الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَأما تَارِيخ فيلبش
فَإِنَّهُ على سني القبط وَكَثِيرًا مَا يسْتَعْمل هَذَا التَّارِيخ من موت الْإِسْكَنْدَر الْبناء المقدوني وكلا الْأَمريْنِ سَوَاء فَإِن الْقَائِم بعد إلبناء هُوَ فيلبش فَسَوَاء كَانَ من موت الأول أَو من قيام الآخر فَإِن الْحَالة المؤرخة هِيَ كالفصل الْمُشْتَرك بَينهمَا
وفيلبش هَذَا هُوَ أَبُو الْإِسْكَنْدَر المقدوني وَيعرف هَذَا التَّارِيخ بتاريخ الإسكندرانين وَعَلِيهِ بنى تاون الإسْكَنْدراني فِي تَارِيخه الْمَعْرُوف بالقانون وَالله أعلم
وَأما تَارِيخ الْإِسْكَنْدَر
فَإِنَّهُ على سني الرّوم وَعَلِيهِ يعْمل أَكثر الْأُمَم إِلَى وقتنا هَذَا من أهل الشَّام وَأهل بِلَاد الرّوم وَأهل الْمغرب والأندلس والإفرنج وَالْيَهُود
وَقَالَ أَبُو الريحان مُحَمَّد بن أَحْمد الْبَيْرُوتِي تَارِيخ الْإِسْكَنْدَر اليوناني الَّذِي يلقبه بَعضهم بِذِي القرنين على سني الرّوم وَعَلِيهِ عمل أَكثر الْأُمَم لما خرج من بِلَاد يونان وَهُوَ ابْن سِتّ وَعشْرين سنة لقِتَال دَارا ملك الْفرس
وَلما ورد بَيت الْمُقَدّس أَمر الْيَهُود بترك تَارِيخ دَاوُد ومُوسَى عليهما السلام والتحول إِلَى تَارِيخه فَأَجَابُوهُ وانتقلوا إِلَى تَارِيخه واستعملوه فِيمَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ بعد أَن عملوه من السّنة السَّادِسَة وَالْعِشْرين لميلاده وَهُوَ أول وَقت تحركه ليتموا ألف سنة من لدن مُوسَى عليه السلام وبقوا معتصمين بِهَذَا التَّارِيخ ومستعملين لَهُ وَعَلِيهِ عمل اليونانيين وَكَانُوا قبله يؤرخون بِخُرُوج يونان بن نورس عَن بابل إِلَى الْمغرب
وَأول تَارِيخ الْإِسْكَنْدَر يَوْم الْإِثْنَيْنِ أول تشرين الأول وموافقه الْيَوْم الرَّابِع من بَابه ومبادي الْأَيَّام عِنْدهم من طُلُوع الشَّمْس إِلَى غُرُوبهَا إِلَى أَن يصبح الصَّباح وتطلع الشَّمْس فقد كمل بليلة ومبادي الشُّهُور
ترجع إِلَى عدد وَاحِد لَهُ نظم يجْرِي عَلَيْهِ دَائِما شهور سنتهمْ اثْنَا عشر شهرا يُخَالف بَعْضهَا بَعْضًا فِي الْعدَد وَهَذِه أسماؤها وَعدد أَيَّام كل شهر مِنْهَا تشرين الأول أحد وَثَلَاثُونَ يَوْمًا تشرين الثَّانِي ثَلَاثُونَ يَوْمًا كانون الأول أحد وَثَلَاثُونَ يَوْمًا كانون الثَّانِي أحد وَثَلَاثُونَ يَوْمًا شباط ثَمَانِيَة وَعِشْرُونَ يَوْمًا وَربع آذار أحد وَثَلَاثُونَ يَوْمًا نيسان ثَلَاثُونَ يَوْمًا أيار أحد وَثَلَاثُونَ يَوْمًا حزيران ثَلَاثُونَ يَوْمًا تموز أحد وَثَلَاثُونَ يَوْمًا آب أحد وَثَلَاثُونَ يَوْمًا أيلول ثَلَاثُونَ يَوْمًا وَشهر وَاحِد ثَمَانِيَة وَعِشْرُونَ يَوْمًا وَربع يَوْم وَذَلِكَ أَنهم جعلُوا شباط كل ثَلَاث سِنِين مُتَوَالِيَات ثَمَانِيَة وَعشْرين يَوْمًا وَربع يَوْم وجعلوه فِي السّنة الرَّابِعَة تِسْعَة وَعشْرين يَوْمًا فَيكون عدد أَيَّام سنتهمْ ثَلَاثمِائَة وَخَمْسَة وَسِتِّينَ يَوْمًا ويجعلون السّنة الرَّابِعَة ثَلَاثمِائَة وَسِتَّة وَسِتِّينَ يَوْمًا ويسمونها السّنة الكبيسة وَإِنَّمَا زادوا الرّبع فِي كل سنة ليقرب عدد أَيَّام سنتهمْ من عدد أَيَّام السّنة الشمسية حَتَّى تبقى أُمُورهم على نظام وَاحِد فَتكون شهور الْبرد وشهور الْحر وَأَوَان الزَّرْع ولقاح الشّجر وجني الثَّمر فِي وَقت مَعْلُوم من السّنة لَا يتَغَيَّر وَقت شَيْء من ذَلِك الْبَتَّةَ
