الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تمهيد:
القرآن الكريم وقراءاته
كلمة "القرآن":
اختلف العلماء حول معنى لفظ "قرآن"، العلم على الكتاب الحكيم، بالرغم من أنه من الوضوح حتى يعطي السامع أيًّا كان حظه من الثقافة انطباعًا قريبًا من الصواب، لكن الواضح من الألفاظ تحار العقول في سبر غوره أكثر مما تعاني من فهم الخفي الغامض.
وللقرآن الكريم أسماء كثيرة تفهم من آيات شتى تحدثت عنه، ومن هذه الأسماء:
الفرقان- قال تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ} 1.
والكتاب -قال تعالى: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيه} 2.
والذكر -قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} 3.
1 الفرقان: 1.
2 البقرة: 2.
3 الحجر: 9.
والمثاني -قال تعالى: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ} 1.
والنور -قال تعالى: {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ} 2.
وغير ذلك كثير:
وفي تقديري أنها وأمثالها صفات كاشفة عن خصائص الكتاب، مبينة عن رسالته وأثره، شارحة لفضله، وعظم آيته في الإقناع وهداية النفوس حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
ومن هنا فالعلم الغالب، السائد، المشهور إطلاقه على الكتاب الحق هو القرآن، وهو الاسم الذي اختاره الله له وسماه به، وتحدث عنه على ضوئه، يبدو هذا من هذه الآيات:{ص وَالْقُرْآَنِ ذِي الذِّكْرِ} 2، {وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا} 4، {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} 5، {وَقُرْآَنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا} 6، {وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآَنَ} 7، {وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ} ، {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ} 9.
إذن لفظ "القرآن" له معناه ومغزاه فماذا قال العلماء في تخريج لفظه.
القرآن في الأصل مصدر "قرأ" يقال: قرأ قراءة وقرآنًا،
1 سورة الزمر: 23.
2 المائدة: 15.
3 ص: 1.
4 المزمل: 4.
5 الحشر: 21.
6 الإسراء: 103
7 النمل: 92.
8 التوبة: 111.
9 البقرة: 185.
قال تعالى: {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ، فَإِذَا قَرَأْنَاهُ} 1، أي قراءته، فهو إذن مصدر على وزن فعلان بضم الفاء، مثل غفران، ثم نقل من هذا المعنى المصدري، وجعل علمًا على الكتاب العزيز.
ورأي آخر: يرى أنه وصف على وزن "فُعلان" بضم الفاء مشتق من "القرآن" بمعنى الجمع، يقال: قرأت الماء في الحوض، أي جمعته؛ ولأن القرآن يجمع السور والآيات سمي بهذا العلم.
وهذا الرأي ينتهي إلى الرأي الأول؛ لأن المعنى اللغوي للقراءة هو الجمع أيضًا، كما ظهر في الآية الكريمة.
وهذان الرأيان على أساس أن اللفظ مهموز، وهو الأكثر والأشهر وذهب بعض العلماء إلى أنه غير مهموز.
فترى منهم من قال: إنه مشتق من: قرنت الشيء بالشيء إذا ضممت أحدهما إلى الآخر، وسور القرآن وآياته اقترن بعضها ببعض.
وقال الفراء: هو مشتق من القرائن؛ لأن الآيات منه يصدق بعضها بعضًا، ويشبه بعضها بعضًا، وهي قرائن أي أشباه ونظائر.
ومن ناحية الاشتقاق لا يختلف هذا الرأي عن سابقه.
ويرى بعض العلماء أنه علم مرتجل فهو وضع من أول الأمر للكتاب العزيز، ولم يكن له استعمال سابق نقل منه إليه2.
والذي نخلص إليه من مقالات العلماء حول اسم "القرآن" هو أن
1 سورة القيامة: 17، 18.
2 راجع: الصحاح للجوهري، والمعجم الوسيط ص 2 ص 722 طـ. القاهرة، والإتقان للسيوطي ج 1 ص 50 ط. الحلبي والمستدرك للحاكم ج 2 ص 230، وإرشاد الفحول للشوكاني ص 29 ط القاهرة.
