الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قالوا: بماذا نجيبك يا رسول الله؟ ولله ولرسوله المن والفضل.
قال: فبكى القوم، حتى أخضلوا لحاهم، وقالوا: رضينا برسول الله قسما وحظا. ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفرقوا.
وقدمت الشيماء بنت الحارث - أخت رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاعة - فقالت: يا رسول الله، أنا أختك، فبسط لها رداءه. وأجلسها عليه. وقال:«إن أحببت فعندي مكرمة، وإن أحببت أن أمتعك وترجعي إلى قومك» فقالت: بل تمتعني، وتردني إلى قومي. ففعل وأسلمت. فأعطاها ثلاثة أعبد وجارية ونعماء وشاء.
[المن على سبي هوازن]
المن على سبي هوازن وقدم وفد هوازن على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم أربعة عشر رجلا. فسألوه:
(1) اللعاعة - بضم اللام - نبت ناعم في أول ما ينبت. يقال: خرجنا نتعلى. أي نأخذ اللعاعة. يريد. أنها قليلة البقاء كالنبات الأخضر.
أن يمن عليهم بالسبي والأموال، فقال:«إن معي من ترون، وإن أحب الحديث إلي أصدقه. فأبناؤكم ونساؤكم أحب إليكم، أم أموالكم؟» ، فقالوا: ما كنا نعدل بالأحساب شيئا. فقال: «إذا صليت الغداة فقوموا، فقولوا: إنا نستشفع برسول الله صلى الله عليه وسلم على المؤمنين، وبالمؤمنين على رسول الله أن يرد إلينا سبينا» .
فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الغداة قاموا، فقالوا ذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«أما ما كان لي ولبني عبد المطلب: فهو لكم، وسأسأل لكم الناس» .
فقال المهاجرون والأنصار: ما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال الأقرع بن حابس: أما أنا وبنو تميم فلا. وقال عيينة بن حصن: أما أنا وبنو فزارة فلا. وقال عباس بن مرداس: أما أنا وبنو سليم فلا فقالت بنو سليم: ما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال العباس: وهنتموني.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن هؤلاء القوم قد جاءوا مسلمين. وقد استأنيت بسببهم، وقد خيرتهم، فلم يعدلوا بالأبناء والنساء شيئا. فمن كان عنده شيء فطابت نفسه بأن يرده، فسبيل ذلك. ومن أحب أن يستمسك بحقه فليرده عليهم، وله بكل فريضة ست فرائض من أول ما يفيء الله علينا» فقال الناس: قد طيبنا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: «إنا لا نعرف من رضي منكم ممن لم يرض، فارجعوا حتى يرفع إلينا عرفاؤكم أمركم. فردوا عليهم أبناءهم ونساءهم، وكسا النبي صلى الله عليه وسلم السبي قبطية قبطية» .