الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ظُهُور طبقَة الكيانين
وأولهم كيقباد سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين بعد أَرْبَعَة آلَاف وسِتمِائَة كَمَا فِي تَقْوِيم التواريخ وَابْتِدَاء ملك بخت نصر إِحْدَى وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَأَرْبَعَة آلَاف وَفِي تَارِيخ بَيت الْمُقَدّس أَن بخت نصر كَانَ أَمِيرا للهراسب الْفَارِسِي الَّذِي فوض إِلَيْهِ السلطنة كيخسرو وَابْتِدَاء ملكه سنة سبع وَأَرْبَعين مِنْهَا تخريب بَيت الْمُقَدّس على يَده سنة سبع وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة وَأَرْبَعَة آلَاف وَفِي تَقْوِيم التواريخ بِزِيَادَة سنة وَاحِدَة وفيهَا ابْتِدَاء ملك كشتاسب ابْن لهراسب سنة سبع وَتِسْعمِائَة وَأَرْبَعَة آلَاف وكشتاسب عِنْد الْيَهُود يُسمى كورش
تعمير بَيت الْمُقَدّس على يَد كورش
سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَتِسْعمِائَة وَأَرْبَعَة آلَاف وفيهَا كَانَ ظُهُور زردشت ومتابعة كشتاسب كَمَا فِي تَقْوِيم التواريخ وَعند صَاحب تَارِيخ الْقُدس الْأَصَح أَن كورش هُوَ بهمن بن أسفنديار ولد كشتاسسب قَالَ أَبُو الفدا صَاحب حماة يكون انْقِضَاء مُلُوك بني إِسْرَائِيل وخراب بَيت الْمُقَدّس على يَد بخت نصر سنة عشْرين من ولَايَته تَقْرِيبًا وَهِي السّنة التَّاسِعَة وَالتِّسْعُونَ وَتِسْعمِائَة لوفاة مُوسَى وَهِي أَيْضا سنة ثَلَاث وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة مَضَت من عمَارَة بَيت الْمُقَدّس وَهِي مُدَّة لبثه على الْعِمَارَة
وَاسْتمرّ بَيت الْمُقَدّس خرابا سبعين سنة ثمَّ عمر وعمره بعض مُلُوك الْفرس واسْمه عِنْد الْيَهُود كيرش وَاخْتلف فِيهِ من هُوَ فَقيل دَارا ابْن بهمن وَقيل هُوَ بهمن الْمَذْكُور وَهُوَ الْأَصَح وَيشْهد لصِحَّة ذَلِك
كتاب أشعيا وَلما عَادَتْ عمَارَة بَيت الْمُقَدّس تراجعت إِلَيْهِ بَنو إِسْرَائِيل من الْعرَاق وَغَيره وَكَانَت عِمَارَته فِي أول سنة تسعين لابتداء ولَايَة بخت نصر
قَالَ أَبُو عِيسَى أَن بني إِسْرَائِيل لما تراجعوا إِلَى الْقُدس بعد عِمَارَته صَار لَهُم حكام مِنْهُم وَكَانُوا تَحت حكم مُلُوك الْفرس واستمروا حَتَّى ظهر الْإِسْكَنْدَر فِي سنة 435 لولاية بخت نصر وغلبت اليونان على الْفرس وَدخلت حِينَئِذٍ بَنو إِسْرَائِيل تَحت حكم اليونان وَأقَام اليونان من بني إِسْرَائِيل وُلَاة عَلَيْهِم وَكَانَ يُقَال للمتولي عَلَيْهِم هرذوس وَاسْتمرّ بَنو إِسْرَائِيل على ذَلِك حَتَّى خرب بَيت الْمُقَدّس الخراب الثَّانِي وتشتت مِنْهُ بَنو إِسْرَائِيل
يُونُس بن مَتى عليه السلام