وراءه معنى عظيمًا وسمة واضحة من سمات الكتاب الحق، غابت عمن أوغلوا في التصور. واشتطوا في التخرج وذلك أن من خصائص هذا الكتاب أنه يقرأ، فقراءته عبادة يتقرب بها المسلم إلى الله، وقراءة آيات منه جزء من عبادة الصلاة، وتلاوته وتدبره منهج إسلامي للأفراد والجماعات على السواء، فهو قد تميز عن الكتب السابقة بأنه محفوظ الصدور، مثبت في السطور، تردده الألسن كل حين.
يقول الدكتور محمد عبد الله دراز:
"روعي في تسميته قرآنًا كونه متلوًا بالألسن، كما روعي في تسميته كتابًا كونه مدونًا بالأقلام، فكلتا التسميتين من تسمية شيء بالمعنى الواقع عليه، وفي تسميته بهذين الاسمين إشارة إلى أن حقه العناية بحفظه في موضعين لا في موضع واحد. أعني أنه يجب حفظه في الصدور والسطور جميعًا: {أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى} 1، فلا ثقة لنا بحفظ حافظ حتى يوافق الرسم المجمع عليه من المنقول إلينا جيلًا بعد جيل، على الهيئة التي وضع عليها أول مرة، ولا ثقة لنا بكتابة كاتب حتى يوافق ما هو عند الحافظ بالإسناد الصحيح المتواتر"2.
هذا المغزى الكبير رواه اسم القراءات، والإيحاءات الصادقة له، وأما ما أشير إليه من معان أخرى من نحو جمع السور، وضم الآيات فهي في المتناول، ولا تدل على سمة مميزة.
وبجاب هذه السمة المفهومة من لفظ القرآن وهو أنه كتاب من
1 ساق هذه الآية متمثلًا بها، ليشير إلى أن طريق الحفظ يساند الكتابة، والعكس صحيح أيضًا.
2 راجع كتاب النبأ العظيم ص 12، 13 دار العلم الكويت.
شأنه أن يقرأ ويتلى، حتى إن القرآن علمنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بثلاثة أشياء جاءت في آية النمل التي ذكرناها آنفًا وهي:
أ- أن يعبد رب البلد الحرام 2- أن يكون من المسلمين 3- أن يتلو القرآن.
وفي هذا بيان أي بيان.
وثمت سمة أخرى:
هو للإنس والجن جميعًَا؛ لأنه كتاب الرسالة الشاملة الخاتمة: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآَنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ} ، {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا، يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ} .
وأنه مصدق لما قبله من الكتب ومهيمن عليها. فهو ناسخ لكل حكم فيها يخالفه.
وأنه الآية على الرسالة الخاتمة، ولذلك ضم كل عناصر البقاء، وما من يوم يمر إلا ويظهر جديد يشهد بقدره، وعلو شأنه، فلا تنتهي عجائبه.
ومن هنا تكفل رب العالمين بحفظه؟ إذ قال عز من قائل: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} 1.
وقد يسر الله تبارك وتعالى لهذا الكتاب من وسائل الحفظ وأسبابه، مما نذكر هنا بعضه دلالة على تحقق الوعد، واستمراره.
1 منها أنه: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ، عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ} .
1 سورة الحجر: 9.
فالروح نزل به على قلب النبي محمد عليه الصلاة والسلام، فلم تكن هناك فرصة للنسيان؛ لأن النسيان أو السهو يعرض لمن يتلقى شيئًا في المرحلة الأولى من مراحل التلقي، فإذا وصل القلب وثبت فلا سبيل لنسيانه، وهذا أمر اختص الله به نبيه حفاظًا على الكتاب الخاتم.
ولأجل هذا عندما كان الرسول عليه الصلاة والسلام يردد العبارة القرآنية في أثناء التلقي قال له ربه: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ، إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ} كما قال له: {سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى} .
