الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأخذوا أموالهم. فأرسلت قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم تناشده اللَّه والرحم لما أرسل إليهم فمن أتاه منهم فهو آمن.
[غزوة خيبر]
غزوة خيبر ولما قدم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من الحديبية، مكث بالمدينة عشرين يوما، أو قريبا منها. ثم خرج إلى خيبر واستخلف على المدينة سباع بن عرفطة وقدم أبو هريرة حينئذ المدينة مسلما. فوافى سباعا في صلاة الصبح. فسمعه يقرأ {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} [المطففين: 1] فقال - وهو في الصلاة -: ويل أبي فلان له مكيالان إذا اكتال اكتال بالوافي، وإذا كال كال بالناقص.
وقال سلمة بن الأكوع: خرجنا إلى خيبر فقال رجل لعامر بن الأكوع ألا تسمعنا من هنياتك؟ فنزل يحدو ويقول:
اللَّهم لولا أنت ما اهتدينا
…
ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزلن سكينة علينا
…
وثبت الأقدام إن لاقينا
إنا إذا صيح بنا أتينا
…
وبالصياح عولوا علينا
وإن أرادوا فتنة أبينا
فقال صلى الله عليه وسلم من هذا السائق؟ قالوا: عامر بن الأكوع. قال رحمه الله فقال رجل من القوم وجبت يا رسول اللَّه لولا متعتنا به؟ .
قال فأتينا خيبر. فحاصرناهم حتى أصابتنا مخمصة شديدة. فلما تصافوا خرج مرحب يخطر بسيفه ويقول -
قد علمت خيبر أني مرحب
…
شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الحروب أقبلت تلهب
فنزل إليه عامر وهو يقول -
قد علمت خيبر أني عامر
…
شاكي السلاح بطل مغامر
فاختلفا ضربتين. فوقع سيف مرحب في ترس عامر فعضه. فذهب عامر يسفل له - وكان سيفه قصيرا - فرجع إليه سيف فأصاب ركبته فمات.
قال سلمة فقلت للنبي صلى الله عليه وسلم زعموا أن عامرا حبط عمله فقال «كذب من قال ذلك إن له أجرين - وجمع بين إصبعيه - إنه لجاهد مجاهد قل عربي مشى بها مثله» . ولما دنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من خيبر قال قفوا فوقف الجيش.
فقال «اللَّهم رب السماوات السبع وما أظللن ورب الأرضين السبع وما أقللن ورب الشياطين وما أضللن ورب الرياح وما أذرين. فإنا نسألك خير هذه القرية وخير أهلها، وخير ما فيها. ونعوذ بك من شر هذه القرية وشر أهلها، وشر ما فيها» . أقدموا باسم اللَّه (1) .
فحاصرهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قريبا من عشرين ليلة. وكانت أرضا وخمة شديدة الحر. فجهد المسلمون جهدا شديدا. فقام النبي صلى الله عليه وسلم فيهم. فوعظهم وحضهم على الجهاد.
وكان فيهم عبد أسود فقال يا رسول اللَّه إني رجل أسود اللون قبيح الوجه منتن الريح لا مال لي. فإن قاتلت هؤلاء حتى أقتل أدخل الجنة؟ قال نعم فتقدم. فقاتل حتى قتل فقال النبي صلى الله عليه وسلم لما رآه «لقد
(1) الحديث رواه النسائي وابن حبان والحاكم وصححاه من حديث صهيب.