وَمَتى أم يُونُس وَلم يشْتَهر نَبِي بِأُمِّهِ غير عِيسَى وَيُونُس عليهما السلام كَذَا ذكره ابْن الْأَثِير فِي الْكَامِل وَقد قيل أَنه من بني إِسْرَائِيل وَأَنه من سبط بنيامين وَكَانَت بعثته بعد يوثم بن عزيا وَهُوَ أحد مُلُوك بني إِسْرَائِيل وَكَانَت وَفَاة يوثم فِي سنة خمس عشرَة وَثَمَانمِائَة لوفاة مُوسَى وَبعث الله يُونُس إِلَى أهل نِينَوَى وَهِي قبالة الْموصل بَينهمَا دجلة وَكَانُوا يعْبدُونَ الْأَصْنَام فنهاهم وأوعدهم الْعَذَاب فِي يَوْم مَعْلُوم إِن لم يتوبوا وَضمن ذَلِك عَن ربه عز وجل فَلَمَّا أظلهم الْعَذَاب آمنُوا فكشفه الله عَنْهُم والتقمه الْحُوت وَسَار بِهِ إِلَى الابله وَكَانَ من شَأْنه مَا أخبر الله تَعَالَى بِهِ فِي كِتَابه الْعَزِيز
آرميا بن خلقيا عليه السلام
نَبِي من أَنْبيَاء بني إِسْرَائِيل كَانَ بِعَهْد صدقيا وَهُوَ آخر مُلُوك بني يهوذا بِبَيْت الْمُقَدّس وَلما توغلوا فِي الْكفْر والعصيان هدد بني إِسْرَائِيل ببخت نصر وهم لَا يلتقتون إِلَيْهِ فَلَمَّا رأى أَنهم لَا يرجعُونَ عَمَّا هم فِيهِ فارقهم وختفى حَتَّى غزاهم بخت نصر وَخرب الْقُدس حسب مَا تقدم ذكره وَكَانَ من قصَّته مَا أخبر الله بِهِ فِي الْكتاب بقوله {أَو كَالَّذي}
مر على قَرْيَة وَهِي خاوية على عروشها) الْآيَة وَقد قيل أَن صَاحب الْقِصَّة هُوَ الْعَزِيز وَالأَصَح أَنه أرميا كَذَا فِي تَارِيخ ابْن سعيد المغربي وَالله أعلم
ولادَة الْإِسْكَنْدَر اليوناني
سنة سِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ وَخَمْسَة آلَاف من هبوط آدم وفيهَا وَفَاة أفلاطون الْحَكِيم الإلهي غَلَبَة إسكندر على الْفرس سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ وَخَمْسَة آلَاف ووفاة إسكندر سنة تسع وَثَمَانِينَ مِنْهَا
زَكَرِيَّا من ولد سُلَيْمَان بن دَاوُد عليه السلام
وَكَانَ نَبيا ذكره الله فِي كِتَابه الْعَزِيز وَكَانَ نجارا وَهُوَ الَّذِي كفل مَرْيَم أم عِيسَى وَكَانَت مَرْيَم بنت عمرَان بن ماتان من ولد سُلَيْمَان وَكَانَت أم مَرْيَم اسْمهَا حنه وَكَانَ زَكَرِيَّا متزوج أُخْت حنه وَاسْمهَا ايشاع فَكَانَت زوج زَكَرِيَّا خَالَة مَرْيَم وَأرْسل الله تَعَالَى جِبْرِيل فبشر زَكَرِيَّا بيحي ثمَّ أرسل جِبْرِيل فَنفخ فِي جيب مَرْيَم فحبلت بِعِيسَى وَولد يحيى قبل الْمَسِيح بِسِتَّة أشهر ثمَّ ولدت مَرْيَم عِيسَى فَلَمَّا علمت الْيَهُود أَن مَرْيَم ولدت من غير بعل اتهموا زَكَرِيَّا بهَا وطلبوه فهرب واختفى فِي شَجَرَة عَظِيمَة فَقطعُوا الشَّجَرَة وَقَطعُوا زَكَرِيَّا مَعهَا وشق فِيهَا نِصْفَيْنِ وَقيل المشقوق فِي الشَّجَرَة إِنَّمَا هُوَ شعيا النَّبِي وَكَانَ عمر زَكَرِيَّا حِينَئِذٍ نَحْو مائَة سنة وَكَانَ قَتله بعد ولادَة الْمَسِيح لمضي ثَلَاثمِائَة وَثَلَاث سِنِين للإسكندر فَيكون مقتل زَكَرِيَّا بعد ذَلِك بِقَلِيل