2-
عندما كانت تنزل الآيات من الكتاب العزيز، ويتلقاها الرسول عليه الصلاة والسلام يعلمها لأصحابه فيحفظونها ثم يتجهون للعمل بها، والعمل من أقوى العوامل للحفظ، ويأمر كتاب الوحي، وهم كثير، وعلى رأسهم زيد بن ثابت فيكتبونها على العظام والأحجار وسعف النخل وإمعانًا في المحافظة نهى النبي عليه الصلاة والسلام في هذه الفترة عن تدوين شيء غير القرآن. وقال: لا تكتبوا عني، ومن كتب عني شيئًا غير القرآن فليمحه، وحدثوا عني ولا حرج"1.
3-
تلقى الرسول عليه الصلاة والسلام القرآن من عند ربه بكل صور الأداء التي تستبقي معانيه، وتحافظ على أهدافه ورسالته، وتيسر لكل القبائل على اختلاف لغاتها تلاوته، وروى الصحابة عن النبي هذه القراءات ورددوها، حتى إذا اختلفوا رجعوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم واستمع منهم فيقول:"كذلك أنزلت".
فهذه القراءات المروية بالتواتر سبب من أسباب الحفظ؛ إذ لو كان على حرف واحد وترك للألسنة المختلفة تعانيه قد يدفعها ذلك إلى التحريف والتغيير، فكانت القراءات المتواترة محققة للصيانة والحفظ
1 رواه البخاري.
4-
بعد أن تولى أبو بكر خلافة المسلمين، واضطر إلى محاربة المرتدين ومانعي الزكاة، واستشهد في هذه المعارك جمهرة من حفاظ القرآن وقرائه الذين وعت صدورهم الكتاب العزيز أشار عمر رضي الله عنه على الصديق بجمع القرآن في مصحف واحد خشية أن يضيع شيء منه بموت القراء، فأبى عليه أبو بكر الذي اتخذ لنفسه منهج الاتباع للنبي الكريم، ورأى أول الأمر في ذلك العمل بدعة لم يعملها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما زال به عمر حتى استبان للصديق أن هذا العمل هو من صميم منهج الاتباع، لأنه يهدف إلى الحفاظ على دستور الأمة، وكتابها الحق، ولنترك زيد بن ثابت يكمل القصة وقد أرسل إليه أبو بكر، فقال له: إنك رجل، شاب، عاقل، لا نتهمك، قد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن واجمعه، قال زيد: فوالله لنقل جبل من الجبال ما كان أثقل عليّ من الذي أمرني به من جمع القرآن، أجمع من الرقاع واللخاف، والعسف، وصدور الرجال حتى وجدت سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري، لم أجدها مع أحد غيره:{لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ} ، حتى خاتمة السورة، فكانت الصحف عند أبي بكر حياته، حتى توفاه الله، ثم عند عمر حتى توفاه الله، ثم عند حفصة ابنة عمر"1.
ولا شك أن جهود الحفاظ والكتاب توافرت مع زيد الذي رأس هذا العمل حتى تم هذا الإنجاز العظيم على طريق الحفاظ على الكتاب العزيز.
5-
الجمع الثاني وكتابه المصحف العثماني، المعروف بالمصحف الإمام، ونسخت منه عدة نسخ وزعت على الأمصار وأحرق
1 الفهرست لابن النديم ص 37 دار المعرفة بيروت.
ما عداها لتنضبط عملية القراءة على نهج سوي تم بإجماع الصحابة، وبمشورة حذيفة بن اليمان على عثمان رضي الله عنه، كما سنفصل ذلك بعد.
وكان هذا العمل أيضًا مرحلة أخرى للحفاظ على القرآن يسر الله له الصحابي الجليل عثمان وإخواته من قراء الصحابة وحاظهم، ونال شرف انتساب المصحف إليه.