وَكَانَ ابْتِدَاء الكبيس فِي السّنة الثَّالِثَة من ملك الْإِسْكَنْدَر وَبَين يَوْم الْإِثْنَيْنِ أول يَوْم من تَارِيخ الْإِسْكَنْدَر هَذَا وَبَين يَوْم الْخَمِيس أول شهر الْمحرم من السّنة الَّتِي هَاجر نَبينَا مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْمطلب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من مَكَّة إِلَى الْمَدِينَة تِسْعمائَة سنة وَثَلَاث وَثَلَاثُونَ سنة وَمِائَة وَخَمْسَة يَوْمًا وَبَينه وَبَين يَوْم الْجُمُعَة أول يَوْم من الطوفان ألفا سنة وَسَبْعمائة سنة وَاثْنَتَانِ وَتسْعُونَ سنة وَمِائَة وَثَلَاثَة وَتسْعُونَ يَوْمًا وَبَين ابْتِدَاء ملك بخت نصر وَبَين أول تَارِيخ الْإِسْكَنْدَر أَرْبَعمِائَة وَخمْس وَثَلَاثُونَ سنة شمسية وَمِائَتَا يَوْم وَثَمَانِية وَثَلَاثُونَ يَوْمًا
قَالَ أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ فِي كتاب الفلاحة النبطية أَن شهورهم هَذِه كل وَاحِد مِنْهَا اسْم رجل فَاضل عَالم
قف التَّحْقِيق عِنْد عُلَمَاء الْأَخْبَار أَن ذَا القرنين الَّذِي ذكره الله فِي
كِتَابه فَقَالَ {ويسألونك عَن ذِي القرنين} الْآيَات عَرَبِيّ قد كثر ذكره فِي أشعار الْعَرَب وَأَن اسْمه الصعب بن ذِي مراثد بن الْحَارِث الرائش بن الهمال ذِي سدد بن عَاد بن دلدار فخشد بن سَام بن نوح عليه السلام وَأَنه ملك من مُلُوك حمير وهم الْعَرَب العاربة وَيُقَال لَهُم أَيْضا الْعَرَب العرباء
وَكَانَ ذُو القرنين تبعا متوجا وَلما ولي الْملك تجبر ثمَّ تواضع لله وَاجْتمعَ بالخضر وَقد غلط من ظن أَن الْإِسْكَنْدَر بن فيلبش هُوَ ذُو القرنين الَّذِي بنى السد فَإِن لَفْظَة ذُو عَرَبِيَّة وَذُو القرنين من ألقاب الْعَرَب مُلُوك الْيمن وَذَاكَ رومي يوناني
قَالَ أَبُو جَعْفَر الطَّبَرِيّ وَكَانَ الْخضر فِي أَيَّام أفريدون الْملك بن الضَّحَّاك فِي قَول عَامَّة أهل الْكتاب الأول وَقبل مُوسَى بن عمرَان عليه السلام
وَقيل إِنَّه كَانَ على مُقَدّمَة ذِي القرنين الْأَكْبَر الَّذِي كَانَ على أَيَّام إِبْرَاهِيم الْخَلِيل عليه السلام
وَقَالَ آخَرُونَ إِن ذَا القرنين هَذَا هُوَ أفريدون
وَقَالَ عبد الْملك بن هِشَام فِي كتاب التيجان فِي معرفَة مُلُوك الزَّمَان بَعْدَمَا ذكر نسب ذِي القرنين إجتمع بالخضر فِي بَيت الْمُقَدّس وَسَار مَعَه مَشَارِق الأَرْض وَمَغَارِبهَا وأوتي من كل شَيْء سَببا كَمَا أخبر الله تَعَالَى وَبنى السد على يَأْجُوج وَمَأْجُوج وَمَات بالعراق
وَأما الْإِسْكَنْدَر فَإِنَّهُ يوناني وَيعرف بالمجدوني وَيُقَال المقدوني
وَسُئِلَ ابْن عَبَّاس عَن ذِي القرنين مِمَّن كَانَ فَقَالَ من حمير قيل لَهُ فالإسكندر قَالَ كَانَ روميا حكيما بنى على الْبَحْر فِي أفريقية منارا وَأخذ أَرض رومة وأتى بَحر الغرب وَأكْثر من عمل المصانع والمدن
وَسُئِلَ كَعْب الْأَحْبَار عَنهُ فَقَالَ الصَّحِيح عندنَا من أخبارنا وأسلافنا