الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عَلَيْهِ السَّلَام وَذَلِكَ لمضي ألف وَإِحْدَى وَثَمَانِينَ سنة للطوفان وَسنة ثَلَاث وَعشْرين وثلاثمائة وَثَلَاثَة آلَاف من هبوط آدم عليه السلام
وَمن الْغَرِيب الْوَاقِع فِي التَّوْرَاة أَن عمر إِبْرَاهِيم كَانَ يَوْم وَفَاة نوح ثَلَاثَة وَخمسين سنة فَيكون لَقِي نوحًا وخالطه وَأخذ عَنهُ وَهُوَ على رَأْي وَبَعْضهمْ أَب لجَمِيع الشعوب من بعده فَلذَلِك كَانَ الْأَب الثَّالِث للخليقة من بعد آدم ونوح وعَلى هَذَا جملَة السنين من الطوفان إِلَى ولادَة إِبْرَاهِيم مِائَتَان وَسبع وَتسْعُونَ سنة وَعمر نوح بعد الطوفان ثَلَاثمِائَة وَخَمْسُونَ سنة
وَأما سَبَب تبلبل الألسن
فقد ذكر أَبُو عِيسَى أَن بني نوح الَّذين نشوا بعد الطوفان اجْتَمعُوا على بِنَاء حصن يتحرزون بِهِ خوفًا من مَجِيء الطوفان مرّة ثَانِيَة وَالَّذِي وَقع رَأْيهمْ عَلَيْهِ أَن يبنوا صرحا شامخا يبلغ رَأسه السَّمَاء فَجعلُوا لَهُ اثْنَيْنِ وَسبعين برجا وَجعلُوا على كل برج كَبِيرا مِنْهُم يستحث على الْعَمَل فانتقم الله مِنْهُم وبلبل ألسنتهم إِلَى لُغَات شَتَّى وَلم يوافقهم عَابِر على ذَلِك وَاسْتمرّ على طَاعَة الله تَعَالَى فبقاه الله تَعَالَى على اللُّغَة العبرانية وَلم يَنْقُلهُ عَنْهَا وَلما افْتَرَقت بَنو نوح صَار لولد سَام الْعرَاق وَفَارِس وَمَا يَلِي ذَلِك إِلَى الْهِنْد وَصَارَ لولد حام الْجنُوب مِمَّا يَلِي مصر على النّيل وَكَذَلِكَ مغربا إِلَى أقصاه وَصَارَ لولد يافث مِمَّا يَلِي بَحر الخزر وَكَذَلِكَ مشرقا إِلَى جِهَة الصين وَكَانَت شعوب أَوْلَاد نوح الثَّلَاثَة عِنْد تبلبل الألسن اثْنَيْنِ وَسبعين شعبًا هود وَصَالح وهما نبيان أرسلا بعد نوح وَقبل إِبْرَاهِيم الْخَلِيل
أما هود فَقيل أَنه عَابِر بن شالح أرسل إِلَى عَاد وَكَانُوا أهل أصنام ثَلَاثَة وَكَانَ عَاد وَثَمُود جبارين طوال القامات كَمَا قَالَ تَعَالَى {واذْكُرُوا إِذْ جعلكُمْ خلفاء من بعد قوم نوح وزادكم فِي الْخلق بسطة} وَبَقِي
هود بعد هَلَاك عَاد كَذَلِك حَتَّى مَاتَ وقبره بحضرموت وَقيل بِالْحجرِ من مَكَّة
وَأما صَالح فَأرْسلهُ الله إِلَى ثَمُود وَهُوَ ابْن عبيد بن أَسف بن ماشج وَكَانَ مسكن ثَمُود بِالْحجرِ فَلم يُؤمن بِهِ إِلَّا قَلِيل وعقروا النَّاقة فأهلكهم الله تَعَالَى {فَأَصْبحُوا فِي دِيَارهمْ جاثمين} وَصَارَ صَالح إِلَى فلسطين ثمَّ انْتقل إِلَى الْحجاز يعبد الله إِلَى أَن مَاتَ وَهُوَ ابْن ثَمَان وَخمسين سنة وَولد إِبْرَاهِيم بالأهواز وَقيل بِبَابِل وَهِي الْعرَاق وَكَانَ نمْرُود عَاملا على سَواد الْعرَاق وَمَا اتَّصل بِهِ للضحاك وَقيل كَانَ ملكا مُسْتقِلّا بِرَأْسِهِ فَأخذ إِبْرَاهِيم ورماه فِي نَار عَظِيمَة سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وثلاثمائة وَثَلَاثَة آلَاف من هبوط آدم عليه السلام فَكَانَت النَّار عَلَيْهِ بردا وَسلَامًا