6-
وضع النحو في عهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه بمعرفة أبي الأسود الدؤلي، وكان هذا العمل يهدف إلى صيانة الكتاب العزيز وحفظه بالحفاظ على اللسان الذي نزل به.
7-
اتجاه بعض النحاة القرء من تلامذة أبي الأسود إلى نقط المصحف لإزالة الإعجام بعد تفشي اللحن، واحتمال أن يستعصي فهمه على بعض هؤلاء الذين استعجموا، وهؤلاء التلاميذ نصر بن عاصم، ويحيى بن يعمر، وعبد الرحمن بن هرمز، وعنبسة الفيل "نقطوا المصحف، وأخذ عنهم النقط، وحُفِظ، وضبط، وقيد، وعمل به، واتبع فيه سنتهم، واقتدى فيه بمذاهبهم"1.
وقد ذكرت المراجع أن هذا الأمر تم بمشورة الحجاج ورأيه. فإذا وضعنا بجانب هذا صنيع أبي الأسود في وضع نقط الإعراب، وتخيره كاتبًا فطنًا يراقب حركة شفتيه، ويضبط كلمات المصحف على هذا النحو رفعًا ونصبًا وجرًّا وجزمًا2 تبين لنا أنهم بهذا العمل الخطير قد أحاطوا لفظ القرآن الكريم بسياج يمنع اللحن فيه، مما جعل بعض القدماء
1 المحكم في نقط المصاحف للداني ص6، والتصحيف والتحريف لأبي أحمد العسكري ص10.
2 راجع المحكم للداني في نقط المصاحف "طبع دمشق" ص 2 وما بعدها.
يظنون أنهم وضعوا قواعد الإعراب أو أطرافًا منها وهم إنما رسموا في دقة نقط الإعراب إلا قواعده، كما رسموا نقط الحروف المعجمة1.
8-
وظلت الجهود في الحفاظ على القرآن الكريم قائمة على قدم وساق؛ ولأجل هذا الهدف الأسمى، وضع ما وضع من قواعد اللغة العربية نحوًا وصرفًا، وبلاغة، وفقه لغة، وتدوين شعر ونحو هذا، كما اتجه العلماء للتدوين في القراءات، وضبطها نظرًا لكثرتها وتعددها؛ إذ وضع أبو عبيد القاسم بن سلام المتوفى 224هـ كتاب القراءات، جمع فيه قراءة خمسة وعشرين قارئًا، ومما يدل على قيمة هذا العمل قول ابن الجزري: لما كانت المائة الثالثة واتسع الخرق، وقل الضبط، وكان علم الكتاب والسنة أوفر ما كان في هذا العصر تصدى بعض الأئمة لضبط ما رواه من القراءات2.
وزاد الأمر دقة وتحديدًا هذا الصنيع العظيم الذي صنعه ابن مجاهد بعد ذلك عندما تخير السبعة القراء، الذين ارتضيت إمامتهم في الأمصار الإسلامية ومن بعده عرف اسم السبعة.
يقول الدكتور شوقي ضيف: والحق أن ابن مجاهد -نضر الله وجهه- أدى للأمة عملًا باهرًا باختيار هؤلاء السبعة؟ إذ كانت قد أدت كثرة الروايات في القراءات إلى ضرب من الاضطراب عند طائفة من القراء غير المتقنين3.
وكل جهد بذل ويبذل من أجل كتاب الله تعالى هو في حقيقته توفير للحفظ الذي وعد به رب العالمين، ووعده الحق.
1 راجع مقدمة المدارس النحوية. د. شوقي ضيف ص17.
2 النشر ج2 ص34 ط. القاهرة.
3 السبعة لابن مجاهد -المقدمة ص34 دار المعارف بمصر.
وهذا العمل الذي نعمله ما هو إلا لبنة متواضعة في طريق الغاية العظيمة.
وبعد أن استبانت بعض المعارف الأساسية عن الكتاب العزيز، نستطيع بعدها أن ندخل إلى فصول الكتاب ومباحثه، راجين من الله التوفيق والسداد.