الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
على أهل مكة - وهما جبلاها اللذان هي بينهما فقال «بل أستأني بهم لعل اللَّه أن يخرج من أصلابهم من يعبده لا يشرك به شيئا» .
فلما نزل بنخلة في مرجعه قام يصلي من الليل ما شاء اللَّه فصرف اللَّه إليه نفرا من الجن. فاستمعوا قراءته ولم يشعر بهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حتى نزل عليه {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ} [الأحقاف: 29]- إلى قوله - {أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [الأحقاف: 32](1) . وأقام بنخلة أياما. فقال زيد بن حارثة رضي الله عنه كيف تدخل عليهم وقد أخرجوك؟ - يعني قريشا - فقال «يا زيد إن اللَّه جاعل لما ترى فرجا ومخرجا. وإن اللَّه ناصر دينه ومظهر نبيه» .
ثم انتهى إلى مكة. فأرسل رجلا من خزاعة إلى المطعم بن عدي أدخل في جوارك؟ فقال نعم. فدعا المطعم بنيه وقومه فقال البسوا السلاح وكونوا عند أركان البيت. فإني قد أجرت محمدا. فلا يهجه أحد فانتهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى الركن فاستلمه. وصلى ركعتين. وانصرف إلى بيته والمطعم بن عدي وولده محدقون به في السلاح حتى دخل بيته.
[الإسراء والمعراج]
الإسراء والمعراج ثم أسري برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى بيت القدس راكبا على البراق صحبة جبريل عليه السلام. فنزل هناك. وصلى بالأنبياء إماما. وربط البراق بحلقة باب المسجد. ثم عرج به إلى السماء الدنيا. فرأى فيها آدم. ورأى أرواح السعداء عن يمينه والأشقياء عن شماله. ثم إلى الثانية. فرأى
(1) الآيات من 29 - 32 من سورة الأحقاف.
فيها عيسى ويحيى. ثم إلى الثالثة. فرأى فيها يوسف. ثم إلى الرابعة. فرأى فيها إدريس. ثم إلى الخامسة. فرأى فيها هارون. ثم إلى السادسة. فرأى فيها موسى. فلما جاوزه بكى. فقيل له ما يبكيك؟ قال أبكي أن غلاما بعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر مما يدخلها من أمتي. ثم عرج به إلى السماء السابعة. فلقي فيها إبراهيم. ثم إلى سدرة المنتهى. ثم رفع إلى البيت المعمور. فرأى هناك جبريل في صورته له ستمائة جناح. وهو قوله تعالى {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى - عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى} [النجم: 13 - 14](1) . وكلمه ربه وأعطاه ما أعطاه. وأعطاه الصلاة. فكانت قرة عين رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم
فلما أصبح رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في قومه وأخبرهم اشتد تكذيبهم له وسألوه أن يصف لهم بيت المقدس. فجلاه اللَّه له حتى عاينه. وجعل يخبرهم به. ولا يستطيعون أن يردوا عليه شيئا. وأخبرهم عن عيرهم التي رآها في مسراه ومرجعه وعن وقت قدومها، وعن البعير الذي يقدمها. فكان كما قال. فلم يزدهم ذلك إلا ثبورا. وأبى الظالمون إلا كفورا.
(1) الآيتان 13 - 14 سورة النجم.