وَأما يحي ابْنه فَإِنَّهُ نَبِي صَغِير ودعا النَّاس إِلَى عبَادَة الله وَلبس يحي الشّعْر واجتهد فِي الْعِبَادَة حَتَّى نحل جِسْمه وَذبح يحي لما نهى هذروس عَن بنت أَخ لَهُ أَن يَتَزَوَّجهَا وَقيل اغتصب امْرَأَة أَخِيه وَتَزَوجهَا وَلم يكن ذَلِك فِي شرعهم مُبَاحا فَأنْكر ذَلِك عَلَيْهِ وَقتل يحي
وَقد ذكر فِي قَتله أَسبَاب كَثِيرَة وَهَذَا أقربها إِلَى الصِّحَّة وَاخْتلف
هَل كَانَ أَبوهُ حَيا عِنْد قَتله فَقيل مَاتَ قبله وَقيل بعده وَكَذَلِكَ اخْتلف فِي دَفنه فَقيل دفن فِي بِبَيْت الْمُقَدّس وَهُوَ الصَّحِيح وَكَانَ قَتله قبل رفع الْمَسِيح بِمدَّة يسيرَة بعد مُضِيّ ثَلَاثِينَ سنة من عمر عِيسَى وَكَانَ رفع عِيسَى بعد نبوته بِثَلَاث سِنِين وَالنَّصَارَى تسمي يحي يوحنا المعمدان لكَونه عمد الْمَسِيح عِيسَى بن مَرْيَم عليهما السلام
قَالَ فِي تَقْوِيم التواريخ ولادَة يحي وَعِيسَى سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَخَمْسَة آلَاف من هبوط آدم عليه السلام وَمَرْيَم مَعْنَاهُ العابدة وولدته فِي بَيت لحم وَهِي قَرْيَة قريبَة من الْقُدس سنة أَربع وثلاثمائة لغَلَبَة الْإِسْكَنْدَر ثمَّ إِن مَرْيَم سَارَتْ بِهِ إِلَى مصر وَسَار مَعهَا ابْن عَمها يُوسُف بن يَعْقُوب بن ماتان النجار وَكَانَ حكيما وَزعم بَعضهم أَن يُوسُف كَانَ قد تزوج مَرْيَم لكنه لم يقربهَا وَهُوَ أول من أنكر حملهَا ثمَّ علم وَتحقّق براءتها وَسَار مَعهَا إِلَى مصر وَأَقَامَا هُنَاكَ اثْنَتَيْ عشرَة سنة ثمَّ عَاد عِيسَى وَأمه إِلَى الشَّام وَنزلا الناصرة وَبهَا سميت النَّصَارَى وَأقَام بهَا عِيسَى حَتَّى بلغ ثَلَاثِينَ سنة فَأوحى الله إِلَيْهِ وأرسله إِلَى النَّاس وَكَانَ يلبس الصُّوف وَالشعر وَيَأْكُل من نَبَات الأَرْض
وَكَانَ الحواريون اثْنَي عشر رجلا وسألوه الْمَائِدَة فَأنْزل الله إِلَيْهِ سفرة حَمْرَاء مغطاة بمنديل فِيهَا سَمَكَة مشوية وحولها الْبُقُول مَا خلا الكراث وَعند رَأسهَا ملح وَعند ذنبها خل وَمَعَهَا خمس أرغفة على بَعْضهَا زيتون وعَلى بَاقِيهَا رمان وتمر فَأكل مِنْهَا خلق كثير وَلم تنقص وَلم يَأْكُل مِنْهَا ذُو عاهة إِلَّا برِئ وَكَانَت تنزل يَوْمًا وتغيب يَوْمًا أَرْبَعِينَ لَيْلَة ثمَّ رفع الله تَعَالَى الْمَسِيح إِلَيْهِ وَألقى شبهه على الَّذِي دلهم عَلَيْهِ وَكَانَ رَفعه إِلَى السَّمَاء سنة سبع عشرَة وسِتمِائَة وَخَمْسَة آلَاف من هبوط آدم عليه السلام وَفِي تَارِيخ الْقُدس كل من الْولادَة والوفاة بعد هَذِه السنين قَالَ ابْن الْأَثِير فِي الْكَامِل اخْتلف الْعلمَاء فِي مَوته قبل رَفعه فَقيل رفع وَلم يمت وَقيل بل توفاه الله ثَلَاث سَاعَات وَقيل سبع سَاعَات ثمَّ أَحْيَاهُ وَتَأَول قَائِل هَذَا قَوْله تَعَالَى {إِنِّي متوفيك} وَكَانَ رَفعه لمضي ثَلَاثمِائَة وست وَثَلَاثِينَ سنة من غَلَبَة الْإِسْكَنْدَر على دَارا وَكَانَ بَين رَفعه