وَفِي تَارِيخ الْقُدس سنة تسع وَثَلَاثِينَ وفيهَا هِجْرَة إِبْرَاهِيم من بابل إِلَى فلسطين وَفِي تَقْوِيم التواريخ سنة ثَلَاث وَتِسْعين وفيهَا خُرُوج كادة الْحداد على الضَّحَّاك وسلطنته أفريدون الْفَارِسِي
وَكَانَ إِبْرَاهِيم فِي أَوَاخِر أَيَّام بيوراسب الْمُسَمّى بِالضحاكِ وَفِي أول ملك أفريدون
وَكَانَ بِنَاء الْكَعْبَة المعظمة على يَده الْكَرِيمَة فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة وَثَلَاثَة آلَاف وفيهَا وُلَاة اسحاق عليه السلام
وَكَانَت ولادَة إِسْمَاعِيل قبل هَذَا بأَرْبعَة عشر عَاما أَعنِي سنة تسع مِنْهَا وَقد اخْتلف فِي الذَّبِيح هَل هُوَ إِسْحَاق أم إِسْمَاعِيل وفداه الله بكبش وَلكُل من أهل الْعلم وجهة هُوَ موليها وَقد بَينا مَا هُوَ الْحق فِي تفسيرنا فتح الْبَيَان فِي مَقَاصِد الْقُرْآن
وَمن زعم أَن الذَّبِيح إِسْحَاق يَقُول كَانَ مَوضِع الذّبْح بِالشَّام على ميلين من إيليا وَهِي بَيت الْمُقَدّس وَمن يَقُول أَنه إِسْمَاعِيل يَقُول أَن ذَلِك كَانَ بِمَكَّة ثمَّ أَن إِبْرَاهِيم وَمن آمن مَعَه فارقوا قَومهمْ وَهَاجرُوا إِلَى
حران وَأَقَامُوا بهَا مُدَّة ثمَّ سَار إِبْرَاهِيم إِلَى مصر وصاحبها فِرْعَوْن ووهبه هَاجر ثمَّ سَار من مصر إِلَى السام وَأقَام بَين الرملة وإيليا وَولدت لَهُ هاجراسماعيل وَمَعْنَاهُ بالعبراني مُطِيع الله فحزنت سارة لذَلِك فَوَهَبَهَا الله إِسْحَاق وَمَاتَتْ هَاجر بِمَكَّة وَقدم إِلَيْهِ أَبوهُ ابراهيم وَبينا الْكَعْبَة وَهِي بَيت الْحَرَام
وَلُوط هُوَ ابْن أخي ابراهيم هاران بن آزر وَكَانَ قد آمن بِعَمِّهِ إِبْرَاهِيم وَهَاجَر مَعَه إِلَى مصر وَعَاد إِلَى الشَّام وأرسله الله إِلَى أهل سذوم وَكَانَ مَا كَانَ وقصته فِي الْقُرْآن الْكَرِيم وَأرْسل الله إِسْمَاعِيل إِلَى قبائل الْيمن وَإِلَى العماليق وعاش مائَة وَسبعا وَثَلَاثِينَ سنة وَمَات بِمَكَّة وَدفن عِنْد قبر أمه هَاجر بِالْحجرِ وَكَانَت وَفَاته بعد وَفَاة أَبِيه إِبْرَاهِيم بثمان وَأَرْبَعين سنة
وَاسْتمرّ الْبَيْت على مَا بناه إِبْرَاهِيم إِلَى أَن هدمته قُرَيْش سنة خمس وَثَلَاثِينَ من مولد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَبَنوهُ وَكَانَ بِنَاؤُه بعد مُضِيّ مائَة سنة من عمر إِبْرَاهِيم بِمدَّة فَتكون بالتقريب بَين ذَلِك وَبَين الْهِجْرَة أَلفَانِ وَسَبْعمائة وَنَحْو ثَلَاث وَتِسْعين سنة
