الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَالْآخر: أَن فِيهِ إرْسَالًا؛ يُقَال: " إِن أَبَا بردة لم يسمع هَذَا الحَدِيث من أبي مُوسَى، رضي الله عنه "، قَالَ حَمَّاد بن سَلمَة:" قَالَ سماك بن حَرْب أَنا حدثت أَبَا بردة بِهَذَا الحَدِيث "؛ ولهذه الْعلَّة لم يُخرجهُ الشَّيْخَانِ - رحمهمَا الله تَعَالَى - فِي الصَّحِيح "، وَالله أعلم.
(مَسْأَلَة)
(366)
:
وَيرجع فِي تَمْيِيز الْأَنْسَاب إِذا اشتبهت إِلَى قَول الْقَافة. وَقَالَ أَبُو حنفية رحمه الله: " لَا يرجع إِلَى الْقَافة، وَلَكِن يلْحق بِجَمِيعِ من ادَّعَاهُ ".
فَفِي الصَّحِيح عَن عَائِشَة رضي الله عنها قَالَت: " دخل النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ -
يَوْمًا مَسْرُورا، وأسارير وَجهه تبرق، فَقَالَ: ألم تسمعي مَا قَالَ مجزز المدلجي؟ وَرَأى زيدا وَأُسَامَة قد غطيا رؤوسهما وبدت أقدامهما، فَقَالَ: إِن هَذِه الْأَقْدَام بَعْضهَا من بعض ".
وَفِي رِوَايَة أَن النَّبِي
صلى الله عليه وسلم َ - دخل عَلَيْهَا وَهُوَ مسرور تبرق أسارير وَجهه، فَقَالَ:" ألم تسمعي مَا قَالَ مجزز المدلجي، وَرَأى أُسَامَة وزيداً نائمين، وَقد خرجت أقدامهما "، فَذكر مثله، أخرجه البُخَارِيّ وَمُسلم فِي الصَّحِيح.
وَأخرجه مُسلم عَن عَائِشَة رضي الله عنها بِمَعْنَاهُ من حَدِيث ابْن شهَاب، وَفِيه:" وَكَانَ مجزز قائفاً ".
قَالَ أَبُو دَاوُد: " وَكَانَ أُسَامَة أسود، وَكَانَ زيد أَبيض ".
وروى الشَّافِعِي رحمه الله أخبرنَا أنس بن عِيَاض عَن هِشَام عَن أَبِيه عَن يحيى بن عبد الرَّحْمَن بن حَاطِب أَن رجلَيْنِ تداعيا ولدا، فَدَعَا لَهُ عمر الْقَافة فَقَالُوا:" قد اشْتَركَا فِيهِ، فَقَالَ لَهُ عمر رضي الله عنه: وَآل أَيهمَا شِئْت "، قَالَ أخبرنَا مَالك عَن يحيى بن سعيد عَن سُلَيْمَان بن يسَار أَن عمر - رضي الله عنه مثل مَعْنَاهُ.
وروى ابْن بكير عَن مَالك عَن يحيى بن سعيد عَن سُلَيْمَان بن يسَار أَن عمر) بن الْخطاب رضي الله عنه كَانَ يليط أَوْلَاد الْجَاهِلِيَّة مِمَّن دعاهم فِي الْإِسْلَام، قَالَ سُلَيْمَان:" فَأتى رجلَانِ كِلَاهُمَا يَدعِي ولد امْرَأَة، فَدَعَا عمر رضي الله عنه قائفاً، فَنظر إِلَيْهِمَا، فَقَالَ الْقَائِف: " لقد اشْتَركَا فِيهِ، فَضَربهُ عمر رضي الله عنه بِالدرةِ، (وَقَالَ: مَا يدْريك؟) ، ثمَّ قَالَ للْمَرْأَة: أَخْبِرِينِي خبرك، فَقَالَت: كَانَ هَذَا لأحد الرجلَيْن يَأْتِيهَا، وَهِي فِي إبل لأَهْلهَا، فَلَا يفارقها حَتَّى يظنّ أَن قد اسْتمرّ بهَا حملا، ثمَّ انْصَرف عَنْهَا، فأهريقت دَمًا، ثمَّ خلف هَذَا - يَعْنِي الآخر - فَلَا أَدْرِي من أَيهمَا
هُوَ، فَكبر الْقَائِف، فَقَالَ عمر رضي الله عنه للغلام: وَال أَيهمَا شِئْت ".
وَعَن مَالك عَن يزِيد بن عبد الله بن الْهَاد عَن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الْحَارِث التَّيْمِيّ عَن سُلَيْمَان بن يسَار عَن عبد الله بن عبد الله بن أُميَّة أَن امْرَأَة هلك عَنْهَا زَوجهَا، فاعتدت أَرْبَعَة أشهر وَعشرا، ثمَّ تزوجت حِين حلّت، فَمَكثت عِنْد زَوجهَا أَرْبَعَة أشهر (وَنصفا) ، ثمَّ ولدت ولدا تَاما، فجَاء زَوجهَا إِلَى عمر بن الْخطاب، رضي الله عنه، فَذكر لَهُ ذَلِك، فَدَعَا عمر رضي الله عنه نسْوَة من نسَاء الْجَاهِلِيَّة قدماء، فسألهن عَن ذَلِك، فَقَالَت امْرَأَة مِنْهُنَّ:" أَنا أخْبرك عَن هَذِه الْمَرْأَة، هلك عَنْهَا زَوجهَا حِين حملت، فأهريقت عَلَيْهِ الدِّمَاء، فَحُشَّ وَلَدهَا فِي بَطنهَا، فَلَمَّا أَصَابَهَا زَوجهَا الَّذِي نكحت، وَأصَاب الولدَ الماءُ تحرّك الْوَلَد فِي بَطنهَا وَكبر "، فصدقها عمر، رضي الله عنه، وَفرق بَينهمَا، وَقَالَ عمر رضي الله عنه:" أما إِنَّه لم يبلغنِي عنكما إِلَّا خير، وَألْحق الْوَلَد بِالْأولِ ".
وروى الشَّافِعِي رحمه الله عَن ابْن علية عَن حميد عَن أنس رضي الله عنه أَنه شكّ فِي ابْن لَهُ، فَدَعَا لَهُ الْقَافة.