الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[استقرار الرسول بالمدينة]
فصل ولما استقر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في المدينة، وأيده اللَّه بنصره وبالمؤمنين. وألف بين قلوبهم بعد العداوة، ومنعته أنصار اللَّه من الأحمر والأسود رمتهم العرب واليهود عن قوس واحد، وشمروا لهم عن ساق العداوة والمحاربة.
واللَّه يأمر رسوله والمؤمنين بالكف والعفو والصفح حتى قويت الشوكة. فحينئذ أذن لهم في القتال ولم يفرضه عليهم فقال تعالى {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} [الحج: 39](1) وهي أول آية نزلت في القتال.
ثم فرض عليهم قتال من قاتلهم فقال تعالى {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ} [البقرة: 190] الآية (2) . ثم فرض عليهم قتال المشركين كافة فقال {وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً} [التوبة: 36]- الآية (3) .
[بعض خصائص رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم]
بعض خصائص رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يبايع أصحابه في الحرب على ألا يفروا، وربما بايعهم على الموت. وربما بايعهم على الجهاد. وربما بايعهم على الإسلام.
وبايعهم على الهجرة قبل الفتح.
وبايعهم على التوحيد والتزام طاعة اللَّه ورسوله.
(1) آية 39 من سورة الحج.
(2)
من الآية 190 من سورة البقرة.
(3)
من الآية 36 من سورة براءة.
وبايع نفرا من أصحابه على ألا يسألوا الناس شيئا. فكان السوط يسقط من أحدهم. فينزل فيأخذه ولا يسأل أحدا أن يناوله إياه.
وكان يبعث البعوث يأتونه بخبر عدوه. ويطلع الطلائع ويبث الحرث والعيون حتى لا يخفى عليه من أمر عدوه شيء.
وكان إذا لقي عدوه دعا اللَّه واستنصر به وأكثر هو وأصحابه من ذكر اللَّه والتضرع له.
وكان كثير المشاورة لأصحابه في الجهاد.
وكان يتخلف في ساقتهم. فيزجي الضعيف ويردف المنقطع.
وكان إذا أراد غزوة ورى بغيرها.
وكان يرتب الجيش والمقاتلة ويجعل في كل جنبة كفؤا لها.
وكان يبارز بين يديه بأمره. وكان يلبس للحرب عدته. وربما ظاهر بين درعين كما فعل يوم بدر.
وكان له ألوية.
وكان إذا ظهر على قوم أقام بعرصتهم ثلاثا ثم قفل.
وكان إذا أراد أن يغير ينتظر. فإذا سمع مؤذنا لم يغر وإلا أغار.
وكان يحب الخروج يوم الخميس بكرة. وكان إذا اشتد البأس اتقوا به وكان أقربهم إلى العدو.
وكان يحب الخيلاء في الحرب. وينهى عن قتل النساء والولدان. وينهى عن السفر بالقرآن إلى أرض العدو.