقد تصرم من شهور السّنة وأيامها الْمحرم وصفر وَأَيَّام من ربيع الأول فَلَمَّا عزموا على تأسيس الْهِجْرَة رجعُوا الْقَهْقَرِي ثَمَانِيَة وَسِتِّينَ يَوْمًا وَجعلُوا التَّارِيخ من أول محرم هَذِه السّنة ثمَّ أحصوا من أول يَوْم فِي الْمحرم إِلَى آخر عمر رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَكَانَ عشر سِنِين وشهرين وَأما إِذا حسب عمره الْمُقَدّس من الْهِجْرَة حَقِيقَة فَيكون قد عَاشَ صلى الله عليه وسلم بعْدهَا تسع سِنِين وَأحد عشر شهرا واثنين وَعشْرين يَوْمًا وَكَانَ بَين مولده صلى الله عليه وسلم وَبَين مولد الْمَسِيح عليه السلام خمس مائَة وثمان وَسَبْعُونَ سنة تنقص شَهْرَيْن وَثَمَانِية أَيَّام
ابْتِدَاء تَارِيخ الْهِجْرَة
يَوْم الْخَمِيس أول شهر الله الْمحرم وَبَينه وَبَين الطوفان ثَلَاثَة آلَاف وَسَبْعمائة وَخمْس وَثَلَاثُونَ سنة وَعشرَة أشهر وَاثْنَانِ وَعِشْرُونَ يَوْمًا وَبَينه وَبَين تَارِيخ الْإِسْكَنْدَر المقدوني الرُّومِي بن فيلبس تِسْعمائَة وَإِحْدَى وَسِتُّونَ سنة قمرية وَأَرْبَعَة وَخَمْسُونَ يَوْمًا تكون من السنين الشمسية تِسْعمائَة وَاثْنَتَانِ وَثَلَاثُونَ سنة ومائتان وَتِسْعَة وَثَمَانُونَ يَوْمًا مِنْهَا تِسْعَة أشهر وَتِسْعَة عشر يَوْمًا وَبَينه وَبَين تَارِيخ القبط ثَلَاثمِائَة وَسبع وَثَلَاثُونَ سنة وَتِسْعَة وَثَلَاثُونَ يَوْمًا
وَقَالَ ابْن مَا شَاءَ الله إِن انْتِقَال الْمَمَر من الثَّلَاثَة الهوائية الَّتِي هِيَ برج الجوزاء دولتها إِلَى برج السرطان ومثلثة المائية الَّتِي كَانَت دولة الْإِسْلَام فِيهَا عِنْد تَمام سنة آلَاف وثلاثمائة وَخمْس وَأَرْبَعين سنة وَثَلَاثَة أشهر وَعشْرين يَوْمًا من وَقت الْقرَان الأول الْوَاقِع فِي بَدْء التحرك يَعْنِي خلق آدم عليه السلام وغن الْقُرْآن من هَذِه الْمُثَلَّثَة وَقع فِي أَربع درج ودقيقة وَاحِدَة من برج الْعَقْرَب وَهُوَ قرَان الْملَّة الإسلامية
قَالَ وَفِي السّنة الثَّانِيَة من هَذَا الْقُرْآن ولد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَكَانَ بَين دُخُول الشَّمْس برج الْحمل فِي هَذِه السّنة وَبَين أول يَوْم من سنة الْهِجْرَة سنُون فارسية عدتهَا إِحْدَى وَخَمْسُونَ سنة وَثَلَاثَة أشهر وَثَمَانِية أَيَّام وست عشرَة سَاعَة فَكَانَ من وَقت الطوفان إِلَى وَقت قرَان الْملَّة
ثَلَاثَة الآف وَتِسْعمِائَة واثنتا عشرَة سنة وَسِتَّة أشهر وَأَرْبَعَة عشر يَوْمًا
وَزَعَمت الْيَهُود أَن من آدم عليه السلام إِلَى سنة الْهِجْرَة أَرْبَعَة آلَاف واثنتين وَأَرْبَعين سنة وَثَلَاثَة أشهر وَزَعَمت النَّصَارَى أَن بَينهمَا خَمْسَة آلَاف وَتِسْعمِائَة وَتِسْعين سنة وَثَلَاثَة أشهر وَزَعَمت الْمَجُوس أَعنِي الْفرس أَن بَينهمَا أَرْبَعَة آلَاف وَمِائَة واثنتين وَثَمَانِينَ سنة وَعشرَة أشهر وَتِسْعَة عشر يَوْمًا
وَقد عرفت أَن شهور تَارِيخ الْهِجْرَة القمرية وَأَيَّام كل سنة مِنْهَا عدتهَا ثَلَاثمِائَة وَأَرْبَعَة وَخَمْسُونَ يَوْمًا وَسدس يَوْم وَجَمِيع الْأَحْكَام الشَّرْعِيَّة مَبْنِيَّة على رُؤْيَة الْهلَال عِنْد جَمِيع فرق الْإِسْلَام مَا عدا الشِّيعَة فَإِن الْأَحْكَام مَبْنِيَّة عِنْدهم على عمل شهور السّنة بِالْحِسَابِ على مَا ذكر المقريزي فِي ذكر الْقَاهِرَة وخلفائها
ثمَّ لما احْتَاجَ منجمو الْإِسْلَام إِلَى اسْتِخْرَاج مَا لابد مِنْهُ من معرفَة الاهلة وسمت الْقبْلَة وَغير ذَلِك بنوا أزياجهم على التَّارِيخ الْعَرَبِيّ وَجعلُوا شهور السّنة الْعَرَبيَّة شهرا كَامِلا وشهرا نَاقِصا وابتدأوا بالمحرم اقْتِدَاء بالصحابة رضي الله عنهم فَجعلُوا الْمحرم ثَلَاثِينَ يَوْمًا وصفر تِسْعَة وَعشْرين يَوْمًا وربيع الأول ثَلَاثِينَ يَوْمًا وربيع الآخر تِسْعَة وَعشْرين يَوْمًا وجمادي الأولى وَثَلَاثِينَ يَوْمًا وجمادى الْآخِرَة تِسْعَة وَعشْرين يَوْمًا وَرَجَب وَثَلَاثِينَ يَوْمًا وَشَعْبَان تِسْعَة وَعشْرين يَوْمًا ورمضان ثَلَاثِينَ يَوْمًا وشوال تِسْعَة وَعشْرين يَوْمًا وَذَا الْقعدَة ثَلَاثِينَ يَوْمًا وَذَا الْحجَّة تِسْعَة وَعشْرين يَوْمًا وَزَادُوا من أجل كسر الْيَوْم الَّذِي هُوَ خمس وَسدس يَوْمًا فِي ذِي الْحجَّة إِذا صَار هَذَا الْكسر أَكثر من نصف يَوْم فَيكون شهر ذِي الْحجَّة فِي تِلْكَ السّنة ثَلَاثِينَ يَوْمًا ويسمون تِلْكَ السّنة كبيسة وَيصير عَددهَا ثَلَاثمِائَة وَخَمْسَة وَخمسين يَوْمًا ويجتمع فِي كل ثَلَاثِينَ من الكبس أحد عشر يَوْمًا وَالله أعلم وَسَيَأْتِي الْكَلَام على تَارِيخ الْهِجْرَة أوسع من هَذَا إِن شَاءَ الله تَعَالَى