ولادَة يَعْقُوب عليه السلام سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَثَلَاثَة آلَاف وَيُقَال لَهُ إِسْرَائِيل وَكَانَ بنوه اثْنَي عشر رجلا هم آبَاء الأسباط وهم روبيل ثمَّ شَمْعُون ثمَّ لاوي ثمَّ يهوذا ثمَّ يساخر ثمَّ زبولون ثمَّ يُوسُف ثمَّ بنيامين ثمَّ دَان ثمَّ نفتالي ثمَّ كاذ ثمَّ أَشَارَ
وَتُوفِّي إِبْرَاهِيم عليه السلام سنة ثَمَان وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وَثَلَاثَة آلَاف
أَيُّوب عليه السلام وَهُوَ رجل عده المؤرخون من أمة الرّوم لِأَنَّهُ من ولد الْعيص بن إِسْحَاق وَكَانَ نَبيا فِي عهد يَعْقُوب فِي قَول بَعضهم وعاش ثَلَاثًا وَتِسْعين سنة وَمن ولد أَيُّوب ابْنه بشر وَبعث الله بشرا بعد أَيُّوب وَسَماهُ ذَا الكفل وَكَانَ مقَامه بِالشَّام
يُوسُف بن يَعْقُوب لما صَار لَهُ من الْعُمر ثَمَانِي عشرَة سنة كَانَ فِرَاقه لِأَبِيهِ وبقيا مفترقين إِحْدَى وَعشْرين سنة ثمَّ اجْتمعَا فِي مصر وبقيا
مُجْتَمعين سبع عشرَة سنة وعاش يُوسُف مائَة وَعشر سِنِين وَكَانَ مولده لمضي سنة 251 من مولد إِبْرَاهِيم ووفاته لمضي سنة 361 من مولد إِبْرَاهِيم وَيكون وَفَاة يُوسُف قبل مولد مُوسَى بِأَرْبَع وَسِتِّينَ سنة محققا وَأما قصَّة فِرَاقه من أَبِيه وشغف زليخا بِهِ حبا فَحسب مَا ذكر الله فِي كِتَابه الْعَزِيز وَهُوَ أحسن الْقَصَص فِي الْقُرْآن وَكَانَ وَفَاة يُوسُف بِمصْر وَدفن بهَا حَتَّى كَانَ من مُوسَى وَفرْعَوْن مَا كَانَ فَلَمَّا سَار مُوسَى من مصر ببني إِسْرَائِيل إِلَى إِلَى التيه نبش يُوسُف وَحمله مَعَه فِي التيه حَتَّى مَاتَ مُوسَى فَلَمَّا قد يُوشَع ببني إِسْرَائِيل إِلَى الشَّام وَدَفنه بِالْقربِ من نابلس وَقيل عِنْد الْخَلِيل عليه السلام
شُعَيْب بَعثه الله إِلَى أَصْحَاب الأيكة وَأهل مَدين وَقد اخْتلف فِي نسبه فَقيل من ولد إِبْرَاهِيم الْخَلِيل وَقيل من ولد بعض الْمُؤمنِينَ بإبراهيم وَكَانَ الأيكة من شجر ملتف فَلم يُؤمنُوا فأهلكهم الله بسحابة أمْطرت عَلَيْهِم نَارا يَوْم الظلة وَأهْلك أهل مَدين بالزلزلة
مُوسَى هُوَ ابْن عمرَان بن قاهات بن لاوى بن يَعْقُوب بن إِسْحَاق أرْسلهُ الله تَعَالَى نَبيا بشريعة بني إِسْرَائِيل وَكَانَ من أمره مَا حَكَاهُ الله سُبْحَانَهُ فِي كِتَابه الْعَزِيز فِي غير مَوضِع وَهَارُون أَخُوهُ وَكَانَ اكبر مِنْهُ بِثَلَاث سِنِين وَقَارُون ابْن عَم مُوسَى وَكَانَ قد رزقه الله مَالا عَظِيما يضْرب بِهِ الْمثل على طول الدَّهْر وَكَانَ وَفَاة مُوسَى سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة وَثَلَاثَة آلَاف من هبوط آدم فِي التيه فِي سَابِع آذار لمضي ألف وسِتمِائَة وست وَعشْرين سنة من الطوفان فِي أَيَّام منوجهر الْملك وَكَانَ مَوته بعد هَارُون أَخِيه بِأحد عشر شهرا وَكَانَ مولد مُوسَى لمضي سنة 445 من مولد إِبْرَاهِيم وَكَانَ بَين وَفَاة إِبْرَاهِيم ومولد مُوسَى مِائَتَان وَخَمْسُونَ سنة وَولد لمضي ألف وَخَمْسمِائة وست سِنِين من الطوفان وَكَانَ عمره حِين خرج من مصر ثَمَانِينَ سنة وَأقَام فِي التيه أَرْبَعِينَ سنة فَيكون عنمره مائَة وَعشْرين سنة وَكَانَت جملَة مقَام بني إِسْرَائِيل بِمصْر من حِين دخلُوا بهَا حَتَّى أخرجهم مُوسَى مِائَتَيْنِ وَخمْس عشرَة سنة وَأول من قَامَ فِي بني إِسْرَائِيل بعد مُوسَى طالوت
وَقد كثر اللَّغط فِي بَيَان حكام بني إِسْرَائِيل وملوكهم لبعد عَهده ولكونه باللغة العبرانية فتعسر النُّطْق بألفاظه على الصِّحَّة وَلم أجد فِي نسخ التواريخ مَا اعْتمد على صِحَّته لِأَن كل نُسْخَة تخَالف الْأُخْرَى أما فِي أسمائهم وَأما فِي عَددهمْ وَأما فِي مدد استيلائهم ولليهود الْكتب الْأَرْبَعَة وَالْعشْرُونَ وَهِي عِنْدهم متواترة قديمَة لم تعرب إِلَى الْآن بل هِيَ باللغة العبرانية
قَالَ أَبُو الفدا فأحضرت مِنْهَا سَفَرِي بني إِسْرَائِيل وملوكها وأحضرت إنْسَانا عَارِفًا باللغة العبرانية والعربية وَتركته يَقْرَأها وأحضرت مِنْهَا ثَلَاث نسخ وكتبت مِنْهَا مَا ظهر عِنْدِي صِحَّته وضبطت الْأَسْمَاء بالحروف والحركات حسب الطَّاقَة انْتهى
ولادَة دَاوُد
هُوَ من ولد هوذا بن يَعْقُوب بن إِسْحَاق سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة وَثَلَاثَة آلَاف من هبوط آدم وَكَانَ مقَامه بجيرون فَلَمَّا بلغ سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ من عمره انْتقل إِلَى الْقُدس وَفتح فِي الشَّام فتوحات كَثِيرَة من أَرض فلسطين وبلد عمان وماب وحلب ونصيبين وبلاد الأرمن وَغير ذَلِك وَملك دَاوُد أَرْبَعُونَ سنة وَتُوفِّي وَله سَبْعُونَ سنة فِي أَوَاخِر سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة لوفاة مُوسَى وَأوصى بِالْملكِ إِلَى سُلَيْمَان وأوصاه بعمارة بَيت الْمُقَدّس وَفِي تَقْوِيم التواريخ وَفِي أَي فِي سنة مولد دَاوُد غَلَبَة أفراسياب على الْفرس وَفِيه اخْتِلَاف وَفِي تَارِيخ الطَّبَرِيّ أَن غَلَبَة أفراسياب غلى منوجهر كَانَ فِي زمن مُوسَى وَكَانَ كيقباذ فِي زمن دَاوُد عليه السلام وَلَعَلَّ ذَلِك هُوَ الصَّحِيح
ولادَة سُلَيْمَان
