الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مخارج الحروف
وصفاتها
مخارج الحروف
…
مخارج الحروف وصفتها:
مخارج الحروف:
حروف الهجاء في اللسان العربي، أو الأصوات خمسة وثلاثون حرفًا.
ماله صورة منها ترسم تسعة وعشرون حرفًا1.
أما الحروف التي لا ترسم فهي ستة: الهمزة بين بين، والألف الممالة، وألف التفخيم والحرف المعترض بين الشين والجيم، والحرف المعترض بين الزاي والصاد، والنون الخفيفة2.
وسنشير بإيجاز إلى مخارج هذه الحروف، ليسير القارئ على
1 قال سيبويه: فأصل حروف العربية تسعة وعشرون حرفًا: الهمزة والألف والهاء..، الكتاب ج2 ص 404، ويرى المبرد أنها ثمانية وعشرون حرفًا، فلا بعد منها الهمزة. المقتضب ج1 ص192.
2 في الكتاب أوصل سيبويه الأصوات والحروف إلى اثنين وأربعين حرفًا منها المستحسن وغيره. وهذه الحروف كلها ترجع إلى التسعة وعشرين حرفًا" الكتاب ج2 ص404.
هديها في تجويد الأداء للكتاب العزيز.
أ- مخارج الحلق: للحلق ثلاثة مخارج فمن أقصى الحلق مخرج الهمزة وهي أبعد الحروف، ويليها في البعد مخرج الهاء.
ويليه المخرج الثاني، وهو مخرج الحاء والعين "وهو وسط الحلق".
والثالث: أدنى الحلق مما يلي الفم، وهو مخرج الخاء والغين.
وهذه الحروف الستة هي المعروفة بحروف الحلق.
ب- اللسان والفم وفيهما عشرة مخارج.
1-
أقصى اللسان -أي: أبعده مما يلي الحلق، وما يحاذيه من الحنك الأعلى، ويخرج منه القاف.
2-
أقصى اللسان -مع ما يحاذيه من الحنك الأعلى تحت مخرج القاف، ويخرج منه الكاف وهذان الحرفان يقال لهما: لهويان لخروجهما من قرب اللهاة.
3-
وسط اللسان: مع ما يحاذيه من الحنك الأعلى، ويخرج منه الجيم والشين والياء وتسمى هذه الحروف شجرية لخروجها من "شجر" اللسان أي منفتحة1.
4-
إحدى حافتي اللسان، وما يحاذيها من الأضراس العليا -تخرج منها الضاد، المعجمة وخروجها من الجهة اليسرى أسهل وأكثر استعمالًا، ومن اليمنى أصعب وأقل استعمالًا، ومن الجانبين أشد عسرًا؛ ولذا فهي أصعب الحروف مخرجًا2.
1 راجع الكتاب ج2 ص405.
2 راجع المبرد ج1 ص183 المقتضب، يقول عن الضاد: مخرجها من الشدق.
3 فبعض الناس تجري له في الأيمن، وبعضهم تجري من الأيسر.
5-
ما بين حافتي اللسان معًا، بعد مخرج الضاد، وما يحاذيها من اللثة أي لحمة الأسنان العليا، يخرج منه اللام، وخروج حرف اللام، الحافة اليمنى أمكن عكس الضاد.
6-
طرف اللسان، وما يحاذيه من لثة الأسنان العليا تحت مخرج اللام قليلًا تخرج النون المظهرة بخلاف المدغمة، والمخفاة، فمخرجها الخيشوم.
7-
طرف اللسان مع ظهره مما يلي رأسه، ويخرج منه الراء، وهو أدخل إلى ظهر اللسان من النون وتسمى الحروف الثلاثة "اللام- النون- الراء" زلقية لخروجها من ذلق اللسان أي طرفه.
8-
طرف اللسان مع أطراف الثنايا العليا، وتخرج منه الظاء والذال والثاء، وتسمى هذه الحروف لثويه لخروجها من قرب اللثة.
9-
طرف اللسان مع ما بين الأسنان العليا والسفلى، قريبة إلى السفلى، مع انفراج قليل بينهما، وتخرج منه الصاد فالسين فالزاي، وتسمى هذه الحروف أسلية من أسلة اللسان، أي مستدقة.
10-
ظهر اللسان من جهة رأسه، وأصل الثنيتين العليين، ويخرج منه الطاء فالدال المهملتان فالتاء المثناة الفوقية.
ج- الشفتان.
1-
بطن الشفة السفلى مع أطراف الثنايا العليا، ويخرج منه الفاء.
2-
الشفتان معًا، ويخرج منهما الباء الموحدة والميم والواو إلا أنهما بانطباق مع الميم والباء، وانفتاح مع الواو تسمى هذه الحروف شفوية لخروجها من الشفة.
د- الجوف.
3-
وهو الخلاء الداخل في الحلق والفم، ويخرج منه حروف المد الثلاثة: الألف ولا تكون إلا ساكنة، ولا يكون ما قبلها إلا مفتوحًا، والواو الساكنة المضموم ما قبلها، واليا الساكنة المكسور ما قبلها، وتسمى هذه الحروف بالجوفية أو الهوائية.
هـ- الخيشوم.
الخيشوم وهو خرق الأنف، المنجذب إلى الداخل فوق سقف الفم، وليس بالمنخر ويخرج منه الغنة، والنون المدغمة والمخفاة كما أشرنا.
فالمخارج الفرعية كما رأينا سبعة عشر، وهي موزعة على خمس مخارج رئيسة في منطقة الفم ومن كل منهما يخرج حرف أو أكثر.
ومعرفة هذه المخارج، وملاحظتها في النطق والأداء أكبر عون على تجويد التلاوة، وتحقيق معنى الترتيل، كما أنها من ناحية أخرى تحافظ على الخصائص الصوتية للسان الغربي.
وهنا قضية أخرى نختم بها القول في مخارج الحروف.
اختلف العلماء في عدد مخارج الحروف. ولهم في ذلك مذاهب ثلاثة:
ذهب الخليل بن أحمد وأكثر القراء والنحويين وتبعهم ابن الجزري إلى أنها سبعة عشر مخرجًا على الوضع الذي شرحناه، والتزمنا به.
وذهب سيبويه والمبرد، وتبعهما الشاطبي إلى أنها ستة عشر مخرجًا.
وذهب الفراء وقطرب والجرمي إلى أنها أربعة عشر مخرجًا.
فمن جعلها سبعة عشر، وزع الحروف على النحو التالي: في الجوف مخرج، ومن الحلق ثلاثة، وفي اللسان عشرة، وفي الشفتين
اثنان، وفي الخيشوم واحد.
ومن جعلها ستة عشر: أسقط مخرج الجوف، ووزع حروفه وهي حروف المد على بعض المخارج فجعل الألف مع الهمزة من أقصى الحلق، وياء المد مع الياء المحركة من وسط اللسان، وواو المد من الشفتين مع الواو المحركة.
ومن جعلها أربعة عشر: أسقط مخرج الجوف كذلك، وجعل مخارج اللسان ثمانية بجعله مخرج اللام والراء والنون واحدًا.
وقد التزمت في العرض السابق مذهب ابن الجزري، وهو المشهور عند أهل الأداء والذي سار عليه من قبل الخليل وجمهرة من النحويين والقراء كما ذكرنا1.
1 يراجع الكتاب لسيبويه، والمقتضب للمبرد، والنشر لابن الجزري.