سنة إِحْدَى وَتِسْعين وثلاثمائة وَأَرْبَعَة آلَاف من هبوط آدم وَملك بعد أَبِيه وعمره اثْنَتَا عشر سنة فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَأَرْبَعَة آلَاف وفيهَا توفّي دَاوُد عليه السلام وَأَتَاهُ الله من
الْحِكْمَة وَالْملك مَا لم يؤته لأحد سواهُ على مَا أخبر الله بِهِ فِي مُحكم كِتَابه الْعَزِيز وَهَذَا الَّذِي ذكر من وَفَاة دَاوُد وَخِلَافَة سُلَيْمَان خلاف مَا فِي الْكِتَابَيْنِ ففيهما أَن وَفَاة دَاوُد سنة ثَلَاث وَأَرْبَعمِائَة بعد أَرْبَعَة آلَاف ووفاة سُلَيْمَان عليه السلام سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين مِنْهَا وَالَّذِي أوجب ذَلِك مَا صَحَّ فِي حَدِيث الْمِيثَاق فأكمل الله تَعَالَى لداود مائَة سنة ولآدم ألف سنة وَمن الثَّابِت أَن سُلَيْمَان ولي الْخلَافَة بعد أَبِيه أَرْبَعِينَ سنة وَالله أعلم
وَفِي السّنة الرَّابِعَة من ملك سُلَيْمَان وَهِي سنة 539 لوفاة مُوسَى ابْتَدَأَ سُلَيْمَان فِي عمَارَة بَيت الْمُقَدّس وَأقَام فِيهَا سبع سِنِين وَفرغ فِي السّنة الْحَادِيَة عشرَة من ملكه فَيكون الْفَرَاغ مِنْهُ فِي أَوَاخِر سنة 546 لوفاة مُوسَى وَكَانَ ارْتِفَاع الْبَيْت ثَلَاثِينَ ذِرَاعا وَطوله سِتِّينَ ذِرَاعا فِي عرض عشْرين ذِرَاعا وَعمل خَارج الْبَيْت سورا محيطا بِهِ امتداده خمس مائَة ذِرَاع وَفِي السّنة الْخَامِسَة وَالْعِشْرين من ملكه جَاءَتْهُ بلقيس ملكة الْيمن وَمن مَعهَا وأطاعه جَمِيع مُلُوك الأَرْض
وَاسْتمرّ سُلَيْمَان على ذَلِك حَتَّى توفّي وعمره اثْنَتَانِ وَخَمْسُونَ سنة فَكَانَت مُدَّة ملكه أَرْبَعِينَ سنة فَيكون وَفَاة سُلَيْمَان فِي أَوَاخِر سنة 575 لوفاة مُوسَى
تولي بخت نصر على بابل فِي سنة اثْنَيْنِ وَخمسين وَتِسْعمِائَة لوفاة مُوسَى وَذَلِكَ على حكم مَا اجْتمع لنا من مدد ولايات حكام بني إِسْرَائِيل والفترات الَّتِي كَانَت بَينهم وَأما مَا اخْتَارَهُ المؤرخون فَقَالُوا أَن من وَفَاة مُوسَى إِلَى ابْتِدَاء ملك بخت نصر تِسْعمائَة وثمانيا وَسبعين سنة وَثَمَانِية وَأَرْبَعين يَوْمًا وَهُوَ يزِيد على مَا اجْتمع لنا من المدد الْمَذْكُورَة فَوق سِتّ وَعشْرين سنة وَهُوَ تفَاوت قريب وَكَانَ هَذَا النَّقْص إِنَّمَا حصل من إِسْقَاط الْيَهُود كسورات المدد الْمَذْكُورَة فَإِنَّهُ من المستبعد أَن يملك الشَّخْص عشْرين سنة أَو تسع عشر سنة مثلا بل لابد من أشهر وَأَيَّام مَعَ ذَلِك فَلَمَّا ذكرُوا لكل شخص مُدَّة صَحِيحَة سَالِمَة من الْكسر نقصت جملَة السنين الْقدر الْمَذْكُور أَعنِي سِتا وَعشْرين سنة وكسورا وَكَانَ ابْتِدَاء ولَايَة بخت نصر فِي سنة تسع وَسبعين وَتِسْعمِائَة لوفاة مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام